NovelToon NovelToon

لا تُصلحِ الوحوش أو تعيد استخدامها بلا تفكير

الفصل 1

... - المقدمة....

...تأوّهت ميلودي وهي تعقد حاجبيها من الإحساس النابض بالألم. كان صداعًا رهيبًا بعد الثمالة. ...

...و ما إن نهضت بتأوّه حتى رأت مشهدًا غريبًا أمامها....

...“فندق..…؟!”...

...ثريا فاخرة. ملاءة سرير مطرّزة بخيوط ذهبية. ...

...آخر ما تتذكره هو حانةٌ متداعية، ولا تدري بأي عقل انتهى بها المطاف إلى هنا....

...نظرت ميلودي إلى جسدها، ولم تكن ترتدي سوا الرداء الداخلي، بوجه بليد، ثم أدارت بصرها نحو النافذة. و انعكس في الزجاج وجه امرأة بشعر أخضر باهت غير مرتب، وعينين خضراوين داكنتين، وملامح صغيرة متناسقة....

...ثم تذكّرت بوضوح ما حدث البارحة....

...'لقد هربت من العاصمة، خلفية أحداث الرواية.'...

...ميلودي أدركت ذات يوم، بمحض صدفة، أن هذا العالم ليس إلا داخل رواية رومانسية للبالغين بعنوان خفايا ليهيلين، وأنها ليست سوى شخصية ثانوية بالكاد تُذكر، تنتهي حياتها بالموت مقطوعة الرأس بسبب مؤامرة أثناء أدائها لعملها....

...وتلك الشخصية كانت هي، ميلودي نفسها....

...ولذا، لتنجو من موتها، كان عليها أن تهرب من الرواية. ...

...و بعد شهور من الاستعداد، انطلقت أخيرًا صباح البارحة، فارّةً على ظهر حصانها مبتعدةً عن العاصمة قدر المستطاع....

...ثم، لتأخذ قسطًا من الراحة، دخلت حانةً في نزل بقرية قريبة....

...“إلى أين تظنين أنكِ ذاهبة؟”...

...لكن قُبض عليها فورًا. من قِبل أول بطل رئيسي في الرواية....

...رجلٌ أشقر، بعينين أرجوانيتين، يرتدي درعًا أبيض ناصعًا وكأنه منحوت، الفارس المقدس آفوين، تقدّم نحوها وجثا على ركبتيه....

...“آنسة ميلودي.”...

...رفع يديه بتعبير مهيب. في يده كان يحمل…..سوطًا أبيض ناصعًا. وبين أنظار الحاضرين المذهولين في الحانة....

...“السيد آفوين؟ كيف عثرت عليّ..…؟”...

...“أرجوكِ، اضربي جسدي حتى تهدأ نار غضبكِ.”...

...“ماذا؟ لكنني لست غاضبةً أصلًا..…”...

...“إذاً لِمَ رحلتِ دون أن تقولي كلمةً واحدة؟”...

...“لو قلت شيئًا، لما تمكنت من الرحيل. لم أتوقع أبدًا أنكَ ستلحق بي…..”...

...“إن كنتِ حقًا مضطرةً للرحيل، أرجوكِ خذيني معكِ، ودعيني أكون إلى جانبكِ حين تتألمين، لأعالج جراحكِ.”...

...قالت له أنه لا داعي لذلك، وطلبت منه العودة، لكنه لم يُصغِ لأي كلمة، مما جعلها تشعر بالإحباط، فأشارت إلى أن يشربا معًا، واحتست معه بعض الكؤوس....

...ولم يمضِ وقتٌ طويل—...

...“ما هذا المكان الحقير؟! أهذا ما تركتِ العاصمة لأجله؟!”...

...دخل فجأة البطل الثاني في الرواية، ولي عهد إمبراطورية فالكاراس، ليون، وهو يطرد الزبائن المساكين من الحانة. ...

...كان مظهره الفاخر لا يليق أبدًا بالمكان المتداعي....

...عيناها تعكّرتا أكثر عندما اصطدمت بنظراته الزرقاء الفاتحة وشعره الأزرق الأنيق فوق ملامحه المصقولة....

...“أتباع المعبد صاروا يركضون خلف النساء…..مشهدٌ مثيرٌ للشفقة فعلًا.”...

...مع تعليقه القاسي الموجّه لآفين، اتجهت نظراته الحادة إلى حقيبة السفر الموضوعة بجوار ميلودي....

...“ها ظننتِ أني سأرتبك أكثر لأنك قلتِ أنك سترحلين؟ هذا مجرد وهم.”...

...قال ليون ذلك بوجه يفيض قلقًا وغيظًا. ثم أشار بخفة لعَبيده الذين تبعوه، فأفرغوا ما جلبوه. ...

...و قد كانت صناديق مليئة بالفساتين الفاخرة والمجوهرات المتلألئة....

...“كنت أفكّر أن أرمي لكِ ببعض الجواهر من خزائن القصر الإمبراطوري فحسب.”...

...ضحك ليون ساخرًا....

...“أنتِ لي. لذا قولي أنكِ لن ترحلي إلى أي مكان.”...

...“سموك، سأكتفي بالمجوهرات كهدية وداع.”...

...شكرته ميلودي بلطف وسحبت صندوق المجوهرات نحوها. ثم رفعت السوط لتكسر القفل المتين....

...“وماذا لو أذيتِ يدكِ بسبب تلك التفاهة؟”...

...همس صوت بارد بجوار أذنها. و ظهر رجلٌ من الظلال، تنبعث منه هالةٌ مخيفة ومغرية. و شعره الفضي المنفوش، وعيناه الحمراوان المتكاسلتان، كانتا ساحرتين بشكل يبعث على التوتر....

...إنه البطل الثالث في الرواية، دوق إمبراطورية فالكاراس، ديونيس ثيوديل فالكاراس....

...وبمجرد أن نقَر بإصبعه، تحوّل السوط في يد ميلودي إلى رماد واختفى. كان ذلك في لحظة خاطفة....

...“أتجرؤ على استخدام السحر أمامي؟!”...

...“ابتعد فورًا عن الآنسة ميلودي. لا يمكنني الوقوف مكتوف اليدين بينما شخصٌ خطيرٌ مثلكَ يقترب منها.”...

...في هذا العالم، كان السحرة مصدر خوف ورعب....

...وفي اللحظة التي صرخ فيها ليون، أشهر آفوين سيفه ووجّهه نحو ديونيس....

...“وإن لم أبتعد، هل ستقتلني؟ حسنًا، هذا مناسبٌ تمامًا، فقد كنت أبحث عن شخص أفرغ فيه غضبي.”...

...كانت عيناه الحادتان تحدّقان بعدائية في آفوين، ثم لانت ملامحه فجأة وهو ينظر إلى ميلودي....

...“كنت أتساءل إلى أي حد يمكنني أن أفقد صوابي بسبب رحيلكِ المفاجئ.”...

...وأثناء محاولتها إيقاف الشجار، اختفت الحانة بأكملها، ثم بعد ذلك—...

...“ما الذي حدث؟!”...

...لم تكن…..بلا ذاكرة، بل كانت تتذكر....

...“في الحقيقة، ما هو أهم من النقوش السحرية عند صناعة أدوات السحر، هو المطرقة نفسها. لا بد أن يكون الإمساك بها مريحًا لتكون الضربات دقيقة…..مهلاً، لماذا هذا الشيء كبيرٌ جدًا؟”...

...حاولت ميلودي أن تُمسك بشيء دافئ وسميك. وقد كانت ذراع الرجل....

...“كفّي عن لمسي.”...

...“هل يمكنني عضّه قليلًا؟ أحتاج التحقق من صلابة المعدن.”...

...“…..ماذا تقولين؟ هل تريدين عضّي؟”...

...“لا، لا، كنت أقصد المطرقة. عذرًا على الإزعاج.”...

...غرست أسنانها في ساعده الأملس، فدوّى ضحكٌ رجولي خافت....

...ومجرد تذكر هذا المشهد من ليلة البارحة جعلها تبتلع أنفاسها دون وعي....

...'ما الذي فعلتُه بحق؟!'...

...وبعد لحظة تردّد، نظرت ميلودي بجانبها. و الرجل الذي أفقدها صوابها الليلة الماضية لا يزال مستلقيًا هناك....

...سحبت الغطاء الذي كان يغطي وجهه، فكُشف عن جانب وجهه…..وقد كان جميلًا على نحو لا يُصدق. من جبينه إلى أنفه، إلى خط فكه، و الى الشفاه القرمزية....

...حين رأت ميلودي وجه ديونيس، ارتعبت وسرعان ما سحبت الغطاء لتغطي نفسها من جديد....

...'سأُجن فعلًا.'...

...كل ما كانت تريده هو الهرب من موتها في الرواية، هذا كل ما سعت إليه بكل ما أوتيت من قوة. لكنها، ومن بين الجميع، ارتبطت بالرجل الأخطر في القصة....

...'هل كان خطئي أنني عبثت بمصير لم يكن لي؟'...

...ولفهم ما الذي جرى بالضبط، علينا العودة إلى ستة أشهرٍ مضت....

...***...

...هيكل النور العظيم. تحت المبنى الأبيض الضخم كان هناك قسمٌ لا يعرف بوجوده أحد....

...[قسم صناعة أدوات السحر]...

...مكانٌ تغطيه جثث الوحوش. صانعو الأدوات السحرية، المرهقون من كثرة العمل الليلي، كانوا ينقشون الرموز السحرية بلغة الرون على نواةٍ سحرية سوداء كما لو كانوا آلات....

...– "أضيئي."...

...نطق أحد الصناع تعويذةً بلغة قديمة أثناء صنعه لمصباح، فأضاء المصباح المربّع فورًا. ...

...و رمقه للحظة ثم رماه في صندوق الأدوات المكتملة، وعاد لنقش التعاويذ على مصباح جديد....

...وفي زاوية القسم، تحت مكتب مغبر مهجور، كانت امرأةٌ بشعر أخضر ممددة على الأرض بلا حراك. كانت ميلودي....

...“ميلودي! استفيقي!”...

...“ما الأمر؟”...

...“أحدهم أسقط مطرقة صناعة الأدوات السحرية، ولسوء الحظ…..سقطت على رأس ميلودي!”...

...تجمّع عدد من الصناع القريبين منها بقلق، يحيطون بها بنظرات فزع....

...و عندما لم تبدُ عليها أي علامة على الاستيقاظ، كاد من تسبّب في الحادث بالبكاء و تحدّث بصوت متهدّج....

...“ألن تستفيق هكذا؟ ألا يجب أن نتواصل مع عائلتها؟”...

...“آه…..ليس لديها عائلة. والدتها غادرت المنزل عندما كانت صغيرة، ووالدها أيضًا لم يعد موجودًا. هي تعيش وحدها في نُزل أمام المعبد، ويبدو أنها من حي الفقراء، فلا أحد يهتم لأمرها.”...

...“يا إلهي…..لا عجب أنها كانت تجمع المال بجشع، لقد كانت وحيدةً إذًا.”...

...“بدلًا من الوقوف هكذا، ألا يجدر بنا استدعاء كاهن ليفحص حالتها؟ لا يمكننا تركها تموت دون حتى علاج.”...

...في تلك اللحظة التي تتابعت فيها الأصوات المقلقة، فتحت ميلودي عينيها فجأة....

...“لا تفعلوا ذلك!”...

...و ارتجفت عيناها الخضراوان الداكنتان....

...“لا أريد كاهنًا، أبدًا. قطعة ذهب واحدة تساوي أكثر من راتبي لشهرين كاملين!”...

...___________________...

...ماتبي تتعالج عشام الفلوس😭...

...المهم صباحو شخباركم عساكم طيبين هذي روايه جديده صح البدايه والروايه الي دخلتها اابطله فيها تكة بس ترا نظيفه وطبيعيه وتصنيفها للجميع😘...

...المهم يارب فيها صياح بعد هاهاهااهعااهعاهاهاعا...

...وذي حساباتي، توتر Dana_48i , انستا dan_48i ، تيلي dan_xor...

...Dana...

الفصل 2

...تفاجأ الجميع من صراخها المفاجئ وسارعوا بسؤالها بقلق....

...“هل أنتِ بخير، ميلودي؟ ألن يكون من الأفضل رغم ذلك استدعاء كاهن لعلاجكِ؟ لقد كنتِ فاقدةً للوعي لأكثر من عشر دقائق.”...

...“أنا بخير تمامًا. كنت قد نقشت تعويذة حماية على المطرقة، لذا لم يكن الاصطدام قويًا جدًا. سبب فقداني للوعي لم يكن الألم…..بل فقط….فقط..…”...

...توقفت ميلودي ولم تستطع إكمال جملتها، وقد شردت نظراتها في الفراغ....

...فالحقيقة أن سبب عدم استيقاظها لم يكن الصدمة، بل لأنها تذكّرت فجأةً شيئًا خطيرًا عنها في اللحظة التي أصابتها المطرقة....

...قصة ليهيلين، كاهنةٌ أظهرت قوى مقدسة وتورطت مع ثلاثة رجال. في تلك القصة، و ميلودي لم تكن سوى شخصية ثانوية تموت موتًا باهتًا....

...وفي خضم المشاهد المتتالية للبطلة ليهيلين التي كادت تلتقي بصانعٍ سحري، لم يُذكر اسمه ولا مرة. لكنها كانت هي تلك الشخصية الغامضة....

...ثم تنتهي حياتها بموتٍ عبثي....

...[“يقولون أن تلك المرأة هي صانعة أدوات السحر التي ساعدت الدوق في خيانته، ميلودي ليوود.”...

...“فتاةٌ ذكية تورطت في شيء كهذا؟ من الطبيعي أن تُقطع رقبتها.”...

...“تشير الشائعات إلى أنها كانت تعمل في المعبد، ثم خُطفت بالقوة من قِبل الدوق وعوملت كالعبد.”...

...“لو كان هذا صحيحًا، فهو مؤسفٌ فعلًا. لكنها ميتة على أي حال، فماذا عسانا نفعل.”]...

...بسبب مهارتها الفائقة في صناعة أدوات السحر، تم سَحبها تحت جناح الدوق ديونيس، العقل المدبر خلف الستار، وفي النهاية…..طارت رقبتها....

...لم تكن تعرف متى تحديدًا سيحدث ذلك، لكن إن بقيت هكذا، فمصيرها أن تقع بين يديه وتلقى نهايةً مأساوية....

...'يجب أن أهرب.'...

...كان اتخاذ القرار سهلًا، لكن كانت هناك مشكلةٌ واحدة....

...المعبد هو المكان الوحيد المسموح فيه قانونيًا بصناعة أدوات السحر. وحتى لو تغاضت عن أن صناعة الأدوات السحرية هي ما تجيده وتحبّه أكثر من أي شيء—...

...'غدًا موعد نزول الراتب.'...

...لذا، كان من الطبيعي أن تفكّر: سآخذ راتبي أولًا، ثم أهرب. ...

...دون أن تدري أن هذا القرار سيقودها إلى مصير آخر تمامًا....

...***...

...في اليوم التالي....

...“يبدو أن جهاز كشف الطاقة السحرية في سجن المعبد الكبير تعطل. لا بد أن يذهب أحدكم لإصلاحه.”...

...عند سماع تعليمات مدير المعبد، ارتسمت علامات الحرج على وجوه صنّاع الأدوات السحرية....

...“أليس هذا هو السجن الذي يُحتجز فيه السحرة؟”...

...“أوه، لا أريد الذهاب! جهاز كشف السحر معطّل، ماذا لو صادفنا ساحرًا هاربًا؟ سنُقتل على الفور، أليسوا قادرين على إشعال النار بأيديهم العارية؟”...

...“وهل سيتفرج الفرسان المقدّسون وأنتَ تموت؟ ثم إن السحرة لا يستطيعون الحركة داخل الحاجز المقدّس بسبب الألم، كما يقولون.”...

...حتى الذين انتقدوا غيرهم لم يبدُ أنهم راغبون بالذهاب....

...في إمبراطورية فالكاراس المقدّسة، كان السحرة يُعتبرون خطيئةً متجسدة، ووجودهم ذاته جريمة. وإن كُشف أمر أحدهم، يُسجن في سجن المعبد الكبير إلى الأبد....

...وقد سنّ هذا القانون منذ مئة عام، بعد مذبحةٍ ارتكبها السحرة ضد البشر العاديين....

...“سأذهب أنا.”...

...رفعت ميلودي يدها. ...

...بما أنه آخر يوم لها في العمل، لم يكن هناك ما هو أفضل من هذا التكليف لتمضية الوقت بعيدًا عن أعين المدير....

...“حسنًا، فلتذهب تلك. لا أصل معروفٌ لها، مجرد لاجئة تافهة، لذا فلن يضرها لو قابلت ساحرًا أو اثنين.”...

...بينما كانت ميلودي تستعد للذهاب، لم تُعر أي اهتمام لنبرة مدير المعبد المليئة بالتهكم. فالسحرة لم يكونوا مصدر رعب لها كما هم للآخرين....

...فالناس لا يعلمون أن والدها كان ساحرًا....

...قضت ميلودي طفولتها خارج الحاجز المقدس المليء بالوحوش، لأن والدها، كونه ساحرًا، لم يكن يستطيع دخول الحواجز المقدسة التي تحيط بالقرى....

...بل الأصح أنه لم يكن يستطيع حتى التفكير في دخولها، فالحاجز المقدس يسبب ألمًا مريعًا لكل من يحمل في جسده طاقةً سحرية....

...خارج الحاجز كانت الحياة قاسية. حتى لو نجت من الوحوش، البقاء حيّةً هناك لم يكن سهلًا....

...لذلك خططت ميلودي بمجرد استلام راتبها أن تهرب إلى خارج الحاجز، وتختبئ هناك حتى تنتهي أحداث الرواية، ثم تعود بعدها....

...فأي شخص عاقل لن يخرج من الحاجز المقدس طوعًا، كما أن الرواية تدور أحداثها في العاصمة حيث يقع الهيكل، لذا ظنّت أن مجرد الابتعاد عن هذا المكان سيجعلها في أمان....

...'أظن أنني أستطيع الصمود لعامٍ كامل.'...

...ما دامت قد أعدّت الطعام بما يكفي، فإن العيش في عزلةٍ وسط أربعة فصول لم يكن أمرًا صعبًا عليها. ...

...و ما دامت داخل منزل محمي بأداة سحرية تمنع اقتراب الوحوش، يمكنها خلال ذلك مواصلة صنع أدوات السحر....

...“لنرَ، أين الخلل؟”...

...الطابق السفلي الرابع. مكانٌ رطب لا يُضيئه سوى بعض الأضواء الجدارية الخافتة. ...

...بدأت ميلودي تفحص بدقة النقوش السحرية على جهاز كشف الطاقة المصنوع من الكريستال الأسود....

...'المشكلة في دائرة الاستشعار…..لماذا احترقت؟ كأن طاقةً سحرية هائلة مرّت من هنا.'...

...بدأ الضوء الجانبي في التذبذب أثناء فحصها للكريستالة السادسة....

...“ما الأمر الآن؟”...

...كانت جاثيةً أمام الكريستالة، ثم وقفت لتتفحص الوضع. وفي تلك اللحظة تمامًا، اختفى الضوء بالكامل....

...“لا بأس، سينير بعد قليل.”...

...لا تعلم كم مضى من الوقت وهي في ظلام دامس. لكن فجأة، سمعت وقع خطوات....

...فشدّت حاجبيها في محاولة لرؤية ما حولها في الظلام....

...تبّ تبّ…..كان صوت الأقدام يقترب. ثم توقف تمامًا قربها....

...“سيدي الكاهن؟ ألا تملك مصباحًا؟ هل ترى شيئًا؟”...

...وفي تلك اللحظة، أُضيء المكان. و أول ما وقع عليه بصرها كان الرجل الواقف أمامها. ...

...شعرٌ فضي كأن ضوء القمر نُسِج منه. عينان حمراوان تتلألآن كالياقوت....

...فُتح فم ميلودي ببطء أمام وجه جميل كأن الجان قد نحته. و شعرت فجأة أن كل شيء في العالم بات واضحًا....

...“مرحبًا؟”...

...كان الصوت منخفضًا، لكن فيه شيءٌ من العذوبة....

...“ملاك..…؟”...

...“ديونيس ثيوديل فالكاراس.”...

...حدقت ميلودي في الرجل بشرود، ثم تراجعت للخلف دون وعي عند سماع كلماته....

...إنه هو. أحد أبطال رواية <أسرار ليهلين>، الرجل الذي استعبدها ككلب ثم قتلها بتهمة الخيانة حين حاولت الهرب....

...كان من المفترض أن يكون ديونيس إمبراطورًا لا دوقًا. لكن الإمبراطورة السابقة فيونا ماتت أثناء ولادته، فتولى العرش خاله شوفال....

...ثم اعتلى ابن شوفال، ليون، ولاية العهد متجاوزًا ديونيس الذي كان الأحق بها. وحتى المرأة التي أحبها، ليهلين، انتزعها ليون منه....

...فما كان من ديونيس إلا أن يقود تمردًا....

...أما ميلودي، فكان مصيرها أن يُقبض عليها وهي تعمل في قصره وتُعدم....

...'كنتُ أنوي الهرب.'...

...لكنني التقيت به. دون أن أتمكن حتى من الهروب....

...“ميلودي ليوود؟”...

...تجمدت ميلودي في مكانها حين نادى اسمها بغتة....

...“هل…..تعرفني من قبل؟”...

...“شعرٌ أخضر، عيون خضراء، صانعة أدوات سحرية في المعبد. أما التفاصيل الباقية…..فأفكر بمعرفتها الآن.”...

...“لا أظن أن الأمر يستحق عناء معرفتها..…”...

...“مؤسف. أنا على العكس، أرغب في معرفتكِ حد الجنون.”...

...ابتسم ديونيس بشفاه تنم عن اهتمام واضح....

...“يُقال أن لديكِ موهبةً في صنع الأدوات السحرية.”...

...“آه، موهبة؟ بالكاد أعرف بعض الصيغ السحرية. حتى في قسم الأدوات السحرية، أنا الأضعف بلا شك.”...

...كانت تكذب، لكنها لوّحت بيديها بقلق لتنفي. فازدادت ابتسامة ديونيس اتساعًا....

...“مازلتِ جريئةً حقاً.”...

..._____________________...

...مسوي لها تسجيل دخول جذاب لدرجة العذاب😭😭😭😭...

...اذا ذاه قبل ست شهور من نحشتها اجل خلته يوقع لها قبل التمرد🥰...

...بعدين اذا هو ساحر ومحد مسكه يعني قوي صوح؟ اجل خليه ينحشس ✨...

...Dana...

الفصل 3

...“…..أنا؟”...

...لم تستطع ميلودي أن تتخيل ما الذي كان يفكر فيه، فحدّقت فيه بدهشة....

...“يبدو أنكِ ساعدتِ ساحرًا.”...

...“آه..…!”...

...اتسعت عينا ميلودي بحدة عند سماع الكلمات التي أعادت لها ذكرياتٍ من الماضي....

...مرتين فقط. لا، ثلاث مرات. أو ربما أكثر....

...كانت مجرد طفلةٍ حينها. حين بدأت تصنع الأدوات السحرية، وحين توهمت أنها جنية من عالم القصص الخيالية....

...فعلت ذلك دون أن تعرف قوانين المعبد الصارمة. و لا تدري كيف عرف، لكن المؤكد هو،...

...'أنا في ورطة.'...

...ما دام قد عرف إلى هذا الحد، فلم يعد هناك مفرٌ يمكنها الهرب إليه....

...“أظنكِ تعرفين جيدًا العقوبة التي تنتظر من يساعد السحرة.”...

...الجلد. عقوبة تصل إلى أكثر من ثلاثين جلدة....

...ولا يُسمح لمن يُعاقب بتلقي علاج من الكهنة، مما يجعل احتمال الإعاقة أو حتى الموت كبيرًا....

...أطبقت ميلودي أصابعها المرتجفة بقوة....

...عينا الرجل الحمراوان كانتا تسقطان عليها وكأنهما تقيسان مدى فائدتها....

...و رغم التوتر، التقطت أنفاسها وفتحت فمها لتتكلم....

...“لم تأتِ لمعاقبتي، أليس كذلك؟ لو كان الأمر كذلك، لكنتَ استدعيت الفرسان.”...

...“ألهذا الحد أنتِ ذكية؟ لا عجب، فأنتِ صانعة أدوات سحرية.”...

...“ليس لأني صانعة أدوات. أنا فقط…..وُلدت ذكية.”...

...“أعجبني هذا.”...

...ابتسم بخبث وأكمل،...

...“إذًا، لا بد أنكِ تعرفين جيدًا ما الذي سيحدث إن رفضتِ طلبي.”...

...نعم، سوط المعبد سيكون في انتظارها حينها....

...“تعالي معي.”...

...الموت ضربًا أسوأ من التظاهر بالطاعة ثم الهرب لاحقًا....

...تبعت ميلودي ديونيس، فلم يكن أمامها خيارٌ آخر....

...***...

...المكان الذي أخذها إليه كان منزلًا صغيرًا في أقصى أطراف الحاجز المقدس....

...كان الحاجز الأبيض الشفاف قريبًا كأن بالإمكان لمسه. وفي الغرفة الفارغة، وُضعت بضع كراسي لا أكثر....

...“اجلسي.”...

...“لا بأس.”...

...كانت ساقاها ترتجفان، لكن ميلودي تماسكت بكل ما أوتيت من قوة....

...لقد وقعت في عرين النمر، لذا عليها أن تتماسك....

...“أحضِروه.”...

...بإشارة من ديونيس، اقتاد الجنود رجلًا نحيلًا في منتصف العمر إلى الغرفة....

...كان شعره بنيًا، وله لحيةٌ كثة تغطي ذقنه. ولسوء الحظ، كان وجهًا تعرفه ميلودي جيدًا....

...“لـ…..لا، ليست هي! بل كان رجلاً و كان أطول منها!”...

...صرخ الرجل، مالون، فور أن وقعت عيناه على ميلودي....

...كان ساحرًا، ولا يحق له دخول الحاجز المقدس، لكن ميلودي لم تستطع تجاهل توسله عندما طلب منها رؤيته لعائلته مرةً أخيرة قبل موته....

...وكانت مساعدتها له بداية البلاء....

...“شعرٌ بلون البراعم، عيون خضراء، طولها حتى الكتف، وجه أبيض جميل، وتعمل داخل الحاجز.”...

...قال الكثير مما لا يمكن إنكاره، ورغم ذلك، أدار مالون وجهه عنها وأخذ يهز رأسه بجنون....

...“لا، لا! عاقبوني أنا بدلاً منها…..أرجوكم!”...

...“هل شعرتَ بالذنب فجأة بعد أن رأيت وجهها؟”...

...“….…”...

...“حسنًا، لا يهم.”...

...سُمع صوتٌ معدني بارد بينما كان ديونيس يستل سيفًا حادًا....

...ثم وجّهه نحو مالون....

...“من الأفضل أن تبقى ساكنًا.”...

...“آآااااه!!”...

...صرخة مالون انطلقت في اللحظة نفسها التي انغرس فيها السيف. لكن لم يُقطع لحم ولم يتناثر دم. فديونيس لم يكن يستهدف الجسد....

...“هـ…..ههغ..…”...

...سقط مالون على الأرض يلهث كما لو بُتر منه جزء حيّ، عاجزًا حتى عن التنفس....

...وميلودي، وقد أدركت ما الذي قطعه، صرخت دون وعي منها،...

...“لا!!”...

...كانت نظرات ديونيس الحادة تخترقها بشدة، لكنها لم تتردد. فأسرعت ميلودي والتقطت أداةً سحرية على شكل كيس رملي سقطت على الأرض، ثم وضعتها في يد مالون....

...وسرعان ما استعاد مالون وعيه وأخذ يلهث بصعوبة....

...“هـ…..ههغ…..ظننت أنني سأموت….شـ…..شكراً لكِ.”...

...هزّت ميلودي رأسها بأسف وهي تنظر إلى مالون المبلل بالدموع والعرق خلال لحظاتٍ قصيرة....

...لو كانت أسرع بقليل، لما اضطر إلى تحمل هذا الكم من الألم....

...“آسف…..حقًا آسف. كنت قد أقسمت أنني لن أخبر أحدًا…..آسف لأنني ورطتكِ.”...

...“لا بأس.”...

...كانت تعلم أنه لم يكن له خيار، لذا لم يكن في قلبها أي غضب تجاهه. بل كان غضبها موجّهًا نحو ديونيس....

...“هل تعرفين ما هذا؟”...

...سأل ديونيس وهو يشير إلى الأداة التي يحملها مالون. وقد بدا على وجهه شعورٌ غامض يصعب تفسيره....

...“قولي لي، ما هو هذا الشيء؟”...

...كان صوته يحمل قناعةً تامة بأنها تعرف الإجابة....

...ثم فتحت ميلودي عينيها التي كانت قد أغمضتهما بقوة ببطء....

...في كل قرية كان هناك حاجزٌ مقدس لرصد الطاقة السحرية. أما هذه الأداة، فكانت تُعطّل ذلك الحاجز وتُخفي وجود السحرة....

...“جهاز إبطال المانا.”...

...وكانت ميلودي هي من صنعته....

...***...

...صنعت ميلودي جهاز إبطال المانا في أحد أيام الشتاء القاسية....

...كانت رحلات الصيد دائمًا تنتهي بخيبة، وبدأت ميلودي تذبل لدرجة أن عظام ظهرها باتت تُلمَس من بطنها....

...عندها، قرر والدها إرسالها إلى قرية داخل الحاجز....

..."عزيزتي، من الآن فصاعدًا عليكِ أن تستمعي جيدًا لكلام والدكِ. إذا عبرتِ حجر الحاجز وذهبتِ إلى القرية، ستجدين مبنًى عليه نصف قمر أبيض مرسوم."...

..."المعبد؟"...

..."نعم. هناك، قولي لمن يرتدي الثياب البيضاء إن والدكِ ووالدتك…..غير موجودين. قولي ذلك، وسيعتنون بكِ. سيُعطونكِ خبزًا، وحساءً أيضًا. تستطيعين فعل ذلك، أليس كذلك؟ نعم، يا ملاكي الصغيرة."...

..."لكن لدي أبٌ بالفعل."...

..."لنحتفظ بوجودي سرًا بيننا فقط، ما رأيكِ؟"...

..."لماذا؟ وأنتَ؟ لن تأتي معي؟"...

..."يجب أن أبقى هنا."...

..."لا أحب الأسرار. أريد فقط أن أكون مع أبي."...

...لكن ميلودي لم تكن تريد الذهاب إلى أي مكان ما لم يكن والدها معها....

...في ذلك العام، اخترعت ميلودي جهاز إبطال المانا، وبفضله تمكن الاثنان من النجاة داخل الحاجز خلال شتاء قارس....

...وبمجرد أن جاء العام التالي، أعلن والدها أنه لن يدخل الحاجز مرة أخرى....

..."ميلودي، يا برعم قلبي، فلنكف عن صنع جهاز إبطال المانا."...

..."لماذا؟ هناك خبزٌ ولحم وبسكويت بالشوكولا!"...

..."عزيزتي، هل تعرفين ما معنى أن الذيل الطويل يُمسَك؟"...

..."يمكنني صنع أداة سحرية بلا ذيل مرئي."...

..."هذا مستحيل. حتى أفعال القديسين تترك أثرًا."...

..."حتى لو كانت الأداة تُعيد الزمن وتجعل الأمر كأنه لم يحدث؟"...

..."حتى في تلك الحالة، لا بد أن يبقى أثرٌ في مكان ما من هذا العالم."...

...وكان والدها على حق....

...فبعد عدة أعوام، استخدم والد ميلودي جهاز إبطال المانا لعلاج ابنته التي أصابتها الحمى، واكتشف بعض السحرة المتجولين خارج الحاجز ذلك الأمر....

...وكان مالون أحدهم....

...'لم أظن أنني سأستفيد من هذا يومًا بهذه الطريقة…..'...

...حين كاد مالون، الذي كان يعيش متخفيًا داخل الحاجز، أن يُقتل على يد ديونيس، باع ميلودي مقابل نجاته....

...ابتلعت ميلودي أنفاسها وحدّقت بثبات في ديونيس....

...و لم يتبقَ لها سوى خيار واحد للنجاة من هذا الموقف....

...“صحيح أنني أعطيت هذا الرجل الأداة السحرية، لكنني لست من صنعها.”...

...الإنكار....

...“إذًا من صنعها؟”...

...“…..والدي الراحل هو من صنع تلك الأداة السحرية. كنت حينها في التاسعة من عمري فقط، ومنذ ذلك الوقت لم يصنع شيئًا بعدها.”...

...لم يكن قد توفي في الحقيقة، لكنها لم تجد داعيًا لإخباره بذلك....

...ظنت أنه سيتفاجأ بشدة حين تقول أنها ليست الصانعة، لكنه اكتفى برفّة طفيفة في حاجبه....

...“إذاً لا تعرفين أن في هذه الأداة السحرية خللًا قاتلًا.”...

...“لا…..لا أعرف شيئًا كهذا.”...

...لم يكن هذا صحيحًا. لقد راجعاها مرارًا لأنها كانت مخصصةً لوالدها، لذا لم يكن هناك مجالٌ للخطأ....

...كادت ميلودي أن تعترض لكنها تمالكت نفسها وأكملت الكلام....

...“هل…..هناك خللٌ بها فعلًا؟”...

...____________________...

...تـء الفصول قصيره بس معليه تنزيلها بيكون يوم ايه ويوم لا😘...

...المهم ديونيس شكله قافطها وهي تكمل😭...

...ومالون ذاه حمار يوم علم عليها بس عادي الابطال تقابلوا بسبته هاهاهاعاعاعاهاها...

...Dana...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon