NovelToon NovelToon

السحر الأسود

الفصل الافتتاحي

..."في هذا العالم، لا تُستبدل الأرواح عبثًا... ولا يعود من تذوّق لعنة الجسد."...

...كان يومًا عاديًا......

...أو هكذا ظنّ الجميع....

...في مدينةٍ يسكنها البشر،...

...دخل طالبٌ مثالي إلى جسد جانح،...

...ودخل جانحٌ إلى جسد طالب مثالي....

...لم يكن تبادلًا عاديًا......

...بل لعنة سحرية سوداء، لا عودة منها....

...⋯✦⋯ ...

...> "لماذا يظنّني الجميع فتاة؟!"...

...صرخها "يونجي" بعد أن مزّق ورقة الاعتراف بيد مرتجفة، ووجهه يشتعل خجلًا وارتباكًا....

...> "أنت لا تدرك كيف تسير الأمور في هذا العالم... هنا، إما أن تضرب، أو تُضرب!"...

...قالها "لوكا" ضاحكًا، قبل أن يركله أرضًا....

...وفي غرفةٍ مظلمة، خلف عشر شاشات تُضيء عينيه الباردتين، قال شخص:...

...> "بدّلت أجسادكما... فقط لأرى من سينهار أولًا....

...الطالب المثالي؟ أم القذر الذي معه؟"...

...⋯✦⋯ ...

...عائلة تتفكك....

...صديق يتحوّل إلى عدو....

...وسرّ مدفون في قلادةٍ سحرية......

...حين يتقاتل الإخوة،...

...وتُستبدل الوجوه،...

...وتسقط الأقنعة......

...يبقى سؤالٌ واحد فقط:...

...من أنا؟...

...⋯✦⋯...

... ...

...📚 تصنيفات الرواية:...

...فانتازيا نفسية – صراع عائلي – سحر أسود – تبادل أجساد – دراما مدرسية – غموض ومؤامرات كونية....

...⋯✦⋯...

... ...

...كل هذا وأكثر... ستجدونه في رواية: السحر الأسود....

الفصل 1 -في جسد عدوي!

... ...

...وقف أمام الزجاج، يُحدّق في انعكاسه كما لو أنه يُشيّع جنازة ذاته القديمة....

...ذلك الوجه الذي ينظر إليه... لم يكن له. لا يمكن أن يكون له....

...شعرٌ أشقر، عينان زرقاوان، وملامح وسيمة لطالما أثارت فيه شعورًا واحدًا: النفور....

...كان ذلك... وجه جين إلبرت....

...الشخص الذي يكرهه أكثر من أيّ أحد....

...شهق، وصوته بالكاد خرج من بين شفتيه المرتجفتين:...

...— "أنا... أصبحت جين إلبرت؟"...

...كأن الاسم شوكة في حلقه، وكأن لفظه وحده يثقله بالخطيئة....

...لم يفهم كيف حدث ذلك....

...ولا أحد يمكنه أن يفهم....

...لكن قلبه — ذلك الجزء الصغير العالق بين الخوف والرجاء — كان يعرف الجواب....

...أو على الأقل، يدّعي أنه يعرف....

...لماذا هو؟...

...لماذا اختير هو بالذات ليرتدي هذا الجسد؟...

...لماذا كان عليه أن يصبح "هذا الشخص"؟...

...أهو عقاب؟ عبث؟ أم اختبار؟...

...لكنه لم يملك وقتًا للتفكير....

...لأن الصوت في أعماقه — ذلك الصوت الذي لم يصمت منذ البداية — عاد يهمس في أذنه،...

...وهذه المرة... بهدوء أشد قسوة من الصراخ:...

..."كل شيء بدأ......

...في ذلك اليوم السخيف، حين أردتُ فقط التنزّه مع صديق."...

...⋯✦⋯...

... ...

...في صباحٍ باكر، كانت الشمس تشرق بخجل خلف مباني مدرسة سيتا....

...كنت هناك، طالبًا واقفًا في الساحة، ممسكًا بفرشاة تنظيف ودلو ماء ثقيل....

...يونجي....

...الطالب المثالي... أو كما يُطلق عليّ الجميع....

...أبدأ نهاري مبكرًا بتنظيف المدرسة....

...لا أحد يُجبرني. لا أحد يطلب مني....

...أنا فقط......

...أكره الفوضى....

...سواء في المكان، أو في الحياة....

...مرّ بجانبي بعض المدرسين، ومعهم المدير، وأصواتهم تقترب:...

...— "انظروا إليه، يأتي كل صباح!"...

...— "مثالي لدرجة مزعجة!"...

...— "مدرسة سيتا محظوظة به."...

...لم أعلّق. لم أكن أفعل هذا لأُمدَح....

...بل لأشعر أنني أُمسك بزمام شيء، ولو كان بسيطًا....

...أخذتُ دلو الماء وبدأتُ أمشي باتجاه أقرب مكان لأفرغه قبل أن أذهب إلى الصف. بقيت دقائق قليلة وتبدأ الحصة الأولى....

...لكن... بينما كنت أمشي، التفتُّ فجأة، ورأيت مشهدًا في الزاوية البعيدة من الساحة....

...شاب يضرب ثلاثة طلاب....

...كان أحدهم لوكا، الجانح الأشهر في مدرستنا....

...نظرتُ نحو الضارب، محاولًا التعرّف عليه، لكنني عرفته من أول نظرة......

...لم يكن من طلاب سيتا....

...ذلك الشعر الأشقر الفوضوي، وتلك العيون المتجمّدة......

..."جين إلبرت."...

...همست باسمه دون وعي....

...الجانح المعروف... الذي لا يتحدث كثيرًا،...

...لأن قبضته تتحدث عنه....

...كان وجهه يحمل اشمئزازًا واضحًا، وفجأة... التقت عينانا....

...تجمّدت لثانية....

...نظراته كانت باردة، حادّة....

...فخفضت رأسي وأكملت سيري بسرعة، أحمل الدلو كأنه درع....

...لكنني تأخرت بسبب ذلك المشهد أكثر من اللازم، وفجأة......

...رنّ الجرس....

...توقفت مكاني، توترت....

...لم أتأخّر يومًا عن الحصة الأولى في حياتي، وها أنا الآن... متأخر....

...نظرت إلى دلو الماء المتسخ، لا أعرف أين أفرغه....

...كنت أمشي بعشوائية، ألتفت يمينًا ويسارًا....

...إلى أن وقعت عيناي على السور الخلفي للمدرسة....

...مكان ناءٍ، لا أحد هناك......

...وإذا رميت الماء هناك، فلن يلاحظ أحد، صحيح؟...

...اقتربت....

...سكبت الدلو دفعة واحدة......

......لكنني لم أكن أتوقع أن أسمع صرخة....

...تَبِعَها شتائم....

...تجمّدت....

...ثم... تسلّق شخصان السور بسرعة....

...ملابسهما مبلّلة، وملامحهما غاضبة....

...مجرّد النظر إليهما جعل قلبي يتراجع خطوة إلى الخلف....

...> "أوي! أنت! توقّف، أيها الوغد!"...

...صرخ أحدهما....

...ارتعبت....

...استدرت، وركضت بكل ما أملك....

...خطواتهما خلفي كانت كالرصاص يطرق الأرض....

...لكنني تعثّرت وسقطت، فتناثر ماءٌ متبقٍّ من الدلو......

...أحدهما أمسك بملابسي وجذبني بقسوة....

...نظرت إليه، أتهيّأ للدفاع عن نفسي......

...لكنّه فجأة توقّف....

...حدّق في وجهي بدهشة، ثم تراجع:...

...> "هاه!؟... أنتِ...؟"...

...ثم هزّ رأسه وقال:...

...> "أنا لا أضرب فتيات. يمكنكِ الذهاب."...

...فتاة؟!...

...تجمّدت....

...لكنني لم أُضِع الفرصة....

...نهضتُ وركضت، بينما داخلي يصرخ:...

..."أنا لست فتاة!"...

...لطالما تعرّضتُ للسخرية بسبب مظهري....

...شعري البنّي الحريري، عيناي البنفسجيّتان ذاتا الرموش الطويلة، ووجهي الناعم......

...كوجه الفتيات تمامًا....

...ركضتُ دون أن أُعير أيّ انتباه للشخصين خلفي، حتى وصلتُ قرب الصالة الرياضية....

...رأيت الحمّام مفتوحًا....

...كنت أرتجف... من البرد، من الخوف، من الإهانة....

...كلّ ما أردته هو أن أغيّر ملابسي بسرعة، وأتوجّه فورًا إلى الصف....

...دفعتُ الباب......

...وتمنّيتُ لو أنني لم أفعل....

...ثلاثة من المتنمّرين المعتادين كانوا هناك....

...وجوههم مليئة بالكدمات....

..."لوكا"، صاحب الشعر الأسود، ابتسم بسخرية:...

...> "آه... يونجي....

...تمامًا ما أحتاجه الآن."...

...اقترب، وقال:...

...> "أنا غاضب، وأحتاج أن أفرغ غضبي على أحد."...

...كان وجهه مغطّى بالجروح......

...كان "جين إلبرت" من ضربك؟!...

...لكن ما دخلي أنا؟!...

...ضحك هو ورفاقه....

...ثم رفع يده ولمس شعري، قائلًا:...

...> "وجهك ناعم... عينان واسعتان......

...هل أنت متأكّد أنك فتى؟"...

...كلماتهم كانت كخناجر....

...تنهد "يونجي"... نفس الكلام الذي يسمعه في كل مرة....

...كان منزعجًا منهم، لكنه يعلم أنه ضعيف، ولن يستطيع فعل شيء......

...لكن فجأة، سمع خطوات تقترب....

...كان "لوكا" ورفاقه ينظرون إلى الباب بوجوه قلقة....

...ثم......

...فُتح الباب....

...ودخل هو....

...كاسيان بلايك....

...ابتسامة هادئة، خطوات واثقة، لا خوف في عينيه....

...كأنّه لم يدخل لتوّه إلى غرفةٍ مليئة بالتنمّر والعنف....

...اقترب منه "لوكا" بتصنّع:...

...> "ههه... ظننتك معلّمًا، يا رجل..."...

...لكن "كاسيان" لم يرد....

...مرّ بجانبه، فتح صنبور الماء، وبدأ يغسل يديه... بهدوءٍ تام....

...راقبته، وداخل قلبي تمتمت:...

..."توقّعت هذا... لن يساعدني. ولماذا سيفعل؟"...

...لكنّه قال فجأة:...

...> "إزعاج الآخرين ممل... جرّبوا شيئًا آخر."...

...ارتفع حاجب أحد المتنمّرين:...

...> "من تظنّ نفسك؟!"...

...مدّ يده للإمساك بـ"كاسيان"......

...لكن "كاسيان" تحرّك....

...أمسك معصمه، ولوى ذراعه — صرخةٌ مدوّية....

...ثم اندلعت الفوضى....

...ضربة. ركلة. لكمة....

...ثلاثة سقطوا في ثوانٍ....

...واحدٌ يئن....

...آخر يصرخ....

...والثالث يحاول الزحف بعيدًا....

...وقفتُ هناك، لا أُصدّق....

...كاسيان بلايك... من أنت؟...

...تمنّيت، ولو للحظة، أن أكون مكانه....

...قويًا... بلا خوف... بلا ملامح تُشبه الفتيات....

...[يتبع...]...

الفصل 2-طرقٌ خلف الجدار

..."هل جننت؟ فتاة؟! هذه مدرسة سيتا للذكور!"...

...قالها الفتى الثاني بدهشة، وصدى صوته ارتطم بجدران المدرسة العالية، كأنها ترفض التصديق....

...أما الآخر، فأمسك بذقنه بصمت، وكأنه يحاول سحب صورةٍ من ذاكرة ضبابية....

...> "أعرف ما رأيت... الوجه، النظرات..."...

..."كانت فتاة، أنا متأكد."...

...ضحك صاحبه بتهكّم، لكن ضحكته لم تدم طويلًا....

...انشقّ السكون بصوت مألوف، خفّ صداه أولًا، ثم جاء واضحًا كطلقٍ خفيف في الفراغ:...

...> "بوووم! شين! أنتما هنا!"...

...ظهر جين إلبرت من خلف السور....

...شعره الأشقر يلتصق بجبهته، وعيناه... لا توحيان بأي ندم....

...خطواته كانت بطيئة، كأن الأرض نفسها تتنحّى لتفسح له الطريق....

...اقترب بصمتٍ مشوب بالهدوء، وكأن ضجيج اللحظة السابقة لم يمرّ من هنا....

...سأله أحد الفتيين بنبرة منخفضة، أشبه بالهمس:...

...> "هل انتهيت... مما كنت تريد فعله في هذه المدرسة؟"...

...توقّف جين لثانية....

...نظر إلى السماء، إلى شيء بعيد لا يراه أحد سواه، ثم مسح قطرة ماء من عينه بإبهامه وقال:...

...> "أجل... لكن لا أظنّها كافية له."...

..."سأعود لاحقًا."...

...لم يعلّق أحد. فقط نظرات ثقيلة... وخطوات غادرت معًا....

...لكن ما تبقّى في المكان لم يكن همسًا أو صوتًا... بل سكونٌ مريب، كأنّ الجدران سمعت شيئًا لن تنساه....

...⋯✦⋯...

...في مكانٍ آخر......

...جلس يونجي في مقعده قرب النافذة، ساكنًا كتمثال....

...لكن عينَيْه... كانتا تتنقلان من وجهٍ إلى آخر، إلى أن استقرتا على وجهٍ واحد....

...كاسيان بلايك....

...طالبٌ جديد انضم إلى الفصل مؤخرًا....

...شخصية مرحة، يضحك بسهولة، ويكسب القلوب بلا مجهود....

...لكنه لم يكن يعلم... أنه يملك شخصية كتلك....

...أو أنه قوي بهذا الشكل....

...كان دخوله أشبه بانفجار ضوء في غرفة مغلقة، ويونجي لم يكن مستعدًا لذلك....

...وفجأة، التقت عينه بعيني كاسيان....

...نظرة قصيرة....

...قصيرة جدًا....

...لكنها ارتطمت في صدر يونجي كأنها طعنة هواء....

...لم تكن مرحة. لم تكن فضولية....

...كانت فقط... صافية....

...صافية أكثر من اللازم....

...خفض رأسه فورًا، وتظاهر بالنوم....

...أغلق عينيه بشدة، كأن النوم درع من الحرج... من شيء لا يجب أن يظهر....

...> ولم يكن يعلم... أن تلك النظرة الصغيرة، ستظل تلاحقه طويلاً، بصمتٍ لا يشبه أي شيء آخر....

...⋯✦⋯...

...لاحقًا......

...انتهت الحصص، وخرج يونجي من البوابة الخلفية، يجرّ قدميه ببطء....

...غارقًا في دوامة من الأسئلة....

...لفح الهواء البارد وجهه....

...كأنّه يوقظه من شروده....

...ثم توقّفت أمامه سيارة سوداء فاخرة....

...لامعة كالمرآة....

...تعكس ملامحه الشاحبة....

...توقّف، وحدّق بها....

...حاجباه معقودان في حيرة....

...لا شيء في مظهره البسيط يوحي بانتمائه لتلك الطبقة....

...ثم صدر صوت من الداخل:...

...> "أدخل."...

...تردّد....

...نظر حوله....

...ثم فتح الباب، ودخل....

...أُغلق خلفه بهدوء، وكأن اليوم أُسدل عليه الستار....

...⋯✦⋯...

...وصلت السيارة إلى منزل ضخم بطابع أرستقراطي....

...حديقة واسعة، أعمدة تلمع تحت ضوء الغروب، وبهو يشبه قصور الحكايات القديمة....

...لكن بالنسبة ليونجي... لم يكن سوى قفص ذهبي....

...ترجّل ببطء....

...التعب يثقل كتفيه....

...لا تعب الجسد... بل شيء أعمق....

...توقّف أمام الباب. نفس المكان. نفس القلق....

...(هذا البيت... وهذه القوانين...)...

...تنفّس بصعوبة، ثم دخل....

...تحرّك الخدم فورًا....

...أحدهم أخذ حقيبته....

...آخر انحنى احترامًا....

...لكنه لم يرد....

...لم يكن غاضبًا منهم... فقط لم يكن حاضرًا....

...من أعلى السلالم، جاء صوت حاد:...

...> "أخيرًا أتيت."...

...رفع رأسه ببطء....

...كانت والدته....

...امرأة في الأربعينات، أنيقة المظهر، بشعر مرفوع وعينين خلف نظارات رفيعة....

...لكن نظراتها... حادّة كالسكاكين....

...لم تكن تنظر إليه كأم... بل كمسؤولة تراقب أداء موظّف ضعيف....

...قالت ببرود:...

..."اتبعني."...

...لم تكن دعوة... بل أمر....

...سار خلفها بصمت، كل خطوة أثقل من التي قبلها....

...دخلت إلى مكتبها — الغرفة التي لا يدخلها إلا حين يُتّهم، أو يُلام....

...فتحت درجًا ببطء، وأخرجت عصًا خشبية....

...تجمّد في مكانه....

...(كنت أعلم...)...

...قالت دون أن تنظر إليه:...

...> "افتح يدك."...

...ازدرد ريقه، بلّل شفتيه، ثم تمتم:...

...> "لماذا؟ ماذا فعلتُ لتعاقبيني؟"...

...استدارت إليه....

...نظرتها كانت أشد برودة من الكلمات ذاتها....

...> "وصلني أنك تغيّبت عن بعض الحصص."...

...نظر إلى الأرض، عضّ شفته كي لا ينفجر، لكن...

...داخله كان يصرخ:...

...(هذا ما يهمك؟ لم تسأليني حتى لماذا تغيّبت...)...

...مدّ يده....

...بعينين خاليتين من الرجاء....

...الضربة الأولى كانت حادّة....

...ثم الثانية، فالثالثة... حتى العاشرة....

...لم تنطق بكلمة، وكأن الألم وحده كان البلاغ....

...وحين انتهت، قالت بخفوت:...

...> "اذهب إلى غرفتك."...

...خرج من المكتب بصمت، يضغط بكفه الأخرى على يده المرتجفة....

...صعد الدرج كمن يهرب من ساحة معركة....

...دخل غرفته، أغلق الباب، وألقى بجسده على السرير....

...دفن وجهه في الوسادة... ليخفي دموعًا لم يجد الشجاعة لكبحها....

...مرّ الوقت ببطء......

...ثم، قطع الصمت صوت طرق خافت:...

...> "سيدي الشاب... والدتك أمرتني بإحضارك."...

...لم يجب....

...لم يرغب في رؤية أحد....

...> "أرجوك... إنها تنتظرك في غرفة الضيوف."...

...زفر يونجي تنهيدة طويلة....

...جلس على حافة السرير....

...الخوف القديم هو ما أجبره على النهوض....

...ذاك الخوف الذي شبّ معه، ولم يُغادره يومًا....

...رافقه الخادم بصمت، خطواتهما تتردّد في الممرات الهادئة....

...لكن... شيء في ملامح الخادم كان مختلفًا. كأنه أكثر توترًا من المعتاد....

...(غرفة الضيوف؟ من يكون؟)...

...حين وصلا إلى الباب، انحنى الخادم، ثم فتحه وانسحب....

...رفع يونجي عينيه......

...وتجمّد....

...كأن الهواء سُحب من الغرفة....

...أو كأن الزمن نفسه توقّف....

...جالسًا هناك، على الأريكة الجلدية، بملامحه الهادئة بشكلٍ مريب......

...وعيناه الحمراوان كجمرتين مشتعِلتين — كان كاسيان بلايك....

...وبجانبه، رجل غريب....

...ملامحه جامدة....

...وجهه كالقناع، وعيناه تراقبان يونجي بصمت....

...نبضات قلبه تسارعت....

...كأنها تدق على صدره لتُخرجه من جسده....

...(كاسيان؟ هنا؟ في منزلي؟)...

...لم يستطع التقدّم....

...ولا حتى أن يسأل....

...كل شيء في الداخل صرخ بالخطر....

...لكن ملامح كاسيان لم تُظهر سوى البرود....

...تلك النظرة... لم تكن زيارة عادية....

...[يتبع...]...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon