صوت اصدام...
رؤية الدماء....
اتذكر ذلك اليوم وكانه جزء من روحي، او ربما هو الانعطاف الذي اعطاني بؤسي، قسوتي، انعدام مشاعري، اليوم الذي فقدت فيه من كانا غطائي والدرع الحامي لبرائتي، اليوم الذي تمنيت الا اتذكره لاكنه كان محفورا في ذاكرتي، يوم الحادث الذي فقدت فيه والداي وانتزعت مني برائتي...عند استضام السيارة سمعت اصوات رجال من حولنا، رايت يد ابي تحاول الوصول الي وحمايتي، لاكن الامر انتهى سمعت صوت طلقه ناريه وكان الامر اشبه بالحلم الذي تمنيت ان ينتهي، كنت طفله حينها لا ادرك ماهية العالم شعرت بيد انتشلتني مما تبقى من السيارة ومنذ ذلك اليوم...ستعلمون قريبا.
استيقظت وانا اسمع رنين هاتفي، نهضت من السرير وكنت اشعر بالصداع وكان جسدي يسبح في العرق، جمعت شتات نفسي تنهدت وشربت كوب الماء قرب سريري وتجاهلت الاتصال بطبيعتي... لم يتوقف الهاتف عن الرنين بدا الامر يضغط على اعصابي رفعته ونظرت من المتصل كان (جيوفاني)... الاب الروحي لي الذي انتشلني يوم الحادث، لم اعرف يوما ماعلاقته بأبي او لماذا دربني لتلك الاشياء لاكني لم اتجرأ يوما على السؤال...
تنهدت واجبت وانا اشعر بالانزعاج، لم يكن اتصاله يوما شيء يجلب لي نوعا من السعاده او الراحه.
"نعم...؟"
سمعت صوته الاجش كان صارما كالعاده ويتصنع الاهتمام.
"اهلا بياتريس... اتمنى اني لم اقاطع نومك"
"لابأس... كان يجب ان استيقظ على اي حال" حاولت اضهار انزعاجي ليتجنبني.
"جيد جيد... الليله تعالي الى مكتبي لدي مهمة لك"
ارتجف قلبي لوهلة... مهمة هاذا يعني اني ساقتل احدهم مجددا، تربيت في المنظمه لأكون الة قتل لم احب ذلك يوما ربما بسبب غريزتي او الجينات التي ورثتها من والدتي لاكن لم يكن لدي خيار اما ان اعيش في الشارع او اضحي بمشاعري ونقائي لهذه المنظمه...
"اه حسنا... ساكون هناك"
اغلق الهاتف من دون ان ينطق بشيء او حتى يضيف الوداع زفرت ببعض الاختناق "تقليدي جدا... جيوفاني"
نهضت من سريري واخدت حمام سريع نضرت الى الوشم المرسوم على معصمي رمز متداخل يدل على كوني فرد من المنضمه، متل علامة ملكيه تقيدني حتى في لحظات استرخائي... خرجت من الحمام ارتديت ثيابي، لطالما فضلت اللون الاسود، كان يلامس روحي بطريقه ما... حتى اني شككت ربما السواد الذي اعيشه انا وضعت نفسي فيه...
قضيت يومي بانتضار المساء وعقلي يعج بالافكار... من... وكيف... ومتى، من الذي ستلطخه دمائه يداي هذه المرة.
حل المساء اسرع مما توقعت، ارتديت معطفي ووضعت سلاحي في حزام سروالي ونزلت من الشقه... كوني في هذه الوضيفه لايجعلني احلم بان اخرج من المنزل كاي امرأة عاديه؛ تنهدت وصعدت سيارتي شغلتها بنقرة واحده كانت سيارة رياضيه سوداء، لن انكر اني حصلت على فوائد ومكافئات من المنظمه لاكنها لم تمحني يوما السلام والهدوء... الشيء الذي يبحت عنه قلبي حقا، بدات القياده والتوجه الى ذلك الكازينو الذي لطالما كرهه قلبي... كانت الرحله قصيرة والجو بارد كالعاده، لاادري اذا كان بسبب برودة قلبي ام من المناخ، نزلت ومررت اصابعي بين خصلات شعري البني سرت ودخلت ذلك المكان الملعون استقبلني احد حراس الكازينو، واومأ لي باحترام...
"سيده بياتريس...جيوفاني في انتظارك"
اومأت وسرت في ممرات الكازينو وانا اتجاهل الاضواء ورائحة الدخان واصوات اكواب الكحول، اصبح المكان اهدأ في المصعد نقرت على احد الازرار وادخلت الرمز السري الذي يدل على كنيتي في المنظمه... تحرك المصعد واصدر صوت اغنيه كلاسيكيه لطالما اعتقدت ان ذلك العجوز مجنون، هذه الاغنية تذكرني بالموت دائما...فتح باب المصعد خرجت منه وصوت كعبي ينقر على الارضيه الفاخره لمكتب ذلك العجوز، اعتقد انه كان في عقده الخامس او نهاية الرابع على الاكتر؛ قبل ان اطرق باب مكتبه فتح الباب لي تلقائيا ورايته يدخن سيجارته الفاخره خلف ذلك المكتب من خشب البلوط.
"اه عزيزتي بياتريس... تفضلي بالدخول"
لم اردت عليه، لاكون صريحه لم احب يوما كلماته المغلفه بالسكر تلك... الامر يشبه ان تزين قطعة حلوى لطفل بها سم ينهي حياته، او كاقل تقدير من هاذا الرجل... ينهي مشاعره.
جلست امام مكتبه في احد المقاعد، "طلبت رؤيتي، ماذا تريد؟"
تنهد ونظر الى بعينيه التي لطالما استفزتني، "لدي لك مهمة... بمناسبة انهائك لربيعك الخامس والعشرين"
رفعت حاجبي ببعض التعجب، "منذ متى اصبحت المهام تقدم كهدايا عيد ميلاد...؟" تكلمت بنبرة ممزوجه بالسخريه والفضول.
"ياعزيزتي... انا لا اقدم هذه الهدايا ل... اشخاص عاديين كما تعلمين. انتي مميزه هنا قتلتي الكتير بدون اي خطأ"
وقف واستدار حول مكتبه ليقف امامي..."اذا نجحتي في هذه المهمة... ساعطيك ترقيه"
ضحكت بسخريه وكاني اهتم، زفرت ببعض العبوس، "وماهي تلك الترقيه...شقه جديده سيارة جديده... او احد هداياك تلك مجددا"
لاحظت انقباض فكه ولم تعجبه نبرة صوتي، "انتبهي يافتاه... متلما اخرجتك من ركام تلك السيارة، يمكنني اعادتك اليها وبسهولة"
شعرت بالتهديد الكامن في صوته لاكني لم اتراجع عن موقفي. قبل ان افتح فمي اسكتني واكمل كلامه...
"اذا نجحتي في مهمتك...ستجدبين انتباه الرؤساء، وستحكمين المنظمه من بعدي"
تجمدت في مكاني لوهلة"اتعني... ساكون في مكانك؟"
انحنى باتجاهي وعيناه الثاقبه تهددني، "نعم... لاانسحاب ولا اي اعذار"
فكرت لثواني وامأت، "لاكني اريد شيء اخر..."
رفع حاجبه بمزيج من الفضول وشيء اخر، اتذكر انه لم تعجبه يوما طريقة معارضتي له بأي نوع، تمالكت نفسي ونظرت له... "اريد حريتي..."
تراجع جيوفاني واصبح الهواء ثقيلا بيننا سكب لنفسه كوب ويسكي وتنهدت، "تعلمين انك ستخرجين من المنضمه اذا كنتي عضو غير مفيد او... ميته"
اومات وكنت اعلم تلك القاعده بالفعل نظرت الى الوشم الموجود على معصمي الذي يذكرني بكل هاذا دائما، "اريدك ان تتدبر لي حل... تصرف انت ذو نفوذ وقوة و-"
قاطعني وهو يضرب الكأس على الطاولة، "وماذا... الا تعلمين انك في منضمه عالميه وكم قتلتي شخص! هل يجب ان اذكرك"
شعرت بحرارة تشتعل في داخلي ونظرت له باعين متحديه، "اعلم... لهاذا انا اكتفيت!"
نظر الى واتكأ على ضهر مقعده، "اسمعيني لن اتردد في اعادة تدريبك اذا قمتي باي عصيان... ولن اتدخل اذا صدر امر من المنضمه لقتلك... اذا لم تنجزي هذه المهمة فمن الافضل ان تقتلي نفسك"
قبضت قبضتي ولم يكن لدي حل، كنت عالقه في هذه الدوامه اللعينه، شتمت اسفل انفاسي... سمعت صوته ولابد انه لاحظ انزعاجي.
"المهمة تنفذ او تموتين" بحركه قدم الملف لي فتحته وقراته سريعا... كانت مهمة اغتيال مجددا لرجل يعيش وحيدا في فيلا في احد الغابات الشماليه...اغلقت الملف وجمعت افكاري.
"رجل في الخامسه والتلاثين... لايعلم احد اذا هو ميت او مجنون" نظرت الى جيوفاني بتشكك، "لماذا ماذا فعل..."
تنهدت مجددا وهو يمرر يده خلال شعره، "لا اسأله... اخرجي الان"
وقفت من المقعد واخدت معي الملف، "ساخد هاذا..." خرجت من مكتبه ضربت قدمي بالارض وتذمرت بانزعاج، "ذلك العجوز..."
من الجانب الاخر، مرر يده خلال شعره الرمادي وشتم بلكنته الايطاليه، "انها متل الم في المؤخره..."
عدت لركوب سيارتي وملف المهمة ملقى على مقعد الراكب بجواري كانت الرحله لشقتي مثقلة بالافكار، من هو (ريكاردو)... ماذا فعل، ولماذا هو ثري، ووحيد هاكذا...
نزلت من السيارة وانا احتضن ملف المهمة بين يدي، فتحت باب شقتي وقبل ان ادخل اوقفتني جارتي العجوز تمتمت بانزعاج، "لماذا انا محاصرة بالعجائز..."
اقتربت مني والابتسامه تشق وجهها، "اهه~انتي الشابه التي تعيش هنا... طرقت بابك اكتر من مرة لاكنك لاتفتحين، اعتقدت ان مكروها قد اصابك"
نظرت لها بعدم اهتمام، "لاسيدتي... انا فقط اعمل كتيرا"
ارتجف جسدي عندما شعرت بيدها تربت على كتفي، "اه~شباب هذه الايام تعملون وتعملون..."
ابتعدت عن لمستها ببطئ ولم اكن احب يوما هاذا التلامس،"اعذريني... سأذهب"
قبل ان ادخل باب شقتي امسكت بذراعي، "انتضري..."
حاولت ان اكون مؤذبه ونظرت لها باعين بارده، "ماذا..."
ابتسمت العجوز وعيناها تراقب ملف المهمة بين يداي، "اردت ان اقول... انتي فاتنه، متل زهرة سوداء"
ابعدت يدها عن ذراعي ولم ادري هل اشكرها ام لا... هل كانت تقصد اسلوب ملابسي الاسود او اسلوب حياتي، دفعت الافكار بعيدا ودخلت شقتي واغلقت الباب هذه المرة لكي لا تلاحقني.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon