NovelToon NovelToon

جريمة رقم سبعة

الفصل الأول: أصداء في الظلام

كانت المدينة نائمة، لكن الخوف مستيقظ.

في تمام الساعة الثالثة فجراً، وبينما المطر يهمس فوق أرصفة حي "المرجان"، تلقّى مركز الشرطة اتصالًا مقتضبًا من رقم مجهول:

"الجثة في الطابق الرابع... الشقة رقم 14... الخنق ليس النهاية."

وصل المحقق كريم العلي إلى مسرح الجريمة وهو يطوي ياقة معطفه عن المطر. وجهه جامد، لا تهتز ملامحه بسهولة. رجلٌ في منتصف الأربعينيات، يعرف جيدًا أن كل جريمة تخفي جريمة أقدم.

دخل الشقة بهدوء، فوجد الضحية ممدّدًا على الأرض، ووجهه يواجه السقف كأنّه كان ينظر في عيني قاتله قبل أن يلفظ أنفاسه.

"رامي الطحان، 46 عامًا... موظف حكومي متقاعد"، قالها الضابط الشاب وهو يقدّم الملف الأولي.

كريم لم يرد، بل راح يحدّق في يد الضحية اليمنى. كانت مشدودة نحو الطاولة، حيث ورقة مبلّلة بفعل المطر الذي تسلل من النافذة المفتوحة. اقترب منها وسحبها بحذر.

على الورقة كُتب بخط يدٍ حادّ:

"أنا السابع، ولن أكون الأخير."

الفصل الثاني: الرقم الملعون

عندما عاد كريم إلى مكتبه، راح يقلب الجرائم الست السابقة واحدةً تلو الأخرى. جميعها وقعت خلال شهرٍ واحد. لا رابط واضح... سوى الغموض، والدقة، والعبارة ذاتها:

"أنا السابع، ولن أكون الأخير."

كان يحدّث نفسه:

– "هل هو قاتل متسلسل؟ أم هناك عقل مريض يرسل رسالة لكل من نسي ذنبه؟"

في كل جريمة، لا يوجد بصمات، لا شهود، لا كاميرات صالحة. فقط ضحية... ورسالة.

لكنّ ما ميّز الجريمة السابعة، هو أن الضحية كان يمتلك أرشيفًا سريًا، حُفظ داخل خزانة مغلقة بكود رقمي. وبعد ساعات من المحاولات، فُتحت الخزنة.

وفي الداخل، وُجد ملف أسود كُتب عليه:

"جريمة تم نسيانها... لكنها لم تُغفر."

الفصل الثالث: الحقيقة التي دُفنت

يحتوي الملف على قصاصات من الصحف تعود إلى 1997، تتحدث عن حادثة اختفاء فتاة تُدعى "رهف سامي"، طالبة جامعية، اختفت بعد مغادرتها مكتبة الكلية. لم يُعثر على جثتها، ولم يُعرف أي مشتبه.

الغريب أن بعض صور الصحف كانت قد مُزّقت بعناية، ووجوه أشخاص طُمست بالحبر الأسود.

هل رامي الطحان كان على صلة بتلك الحادثة؟ ولماذا احتفظ بهذه القصاصات كل هذه السنوات؟

أدرك كريم أن الإجابة لا تكمن في رامي نفسه، بل في الماضي الذي يعود اليوم للانتقام.

الفصل الرابع: قائمة الموت

أرسل كريم فريقه للتحقيق في أسماء الأساتذة الذين كانوا في جامعة رهف سنة 1997، وظهر أمامهم اسمٌ مشترك في أكثر من تقرير:

الدكتور فؤاد الزين، أستاذ علم النفس.

ولكن… فؤاد قُتل في الجريمة الخامسة.

إذًا، القاتل لا يختار ضحاياه عشوائيًا. بل يتتبع خيوط حادثة رهف… جريمة قديمة، وحسابٌ مؤجل.

مع استمرار البحث، بدأت الأسماء تظهر تباعًا… سبعة أشخاص، كلّهم كانوا على صلة بقضية اختفاء رهف بطريقةٍ ما:

الطبيب الشرعي الذي كتب تقريرًا مزوّرًا.

شرطيٌ أغلق القضية فجأة.

موظف محكمة.

صحفي أساء إلى سمعة الفتاة.

أستاذ جامعي.

محقق سابق.

وأخيرًا… رامي الطحان.

السبعة... ماتوا الآن.

لكن القاتل قال: "لن أكون الأخير".

فمن القادم؟

الفصل الخامس: القاتل يكتب

في نفس الليلة، وُضعت رسالة على باب منزل كريم. بخط يدٍ متقن، كُتب:

"أنت الآن جزءٌ من الحكاية، لا تحاول أن تخرج. فكل من اقترب من الحقيقة، كان رقمًا جديدًا."

الرسالة موقعة باسم:

العدالة الخامسة والعشرون

هل هو اسم رمزي؟ هل تعني "العدالة الخامسة والعشرون" أن هناك على الأقل 24 عدالة فشلت قبله؟

أم أن القاتل ينفّذ عدالة خاصة به؟

الفصل السادس: لعبة القاتل

بدأ كريم يشعر بأنّ القاتل يتلاعب به، يقوده كما يقود لاعب محترف خصمه على رقعة شطرنج.

في إحدى الليالي، حلم بكوابيس… كان يرى رهف وهي تهمس:

"لم أمت، لكنّي دُفنت."

استيقظ وهو يلهث.

قال بصوتٍ مرتجف: "القاتل مش مريض… القاتل مش مجنون… القاتل هو الضحية ذاتها."

هل يعقل أن تكون رهف ما زالت على قيد الحياة؟

هل هي من تنتقم؟

الفصل السابع: العدالة تأتي بصوت امرأة

بمساعدة خبير تقني، تم تتبع مصدر الرسائل الغامضة التي وصلت إلى مركز الشرطة، ليتضح أنها صادرة من هاتف مدفوع مسبقًا، تم شراؤه باسم فتاة ميتة منذ سنوات:

رهف سامي.

أخيرًا، وجد كريم خيطًا يقوده إلى كوخ مهجور على أطراف المدينة.

دخل ومعه فرقة خاصة.

وهنالك... وُجدت امرأة في أواخر الأربعين، وجهها حادّ، عيناها لا تعرفان الخوف.

قالت قبل أن يفتح فمه:

"أنا لست رهف… لكنّي العدالة التي لم تأتِ."

"رهف أختي... اختُطفت، واغتُصبت، وقُتلت، ودُفنت. وأنا رأيت كل شيء. لكن كنت حينها في السابعة فقط… لم أستطع إنقاذها، ولم يصدّقني أحد."

"والآن… جاء دوري لأُسمِعهم صوتها."

الفصل الثامن: النهاية المفتوحة

القاتلة... أو ما يُسمى بالعدالة الخامسة والعشرين، سلّمت نفسها. لم تنكر شيئًا. قالت:

"لم أقتل… أنا فقط أطلقت النار التي كانت في قلوبهم منذ سنوات."

لكن رغم اعتقالها، لم تنتهِ القصة.

بعد شهر، استلم كريم رسالة بريدية، لا تحمل توقيعًا، فقط مكتوبٌ فيها:

"هل تعرف كم كانوا؟ سبعة؟ لا... كانوا أكثر. القادمون سيكملون العدّ."

وأُرفقت مع الرسالة صورة فتاة مجهولة، وتحتها عبارة:

"جريمة رقم ثمانية."

جريمة رقم سبعة

"جريمة رقم سبعة" رواية مشوّقة تُبحر بك في أعماق النفس البشرية، حيث تمتزج الجريمة بالغموض، والعدالة بالانتقام، والخوف بالحقيقة.

في كل فصل، يتساقط قناع، وفي كل صفحة ينبض سؤال:

من هو القاتل؟… ومن يستحق أن يُقتل؟

بقلمٍ متين وأسلوبٍ ساحر، يرسم أحمد رائد خميس أبو فرج حكايةً لا تُنسى، حيث لا أحد بريء تمامًا، ولا أحد مذنب بالكامل.

⚖️ حقوق النشر والطبع

جميع حقوق النشر والطبع محفوظة للمؤلف:

أحمد رائد خميس أبو فرج

© 2025

لا يُسمح بنسخ أو إعادة نشر أو توزيع أي جزء من هذه الرواية بأي وسيلة كانت، إلكترونية أو مطبوعة، دون إذن خطيّ مسبق من المؤلف.

كل اقتباس أو استخدام لأجزاء من الرواية لأغراض إعلامية أو نقدية، يجب أن يتم مع الإشارة الواضحة إلى اسم المؤلف والرواية.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon