NovelToon NovelToon

أسرار أرض مملكة دالورا

الفصل الأول : البداية

شرقت الشمس على قرية "إيلمار"، قرية تقع في أطراف المملكة، بعيدة عن العاصمة الصاخبة.

كانت ليورا، إحدى سكان القرية، جالسة عند النافذة، ممسكة بكوبٍ فخاري دافئ. لم تكن تعرف تحديدًا ما الذي يشغل بالها، لكنها كانت تشعر أن شيئًا ما سينزل من السماء... شعور غريب لا تفسير له.

كانت حياتها بسيطة: تعتني بأمها المريضة، تساعد في السوق، ثم تعود قبل المغيب.

همست ليورا لنفسها:

"تلك الأحلام... تراودني كل فترة، وتتكرر كأنها تحمل رسالة... لكن، ما هي؟"

أما عن مملكة "دالورا" التي تقطن فيها ايورا ، فلم تكن كمثل أي مملكة أخرى.

كانت مغطاة بالغابات العتيقة، والسهول الممتدة حتى البحر الأزرق.

تحكمها الملكة "إلينا"، ذات الحضور المهيب الذي يشبه الأساطير.

كانت المملكة تعيش في هدوء... أو هكذا بدا على السطح.

لكن، في الواقع، بدأت الأحاديث تنتشر عن ظلال غامضة تظهر في الغابة.

الحيوانات بدأت تهرب من جهة الجنوب — منطقة تغمرها الآثار القديمة المنتشرة في أرجاء الغابة.

في قرية مثل "إيلمار"، كانت هذه القصص تُروى بجانب النار، وتُنسى مع شروق الشمس.

لكن ليورا لم تستطع تجاهل تلك الأحلام، فقد كان الفضول تجاهها يكبر يومًا بعد يوم، وكأن هناك شيئًا بداخلها يدفعها لاكتشاف السر خلفها.

ومع ذلك، لم تكن تملك أي وسيلة لفعل شيء... فقط الانتظار.

في اليوم التالي،

استيقظت ليورا من نومها وقلبها ينبض بسرعة لم تفهم سببها.

رأت في حلمها مكانًا غريبًا عنها، وسط غابة كثيفة، بدا كأنّه بقايا بناء قديم يشبه قاعة صغيرة.

في وسطها صخرة غريبة، بدا واضحًا أنها بقايا لشيء ذي قيمة.

وعندما اقتربت منها، رأت نقوشًا من الكتابات بلغة غير معروفة بالنسبة لها.

لكن أكثر ما جذب انتباهها كان شعارًا محفورًا بعناية في وسط الصخرة.

ذلك الشعار لم يكن غريبًا عليها...

فقد رأته منقوشًا من قبل على بوابة قاعة قديمة قريبة من قريتهم، رغم أنها لم تكن تعرف معناه.

فنهضت ليورا مباشرة من السرير، واتجهت نحو مكتبها الصغير المتواضع.

سحبت ورقة وقلمًا من الدُرج، وجلست لترسم الرمز الذي رأته في المنام.

بعد أن أنهت الرسم، جهزت نفسها كعادتها، اطمأنت على أمها، ثم خرجت من المنزل متجهة نحو السوق.

لكن في طريقها، مرّت على منزل "أولدرا" — الحكيم العجوز الذي يُقال إنه يعرف كل أسرار المملكة.

طرقت الباب عدة مرات، حتى سمعت صوتًا من الداخل يقول:

"تفضل..."

فتحت ليورا الباب ببطء، ودخلت.

جلست أمام أولدرا، الذي كانت ملامحه تجمع بين الحكمة والصرامة والطيبة، مزيج غريب... لكنه كان حقيقيًا.

قال أولدرا بصوته الهادئ:

"بشو ممكن أساعدك؟"

أخرجت ليورا الورقة من جيبها ومدّتها نحوه قائلة:

"هل تعرف معنى هذا الرمز؟"

نظر أولدرا إلى الرسم، صامتًا لبضع لحظات، ثم قال:

"رح أقولك... بس أولًا، قوليلي وين شفتي هاد الرمز؟"

ردّت ليورا:

"بصراحة ما بعرف... عم بشوفه بأحلامي، منقوش على حجر في مكان غريب. بس ليش؟"

سألت ليورا باستغراب.

تنهد أولدرا، ثم قال بهدوء:

"هذا... رمز حُرّاس النور الداخلي."

"حُرّاس النور الداخلي؟... شو يعني؟" سألت ليورا بدهشة.

قال أولدرا:

"جماعة قديمة كانت تحمي المملكة...

مش بالسيوف، بل بتوازن الطاقة بين الأرض، والأسماء، والبشر.

وآخر نواة سحرية من هاد التوازن تُعرف بـ: قلب دالورا.

وهو حجر طاقة سحرية، مخفي في مكان ما، لا يعرفه أحد...

إلا شخص واحد يحمل دم الحراس."

سألت ليورا بصوت مرتجف:

"ومن هم الحراس؟"

لكن أولدرا قاطعها وقال بنبرة حاسمة:

"أظن إنك تأخرتِ..."

الفصل الثاني : الإنطلاق

قامت ليورا وهي مسرعة وقالت:

"صحيح، أنا تأخرت على السوق، واليوم في تسليم للقلع!"

لكن عندما قامت من مكانها، لاحظ أولدرا الوحمة على رقبتها، والتي كانت على شكل نجمة.

أولدرا صُدم وقال:

"هذه علامة الحراس! معقول... معقول تكون ليورا من الحراس؟"

تجلى الصدم على وجهه ولم يستطع أن يخفيه.

انتبهت ليورا لنظراته، فبادرت قائلة:

" نحتاج شيئ من السوق ؟"

لكن أولدرا رد بهمس:

"ليورا؟ ليورا من الحراس؟"

ليورا استغربت وقالت:

"إيش؟"

أولدرا أمسك يدها وجلسها وقال:

"إنتِ جبتِ الوحمة دي منين؟"

ليورا ردت:

"هذه وحمة من الولادة."

أولدرا قال:

"تعرفي هذي الوحمة إيش؟"

ليورا قالت باستغراب:

"وحمة عادية."

أولدرا قال بصوت جاد:

"هذه وحمة الحراس، تظهر فقط للحراس. آخر واحد من الحراس مات قبل مئة سنة، وأنتِ آخر واحدة من نسل الحراس."

ليورا:

"بس مين هم الحراس؟"

أولدرا:

"الحراس كانوا مسؤولين عن حفظ توازن المملكة مع قوى سحرية قديمة تُعرف بـ 'نواة الحياة'. هذه النواة اختفت منذ قرون، ومع اختفائها بدأت المملكة تضعف ببطء دون أن يعرف أحد السبب، وهذا تركها عرضة للحروب والظلال التي تحارب البشر، وغير ذلك الكثير. والآن، أنتِ المسؤول عن حماية المملكة وإيجاد قلب دالورا."

سكتت ليورا لثوانٍ، قلبها ينبض بقوة، وعقلها عاجز عن التصديق، وكأن كل ما بنته بدأ ينهار تحت قدميها.

قالت بصوت مرتجف:

"أنا؟ أنا... مجرد بنت ريفية، حتى ما بلغت الثامنة عشر... كيف ممكن آخد كل هذا على عاتقي؟ كيف أقدر أتحمل مسؤولية حماية المملكة؟"

نظر إليها أولدرا بعينين مليئتين بالجدية وقال:

"القدر لا يلعب ... ووحمة الحراس ما تظهر عبثًا. في دمك نور قديم."

ردّت ليورا بصوت منخفض:

"أنا... أنا... أنا خائفة."

قال أولدرا بهدوء:

"الخوف طبيعي، بس القوة اللي جواك هي اللي راح تحركك. وإذا استنيتِ أحد يوقفك على رجليك... راح تظلي طول عمرك بالأرض."

أنزلت ليورا رأسها نحو الأرض، وصوتها بالكاد يُسمع:

"بس... إيش هو قلب دالورا؟ وكيف ألقاه؟ وكيف بنت عادية مثلي توقف الظلال؟"

أولدرا وقف، واتجه نحو خزانة خشبية قديمة. فتحها بهدوء، وسحب منها صندوقًا أسود، واضح من شكله أنه قديم جدًا.

فتح الصندوق وأخرج عدة أشياء، أولها كانت خريطة قديمة، وقال:

"هنا، هذا المفروض يكون مكان قلب دالورا. وهذه... خريطة الحراس. احتفظت بها لسنوات، على أمل أن يجي يوم ويظهر فيه الحارس اللي راح ينقذ المملكة... واليوم هذا وصل."

ثم أخرج عصا منقوشة بخيوط ذهبية، وعلى رأسها حجر بلوري صغير.

قال وهو يمدّها نحو ليورا:

"هذا حجر الطاقة البلوري. يتفاعل مع الشخص اللي يلمسه إذا كان من نسل الحراس. القوة اللي يخرجها هائلة... مش بس ممكن تدمر المملكة، بل حتى العالم كله. ولازم تتعلمي تتحكمي فيها."

وما إن مدت ليورا يدها ولمست العصا، حتى بدأت البلورة في رأسها تتوهج بضوء أزرق غريب، يسطع شيئًا فشيئًا… كأنها تتنفس.

حين لمست العصا، اجتاحها إحساس لم تعرفه من قبل. قوة... شجاعة... وإرادة صلبة بدأت تنمو في قلبها. لم تعد تشعر بالخوف كما في السابق. بل شعرت بأن بداخلها نارًا مضيئة لا يمكن إخمادها.

همست لنفسها:

"أنا مستعدة... لازم أبدأ رحلتي، وأكتشف سر الظلال... وألقى قلب دالورا... مهما كان الثمن."

لكن فجأة، شعرت بشيء يربكها. توقف قلبها لحظة، كأن شيئًا مهمًا ضرب عقلها بقوة.

"بس أمي!" قالت بصوت مرتعش، ووجهها امتلأ بالقلق.

"أمي مريضة، وما في أحد يهتم فيها... ما أقدر أتركها لحالها."

اقترب أولدرا منها، ووضع يده على كتفها بلطف وقال:

"أمك في حمايتي ، ليورا. أنا راح أهتم فيها بنفسي، وأعتني بيها حتى ترجعي من رحلتك. هذا وعد."

نظرت ليورا إليه، ودمعة صغيرة لمعت في عينيها، لكنها مسحتها بسرعة. ثم عقدت حاجبيها بعزم جديد، وقالت:

"شكرًا... الآن، أنا جاهزة فعلاً."

خرجت ليورا من بيت أولدرا متوجهتا إلى البيتها ، و صلت إلى المنزل ، و أول ما رأت أمها دمعت عيونها بدون ما تحس ، جلست ليورا أمام أمها ، مسكت بيدها و قبلتها و قبلت رأس أمها ، و حكت الأمها القصة و أنها لازم تروح مشان تنقذ المملكة ،

ليورا كانت متوقعا أنو أمها مارح تصدقها ، بس أمها قالت :" روحي و قوة نور رح تحميك "

ليورا إستغربة من أنو أمها كانت تعرف

فأمها قالت :" جدي كان واحد من الحراس ، و أنا كنت أعرف أنك وحد من الحراس و كنت مستعدة لهاذا اليوم "

ليورا فرحت من هاذا الخبر و بدأت تجهز نفسها لرحلة التي لا تعرف كم ستطول ، في داخلها شعورا يقول أنها ستعود و هي أقوى و أفضل .

ومع غروب الشمس، خطت أول خطوة نحو مصيرها... نحو الغابة، ونحو الأسرار التي تنتظرها هناك.

الفصل الثالث : بداية الرحلة الحقيقية

في صباح اليوم التالي،

توجه أولدرا مباشرة إلى القلعة الملكية. سمح له الحراس بالدخول فورًا، لكونه من المقرّبين إلى العائلة المالكة، ومعروف بمعرفته العميقة بتاريخ المملكة وأسرارها القديمة.

في داخل القصر، طلب مقابلة عاجلة مع الملكة.

ذهب الوزير إليها وهمس باحترام:

"جلالة الملكة، العجوز أولدرا هنا... ويطلب مقابلتك في أمر طارئ."

قالت الملكة بنبرة هادئة ولكن صارمة:

"أدخلوه فورًا."

دخل أولدرا إلى القاعة، وانحنى أمام الملكة، ثم قال دون مقدمات:

"جلالة الملكة... لقد التقيت بفتاة من نسل الحُرّاس."

رفعت الملكة حاجبها بدهشة، وقالت:

"نسل الحراس؟! هل أنت متأكد؟ ألم يُعتقد أن نسلهم قد انقرض إلى الأبد؟"

أولدرا قال بثقة:

"أنا متأكد تمامًا، جلالتك. هذه الفتاة... هي الأخيرة من نسل الحراس، وستكون منقذة المملكة، بإذن النور."

الملكة سكتت لوهلة، ثم سألت:

"ما اسمها؟ وأين هي الآن؟"

أولدرا أجاب:

"اسمها ليورا، وتعيش في قرية إيلمار."

عند سماع اسم القرية، تغيرت ملامح الملكة، وكأن ذكرى قديمة انبعثت من أعماقها.

قالت بصوت خافت، كأنها تتحدث إلى نفسها:

"إيلمار... ألم تكن تلك قرية أحد أعظم الحُرّاس؟ الحارس..."

ثم سكتت فجأة، وعيناها غاصتا في الماضي.

وكأن الذكرى أثقلتها، ثم تابعت بنبرة منخفضة جدًا:

"اسمه… لا يجب أن يُذكر. لقد حُفِر في التاريخ، لكنه مُنع من النطق… بعض الأسماء لا تُقال، ليس خوفًا منها، بل احترامًا لما ضحّت به."

أولدرا انحنى برأسه وقال:

"أعلم يا جلالة الملكة… لكن يبدو أن قدره لم يُدفن بالكامل، فدمه لا يزال يجري في عروق هذه الفتاة… ليورا."

الملكة: "أين هي الآن؟"

أولدرا: "لقد غادرت قريتها أمس، وتوجهت إلى الجنوب لاستكشاف الغابات هناك."

الملكة: "من الجيد أنها توجهت إلى هناك، فقد تكاثرت الشائعات حول تلك المنطقة في الأشهر القليلة الماضية."

في الجنوب...

وصلت ليورا إلى قرية صغيرة اسمها "أدريكا" لتستريح وتتعرّف أكثر على المنطقة.

كانت تقول في نفسها: "يجب أن أرتاح أولًا، فقد مشيت طوال الليل، وغدًا سأبدأ باستكشاف الغابات."

وصلت إلى نُزل صغير، دخلت وطلبت غرفة. كل همّها كان أن تنام.

لكنهم أخبروها أن الغرف كلها ممتلئة، ولم يتبقَ سوى غرفة واحدة مشاركة و في سريران .

ليورا، من شدة التعب، وافقت فورًا وتوجّهت نحو الغرفة، وما إن وصلت حتى رمت أمتعتها ونامت مباشرة.

لم تستيقظ إلا بعد غروب الشمس...

وعندما فتحت عينيها، لاحظت وجود أحد في الغرفة.

صرخت فورًا وقالت:

"من أنت ؟! ، وماذا تفعل في غرفتي ؟!"

ردّ الشاب بانزعاج:

"إيش؟ أنا اللي لازم أسألك! وتصرخين كمان؟!"

لكن تذكّرت ليورا أنها وافقت على الغرفة المشتركة، فقالت معتذرة:

"أنا آسفة، معك حق... أنا طلبت الغرفة في الصباح، ما كان فيه غيرها."

ردّ الشاب مستغربًا:

"واضح إنك مو من أهل المنطقة."

ليورا: "صح، أنا جايه من قرية إيلمار."

الشاب: "وإيش جابك لهنا؟"

ليورا: "جيت أستكشف الغابات بسبب الإشاعات اللي بدأت تنتشر عن المنطقة."

ردّ مبتسمًا:

"وأنا أيضا هنا لنفس السبب.

بالمناسبة، اسمي أيرن. وبما إنك جديدة هنا وما تعرفين المكان، ممكن ترافقيّ."

ليورا: "أنا اسمي ليورا، وإذا ما كنت بعطلّك، راح أكون مرافقتك."

أيرن ضحك وقال:

"بالعكس، أستمتع أكثر إذا كان عندي مرافق برحلتي… خصوصًا إذا كان قوي."

ليورا قالت باستغراب:

"وكيف عرفت إني قوية؟"

أيرن ابتسم وقال بهدوء:

"هالتك واضحة… أي ساحر، حارس، أو حتى شخص يملك حسًا قويًا، يقدر يلاحظها."

ردّت ليورا بصوت منخفض، كأنها تكلم نفسها:

"يعني أول شيء لازم أتعلمه هو إني أخفي هالتي..."

في تلك اللحظة، تغيرت نظرات أيرن فجأة. أصبحت حادة، مشككة، وكأنّه اكتشف أمرًا خطيرًا. ثم قال بنبرة حادة:

" أنت مين ؟"

انصدمت ليورا من نبرته وقالت بتوتر:

"إيش تقصد؟"

قال أيرن وهو يقترب قليلًا منها:

"أنتِ ما تعرفين كيف تخفين هالتك… يعني أكيد أنت مبتدئة. ومستحيل شخص مبتدئ تكون هالته قوية بهاذا الشكل"

توقف لثوانٍ، ثم تابع بنبرة أكثر جدية:

"إلا إذا كنتِ من الحراس… بس هذا الشيء مستحيل!"

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon