✨ الفصل الأول: بداية بلا عنوان
في أحد أطراف البلاد، كانت الشمس تسير نحو الغروب ببطء، ترسم ألوانًا دافئة فوق سماء قرية صغيرة هادئة. صوت العصافير يرافق النسيم، وكل شيء يبدو بسيطًا ونظيفًا. وسط هذا الهدوء، توقفت سيارة فاخرة على الطريق الترابي. خرج منها شاب في منتصف العشرينات، أنيق، وسيم، لكن وجهه يحمل ملامح تعب غريب.
كان اسمه آدم. نشأ في عائلة غنية، يملك كل شيء يمكن شراؤه، لكنه لا يملك السلام. ترك العاصمة فجأة، بلا خطة، وبحثًا عن شيء لا يعرفه.
في تلك اللحظة، مرت فتاة تحمل دلو ماء فوق رأسها، خطواتها واثقة، وملامحها هادئة. لم تنظر إليه طويلاً، لكنها لاحظت توقف السيارة. أكملت طريقها بصمت، وهو تابعها بنظراته. تلك كانت ليلى، فتاة من القرية، فقيرة في المال، لكنها غنية في الروح.
---
✨ الفصل الثاني: جسر من تراب
اضطر آدم لقضاء ليلته في أحد بيوت القرية القديمة، بعد أن تعذّر عليه إصلاح سيارته. استضافته عائلة بسيطة، وكان من بين من قابلهم ليلى، التي لم تبدِ اهتمامًا كبيرًا به. أمضى ليلته في غرفة خشبية تطل على السماء الواسعة. كان كل شيء حوله صامتًا، لكن داخله كان يضجّ بالأسئلة.
استيقظ صباحًا على صوت العصافير والديوك، مشى بين الأزقة الضيقة، واستنشق هواءً نقيًا لم يعرفه من قبل. رأى ليلى تجلس قرب شجرة تروي نبتة صغيرة، شعر بشيء مختلف وهو يراها، لا يعرف إن كان إعجابًا أم فضولًا.
---
✨ الفصل الثالث: الطريق إلى الجبل
في اليوم الثالث، أعلن أهل القرية عن نيتهم صعود الجبل المجاور بحثًا عن نبع ماء قديم جفّ منذ سنوات. كانت ليلى من بين من قرروا الذهاب، وكان لديها سبب خفي، كنز قديم تركه جدها ذات يوم وقال إنه في مكان لا يعرفه غير القمر.
آدم طلب الانضمام. لم يعارض أحد، رغم استغرابهم من طلبه. ارتدى ملابس بسيطة وانطلق مع المجموعة، وبدا للكل أنه يحاول الاندماج رغم غربته عن المكان.
---
✨ الفصل الرابع: عيون لا تنام
كان الليل في الجبل مخيفًا، البرد يتسلل إلى العظام، والأصوات تملأ المكان. جلست ليلى قرب النار، تحدّق في السماء، تفكر في والدها الذي رحل منذ زمن، وفي حلمها بالوصول إلى الكنز. جلس آدم بعيدًا، لكنه كان يراقبها بصمت. شيئًا ما فيه تغيّر، لم يعد الشاب البارد اللامبالي. كان ينظر إلى السماء نفسها، لكنها بدت له أجمل، لأن عيناها سبقت النظر.
---
✨ الفصل الخامس: ضياع
أثناء تسلّقهم، انفصل آدم وليلى عن المجموعة بسبب انهيار صخري خفيف. حاولا العودة لكن الطرق تشابهت، وتاها في الغابة. الخوف لم يظهر على ليلى، كانت تعرف كيف تتصرف، لكن آدم كان مرهقًا.
قضيا الليلة في العراء، قرب نهر ضحل. أشعلت ليلى النار، ونام آدم لأول مرة على الأرض، دون وسادة، تحت نفس السماء التي اعتاد رؤيتها من شرفة فندقه الفخم.
---
✨ الفصل السادس: مطر مفاجئ
صباح اليوم التالي، نزل المطر بغزارة. احتميا داخل كهف صغير. هناك، بدأت الحواجز تنهار. ليلى تحدّثت عن طفولتها، عن أمها التي ماتت في الشتاء، وعن سر الخريطة التي تملكها لشيء مدفون في الجبل. آدم استمع، واندهش من قوتها رغم الفقر، وبدأ يرى الحياة بطريقة مختلفة.
---
✨ الفصل السابع: الخراب
وصلا إلى موقع قديم يشبه بقايا معبد. هناك وُجدت نقوش غريبة، بدا أنها تشير إلى مكان ما. بينما كانا يحاولان فهمها، ظهر رجل من القرية يُدعى حامد، كان يطارد ليلى منذ سنوات. تبعهم خلسة، وسرق ورقة الخريطة، وهدد ليلى. لم يتدخل آدم فورًا، لكن في اللحظة الحاسمة، وقف بينه وبينها، فدفعه حامد أرضًا وهرب.
---
✨ الفصل الثامن: الطريق المعاكس
عادا إلى القرية بجروح خفيفة. حاول آدم إخبار الناس بما فعله حامد، لكن أحدًا لم يصدقه. ازداد شعوره بالضعف، وشعر أنه رغم ماله وقوته، لا يستطيع حماية من يحب.
ليلى كانت غاضبة من نفسها، ومن آدم أيضًا. شعرت أنها جرّته إلى عالم ليس له. وابتعدت عنه.
---
✨ الفصل التاسع: غياب
اختفى آدم عن أنظار الجميع. لم يعُد يُرى في الحقول، ولا في الطرقات. ساد صمت في القرية، ولم تبح ليلى بما كانت تشعر به. لكنها كلما رأت مكانًا مرّت به معه، شعرت بأن في قلبها شيئًا ناقصًا.
---
✨ الفصل العاشر: مفاجأة
اكتشفت ليلى أن المدرسة القديمة التي كانت على وشك الإغلاق، تلقت تبرعًا كبيرًا من مجهول. ثم تبين أن عدة بيوت فقيرة في القرية تم إصلاحها على نفقة "ضيف العاصمة". عرفت أنه آدم، رغم أنه لم يعد يظهر.
---
✨ الفصل الحادي عشر: عودة الندم
قررت ليلى أن تبحث عنه. ذهبت للعاصمة، وسألت كثيرًا حتى وصلت إلى أحد مشاريعه الخيرية، وهناك رأت صورته، لكنها لم تلتقه. عادت بقلب حائر، لكنها أدركت أن حبها له لم يكن مجرد مغامرة.
---
✨ الفصل الثاني عشر: عند الجسر
مرت أشهر. في يوم من أيام الشتاء، عادت ليلى إلى الجبل وحدها، ومعها خريطة قديمة وجدتها في صندوق جدها. عند الجسر الحجري، وجدت آدم ينتظر، وكأنه كان يعرف أنها ستأتي.
لم يتحدثا كثيرًا، فقط نظرا إلى بعض، وعرف كل منهما أن الآخر لم يتغيّر.
---
✨ الفصل الثالث عشر: تحت المطر
في ذات المكان الذي افترقا فيه، جلسا سويًا تحت المطر. الحكاية لم تكن عن كنز، بل عن لحظة صدق، وعن طريق مشترك، حتى لو كانت بدايته مختلفة.
---
✨ الفصل الرابع عشر: بيت في القرية
عادا سويًا، ليس لقصر، ولا لعاصمة. بل لبناء بيت صغير على أطراف القرية، يطل على السماء الواسعة، حيث تبدأ الحكايات الحقيقية.
---
✨ الفصل الخامس عشر: تحت نفس السماء
كان الزفاف بسيطًا، في ساحة القرية. الموسيقى من عزف الأطفال، والضحكات حقيقية.
ليلى كانت تبتسم، وآدم كان يراها أجمل من كل ما رآه في حياته.
في تلك الليلة، جلسا على سطح البيت، يتأملان السماء. لم تكن غريبة، كانت نفس السماء التي بدأت فيها الرحلة.
قالت ليلى وهي تضع رأسها على كتفه:
"الحمد لله إنك كنت تحت نفس السماء وقت ما كنت محتاج ليك."
ابتسم، وأمسك يدها.
الحب لا يحتاج لمال، فقط يحتاج لقلوب تمشي في نفس الطريق... تحت نفس السماء.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon