الفــصــل (1) 🥂🥀
♪♪♪♪
كانت السماء ملبدة بالغيوم، والبرد يتسلل إلى عظامها، لكنها لم تهتم. وقفت إلينورا أمام البوابة الحديدية الكبيرة، تتأمل القصر العالي الموجود في نهاية الطريق الترابي. بدا كأنه خرج من قصة قديمة أو مكان نسيه الزمن.
أخذت نفسًا عميقًا ثم سارت بخطى مترددة نحو الباب. حقيبتها كانت ثقيلة على كتفها، لكنها لم تكن تحمل فيها الكثير… فقط بعض الملابس ودفتر صغير لا يفارقها.
منذ وفاة خالتها، لم يعد هناك مكان تذهب إليه. هذا القصر، الذي يعمل على توظيف مساعدات داخليات، كان فرصتها الوحيدة للهرب من الماضي، وللحصول على سكن وعمل في نفس الوقت.
عندما طرقت الباب لم تسمع شيئًا. لحظة صمت غريبة سيطرت على الجو قبل أن يُفتح الباب ببطء ويظهر رجل طويل، شعره أسود يرتدي نظارات ووجهه هادئ جدًا.
"أنتِ إلينورا؟"
هزت رأسها بهدوء: "نعم، وصلت قبل قليل."
"أنا آدريان، الأخ الأكبر. تعالي، الطقس ليس جيدًا."
دخلت خلفه وهي تشعر بأن شيئًا في هذا المكان غير مريح. ليس فقط بسبب شكله القديم أو البارد، بل بسبب الصمت وكأن الجدران تخبئ أسرارًا لا تريد لأحد أن يعرفها.
مرت عبر ممر طويل أرضيته من الخشب العتيق وعلى الجدران صور قديمة لعائلة يبدو أنها سكنت هذا القصر منذ زمن طويل. في منتصف الممر التفت إليها آدريان فجأة وسأل: "كم عمرك؟"
"عشرون."
أومأ برأسه، ثم قال بنبرة خافتة: "أصغر مما توقعت."
نظرت إليه لكنها لم تجد في ملامحه شيئًا واضحًا فكل شيء فيه كان ثابتًا وغامضًا حتى نبرة صوته. لكنها لاحظت أمرًا بسيطًا، عينيه لم تفارق وجهها رغم هدوئه.
"الغرفة في الطابق الثاني، وسأشرح لك المهام لاحقًا. الآن ارتاحي."
قال آدريان بنبرة هادئة وهو ينظر إليها بطريقة يصعب تفسيرها. قبل أن ترد، سمعت خطوات على الدرج. شاب بشعر بني وعينين عسليتين ظهر وهو يضع يديه في جيبه.
"هل هذه الضيفة الجديدة؟"
نظر إليها وابتسم ابتسامة واسعة: "أنا كايل، الأخ الأوسط. 24 سنة، وسيم وأحب الورود الناعمة والهادئة... "
تعجبت للحظة متسائلة في ذهنها: "هل هناك ورود هادئة؟ ما الذي يقوله؟"
"لا تقلقي نحن لا نأكل أحدًا."
قال بإبتسامة ساحرة ثم ضحك بخفة بينما هي لم تعرف إن كانت مزحة أم لا. قال آدريان ببرود: "لا تزعجها من البداية."
كايل تجاهل كلامه وتوجه نحوها، وقف أمامها وقال بصوت منخفض: "مرحبًا بك في القصر، حيث لا شيء عادي."
ثم من مكان غير واضح خرج شاب ثالث بشعر أشقر وعيون شبه رمادية، كانت ملامحه حادة ويحمل عود كبريت بين شفتيه وينظر إليها وكأنه يعرفها من قبل. اقترب منها ولامس خصلة شعرها الأسود الطويل المتدلية على كتفها بدون إذن، كان يبدو الوضع وكأنه يحللها بعناية عن طريق النظر واللمس، تراجعت إلينورا خطوة للخلف مرجعة الخصلة وراء ظهرها. كانت متوثرة لكن نظراتها الشبه الحادة حكت رفضا تاما.
قال زاك بنبرة باردة ولم يبتسم: "اسمك إلينورا، صحيح؟ تبدين أضعف من أن تبقي هنا لأسبوع حتى."
بينما هي لم تفهم مقصده قالت بتساؤل وبنبرة هادئة: "عذرا ؟"
"زاك هذا ليس وقت التهديدات." قال آدريان بنبرة ناعمة لكنها تحمل تحذيرًا واضحًا.
إلينورا شعرت بأنها دخلت إلى عالم لا يشبه الخارج. ثلاثة إخوة، ثلاثة أنواع مختلفة من التوتر. في تلك الليلة، لم تستطع النوم جيدًا. جلست على حافة سريرها، تفكر:
"هل أخطأت بالمجيء إلى هنا؟ لكن الأوان قد فات… الطريق للخلف لم يعد خيارًا."
يـتبـع... 🥂🥀
♪♪♪♪
أتمــنى أن تنال إعجابكـم 😊❤️🥀
ترقـبوا الاحداث المقبلة متأكدة سـوف تعجـبكم 🥀
إذا وجدت إقبالا على الفصل الأول، وإذا نالت الرواية اعجابكم فسوف أنزل الفصل الثاني. أتمنى أن أرى تفاعلكم أصدقائي 🥂🥀
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon