...أنا من رفعت رايتي بوقاحة ...حين وجهت السيف لوجهي بشجاعة ...
...*✲゚*...
كان الصمت يخترق الرياح وسط ذلك المكان الثلجي النجوم كانت تلمع وسط الظلام لكن ليس في تلك القاعة .
الليلُ في "أبسن دراغو" لم يكن ككلّ الليالي.
لم يكن الليل هناك هدوءًا ولا غموضًا، بل كان إعلانًا للحرب، وصرخة من أفواه الآلهة المنفية.
الثلجُ يُصفِّر فوق السطوح، والهواءُ كأنّه يئنّ من قسوةٍ لا يعرفها سوى الموتى.
تحت غطاءٍ من الضباب الكثيف، في قصرٍ لا تدخله إلا الظلال كانت قاعة الإجتماعات مكتظة بالوزراء و الكتاب و في نهايتها كان هناك عرش يخاف الناس من النظر إليه كان عرش التنين عرش حاكم هذه الأرض .
من الذهب الخالص كان يلمع مجلسه من المخمل الأحمر ونقوش التنانين تزينه خاصتا تلك العين التي تقبع فوقه تخلق وهما لمن يجلس هناك. فقد تبدوا علية ذلك العرش كتاج للجالس فيه .
وهذا ماحدث فرغم جلةس الملك فيه بلا تاج كان يبدوا أنه لبسه هو هنا بملابس نومه . فقد أتهاه مرسوم من الوزراء بالقدوم للقاعة لأمر مهم للغاية
كانوا ينتظرون شخصا ما تحت همسات الوزراء
وفي لحظة تسلّل "سينسر" إلى قلب القاعة
كان ثوبه الثقيل يقطر ماءً من الثلج، عيناه متردّدتان، لكن فمه كان جاهزًا لينطق .
دخل القاعة حيث لا يُسمح بالكلام إلا بأمر، ولا يُسمع النَفَس إلا إذا رَخّصه الدم الملكي.
وضع الإمبراطور عينيه عليه وهو قادم لونهما كالنار الراكدة، ووشم التنين يحتضن عنقه.
فجأة صمت كل من في القاعة ليترقبوا ما سيسقط عليهم.
قال سينسر بانحناءة باردة:
"مولاي الإمبراطور… لي أمر خطير… يتعلق بساحركم المخلص… مورتيس."
رفع الإمبراطور حاجبًا:
"مورتيس؟ أكبر سحرتي؟ ما شأنه؟"
للحظة رفع الإمبراطور من شأنه فهذا ساحره المخلص أقوى ساحر عرفته هذه الأراضي .
اقترب سينسر بخطواتٍ محسوبة، وكأنّ كلّ كلمة منه تحفر قبرًا.
"إنه… يتمرّد، يا مولاي. لقد سمعته يتلو لعناتٍ بلغة السحر الأسود. يتحدث عن سقوط المملكة، عن تحطيم العرش… عن لعنة تُسقط الأحياء من أنسابكم النارية."
إستيقظ الملك من الصدمة من عرشه وهو يحكم على قبضته لدرجة بياضها
سكت لحظة ثم همس سينسر:
"لقد أقسم أن يجعل دم التنين يتبخّر."
دوت القاعة بالهمس و الصراخات …
ثم همس الإمبراطور، ببطءٍ كالسكين:
"السحر الأسود… في قصري؟ من مورتيس؟"
ضحك ضحكة واحدة قصيرة، ثم قال:
"إذا صحّ ما قلت، فسيموت هو وكل من يحمل دمه."
قالها الملك بينما يشير للباب و أعينه تحولت للون الأحمر بسبب غضب تنينه الروحي
تحت سماءٍ رمادية مثل الكفن كل ما كان يسمع في تلك القلعة هو صوت صراخات الألم كانت النار في كل مكان و الحراس يركضون هنا وهناك
جنودٌ مدرّعون، رايات العرش ترفرف، والتعاويذ المقدّسة نُقشت على السيوف.
في الداخل، وقف مورتيس يُحدّق في بوابة قلبه، عيناه مشتعلة، ووشم على جبهته يضيء كأنّه نجمة سقطت إلى الأرض.
قالت زوجته، وقد ضمّت ابنتها "مالفت" الصغيرة إلى صدرها:
"إنهم قادمون يا مورتيس… ماذا سنفعل؟"
"سنقاتل، ولن نركع وإن سقطتا، فليُدفن اسمي مع رمادهم."
وضع يده على جبين ابنته، وهمس بلغةٍ قديمة وبعدها قال وهو يضع جبينه على جبينها :
" عزيزتي إلتزمي بما علمتك إياه حسنا ...كوني قوية وصمدي مهما سقطتِ ستقفين مجددا أقوى و أقوى و أقوى دمك لن يخذلكي أبدا "
انفجرت الأبواب، واندفع الجنود. كانت المعركة نارًا وسحرًا، مورتيس يشقّ الأرض، يقلب الهواء، يُشعل أجسادهم بلعنات الظلال.
لكنهم كانوا كثيرين رغم ذلك أثبت لم لقب بساحر العالم كان يزلزل الأرض ويخرج منها نارا كان يسلب الأرواح من حركة فقط بيدن
لكن الخيانة كانت تنهش قلبه حياته التي أعطاها في هذه الإمبراطورية لحمايتها تنقلب عليه ..طغا التمرد في قلب من أصبح عدوه ...طغا السواد في قلب من كان صديقه و رفيق روحه وربما هذه المشاتر هي ما أسقطته ..أو ربما تلاميذه الأعزاء الذين دربهم علة يده .
سقط وامرأته بجانبه إذا هم لم يأتوا فقط من أجله لقد جاءوا أيضا من أجل سلالته دمه شحمه و لحمه وما كان بين عروقه .
في لحظاته الأخيرة حين كانت حتى مقلتا عينيه ملئتان بالدماء و لم يستطع الرؤية كان يبتسم لأنه رأى إبنته تتقن سحر الإختفاء وتمتم لها بخفوت
" أهربي " بينما يحتظن زوجته وعينيه تدمعان .
وقد فعلت تهرب وتجري في تلك الممرات التي علمها إياها أبوها ممرات كانت تلعب فيها ضانتا أنها المكان المناسب للغميضة تجري بينما عينيها تذرف الدموع تدعي أن هذا كابوس وحين تستيقظ ستكن في حضن أبوها ستكون معه و لن تغادر جانبه أبدا
تدعي أنها حالما تستيقظ من هذا الجحيم ستمسك بيده وسيعلمها السحر بينما تمتطي ظهره
تلك الممرات أخذتها لطريق الغابة وهي لم تفكر طويلا فقد دخلت لتلك الغابة تجري و تجري لحد ما إحمرت رجلاها و لسوء حظها سقطت لكنها كانت تنظر للخلف ... هي تركع وسط الغابة بسبب رجلها المتضررة.
كانت فتاة بيضاء البشرة بيضاء لدرجة أن الثلج سيغار منها شعر أسود طويل بطولها هي ورموش كثيفة و طويلة مع خدين ممتلئان ومحمران بسبب البرد وبسبب الفستان الأبيض الخفيف الذي تلبسه
وربما أيضا بسبب لون الفستان الفاقع الأبيض تم ملاحظتها فبعد دقائق فقط كانت تتوسط الوحوش القابلة هناك
كانت الغابة تدعى بالغابة الفناء مليئة بالوحوش الأسطورية التي فناها أبوها وهي الآن محاصرة بينهم لكن ما كان غريبا أن الوحوش كانت تشمها تحاول الإقتراب منها لكنها لاتستطيع بجسد صغير كانت الوحوش خائفة من لمسها كأن السحر المرتبط بها أقوى منهم مجتمعين في واحد . لذا إكتفوا بالنظر إليها بينما يحومون
وهي كانت ترتعش و جسدها بدأ بالفعل بخيانتها
في لحظة فقط شعرت بيد تخطفها وتجرها
ربما ختى الوحوش دهشت أنا إختفت في لحظة .
في مكانٍ بعيد، في كهفٍ لا تصله الشمس، كانت الطفلة تُسحب من يدها ويتم جرها كان رجلا يلبس خاتما ذهبيا بحجر أخضر كانت تستطيع رأيت الأرواح التي فيه وهي تصرخ بها بأن تخرجها لذا كانت تقاوم وتضربه .
" أتركني ...أتركني أريد العودة "
ألقى على جسدها الصغير داخل الكهف الرجيل الغريب ذو الرداء الأسود الذي يغطي وجهه
وقال لها:
" مالفِت صغيرتي أبوكي رحل الآن ." قالها بينما يلتمس وجهها
"لذا أنا هنا من أجلك سأساعدك ...بدمائك هذه نستطيع الإنتقام له و نجعل من قتله يبكي أيضا مثلما بكيتي .....مالفت أنتي مميزة جدا أنتي هيا من تستطيع فعلها "
قالها بجنون بينما يضحك بهستيرية كمن وجد سلاح يستطيع إبادة العالم به ...كمن وجد الإلاه الذي يمتلك مفاتيح الجحيم.
على مدى مرور السنوات كان هذا أشنع يوم عاشته ...يوم حفرته ووشمته في عقلها ...إنه اليوم الذي أصبحت فيه كابوسا لأي مخلوق عرفته هذه الإمبراطورية .
في ظلال "غرينتا فالس"، تعلّمت كيف تُخرج الروح من جسد العدو وهم واقفون تعلمت سلب النفوس من الأجساد تعلمت التحكم بالعناصر ... هي لاتقهر
جعلها معلمها سلاحًا، لعنة، وسيفًا في يد الآلهة المنسية.
كان يُدرّبها بالسيف في النهار، وباللعنات في الليل، بلا كلل و لا رحمة.
وفي شتائها السادس عشر منذ موت والدها واجهت أول خط دفاع لهذه الإمبراطورية
جيش الجنرال تايلوس أحد كبار الموالين للعرش تمركز في وادي الظلال، حيث شوهدت "ملاك الموت"…
وكانت تلك هي الليلة التي انتظرتها
الثلج يهبّ حولها كأنّه يحرسها.
شعرها الأسود يرفرف، سيفها يتوهّج بلعنات منحوتة.
عيناها… لا تلمعان، بل تنفجران صمتًا قاتلًا.
وقفت في منتصف الوادي، بمفردها، في مواجهة ثلاثين جنديًا مسحورًا.
قال الجنرال ساخرًا:
"هل أنت هي آلهة الموت تلك ؟ "
قالها المشيب الذي ربما عمره يتجاوز الخمسينات وهو ينتظر إجابتها بينما شعره الأبيض و الأسود تأخذه الرياح وهو يقف في مقدمة جيشه
ردّت بصوت ناعمٍ كأنّه موسيقى مدفونة:
" أليس هذا لطيفا ..يونادونني بآلهة الموت لأنني أينما ذهبت أخلف الموت ورائي "
كانت بملابس تكون بين الأسود و الأحمر و قبعة تخفي وجهها تقريبا كل مايضهر منها هو شفتاها الكرزيتين بينما شعرها الطويل الأسود يرفرف خلفها كأنه يعلن وجودها.
زفر العجوز بغضب ...هل كان ينتظر أن تنكر من هي ...لقد تركت آثار سحرها عمدا ليأتي إليها .
رفع العجوز يديه قال لعنة بخفوت ليضهر قوس بين يديه بعدها وجهه للأعلى " إقبضوا عليها "
.
صرخت مالفِت بصيغة قديمة:
"☽ Varuk Tien El'Shara! ☾"
ارتجّ الوادي.
انبعثت من الأرض رموز حمراء، واندفع سيفها ليقطع الهواء، ثم أجسادهم.
كانت تختفي وتظهر كضباب بتدرجات الأحمر و الأسود ، تلفّها ألسنة السحر، تقاتل بالسيف بينما تطلق اللعنات كأنها تجعل سيفها عصا سحرية وربما هذا ما جعل العجوز يرتبك ...شيء لم يره في حياته أبدا .
جعلت أحدهم ينفجر من الداخل.
جعلت عظام الآخر تتحول إلى رماد.
جعلت الثالث يقتل نفسه.
لعن الجنرال نفسه… لم يظن أنها حقا بهذه القوة لذا إضطر لحمل حجر خاصًا، حجر من قلب عرش التنين، وبه سدّد طعنة سحرية مباشرة إلى كتفها بقوسه .
صرخت مالفِت… صرخة واحدة فقط إستطاعت بها جعل الأرض التي تحتهم بالإرتجاج .
نزفت… لأول مرة منذ سنين.
شعرت بالهواء يضيق، وبالسماء تميل.
همست:
" تبا لك ....ليست هذه النهاية…"
ثم مدت يدها نحو الأرض، وتمتمت بلغة الآلهة:
> – "Dar'il Kal-Moret!"
إنهارت الأرض الجليدية تحتهم
واختفت بين مياه تلك الأرض
استيقظت في حديقة، مغطاة بالثلج… داخل قصر غامض يسكنه الظلام و السواد القاتم .
كانت قد استخدمت آخر طاقة فيها لتفتح بوابة سحرية تقودها حيث لا تتوقع هي نفسها.
لكنها لم تعلم… أنها الآن في الجناح الأسود
لم تشعر بشيء كانت تمشي بينما تمسك بكتفها بألم وهو ينزف بينما شعرها إلتصق بجبينها من العرق .
لكن رغم ذلك شعرت بتلك الهالة بقوة ذلك السحر الذي كان يتقدم منها بسرعة وأمسك بها
كان جسده مشدودًا، ملامحه صارمة، لكن عيناه فيهما شيء… شيء لم تود معرفته بالتأكيد .
وفجأة، توقف.
رآها.
جسدٌ مغطى بالدم، وجهٌ شبه ملائكي، لكن الهالة من حولها… تشبه مقبرة تنزف لعنة.
رفع لياندر يده، واشتعلت. لم تكن نيرانا عادية كانت نيران صفراء ذهبية ....كانت لهب التنين .
لعنة نفسها ألف مرة لقد إتاها سحرها ليقتلها .
"من أنتِ؟!" قالها بصوت أجش أقوى من أي صوت سمعته في حياتها .
لم تجب.
لم يفكر مرة إخرى فقط ثانيتين لم ترد ...هجم
إبسمت بسخرية رغم ضعفها ...كانت ترى روحه كانت روحه مليئة بالثغرات ....كان ضعيفا في عينيها .
مالفِت، رغم إصابتها، دافعت.
وتفادت لهب تنينه الأول.
رمت عليه لعنة تجميد، لكنه حطّمها بعاصفة.
أما الرجل قد فقد السيطرة… تنينه الظاهري خرج جزئيًا من جسده، كأن جسده يشقُّه من الداخل.
إبتسمت بسخرية مرة أخرى تستفزه
"أنت لا تُجيد التحكم بعد… ستقتل نفسك أنت ضعيف "
لكنها كانت تضعف.
وفي لحظةٍ، سقطت… على ركبتيها.
نظر إليها فوجد في عينيها شيئًا غريبًا.
لم يكن خوفًا.
بل… غضبًا خافتًا.
ثم أظلمت عيناها، وسقطت أرضًا.
وصمت القصر من حولهما، كأنّ الأرض توقفت للحظة.
وريث العرش… يقف أمام فتاة سقطت من السماء، لا يعرف من تكون، لكنها جعلت دمه يرتعش… كما لم يفعل أحد تصدت لأقوى سحر في هذه الإمبراطورية نظرت له بزدراء و وصفته بالضعيف إبتسمت في وجهه وجعلته ينحني من رأسه لأنه نظر لها للأسفل ... قتلت كبريائه ومسحت بها الأرض .
" من أنتي ؟ "
...(๑˙ー˙๑)...
...هالو بعد مدح كبير لذا التطبيق إجيت من الواتباد لحتى أنشر هنا أيضا.......
...أغرقني بحبك و تعليقاتك أيها القارئ...
...مع حبي لنسوري...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon