NovelToon NovelToon

اسرار الماضى

الفصل الاول

نظرت غند إلى السماء وقالت: “لماذا حدث هذا؟” وكانت محاطة بعدد من الجثث، وأضافت: “لم… لم أكن أريد هذا. كنت فقط أريد أن…” ثم استيقظت من النوم وهي تصرخ: “آه… آه… آه… ليس مرة أخرى!”

ذهبت إلى الحمام، فرشت أسنانها وقالت: “لماذا هذا الحلم يتكرر كل يوم؟”

ثم سمعت صوت شجار وقالت: “كاي! ديانا! توقفا عن الشجار!”

نزلت من غرفتها وقالت: “لماذا خربتم المنزل؟ اذهبوا واستعدوا للمدرسة.”

ذهبت إلى غرفة كلود وشغلت الأنوار وقالت: “هيا استيقظ، يا كلود!”

قال كلود: “حسناً، فقط خمس دقائق.”

ردّت عليه غند: “حسناً.”

ثم ذهبت إلى كاي وديانا وقالت: “هيا للمدرسة.”

قالت ديانا: “ماما، لا أعرف كيف أربط هذا.”

ردّت غند: “تعالي، سأربطه لك. ولماذا شعركِ بهذه الفوضى؟”

وبعد أن انتهت من ديانا، ذهبت إلى المطبخ وقالت: “هل انتهيتِ من طهي الطعام يا صفاء؟ أنا جائعة.”

قالت صفاء: “سيكون الطعام جاهزًا قريبًا.”

وعلى طاولة الطعام قال كاي: “ماما، لماذا أتينا إلى هذه المدينة؟ كانت المدينة السابقة أجمل.”

ردّت غند: “لأن لدي بعض الأعمال هنا. وحين ننتهي، سنعود.”

قالت ديانا: “لكنني خائفة أن لا أكون صداقات هنا.”

قالت غند: “عزيزتي، أنتِ جميلة ولطيفة. من لا يريد أن يكون صديقكِ؟”

قال كلود: “وإذا تنمر عليكِ أحد، سأعاقبه.”

قال كاي: “أنتِ فعلاً مدللة.”

قالت غند: “طبعاً، هي مدللة مامي!”

قالت صفاء: “كفاية كلام، تناولوا الطعام!”

ردّت غند: “حسناً، لا تغضبي.” وضحك الجميع.

بعد الإفطار، قال كاي: “هيا ديانا، ماما تنتظر.”

قالت ديانا: “أنا قادمة.”

وفي السيارة قال كاي: “كيف شكل المدرسة؟”

قالت غند: “ليست مثل مدرستكم السابقة، لكنها جميلة.”

قال كاي: “سنرى.”

وعند الوصول للمدرسة، قال كاي: “لماذا شكلها هكذا؟”

قالت ديانا: “ليست جميلة.”

قالت غند: “هي المدرسة الوحيدة التي قبلتكم في منتصف السنة، فادرسوا فيها.”

قال كاي: “حسناً.”

رأى بعض الأولاد كاي وديانا وقال أحدهم: “يبدو أنهم ليسوا من منطقتنا.”

قال آخر: “انظر إلى ملابسهم!”

قال أحدهم: “انظروا، المدير الأصلع! هههه!” وضحكوا جميعًا.

قال المدير لغند: “أنا سعيد أن أولادك يدرسون هنا.”

قالت غند: “شكراً، لكن أرجوك، اعتنِ بهما جيداً.”

قال المدير: “لا تخافي، إنهما في عيوني.”

قالت ديانا: “يعني ماذا؟”

قال المدير: “يعني أنني سأهتم بكما جيداً.”

قالت ديانا: “يعني I will take good care of them.”

قال المدير: “ماذا؟”

ضحكت غند وقالت: “كانوا يدرسون في الخارج.”

ثم التفتت إلى ديانا وكاي وقالت: “لا تتحدثا معهم بهذه الطريقة. خصوصاً أنت يا كاي.”

رد كاي: “لا تخافي، أنا Legend in Arabic!”

قالت غند: “كاي!”

قال: “أمزح فقط.”

قالت: “سأتركهما عندك، إنهما أمانة.”

قال المدير: “لا تخافي.”

قالت: “شكراً.”

قالت لهما: “يلا، باي!”

قالت ديانا: “باي، مامي!”

وذهبت غند إلى السيارة، ودخل كاي وديانا المدرسة.

قالت ديانا: “Why does the school look like this?”

قال كاي: “لا أعرف.”

قال المدير: “تعالا، سأخذكما إلى الصف.”

وفي الصف، قال أحد الطلاب: “انظروا، المعلم سيدخل.”

لكن حين فُتح الباب، انكب الماء على المدير!

صرخ: “من فعل هذا؟!”

أشار الجميع إلى مسعود.

قال المدير: “أنت مرة أخرى يا مسعود؟!”

قال مسعود: “آسف.”

قالت ديانا: “مسعود؟ اسم غريب.”

قال كاي: “أجل.”

دخل المعلم وقال: “آسف على التأخير.”

قال المدير: “هؤلاء طلاب جدد، اعتنِ بهما.”

قال المعلم: “حسناً.”

قال: “عرفوا بأنفسكم.”

قال كاي: “أنا كاي، أتيت من مدينة أخرى.”

قالت ديانا: “أنا ديانا، وأتمنى أن نصبح أصدقاء.”

قال المعلم: “اجلسوا في أي مكان.”

قالت ديانا: “أليس لكل طالب مقعد باسمه؟”

قال: “هذا ليس نظامنا.”

قالت: “لكن لماذا كاي بعيد عني؟ أريد الجلوس قربه.”

ضحكت فتاة وقالت: “هل أنتِ طفلة؟”

ضحك الجميع.

قال كاي: “أجل، لكنها تحب أن تكون بجانبي أكثر من جلوسها مع غرباء.”

قال أحد الطلاب: “هذا قصف جبهة، كارما!”

قال المعلم: “كفى! اجلسي هناك يا كارما.”

قالت كارما: “حسناً.”

قال المعلم: “وأنتِ، اجلسي مكانها يا ديانا.”

قالت: “حسناً.”

وبعد انتهاء الدرس، قالت ديانا: “أنا جائعة!”

قال كاي: “حضرت صفاء حلوى.”

قالت ديانا: “Yes، لماذا آكل حلوى كثيراً هذه الأيام؟”

قالت كارما: “لماذا تتحدثين هكذا؟”

قالت ديانا: “كنا نتحدث هكذا في مدرستنا السابقة.”

سألت فتاة: “هل كانت مدرستكم خاصة؟”

قال كاي: “يعني private school.”

قالت ديانا: “ربما.”

قالت كارما: “لماذا أتيتم إلى هذه المدينة؟”

قال كاي: “لأن مامي لديها عمل هنا.”

قال مسعود: “أمك ماذا تعمل؟”

قال كاي: “في شركة.”

قال مسعود: “وماذا تفعل؟”

قال كاي: “كل شيء، هي الرئيسة.”

قالت كارما: “يعني أمك تملك الشركة؟”

قال كاي: “نعم.”

قالت ديانا: “لكنها تجلس معنا وتلعب أيضاً.”

قالت فتاة: “لكن أكيد مشغولة!”

قال كاي: “لكنها تنهي عملها بسرعة.”

قالت ديانا: “مامي قالت إن بعض الناس يعملون كثيرًا من أجل عائلاتهم، ويجب ألا نحكم على الآخرين من مظهرهم.”

الفصل الثاني

قالت كارما: “أمكم رائعة.”

قالت ديانا: “أجل، هي أفضل أم في نظري.”

قال كاي: “هي تحب مامي أكثر مني!”

قال مسعود: “وأين أبوكم؟”

قالت ديانا بحزن: “لقد مات.”

قال مسعود: “آسف، لم أقصد.”

قالت ديانا: “لا بأس، كثيرون سألوا هذا السؤال.”

قال كاي: “هيا نأكل، ديانا.”

قالت ديانا: “حسناً.”

قال مسعود: “ماذا تأكلون؟”

قالت ديانا: “حلويات صنعتها صفاء. تريدون تجربتها؟”

قالت كارما: “هل ممكن؟”

قالت ديانا: “نعم، أنا وكاي لا نأكل كثيراً.”

قالت كارما: “أي واحدة تنصحيني بها؟”

قالت ديانا: “التي بطعم الفراولة.”

قال كاي: “Strawberry.”

قالت كارما: “أحب الفراولة!”

قالت ديانا: “تفضلي.”

أكلت كارما وقالت: “لذيذة جداً! من أين اشتريتموها؟”

قالت ديانا: “لم نشتريها، صفاء صنعتها.”

قالت كارما: “واو، تبدو طباخة بارعة.”

قالت ديانا: “أجل، تصنع أي شيء نطلبه.”

وفي مكان آخر، كانت غند تقول: “لم أتوقع أنني سأعود إلى هنا مجددًا.”

دخلت مبنى كبير، فقال أحدهم: “انتظري، إلى أين تذهبين؟”

قالت: “إلى المساعدين.”

قال أحدهم بسخرية: “من تظن نفسها؟!”

قالت: “اتصل بهم وأخبرهم أن غند تريد مقابلتهم.”

اتصل الحارس وقال: “هناك فتاة اسمها غند.”

ردّ المساعد الأول: “غند؟ دعها تدخل فورًا!”

تعجب الآخر وقال: “حسناً، اتبعيني.”

دخلت إلى مكتب المساعد الأول وقال: “لم أتوقع أنك ستعودين.”

قالت: “عدت لأُنهي شيئًا بدأ قبل أربع سنوات.”

قال: “لم أنسَ ما حدث.”

قالت: “كيف أنسى؟ لقد مات أعزّ الناس لي.”

قال: “ما زال مكتبك موجودًا ولم يدخله أحد غيرهم.”

قالت: “سأذهب لأتفقده، وإن وجدت شيئًا مفقودًا، سأقتلك.”

قال: “حسناً.”

بعد أن خرجت، قال أحدهم للمساعد: “لماذا لم تجعلها تراني؟”

قال: “هل أنت غبي؟ تريد أن تُقتل؟! هي لم تسامحك، ولا أولادها.”

قال: “حسناً، سأغادر.”

قال المساعد: “أخرج فقط، قبل أن ترى وجهك!”

ثم تحدث لنفسه: “لم تنسَ ما حدث… يبدو أنها عادت لتنتقم.”

وتذكّر الجنازة وصوتها وهي تصرخ: “لا، لا، هذا كذب… هو لم يمت… لاااا…”

وقال: “آه، كم أكره تذكر ذلك.

تنظر غند إلى المكتب وتقول:

“كم كانت أيامًا جميلة وسيئة…”

صوت شخص يعلو فجأة:

“ماذا تفعلين هنا؟ ومن أنتِ؟”

نظرت غند إليه وقالت:

“أنا صاحبة هذا المكتب. من أنت؟”

قال الشاب:

“أنا أعمل هنا، لكن هذه أول مرة أراكِ فيها. هل أنتِ جديدة؟”

ردّت غند بثقة:

“لا، أنا لست جديدة. أنا فقط تركت العمل… وعدت. هل هناك مشكلة؟”

قال الشخص:

“لا، لكن احترسي من فتاة كانت تريد هذا المكتب، لكن المساعدين رفضوا أن تأخذ المكتب.”

قالت غند، وقد علت نبرتها:

“من هي حتى تأخذ المكتب؟”

قال:

“لا أعلم، أنا فقط لا أصدق الكائنات الغريبة.”

قالت غند، بنظرة حادة:

“حقًا؟”

قال الشخص الغريب وهو مرتجف:

“أجل…”

قالت غند:

“ما هو اسمك؟”

قال:

“اسمي هو ليو. وأنتِ؟”

قالت:

“أنا غند.”

ثم أضافت:

“أين هم الكائنات الغريبة؟”

قال ليو:

“إنهم مع تلك الفتاة.”

قالت غند:

“خذني إليهم.”

قال:

“حسنًا، اتبعيني.”

وصلوا إلى مكان الكائنات الغريبة. نظرت غند ورأت أن “وحشي” يتحدث مع فتاة. صرخت بصوت عالٍ:

“وحشي! تعال إلى هنا بسرعة!”

انصدم وحشي، واستدار، فوجد غند أمامه وهي غاضبة.

قال:

“لم أتوقع أن الخيانة تأتي منك يا وحشي.”

ردّ عليه:

“لكن ألم تموتي؟”

نظرت غند له بنظرة غضب وقالت:

“هل كنت تتمنى أن أموت؟”

قال وحشي:

“لا، فقط… موت…”

قال:

“إنك متِّ…”

قالت غند:

“أين هو؟”

قال:

“خلفك.”

التفتت ونظرت له، ثم هجمت عليه وبدأت في ضربه وهي تقول:

“هل قلت أني متُّ، أيها الكلب؟!”

قال:

“كنت أمزح معهم فقط، أرجوكِ، اتركيني!”

قالت فتاة:

“من أنتِ لتقولي عن موتي كلب؟”

قالت غند، وهي تنظر لها:

“موتي؟ هههه موتي؟ هل سمعتِ؟ أنا التي أكون سيدتك، لم أقل لكِ موتي، وتأتي كلبة غريبة وتقول لكِ موتي؟”

قال “موت”:

“والله، هذه كلبة، تلحق بنا في كل مكان، وتقول أننا أصدقاء، وهي والله تكذب.”

قالت غند:

“لا يهم، حسابي معكم بعدين.”

قال شخص:

“الزعيمة!”

ثم حضنها، وقال:

“لم أكن أتوقع أن ماما على قيد الحياة.”

قال ليو والفتاة بدهشة:

“ماما؟”

قالت غند:

“أوه، عزيزي… اذهب وندِ إخوتك، وتعال للمكتب.”

قال:

“حسنًا.

الفصل الثالث

في المكتب، جلست غند على الكرسي القديم الذي لم يتغير كثيرًا. نظرت إلى من حولها، إلى الوجوه التي تعرفها، والوجوه التي باتت غريبة. قالت، بنبرة مشوبة بالسخرية:

“ما شاء الله… كلكم تبدون مستمتعين من دوني.”

ردّ وحشي متلعثمًا:

“لا، نحن كنا حزنين جدًا…”

رفعت حاجبها وردّت:

“أجل؟ حزينين؟ والدليل أنكم مستمتعين بحياتكم، وكأنني لم أمت أصلًا.”

قال موت بلهجة دفاعية:

“والله كانت مزحة… لكن على ما يبدو، إنها طولت قليلاً.”

نظرت إليه بحدة:

“لا يهم.”

ثم التفتت إلى شخص آخر وقالت:

“وحش الموت، ما هي التقارير التي قلت لك تجمعها؟”

ردّ موت بنبرة مازحة:

“أيوه، عدنا لأيام الزمن الجميل.”

قالت وهي تمسك الكرسي:

“سوف أرمي الكرسي عليك!”

رفع يديه مستسلمًا:

“حسنًا، حسنًا.”

تنحنح وحش الموت، ثم بدأ في تقريره:

“آخر الحديث الذي جرى في السنوات الأربع الماضية: انضمّت مجموعة جديدة من الفرق والشخصيات، منهم ناس مبدعين، ومنهم ناس من الوسط.”

نظر الجميع نحو فتاة جديدة في الغرفة. بدت متوترة وسألت:

“ماذا؟”

قالت:

“لا، أنا جيت بعد ما اجتزت الاختبار…”

قالت غند بحزم:

“كمل.”

أكمل وحش الموت:

“ولقد دخل (جئ) إلى المنظمة.”

شهقت غند فجأة، وصاحت:

“جئ؟! كيف؟ كيف؟!”

كانت تصرخ بانفعال.

سأل ليو بدهشة:

“من جئ؟”

قالت الفتاة:

“يبدو أنه عدو…”

قالت غند، وهي تقف بغضب:

“هو ليس فقط عدو! هو شريك في القضاء عليهم! استدعوا المساعد الأول… حالًا!”

قال وحش الليل:

“حاضر.”

دخل المساعد الأول إلى الغرفة.

قالت غند فورًا:

“كيف؟ كيف تجعل جئ يدخل المنظمة؟!” كانت صراخها يهزّ المكان.

قال المساعد الأول بهدوء:

“إنه أمر من الأخ.”

صرخت غند:

“أنا التي صنعت هذه المنظمة! ما علاقة الأخ بهذا؟!”

أجاب:

“لأنك لم تكوني موجودة، وكانت المنظمة في حالة فوضى. اضطررنا للذهاب للأخ.”

صمتت قليلًا ثم قالت بصوت مكسور:

“كم هذا رائع… لماذا؟ لماذا لم تأتوا إلي؟”

قال:

“لأنك كنتِ في حالة من الصدمة بعد ذلك الحدث.”

قالت، وقد بدأ صوتها يختنق:

“كان يجب أن تأتوا إلي… أنا من تعبت، أنا من بنيت هذه المنظمة. وهم؟ ماذا فعلوا؟ سوى تدمير كل شيء. قتلوا من أحببت. قل لي، هل فعلوا شيئًا جيدًا؟ أم أن كل ما جلبوه هو الدمار؟!”

ردّ المساعد الأول بنبرة ثابتة:

“أجل… أبعدوا ذلك الوهم عنكِ.”

صرخت غند بقوة:

“ريجيس! لقد تخطيت الحدود!”

قال:

“هذه هي الحقيقة.”

قالت وهي تشير إلى الباب:

“اخرج! اخرجوا كلكم! هيا! أخرجوا!”

كانت تبكي بشدة.

بعد أن خرج الجميع، جلست على الأرض وهي تبكي، وهمست:

“أنا فقط أردت أن نكون سعداء… ما الذي فعلته ليحدث كل هذا؟”

ثم رفعت رأسها ونظرت نحو صورة معلقة على الحائط، وقالت:

“يبدو أني لا أستطيع أن أنساك… يا كاين.

كان الصمت يخيّم على الممر بعد أن صرخت غند وأمرت الجميع بالخروج. أبواب المكتب أُغلقت خلفهم، ليبقى الحزن معها وحده داخل الجدران القديمة.

في الخارج، وقف الجميع صامتين. كان التوتر ظاهرًا، ولم يجرؤ أحد على الكلام.

كسر وحش الموت الصمت أخيرًا، وهو يهمس لريجيس:

“لقد زوّدتها كثيرًا، يا ريجيس…”

ردّ ريجيس بهدوء دون أن يلتفت:

“هذه فقط الحقيقة.”

صرخ وحش الموت بحدة:

“أي حقيقة تتحدث عنها؟! كل ما حدث… فقط لأنها أرادت أن تترك المنظمة! تزيل اسمها من العائلة وتبتعد! ثم اتهموها بأنها السبب في مقتل والدتها! تجنبوها، وعاملوها كأنها غريبة… قاتلة! ولهذا… حدث كل ما حدث.”

كان الغضب يكبر في صوته مع كل كلمة:

“بسببهم… مات كاين… ولورا… وجوهرة… الجميع ماتوا بسببهم! ثم تأتي وتقول: هذه الحقيقة؟ أي حقيقة هذه؟!”

تقدّم موت خطوة إلى الأمام، ووضع يده على كتف أخيه، وقال بنبرة أكثر هدوءًا:

“اهدأ، يا أخي… لنذهب من هنا. لا أريد أن أكون في مكان فيه أمثاله.”

تحركوا بصمت، مغادرين.

وقف ريجيس في مكانه، ينظر إلى باب المكتب المغلق. ثم همس:

“هذا لأني أعلم أنهم لا يعرفون الحقيقة كاملة… يا كاين.”

مرت لحظة، وابتسم بسخرية حزينة، ثم قال:

“يبدو أنه سيستيقظ قريبًا… لكن ما أخشاه هو ردة فعلها. لا أعرف… هل ستحزن؟ أم تفرح؟ أم تغضب؟”

صمت لحظة أخرى، ثم همس بصوت منخفض:

“لكنّي أتوقع… أنها ستفرح.”

وغادر المكان.

في الزاوية الأخرى، بين أروقة المقر، جلس بعض الكائنات الغريبة يتناقشون.

قال وحشي بانفعال:

“من يظن نفسه ليقول هذا الكلام؟! من هو؟!”

تدخلت جيسيكا أخيرًا، وقد بدا على ملامحها الفضول:

“لكن… ماذا جرى قبل أربع سنوات؟”

ساد صمت مفاجئ. الجميع توقف عن الحركة.

تنهد وحش الظلام، ثم قال بصوت خافت:

“لقد كانت هناك عائلة سعيدة، تتكوّن من ستة أفراد. كانوا يعيشون حياة هادئة… مليئة بالحب.”

سكت لحظة، ثم أكمل:

“وفي أحد الأيام… جاء يوم أسود. مات أحد أفراد تلك العائلة. تحطمت الأسرة تمامًا. لم يستطيعوا حتى الأكل. أحدهم كاد أن يموت من الجوع… ثم انتقلوا إلى مدينة أخرى. ومنذ ذلك اليوم… انقطعت أخبارهم.”

قالت جيسيكا، بدهشة:

“هل هذه الأسرة… أسرة غند؟”

ردّ وحش الظلام بحزن:

“أجل.”

تدخل ليو متسائلًا:

“لكن… لماذا حدث كل هذا؟”

قال وحش الظلام وهو ينظر إليه بثبات:

“هل تتذكر ما قاله وحش الموت؟”

قال ليو:

“أجل.”

قال وحش الظلام:

“ما قاله… هو السبب الحقيقي لما حدث.”

في هذه اللحظة، كانت غند تمسح دموعها داخل المكتب، وتنهض بصعوبة. قالت لنفسها وهي ترتب سترتها:

“يبدو أني سأتأخر على الأطفال…”

ثم خرجت مسرعة

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon