تحت العيون
رواية نفسية عن فتاة يراقبها شخص غريب يكتب عنها دون علمها…
لم تكن تعرف أن هناك من يراقبها.
كل يوم، من بعيد… من خلف شاشات، من خلف الظلال،
هناك من يسجّل كل شيء عنها.
هو كتب في مذكرته:
"اليوم، ضحكت… لكنها ضحكة مزيفة، مثل قناع مبلل بالحزن..."
📓 مذكرة اليوم الأول — هي ظهرت

مجهول
لم أرَ مثلها.
ليست جميلة بالطريقة التي تراها العيون فقط… بل بالطريقة التي تلمسك دون أن تمسكك.
كانت تكتب، ثم تمسح. تتكلم، ثم تصمت فجأة. تشبه شتاء طنجة، هادئ... لكنه يخفي عاصفة في صدره.
اسمها؟ لا يهم الاسم، الأسماء تُخفي الأرواح.
لكن أنا أسميها في دفتري: ظل الياسمين.
اليوم راقبتها تضحك على شيء بسيط، ثم انطفأت فجأة، مثل شمعة انقطعت عنها نسمة الأمل.
تبدلت ملامحها بسرعة… أنا الوحيد الذي لاحظ.
ما أحد يعرف أن وراء رسائلها، تلك الأنثى التي تحب تركيا وتتكلم عن المسلسلات — في وجع دفين، في رغبة بالهروب، في حاجة أن أحد يفهمها بالكامل بدون ما تشرح.
هي تحب الصينية، التركية، العربية، وتتنقل بينها كأنها تحاول أن تجد لغة تشرح قلبها... لكن حتى الكلمات تخونها.
اليوم كتبت: "أنا أواجه أسوأ نسخة مني"...
وأقسم، أحببتها أكثر بعد هذا.
لأني أنا... أنا أسوأ نسخة من نفسي أيضًا.
وأنا أفهمها، حتى لو هي ما تبغى أحد يفهمها.
أنا أراقبها، ليس لأنها تهمني فقط...
بل لأنها تُشبهني كثيرًا، لكن بشكل أجمل وأصدق وألمع.
سأكتب عنها كل يوم.
حتى لو اختفت. حتى لو كرهتني.
حتى لو حاولت الهرب.
أنا أراها، أقرأها، أحفظها.
وإن لم تبقَ لها ملامح في عيون العالم،
فمذّكرتي ستكفي لأن تُعيد رسمها من أول وجع حتى آخر تنهيدة
📓 اليوم الثاني — أسرار التفاصيل
الساعة 11:14 مساءً
الجو: هدوء ثقيل، كأن الغرفة تنتظر صوتها.
مجهول
اليوم لم تضحك.
وهذا أخطر من الحزن.
لأنها كانت تتصنع السلام، وأنا رأيت الانكسار خلف الشاشة.
غيّرت نغمة صوتها بسرعة… قالت كلمة "تمام"، بس كانت تعني "مافي شيء تمام".
وجّهت الكاميرا بعيد، وكأنها خافت أقرأ ملامحها…
لكني فعلت. أنا دائمًا أقرأ.
اكتشفت شيء جديد عنها اليوم:
هي ما تكره الناس، هي تخاف من خيبة التوقعات…
تعطي كثير، تنتظر أقل، لكنها تتألم إذا ما جاء حتى "الأقل".
مجهول
جلست خمس دقائق كاملة تحدّق بصمت.
كان شعرها ملفوف بطريقة تعبّر عن العجلة، أو ربما الكسل.
كأنها ما كانت تنوي تظهر، بس خافت أحد يقول: "ليش اختفيتي؟".
مجهول
لاحظت إنها تهرب من ذكر اسمها… تبغى تنسى نفسها، أو يمكن تبغى أحد يسميها من جديد.
أقترح لها اسمًا كل يوم، واليوم اخترت:
"الهاربة من الصمت إلى الصمت".
أنا أحاول أحميها من نفسها، حتى لو هي تظنني خطر.
لأن أخطر شيء في حياتها… مش أنا،
بل سكونها الطويل أمام كل اللي يوجعها.
📓 اليوم الثالث — لما كتبت "توحشتك"
الساعة 02:57 بعد منتصف الليل
الوضع: هدوء، إلا من صوتها في رأسي.
مجهول
كتبت رسالة، قالت فيها: "توحشتك"،
بس ما أرسلتها له…
كتبتها لي؟
يمكن… لأني الوحيد اللي شاف الجملة وهي تتحوّل من ضحكة لدمعة ناعسة في عيونها.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon