...المقدمة – في يومٍ ما من المستقبل....
...'لا يمكنني العثور على جواب.'...
...انعكست الأضواء في عيني إيفيريا وهي تلمع وتتقلب. ...
...ثم انفجرت قطرة دمعةٍ متورّمة، وانحدرت على خدها....
...“……لا أعلم.”...
...المشاعر التي كانت تملكها في تلك اللحظة كانت غريبةً عنها. كانت مشاعرها، لكنها لم تفهمها....
...ترنّحت إيفيريا ثم استندت إلى الحائط. ومن بين شفتيها المرتعشتين انسابت شذرات أفكارها....
...“لماذا، لماذا؟”...
...لماذا شعرت بالخيانة تجاهه؟...
...لماذا أحسّت بغرابة لكونه يبدو بعيدًا؟...
...وماذا ينبغي لها أن تفعل الآن؟...
...تفكّرت وحدها وبحثت في كل أنواع الكتب، لكنها لم تجد الجواب....
...تبلّلت وجنتا إيفيريا بالدموع. وحين رفعت ذراعيها المتهدلتين لتخفي وجهها، بللت الرطوبة كفّيها بلا توقف....
...كانت تجهل كل شيء، وذلك الجهل أرعبها. ...
...كانت تخشى تلك المشاعر التي لا تعرفها. ومع ذلك، كان ابتعاده عنها أكثر رعبًا....
...وكانت ترتبك من نفسها التي تفرح خلسةً كلما قابلته صدفة……...
...وبينما كانت تُخفض رأسها عاجزةً عن التصرف، ظهر أمامها....
...“إيفيريا، ماذا تفعلين؟”...
...“……اذهب.”...
...حتى مع صوته المألوف والمنخفض، لم ترفع إيفيريا وجهها. ...
...كانت تعرف أن مظهرها في حالة يرثى لها. و لم ترد أن يرى حالها هكذا....
...“هم؟ ماذا قلتِ؟ لم أسمع.”...
...“قلتُ اذهـ…….”...
...لكن كلمات إيفيريا لم تكتمل. فقد وقف أمامها وأمسك خدي إيفيريا بكلتا يديه ليجعلها تنظر إلى وجهه. ...
...كانت لمسته حذرة، فزادها ذلك ألمًا....
...وما إن التقت نظراتها بعينيه اللتين اعتادت عليهما دون أن تشعر، حتى اجتاحها الحزن من جديد....
...“هُك……”...
...“لا تبكي.”...
...“الأمر…..ليس بيدي..…”...
...نظرت إليه إيفيريا بنظرة عتاب. ...
...من السبب في كل هذا غيره؟...
...راح يحدّق في عينيها كما لو كان مسحورًا بهما، ثم ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على أحد طرفي فمه....
...“لا، في الحقيقة، يمكنكِ البكاء كما تشائين.”...
...“توقف عن النظر إليّ هكذا……”...
...“أنتِ جميلة. لا تقلقي.”...
...قال ذلك بمكر ثم انحنى يبتسم بعينيه. فتجمّعت الدموع مجددًا في عيني إيفيريا....
...راح ينظر إليها بعينين راضيتين، ثم مد يده ليمسح دموعها....
...“هل تعلمين؟ أحيانًا، اتّباع القلب يكون هو الجواب الصحيح.”...
...نظر إلى عينيها الزرقاوين الممتلئتين به. ثم أزاح خصلات شعرها العالقة بوجهها، ومسح بلطف زاويتي عينيها المتورمتين....
...كل تفصيلةٍ منها راقته....
...“أعني أن بإمكانكِ الآن، أن تفعلي بي ما شئتِ.”...
...اتسعت عينا إيفيريا. ...
...أن تفعل ما يمليه قلبها……...
...لم يعجبها أن تغبش الدموع رؤيتها لوجهه. فمسحت دموعها ونظرت إليه مباشرة. إلى وجهه الذي كان يبتسم كعادته....
...“حقًا يمكنني أن أفعل ما أريد؟”...
...“أجل.”...
...“حقًا؟ أي شيء؟”...
...“طبعًا.”...
...أزاحت إيفيريا يده برفق، ثم شبكت أصابعها بأصابعه. وسرعان ما لامست خصلات شعره زاوية عينها، تلاها إحساسٌ طري على شفتيها....
...لكن ذلك الإحساس انفصل سريعًا، مخلفًا وراءه شعورًا بالحسرة. ...
...فتنهد هو بذهول لا يخلو من استغراب....
...“……هاه.”...
...“أنا آسفة.”...
...“على الخد؟ لمَ كل هذا التواضع؟”...
...كان يتوقع منها شيئًا أعظم، خاصةً بعد أن سألت بذلك الإلحاح المهيب والممتزج بالجدية. ...
...لكن كل ما فعلته هو قبلةٌ على الخد. حتى أنها كانت قصيرةً للغاية....
...أخرج يده من بين يديها، وراح يلمس شفتيه بخفة، وكأنما كان من المفترض أن تكون القبلة هنا....
...ولأنها أدركت ما قصده بتصرفه ذاك، احمرّ وجه إيفيريا خجلًا....
...حين ترددت، شبك هو أصابعه بأصابعها مرة أخرى ولوّح بيديه وكأنه يحثها. ...
...و اقترب وجهه منها، ثم تلامست شفاههما....
...فابتسم راضيًا، لكن الابتسامة سرعان ما اختفت عندما ابتعدت عنه سريعًا....
...“……يجب أن تكون القبلة كما ينبغي.”...
...“ماذا؟”...
...“هل أستطيع أن افعلها أنا هذه المرة؟”...
...خرج صوته محمّلًا بالرغبة المكبوتة وهو يطلب الإذن....
...وحين أومأت إيفيريا برأسها دون تفكير، امتلأ مجال رؤيتها بوجهه على الفور. ثم لامست شفتيه شفتيها بإحساس دافئ. و أغمضت عينيها دون وعي....
...ضحك بصمت. وحين ارتجفت إيفيريا، فك تشابك أصابعهما ومد يده ليداعب مؤخرة رأسها برقة....
...بات التنفس صعبًا. ودون أن تشعر، أمسكت بطرف ثوبه. وكان نسيجه المتين قد تجعّد تحت قبضتها....
...ربما بسبب الدموع التي انهمرت قبل قليل، شعرت بطعمٍ مالح. وفي الوقت نفسه، كان الطعم حلوًا إلى حدٍّ مؤلم....
...ارتجفت زاوية عين إيفيريا. و شعرت بحرارة تصعد إلى أذنيها....
...“تنفّسي.”...
...فأبعد شفتيه عن شفتيها ببطء. و نظر إلى وجهها المحمرّ، ثم طبع قبلةً مسموعة على طرف عينها. ...
...عند الإحساس الغريب بتلك القبلة، ارتعشت رموشها. ولم تستطع أن تتنفس إلا بعد أن ابتعد عنها. ...
...فأخذت نفسًا عميقًا وفتحت عينيها ببطء. ...
...لم تعد ساقاها تقويان على حملها. و كادت تسقط، فاحتواها بذراعه من خصرها، ثم طبع قبلةً قصيرة على جبينها....
...أما يده الأخرى، فكانت تعبث بخصلات شعرها بلطف....
...“لا تقلقي، لا يوجد أحدٌ بالجوار.”...
...“……لا بد أنكَ مجنون.”...
...“أجل، مجنونٌ بكِ منذ مدة.”...
...قال ذلك بمكر وابتسم بعينيه....
...من قال أن أول حب لا ينجح؟ لقد أصبح ملكها الكامل، بهذا الشكل المثالي....
...______________...
...هااااااااااااااي✨...
...خلصت ريكا وقلت لازم رخص بعدها عشان اتخطاهم المهم شوفوا ذي من روي تجنننن ...
...روايه خفيفه رومنسية في الاكاديميه بس 122 فصل و 7 فصول اضافيه🤏🏻...
...وزي كل مره ذاه حسابي انستا dan_48i...
...وذاه تويتر Dana_48i...
...وذا تلقرام dan_xor...
...استمتعوا✨😘...
...Dana...
...اقترب الرجل من جهة إيفيريا وهو يبتسم كما لو كان لا ينقصه شيء ما....
...بزيٍ مدرسي مألوف. شارةٌ أرجوانية تدل على أنه في السنة الثانية....
...وحين تأكدت إيفيريا من تلك التفاصيل، عادت عيناها إلى الكتاب مجددًا....
...ثم شعرت بوجودٍ غريب أمامها، فرفعت رأسها. و كانتا عينان ذات جفن مزدوجٍ خفيف تحدقان بها....
...“نظارتكِ تبدو جميلة.”...
...“هل ترغب بها؟”...
...أجابت إيفيريا برد فعل تلقائي. لكنه لم يرد على كلماتها، بل ابتسم ابتسامةً أعمق....
...***...
...وقفت إيفيريا أمام مبنى المكتبة، أخذت صحيفةً من الرف، وطوتها بعناية لتتمكن من قراءتها بسهولة....
...كما هو معتاد، كانت الصحيفة مليئةً بأخبار النبلاء الذين شاركوا في موسم الظهور الأول، وبعض القيل والقال التي لا جديد فيها....
...مررت إيفيريا يدها في شعرها، ثم بدأت تقلب صفحات الصحيفة بعادة مألوفة. وفجأة، ظهر أمامها……...
...“همم؟”...
...وجهٌ غريب……لكنه مألوف....
...وقفت إيفيريا ثابتة في مكانها، وأخذت تمرّ بسرعة على الصحيفة بعينيها....
...و إلى جانب العنوان: “الأمير نيسبيروس يحقق أعلى درجة في تاريخ اختبار القبول بأكاديمية لاكانيل”، كانت هناك صورةٌ لوجه مألوف للغاية....
...شعرٌ فضي نادر، وعينان أرجوانيتان أكثر ندرة. تلك العينان كانت حادتان تعطيان انطباعًا بالحساسية، وشفاهٌ ممتلئة قليلًا....
...باستثناء غياب الابتسامة، كان هو نفسه تمامًا....
...حدّقت إيفيريا في الصورة للحظات بذهول....
...كانت قد سمعت عن الأمير نيسبيروس من قبل عدة مرات، وكانت معظم الأحاديث عنه شائعاتٌ سيئة....
...و تصرفاته الفريدة ظهرت في الصحف أكثر من مرة، لكن لم تُنشر صورته أبدًا، ولهذا بدا مظهره اللافت غريبًا عليها....
...“لا بأس……لقد كنت مؤدبةً جدًا معه.”...
...همست إيفيريا لنفسها بذلك مبررة، فعاد إلى وجهها هدوؤه المعتاد....
...طالما أن الأمر لا يسبب لها أذى، كانت إيفيريا لا تبالي بمعظم المواقف....
...بمعنى آخر، كانت تفضّل تجنب المواقف التي قد تضرّ بها بطريقةٍ أو بأخرى....
...لا داعي للانخراط، ببساطة. هكذا فكرت إيفيريا ببساطة....
...فالأمير نيسبيروس كان في النهاية شخصًا يعيش في عالم مختلف تمامًا عن عالمها....
...فطوت الصحيفة بعناية، وبدأت تسير بخطى بطيئة....
...“إيفيريا!”...
...كان الصوت الذي ناداها من الخلف مألوفاً إلى حد ما. فالتفتت إيفيريا لترى رفيقتها في الغرفة، سينثيا، وقد اقتربت منها بالفعل....
...“إيفيريا، كنتِ هنا؟ ألم نتفق أن نتناول الغداء معًا؟”...
...“كنت أقرأ هذا……آسفة. لكن شعرت أنه يجب أن أعرف على الأقل كيف يسير حال العالم……”...
...“حسنًا، حسنًا. هيا نذهب! أنا أموت من الجوع الآن. أنتِ تعرفين أني لم أتناول الفطور اليوم.”...
...كانت خطوات سينثيا مليئةً بالحيوية، وإيفيريا، رغم ابتسامتها المحرجة، لحقت بها بهدوء....
...“هل تنوين الدراسة اليوم أيضًا؟ لا تقولي أنكِ ستفعلين ذلك! إنها عطلة نهاية الأسبوع! وقد انتهت الامتحانات البارحة!”...
...“نعم. بعد الغداء سأمرّ على المكتبة، ثم أذهب إلى قاعة المذاكرة. هل تودين المجيء معي؟”...
...صُدمت سينثيا بشدة. ...
...ما الفائدة من الدراسة في عطلة نهاية الأسبوع بعد انتهاء الامتحانات؟...
...ابتسمت إيفيريا وهي ترى تعبير وجه سينثيا، وعيناها مقلصتان كأنها لا تصدق....
...“هل الأمر يستحق كل هذا الانزعاج؟”...
...“الغريبة هي أنتِ. لم أظن أن أحدًا يحب الدراسة، لكن يبدو أنني أعيش بجانب أحدهم.”...
... ...
...لم تكن إيفيريا تدرس لأنها تحب ذلك، لكنها لم تجد داعيًا لتصحيحها. فقط ابتسمت بهدوء....
...في أكاديمية لاكانيل، حيث يجتمع نبلاء الإمبراطورية والنخبة من الموهوبين، كان تفوق إيفيريا المستمر منذ دخولها ثمرة جهدٍ لا ينتهي....
...وكان هناك سببٌ يجعلها مضطرةً لبذل ذلك الجهد....
...صحيحٌ أن هناك من يولد بموهبةٍ تسحق حتى هذا الجهد، لكنها لم تصادف شخصًا كهذا حتى الآن....
...فجأة، خطر ببالها المقال الذي قرأته للتو. أعلى درجة في تاريخ اختبار الانتقال. فتجمّد تعبير وجهها....
...“الأمير نيسبيروس……”...
...“هل تعرفينه؟ غريبٌ فعلًا.”...
...“لا، فقط……كما قلت، أعرف كيف تسير أمور هذا العالم.”...
...سألت سينثيا وكأنها حقًا مندهشة، فضحكت إيفيريا من السخافة....
...هل كانت تراها شخصًا معزولًا عن العالم لا يفعل شيئًا سوى الدراسة؟...
...رمشت إيفيريا عدة مراتٍ وقد ارتبكت قليلًا. وعندما فكرت في الأمر، كان من المحزن فعلًا أن هذا الوصف يصعب دحضه....
...حتى من وجهة نظرها، فهي بالفعل ليست مطّلعةً كثيرًا على ما يدور في العالم....
...صحيحٌ أنها كانت تتابع أخبار الصحف جيدًا، لكن عندما يتعلق الأمر بالشائعات التي تنتقل من فم إلى فم، فهي أضعف بكثير من باقي الطلاب....
...تحدثت إيفيريا بتردد، كما لو كانت تتمتم ببطء لتتأكد من نفسها،...
...“لقد نُشر مقالٌ يقول أنه سينتقل إلى أكاديميتنا.”...
...“صحيح! ويقال أنه حقق أعلى درجة في تاريخ اختبار الانتقال!”...
...“أتساءل كيف انتهى به الأمر هنا؟”...
...نظرت سينثيا حولها قليلًا، ثم مالت برأسها نحو إيفيريا، التي أمالت رأسها بدورها لتسمعها....
...“هذه مجرد إشاعة، ولا أعلم إن كانت صحيحة……لكن يُقال أنه كاد يقتل أحد الطلاب النبلاء في أكاديميته الأولى.”...
...“وكيف حدث ذلك؟”...
...“لا أعلم، لكن لو كان هناك سببٌ مقنع، لما اضطر الأمير إلى مغادرة الأكاديمية، أليس كذلك……؟”...
...“عائلة الدوق نيسبيروس ليست عائلةً عادية، أليس كذلك؟ بمقدورهم التستر على أي شيء تقريبًا.”...
...قالت سينثيا ذلك بكل بساطة. فوجدت إيفيريا نفسها تتفق مع هذا الكلام دون قصد....
...“حتى لو كانت الشائعة مبالغًا فيها، الأمر مخيف. أليس كذلك؟”...
...“بلى. لذا، احرصي على ألا تتورطي معه.”...
...“كنت أنوي فعل ذلك أصلًا. أنا فقط أريد أن أعيش بهدوء.”...
...راجعت إيفيريا أهدافها من جديد: أن تعيش بهدوءٍ حتى تتخرج من الأكاديمية، ثم تؤسس مصدر دخل ثابت لتحيا دون أن تعاني من الجوع....
...ولهذا السبب كانت مشاركاتها في أنشطة الأكاديمية أقل بكثير مقارنةً بباقي الطلاب المتفوقين عبر تاريخ الأكاديمية....
...لكن هو عبقري، وهي الأولى على دفعتها، لذا لا مفر من أن يصطدما يومًا ما. كان ذلك أمرًا طبيعيًا إلى حد ما....
...خفضت إيفيريا نظرها وعضّت شفتها بتوتر. ...
...فقد كانت تنوي أن تتعامل مع الأمير نيسبيروس بأقصى درجات التواضع....
...***...
...توقعت إيفيريا أن يأتي يومٌ تلتقي فيه بالأمير نيسبيروس. لكنها لم تكن تعلم أن ذلك اليوم سيكون أول يوم في الفصل الدراسي....
...“مرحبًا؟ مر وقتٌ طويل، أليس كذلك؟”...
...عند سماع الصوت المألوف، قطّبت إيفيريا حاجبيها وسرحت يدها في شعرها. ثم رفعت عينيها عن الكتاب فرأت وجهًا مألوفًا تمامًا....
...في قلبها، كانت تنادي طلبًا للعون، لكن صوتها خرج هادئًا وهي ترد،...
...“مرحبًا.”...
...“أنتِ تتذكرينني، أليس كذلك؟”...
...تلألأت عيناه وهو يسأل. وكان حدس إيفيريا يصرخ بداخلها أنها يجب أن تُجيب بحذر شديد الآن....
...وبعد لحظة من التردد، أومأت برأسها....
...“هذا مريح.”...
...ابتسم الأمير نيسبيروس ابتسامةً صافية، وانحنت عيناه بشكلٍ دائري جميل، ليخلق من حوله هالةً مشرقة....
...فنظرت إيفيريا إلى وجهه بطرف عينها ثم سارعت بتحويل نظرها. فقد كان يملك مظهرًا خارجيًا جميلًا بشكل مبالغ فيه....
...كانت أنظار الطلاب في القاعة مركزةً بالكامل على إيفيريا والأمير نيسبيروس....
...وفي محاولةٍ لفهم سبب اقترابه منها، تدفقت في عقل إيفيريا آلاف السيناريوهات المحتملة.ووفي الوقت نفسه، كان من الصعب عليها أن تُبعد عينيها عنه....
...“……أين؟”...
...سألها الأمير نيسبيروس وهو يبتسم ابتسامةً مشرقة وجميلة. ففزعت إيفيريا قليلًا وردّت بسؤال،...
...“عفوًا؟”...
...“أقصد، في أي صف أنتِ فيه الآن؟”...
...“أنا الآن في تاريخ الإمبراطورية. الحصة هنا مع الأستاذ فيريل.”...
...نظرت إيفيريا إليه بطرف عينها ثم خفضت رموشها بسرعة. كان ذلك لأنها التقت بعينيه، وكان في عينيه شيء غريب، ضوءٌ غير مألوف....
...“وأنا أيضًا في تاريخ الإمبراطورية.”...
...“آه، فهمت.”...
...ردّت إيفيريا برد آلي وهي تطرف بعينيها ببطء....
...إذًا لماذا اقترب منها؟ ما زالت لا تفهم....
...“هممم……تفضل بالجلوس هنا. سأذهب أنا إلى مكانٍ آخر.”...
...“هاه؟”...
...بدت علامات الاستغراب على وجه الأمير نيسبيروس، لكن إيفيريا وقفت من مقعدها بحركة متصلّبة....
...لو رأت سينثيا هذا المشهد، لكانت صرخت بها أن تزيّت مفاصلها بالقليل من الزيت....
...فبعد تفكيرها في أسباب حديثه معها، لم يخطر ببالها سوى أنه ربما يريد مقعدها....
...جمعت إيفيريا قلمها الذي تحمله دائمًا معها، وكتابها الدراسي، ودفتر ملاحظاتها، ثم توجهت إلى المقاعد الخلفية....
...وقد بدت حواجبها منحنيةً بحزن وهي تتخلى عن مقعدها المعتاد....
...فالصف الثاني من الأمام، في المنتصف بالضبط. لا يؤلم الرقبة، وتُرى الكتابة بوضوح، ويسهل التركيز فيه. كان ذلك المكان المفضل لدى إيفيريا، وكانت تحبه حبًا شديدًا....
...“اجلسي معي.”...
...“عفوا؟ لا، لا بأس. اجلس وحدكَ براحتك يا سيد.”...
...أجابت إيفيريا بسرعة، ثم شعرت بأنها ربما بالغت في نبرة الرد، فتوقفت لحظةً بتوتر. لكن رغم ذلك، لم تكن مرتاحةً أبدًا لفكرة الجلوس بجانب الأمير نيسبيروس....
...في الحقيقة، لم يكن الأمر كرهًا بقدر ما كان خوفًا....
...ومضت إيفيريا مبتعدةً بخطى واسعة دون أن تلتفت خلفها....
...“في المرة القادمة، اجلسي بجانبي، موافقة؟”...
...تظاهرت إيفيريا بعدم السماع وجلست في مقعد مناسب....
...كانت تفكر بتهاون: “إن قلتُ أنني لم أسمعه، فلن يلومني أحد.”...
...لكن رغم تجاهلها، واصل نيسبيروس الحديث إليها بنفس نبرته الهادئة،...
...“إيفيريا دِيل؟ ستجلسين بجانبي في المرة القادمة، صحيح؟”...
...فشحبت ملامح وجه إيفيريا على الفور. فقد كان أميرٌ من النبلاء يعرف اسمها....
...صحيحٌ أنها فكرت من قبل في أنه قد يعرف اسمها، لكن سماعه منه مباشرة كان أمرًا مختلفًا تمامًا....
...كان ذلك بمثابة ضغطٍ هائل عليها. و تحذيرٌ خفيّ: “أنا أعرف من أنتِ.”...
...رغم نبرة صوته اللطيفة، إلا أن الرسالة لم تكن كذلك بالنسبة لإيفيريا....
...وفي النهاية، لم يكن أمامها سوى أن تلتقي بعينيه وتومئ برأسها بالموافقة....
...صعوبة حياتها كانت مرتفعةً للغاية، وزادت عينا الأمير نيسبيروس البريئتان الطفوليتان من حدة ذلك الألم في قلبها....
...“استمتعي بالحصة.”...
...أومأت إيفيريا برأسها بخفة، فابتسم مجددًا....
...ذلك الوجه الجميل البريء……هل كان حقيقيًا فعلًا؟ أم مجرد قناع متقن؟ وإن كان قناعًا، فما الدافع خلفه؟...
...امتلأ رأس إيفيريا بالتساؤلات. ثم دخل الأستاذ وبدأ الدرس، لكن إيفيريا بالكاد استطاعت التركيز....
...لم يحدث لها هذا مطلقًا منذ أن التحقت بالأكاديمية....
...وبعد انتهاء الدرس، نظرت في دفترها لتجد خطًّا يشبه ما يُكتب بالقدم لا بالقلم. و لا يمكن لأي أحد أن يصدق أن هذا من دفاتر إيفيريا دِيل، المعروفة بخطها الأنيق....
...قطبت جبينها وهي تحدق طويلًا في الصفحة، ثم نزعتها ومزقتها دون تردد....
...فما كُتب لم يكن سوى تدفقٍ مشوش للأفكار، دون أي مضمون من الدرس، فلم يكن هناك ما يستحق الاحتفاظ به....
...ثم تنهدت بعمق، وأسندت خدها على الطاولة وهي تستلقي بجانب كتبها....
...كانت غاضبة. من ذلك الإنسان المليء بالمتغيرات، الذي اقتحم حياتها الهادئة....
...ومن نفسها، لأنها لا تزال تفكر في كلماته بعد أن تحدث معها لمرة واحدة فقط....
...'……ما خطبي؟'...
...بدأت تشك في قدرتها على التركيز فيما تبقى من دروس اليوم. و في تلك اللحظة، جلس أحدهم إلى جوارها....
...فرفعت جسدها بسرعة وقد عبست بتوترٍ بشكل انعكاسي....
...______________________...
...اتوقع الاغلب يعرف بس اذا عيال الدوق أو أقارب للعائلة الحاكمه عادي يسمونهم أمير ...
...المهم البطل نشبه واضح حبها من اول مره بس يضحك ليه اشك انه نقل عشانها؟😭...
...وشخصية ايفيريا بعد حلوه واضح الروايه مره خفيفه دامها بس 122 فصل🤏🏻...
...Dana...
...“هل أنتِ بخير؟ وجهكِ لا يبدو بخير”...
...“آه، نعم. أنا بخير.”...
...كانت سينثيا هي من اقتربت. وبمجرد أن رأت إيفيريا وجهها، ارتخى جسدها من الارتياح....
...أرخت إيفيريا جسدها مرة أخرى على المكتب وتمتمت....
...“هل كتبتِ ملاحظات مادة تاريخ الإمبراطورية؟”...
...“نعم، كتبتها.”...
...“إذاً أريني إياها من فضلك، سأشتري لكِ شيئاً لذيذاً.”...
...“حقاً، هل حصل معكِ شيء؟”...
...بدت الدهشة في عيني سينثيا، بينما لم تفعل إيفيريا شيئاً سوى التنهد بعمق مراراً....
...انتهى أمر ذلك اليوم بحصولها على دفتر الملاحظات من سينثيا ونسخها عنه....
...***...
...كانت أكاديمية لاكانيل تضج بالأحاديث عن الأمير نيسبيروس....
...قالوا أنه جادل أحد الأساتذة، أو تبرع بمبلغ مالي، أو أهان أحدهم علناً. ...
...و حتى اليوم، ما إن يجتمع الطلاب حتى يبدأوا الحديث عن الأمير نيسبيروس....
...سارت إيفيريا نحو المبنى الذي تقام فيه المحاضرات....
...وبجانب المدخل، كان بعض الطلاب يتحدثون بصوت مرتفع....
...“إذاً هذا الفصل سيكون الأمير مع إيفيريا ديل…….”...
...“أنتَ، اصمت. إنها تمر من هنا.”...
...كانت تسمع ما يقولونه بوضوح شديد، لكنها تجاهلت الأمر وعدّلت إمساكها بالكتاب. فلو بدأت ترد على كل تعليق، لن تنتهي أبداً....
...إن أرادوا الحديث عن الأمير نيسبيروس، فليتحدثوا عنه فقط، لا داعي لزجّها في الأمر....
...نعم، بصراحة كان الوضع مثيراً للاهتمام....
...طالبةٌ من العامة تتصدر ترتيب الأكاديمية، وظهر فجأة نبيل عبقري ينافسها....
...لو أن الأمر كان يخص شخصاً آخر، لكانت إيفيريا قد تابعت الوضع باهتمامٍ بالغ....
...'المشكلة أن الأمر يتعلق بي…….'...
...كونها حديث الناس دون قصد، وأيضاً ذلك الشخص الذي يشغل زاويةً من عقلها، كل ذلك لم يعجبها....
...تنهدت إيفيريا بعمق. فلم يكن هناك شيء يرضيها في الآونة الأخيرة....
...وصلت إلى قاعة المحاضرات وجلست في مقعدها المعتاد، ثم رتبت القلم والكتب كما اعتادت....
...“مرحباً، إيفيريا.”...
...“نعم، مرحباً بكَ، الأمير نيسبيروس.”...
...عندما همّت إيفيريا بالنهوض على استحياء، لوّح بيده كأنه يطلب منها أن تبقى جالسة. فجلست مجدداً في مكانها ونظرت إليه....
...“هل ستجلس هنا؟”...
...“نعم.”...
...“حسناً، سأتنحى لكَ عن المكان.”...
...بدأت إيفيريا ببطء في ترتيب أغراضها. وعلى وجهها ظهرت مشاعرٌ لم تستطع إخفاءها، فقد وجدت نفسها مجبرةً مجدداً على التنازل عن مقعدها، كما حصل في محاضرة تاريخ الإمبراطورية السابقة....
...ألقى الأمير نيسبيروس كتابه على المقعد بجانبها بطريقةٍ بدا فيها شيء من الخشونه، حتى صدر صوت مرتفع جعل إيفيريا تنتفض لا إرادياً....
...“لا، سأجلس بجانبكِ فحسب.”...
...“ماذا؟ لا، لا بأس، سأذهب إلى الخلف.”...
...ردت إيفيريا بذعر. كان اعتراضاً خجولاً، اعتراضاً ضعيفاً سيتلاشى خلال ثوانٍ إن هو أصرّ....
...تلاقت عيناهما، ثم مال نيسبيروس برأسه قليلاً إلى الجانب،...
...“لقد وعدتني في المرة السابقة، أم أنك تعانين من ضعفٍ في الذاكرة؟”...
...أطبقت إيفيريا فكّيها بقوة....
...هل يجب أن أنسحب من الأكاديمية؟...
...رغم كل شيء، كان وجهه مشوباً بقلق حقيقي، الأمر الذي أشعرها بصداعٍ خفيف....
...لم تجبه. و اكتفت بالتحديق إليه بصمت بعينيها الزرقاوين الصافيتين. فقد كانت تعلم أنها إن فتحت فمها الآن، قد تتفوه بشتيمةٍ ما....
...لكن مهما كانت نظراتها، ظل وجه نيسبيروس يحمل ملامح بريئة كعادته....
...“لماذا لا تجيبين؟ هل الأمر سيئٌ فعلاً؟ هل ذكرياتكِ القديمة لا تزال سليمة؟”...
...اتسعت عينا إيفيريا فجأة. و شعرت وكأنه يعرف شيئاً. فلم تكن ذكرياتها عن طفولتها واضحة....
...ضحكت بسخرية وأعادت ترتيب أغراضها....
...و راودتها فكرة، لكنها كانت سخيفة. الأمير نيسبيروس ينتمي لعالم مختلف تماماً عن عالمها. و لا يمكن أن يكون له أي علاقةٍ بماضيها....
...ما زال من المستحيل فهم دواخله. فقد كان شخصيةً يصعب فهمها من نواحٍ كثيرة....
...ألقى الأمير نيسبيروس نظرةً على وجهها، ثم ابتسم بعينيه....
...“هل يمكنني أن أجلس بجانبكِ؟”...
...“نعم.”...
...أجابت إيفيريا بإيجاز ثم أدارت وجهها إلى الجهة الأخرى و اتكأت على الطاولة....
...ولحسن الحظ، لم يتحدث إليها أكثر من ذلك. وعندما تمكنت من ترتيب أفكارها قليلاً، دخل الأستاذ المسؤول....
...“قلتُ أنني سأشرح اليوم عن المشروع الجماعي، أليس كذلك؟”...
...كالعادة، حان وقت المهام. وكانت المشاريع الجماعية أكثر ما يُتعب إيفيريا....
...تنهدت بهدوء ومسحت على شعرها بيدها....
...الغريب أن جميع النبلاء الذين كانوا في مجموعة واحدة مع إيفيريا في السابق، بدَوا وكأنهم لا يفقهون شيئاً عن المشاريع الجماعية. ومع ذلك، كانوا يحصلون على درجات جيدة حتى عندما تشتكي للأستاذ....
...ضغطت على جبهتها بقلق، وشعرت بنظراتٍ موجهة نحوها من الجهة المقابلة. ...
...ثم التقت بعينين بنفسجيتين غامضتي التعبير، فتسرب إلى قلبها قلقٌ غير مبرر....
...“هكذا جاءت تقسيمات المجموعات-”...
...“أستاذ.”...
...قاطع الأمير نيسبيروس حديث الأستاذ ورفع يده. ...
...فتوقف الأستاذ قليلاً وبدت عليه ملامح تردد، ثم عدّل نظارته وأشار له بذقنه كي يتكلم....
...“أظن أن تقسيم المجموعات لن يعجب البعض، فهل يمكننا فقط أن نعمل حسب أماكن جلوسنا الآن؟”...
...تغيّر جو القاعة فجأة....
...كان معظم الطلاب ينظرون إليه بملامح مفعمة بالفضول والتشويق. وزاد الوضع سوءاً كونهم في الصفوف الأمامية، مما جعل الأنظار كلها تتجه نحوهما....
...راود إيفيريا ندمٌ مفاجئ: لو أنها جلست في الزاوية الخلفية لكان أفضل....
...من أول الأمر حتى آخره، كل شيءٍ يثير التوتر، لدرجة أن عقلها بدأ يستفيق من شدته....
...لم يكتفِ بقطع حديث الأستاذ، بل تحدث وكأنه يُصدر أمراً، رغم أنه استخدم صيغة الاحترام في نهايات الجمل....
...جلسته المتراخية، وتعابير وجهه التي لا تعرف التردد أو الحرج، كانت تُشعر من حوله بالاضطراب....
...أغمضت إيفيريا عينيها بقوة وفركت جبهتها....
...لو فكرت قليلاً في ما قاله، فذلك يعني أنها ستكون معه في نفس المجموعة. فبدأ رأسها يؤلمها فجأة....
...***...
...“هل أقدم انسحابي؟ أم أترك هذه الأكاديمية وأذهب لأخرى.”...
...“ماذا؟ فجأة؟ هل حدث شيء؟”...
...“نعم، هذا هو الحل. سأذهب إلى أكاديمية هوريتين. أين كانت استمارة الانسحاب؟ آه، عليّ أن أبدأ بحزم أشيائي أولاً.”...
...“مهلاً، مهلاً! إيفيريا!”...
...ما إن نهضت إيفيريا فجأة، حتى أمسكت بها سينثيا من خصرها بسرعة بعدما وضعت كتبها وأدواتها على الطاولة....
...و كانت عينا إيفيريا نصف مقلوبتين من شدة الانفعال....
...“لو فكرت في الأمر، لا يوجد سببٌ حقيقي يجعلني مضطرةً للتخرج من هنا، صحيح؟ واو، كم كنت غبية!”...
...“استفيقي، إيفيريا؟ إيفيريا!”...
...تحررت من قبضة سينثيا، ثم فتحت حقيبتها وبدأت تحشوها بأي شيء تقع عليه يدها....
...لكنها، وفجأة، جلست منهارةً على الأرض....
...“……أنا أكره هذا. الأمر يثير الغضب. يُرعبني. أتمنى لو أن هذا العالم يختفي.”...
...“من؟ لا تقصدينني أنا، صحيح؟”...
...“لماذا أتيتُ إلى لاكانيل؟ لماذا لم أعش حياتي بهدوء فقط……؟”...
...“آه….”...
...شعرت سينثيا بذلك فوراً. لا بد أن شيئاً ما حدث بين الأمير نيسبيروس وإيفيريا....
...حتى سينثيا كانت قد سمعت اليوم أصوات بعض الطلاب يتحدثون. قالوا إن الأمير نيسبيروس جادل أحد الأساتذة. ويبدو أن ما يُقال عنه ليس مجرد شائعات....
...في الأكاديمية، لم تكن الشائعات تنتشر كثيراً كما يُظن. بل الأدق أن الأحداث التي تستحق أن تتحول إلى شائعات لم تكن كثيرةً أساساً....
...مثل أن هذا يواعد تلك، أو أن أحدهم حصل على منحة، أو أن شخصاً ما انسحب من الدراسة، كانت هذه الأمور تُعرف في الخفاء، ولا يعلم بها سوى من يهتم بهذا النوع من الأحاديث....
...لكن منذ وصول الأمير نيسبيروس، لم تتوقف الأحاديث المتعلقة به، مما يؤكد أنه شخصيةٌ استثنائية بكل المقاييس....
...وكان من المؤكد أن إيفيريا قد تورطت في أمر ما يدور حوله. فأطلقت سينثيا تنهيدةً عميقة....
...“ما الذي حدث؟ هل الأمير نيسبيروس يضايقكِ؟”...
...“عليّ أن أعمل معه في المشروع الجماعي.”...
...أغلقت إيفيريا عينيها بإحكام، كأنها تحاول إنكار الواقع. بينما فتحت سينثيا فمها بدهشة....
...“قد أموت قريباً بسبب مرض ناتج عن التوتر. أو ربما أفقد أعصابي وأتجرأ عليه فيُقطع رأسي.”...
...“هكذا إذاً……لكن هناك احتمالٌ أن يكون أقل جنوناً مما نتخيل…..لا، لا يوجد هذا الاحتمال. فهمت.”...
...بدلاً من الكلام، أجابت إيفيريا بعينين حزينتين، ثم ضمت ركبتيها ودفنت وجهها فيهما....
...ما حدث قبل قليل ما زال واضحاً في ذهنها. فتنفست ببطء وبهدوء....
...***...
...وفي النهاية، سارت الأمور تماماً كما أرادها الأمير نيسبيروس. حتى الأستاذ الذي بدا حازماً وقوياً، لم يصمد طويلاً أمام منطقه غير المنطقي وسلطته النافذة....
...وبعد أن جرى تقسيم المجموعات حسب رغبته، توجه الأمير نيسبيروس نحو إيفيريا ليكلمها، وعلى وجهه ابتسامةٌ لا تُفهم....
...“إيفيريا، بما أننا سنعمل معاً على المشروع، متى نلتقي؟”...
...“سأحاول أن أضبط وقتي حسب ما يناسب الأمير.”...
...“هل نلتقي هذا المساء؟”...
...أُعجبت إيفيريا بذلك بصدق. حتى في ترتيب موعد، الأمير نيسبيروس لم يكن شخصاً عادياً....
...أمام نظرته التي تطالِب بردّ سريع، سارعت إيفيريا إلى تذكّر جدولها. و سرعان ما بدت على وجهها ملامح حرج....
...“آه…..أعتذر، لكن لدي عرضٌ تقديمي غداً، لذا سيكون الأمر صعباً. هل يمكننا تأجيله إلى يوم آخر؟”...
...“إذاً، ماذا عن الغد؟”...
...في الغد، كان لديها محاضراتٌ بعد الظهر وتجربة مخبرية. ورغم أن الجدول لا يبدو طويلاً، فإن تنظيف الأدوات في نهاية اليوم قد يستغرق وقتاً غير محدد....
...قالت أنها ستضبط وقتها حسب راحته، لكنها توشك أن ترفض مرتين متتاليتين....
...ربما من الأفضل أن تعتذر عن تنظيف الأدوات وتغادر باكراً، حتى لو نظر لها بقية الطلاب بانزعاج، فذلك أهون من أن تضع حياتها على المحك....
...نظرت إيفيريا إلى وجهه بتردد و تحدثت بتأنٍ....
...“أممم، غداً عندي محاضراتٌ وتجربة بعد الظهر. لكن مع ذلك……”...
...“يعني هذا أنكِ لا تريدينني أن أعود إلى المنزل في عطلة نهاية الأسبوع؟”...
...“عفواً؟”...
...تلألأت عينا الأمير نيسبيروس. و كانت النظرة في عينيه، في رأي إيليريا، نظرةَ مجنون يتلذذ بإحراج الآخرين....
...تراجعت إيفيريا بضع خطوات دون أن تشعر، وملأ صوتها المرتجف المكان....
...“لا، كنت سأقول إنني أستطيع توفير وقت بعد العشاء. هل نلتقي حينها؟”...
...“أنا أحب الأمور الواضحة.”...
...“حسناً، سأؤكد الوقت وأبلغكَ لاحقاً.”...
...أشرق وجهه أكثر مما كان عليه. و لم تستطع إيفيريا إخفاء شعورها بالارتياح حين رأته كذلك....
...ابتسم الأمير نيسبيروس و ردّ بنبرةٍ مرِحة،...
...“حسناً، لنلتقي لاحقاً إذاً.”...
...شعرت وكأن كل طاقتها استُنزفت في تلك اللحظات القليلة. ...
...ثم انحنت إيفيريا بتحيةٍ متعبة و استدارت مبتعدة....
...____________________...
...اها شكلهم يعرفون بعض وهم بزران 😂...
...يقولك في كيميتشيه ماسوتها في رواية وفطست ...
...ايفيريا تجنن توقعتها هاديه شوي طلعت مهبوله وتاخذ راحتها عند صديقتها😭...
...شسمه والامير ذاه مجنون يضحك هوسه ...
...بس وش اسمه ؟ هذا الي ماندري عنه ...
...Dana...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon