في يومٍ مشمسٍ عادي، كانت "جيون" و"رون" تجلسان تحت شجرة في ساحة المدرسة، والنسيم يلاعب أوراق الأشجار بهدوء.
نظرت "رون" إلى جيون بعينين متلألئتين، وابتسامة حماسية ترتسم على شفتيها: "جيون، هل قرأتِ رواية عاشق القمر الدموي؟"
أجابت جيون بهدوء، وكأنها لا تبالي: "رواية؟ لا، لم أسمع بها من قبل."
قفزت "رون" من مكانها، وصوتها ارتفع قليلاً من فرط الحماس: "يا لكِ من محظوظة! هذه الرواية… ستغير نظرتك لكل شيء."
رفعت جيون حاجبيها بتساؤل، متشككة: "لماذا؟"
نظرت "رون" إليها بنظرة غامضة، وابتسامة نصفها سرّ: "اقرئيها… وستفهمين كل شيء."
قالت جيون، تردد خفيف في صوتها: "حسنًا."
قبل أن تغادر "رون"، لوّحت بيدها بحيوية: "طال يومكِ، أراكِ لاحقًا!"
ابتسمت جيون ابتسامة خافتة، لكن شيء ما بداخله بدأ يتردد: "إلى اللقاء."
بعد مرور عشر دقائق، وقفت "جيون" وبدأت تمشي ببطء خارج المدرسة، عينيها تتابعان سماءً صافية، لكنها تمتمت بصوت منخفض: "رواية عاشق القمر الدموي... اسمٌ غريب... غامض…"
عند عودتها إلى المنزل، دخلت غرفتها على عجل، وأغلقت الباب خلفها، كأنها تريد العزلة لحظة. استحمت بسرعة، ثم جلست على سريرها بهدوء، فتحت اللابتوب ببطء وكأن قلبها ينبض بفضول مريب.
كتبت في محرك البحث: رواية عاشق القمر الدموي PDF
ظهرت أمامها الصفحة الأولى، وعندما بدأت القراءة، ارتسمت على وجهها تعبيرات متغيرة بين الفضول والدهشة.
قرأتها بصوتٍ داخلي، وكأن الكلمات تتغلغل في عقلها: "هيمان، ولي العهد الدموي، لم يعرف الرحمة... حتى التقى بليون، ابنة دوق الشرق، وأجمل فتاة في الإمبراطورية."
رسمت مشهداً في ذهنها: الأمير هيمان يمسك بيد ليون وسط حديقة تزهر ألوانها بكل حياة.
ثم توقفت عند اسم "أوريليا"، خطيبة الأمير.
قالت بوجهٍ متجهم، وحواجبها مقطبّة: "ماذا؟ له خطيبة اسمها... أوريليا؟"
تابعت القراءة: "لكن أوريليا لم تحتمل خيانة هيمان، فقررت قتل ليون."
عبست جيون، وقلبها ينبض بسرعة: "هل خَانَها وقتلها؟ كيف يمكن أن يكون هذا؟"
قرأت السطر الأخير، صوتها صار أهدأ، لكنه يحمل استنكاراً وغيظاً: "وماتت أوريليا في نهاية الرواية... وتزوج الأمير ليون، وعاشا في سلام."
أسندت وجهها بيدها، عيناها تنظران إلى السقف بلا تركيز، وقالت بغضب مكبوت: "هذا البطل مريض نفسي... كيف يمكن أن يكون بهذا الوحل؟"
ثم ضحكت بسخرية، كأنها تحاول تلطيف شعورها بالغضب: "لو كنت مكان أوريليا... لكنتُ ذبحت هيمان من أول صفحة."
أغلقت اللابتوب بقوة، واستلقت على السرير، تنظر إلى السقف بأعين متألقة بالغموض، وهمست بهمسٍ ساخط: "تصبحون على خير... يا أغبى رواية قرأتها."
غفت جيون بسرعة، غير مدركة أن هذه الليلة ستكون بداية لحياة لم تتخيلها.
في صباح اليوم التالي، توقظها صوت طائرٍ صغير عند النافذة، تغمض عينيها ببطء، لكنها تشعر بشيء غريب. فتحت عينيها ببطء، تنظر حولها باستغراب.
غرفة نوم فاخرة، ستائرٌ ثقيلة تتدلى من السقف، وسريرٌ ملكي مزين بأقمشة فخمة.
تنهدت بخوف وذهول: "هذه ليست غرفتي... أين أنا؟"
نهضت بسرعة، يداها ترتجفان، اقتربت من المرآة الكبيرة التي تزين الحائط، وبقيت تحدق في انعكاسها بلا تصديق.
شعر أسود طويل ينسدل كالشلال، وعينان صفراء تتوهجان كالنار.
تنفّست بعمق، لكنها لم تستطع إخفاء رعبها: "هذا... مستحيل! كيف حدث هذا؟"
سقطت على الأرض متشنجة، وشعرت بدوخة تملأ رأسها، وهمست بفزع: "هل... هل تجسدتُ في جسد أوريليا؟! لا، هذا لا يمكن..."
سمع صوت خافت من خلف الباب، صوت خادمة بأدب شديد: "آنستي، جلالته يطلب الدخول."
ارتفع نبض قلبها فجأة، وصرخت داخل نفسها: "لا، لا تسمحي له بالدخول! لا أريد أن أموت!"
وضع يديها على صدرها، تحاول تهدئة تنفسها المتسارع، وقالت بصوتٍ خافت مرتجف: "مستحيل... يجب أن أجد طريقة للخروج من هذا المصير."
فتحت الباب ببطء، وظهر "هيمان" بابتسامة باردة ونظرات تخترقها كالسهام: "إذًا، لقد استيقظتِ... أوريليا."
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon