NovelToon NovelToon

اللعنة المقدسة

البدايات

البدايات ...الفصل الاول.

عمّ السكون والظلام فجأة.

ظهر من الكيان المخفي... لم يظهر منه سوى أنيابه!

نابين كبيرين وعظيمين يقتربان مني،

لعاب كثيف أخضر ينسال من بينهما، ويقترب أكثر...

لم يعد بيني وبين الكيان سوى أقل من عشرة سنتيمترات.

انكمش جسدي، أغمضت عيني،

شريط حياتي يمرّ أمام عينيّ...

حرارة جسدي تزداد، لكنها ليست حرارتي المعتادة!

فتحت عينيّ فجأة، وخرج من جسدي هالة نارية،

تحاوطني وتحرق الكيان...

يعوي بصوت يقشعر له الأبدان!

لكن...

ليست هذه بداية قصتي.

أنا "حنين"، فتاة مصرية، أعيش في حيّ تراثي قريب من الأهرامات العريقة.

منذ ولادتي، أشعر بقوة أجدادي تسري في عروقي،

عظمتهم، أسرارهم، وسحرهم يأخذني دائمًا في دوامة من الخيال.

عندما أنظر إلى الأهرامات، خاصة هرم "خوفو"،

أتذكّر ما قرأته عن وزنه الهائل:

كل حجر يزن حوالي ٢ طن (أي ٢٠٠٠ كيلو)،

وغرفة الملك وحدها تزن ٧٠ طن!

كيف نُقلت هذه الحجارة من أسوان، التي تبعد مئات الأميال؟

كم أنتم عظماء يا أجدادي... لكن ما هو سركم؟

طفولتي كانت مغامرة...

كنت مميزة بين أقاربي الذين يعملون في المتاحف، وبعضهم حراس للأهرامات.

ولم أكن هادئة أبدًا!

كنت شقية، أهرب منهم وأدخل السراديب،

أعرفها جيدًا، أحفظها كأنها منزلي الثاني.

في سن الثالثة عشرة، كالعادة، تسللت إلى أحد السراديب.

أنظر إلى النقوش الهيروغليفية المذهلة...

لكن فجأة... بدأت الرسومات تتوهّج بضوء ذهبي،

وكان الضوء يمتد حتى نهاية السرداب،

نظرت... وكان هناك نور ساطع!

كنت خائفة، لكن بداخلي صوت يقول:

"اكتشفي... ماذا سيحدث؟"

اقتربت من النور، وفجأة...

تحوّل السرداب إلى معبد ضخم!

أظنه من معابد الأقصر، أعرفه من قراءاتي،

لكن المعبد هنا! في الجيزة!

والأغرب، أنه بدا كأنه حديث البناء...

لا غبار، لا تآكل، كأن آلاف السنين لم تمر عليه!

حاولت أن أتحرك... لكن شيء خفي ثبّتني في مكاني.

كانت الشمس في كبد السماء،

بينما حين دخلت السرداب كان المغرب قد أذّن!

ما هذا؟ اختلاف توقيت؟ أم... زمن؟

ثم سمعت صوت أجنحة ضخمة ترفرف...

الخوف بدأ يتسلل، رغم أنني اعتدت الأحلام الغريبة...

نعم، أحلامي دائمًا غريبة،

أحلم كثيرًا أنني في عصر أجدادي الفراعنة.

سأحكي لكم حلمًا بسيطًا:

(كنت داخل معبد غريب تحته نهر من الحمم،

وطريق مرتفع مثل الجسر،

وكانت هناك مخلوقات بجسد إنسان ورأس كلب —

أعلم أنهم [...].

كان طفل صغير يحاول الهرب منهم، لا يعرف إلى أين.

أخذته على ظهري، وتسلقنا عمودًا ضخمًا،

لا أعلم كيف... لكنها أحلامي!)

رأيت الجناحين الضخمين...

رجل كالإله، ينزل من السماء بسلاسة،

ويقف أمامي...

آمون رع:

حنينرع... أنتِ مِنّا، حفيدتنا، وستَرثين قوتنا.

حنين:

إنت مين؟!

آمون رع:

سيأتي وقتكِ قريبًا، وستحمين تراثنا.

حنين:

مش فاهمة حاجة...

آمون رع:

عندما ترثين القوة، سيحاوطك أعداؤنا... سيحاولون قتلك.

حاولت الرد... لكنني وجدت نفسي في ممر غريب،

ثم فجأة، أنا واقفة داخل السرداب!

جسدي كان ملقى على الأرض، شعرت بخوف عظيم.

خرجت راكضة من السرداب، عائدة إلى منزلي،

لم أخبر أحدًا بما حدث.

أقنعت نفسي: "أكيد حلم... مجرد حلم هابط".

ومع الوقت، توقفت عن دخول السراديب،

ولم أزر أي متحف إلا في وضح النهار ومع أقاربي.

نسيت ما حدث... أو ظننت أنني نسيت.

...

الآن، أنا في السنة الأخيرة من دراستي بكلية الآثار – جامعة القاهرة.

شغفي بتاريخ أجدادي لم يقل، بل تضاعف،

أنا من المتفوقات، ويحبني الأساتذة والمعيدون.

أقرأ، أدرس، أتعلم كل تفصيلة عن حضارتنا...

لكن هناك شيء بداخلي يقول:

"ليس هذا فقط تاريخنا... هناك علم مخفي، مدفون في مقابر لم تُكشف بعد."

غدًا... رحلتي إلى الأقصر!

وهو أيضًا عيد ميلادي الحادي والعشرين.

أحب أن أحتفل بأعيادي في أماكن تراثية، هذا يسعدني.

استعددت منذ الصباح، جهزت حقيبتي،

اتجهت إلى محطة "السوبر جيت" حيث كان الطلاب متجمعين.

فرح، غناء، رقص في الطريق...

أما أنا... كنت غارقة في خيالاتي.

وصلنا ليلًا، استلمنا غرفنا،

وضعت حقيبتي، ثم خرجت أتجوّل وحدي وسط هذه المدينة الساحرة.

الأقصر... مدينة المعابد والآلهة.

دخلت معبدًا [...].

تجوّلت وسط أعمدته الشامخة...

وسرقني الوقت...

لم أنتبه حتى عمّ الظلام.

بدأ السكون... تحركات حولي لا تُرى، لكنها تُسمَع.

حاولت الهرب... لكن المعبد أصبح بلا مخرج!

سُجِنتُ بداخله، أركض بين الأعمدة...

دخلت ممرًا يشبه سردابًا...

ثم...

رأيت أنيابه!

لا أتخيل... إنها حقيقية!

أنياب ضخمة، ينسال منها لعاب كثيف،

ومن حين لآخر... تظهر مخالبه!

(يتبع...)

بقلم ... حنين محمد

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon