NovelToon NovelToon

"أول أنفجار"

الفصل الأول: تحت الرماد

(على لسان عماد – مواطن عُماني)

>

كنت أحسب إن الحياة في مسقط تظل كما هي… هادئة، دافئة، وباردة مثل شاي النعناع اللي أحب أشربه مع الفجر.

لكن اليوم؟ لا نسمات، لا أصوات طيور… حتى البحر ساكت، كأنه يخاف يهمس.

الساعة كانت 6:12 صباحًا يوم 15 مارس، لما اهتزت الأرض تحت رجلي.

صوت انفجار قوي… بعيد، لكنه هزّ شبابيك الحارة كلها.

أمي صاحت من المطبخ:

— «عماد! تعال شوف وش صاير!»

أبوي اتصل بخالي وهو يتعرق:

— «القاعدة في الظاهرة ضُربت، يا عبد الله… صواريخ جاية من جهة الغرب!»

وأنا؟ كنت ماسك هاتفي، أقرأ الخبر العاجل:

"الطيران الإيراني يستهدف قواعد أمريكية في عُمان، ووزارة الدفاع الأمريكية تنفي سقوط قتلى حتى الآن…"

كذبة.

السماء كانت تغلي. الريحة ما تشبه شي شميته قبل. ريحة بارود محروق ممزوج بخوف البشر.

نزلت للشارع.

الناس يركضون، سيارات الشرطة تمر مسرعة بدون إنذار، والدخان يغطي الأفق.

صديقي يوسف كلمني وهو يتنفس بسرعة:

— «تجهز، عماد. إذا صارت حرب فعلية، عُمان راح تكون ساحة مفتوحة، وراح تنحط بالنار.»

قلت له وأنا أحاول أتنفس:

— «منو ضد من؟»

قالها بصوت مُكسر:

— «الكل ضد الكل، يا صاحبي.»

رفعت عيني للسماء، والدخان صار يبتلع الشمس.

كل شيء ساكت… حتى قلبي صار ينبض بصوت مسموع.

لو هذا آخر يوم لي… أريد أحد يعرف إن "عماد من مطرح" شاف الجحيم وهو يبتدي.

وسجّل أول كلمة…

"بدأت النار من هنا"

الفصل الثاني: ما خلف الستار

(من وجهة نظر الأستخباراتية)

»

اسمي الحقيقي لا يُقال، واسمي الاستخباراتي يُهمَس فقط في الأروقة المغلقة.

لكن الناس يعرفونني على الشاشات باسم: الدكتورة نوال الهاشمي – محللة سياسية، متحدثة بارعة، بملامح واثقة وكلمات تحرق أكثر من الرصاص.

لكن خلف الستار…

أنا شيء آخر تمامًا.

»

الساعة كانت 9:34 صباحًا، يوم 15 مارس. ثلاث ساعات بعد أول ضربة في مسقط.

كنت أجلس أمام الكاميرا، أرتدي الأسود، أتكلم بثبات عن تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.

ملايين يشاهدونني…

لكن عيني لم تكن على الشاشة.

كانت على الشيفرة الصغيرة التي وصلتني للتو من طهران:

"الرمز: زهران احترق. المهمة قيد التفعيل."

»

نهضت بهدوء.

أنهيت مداخلتي بجملة واحدة:

— "في السياسة، لا يُكشف كل شيء… بعض الأوراق تحترق دون أن تُرى."

ثم غادرت.

»

في المصعد، نزعت قرطي الصغير، وضغطت على حجارة الزينة فيه.

صوت خافت خرج من داخله:

— «عميلة "العنود"، تأكيد الاتصال. فرع طهران يطلب تحديثًا مباشرًا.»

أجبتهم وأنا أنظر لانعكاسي في المرآة:

— «الوضع تحت السيطرة… لكن اللعبة بدأت.»

...----------------...

(تتمة)

»

خرجت من مبنى القناة دون أن أودّع أحدًا.

وجهي كان هادئًا، وكأنني أنهيت حوارًا سياسيًا عاديًا، لكن في داخلي…

كنت أعدّ الثواني.

استقليت سيارة تاكسي قديمة.

قلت للسائق:

— «إلى المكتبة القديمة في حي الرميلة.»

رمقني بنظرة خفيفة من المرآة، ثم أومأ، وتحرك دون كلمة.

لم يكن سائقًا عاديًا.

كان أحد رجال "الفرع 9"، شبكة ظل الاستخباراتية.

وبوصولي للمكتبة، انتقلت من عالم الكلمات… إلى عالم النار.

المكان مهجور ظاهريًا، لكن خلف أحد رفوف الكتب، كان هناك مصعد سري.

نزلت للطابق -3، وهناك… انتظرتني غرفة تحكم، وشاشة تبث كل نقطة ضوء مشتعلة على الخريطة.

»

دخل العقيد "مهدي شريفي" – مسؤول العمليات الخاصة.

قال لي وهو يرمي ملفًا على الطاولة:

— «الرمز: الصدى.

الهدف: السيطرة على البوابة الشرقية لشبه الجزيرة…

عماد بن غسان العُماني، موظف مدني، عشوائي في الظاهر… لكنه خرج في توقيت غريب، والتقطته الأقمار وقت الانفجار.»

رفعت حاجبي:

— «وش المطلوب؟»

أجاب ببرود:

— «راقبيه… أو اقتربي منه. إذا كان عميلًا، نحرقه.

وإذا كان مفتاحًا… نحميه.»

»

نظرت إلى صور عماد.

شاب يبدو عاديًا، لكن عينيه كان فيها شيء… يشبه الحزن أو التمرّد.

فكرت بيني وبين نفسي:

هل هو يشبهني؟

هل هو مجرد رقعة في لعبة؟ أم قطعة مفقودة؟

»

سحبت الملف، وقلت للعقيد:

— «أرسِلوني إلى مسقط.»

قال لي:

— «بهويتك الجديدة؟»

أجبت بثقة:

— «لا… بهويتي القديمة. أنا ذاهبة كـ نوال الهاشمي. دعوني أرى من هو هذا "العماد".»...

(ملاحظة: الفصول مش فصول اعلانية بس لنها قصيرة اسويها فصول اعلانية.)

الفصل الثالث: أول مطاردة

(من وجهة نظر عماد)

»

أبوي ما كان كثير الكلام… لكن لما يجي يتكلم، أحس الدنيا كلها تسكّت عشان تسمعه.

قبل يومين من الانفجار… ناداني وأنا أرتّب أوراقي فالمكتب.

قال لي بهدوء غريب:

— «إذا صار شي… روح نزوى، عند عمّك سالم. الملف اللي بالدرج، فيه خريطة ومفتاح ومبلغ صغير. لا تكلّم حد. ولا ترجع إلّا إذا قلت لك.

»

ضحكت وقتها.

قلت له:

— «ابوي؟ إحنا بعُمان. شو ممكن يصير؟»

بس هو ما ضحك.

بس قال:

— «إذا عُمان سقطت… الدنيا كلها بتطيح.»

...----------------...

»

مرت 48 ساعة.

وما كنت أتوقع إن الدنيا كلها تنقلب بـ لمحة عين.

السماء فوق مسقط صارت حمراء.

سمعت أصوات تفجير وانفجارات صغيرة في أطراف المدينة.

اتصالات انقطعت.

الناس كانت تهرب من الشوارع… وأنا كنت أهرب من مدينة كاملة.

ركبت سيارة عمي سالم القديمة، واتجهت لنزوى مثل ما قال الوالد.

طول الطريق، صوت الراديو كان يقول إن كل شيء "تحت السيطرة".

كذبة

أنا كنت أشوف النار، وأشمّ الدخان.

»

وصلت نزوى متأخر، تعبان، وقلبي ما هو مرتاح.

سالم استقبلني بوجه جامد، ما سأل ولا كلمة، بس قال:

— «أبوك كان يعرف شي ما قالّنا عليه… خلّك هنا، وانتظر.»

وانتظرت.

لكن ما كان فيني أرتاح.

كنت أحس إن أحد يراقبني… أو إن في شي جاي، بس ما أعرف من وين.

...------------------------------...

ننتقل إلى العنود –(وجهة نظرها)

»

وصلت مسقط… وكان الجو مرّ.

عماد ما كان ضمن السجلات الطبية، ولا الأمنية، ولا شوهد ضمن المدنيين الهاربين.

سألت بـ اسم مستعار في مستشفى الطوارئ. لا وجود له.

رجعت لشاشة الاتصالات… لا إشارات منه.

قلت لنفسي بصوت خافت:

— «عماد… وين رحت؟»

لكن جوّا قلبي، كنت أعرف…

الهروب بدون أي أثر؟

هذي حركة شخص إمّا مدرَّب…

أو مُستهدَف.

»

قررت أبدأ البحث… بنفسي.

لا استخبارات.

لا دعم.

لا تعقّب إلكتروني.

بس خريطة، وذاكرتي، وحدسي...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon