هذه صور تقريبية فقط للأبطال لم اجد كا يلبي طلباتي تماما
افتتاحية
: قبل ان تبدأ الرواية
لم أكن أنوي الوقوع في الحب.
ولا أن أجد نفسي بين جدران ليست لي، وبين نظرات كان يفترض أن أُصدّها دون تردد.
كل شيء بدأ حين طلبتُ حريتي… لا أكثر.
أن أتنفس بعيدًا عن عبء التاج، بعيدًا عن الممرات الرخامية التي تعرف خطواتي أكثر مما أعرف قلبي.
أن أعيش كفتاة عادية، تمشي في الأسواق، تضحك بلا حساب، وتنام دون أن تُحصي عدد الممنوعات التي خالفتها.
كان الاتفاق واضحًا. أشهر قليلة، أعود بعدها للواقع.
لكن الواقع الذي عثرت عليه لم يكن كما تخيّلت.
لقد وجدني القدر قبل أن أجد نفسي.
قابلتُه… لا في ساحة حرب، بل في مساحة صمت.
عدوٌّ في العنوان، غريب في البداية…
ثم صار شيئًا آخر.
لم تكن نظرته لطيفة.
ولا كلماته دافئة.
لكنه كان الصدفة التي كسرتني، ثم جمعتني من رمادي.
أخبروني أن الحب ضعف.
أن التردد خيانة.
وأن العدو لا يُغفر له.
لكنني… رغمًا عني،
أحببت عدوي.
مًآظُنِنِتٌهّ خِطِأ آلَعٌمًر..... صّآر آجّمًلَ مًآ عٌشُتٌهّ
.
تعريف بالشخصيات
البطلة (سيرينا)
ولدت تحت أضواء القصر، وتربّت بين جدران مطرّزة بالأوامر والواجبات.
أميرة على الورق، سجينة بالروح.
كانت تعتقد أن الحياة تعرفها، حتى خرجت لتعرف نفسها.
تخبئ التمرد في عينيها، وتلبس الصمت درعًا يحميها من عالمٍ لم يختر لها شيئًا.
لكنها، ذات مساء، ستقابل من يعيد ترتيب الفوضى في قلبها…
رغم أنه آخر من كانت تظنه يستحق الحب.
البطل (الكسندر)
وُلد في الظلال، لكنه تربّى على الضوء البارد للعرش.
أمير مملكة تُجيد إخفاء نواياها خلف البروتوكولات والستائر الثقيلة.
نشأ على فكرة النصر، لا السلام… على الولاء، لا التفاهم.
يحمل في صدره غضبًا ورثه، لا ذنب له فيه، ويخفي خلف نظراته الحادة أسئلة لم يُسمح له بطرحها.
عندما ظهرت هي… لم تكن جزءًا من خططه.
لكنها سرعان ما صارت الشيء الوحيد الذي يربك النظام بداخله.
العدو الذي ظنّ أنه سيسيطر عليه…
صار قلبه أسيره.
الإمبراطور (ابو سيرينا)
رجل لا يعرف الهزيمة.
أب… لكنه لم يعرف كيف يكون كذلك.
يخاف على ابنته من العالم، لدرجة أنه يصير هو سجنها الأول.
يمتلك خططًا لا يقولها، وعيونًا لا تنام.
إمبراطور ( ابو الكسندر)
حاكم مملكة يكتنفها الصمت والهيبة.
رجل تربّى على الحروب، ونشّأ ابنه على أن العاطفة نقطة ضعف.
بينه وبين إمبراطور أستيرياً ماضٍ معقّد، صراع لم يُعلن بالكامل… لكن أثره ما زال حيًا في كل نظرة، وكل قرار.
هو والد الأمير… وأساس المعركة التي لم تنتهِ بعد.
إيزابيلا
هي النسمة التي تُهدئ كل شيء.
صديقة لم تفهم السياسة، لكنها فهمت مشاعر صديقتها أكثر من أي أحد.
ضحكتها تخفي قلقًا، وكلماتها تشبه تلك التي تُقال في لحظات الانهيار: بسيطة… لكنها تنقذ.
السيدة لويزا
عجوز تسكن شقة غامضة وتعرف عن الجميع أكثر مما يقولونه.
تُجيد قراءة العيون، ولا تؤمن بالمصادفات.
ربما كانت مجرد صاحبة سكن…
لكن حضورها كان علامة فارقة في بداية كل شيء.
الإمبراطورة ( ام الكسندر)
امرأة من زمن آخر…
رقيقة الصوت، عميقة الحكمة، تُخفي تحت تاجها قلبًا لا يعرف القسوة.
عاشت وسط عالمٍ تُسيّره الحروب والتحالفات، لكنها اختارت أن تكون واحة سلام في قصرٍ تملؤه القرارات الباردة.
تحب ابنها بصدق، وتراه كما لا يراه أحد…
وحين دخلت تلك الفتاة إلى حياتهم، لم تغلق قلبها.
بل فتحت له بابًا آخر…
بابًا يقود إلى شيء يشبه الأمل.
في قلب إمبراطورية "أستيريا"، حيث تتلألأ القصور بالذهب، وتسود الطبقية بحزم، وُلدت الأميرة سيرينا دي أستيريا، الوريثة الوحيدة لعرش الإمبراطور ليونيل دي أستيريا. الجميع يراها جوهرة القصر، الفتاة المثالية التي ستواصل إرث العائلة الملكية.
لكن خلف ستائر الثراء، كانت سيرينا تحلم بشيء آخر… الحرية.
طفولتها كانت قفصًا من ذهب.
لم تكن تعرف معنى اللعب في الشوارع، ولم تجرب الجري في المروج الخضراء بحرية. كانت دروسها تبدأ مع شروق الشمس، تتعلم التاريخ، السياسة، فنون الإتيكيت، وكيفية التحكم في عواطفها مثل أي أميرة مثالية. كانت كل خطوة لها محسوبة، وكل كلمة تقولها يجب أن تكون بميزان دقيق.
لكن لحسن حظها، لم تكن طفولتها خالية تمامًا من الدفء. فقد كانت والدتها، الإمبراطورة كاثرين، مختلفًة عن النبلاء الآخرين. على الرغم من أنها لم تكن تستطيع تغيير القوانين الصارمة، إلا أنها كانت تمنح سيرينا لحظات من الحرية القليلة، بين أحضانها، في قصصها قبل النوم، وفي الهمسات السرية بينهما.
كانت كاثرين دائمًا تهمس لها:
"عزيزتي، لا تدعي أحدًا يطفئ نوركِ… حتى لو كان العالم كله يفرض عليكِ الظلام."
لكن العالم لم يمنح سيرينا وقتًا طويلًا مع والدتها، فقد ماتت الإمبراطورة وهي لا تزال في العاشرة من عمرها، تاركة وراءها ابنة فقدت آخر خيط يربطها بالحب والحرية.
كبرت سيرينا، وأصبح القصر أكثر ضيقًا عليها.
عندما بلغت الثامنة عشرة، قرر الإمبراطور إقامة مأدبة فاخرة احتفالًا ببلوغها سن الرشد. كانت القاعة الملكية أشبه بتحفة فنية، مزينة بالثريات الكريستالية والستائر القرمزية المطرزة بخيوط ذهبية. النبلاء من جميع أنحاء المملكة حضروا بملابسهم الفاخرة، يتبادلون المجاملات الزائفة والمصالح الخفية.
ارتدت سيرينا فستانًا أزرق ملكيًا يعكس لون عينيها، وبدت مثل أميرة مثالية… تمامًا كما أراد والدها.
لكن بداخلها، كانت متمردة تحترق.
في تلك الليلة، عندما بدأ الحديث عن مستقبلها وزواجها المحتوم، وقفت سيرينا أمام الجميع وقالت كلمات صدمت القاعة بأكملها:
"لا أريد أن أكون أميرة القصر… أريد أن أعيش كواحدة من الشعب!"
ساد الصمت، ثم تعالت الهمسات.
"هل فقدت عقلها؟"
"الأميرة تريد أن تصبح واحدة من العامة؟!"
أما الإمبراطور ليونيل، فلم يظهر أي غضب… فقط ابتسامة باردة وهو يراقب ابنته.
ما لم تكن تعلمه سيرينا، هو أن طريقها إلى الحرية سيكون أصعب بكثير مما تتخيل…
وأن العالم خارج القصر، يخفي أخطارًا لم تكن مستعدة لمواجهتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الأول: القفص الذي لا ينكسر
كانت هذه المرة الثالثة التي تحاول فيها سيرينا الهروب من القصر.
الساعة كانت تشير إلى منتصف الليل، والحدائق الملكية غارقة في سكون مخيف. تسللت عبر الممرات الخلفية، متجنبة الحراس الذين يحيطون بالقصر كالأشباح. كانت تعرف أن فرصتها الوحيدة هي الوصول إلى البوابة الغربية، حيث يقوم الخدم أحيانًا بتهريب البضائع دون تدقيق كبير.
ارتدت ملابس خادمة بسيطة، وأخفت وجهها بغطاء رأس داكن. قلبها كان ينبض بسرعة، لكنها كانت متحمسة. لقد درست تحركات الحراس لأيام، وعرفت متى يتغير دور الحراسة. هذه المرة، لن يمسكوها.
أو هكذا اعتقدت.
قبل أن تصل إلى البوابة، سمعت صوتًا خلفها:
"إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة، آنستي؟"
تجمدت في مكانها، قبل أن تستدير ببطء. كان أمامها رجل طويل القامة، ذو شعر فضي وعيون زرقاء جليدية… الحارس الملكي الأول، أدريان فالنتين.
أدريان لم يكن مجرد حارس عادي، بل كان أقوى فارس في الإمبراطورية، وهو الشخص الذي كلفه الإمبراطور بمراقبتها شخصيًا.
تنهدت سيرينا بغيظ. "أدريان، حقًا؟ هل عليك دائمًا أن تفسد خططي؟"
ابتسم بخفة، لكنها لم تكن ابتسامة دافئة، بل كانت أقرب إلى السخرية. "أنا أقوم بعملي فقط، جلالتكِ."
"لو كنت مكانك، لتركتني وشأني."
"ولو كنتِ أكثر ذكاءً، لما حاولتِ الهروب بهذه الطريقة الساذجة."
ضيّقت عينيها. "هذه المرة كدتُ أن أنجح."
رفع حاجبه باستهزاء. "لو كنتِ نجحتِ، لكنتِ الآن في ورطة أكبر. العالم خارج هذه الأسوار ليس كما تتخيلينه، سيرينا."
لكنها لم تكن بحاجة لمن يخبرها بذلك. لقد قرأت عن العالم، وسمعت قصصًا لا حصر لها عن الفقراء الذين يعانون، وعن حياة العامة التي لا ترحم.
ورغم ذلك، لم يكن أي من ذلك كافيًا لإقناعها بالبقاء.
"أنا لن أتراجع، أدريان. يومًا ما، سأجد طريقة للخروج."
نظر إليها للحظة، قبل أن يهز رأسه بخفة. "سنرى بشأن ذلك، آنستي… لكن حتى ذلك الحين، عودي إلى غرفتكِ."
———
الفصل الثاني: قيد من ذهب
استيقظت سيرينا صباح اليوم التالي على طرقات قوية على باب غرفتها. كانت الشمس بالكاد قد أشرقت، لكنها عرفت فورًا من سيكون خلف الباب.
"استيقظي، جلالتكِ. الإمبراطور يريد رؤيتكِ فورًا."
كان صوت أدريان حازمًا كالعادة، لا يحمل أي نبرة من التعاطف أو اللين.
تأففت وهي تزيح الغطاء عنها. لم تكن تحتاج إلى التفكير طويلًا لتدرك السبب. محاولتها الفاشلة للهروب كانت كفيلة بجعل والدها يستدعيها على الفور.
ارتدت ثوبًا بسيطًا بلون العاج، وربطت شعرها في ضفيرة فضفاضة قبل أن تخرج من غرفتها. لم يكن عليها سوى السير في الممرات المهيبة للقصر، حيث اصطفت اللوحات الفخمة التي تصور أسلافها، وكأن عيونهم تراقبها وهي تتقدم نحو مكتب الإمبراطور.
عندما دخلت الغرفة، كان الإمبراطور ليونيل جالسًا خلف مكتبه الفخم، يراقبها بنظرة باردة.
"أخبريني، سيرينا، كم مرة سأكرر أن القصر ليس سجنًا؟"
وقفت مستقيمة أمامه، رافعة ذقنها بتحدٍّ. "إذا لم يكن سجنًا، فلماذا لا يُسمح لي بالخروج منه؟"
تنهد الإمبراطور وأراح ظهره على كرسيه. "أنتِ وريثة العرش. يجب أن تكوني محمية، ويجب أن تظلي هنا."
"لكنني لا أريد أن أكون وريثة العرش!" انفجرت قائلة، ولم تستطع كبت إحباطها أكثر. "أريد أن أعيش، أبي! أريد أن أعرف العالم الحقيقي، أن أشعر بالشوارع تحت قدميّ، أن أرى الناس بدون أن يكون بيني وبينهم ألف حاجز!"
ساد الصمت للحظات، قبل أن يرفع الإمبراطور حاجبه قليلاً. "أنتِ حقًا عنيدة مثل والدتكِ."
لم تردّ سيرينا، لكنها شعرت بوخزة خفيفة في صدرها عند ذكر والدتها الراحلة.
أخذ الإمبراطور نفسًا عميقًا، قبل أن يقول بهدوء: "حسنًا… سأسمح لكِ بالخروج."
حدقت به بصدمة، غير قادرة على تصديق ما سمعته. "أنت تمزح، صحيح؟"
"أنا جاد." قال وهو ينظر إليها بثبات. "لكن بشروطي."
لم تكن تحتاج إلى سماع المزيد لتعرف أن الأمر لن يكون بهذه السهولة. "وما هي؟"
"أولًا، سيكون لديكِ حارس شخصي معكِ طوال الوقت."
كانت تتوقع هذا، لذا لم تظهر أي اعتراض. "وماذا بعد؟"
نظر إليها بعينين حادتين قبل أن يقول ببطء: "ثانيًا، إذا وجدتُ لكِ زوجًا مناسبًا… ستعودين إلى القصر فورًا، دون أي اعتراض."
ارتجف قلبها للحظة، لكنها تماسكت سريعًا.
"هذا غير عادل."
"العالم غير عادل، سيرينا." قالها ببساطة. "إما أن تقبلي شروطي، أو تبقين في القصر إلى الأبد."
وقفت هناك، تحدّق في والدها، تحاول إيجاد ثغرة في كلماته. لكن الحقيقة كانت واضحة… هذه فرصتها الوحيدة.
أغمضت عينيها للحظة قبل أن تفتحهما مجددًا.
"حسنًا… أقبل."
ابتسم الإمبراطور ببرود. "اتفاق إذًا."
فأجابته"اجل اتفاق يا أبي “
لكن لم تتم فرحتها عندما ذكرها والدها بأمر المأدبة التي ستقام من اجلها بعد ايام
لبلوغها سن الرشد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثالث: ليلة المأدبة
في القصر الإمبراطوري، حيث تُضاء القاعات بثريات ذهبية عملاقة وتتلألأ الجدران المزخرفة بألوان الملوك، كانت الليلة قد بدأت. مأدبة بلوغ سيرينا سن الرشد، الحدث الذي انتظره جميع نبلاء الإمبراطورية بشغف.
ارتدت سيرينا ثوبًا فخمًا بلون الأزرق الليلي، مطرزًا بخيوط فضية تعكس ضوء القاعة بطريقة ساحرة. شعرها الذهبي الطويل كان مرفوعًا بطريقة أنيقة، تتدلى منه بعض الخصلات التي زادتها رقة وجاذبية. لم تكن غريبة عن الحفلات الرسمية، لكنها هذه المرة شعرت بأنها محاصرة بين الجدران المزينة بالذهب والمرايا العاكسة.
كانت الطاولات مليئة بأشهى الأطعمة، والكؤوس تصطدم برقة في نخبٍ احتفالي، بينما عزف الموسيقيون ألحانًا هادئة تناسب هيبة الحدث.
وقف النبلاء في مجموعات متفرقة، يتحدثون عن السياسة والاقتصاد، لكن معظم أعينهم كانت تراقبها… الوريثة الإمبراطورية، الفتاة التي كبرت وأصبحت الآن شابة جميلة، هدفًا يسعى الكثيرون للظفر به.
"جلالتكِ، أنتِ تبدين فاتنة الليلة."
استدارت سيرينا لتجد أمامها أحد الدوقات الشباب، اللورد إدوارد مونتغمري، المعروف بمظهره الوسيم وسحره الواضح. انحنى باحترام، ثم تابع بنبرة مغازلة: "يبدو أن هذا الحفل لا يزداد إشراقًا إلا بوجودك."
ابتسمت ابتسامة دبلوماسية معتادة. "شكرًا لك، لورد مونتغمري. أرجو أن تكون مستمتعًا بالمأدبة."
لم تكن بحاجة إلى النظر إلى والدها لتعرف أنه يراقب تفاعلها مع النبلاء باهتمام.
اقترب نبيل آخر، الكونت فيكتور روزنبرغ، الذي كان معروفًا بثرائه الفاحش وعائلته ذات النفوذ. "إنه لشرف لنا أن نكون في هذه المناسبة الخاصة. لا شك أن الإمبراطورية بأكملها فخورة بكِ، جلالتكِ."
كان كل نبيل يقترب يحمل نوايا واضحة، وكان الأمر يزعجها أكثر مما توقعت. منذ طفولتها، كانت تعرف أن حياتها لن تكون ملكًا لها بالكامل، لكن هذا الحفل جعلها تشعر وكأنها سلعة يتم تقديمها لأعلى عرض زواج.
وقفت والدها الإمبراطور ليونيل عند المنصة المرتفعة، رافعًا يده بصمت. على الفور، عمّ الهدوء في القاعة، والتفتت إليه جميع الأنظار.
"أيها النبلاء والسادة، نجتمع اليوم لنحتفل بابنتي، الوريثة الشرعية للعرش، سيرينا أستيريا ، التي بلغت سن الرشد. منذ ولادتها، كانت نور هذا القصر، وأمل هذه الإمبراطورية."
ارتفعت الهتافات في القاعة، لكن سيرينا شعرت بقبضة تضيق على قلبها.
"وبهذه المناسبة، أعلن أنه قد حان الوقت لتفكر في مستقبلها، كإمبراطورة محتملة وكزوجة مناسبة لأحد نبلاء هذه الإمبراطورية."
اختنق الهواء في صدرها للحظة، لكنها لم تُظهر شيئًا على وجهها. كانت تعرف أن هذه اللحظة ستأتي، لكنها لم تكن مستعدة لسماعها بهذه العلنية.
ضغطت على كفها برفق، ثم استنشقت نفسًا عميقًا. التفتت نحو والدها وابتسمت ابتسامة هادئة قبل أن تقول بصوت واضح، أمام الجميع:
"لكن، يا والدي، هل يمكن للإمبراطورة المستقبلية أن تحكم شعبها حقًا دون أن تعرفهم؟"
ساد الصمت للحظات في القاعة، بينما علت الدهشة وجوه بعض النبلاء.
تابعت سيرينا بثقة: "لطالما عشتُ هنا، داخل القصر، محاطة بالذهب والحرير، لكن كيف لي أن أفهم معاناة شعبي؟ كيف لي أن أكون إمبراطورة عادلة إن كنت أجهل الحياة خارج هذه الأسوار؟"
نظر إليها الإمبراطور بعينين ضيقتين، متفاجئًا بجراءتها، لكن لم يكن بإمكانه إنكار قوة حجتها.
"لذا، والدي، أطلب منك شيئًا واحدًا… دعني أعيش بينهم."
همهمة خفيفة دارت بين الحضور، وبعض النبلاء بدوا مستائين من طلبها. كيف يمكن لأميرة أن تعيش كعامة الناس؟
وقف الإمبراطور بصمت للحظة، قبل أن يبتسم ابتسامة صغيرة بالكاد يمكن ملاحظتها.
"سيرينا، لقد تحدثنا عن هذا"
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon