NovelToon NovelToon

عقدتُ عقداً مع شيطان ذو ملعقة ترابية

الفصل 1

...قصة الابنة الكبرى التي نشأت وسط التمييز ليست نادرة....

...طفلةٌ تتلقى معاملةً غير عادلة رغم تميزها في القدرات والخُلُق....

...“أرييلا، قررنا تعيين شقيقكِ الأصغر وليًا للعهد. كان هذا قرار مجلس النبلاء، ولا حيلة لي بالأمر.”...

...الابنة الكبرى التي كانت تُنتزع منها حقوقها واحدًا تلو الآخر، حتى فقدت أهم فرصةٍ في حياتها....

...“…..بلغوا الملكة تهنئتي. بعد كل ما دبرته من ألاعيب طيلة السنوات الثلاث الماضية…..نجحت أخيرًا.”...

...“عليك أن تناديها بوالدتي! حتى وإن لم تكن أمكِ بالدم..…”...

...“لم تُعاملني يومًا كابنة. وأي أم تلك التي تقضي ثلاث سنوات تحاول جاهدةً تحطيم ابنتها؟ هل تشعر بالرضا يا أبي؟ هل يروق لكَ أن تنصّب رضيعًا وريثًا للعرش؟”...

...أرييلا كانت بالضبط تلك الابنة الكبرى. وما يزيد الأمر ظلمًا، أنها كانت من السلالة الملكية المباشرة التي تحكم البلاد....

...في الواقع، كان من الممكن أن تصبح ملكةَ مملكة البحار “أوينوس”. فمنذ صغرها، تعلمت وتدربت في مجالاتٍ واسعة كالإدارة والدبلوماسية والاقتصاد. وكانت تختلط بالشعب دون حواجز، فحظيت بشعبيةٍ كبيرة....

...لم يشك أحدٌ في أنها ستعتلي العرش في المستقبل القريب. إلى أن جاءت الملكة الجديدة قبل ثلاث سنوات، ونصّبت أخاها غير الشقيق وليًا للعهد....

...بل ولم يتوقف الأمر عند ذلك....

...“…..تطلبون مني أن أتزوج في الإمبراطورية؟”...

...“الأمر قد تم اتخاذه بالفعل.”...

...حتى بعد أن نصّبت ابنها الحقيقي وليًا للعهد، ظلّت زوجة الأب تعتبر أرييلا شوكةً في عينها. فالأميرة ما تزال تتمتع بمكانة مرموقة داخل المملكة....

...ولأنها خشيت أن تُشكّل تهديدًا لابنها في المستقبل، دبرت زوجة الأب مكيدة. لتطرد أرييلا من هذه البلاد إلى الأبد....

...وفي النهاية، دُفعت إلى زواجٍ لم ترغبه....

...الزوج كان إمبراطور الإمبراطورية المقدسة. ...

...ولم تكن زوجته الأولى، بل الثالثة....

...***...

...في مقصورة السفينة المتجهة إلى الإمبراطورية. تمتمت أرييلا وهي تسترجع كلمات والدها الملك....

...“أي قرارٍ هذا؟ ومن الذي قرر؟”...

...حين كانت والدتها الحقيقية على قيد الحياة، كان يعاملها كوريثةٍ للعرش. لكن بعد زواجه مجددًا، غيّر كلماته كأن شيئًا لم يكن. و كلما تذكرت ذلك، كانت أسنانها تطبق من الغيظ....

...وبغضب، نظرت من نافذة المقصورة إلى الخارج. و كانت الرياح الباردة تهب. ...

...الإمبراطوريون الذين جاؤوا لأخذها أعربوا عن اشمئزازهم من رائحة البحر المالحة، لكنها وجدتها منعشةً فقط....

...و خلف إطار النافذة المربّع، كانت مدينة الميناء التي قضت فيها حياتها تبتعد شيئًا فشيئًا....

...'لن تتاح لي رؤية هذا المشهد مرة أخرى على الأرجح.'...

...بهذه الوتيرة، ستصل السفينة قريبًا إلى أراضي الإمبراطورية المقدسة. ومن تلك اللحظة، لن يكون هناك عودة. و ستصبح أرييلا مجرد زينة سياسية لا نفوذ لها ولا سلطة....

...ولن تعيش بهذه الطريقة أبدًا....

...أن تكون الزوجة الثالثة لرجل ماكر يُعد الأخبث في القارة، في مكان يعج بالمكائد والمؤامرات؟...

...طَرق…..طَرق-!...

...صدر صوت طرقٍ خفيف على الباب بفارق زمني قصير....

...“ادخلي.”...

...فتحت بيتي باب المقصورة بحذر بعد أن تفقّدت المكان. ...

...كانت هي من أكثر وصيفات أرييلا إخلاصًا....

...“ما الوضع في الخارج؟”...

...“الكهنة والنبلاء جميعهم صعدوا إلى سفينةٍ حربية تابعة للإمبراطورية.”...

...“والكونت إيغور؟”...

...“رحل معهم. لم يعد على هذه السفينة.”...

...“هاه، يا للراحة.”...

...كان ذلك توقيتاً مثالي. فلمع بريقٌ في عينيها....

...“إذاً، أحضري ذلك الشيء..…وبعد اختفائي، فقط اتبعي ما كتبته لكِ في الرسالة مسبقًا.”...

...“نعم، لا تقلقي.”...

...ولأنها تعرف ما سيحدث لاحقًا، أوصتها بجدية....

...“ستقع فوضى كبيرة. آسفة لأنني سأترك هذا الحمل عليكِ.”...

...“لا داعي للاعتذار. الأميرة لم تخطئ يومًا.”...

...كانت بيتي فتاةً ذكية. نفّذت التعليمات دون أن تطرح سؤالًا واحدًا. ...

...وبفضل ذلك، بعد لحظات، كانت أرييلا واقفةً وحدها في مقصورتها، مغطاةً بالدماء....

...***...

...تنفّست أرييلا بهدوء لتستعيد رباطة جأشها....

...'دائرة السحر نفسها مثالية.'...

...كانت وحدها في المقصورة. ...

...أما ما غطّى جسد الأميرة باللون الأحمر فكان دم حيوانٍ سرقته بيتي من مطبخ السفينة....

...رسمت أرييلا بذلك الدم دائرةً سحرية على أرضية المقصورة....

...كانت دائرة استدعاء، نوعٌ من السحر لا يعرف بوجوده معظم السحرة أصلًا....

...“لا خيار غير هذا.”...

...حقيقة أن أرييلا تعلمت السحر وكانت ماهرةً فيه، كانت سرًا لا يعلمه سوى بيتي ونفسها....

...منذ طفولتها، شعرت بانجذابٍ غامض تجاه هذه القوة السحرية. وكان السبب بسيطًا....

...“لأنه صعبٌ على الجميع…..بشكل عادل.”...

...أمام السحر، لا يهم الجنس أو الشكل أو الخلفية. و حتى إن كان المرء موهوبًا بالفطرة، فلا بد من جهد مؤلم ومضنٍ ليبرع فيه، وهذا ما أعجبها....

...كما أن أرييلا كانت تحب التحدي منذ صغرها....

...المعجزة التي تتولد من اجتماع المنطق الذي يحل المعادلات المعقدة، والحدس الذي ينفذ إلى جوهر الأشياء....

...الفتاة الذكية أغرمت بتلك القوة الغريبة والمبهرة. لكن المشكلة أن كل أنواع السحر تُعد بدعةً محرّمة، ما عدا السحر المقدّس، ويُعاقب من يُكشف أمره بعقوبات قاسية....

...“لقد أخفيت ذلك في وطني، لكن في الإمبراطورية المقدسة سيُكشف أمري. فهناك عددٌ كبير من الكهنة الكبار، وسيشعرون بقوة سحري.”...

...لو كانت قد صرّحت مسبقًا بأنها ساحرة، لانتهى أمر الزواج فورًا. ...

...لكن أرييلا لم تستطع فعل ذلك. فالاعتراف بالحقيقة كان يعني وسمها بالهرطقة وتجريدها من قواها السحرية. وذلك بالنسبة لها لا يختلف عن الموت....

...وإن تم اكتشاف أنها ساحرة بعد زواجها من الإمبراطور؟...

...فسيُسلب منها السحر على أية حال. لكن، نظرًا لأن العائلة الإمبراطورية تهتم بالهيبة، فسيتكتمون على الأمر....

...ورغم أنها قد تحتفظ بلقب الإمبراطورة، إلا أن حياتها بعد ذلك ستكون جحيمًا متواصلًا....

...وفي النهاية، لم يبقَ سوى جوابٍ واحد….....

...'عليّ أن أهرب قبل أن أصل إلى الإمبراطورية. فأن أعيش حياتي كرهينة جميلة المظهر، خيرٌ من أن أُسجَن للأبد تحت هذا القيد المزيف.'...

...لكن كيف؟...

...لقد فكّرت أرييلا طويلًا في كيفية حل هذا المأزق. ثم أدركت أن الحل، كما المشكلة، يكمن داخل السحر الذي أحبّته بكل كيانها....

...'إن هربت هكذا فقط، فسيضع ذلك المملكة في موقف صعب.'...

...هي تمقت العائلة المالكة التي دفعتها إلى هذا الزواج السياسي. لكن مشاعر أرييلا تجاه شعب هذا البلد ظلت عميقةً ومخلصة....

...فماذا سيفعل الإمبراطور إذا هربت أرييلا؟...

...ذلك الرجل الذي يرد الضربة بأضعافها. بقلبٍ بارد لا يعرف الرحمة....

...كل دولة أو إقليم واجهها من قبل، انتهى بها المطاف مغمورًا بالدماء، و تتحول إلى أرضٍ قاحلة لا تنبت فيها نبتة....

...“لا شك أنه سينتقم من المملكة.”...

...ومن سيدفع الثمن في النهاية هم دائمًا الضعفاء من الشعب....

...لذلك، كان على خطة هروب أرييلا أن تتضمن “منطقًا” تقبله الإمبراطورية، و”قوةً قاهرة” تبرر اختفائها....

...'حتى لا تملك الإمبراطورية ذريعةً للإيذاء!'...

...كما كان لا بد أن يقع الحادث خارج أراضي المملكة. فذلك وحده يضمن التهرب من المسؤولية تمامًا....

...لكن تنفيذ الخطة داخل أراضي الإمبراطورية، المليئة بالكهنة والمعابد، كان مستحيلًا....

...“في النهاية، هذا هو المكان! يجب أن أختفي هنا!”...

...في عرض البحر، حيث لا سلطة لأي دولة، كانت أفضل فرصة....

...'لا يمكنني العودة إلى المملكة. فالعائلة المالكة ستُعيدني بالقوة.'...

...جددت عزمها في داخلها....

...ىلأذهب إلى مكانٍ بعيد جدًا. مكان لا يستطيع الإمبراطور العنيد ولا جيشه المخيف الوصول إليه. مكانٌ لا يُضطهد فيه المرء لمجرد كونه ساحرًا.'...

...ولتحقيق ذلك، كانت بحاجة إلى تعاون طرفٍ ما. طرفٌ يمثل قوةً قاهرة، أو أقرب ما يكون إلى كارثة طبيعية....

...ولحسن الحظ، كانت أرييلا تعرف مفتاحًا يحقق كل تلك الشروط....

...تهديد وكارثة لا تستطيع حتى الإمبراطورية المقدسة السيطرة عليهما. كائنٌ يقيم في مكان مفصول عن العالم البشري، لكنها تستطيع استدعاءه بفضل قدراتها السحرية....

...'ملك الشياطين!'...

...أي شخص عادي لم يكن ليجرؤ حتى على محاولةٍ كهذه. لكن لم يكن هناك طريقٌ آخر....

...فلم يكن هناك وسيلةٌ أخرى لتحيا الحياة التي تريدها....

...'إذا رسمت دائرة الاستدعاء بالشكل الصحيح وقدّمت التضحية المناسبة، يمكنني على الأقل استدعاء ملك الشياطين.'...

...في الأساس، السبب الذي جعلها تتعلم السحر كان عثور بيتي مصادفةً على كتاب سحري غامض....

...ذلك المخطوط القديم قامت أرييلا بدراسته وفك رموزه لسنواتٍ طويلة. وبالطبع، لم يخطر في بالها يومًا أنها ستقوم فعلًا بترديد تعويذةِ استدعاء ملك الشياطين من ذلك الكتاب....

...كان هناك سببٌ آخر وراء اختيارها استدعاء ملك الشياطين بالذات....

...'يُقال أن ملك الشياطين ملزمٌ بحماية من يبرم معه العقد.'...

...من لحظة إتمام العقد، يصبحان كيانًا واحدًا مرتبطًا بالمصير....

...صحيحٌ أن الأمر كان مقامرةً كبيرة. فمن غير المعلوم ما إذا كان ملك الشياطين سيقبل بالعقد أصلًا....

...لكنها قررت المحاولة. لقد كانت أرييلا يائسةً إلى هذا الحد....

...قَص-...

...بسكين حصلت عليه بيتي من المطبخ، قصّت شعرها الأحمر الكثيف الذي لطالما اعتنت به. و نثرت خصال شعرها فوق الدائرة السحرية وهي تردد التعويذة....

...كان شعرها في السابق ينحدر بنعومة حتى خصرها، أما الآن فقد قُص حتى أسفل أذنيها مباشرة....

...ووووم—!...

...“وهذا أيضًا!”...

...ألقت بالكتاب السحري الذي كانت تحمله فوق الرسم السحري المكتمل. ذلك الكتاب الذي كان معلمها ورفيقها، من علّمها التعاويذ الغامضة وفتح أمامها باب العوالم المجهولة....

...ولكي تنجح عملية استدعاء ملك الشياطين، كان لا بد أن تقدمه هو أيضًا كقربان....

...سسس—!...

...ارتسمت رموزٌ معقّدة ودقيقة فوق الدائرة، كأنها تُنقش من تلقاء نفسها....

...ومن فوقها، اندفعت طاقةٌ سوداء حالكة كعمودٍ يتصاعد نحو السماء....

...كم من الوقت مرّ منذ ذلك؟...

...فوووش-!...

...اجتاحت موجةٌ من الطاقة الهائلة المكان. وفي لحظة ما، شعرت أرييلا بوضوح…..أن شيئًا قد وصل إلى هنا....

...هل نجحت المقامرة؟ أم فشلت؟...

...“……؟”...

...سادت أجواءٌ من التوتر وكأن الزمن توقف. وكانت المقصورة ممتلئةً بالدخان الأسود الناتج عن أثر السحر....

...ومن خلف الضباب، ظهر ظل رجل....

...“……هاه؟”...

...ارتبكت أرييلا....

...'شاب؟'...

...____________________...

...واذا شاب؟😂...

...شعرها احمر حلو راح😔...

...المهم ارحبوا هذي روايه كوميديه رومنسيه 🤏🏻...

...شسمه مدري كم عدد فصولها لأن توها مستكره بالكوري✨...

...ذي حساباتي على اكس : Dana_48i...

...وذاه انستا: dan_48i...

...استمتعوا😘...

...Dana...

الفصل 2

...تخيلتُ ملك شياطين مسنًا، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا. فمن مظهره فقط، يبدو في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة بالكاد....

...شعرٌ أسود وعينان حمراوان. و مزيجُ ألوان يعكس تمامًا لون شعر وعيني أرييلا....

...كان له أذنان بارزتان وقرنان مستقيمان فوق رأسه يثبتان أنه ليس بشريًا....

...في الواقع، لم تكن هناك حاجةٌ لرؤية القرنين لمعرفة ذلك. فوجهه وحده كان كافيًا....

...كانت تنحدر منه منحنياتٌ رائعة وسلسة لا يمكن رؤيتها على وجه أي إنسان عادي. وعيناه المسحوبتان لأعلى بشكلٍ حاد في طرفيهما أضفتا مزيجًا من الوحشية والجمال غير الواقعي....

...لكن….....

...'ما قصة هذا الزي؟'...

...أليس من المفترض أن يرتدي ملك الشياطين ملابس سوداء بالكامل مع عباءة على الأقل؟...

...'هل كان يحرث الحقول أو شيءٍ من هذا القبيل؟'...

...كان يرتدي قميصاً مصنوعاً من قماش سحري يسمح بمرور الهواء، وسروال قطني مرفوع حتى الركبتين، وقبعة قشية. وعلى ظهره…..اوكوليله*؟...

...*آلة موسيقية...

...'هل هو يمزح؟'...

...نظرت إليه أرييلا بعينين تملؤهما الريبة والشك....

...لقد استخدمت تعويذةً وضعت فيها كل ما تملك. و لم يكن بإمكانها تكرارها مرة أخرى....

...ماذا لو كانت النتيجة فاشلة؟ ماذا لو لم تستدعِ ملك الشياطين، بل شيئًا غريبًا آخر؟...

...'لقد راهنتُ بحياتي بالفعل!'...

...كان في عيني أرييلا وهي تحدق به بريق عاطفةٍ مشتعلة. و حينها….....

...“….…”...

...انزلقت عينا الشاب الحمراوان بخفة إلى الأسفل....

...كما لو أن نظرها كان يسبب له الإحراج....

...'هل…..تجنّب نظري؟'...

...ساد الصمت المحرج في المقصورة....

...عادةً، إن نجحت عملية الاستدعاء، من المفترض أن يتحدث ملك الشياطين أولاً....

...حتى لو بكلمة تقليدية مثل: “أأنتِ من استدعاني؟”...

...لكن أرييلا، التي لم تكن تتحلى بالصبر، بادرت بالكلام أولاً. بصوتٍ مليء بالشك وعدم التصديق....

...“عفوًا، أنتَ حقًا ملك الشياطين، صحيح؟”...

...إيماءة-...

...أومأ الرجل برأسه بصمت. فبدأت أرييلا تشعر بالضيق تدريجيًا....

...“لكن ما قصة ملابسكَ هذه؟”...

...فأجاب الرجل بصوتٍ جاف....

...“…..كنت في إجازة.”...

...ملك الشياطين يأخذ إجازات؟! ...

...لم تستوعب أرييلا ذلك. فلم يُذكر شيءٌ كهذا في أيٍ من كتب السحر....

...على أي حال، طالما أنه أكد بنفسه أنه ملك الشياطين، فهذا يعني أن الاستدعاء قد نجح. ...

...و رغم أن شعورًا غامضًا بعدم الارتياح تسلل إليها، قررت الانتقال إلى الخطوة التالية فورًا....

...رفعت أرييلا صوتها وهي تصرخ بحزم....

...“يا ملك الشياطين! اسمي أرييلا كابيل أونيوس. وبصفتي من استدعاك، أطلب منكَ التالي!”...

...كانت عينا الرجل تتفحصان أرييلا. ...

...وبكل ثقة، أعلنت المُستدعية مطلبها....

...“أرجوكَ، اختطفني!”...

...“؟”...

...نظر إليها الرجل بتعبيرٍ يوحي بأنه لم يفهم ما قالت. ...

...ثم مدّت أرييلا إصبعها مشيرة نحو النافذة في جدار المقصورة....

...كانت سفينةً حربية تابعة للإمبراطورية تلاحقهم على مسافة ثابتة....

...“وبما أنكَ هنا، هلّا أحرقت تلك السفينة أيضًا؟”...

...***...

..."أحرقها؟"...

...في مقصورة أرييلا. كانت الأميرة ترتدي فستانًا محتشمًا لا يكشف حتى مقدار شبر أسفل العنق، بما يتوافق مع ذوق الإمبراطورية....

...بينما الرجل الذي يقف أمامها بملابس صيفية: قميص بأكمام قصيرة وسروال قصير، أشبه بزي العطل الشاطئية....

...كلاهما كان يتفحص الآخر بنظرات مملوءة بالحذر....

...كرر الرجل كلماتها وكأنه سمع شيئًا غريبًا....

...“أحرق؟ أتطلبين أن أحرقها؟”...

...ترددت أرييلا للحظة....

...أيعقل أنه لا يستطيع حرق مجرد سفينة؟ وهو من يُفترض أن يكون ملك الشياطين؟...

...كانت ملابسه، سلوكه، كلها تُثير الشك أصلًا. والآن ازدادت ريبتها....

...عندها سألها الرجل فجأة،...

...“كيف عرفتِ؟ أنني أتحكم في النار؟”...

...فُتش-...

...اشتعلت شعلةٌ صغيرة على طرف إصبعه. و من دون أي تعويذة، فقط بإيماءة من يده....

...شيءٌ لا يمكن لبشريٍ فعله. لقد تأكدت أنه شيطان فعلًا....

...“……لا أعلم.”...

...لم تكن تملك سببًا محددًا. فقد خرجت الكلمات من فمها تلقائيًا قبل أن تفكر....

...بينما كانت أرييلا غارقةً في التفكير، تحدّث ملك الشياطين....

...“آه، هل السبب هو دائرة السحر هذه؟ لم نُبرم العقد رسميًا بعد، ومع ذلك يبدو أن أفكارنا قد ارتبطت بالفعل؟”...

...قال ذلك وهو يحدّق في دائرة السحر بتعبير غارق في التفكير....

...“ليست دائرةً سحرية عادية…..يبدو أن فيها طاقةً مشروطة معقدة ومتشابكة بشكل كبير.”...

...يبدو؟...

...نبرة صوته لم تكن واثقة تمامًا. فشعرت أرييلا بعدم ارتياح. ...

...أليس من المفترض أن ملك الشياطين يستطيع قراءة دائرة سحرية من صنع إنسان بنظرة واحدة؟...

...من جهتها، كان يبدو وكأنه يشاهد شيئًا نادرًا للغاية....

...“قوة إجبارية هائلة.”...

...تمتم بذلك وهو يقطب حاجبيه. ...

...كان جماله غير البشري يزيد تألقًا حتى وهو يعقد جبينه، وكأن ملامحه لا تنتمي لهذا العالم. لكن أرييلا، التي كانت في مأزق حقيقي، لم يكن لديها وقتٌ لتتأمله. فلم تستطع التحمل أكثر، وصرخت،...

...“إذًا، بشأن طلبي….!”...

...“أرفض.”...

...دووم–!...

...شعرت وكأن قلبها سقط من مكانه....

...بهذه السرعة؟ دون أن يستمع حتى لتفاصيل الطلب؟ ...

...قال أنه شعر بقوة الإلزام في دائرة السحر، لكنه يرفض ببساطة؟ هل لأنه ملك الشياطين، يمكنه مقاومة ذلك بسهولة؟...

...عقد الرجل ذراعيه،...

...“أنا مشغولٌ جدًا. بالكاد أجد وقتًا لأتابع أمور مملكتي، فكيف أتفرغ للاهتمام بالبشر؟”...

...ببساطة، لديه أعمالٌ كثيرة ولا وقت لديه لمشاكل غيره....

...لكن بدلًا من أن تقول: “آه، فهمت”، اكتفت أرييلا بالتحديق بصمت في هيئة ملك الشياطين وملابسه الغريبة....

...“ألم تقل أنكَ في إجازة؟”...

...“…….”...

...ملابسه كانت مثاليةً لقضاء عطلة تحت شمس الجنوب—كأنه للتو عاد من جلسة استرخاء على الشاطئ....

...وعندما أشارت أرييلا إلى مظهره، عبس ملك الشياطين بغضب مفاجئ....

...“نعم، كنت في إجازة! أول إجازة أحصل عليها منذ عام كامل!”...

...وأشار إلى أرييلا بعنف، بينما اهتزت آلة الأوكوليله المعلّقة على ظهره مطلقةً صوتًا باهتًا: “طننغ!”...

...“لقد أفسدتِ تلك الإجازة الثمينة! أنتِ، أيتها البشرية!”...

...“ماذا تعني بذلك؟ كيف أكون أنا من أفسدها؟ …..ألم تأتِ إلى هنا بإرادتكَ؟”...

...“إرادتي؟! جئتُ مُكرهًا، لقد سُحبتُ بالقوة!”...

...تجمدت أرييلا من الصدمة. ...

...لم يأتِ بإرادته؟ بل انتُزع من راحته عنوة؟ ...

...والآن بدأت تفهم سبب غضبه. لكن ذلك لا يعني أنها تستطيع تركه يرحل هكذا. فلا بد من إقناعه بأي وسيلة....

...وبينما كانت مشغولةً بالقلق، أعلن هو،...

...“إن انتهى الأمر، سأعود الآن.”...

...“انتظر لحظة! لم ننتهِ بعد!”...

...'إلى أين تذهب!'...

...لو رحل ملك الشياطين الآن، فمصير أرييلا سيكون كارثيًا. ...

...شعرت وكأن قلبها يحترق من التوتر. لكن ملك الشياطين لم يبدِ أي اهتمام، ولوّح بيده في الهواء ليرسم دائرةً سحرية. ...

...هل هي تعويذةٌ للعودة؟...

...مرة أخرى، صدر من الأوكوليله ذلك الصوت الباهت: “طننغ!” بينما تمتم الملك بصوت منخفض وهو يتذمر،...

...“ليست حتى متعهدةً رسمية، ومع ذلك تثرثر وتصدر أوامر..…”...

...متعهدة رسمية؟...

...تألقت عينا أرييلا فجأة. وكأنها كانت تنتظر هذه الكلمة بالضبط، فالتقطتها فورًا....

...“إذًا فلنبدأ الحديث من الآن!”...

...“أي حديث؟”...

...“عن العقد. أريد أن أبرم معكَ عقدًا رسميًا.”...

...“ولماذا أفعل ذلك؟ ما الفائدة بالنسبة لي؟”...

...“هناك فائدة. كبيرةٌ جدًا في الواقع.”...

...“…..ما الذي تخططين له؟”...

...ارتجف حاجبا ملك الشياطين قليلًا، و يبدو أنه بدأ يهتم أخيرًا. ...

...لا يمكنها تفويت هذه الفرصة. فنظرت أرييلا إليه بجديّة وبدأت تتكلم بحماس....

...“ملك الشياطين يشارك طاقته السحرية مع المتعاقد. للوهلة الأولى، هذا يبدو كخسارة من جانبكَ. لو لم يكن هناك عقد، لما اضطررت لمشاركة قوتك مع إنسان. أليس كذلك؟”...

...لم يرد الرجل. و وجهه لم يُظهر أي تعبير واضح، من الصعب قراءة ما يفكر فيه. لكن أرييلا لم تتراجع....

...“لكن لماذا، إذًا، عقد العديد من ملوك الشياطين عبر التاريخ عقودًا مع البشر؟ حتى وهم يتخلّون عن جزء من قوتهم؟”...

...“….…”...

...صمته كان بمثابة حثّ لها على إكمال كلامها....

...'لقد بدأ يهتم!'...

...و رغم فرحتها في داخلها، حافظت أرييلا على هدوئها وتابعت بثقة....

...“لأنهم يصبحون أقوى بفضل ذلك.”...

...من خلال العقد، يتمكن البشر من بلوغ أقصى حدود قدراتهم الكامنة. وخلال تلك الرحلة، ترتفع طاقتهم السحرية وترتقي أرواحهم إلى مستوياتٍ أعلى....

...وملك الشياطين، بدوره، يتأثر بذلك....

...“ملك الشياطين الذي يتجاوب مع تطوّر الإنسان المتعاقد معه، يزداد قوّةً بدوره. كأنّ 1 زائد 1 لا يعطي 2، بل يعطي 10 أو حتى 100!”...

...“…..هذا ما أعرفه أنا أيضًا.”...

...قال ملك الشياطين ذلك بصوتٍ مائل إلى السخرية ووجه يحمل ملامح غامضة....

...“لكن هذا لا ينطبق إلا إذا كان الإنسان يتمتع بقدرات كامنة عظيمة. هل لديكِ دليل؟ ما يثبت أنكِ تساوين 10 أو 100 أو حتى 1000؟”...

...“الدليل أمامكَ، انظر.”...

...أشارت أرييلا إلى أسفل قدميها. فنظر ملك الشياطين إلى النقوش المعقدة التي كانا يقفان فوقها....

...“هذه أول مرة أُجري فيها استدعاءً لملك شياطين. ومع ذلك، انظر إلى النتيجة—ناجحة تمامًا، أليس كذلك؟ قلت بنفسكَ أن هذه الدائرة تملك قوة إلزام هائلة، لدرجة أنها أجبرتك على المجيء من مكان استراحتكَ.”...

...تابعت أرييلا حديثها دون أن تمنحه لحظةً للرد....

...“حققت هذا وأنا في عالم البشر. فماذا سيحدث حين أكون في عالم الشياطين، حيث الطاقة السحرية أكثر كثافة؟ سأنمو أسرع، وأنت ستستفيد أيضًا. اعتبر الأمر استثمارًا للمستقبل، وأنا أضمن أنكَ ستجني ثماره.”...

...“….بالفعل، هذه دائرةٌ قوية. لم أرَ مثلها حتى في عالم الشياطين.”...

...سأل ملك الشياطين بلهجة غير رسمية وهو يرمي سؤاله بلا اهتمام ظاهر،...

...“من علمكِ هذا؟”...

...“تعلمته بنفسي. من كتب السحر فقط.”...

...“من الكتب؟ رسمتِ هذا بنفسكِ؟ و لوحدكِ؟”...

...اتسعت عينا ملك الشياطين بدهشة....

...في الواقع، ما فعلته كان مستحيلًا تقريبًا. فرسم دائرة سحرية لا يقتصر على اتباع الخطوط—بل يتطلب تناغمًا دقيقًا للطاقة السحرية، وضبطًا مستمرًا، وهو أقرب لفن معقد متكامل....

...'ومع ذلك، أن تتمكن من فعل ذلك وحدها من خلال التعلم الذاتي؟'...

...لم يكن أمامه سوى أن يُدهش. ...

...لقد كان التلميح إلى دائرة السحر ضربةً موفقة. فملك الشياطين، الذي رفض في البداية دون تردد، بدأ يُظهر الآن تعبيرًا مترددًا، كأنه يفكر بجدية....

...لقد كادت تقنعه. النصر بات قريبًا....

...وبعد لحظات، فتح ملك الشياطين فمه مجددًا، و كان يتفحّص أرييلا من الأعلى إلى الأسفل بعينين لا تزالان متشككتين جزئيًا....

...“أنتِ ترتدين ملابس أنيقة. ما طبيعة عملكِ كإنسانة؟”...

...“أنا أميرة مملكة أويْنوس.”...

...“أميرة؟ هل سبق وأن أدرتِ شؤون البلاد؟”...

...ليس كل الأميرات يتلقين تعليمًا كحاكمات. لكن أرييلا كانت قد تدربت منذ طفولتها كولية للعهد، وشاركت في مراجعة القوانين والموازنات....

...“نعم.”...

...بعد هذا السؤال الأخير، ساد صمتٌ طويل. و جفّ حلق أرييلا من التوتر، وشعرت وكأن دمها توقف عن الجريان، وقلبها يكاد ينفجر، لكنها أخفت كل ذلك ببراعة....

...ثم رفعت طرف شفتيها بثقة مفتعلة، محافظةً على مظهر الهدوء....

...ثم، بعد لحظة….....

...فتح ملك الشياطين فمه أخيرًا، محطمًا الصمت الثقيل....

..._________________...

...اتوقع واضح من العنوان ليه سألها اذا تدير الشؤون ولا لا😂...

...المهم المسكين طلع باجازه مدري ليه ذكرني بفلم مصاص الدماء فندق ترانسيلفانيا😭...

...Dana...

الفصل 3

...“حسنًا، سأبرم العقد.”...

...“رائـ! أه!”...

...‘لقد وافق!’...

...كادت أرييلا أن تطلق هتافًا فرِحًا، لكنها بالكاد تمكنت من كتمه بوضع يدها على فمها في اللحظة الأخيرة....

...'وافق على العقد! هذا إنجاز بالكلام وحده، ببضع كلماتٍ فقط!'...

...شعرت برغبةٍ في الرقص من شدّة الفرح. ولكن….....

...“……؟”...

...“……؟”...

...سادت مجددًا لحظةٌ من الصمت الغريب داخل المقصورة. بينما ظل ملك الشياطين والأميرة يتبادلان النظرات، دون أن يُقدم أيٌّ منهما على فعل شيء....

...وبعد قليل، تكلم ملك الشياطين بنبرة تنتظر التوجيه،...

...“وماذا بعد؟ ما الخطوة التالية؟”...

...من الواضح أنه لا يعرف ما يجب أن يحدث الآن، ولا ما هي إجراءات العقد....

...كان واقفًا دون أن يحرّك إصبعًا، وكأنه ينتظر منها أن تتولى الأمر بالكامل. فشعرت أرييلا بأن الكلمات علقت في حلقها....

..."ماذا؟! أليس من المفترض أن تكون أنتَ من يعرف هذه الأشياء؟ أنت ملك الشياطين! لقد عشت طويلًا، أليس كذلك؟!"...

...فظهر على وجه ملك الشياطين شيءٌ من الحرج....

...“أنا…..لا أعرف. لم أقم بعقدٍ من قبل.”...

...“ماذا؟!”...

...“لم أبرم عقدًا من هذا النوع من قبل. لا أعرف كيف يتم.”...

...لقد كان أمرًا يدعو للجنون بالفعل....

...“ليس لديكَ أي خبرة؟ كنت أتساءل منذ قليل، كم عمركَ بالضبط؟”...

...ارتسمت على وجه الرجل تعابيرٌ وكأنه طُعن في موضعٍ مؤلم....

...“وما أهمية العمر في أن تصبح ملك الشياطين؟ يا لكِ من إنسانةٍ مليئة بالأحكام المسبقة. ثم إن كنتِ تريدين التدقيق، أليس من المفترض أن يكون المستدعي هو من يعرف الإجراءات؟”...

...شعرت أرييلا بصداع نصفي. ...

...كانت تظن أنها حلت مشكلةً واحدة، فإذا بها تواجه عقبةً في اتجاهٍ غير متوقع....

...'ما هذا؟ لقد استدعيته باعتباره ملك الشياطين، فلماذا لا يعرف شيئًا؟'...

... ...

...قيل أن في عالم الشياطين يوجد به المئات من ملوك الشياطين. فمن يكون هذا الرجل الذي أمامها؟...

...عندها فقط شعرت بضرورة تبادل الأسماء. راجيةً أن يكون الاسم مألوفًا....

...فسألت أرييلا سؤالًا تأخر قليلًا....

...“ما اسمكَ؟”...

...“لودفيك.”...

...في تلك اللحظة بالذات....

...فآاااش-!...

...“هاه؟”...

...بدأت الدائرة السحرية المرسومة تحت أقدامهم تهتز وتدور كأنها كائنٌ حي. ...

...وبينما كانت أرييلا في حالة ذهول، تحدث لودفيك وكأنه أدرك شيئًا....

...“آه، هل كان عليّ أن أقول اسمي فقط؟”...

...ارتفعت الدائرة السحرية، التي كانت مرسومةً كختم على الأرض، في الهواء. ثم انقسمت إلى عدة خطوط متشعبة وبدأت تتلاطم كدوامة. كأنها إعصار نشأ فوق بحيرة حمراء....

...بدأ التيار يشكل خطوطًا منحنيةً متعرجة، ثم انقسم إلى أشكال صغيرة وواضحة....

...و تلك الجزيئات الصغيرة، كانت في نظر أرييلا….....

...“أحرف؟”...

...ظهرت ورقةٌ في الفضاء الذي يفصل بينهما. و الحروف التي كانت تتطاير في الهواء بدأت تنتظم وملأت الورقة بكثافة....

...في تلك اللحظة، شعرت أرييلا بإحساسٍ قوي وكأن شيئًا ما بدأ بالاتصال. و كأن سدًا كان مغلقًا قد انهار، فبدأ شيءٌ ما بالتدفق إلى داخلها....

...أفكارٌ ومشاعر لم تكن تخص أرييلا، بل شخصًا آخر. كانت تتدفق كالماء وتمتزج داخل قلبها....

...هل هذه أفكار ومشاعر لودفيك؟...

...فِشوت-!...

...اختفت دائرة الاستدعاء تمامًا، ولم يتبقَ بينهما سوى ورقة عقد واحدة....

...فررفف\~!...

...ومع زوال القوة التي كانت تُبقي الورقة معلقةً في الهواء، سقطت. لكن قبل أن تلامس الأرض، مدّ لودفيك يده والتقطها....

...ثم بدأ يحدق في الأحرف القرمزية المصطفة على العقد بتركيز شديد. و كانت تعابير وجهه جادةً للغاية....

...'هل من الممكن…..أن هناك خطأً ما؟'...

...ظل لودفيك يحدق في العقد لنحو عشر ثوانٍ دون أن يتحرك. وفي اللحظة التي همّت أرييلا بسؤاله، لأنها لم تعد تحتمل الصمت….....

...هف-!...

...قلب لودفيك العقد الذي كان يقرأه رأسًا على عقب....

...“…..هل هذا هو الاتجاه الصحيح؟”...

...ثم حدّق مجددًا بنظرةٍ أكثر جدية....

...هذا أمرٌ مقلق. لا يستغرق الأمر عشر ثوانٍ ليدرك أحدهم أن الورقة مقلوبة، ما لم يكن أُمّيًا....

...“لودفيك، ما محتوى تلك الورقة؟”...

...“…….”...

...“هل من الممكن…..أنكَ لا تعرف كيف أن تقرأ؟”...

...“…….”...

...أجاب لودفيك بالصمت، وكان ذلك تأكيدًا....

...'لا يعقل، أي نوع من ملوك الشياطين هذا..…!'...

...ضغطت أرييلا على صدغها من شدة الذهول....

...…..على أي حال، ما دام العقد تم بنجاح، فيجب متابعة الأمور الآن....

...“حسنًا، هل نكمل الحديث من حيث توقفنا؟ لا وقت لدينا، فلنخرج أولًا.”...

...أخفى لودفيك العقد في صدره وسأل،...

...“طلبتِ مني اختطافكِ، أليس كذلك؟ إذًا يمكننا أن نختفي بهدوء، فلماذا الخروج مجددًا؟”...

...“لأسباب كثيرة. فالوضع أعقد مما تتخيل.”...

...ليت الحياة كانت بهذه البساطة، لكن ملوك الشياطين لا يدركون مدى تعقيد شؤون البشر....

...أرييلا، التي أصبحت الآن المتعاقدة الرسمية، تقدّمته. فتبعها ملك الشياطين بخطى ثقيلة، وكلما خطا خطوة، اهتز معه الأوكوليله من جديد....

...تينغ–! تينغ–!...

...فعزمت أرييلا على أن تجد طريقةً للتخلص من تلك الآلة الموسيقية في أقرب وقت ممكن....

...ثم تذمّر ملك الشياطين وهو يتبعها....

...“هل ذلك ما يُسمى عقدًا؟ كما توقعت، إنه أمرٌ مزعج فعلًا.”...

...***...

...من مملكة أُويْنوس البحرية، أبحرت سفينتان متجهتان نحو الإمبراطورية. ...

...إحداهما كانت سفينةً شراعية ملكية. و على متنها كانت أرييلا، العروس المنتظرة، مع مرافقيها من الخدم والفرسان الحراس، بالإضافة إلى الهدايا والمهر المُرسَل إلى الإمبراطورية....

...أما السفينة الأخرى، فكانت سفينةً حربية من الإمبراطورية، تحمل كهنةً ومبعوثين وجنودًا. وكانت مهمتها الرسمية مرافقة السفينة الملكية لحمايتها من القراصنة أو الوحوش، لكنها كانت أيضًا تراقبها حتى لا تنحرف عن مسارها....

...على سطح السفينة الحربية، دوّى ضحك أحد الكهنة....

...“هاهاها! مملكة أُويْنوس حقًا بلا كرامة. تبيع ابنتها لتكسب رضا الإمبراطور؟”...

...“كل الفضل في ذلك يعود لهيبة جلالة الإمبراطور العظيمة! حتى الملك اضطر لتقديم عائلته بالكامل كقربان.”...

...“لكن كيف انتهى الحال بوريثة العرش تُباع كرهينة؟ لم أرَ شيئًا كهذا طوال حياتي.”...

...“حين يلتقي رجلٌ غبي بامرأة ماكرة، ما الذي تظنه سيحدث؟ بالتأكيد هي من حاكت الأمر، تلك المرأة سوداء القلب.”...

...“حتى الملكة، يا لها من امرأة! أطاحت بابنةٍ ليست من رحمها ونصّبت ابنها وليًا للعهد.”...

...ثم أضاف مبعوثو الإمبراطورية بتهكم،...

...“الأميرة هي الوحيدة المسكينة هنا. وُلدت بجمالٍ ومواهب، لكنها ستُستخدم كمجرد زينة في القصر الإمبراطوري.”...

...“ما الذي يمكننا فعله؟ أبٌ غبي وأنجب ابنةً متفوقة عليه بكل شيء.”...

...وكان من بين هؤلاء الإمبراطوريين، الكونت إيغور، أحد نبلاء أُويْنوس، وكان يوافقهم الرأي بابتسامةٍ مُجامِلة....

...كان الكونت إيغور من المقرّبين المخلصين لملكة أُويْنوس، والمُحرّك الأساسي وراء هذا الزواج. و حتى عندما سمع أحدهم يسيء إلى وطنه، اكتفى بالابتسام كالثعلب وردّ بكلماتٍ ناعمة....

...في الحقيقة، كان الكونت يستمتع بالحفل أكثر من أي أحد آخر في هذا المكان. فسأله أحد رجال الإمبراطورية،...

...“هيه، كونت. هل الأميرة وافقت بسهولةٍ على الذهاب إلى الإمبراطورية؟ سمعت أن طبعها ليس بالسهل.”...

...لوّح إيغور بيده متظاهرًا بالإرهاق....

...“لا تُحدثني. ثارت وغضبت ورفضت حتى النهاية. فاضطررت الى أن أقول لها كلمةً قاسية.”...

...“هاه، وماذا قلتَ لها؟”...

...“قلت: أميرة، استخدمي ذكاءكِ اللامع قليلًا. من سيفرح ببقائكِ هنا؟ من أجل المملكة، من الأفضل أن تختفي بهدوء…..هذا ما قلته تمامًا.”...

...“واهاهاهاها!”...

...“كلامٌ سليم. وماذا يمكنها أن تفعل أصلًا؟ لا شيء!”...

...“بصراحة، كنت قلقًا. لو أن تلك الفتاة التي تعادي طبقة النبلاء أصبحت ملكة، لكانت كارثة. كانت لتُدمّر الازدهار الذي تعيشه أُويْنوس، تدميرًا كاملًا!”...

...فقاطعهم أحد رجال الإمبراطورية مازحًا بلغة فيها عتاب،...

...“بل لن يتدمّر ازدهار أُويْنوس، بل ازدهار الملكة وأنتم أنصارها!”...

...“ههه! ما أقسى كلامكَ، لكن لا بأس. المهم أننا تخلّصنا من الصداع، والشراب اليوم له طعمٌ خاص!”...

...“بالمناسبة، كونت إيغور، رأيت أن على السفينة أشياء ثمينة كثيرة غير مهر الأميرة. هل تخطط لجني أرباحٍ طائلة هذه المرة أيضًا؟”...

...“أوه، وهل أعقل أن أفكر بجيبي فقط؟ بالطبع سأحرص على أن تحصل حضرة الكاهن على نصيب وافر. لكن بالمقابل، أرجو أن تتحدثوا جيدًا عني في البلاط الإمبراطوري..…”...

...“هاهاها! كلامكَ منطقيٌ تمامًا. هيا، لنشرب. في صحتكم!”...

...استمرت الكؤوس في الدوران، وتصاعدت أجواء الحفل على سطح السفينة شيئًا فشيئًا....

...حتى الكهنة، الذين يُفترض أن يعيشوا حياةً متواضعة ومتزنة، بدوا وكأنهم نسوا واجبهم على هذه السفينة وسط البحر. أو ربما لم يكترثوا بذلك من البداية....

...و لم يدرك أيٌّ منهم وجود شخصين كانا يختبئان في الظلام، يستمعان إلى حديثهم بصمت....

..._________________...

...اجل حلال حرقهم بعد كذا✨...

...المهم وش ذا الصدمه😂...

...ملك شياطين ومايقرا؟ عشان كذا نهايته في كوخ😭...

...Dana...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon