NovelToon NovelToon

إختفاء بلا أثر

الفصل1: بين الغفوة واليقظة

...⠀⠀ ⠀⠀⠀✧ تنويه بسيط من الكاتبة ✧...

...أكتبُ بدافع الشغف، وأمشي بخطى متعثرة نحو الحلم، وأعلم أن الطريق لا يُمهَّد إلا بالتجربة والخطأ....

...أتقبل النقد الإيجابي بكل امتنان، فهو الوقود الذي يدفعني للأمام ويزرع في قلبي بذور الحماس....

...كما أرحب بالنقد السلبي ما دام بنّاءً لأنه مرآتي التي أتعلم منها،...

...وأُصحح بها عيوبي، وأصقل بها قلمي....

...لذا لا تترددوا في مشاركتي رأيكم، فكل كلمة تهمّني... وكل ملاحظة تُعلّمني....

...✦...

...────── • ──────✦✦────── • ────── • ──────✦✦────── •...

...──────✦...

كان الممر طويلاً... أطول مما ينبغي، بلا نهاية واضحة، تتلوى جدرانه كما لو كانت تتنفس. كانت رهف تسير فيه حافية، قدماها تلامسان أرضًا ناعمة باردة كأنها من حجرٍ صُقِل خصيصًا لليالٍ كهذه. لم تكن تعرف إلى أين تقودها خطواتها، لكنها لم تكن خائفة. العتمة التي تلف المكان لم تكن مخيفة، بل كانت تشبه حضنًا قديمًا نسيته الذاكرة وتذكّره القلب.

على جانبي الممر أبواب خشبية عالية، بعضها موارب، بعضها مغلق بإحكام، وبعضها بدا وكأن أحدهم قد غادره للتو. وكان هناك شيء في الجو... رائحة الورق العتيق، ممزوجة بندى الفجر، وكأن الزمان قد توقف هنا منذ قرنٍ أو أكثر.

ت

وقفت.

صوت خافت تسلل من مكانٍ ما، ليس كالصوت الذي يُسمع بالأذن، بل كأنّه ينبت في القلب مباشرة. كان همسًا دافئًا يحمل اسمها...

"رهف..."

ارتعشت يدها. التفتت سريعًا فلم تجد أحدًا. لكن الممر تغيّر فجأة... الأرض باتت كأنها مبللة بندى الحنين، والجدران اقتربت قليلاً وكأنها تُصغي لما يجري في داخلها. ثم في طرف الرؤية لمحته.

كان هناك، واقفًا تحت ضوءٍ باهت، بالكاد يُرى.

وجهه غير واضح لكنه ليس غريبًا. فيه شيء منها أو ربما شيء فقدته ذات عمر. أرادت أن تناديه، لكن صوتها انحبس، فركضت. خطواتها أسرعت، لكنها كلما اقتربت كان هو يبتعد ببطء متعمد، كمن يريد أن تُدركه ولا تُدركه في آن.

قالت في سرّها:

"لا تذهب... لا تبتعد عني... انتظرني..."

لكن الممر تمدد أكثر، وضوءه خفت، وضباب خفيف بدأ يتكثف كأن الليل نفسه بدأ ينسحب من السماء وينزل إلى الأرض ليغمر كل شيء.

وفجأة... توقفت هي قبل أن تتوقف قدماها.

كلمات تناثرت في الهواء، كأن أحدهم كتبها بحبرٍ أبيض على صفحة الليل، وكانت تتلاشى قبل أن تفهمها. شعرت بشيء يضغط على صدرها، ليس ألمًا بل انقباضًا ناعمًا يشبه لحظة البكاء الصامت. رفعت يدها لتلمس قلبها، لكنه لم يكن في مكانه، أو ربما... لم يكن كما هو.

ثم كأن الكون كله انقلب فجأة، دوى صوت الهاتف في أذنيها، عنيفًا، حادًا، غريبًا على هذا الهدوء الذي كانت تسبح فيه.

فتحت عينيها...

كان ضوء الصباح قد بدأ ينساب من النافذة، خفيفًا كابتسامةٍ مترددة. نظرت إلى الساعة: السابعة إلا عشر دقائق. رفّت بجفنيها ببطء كأنها لم تستيقظ تمامًا بعد. بقي شيء من الحلم يلتف حول عنقها، شيء لم تستطع خلعه بسهولة.

جلست في سريرها، لم تتحرك. فقط جلست، وعيناها معلّقتان بالسقف. قلبها ينبض على إيقاع مختلف كأنها استيقظت بجزءٍ ناقص منها، أو ربما بجزء جديد لم تعهده من قبل.

همست:

"من كان ذلك؟"

ولم تُجبها إلا سكينةٌ غريبة كما لو أن الحلم لم ينتهِ، بل غادر الغرفة قبيل استيقاظها بلحظة.

تحركت ببطء وكأنها تتحاشى أن تُوقظ شيئًا نائمًا في قلبها. وقفت أمام المرآة بوجهٍ لم يكن مرهقًا، لكنه لم يكن عاديًا أيضًا. كانت عيناها أعمق من العادة، كأنها رأت شيئًا لا يُحكى.

أمسكت خصلة من شعرها البرتقالي، تأملت لونها المائل إلى ضوء الغروب ثم تركتها تسقط.

دخلت الحمّام بهدوء، كأنها تدخل عالماً صغيراً من السكينة وأغلقت الباب وراءها برفق. دفقات الماء كانت تتساقط على جسدها كوشوشة ناعمة من الغيم، تغسل عنها بقايا الحلم وبقايا تعبٍ لا يُرى.

حين خرجت كان البخار قد عانق المرايا، ودفء الماء ما زال يلامس بشرتها. لفت جسدها بمنشفة بيضاء نقية، ثم بدأت تتهيّأ ليومٍ بدا وكأنه يحمل نغمةً مختلفة في قلبه.

اختارت فستانًا من قماش الشيفون بلون الورود الهادئة، ينسدل بنعومة على جسدها الرياضي المتناسق، الذي يحمل في توازنه بين القوة والأنوثة توازناً رقيقًا لا يخلو من الجاذبية. الفستان طويل يلامس كاحليها برقة، وأكمامه شفافة تمتد حتى معصميها مطرزة بخيوط دقيقة تشبه ندى الصباح على بتلات الورود. كل حركة من حركاتها كانت تعكس انسياب الفستان كأنه جزء من أنفاسها.

صففت شعرها البرتقالي الطويل بعناية، تركته منسدلًا بحرية على كتفيها تتخلله خصلات متمردة تميل إلى لون الشمس لحظة الغروب. لونه الغريب كان دائمًا يثير الانتباه، لكنه على وجهها بدا طبيعيًا وكأنه صُنع لها خصيصًا.

عيناها، تلك العينان البرتقاليتان الواسعتان تشعان كأنهما جمرة مضيئة في بحرٍ من النور، تحملان بين ألوانهما لمعةً نادرة كما لو أن الطبيعة أرادت أن تحفظ سرًا صغيرًا في عينيها تضفي عليهما سحرًا خفيًا وجاذبية لا تُقاوم.

بشرتها ناعمة كحريرتحمل دفئًا طبيعيًا لا يخلو من إشراقة شبابية مع لمسة توازن بين بياض ودفء يدعو إلى الهدوء والراحة للناظر.

وضعت لمسة خفيفة من عطرها المفضل الذي يشبهها... ليس صاخبًا لكنه يترك أثرًا ناعمًا في الذاكرة، ثم نظرت إلى انعكاسها في المرآة.

كانت كأنها نسمة تمشي على الأرض، خجولة لكنها تعرف أنها جميلة.

...────── • ──────✦✦────── • ────── • ──────...

...هذا الفصل جاء قصيرًا كنسمة رقيقة تمرّ برقة على صفحات بداية الحكاية ليكون مقدمة متأنية تسمح لكم بالتأمل والتهيؤ، الفصول القادمة ابتداءً من الفصل السادس ستتسع أفقها وتغدو أعمق وأغنى بتفاصيل تتنفس الحياة بين سطورها...

الفصل 2: ظلٌّ خلف ابتسامة

رفعت حقيبتها اليدوية التي تحوي دفتر ملاحظاتها المفضل، قلمها الأزرق، وسماعات الأذن التي ترافقها في كل صباح، ألقت نظرة سريعة على الغرفة قبل أن تُغلق الباب خلفها.

اليوم… تعود إلى "رُواة"، مركز الترجمة الأدبية للكتب والروايات، حيث تعمل مترجمةً للنصوص التي تمشي على الحافة بين اللغة والإحساس.

لكنها لم تكن تعلم…

أن الرواية القادمة، لن تُترجم فقط…

بل ستُعاش.

وبينما كانت رهف تهمّ بالخروج، ارتجّ هاتفها في يدها معلنًا عن مكالمة واردة. رمشت فور أن قرأت الاسم الذي ظهر على الشاشة: ربى الهاشمي.

رفيقتها في العمل منذ خمس سنوات، وتلك الصديقة التي وُلدت بين جدران مركز الترجمة، لا في الطفولة ولا في مقاعد الدراسة. تعارفا بين الكتب، وفي قلب النصوص المترجمة، فانبثق بينهما رابط هادئ.

ضغطت على زر الإجابة فانبثق صوت ربى:

"صباح الخير رهف،كيف حالك؟"

أجابتها بأنها بخير، سألتها ربى: "أين وصلتِ؟ كدتُ أغادر المنزل الآن."

أجابت رهف بابتسامة سريعة وهي تدسّ مفتاح الباب في جيب معطفها:

"أنا في طريقي بالفعل، دقائق وأكون هناك."

ربى… لم تكن لتمرّ دون أن تُلاحَظ، لا بحضورها وحده بل بخياراتها الصارخة في الألوان، وتفاصيل مظهرها التي تتحدى رتابة الأيام.

بشرتها الحنطية تتوهّج بدفء خافت، وعيناها العسليّتان تحملان دهشة الطفولة وحدّة الملاحظة في آنٍ واحد. شعرها الأسود القصير يلامس عنقها بخفة وكأنها قصّته لتجعل روحها أسرع، وأخفّ في التنقّل.

متوسطة القامة، لكنها ذات مشية واثقة كأنها تعلو الأرض بخطواتٍ غير مرئية. في الثالثة والعشرين من عمرها.

أضافت ربى بلهجة عملية:

"سأسبقك إلى المركز لا تتأخري، لدينا اجتماع صباحي اليوم."

"لن أتأخر، انتظريني في المكتب."

أنهت المكالمة وأغلقت رهف الهاتف، وواصلت طريقها…والابتسامة ما تزال تستقرّ على شفتيها.

كان يومًا عاديًا في ظاهره…

لكنها كانت تشعر أن شيئًا مختلفًا يسير معها جنبًا إلى جنب يختبئ خلف التفاصيل.

وصلت رهف إلى مبنى مركز "رُواة" بخطواتٍ هادئة، يرافقها النسيم الصباحي، وكأن المدينة كلّها تُلقي عليها التحية.

ما إن عبرت البوابة الزجاجية حتى التقت نظراتها بوجوه مألوفة، وابتساماتٍ لطالما منحتها شعورًا بالانتماء.

ترددت التحايا من حولها:

"أهلًا بعودتك، رهف!"

"اشتقنا لكِ! كيف كانت الإجازة؟"

"العمل اشتاق لهمستك بين الأوراق!"

ردّت بابتساماتٍ ممتنة، تبادلت بعض الكلمات، ثم سارت نحو القسم المخصص لها، حيث طيفٌ ينتظرها…

ربى كانت واقفة بجانب مكتبها، تنظم بعض الملفات، وعلى وجهها تلك الابتسامة التي تحمل مزيجًا من الحيوية والمرح.

تقدّمت رهف نحوها بسرعة، واحتضنتها بشوق:

"ربى… كم افتقدتكِ!"

"وأنا أكثر، المكان كان باهتًا بدونك."

لكن رهف في لحظةٍ خاطفةٍ صامتة، وبينما تتأمل عيني صديقتها العسليّتين، شعرت بشيء لم تعرف له اسمًا…

شعور مبهم كأن ظلًّا مرّ بينهما، ربى كانت تضحك، تتحدث، ترحب بها بكل الحماسة المعتادة…

لكن في عينيها شيء لم يُترجم بالكلمات كأن هناك صفحة تطويها دومًا قبل أن تراها رهف، أو حقيقة تُبقيها خلف ستارٍ شفاف.

تجاهلت رهف الشعور، أو هكذا حاولت. هزّت رأسها بخفة، كأنها توبّخ قلبها على وساوسه، ثم جلست على مقعدها، تتنفس بعمق.

لكن ذاك الإحساس… بقي يتردد بصمت في قلبها:

"ما الذي تُخفيه عني يا ربى؟"

✦────── • ✦────── • ✦────── • ✦────── • ✦────── • ✦────── •

...ربما نقرأ الكلمات ظنًّا منا أننا من نمسك بزمام الحكاية، لكن الحقيقة أحيانًا… أن الحكاية هي من تختارنا....

...في التفاصيل الصغيرة يكمن التحوّل، في النظرات التي لا تُفسَّر، وفي الظلال التي تمرّ خفيفة لكنها لا تُنسى…...

...هل انتبهت يومًا لتلك اللحظة التي شعرت فيها أن الواقع تهيّأ لشيء لم تفهمه بعد؟...

الفصل 3:حين يشتعل الصمت

جلست رهف على مقعدها الوثير، تلفّ ذراعيها حول كوب القهوة الذي انتظرها على المكتب وكأنه يحفظ لها طقوس العودة.

ابتسمت بهدوء... نظرت إلى الزوايا، إلى الجدران، إلى الأرفف التي تعرف أنفاسها، وكأنها تحتضنها بعد غياب.

خمس سنوات... خمسُ فصولٍ من عمرها كتبتها هنا، بين ترجماتٍ حارّة، وضحكاتٍ على الهامش، ودفءٍ تسلّل من الحبر إلى القلب.

أغمضت عينيها لحظة، فمرّت في ذهنها الوجوه والأيام واللحظات الصغيرة التي صنعتها في هذا المكان...

ابتسامتها اتسعت دون أن تدري كأن شيئًا فيها كان يحتفل بعودتها، لكن رنين الهاتف قطع خيط الذكريات ففتحت عينيها سريعًا.

"يوسف"

كان الاسم يلمع على الشاشة، كما لو أنه يحمل من الطفولة عبقها، ومن الأمان ظله.

ابتسمت مرة أخرى، تلك الابتسامة الخاصة التي لا تظهر إلا حين يتعلق الأمر بصديقٍ يعرف تفاصيلها منذ أن كانت تتعثر في خطواتها الأولى.

أجابت بصوت دافئ: "يوسف! صباح الخير."

"صباحكِ سكر يا رهف... عدتِ للمركز؟"

"نعم، وصلتُ للتو... لا زلت أستكشف كم تغيّر ولم يتغيّر."

ضحك بخفة:

"هل تظنين أن المكان شعر بالفراغ مثلي؟"

ردّت برقة:

"أنت لا تُترك لك أن تشتاق، أنت تتواجد حتى حين لا تكون."

قال بنبرة خافتة تحمل دفئًا لا يقال:

"وهل كنتِ تفتقدينني... ولو قليلًا؟"

ضحكت بمراوغة:

"لا أظنك ستقبل بالقليل، أليس كذلك؟"

"لا أقبل إلا بكامل الحضور... وكامل الاهتمام.

على أي حال مساءً أنا آتٍ لأوصلك بنفسي. لا جدال."

ضحكت ثانية وقالت:

"كما تشاء دكتور عنيد."

لكنها لم تكمل العبارة، فقد لمحَت من طرف عينيها من يقترب...

يزن عبد الوهاب.

زميلها الهادئ، الذي لطالما شدّها دون أن يدري...

بأدبه، بطريقة كلامه التي لا تجرح، بنظراته التي تتحدّث دون أن تتعدّى.

تنبّهت فجأة لحضوره، عدّلت جلستها دون قصد، وضغطت على زر الإغلاق وهي تقول بهدوء:

"سأحدثك لاحقًا يوسف."

ثم أقفلت الهاتف وحاولت أن تضبط تعابيرها بينما يقترب يزن بخطواتٍ هادئة يحمل بيده ملفًا وابتسامة صغيرة...

أما في الطرف الآخر من المكالمة...

كان يوسف لا يزال يُمسك بالهاتف، ينظر إلى شاشته كما لو أنه ينتظر تفسيرًا لما لم يُقال.

صوتها لا يزال يرنّ في أذنه، دافئًا... لكنها أقفلت الخط فجأة، وتحديدًا حين رأت يزن.

وقف بصمت أمام نافذة مكتبه الزجاجية، وألقى الهاتف على الطاولة الجلدية الثقيلة، ثم أسند كفه إلى حافة الزجاج، وعيناه السوداوَان تحدّقان في اللاشيء.

يوسف...

طويل القامة عريض الكتفين، يحمل وسامة ناضجة لا تفتقر لشيء.

بشرته السمراء تزيد ملامحه حضورًا، وشعره الكثيف ولحيته السوداء يُضفيان على وجهه جاذبية لا تحتاج إلى تكلّف.

رجولته لا تُعلن عن نفسها بالكلمات... بل بهدوئه، بثقته، وبالطريقة التي يملأ بها الفراغ من حوله.

عيناه لم تكن واسعة، لكنها ترى كثيرًا... أكثر مما ينبغي.

يراه الناس حازمًا، صارمًا، لا يعطي النساء أكثر من لفتة احترام.

لكن رهف؟

كانت وحدها القادرة على أن تربكه بصمتها، بنظرتها، وحتى بطريقة إغلاقها للهاتف، وهو... لم يكن مجرد رجل عابر في حياتها.

يوسف طبيب نفسي مختص في الصدمات واضطرابات الهوية، يعرف جيدًا كيف يخيط شقوق الآخرين بكلمة... ويُلملم انكساراتهم بصبر.

لكن كل علمه، لم يسعفه أمام هذا الشعور.

شدّ على يده ببطء، لكنّه لم يعبّر عن غضبه بانفعال، بل بصمتٍ ثقيل، يَشي بما لا يُقال.

يوسف لا ينهار... لكنه يشتعل، يشتعل بنيران لا يراها أحد.

همس لنفسه، كمن يُحدّث قلبه، لا عقله:

"كم مرة سأبقى فيها خلف الظلّ؟ كم مرة سأراكِ تنظرين لغيري... بينما أنا الذي يعرف وجهك حين تبكين وصوتك حين تضعفين؟"

ضحك بسخرية خافتة، وواصل همسه:

"لكن لا بأس... أنا الطبيب. وأحيانًا الطبيب يتعلّم أن يُخيط جرحه بإبرة الصبر."

ثم استقام واقفًا يشدّ أزر ثباته، وكأن شيئًا لم يكن...

لكنه في داخله كان قد بدأ للتو حربًا لا يعرف كيف ستنتهي.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon