في قاعة ضخمة تفوق الخيال، جدرانها مزينة بالذهب والرخام، وصدى الخطوات يعكس هيبة المكان، يقف الجميع بخشوع كامل.
على العرش المهيب، تجلس هيميرا، الفتاة الجميلة ذات النظرة الحادة والهيبة التي تخطف الأنفاس. عينيها تشتعلان بالغضب، ونفَسُها يحمل نفحات استياء لا تخطئها العين.
بين الصفوف، يقف أريوس، رأسه منخفض، كأنه يحاول أن يختبئ من نظرات السخط التي تثقل جو القاعة. كان يعرف أن إخفاقاته لم تعد مجرد هفوات، بل نكبات تعلقت به كالظلال. كل إخوة نيفرتاري يتألقون بقوة لا تقارن، حكم لا يُضاهى، وإنجازات تُعدُّ وتُحصى، أما هو؟ فشل تلو الآخر، ولم تستجب له طاقة او قوة أبداً، وكأنها ترفض أن تمنحه جزءاً من قوتها.
نيفرتاري ترفع صوتها بحدة قاسية:
"هل هذا هو الأفضل الذي يمكنك تقديمه؟ أم أنك قَدِمت لتكون عاراً لنا جميعاً؟"
صمت ثقيل يعم القاعة، وأريوس ينحني أكثر، رأسه يلامس الأرض، لا قدرة له على الرد، لا شجاعة تحمل نظرة الفشل التي تلاحقه في عيون الجميع.
وسط القاعة، على وقع كلماتٍ كالسياط، كانت هيميرا تنظر إلى أريوس بنظرة احتقار مغطاة بالجمال المُخادع.
قال أريوس بصوتٍ مختنق، محمَّل بالانكسار:
"سيّدتي... أرجوكِ، سامحيني... أعلم أنني..."
نهضت من عرشها الفخم ببطء، بخطواتٍ هادئة تحمل رعبًا صامتًا، كأن الأرض تخشى ارتجاجها مع كل خطوة.
"مقصّر؟" كررت الكلمة بسخريةٍ قاتلة، ثم تابعت بصوتٍ بارد كجليدٍ قاتم:
"أهذا كل ما تملكه لتقوله؟ لا، أنت لست مجرد مقصّر... أنت عبء، وصمة، خيبة تمشي على قدمين. وُلدت من دمي النقي، وها أنت تلوثه بسذاجتك أيها السعلوك."
رفع أريوس رأسه أخيرًا، نظراته ترتجف، يعلم أن الوقت قد نفد، وأن النجاة باتت مستحيلة.
من بين الواقفين، تقدَّم أحد الإخوة بخطى واثقة، ذلك الذي كان اسمه كالسيف بين أروقة العوالم... لوسيفر.
انحنى باحترام مصطنع، وقال بصوته العميق المتلبس بالخبث:
"مولاتي هيميرا... قد يكون الوقت مناسبًا لمعاقبة هذا... الفشل المتنكر بهيئة ابن."
ابتسمت هيميرا بتسلية مريرة، ثم مالت بجسدها الملكي إلى الأمام:
"فكرة لطيفة، يا لوسيفر... بما أنك أنت الأكفأ، والأقرب لقلبي... فلتقرر أنت كيف يُعاقب هذا النكرة."
نظر لوسيفر إلى أريوس بعينٍ لا تعرف الرحمة، ثم قال:
"بما أن مصيره بيدي، فإنني أقترح شيئًا بسيطًا... أن يُمحى من الوجود تمامًا."
صُعق أريوس، حاول النهوض، ليتكلم، ليرد، لكن في لحظة، جسده تهاوى أرضًا، كما لو أن الجاذبية قد زادت ألف ضعف.
زخم طاقة لوسيفر كان هائلًا... ساحقًا... لم يترك مجالًا حتى للأنين.
لكن هيميرا لم تتكلم مباشرة... صمتت.
كانت تنظر إليه. تفكر.
ثم بصوتٍ متقطر بالسلطة والبرود:
"لا... محوه من الوجود سيكون شرفًا لا يستحقه. بدلًا من ذلك... سأجرده من كل شيء. من اسمه، من لقبه، من نسبه... من ذكراه حتى. سيموت في الظل، ويُلقى في غبار النسيان... كأنه لم يوجد قط."
رفعت يدها، وهالة من الطاقه تصاعدت منها... نبض ملوكي، خانق، يُعلن انتهاء وجود أريوس كجزء من عائلة هيميرا. رفعت هيميرا يدها بكل أناقة، لكن خلف تلك الأناقة جحيمٌ من الأحكام المطلقة، وقبل أن تُسدل الستار على مصير أريوس، قالت بصوت منخفض، هادئ، لكنه يحمل جبروتًا يشق الروح:
"هل من كلماتٍ أخيرة... يا من كنت جزءًا من دمي؟"
نظر أريوس حوله. وجوه باردة. أعين قاسية. ضحكات مختنقة.
كلّ من حوله كان ينتظر سقوطه... كأنهم يتلذذون بلحظة النهاية.
ابتسم بسخرية حزينة، ثم قال بصوتٍ مبحوح:
"كلكم... مجموعة من الفاسدين... المتسلقين... تعبدون قوتكم فقط، لا شيء آخر."
تلك كانت كلماته الأخيرة.
ثم، في لحظة، انطبق الحكم.
طاقة العزل الملكي انفجرت حوله بصمت مرعب... لم يكن هناك ضوء، لم يكن هناك صوت... فقط اختفى.
كأن جسده كان حلمًا وتم نسيانه، كأن اسمه لم يكن قط.
ذراته تلاشت كغبارٍ طُرد من كتاب التاريخ.
ضحك الجميع في القاعة... ضحكة مفرطة بالاستهزاء.
كأنهم شاهدوا حشرة تُسحق تحت الأقدام، لا أكثر.
جلست هيميرا على عرشها من جديد، وقد هدأ الغضب في عينيها، لتقول ببرود:
"عُدتم لأعمالكم الآن. لا وقت نهدره على من لا قيمة لهم."
انحنى الجميع احترامًا، وغادروا القاعة واحدًا تلو الآخر، تاركين خلفهم صدى ضحكاتهم وعبق الحكم الملكي.
وبقيت هي... تنظر نحو الأفق الفارغ من خلال النافذة الضخمة،
صامتة...
هادئة...
لكن في أعماقها، لم تكن هناك راحة.
في مكانٍ لا تصله العيون، ولا تحيطه القوانين، ولا تسكنه الأرواح... فراغ مظلم لا لون له، لا بداية ولا نهاية، لا ضوء ولا ظل.
وفي قلب هذا العدم، كان جسد أريوس يطفو، بلا حركة، بلا صوت، بلا حياة... كأن الوجود كله قد لفظه خارج المعادلة.
فجأة...
صوتٌ غريب يتسلّل ببطء إلى داخله.
هادئ، عميق، مألوف... بشكل يثير القشعريرة.
بدأ أريوس يفتح عينيه ببطء، وذهنه يعاني من ضباب كثيف.
"هذا الصوت..." همس داخله. "لماذا... يشبه صوتي؟"
أراد أن يتحرّك... أن ينهض... لكن جسده لم يستجب.
كأنه لا يملك حتى وزنه.
"يبدو أنني... متُّ فعلاً..." قالها بنبرة مستسلمة، مكسورة.
لكن الصوت أجابه بهدوء:
"لا... لم تمت. ليس بعد."
صُدم أريوس، عيناه تفتّشتا في الظلام بلا فائدة.
"لكني... مُحيت... أليس كذلك؟"
رد الصوت بنفس طبقة صوته، وكأن الحديث يدور بينه وبين نفسه:
"بلى... لقد مُحيت حقًا. وجودك تم محوه تمامًا."
ثم أكمل الصوت بنبرة غامضة:
"لكني... أعدتُك. لا تسأل كيف... فقط اعلم أني فعلت."
ابتلع أريوس ريقه، أو حاول، لكن حلقه جاف كالصحراء.
ثم سأل بضعف:
"منذ متى... وأنا على هذا الحال؟"
رد الصوت بهدوء قاتل:
"منذ سنوات."
صُعق أريوس.
اتسعت عيناه كأنما اصطدم بجدار الزمن.
"ماذا؟! لا... مستحيل... شعرت أنني أغمي عليّ منذ دقائق فقط..."
لكن الحقيقة كانت أقسى... الزمن مرّ، وهو... كان ميتًا حيًّا.
مُجرّد طيف عالق في العدم.
بعد لحظات من الصمت الثقيل، أطلق أريوس سؤاله بصوت خافت:
"أين نحن... بالضبط؟ ما هذا المكان؟"
رد الصوت بطمأنينة غريبة:
"لا تقلق. هذا مكان لا يصله أحد... لا بشر، لا مخلوقات، ولا حتى الزمن. إنه عزلة كاملة... بعيدة عن كل العوالم، عن كل القوانين. لذا لا تخف، لن يعثر عليك أحد."
أغمض أريوس عينيه، لا خوفًا... بل إنهاكًا. ثم سمع الصوت يتابع:
"وبخصوص ما حدث لك... صدقني، أشعر بالأسى. أعلم كم كنت تحاول دائمًا... كم بذلت من جهد، من إخلاص، من ولاء... لكنهم لم يروا ذلك قط، ولم يقدّروك كما تستحق."
تسلل الغضب والحنين والحزن معًا إلى قلب أريوس، لكنه لم يتكلم.
تابع الصوت:
"لكن لا تقلق، أريوس... لن أتركك هكذا. أنا هنا لأعطيك مسارًا آخر... فرصة جديدة."
رفع أريوس حاجبه، وعيناه تفتحتا ببطء:
"مسار... آخر؟ ماذا تقصد؟"
أجاب الصوت، وهذه المرة بصوت أقرب إلى نبرة رسمية:
"لقد قمت ببعض الإصلاحات... أو لنقل، التعديلات. أنت الآن لست كما كنت. لقد أصلحت ما تم تحطيمه فيك، وأعدت بناءك بشكل جديد، مميز."
توسعت عينا أريوس:
"تعديلات...؟"
أجابه الصوت:
"الآن، أمامك خياران."
"إما أن تبقى في هذا الفراغ، حيث لا يسمعك أحد غيري، ولا زمن لك فيه ولا مستقبل..."
"...أو، أن أنقلك إلى عالمٍ آخر تمامًا. عالمٍ تحكمه القوة فقط. حيث لا نسب، لا انتماء، لا عائلة تفضّل أحدًا على آخر. فقط القوة، ومن يملكها... هو من يُحسب له الحساب."
صمت الصوت قليلاً، ثم أكمل:
"اختر، أريوس. هل تبقى منسيًا... أم تبدأ بداية لا يشوبها أحد؟"
داخل ذلك الفراغ الأبدي... وسط الصمت القاتم...
رفع أريوس رأسه قليلًا، لم يعد يشعر باليأس كما كان، بل برغبة في التغيير... ولو كانت مجنونة.
"حسنًا... أنا موافق."
قالها بنبرة حازمة، وإن كانت تحمل شيئًا من القلق.
"طالما أنني لن أبقى هكذا... فهذا أفضل من العدم."
ابتسم الصوت، وكأن الابتسامة تُشعر رغم انعدام الشكل:
"كنت أعلم أنك ستختار الطريق الصحيح."
ثم أردف أريوس باستغراب:
"لكن لدي سؤال... ما هي التعديلات التي وضعتها علي؟"
ضحك الصوت بخفة، ثم أجاب:
"آه، صحيح... كان من الواضح أنني لم أشرح الأمر بدقة كافية. في الواقع، لقد منحتك قوة مناسبة لذلك العالم الذي سترسَل إليه."
"قوة خاصة، لا تُقارن بما كنت تملكه. لكنها تعمل بنظام مختلف تمامًا."
"في ذلك العالم... هناك ما يسمى برقم القوة، أو (Power Index). كلما ارتفع الرقم، زادت قوتك بشكل هائل، أضعافًا لا تُحصى. الرقم ليس مجرد تقييم، بل يمثل مدى واقعيتك وسط تلك الفوضى."
توسّعت عينا أريوس، لكنه لم يقاطع.
"وبالمناسبة... هناك مفاجأة بشأن هذا الرقم. مفاجأة... ستعرفها لاحقًا، ولن أخبرك الآن."
"والآن..."
ارتجّ الفراغ، وبدأت بوابة دوّامية تتشكل في الأفق.
"سأرميك إلى ذلك العالم. ولكن، سيتم استدعاؤك من قبل شخص يبحث عن مقاتل قوي ليحميه أو يخدمه."
"لكن... سأحوّلك إلى طفل رضيع."
"وأرسلك لها كما أنت، بدون ذكريات واضحة عن هذا الحوار."
صاح أريوس بصدمة:
"ماذا!! انتظر لحظة! على الأقل اشرح—"
لكن قبل أن يُكمل، سُحب جسده فجأة نحو البوابة بقوة لا تُقاوم.
صوت الريح يصمّ أذنيه، والفراغ يتلاشى خلفه.
ثم... اختفى.
وبقي الفراغ ساكنًا، ساكنًا تمامًا...
حتى ظهر "الكيان"...
شخصية غامضة، بدون وجه، بلا ملامح، بلا شكل ثابت. فقط ظل طيفي يتحرك بخفة وسط العدم.
نظر إلى الفراغ الذي رُمي فيه أريوس... ثم تمتم بنبرة هادئة:
"يبدو أن القصة ستكون... رائعة.". في أحد العوالم البعيدة… عالمٍ تعصف فيه الحروب وتنهش فيه الممالك بعضها البعض…
كانت هناك قلعة مظلمة تقف شامخة وسط أرض محترقة، تتصاعد منها ألسنة الدخان، وتحيط بها أطلال حضارات سقطت منذ زمن.
وفي قلب القلعة، في قاعة طقسية واسعة مرصعة بالجماجم والرموز القديمة، كانت الملكة ناهيرا، سيدة العالم الاول "، تقف وحدها وسط دائرة محفورة بدماء مئات الآلاف من الجنود الذين سُحقوا من أجل هذه اللحظة.
شعرها الأسود الطويل يرفرف مع طاقة الطقوس، ويديها مرفوعتان نحو السماء، تتلو تعاويذ بلغة منسية منذ آلاف السنين، والهواء من حولها يمزّق جدران القاعة من شدّة الطاقة المتجمعة.
"لقد قدمت كل شيء..."
همست بصوتها المليء بالجشع والتعب:
"دماء الأعداء، أرواح شعبي... حتى ولائي للقوة الخفية... فقط لأجل أن يأتي ذاك المحارب... الذي لا يُهزم."
وفجــأة...
انبثق نورٌ هائل من البوابة في منتصف الدائرة، نور أبيض نقي تمزق خلاله الظلام، وانطلقت منه موجات طاقة بدت وكأنها تخترق الزمان والمكان!
ابتسمت الملكة بشغفٍ هستيري، وصرخت:
"نعم!! أخيرًا! لقد نجحت!"
لكن… ما ظهر من ذلك النور لم يكن مقاتلًا أسطوريًا، ولا تنينًا جبارًا، ولا آلة دمار قديمة...
بل...
"بييييه!"
صوت بكاء…
صغير...
رخيم...
طفل رضيع.
عيناه اللامعتان بالكاد فتحتا، وجسده ملفوف بوشاحٍ مضيء، يطفو فوق دائرة الطقوس.
تجمدت الملكة في مكانها، وجهها انتقل من النشوة المطلقة إلى حالة من الصدمة المطلقة.
"...ماذا؟"
اقتربت من الرضيع خطوةً بخطوة، عيناها لا تصدقان ما تراه.
"هل هذا... ما حصلت عليه؟ بعد أن ضحيت بآلاف الجيوش؟ بعد أن بذلت أغلى الطقوس؟"
انحنت أمامه وهي تصرخ:
"أين هو المحارب الجبار؟ أين هو من لا يُهزم؟ هل هذا نوع من السخرية الكونية؟!"
لكن الطفل فقط... رمقها بنظرة هادئة... نظرة، رغم طفولتها، حملت شيئًا غريبًا…
شيئًا لا يمكن تفسيره...
في قلعة شاهقة تطفو على بحرٍ من الغيوم الداكنة، في قلب العالم الأول…
دخلت ناهيرا، تلك الملكة الحاده التي لا يُجرؤ أحد على نطق اسمها إلا همسًا، إلى جناحها الخاص، وفي يدها رضيعٌ ملفوف بغطاء ابيض مرصع بنقوش طقسية.
كانت أنظار الحرس والخدم تتجنبها، حتى التنفس أمامها كان يعتبر مخاطرة، لكنهم تفاجأوا بشيءٍ أغرب بكثير من مزاجها المعتاد…
سيدتهم... تحمل طفلاً.
سارت بخطى ثابتة نحو الجناح الشرقي للقلعة، وهو مكان لم يُفتح منذ قرون.
فتحته ببطء... الغبار تناثر، والظلام سكن أرجاء المكان، لكنها نظفت الغرفة بنظرة واحدة فقط، بمجرد أن فتحت عينيها الحادتين، اختفى كل شيء غير لائق.
وضعت الطفل فوق وسادة ناعمة من حرير الظلال، جلست أمامه تتفحصه، وحدقت في ملامحه الغامضة.
"غريب..."
قالتها وهي ترفع حاجبها.
"قوته بالكاد تُقاس، أشبه بوميض شمعه على وشك الانطفاء. ومع ذلك… في شيء… شيء يجبرني على البقاء بجانبه…"
انحنت قليلاً، حتى اقتربت منه أكثر، همست وكأنها تخاطب ذاتها:
"أنا… ناهيرا… ملكة الموت والفوضى… رمز الرعب والخراب… أُرضع هذا الكائن الصغير؟ هل أصبت بالجنون؟"
ثم سكتت قليلاً، واستدارت لتُخاطب أحد الخدم القريبين:
"اعتنوا به. إذا مرض... تموتون. إذا بكى ولم يُهدأ... تموتون. إذا لم ينم نومًا هادئًا... تحرقون أنفسكم قبل أن أفعل بنفسي. هل أوضحت؟"
انحنى الجميع بسرعة لدرجة أن أصوات عظامهم سُمعت:
"نعم مولاتنا!! سيعامل كما لو كان وريثكِ ذاته!"
ثم خرجت ناهيرا، لكن قبل أن تغادر الباب، التفتت، نظرت إليه لوهلة، كأنها شعرت بشيء… حنين؟ لا… مستحيل.
هي ناهيرا. لا قلب لها.
لكن...
في كل يوم، كانت تعود.
تتفقده.
تراقبه وهو ينام.
تغضب عندما لا يُعتنى به كما يجب.
حتى أنها أصبحت تحفظ صوته... وحركاته... وبكاءه...
"لماذا؟"
قالتها لنفسها في إحدى الليالي بينما كانت تنظر إليه من خلف ستار الليل.
"لماذا أهتم بهذا الكائن التافه؟ لماذا أشعر بشيء ما يتحرك بداخلي؟ هذا مزعج... هذا غير طبيعي…"
لكنها لم تتوقف.
ربما لم تكن تعلم...
أن الطفل الذي ترعاه...
هو شرارة النهاية...
أو بداية شيء أعظم من الفوضى ذاتها.
: سور خارجي للقلعة – بعد ثماني سنوات
كان اليوم غائمًا، والسماء ملبدة بغيومٍ مشبعة بالطاقة السوداء المعتادة في هذا العالم، لكن في فناء القلعة الجنوبي، وسط الرياح والهدوء المخيف، وقف أريوس، وقد بلغ من العمر ثماني سنوات.
طفل... لكن عيونه لا تقول ذلك.
كانت نظرته عميقة، كأنها تحوي آلاف السنين من الانكسار... والتحدي.
---
وقف أمام جدار ضخم من الحجارة السوداء المسحورة، التي يُقال إنها تتحمل ضربات من تنين كامل النمو…
أخذ نفسًا عميقًا، ثم مدّ قبضته الصغيرة إلى الخلف، وهمس لنفسه:
"الصوت لم يكن كاذبًا... أشعر بها… قوتي."
ثم…
بوووم!
انطلقت قبضته كنيزكٍ غاضب، وضربت الحائط بكل بساطة... ليحدث ما لا يُتوقَّع:
الجدار بأكمله تحطم كأنه مصنوع من الزجاج، تطايرت الحجارة لأمتار، والغبار غطّى نصف الساحة، وصوت الانفجار سُمع في أنحاء القلعة كلها.
وفي لحظة...
وصلت ناهيرا.
ظهرت خلفه فجأة، دون صوت، دون تحذير، فقط… وقفت.
عيناها تحدق فيه، وفي بقايا الجدار، وفي الطفل الذي لم يعد "عادياً"…
أما هو، فشعر بهدوئها القاتل، استدار نحوها بسرعة وارتبك قليلاً، ثم قال بنبرة خجولة:
"أنا آسف… لم أقصد تحطيم الجدار…"
ابتسمت ناهيرا… وابتسامتها لم تكن أبدًا علامة رضا… كانت مليئة بالدهاء والافتراس.
اقتربت منه، وضعت يدها على رأسه بلطف مرعب، وقالت:
"لا بأس... بل على العكس تمامًا… أريد أن أرى المزيد من ما فعلته، يا عزيزي أريوس الصغير…"
انحنت إليه، وهمست عند أذنه:
"أخيرًا… بعد كل هذا الوقت… أحصل على كنزي الخاص…"
ثم استدارت، وأمرت الخدم:
"أعدّوا ساحات التدريب… لا، بل أعدّوا أراضي الاختبار الجهنمي… أريد أن أرى ما يستطيع هذا الطفل فعله عندما يُدفع لأقصى حدوده."
---
أما أريوس، فوقف مكانه… نظر إلى قبضته… ثم إلى الدمار خلفه…
وفي قلبه… شعر بشيء ينبض…
لم تكن فقط القوة…
بل ولادة جديدة.
ساحة القتال الدموية – بعد عدة أيام
في قلب الإمبراطورية، أنشأت ناهيرا حلبة ضخمة…
مبنية من الحجارة السوداء والحديد النيزكي، مغطاة بسحرٍ يجعلها تصدّ الهجمات الفتاكة.
صخب، ضجيج، صراخ... ورائحة دم طازج تتصاعد من الأرض المتشققة.
وفي الأعلى، كانت ناهيرا جالسة على منصة مرتفعة، بجانبها كان يجلس أريوس الصغير على كرسي مصنوع خصيصًا له، مغلف بالفراء الأحمر، وخلفه خدمٌ يقفون بانضباط.
لكن نظراته لم تكن هادئة… كانت متوترة، مرتبكة، بل مشوشة.
أمامه، في أرض الحلبة…
خمسة جنود مدججين بالسيوف والدروع، يواجهون مخلوقًا ضخمًا يشبه العنكبوت الناري، ذو ثمانية أعين وله أنياب تسيل منها مادة خضراء تتآكل معها الأرض.
صراخ، دماء، أحد الجنود فقد ذراعه…
الوحش يهجم بعنف، بينما الجنود يصرخون ويلوحون بأسلحتهم.
---
ناهيرا تراقب بابتسامة هادئة، ثم نظرت إلى أريوس وقالت بنبرة ناعمة كأنها تخبره قصة قبل النوم:
"عزيزي أريوس… شاهد هؤلاء الأبطال، كيف يقاتلون الوحوش الشريرة… أليسوا رائعين يا صغيري؟"
التفت إليها أريوس، ملامحه خالية من الانفعال…
ثم أعاد نظره إلى الحلبة، ولم يرد.
هي لاحظت ذلك، وابتسمت بخبث أكبر، واقتربت منه قليلًا وهمست:
"في هذا العالم، الدماء هي اللغة الوحيدة… لا تحزن لما ترى، بل تعلّم منه… في المستقبل، ستكون أنت من يقف هناك… أو من يَجعل الآخرين يقفون لأجلك."
---
استمر القتال أمامه… حتى انتهى أخيرًا بمذبحة دامية، نجى جندي واحد فقط… والبقية تناثرت أطرافهم وسط ساحة القتال.
أريوس، رغم حداثة سنه، لم يصرخ… لم ينهَر… فقط… وضع يده على قلبه، وهمس:
"يبدو أنني سأحتاج أن أفهم هذا العالم… بطريقته."
---
من هنا تبدأ التهيئة النفسية لأريوس... إلى عالم لا يعرف الرحمة.
أول قتال لأريوس – "الاختبار المزيف"
كانت الشمس في كبد السماء، وساحة الحلبة مليئة بآثار الدماء والركام من المعارك السابقة.
صمتٌ غريب يسود المكان، حتى الطيور توقفت عن الطيران.
ناهيرا وقفت على منصّتها، بثوبها الأسود المطرّز بالخيوط الحمراء، تحيط بها هالة من الرهبة.
عيونها الحمراء المتوهجة موجهة نحو أريوس، لا تحمل حنان أم، بل هيبة حاكم… أو سيف معلق فوق الرقاب.
أريوس الصغير (8 سنوات) يقف في منتصف الساحة، بملابس قتالية بسيطة مخصصة للتدريب، يحدّق أمامه بعيون رمادية حائرة.
وفجأة...
تشق الأرض نفسها بخط سحري أحمر، ثم ينبثق منه وحش ضخم، مخيف الشكل، بأربعة أذرع ضخمة وجسم مغطى بالأشواك… لكن في الحقيقة، لم يكن سوى وهمٍ طاقيّ صلب صنعته ناهيرا لتختبره، دون أن يدري أنه غير حقيقي.
---
قبل بداية المعركة، نظرت إليه ناهيرا نظرة باردة مرعبة، مليئة بالتهديد غير المعلن:
> "اخسر… أو ستموت مني."
لم تقلها بصوتٍ عالٍ… لكنها كانت مكتوبة بوضوح في عينيها.
---
أريوس، رغم صغر سنه، شعر برعبٍ داخلي… لكنه لم يتراجع.
قال في نفسه:
> "لا أعرف ماذا سأفعل… لكن… سأُلكم. كما فعلت سابقًا."
شدّ قبضته الصغيرة، وزفر بقوة، وقلبه ينبض بعنف، ليس خوفًا… بل توترًا غير مفهوم.
بدأ الوحش يتقدم نحوه ببطء، يُصدر صوت هدير مدوٍ، والزئير يتردد بين جدران الحلبة… وكل من يشاهد، من الجنود والخدم، بدؤوا يتهامسون:
> "مستحيل... سيُسحق..."
"سيدتنا جنّت أخيرًا..."
"ذلك طفل فقط!"
لكن… لم يكن أريوس طفلاً عاديًا.
---
وفجأة، وبينما يندفع الوحش،
صرخ أريوس بصوت عالي:
> "رأيتها تفعل هذا!"
ثم قفز فجأة في الهواء، يدور بجسده بشكل فطري، ويضرب الوحش في وجهه بلكمة واحدة.
دوووووووم!!!
صوت الانفجار ارتجّ كأنه صاعقة نزلت وسط الحلبة،
وانفجر الوحش إلى قطع من الضوء، واختفى كليًا!
---
صمتٌ تام…
حتى الرياح تراجعت احترامًا للحظة.
كل الحاضرين تجمّدت تعابير وجوههم…
حتى ناهيرا، تلك التي كانت تنظر له بأمر بالخسارة، رمشت بعينها ببطء، وقالت بداخلها:
> "…لقد دمّره… بلكمة؟"
ثم وضعت يدها على خدها، وابتسمت بخفة، وهمست:
> "يا له من فتى مثير، يبدو أنني سأُعيد النظر فيك يا أريوس الصغير."
وأريوس؟
لم يكن يضحك… ولا فخور.
بل نظر إلى قبضته، وهمس لنفسه:
> "هذه القوة… بدأت تتجاوب معي… لكن… هل كانت هذه ضربة حقيقية؟"
ثم رفع رأسه نحو السماء… وكأن هناك شيء بداخله بدأ يستيقظ.
المشهد: اختبار القوة – نهاية الطفولة
الموقع: منشأة الطاقة المركزية في العالم الأول، قاعة عملاقة مليئة بالمعدات والدوائر الطاقية
الشخصيات: ناهيرا – أريوس – علماء الطاقة – جنود – خدم
وسط قاعةٍ ضخمة مضاءة بأضواء خافتة بلون أزرق باهت، يقف أريوس الصغير في منتصف دائرة محفورة بطلاسم هندسية معقدة. تحيط به أجهزة طاقة عملاقة تنبض بإشعاعات خضراء وزرقاء، وأصوات الآلات تملأ المكان.
ناهيرا تقف في الأعلى، على منصة مراقبة، تراقب بصمت وخلفها صف من العلماء والخبراء يرتدون عباءات الطاقة، وكل منهم ينظر إلى الطفل وكأنه وحش نادر يُقاس لأول مرة.
تأمر ناهيرا بهدوء قاتل:
> "ابدأوا القياس."
يضغط أحد العلماء زرًا، وتبدأ الدائرة بالتوهّج، وترتفع هالة طاقية رمادية داكنة من جسد أريوس، تُحدث اضطرابًا في الهواء.
تبدأ الشاشات تعرض الأرقام:
١٠،٠٠٠
٢٠،٠٠٠
٣٥،٠٠٠
٤٧،٠٠٠
…
٥٠،٠٠٠
توقف الجهاز فجأة، وانفجرت إحدى اللوحات الكهربائية.
ينظر الجميع بدهشة، أحد العلماء يهمس:
> "٥٠ ألف؟!… هذا يعني أنه يستطيع تدمير عدة كواكب دفعة واحدة!"
تلتفت أنظارهم إلى ناهيرا، لكن وجهها… لم يتغير.
بل أغلقت عينيها وقالت بهدوء خبيث:
> "أهذا كل شيء؟"
يقول أحد العلماء متوترًا:
> "حالياً… نعم، سيدتي. هذا… مستوى مرعب لطفل."
تضحك ضحكة صغيرة ساخرة، ثم تهمس:
> "لا بأس… هذا يكفي حاليًا."
ثم تنزل من المنصة بهدوء، تمسك يد أريوس، الذي ما زال يلهث قليلاً، وتبدأ بسحبه بقوة وهي تنظر للأمام بوجهٍ صارم.
> "من الآن… سيتوقف الدلال والرّخاء… يا صغيري."
---
المشهد: أوامر التحوّل إلى الوحش
في ممرات القصر، تعبر ناهيرا بصمت، تسير بجانب أريوس الذي بدأ يشعر بالخوف من نبرتها الجديدة.
تصل إلى غرفة القيادة وتقول للجند:
> "من الآن، يدخل الجنود عليه في فترات عشوائية… يضربونه. لا تقتلوه، فقط اكسروه."
يصدم الحرس… لكن لا أحد يعارض.
ثم تلتفت إلى الخدم:
> "أريد كل من يخدمه… أن يهينه، يسخر منه، ويذله. لا رحمة."
> "أريد أن أطفئ مشاعره… أريد وحشًا لا يهتز قلبه."
ثم تنظر إلى أريوس، تقترب منه، تجلس على ركبتيها، تمسك وجهه بيد واحدة وتبتسم:
> "كن قويًا… أو مت. أنا منقذتك… وأنا من سيدمرك إن خيبت ظني."
أريوس ينظر لها، ولا يرد… فقط يبتلع ريقه، وقلبه ينبض بشدة.
---
الختام (موسيقى درامية)
لقطات متتالية مظلمة:
جندي يركله في وجهه وهو ساقط.
خادم يلقي الماء عليه ببرود ويقول: "قم، يا نفاية."
أريوس ينزف وهو يزحف وحده إلى فراشه.
ناهيرا تراقبه من شرفة القصر بابتسامة خفيفة… وكأس نبيذ بيدها.
> "نعم… هكذا… تحوّل. أريد سلاحًا… لا طفلاً."
لكن ما لا تعرفه… أن أريوس لا ينهار… بل يتعلّم.
> يتشكل… كالعاصفة التي لا تُرى… حتى تصل فجأة، وتحرق كل شيء.
بعد ذالك تمر عدة سنوات و هنا يصبح اريوس بي سن 16 عام من عمره الانطفاء الأخير – الجسد المكسور
الموقع: ساحة التدريب الداخلية – أرض معارك مظلمة مليئة بآثار قتال لا ينتهي
الشخصيات: أريوس (16 سنة) – ناهيرا – جنود – خدم – علماء المراقبة
تسقط ضربة ناهيرا من السماء بسرعة خاطفة تفوق الصوت، تُحطِّم جسد أريوس بالكامل، فيصرخ صرخة مكتومة وهو يُقذف وسط ساحة المعركة، يترنح ثم ينهار، وعيناه مفتوحتان لا تبديان أي إحساس… فقط الفراغ.
ناهيرا تمسح يدها، تنظر إليه بشماتة هادئة:
> "كعادتي… انتصار سهل."
تتقدم نحوه، تضغط قدمها على ظهره وتهمس قرب أذنه:
> "أتعرف؟ بدأت أملُّ منك… ظننت أن أصل السلستين يعني شيئًا."
> "لكن يبدو أنك مكسور… أكثر من أن تُصلح."
يراقب الجنود من بعيد، بعضهم بدأ يشعر بالشفقة، لكن لا أحد يجرؤ على التدخل.
---
صمت داخلي – المونولوج الداخلي لأريوس
لقطة قريبة لوجه أريوس المُلطخ بالدماء والطين، أنفاسه ثقيلة، صامت، لا يصرخ، لا يتوسل.
> "… لقد مضت ثماني سنوات…
ضرب… إهانة… تدريب… دموع لم أذرفها… وصراخ كتمته في قلبي."
> "قال لي ذلك الصوت… سأصبح قويًا… أين هي القوة؟"
"٦ مليون؟ مجرد رقم صغير في هذا العالم."
> "لكن لماذا… لماذا جسدي لم يتطور؟ لماذا طاقتي توقفت؟"
"هل أنا معيب؟"
"أم أن هذه نهايتي؟"
"..."
يتوقف التفكير… ويبدأ الصمت المطلق داخله.
---
ناهيرا: السخرية الباردة
ناهيرا تستدير، تلقي نظرة أخيرة عليه وهو ساقط كدُمية مكسورة:
> "غدًا سأحطمك مجددًا… أو ربما… أعيدك للمحرقة التي جئت منها."
ثم تغادر بهدوء، وصوت كعب حذائها يتردد في الساحة الصامتة.
---
الختام: الشرارة الأولى… لا شيء يتحرك، سوى داخله
بينما الكاميرا تبتعد، نسمع نبضًا خافتًا… بوم… بوم… بوم…
يتباطأ… يتباطأ… يتوقف.
…ثم فجأة…
نبضة واحدة تشبه الانفجار.
صوت خافت داخله يقول:
> "لا… لم أنتهِ بعد."
ضوء القمر يتسلل من بين الغيوم السوداء…
الجسد النحيل لأريوس مُلقى في الزاوية، يتنفس بصعوبة، عينيه شبه مغلقتين، الدم يسيل من فمه وذراعه مكسورة.
تُفتح بوابة حديدية بصمت… يدخل رامين مهرولًا، يتبعه كين بهدوء.
رامين بصوت خافت وهو ينزل على ركبتيه:
> "أريوس! أجبني… أرجوك!"
كين يخرج أدوات صغيرة من حقيبته، يركع بجانبهم ويبدأ بالفحص.
> كين: "كسور متعددة… جراح داخلية… رامين، ساعدني نحمله بسرعة."
---
– في غرفة سرية مهجورة داخل القلعة
أريوس مُمدد على سرير بسيط مصنوع من القماش، فوقه بطانية ممزقة قليلاً… لكنه على قيد الحياة.
رامين يمسك بيده، ينظر إليه بقلق:
> "جراحك أعمق من المرة السابقة…"
> أريوس (بصوت ضعيف، بابتسامة ميتة): "لا تقلق… هذا لا شيء… رأسي لا يزال يعمل، أليس كذلك؟"
كين ينظر نحوه بتنهيدة طويلة، وهو يضع ضمادة حول صدره:
> "الصراحة يا فتى… السيدة ناهيرا تبالغ أكثر مما يجب."
> "كنت أراقبها… كلما اقتربت من قتلك، تغيّر الهدف فجأة."
> "خلال العام الماضي فقط… رأيتُها تذبح ما لا يقل عن عشرين جنديًا بدلًا عنك."
> "كأنها تُفرغ غضبًا… لكنها لا تريدك ميتًا."
---
صمت
أريوس يفتح عينيه ببطء، صوته هادئ كأنه يحكي من بين الرماد:
> "لماذا؟ لماذا لا تقتلني فقط؟ لماذا تحتفظ بي؟"
رامين يتردد، ثم يقول:
> "لأنك الشيء الوحيد الذي لم تتمكن من كسره بالكامل… حتى الآن."
> "أنت نواة مشروعها، يا أريوس. مهما بدا الأمر قاسيًا… لا أحد ينجو من ناهيرا لهذه المدة بدون سبب."
كين ينهض، ويضع يده على كتف أريوس:
> "أحيانًا… النجاة من الألم، تكون أقوى من قتاله."
> "لكن إن أردت النجاة حقًا… يجب أن تبدأ في فهم قوة داخلك، لا فقط تلك التي يقيّموك بها."
رامين يبتسم:
> "ونحن معك… دائمًا."
بعد ذالك يعود اريوس إلى غرفة و يعود الاثنين إلى مكانهما و يجلس اريوس على سريره و هو يتوقع ان يخرج له شخص من تحت السرير و يضربه مثل العاده لاكن لم يحدث شيء ثم ينام نوم طويل أريوس، يفتح عينيه بتثاقل على سريره… ينظر حوله.
> أريوس (بداخله):
"غريب... لم يخرج أحد من تحت السرير… لم أُصفع بعد؟ هل... هل أنا حي فعلًا؟"
ينهض فجأة، يلبس ثيابه بسرعة البرق وينطلق نحو قاعة العرش، وهو يتنفس بسرعة:
> "اللعنة! تأخرت! ناهيرا ستكسر ضلوعي اليوم..."
لكنه يدخل القاعة… وتكون فارغة.
أحد الخدم يقترب منه بانحناءة سريعة:
> الخادم: "سيدتي ناهيرا… خرجت في عملها الروتيني، سيدي."
> أريوس (يرفع حاجبه): "تدمير أكوان؟... غريبة، لم تأخذني معها هذه المرة… على الأقل نجوت من العقاب..."
ثم ينظر إلى يده اليمنى، حيث بعض الندوب، ويقول:
> "حسنًا… لن أجد وقتًا كهذا. إن لم أهرب الآن، لن أهرب أبدًا."
لكن فجأة، قبل أن يُكمل فكرته…
بوووم!
تُفتح الأبواب الضخمة وتدخل كتيبة كاملة من جنود النخبة. قبل أن يتحرك، يُثبتونه بالأرض بقيود طاقة قمعية.
يُسحب أريوس إلى قاعة تعذيب كبرى، فيها منصة حجرية عليها أدوات غريبة… وفي الأمام يقف هايدرا، رجل ضخم الجسد، ملامحه مليئة بالحقد.
يرتدي درعًا أسود كأنّه صُنع من جلد وحش فضائي، ويمسك بسيف ضخم تخرج منه هالة رايزو قاتمة.
هايدرا ينظر لأريوس بازدراء:
> "أنت هو الحيوان الأليف لسيدتنا؟ أريوس؟ الصغير المدلل؟"
أريوس (ببرود):
> "إذا كنت ستبدأ بالضرب، فقط أنهي الأمر بسرعة."
هايدرا يضحك ضحكة كأنها زئير وحش:
> *"سيدتي أوصتني أن أستخدم كامل قواي… فلا تقلق، لن ينتهي بسرعة."
ثم يشير للجنود:
> *"ابدؤوا معه… دمية صغيرة كهذه لا تحتمل سوى بعض الضربات، صح؟"
الجنود يندفعون،
لكن أريوس هذه المرة لا يصمت.
يطلق أول ضربة حقيقية منذ شهور، ويُسقط اثنين من الجنود،
ثم يدور بمهارة ويضرب الثالث بركبة في الصدر، يُطيره!
> أحد الجنود: "ما الذي...؟ إنه يقاتل؟!"
هايدرا يتقدم أخيرًا…
يضرب الأرض بقدمه فتتشقق بالكامل.
يظهر خلف أريوس في لحظة، يركله في الظهر بقوة مرعبة، يُسحق أريوس داخل الجدار الحجري.
هايدرا (بصوت غليظ):
> "الآن دوري."
يضربه في البطن، ثم الوجه، ثم يُمسكه من قدمه ويرميه كأنّه دمية قماش.
> أريوس (يصرخ): "آآآهغ!"
كل ضربة تكسر جزءًا…
لكن ما يُكسر أكثر هو نفسه.
أريوس على الأرض، جسده مدمّر تمامًا.
هايدرا يقترب منه، يضع قدمه على ظهره:
> "لو كنتَ مجرد نكرة... لرحمتك."
"لكنك مشروع سيدتنا… لذا لا راحة لك."
ثم يغرس قدمه أكثر…
ويُغشى على أريوس من شدة الألم.
الجنود يضحكون.
لكن هايدرا لا يضحك.
ينظر إلى جسد أريوس ويقول في نفسه:
> "عجيب… ما زال حيًا؟ هذا الطفل… مصنوع من جحيم."
الضوء خافت، أنفاس أريوس تتسارع، الأرض تحته دافئة من دمه، عينيه بالكاد ترى من التورّم]
هايدرا، واقف فوقه، يضع قدمه على ظهر أريوس بلا رحمة، نظرة اشمئزاز على وجهه.
لكن فجأة...
أريوس، رغم كل شيء، يمد يده المرتجفة… ويمسك قدم هايدرا.
يده ضعيفة... مرتجفة… بالكاد قادرة على الالتفاف حول الساق.
يحاول دفعه عنه… يدفع… ويدفع… لكن القدم لا تتحرك… قيد شعرة.
> أريوس (بصوت داخلي مكسور):
"حتى قدمي... لا تتحرك… ماذا تبقى مني؟"
هايدرا ينظر إلى يده الصغيرة الملتفة على ساقه…
ويضحك ضحكة قصيرة متعجرفة.
> هايدرا: "همف… كم أنت عنيد."
ثم يمد يده...
ويمسك أريوس من شعره كأنّه دمية مهترئة، ويرفعه في الهواء.
نظرة هايدرا باردة… لا رحمة فيها.
> هايدرا (بهدوء قاتل): "نام."
بوووم!!!
لكمة واحدة مباشرة إلى وجه أريوس، قوية لدرجة أن صدى العظام المتحطّمة يتردد في القاعة…
ثم يسقط أريوس فاقدًا للوعي، ساقطًا كأن روحه خرجت.
هايدرا يرمي جسد أريوس بين الجنود.
> هايدرا (بابتسامة شريرة):
"أوصلوه لغرفته قبل أن يموت… لا أريد أن تُفسد عليّ متعتي القادمة."
الجنود يحملون أريوس كأنّه مجرد حمل ثقيل غير مرغوب فيه.
وهايدرا… ينفجر ضاحكًا ضحكة مدوية كأنّه شيطان سلب طفلًا لعبته المفضلة.
> هايدرا (يقهقه):
"هاهاهاهااااه!! صغير ناهيرا المدلل؟ هذا؟ هذا هو؟!! لقد كنت ألعب فقط!!"
ثم يمشي خارج القاعة وهو يضحك كأنّه خرج من حفلة.
وجه أريوس المدمّى وهو فاقد الوعي،
لكن يده المرتجفة ما زالت منقبضة قليلاً… كما لو أنها ترفض أن تستسلم تمامًا.
> "حتى لو سُحقت اليوم… فأنا ما زلت حيًا.
وسأجد طريقي للخروج… مهما طال الزمن."
ناهيرا، واقفة على منصّة طاقية عملاقة، ثوبها القرمزي الأرجواني يتطاير، عيناها تتوهجان كأن فيهما مجرتين تشتعلان.]
أمامها…
كون كامل.
كواكب، نجوم، أنظمة نجمية، حضارات كاملة… كأنها لوحة فسيفساء هائلة من الضوء.
تبتسم بخفة، وتمد يدها اليمنى.
ببساطة… تنقر بإصبعها.
— طق —
فجأة، ينضغط الفضاء نفسه، ثم ينفجر الكون كما تنفجر فقاعة صابون.
أضواء، شظايا، صراخات أثيرية، جُزيئات وجود تتحطم…
ثم لا شيء.
الكون كله أصبح… غبار رملي تافه يذوب في العدم.
---
ناهيرا (تضحك بخفة، بنبرة متعة خبيثة):
> "آه… كم هذا مرضي… تمامًا مثل الألعاب النارية ليلة الحصاد… فقط مع نتائج دائمة."
تدور بخفة نحو جنودها الواقفين في صمت تام، مرعوبين من شدة المشهد.
ناهيرا (بصوت متسلّط صارم):
> "انقلوا الرسالة لحاكم البناء.
الكون القادم يجب أن يكون ممتلئًا بالوحوش… الأقوياء فقط. لا أريد رؤية الضعفاء مجددًا… إنهم يفسدون المتعة."
أحد الجنود يحني رأسه فورًا.
> "أمرك سيدتي ناهيرا."
ثم تفتح ناهيرا بوابة ، وتخترق الفضاء لتعود إلى قصرها، والضحكة الصغيرة ما زالت ترنّ خلفها… كأنها تودع لعبة مملة تستعد لاستقبال لعبة جديدة.
[الجنود ما زالوا ينظرون إلى الفراغ الذي كان فيه كونٌ كامل، والعرق يتصبب من جباههم.]
أحدهم يهمس للآخر:
> "هل… هل نحن نعمل مع مخلوق حي… أم كارثة طبيعية؟"
تفتح البوابة السوداء الشاهقة، وتدخل ناهيرا بخطوات ثابتة، ثوبها الطويل ينسدل خلفها كأنه ظلّ الموت نفسه، يرافقها توهج بنفسجي من هالتها المرعبه
يصطف الخدم والجنود في صفّين، ينحنون فور دخولها.
الخدم بصوت موحد:
> "نرحب بعودتكِ، سيدتنا ناهيرا العظمى."
تتجاهلهم.
تمشي مباشرة عبر أروقة القصر الرخامية نحو قاعة العرش. العرش ذاته مصنوع من مادة غير معروفة، سوداء قاتمة تصدر نبضات طاقية. تجلس ببطء، تسند رأسها على يدها، وتقول ببرود وهي تمسح عينيها:
ناهيرا (بصوت فاتر فيه ملل):
> "أين هو… أريوس؟ كيف سار يومه؟"
يتقدم أحد الجنود المرتجفين بخوف:
> "سيّدتي... القائد هايدرا... هو من أشرف على تدريبه اليوم... وقام بتعذيبه بشراسة... لكنه... لم يُظهر أي زيادة في القوة... ولا حتى وحدة واحدة..."
[تسود لحظة صمت. تهدأ القاعة تمامًا، حتى الهواء يختنق.]
ناهيرا (بصوت منخفض، مرعب):
> "لا… زيادة؟ … ولا حتى… واحدة؟"
(تنهض من على العرش ببطء)
"أحضِروه... فورًا."
الجندي (ينحني مرتجفًا):
> "أمركِ، سيدتي!"
[باب قاعة العرش يُفتح مجددًا بعد دقائق، يدخل أربعة جنود وهم يسحبون أريوس المصاب، جسده مليء بالكدمات، عينه متورمة، ذراعه اليمنى ملتوية، ملابسه ممزقة.]
لكن عيونه… ما زالت تحمل لمعة خافتة من الحياة.
ناهيرا تنظر إليه بصمت. تقف. تخطو نحوه ببطء.
تسحب ذقنه بيدها، وترفع رأسه لينظر لعينيها مباشرة.
ناهيرا (بنبرة ناعمة خطيرة):
> "لقد منحتك أكثر مما يستحق أي كائن فانٍ… أعطيتك الرعاية، القوة، الدم… والآن… لا شيء؟"
أريوس (بصوت ضعيف):
> "...ربما... ما عدت تنفعني هذه الطريقة..."
[تُحدّق فيه، صمت لدقائق.]
ثم... تصفعه صفعةً عنيفة، تُرسله مترين للخلف، ويصطدم بجدار القاعة.
تتنفس ناهيرا بعمق، ثم تقول بهدوء قاتل:
> "غدًا... ستتوقف الطرق القديمة...
وسأُعيد تشكيلك من جديد."
تلوّح بيدها، فيُسحب أريوس عبر مجال طاقي تلقائي، يُسجن داخل قفص طاقي وسط القاعة.
الجنود والخدم ينظرون لبعضهم في صمت. الجو مشحون…
ناهيرا لم تكن أبدًا بهذا الغضب الهادئ.
تُغلق أبواب الغرفة الضخمة بعد أن يُسحب القفص الطاقي بداخلها. يُفتح القفص تلقائيًا، فيُرمى أريوس على الأرض كجثة محترقة. الجنود يرحلون دون كلمة.]
يسحب نفسه بصعوبة نحو السرير، كل خطوة تُشبه الزحف في الجحيم.
يجلس... ثم يتكئ بظهره... يهتز صدره من شدة التنفس الثقيل.
أريوس (بهمسٍ مختنق):
> "لماذا…؟ لماذا دائمًا… أنا؟"
"ألم تخبرني… أيها الصوت الحقير… أنني سأصبح قويًا؟"
يضرب السرير بقبضته الضعيفة... لا تأثير.
أريوس (صراخ باكي):
> "تبا لك!
تبا لنفسي!
تبا لها… ناهيرا!
وتبا لهذا العالم القذر!"
ينهار في البكاء، وجهه مدفون في راحتيه، يرتجف.
الكاميرا تبتعد تدريجيًا عنه، بينما هو يبكي بصمت...
ثم يغفو من شدة التعب، على صوت أنفاسه المتقطعة.
[شعاع شمس باهت يدخل من نافذة الغرفة… قبل أن يُقاطع لحظة السلام صوت قاسي.]
صوت جندي قاسي:
> "استيقظ أيها الكلب!"
[يُلقى دلو ماء مثلج على جسد أريوس.]
أريوس (ينتفض مذعورًا):
> "آه!! ماذا؟!"
الجندي (بلا احترام):
> "السيدة ناهيرا تنتظرك في الساحة الخلفية. تحرك."
أريوس (بهمس من بين أسنانه):
> "...ماذا تريد الآن؟"
ينظر للجندي من زاوية عينه، ثم يسأله:
أريوس (بصوت منخفض مليء بالقهر):
> "هل تعرف… لماذا؟ لماذا تطلبني؟"
الجندي (بسخرية وقحة):
> "ليس من شأني، أيها الكلب المدلل. فقط لا تتأخر... أو ستموت قبل أن تفهم السبب."
يركله في كتفه، ثم يغادر ساخرًا.
[أريوس يجلس بصمت لثوانٍ، تنقط المياه من شعره، بينما عيونه تتحرك ببطء.]
أريوس (بداخله، بنبرة مشوشة):
> "لماذا… الساحة الخلفية؟
هل هذا اختبار؟ هل هي النهاية؟... أم..."
المكان: الساحة الخلفية — صباح باهت، الجو رمادي كئيب
[البوابة الخلفية تفتح بصرير معدني. أريوس يخرج، ما يزال مبلل الشعر وذو آثار كدمات. يمشي ببطء في الممر الحجري الطويل.]
[يظهر هايدرا فجأة، يسير من الاتجاه المقابل، وعيناه تلمعان بسخرية. يبتسم.]
هايدرا (بهمسة شيطانية وهو يمر قرب أريوس):
> "حظًا موفقًا أيها الطفل... أرجو أن تبقى حيًا حتى الليل."
[لا يرد أريوس، بل يكمل طريقه بصمت. حتى يصل للساحة.]
---
📍الساحة الخلفية
[ساحة ضخمة بلا أي زينة. الأرض متشققة من شدة التدريبات، والهواء خانق. تقف ناهيرا وحدها في وسط الساحة، ذراعاها خلف ظهرها، ملامحها جامدة كتمثال رخامي.]
أريوس (بصوت خافت وهو ينحني قليلًا):
> "سيدتي... هل استدعيتني لأجل..."
فجــــأة!!
[ناهيرا تختفي من مكانها — وتظهر مباشرة أمامه، ثم تصفعه بقبضة صلبه لا يمكن صدها "، تطير به عشرات الأمتار، يصطدم بجدار حجري، محطمًا جزءًا منه.]
ناهيرا (بنبرة باردة):
> "لا تتكلم. الصعاليك لا يُسألون، بل يُطحنون."
[أريوس يتنفس بصعوبة، ينهض مترنحًا.]
أريوس:
> "...أفهم... يجب أن أقاوم..."
[يندفع مجددًا نحوها، لكن لحظة اقترابه…]
ضربة راكبة بالركبة في صدره — يتقوس ظهره، تسحق أضلعه — يتقيأ دمًا.
ناهيرا (بحدة):
> "كل يوم ستنهض. وكل يوم سأسحقك.
إن لم أَرَ أي تقدم، فإن مصيرك هو… الهلاك المحتوم."
أريوس ينهض، يُضرب، يسقط.
ناهيرا تكسر ذراعه، تعيد بناءه طبيًا، وتكسره مجددًا.
كل يوم، كل لحظة، في كل ساعة، تُعيده للوقوف فقط لتسقطه.
الساحة مليئة بدمه وحده. لا يوجد جمهور. لا يوجد تشجيع. فقط… ناهيرا والنار.
[أريوس يسقط أخيرًا، وجهه للأرض، يده ترتجف، ينظر لها وهو شبه غائب عن الوعي.]
أريوس (بداخله، بنبرة مشوشة يائسة):
> "إنها... لا تقتلني... لكنها تمحو... كل شيء داخلي.
ما هذا التدريب؟ ما هذا الجحيم؟"
ناهيرا (تنظر له من فوق، ثم تدير ظهرها):
> "غدًا سنبدأ من جديد.
وإن لم تنهض... لن أبقي لك عظمة واحدة."
[تغادر الساحة بهدوء، وخطواتها تُحدث صدى ثقيلًا كالموت نفسه.]
الساحة الخلفية — بعد انصراف ناهيرا، الأرض تغرق بالدم والسكوت
[الصمت يخيّم على المكان. الغبار لا يزال عالقًا بالهواء. جسد أريوس مُلقى بلا حراك وسط الحلبة الحجرية… كأنه دمية محطمة.]
[تدخل خطوات مسرعة… "كين" يظهر، وجهه ممتقع من الرعب والدهشة. يركض مباشرة نحو أريوس.]
كين (بصدمة وخوف وهو ينحني فوقه):
> "أريوس... أريوس!!! هل تسمعني!؟"
[يضع أذنه على صدره، يسمع ضربات قلب خفيفة، ضعيفة، لكنها… مستمرة.]
كين (بصوت منخفض وهو يضغط أسنانه):
> "هذا الجنون... هذه لم تكن معركة. هذه كانت مذبحة."
[ينظر حوله، ثم يصيح بصوت عالٍ على الجنود المراقبين من البعيد.]
كين (بعصبية):
> "أنتم هناك! أيها البقر الصامت! خذوه فورًا إلى غرفة العلاج!
أريوس سيموت إن تأخرنا ثانية واحدة!"
[يقترب الجنود بحذر، كين لا يبتعد، بل يرفع رأس أريوس بنفسه، يحمله رغم التعب.]
أحد الجنود (بدهشة):
> "كيف نجا أصلًا؟ سيدتي لم تستخدم حتى عُشر قوتها..."
كين (وهو يحدق في وجه أريوس المغطى بالدم):
> "...لهذا السبب أنا مذهول.
كل ما فعلته ناهيرا كان بكبح نفسها... ومع ذلك، هذا الصعلوك الصغير..."
[يصمت، ثم يبتسم ابتسامة حزينة.]
كين (بهمس):
> "...لا يموت. فقط... لا يموت."
---
💉 بعد دقائق: داخل غرفة العلاج
[أريوس مستلقٍ، أجهزة طبية محيطة به، سوائل علاجية تندفع في عروقه. الخدم يركضون، الأطباء يسجلون بيانات الإصابة.]
[كين يقف عند الباب، ينظر من الزجاج العازل، ويحدث نفسه.]
كين (بتنهيدة عميقة):
> "أنا لا أفهم… لكنني أؤمن بشيء واحد...
هذا الفتى… لم يُخلق ليكون طَيعًا في قصر ناهيرا.
هو شيء آخر… شيء أعظم بكثير…
فقط… لم يُولد بعد."
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon