---
[الولادة: عهد محفور بالحديد]
الليلة كانت مختلفة.
السماء اختارت أن تفتح أبوابها وتبكي بحرقة… مطر غزير يصفع النوافذ، وبرق يلمع في السماء كأنها تحذير لما هو قادم. داخل القصر الضخم، لم يكن أحد يهتم بتقلبات الطقس. ففي الداخل، كانت حياة جديدة على وشك أن تُولد—لكنها لم تكن حياة عادية.
بل حياة مربوطة بالدم.
في غرفة مظلمة تكسو جدرانها لوحات قديمة وأسلحة معلقة، كانت تصرخ امرأة شابة، تتألم بقوة بينما حولها يقف رجال المافيا بملابسهم السوداء، يحرسون الأبواب، متوترين.
الطبيب المسن يضغط على جبينه بكمّ قميصه الملطخ، ويصرخ:
– "ادفعِي أكثر! إنها قادمة!"
الرجل الذي يقف في زاوية الغرفة، هو والد الطفلة… ريكاردو فالكوني.
رئيس أكبر عائلة مافيا في البلاد، رجل لا يهتز ولا يخاف، يملك قلوب أعدائه في خزانته.
لكنه الآن، لا يقترب… لا يمسك يد زوجته، لا يطمئن عليها.
فكل ما يهمه، هو ماذا ستلد.
ولد؟ سيكون خليفة.
بنت؟… لا فائدة. أو هكذا ظنّ.
لكن حين خرجت الطفلة، وصرخت صرختها الأولى، تعالت أصوات الرعد وكأن السماء صرخت معها.
الطبيب رفع الطفلة المبللة، نظر في وجهها… شعر أسود كالليل، وبشرة بيضاء مثل الثلج، وعينان—نعم، عينان زرقاوان كالسيف!
قال الطبيب بصوت متردد:
– "…فتاة، سيدي. فتاة جميلة جداً…"
عمّ الصمت.
ثم اقترب ريكاردو بهدوء، نظر في عينيها، ثم قال بصوت حاد:
– "لاريسا… هذا اسمها."
لم يقل "ابنتي"...
لم يبتسم.
بل فقط: "هذا اسمها."
وهكذا، في ليلة غضب الطبيعة، وُلدت لاريسا فالكوني—فتاةً لا يملِكها الحب، بل يملِكها الدم.
[الطفولة: نبتة داخل النار]
لاريسا لم تكن كأي طفلة.
لم تبكِ حين كانت جائعة، بل كانت تنظر للمربية نظرة صامتة تُشعرها بالخوف.
في عمر الثالثة، تعلمت كيف تستخدم السكين—ليس في الأكل، بل في التهديد.
في الرابعة، سمعت أول صفقة مافيا تتم بين والدها ورجال يرتدون البدلات الفاخرة والوجوه الباردة.
اللعبة الوحيدة التي أحبّتها؟ تركيب المسدسات البلاستيكية.
وكانت تُخفيها تحت وسادتها، لا للعب… بل استعدادًا.
كانت غرفتها فاخرة، مليئة بالألعاب التي لم تلمسها.
كانت تجلس بالساعات قرب النافذة، تنظر للحديقة الكبيرة التي حُرمت من اللعب فيها، وتُراقب الرجال المسلحين يتدربون على الرماية.
وفي أحد الأيام، دخلت والدتها الغرفة، وجدت لاريسا واقفة على سريرها، تلبس فستانًا أحمر وتحمل مسدسًا بلاستيكيًا، وتقول للمربية:
– "إذا كذبتي عليّ مرّة ثانية، راح أقتلك… مثل ما قال بابا."
انصدمت الأم، لكنها لم تصرخ.
بل نزلت على ركبتيها، وحضنتها بقوة.
قالت بصوت مكسور:
– "سامحيني، ماما… حرام عليك تكبرين بهالشكل."
لكن لاريسا لم تفهم.
لم تكن تعرف أن الأطفال يُفترض أن يُحبّوا…
هي فقط فُرض عليها أن تكون قويّة.
[سن المراهقة: فتاة ضد العالم]
في عمر الخامسة عشر، أصبحت لاريسا فتاةً لا تُشبه أحدًا.
شعرها الأسود أصبح أطول، وأكثر نعومة، لكنها دائمًا تربطه بربطة رسمية صارمة.
وجهها صار أكثر نضوجًا، لكنه ما زال يحمل برود الطفولة التي لم تعشها.
أما عيناها الزرقاوان، فصارت تُشبهان الشتاء: هادئة، لكن تقتل بصمتها.
دخلت مدرسة خاصة لأبناء الطبقة العليا: أبناء سياسيين، رجال أعمال، وأفراد من العائلات المشبوهة.
من أول يوم، دخلت الصفّ بخطى واثقة، وعيون الطلاب علِقت على تلك الفتاة ذات الهالة الثقيلة.
لم تتحدث مع أحد، لم تنظر لأحد، بل جلست في آخر الصف، فتحت دفترها وبدأت ترسم خريطة للقصر من ذاكرتها—فقط لأنها أرادت أن تعرف كل مخرج ومكان محتمل للهروب.
وفي اليوم الثالث، حاول أحد الأولاد التقرّب منها، ألقى نكتة سخيفة وسألها إن كانت "تعرف تبتسم".
نظرت له، لم تقل شيئًا.
لكن بعد ساعتين، اتصل والد الشاب بمدير المدرسة… يعتذر ويطلب سحب ابنه من المدرسة فورًا.
أحدهم قال إن والد لاريسا فقط أرسل ظرفًا مغلقًا للوالد.
لا أحد يعرف ما بداخله.
في كل يوم، كانت لاريسا تثبت أنها ليست مجرد فتاة جميلة من عائلة قوية.
بل كانت مشروع "خطر" يتنفس بهدوء.
وفي مساء عيد ميلادها الثامن عشر، اجتمع كل رجال العائلة في غرفة الاجتماعات، والدها يجلس في الوسط، وهي تجلس بجانبه، ترتدي فستانًا أسود أنيقًا، لكن عيناها كالعاصفة.
قال والدها بصوتٍ بارد:
– "اليوم، نعلن عن التحالف… عن الزواج."
نظرت إليه، ورفعت حاجبًا:
– "زواج؟ مع من؟"
ردّ أحدهم:
– "أليساندرو لورينزو. وريث عائلة مافيا في الجنوب…"
لحظة صمت.
لاريسا لم تصرخ.
لكن شيئًا ما انكسر داخلها.
..
اهلين انا جديدة هنا الاسم المستعار "رينا" من العراق عمري 15، كتبت هذي الرواية بالواتباد بس صارت مشكلة فيه لذلك انتقلت هنا أن شاء اللّٰه تعجبكم روايتي 💚
ادري الفصل الأول قصيد بس الفصل الثاني راح يكون طويل و كل يوم احد انزل افصل ان شاء اللّٰه ✨🍪
See you in the next part
الصور
لاريسا بنوتي
اليساندرو
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon