NovelToon NovelToon

إلى من كانت حياتي 🫶

حكايتي بلا بيك ناقصة

يا اختي يا قطعه من قلبي كيفاش نعيش بلا بيك؟ كيفاش نصبر وحدي. من نهار مشيتي بصفاقس الدار ولات خاوية حتى الضحكة ناقصة و الروح ولات باكية . نحكي معاك في التلفون ،نحس صوتك قريب لكن وين حظنك في بعدك القلب غريب إنتي الفرحة إنتي النور إنتي نبض حياتي ما نجمش ننساك إنتي ديما في ذكرياتي.ربي يوفقك في قرايتك.

"انتي ماكش بعيدة على خاطري، كل لحظة نعيشها نحسك فيها معايا، في ضحكتي، في وجيعة قلبي، حتى في سكاتي. كل ركن في الدار ينده باسمك، وكل صورة في خيالي تحكي عليك. يا أختي، الغياب صعيب أما محبتك عمرها ما تغيب. ربي يحفظك وين ما تمشي، وإن شاء الله الأيام تجمعنا قريب، ونرجعوا نضحكوا مع بعضنا كيف بكري، بلا دموع، بلا بعد.

"كل يوم نفيق ونقلب وجهي للجهة اللي كنتي فيها، نتفكر صوتك، ضحكتك، خطواتك في الدار. كانت أيامنا بسيطة، لكن عمرها ما كانت عادية. انتي اللي كنتي تنوري نهاري، وتهوني عليا وجيعة الدنيا. توا كي نسمع صوتك في التليفون، نفرح شويه، أما الفرحة منقوصة، كيف كي تشرب ميّة ومانهاكش عطشك. ساعات نقعد نحكي مع صورك، نفضفض، نبكي، نضحك، نحس روحي نحكي معاك عن قريب. الدنيا بلا بيك موحشة، حتى لو فيها ناس، فيها حكايات، القلب يعرف روحو ناقص. برشا مناسبات عدّيتها بلا بيك، ضحكت فيهم والدمعة مخبيّة، على خاطر الضحكة بلا أختي ما تسواش. يا ربي تجمعنا عن قريب، وتفرّح قلبي برجعتك. أما حتى وانت بعيدة، ديما نقول: أختي ما فارقتني، أختي ساكنة في قلبي، وقلبي عمره ما يرحّب بحدّ غيرها."

"كل زاوية في الدار تحكي عليّك، كل تفصيل صغير ينده باسمك. كرسيك الفاضي، كوجينتك اللي ما عادش فيها ريحة قهوتك، حتى صوتك وهو يندهلي من بعيد ما عادش موجود، وكل هذا خلاني نحس كأني نعيش في فراغ كبير. كنت دايمًا تحضنيني بكلامك، بنصايحك، حتى بسكاتك اللي كان يطمنّي. اليوم كي يصيرلي حاجة، نخمّم فيك أول وحدة باش نحكيلها، وبعدين نتفكر إنك بعيدة، وإنه لازم نكبت كل حاجة في قلبي. نكتبلك، نحكي مع صورتك، نضحك وحدي على ذكريات جمعتنا، ونبكي وحدي كي نتفكر اللي ما عادش نجم نعيشها.

بعادك علّمني برشا حاجات، علّمني كيف الوجيعة ممكن تسكنك بصمت، كيف الاشتياق يقدر ينهش فيك كل يوم وأنت ساكت. تعلمت كيف نعيش بنص قلب، والنص الثاني مشى معاك وقت سافرتي. نغار من الناس اللي عايشين مع خواتهم، نغار من الضحكات اللي نسمعها بيناتهم، أما في قلبي ديما ندعي لك بالنجاح، ونفرحلك من بعيد، لأن محبتك ما فيهاش أنانية.

كل ليلة نرقد على أمل نسمع طرق بابك، نركض ونلقاك واقفة، ضاحكة، تقوليلي: "رجعت". أما الوقت ما يرحمش، والشوق ما يهدأش، وكلماتك في بالي كل لحظة. نلبس حاجة من حاجاتك، نسمع أغنية كنا نغنيوها سوا، نرتّب سريرك كيف ما تحبي، نعيش تفاصيلك الصغيرة بش نرضى قلبي اللي مشتاقةلك. ورغم بعدك، حسّك باقي، طيفك حاضر، وأثرك عمره ما يتنسى.

يا أختي، مهما طال البعد، نبقى نستناك، ونحكي عليك، ونكتبلك، ونعيشك في كل حرف. ربي يوفقك وين ما تكوني، ويوصلّك إحساسي، ويحنّن الأيام حتى ترجع تجمعنا، خاطر بلا بيك، الدنيا دايرة لكن ناقصة، عامرة لكن باردة، وانا، ديما نحبك... ديما نشتاقلك."

"حتى ماما وبابا ما خفاوش عليهم دموع الغياب. ماما تحاول تكون قوية قدامي، تخبّي شوقها تحت ابتسامة، لكن عينيها تفضحها كل ما نشوفها قاعدة تحضّرلك أكلك المفضّل وكأنك باش تدخل من الباب فجأة. تسكت، تنزل عينيها، وتقول 'ربي يسهّلك'. أما في الليل، نسمع صوتها في الصلاة، تدعي لك، وتبكي بهدوء. وبابا، اللي ديما كان الجبل اللي ما يهزش ريح، توا ساكت أكثر من العادة، يخرج كل صباح يتفقد الدار، يحكي عنك من غير ما يذكرك، وكأنك ساكنة في كلامه وهو ما يحبش يفيّق الوجيعة.

ما تعودناش على النقص هذا، انتي كنت الفرحة اللي تلمّنا، صوتك، ضحكتك، حتى مشاكلك الصغيرة كانوا يعمّروا الدار. كي تروّحي، ماما تطبخ أكثر، تزين الطاولة، تحاول ترجع كل شيء كيف بكري. أما الحقيقة تفرض روحها: بلاك، الدار تغيرت، نحنا تغيّرنا، لكن محبتنا ليك ما نقصتش، بل كبرت مع المسافة، وولات أعمق.

أنا نحاول نكون قوية، باش ما نقلقهمش، باش نكون سندهم وانتِ بعيدة. نحكي عليهم كي نحكي معاك، باش توصلك ريحتهم، دفئهم، وخوفهم عليك. كلنا نعدّو الأيام، نستناو نهار ترجع فيه الضحكة على وجوهنا كاملة، مش ناقصة. انتي موش مجرد أخت، انتي الرابط اللي يخلي العيلة متماسكة، وكلنا من غيرك نعيشو نصّ حياة.

أحنا بخير، أما بخير من غيرك ما تعنيش نفس الشي. وربي يجمعنا عن قريب، في حضن ماما، وسط ضحكة بابا، ودفى العيلة اللي عمرها ما اكتملت إلا بوجودك

حكاية شوق من قلب تائه في البعد

يا أماني، يا أختي، يا قطعة من قلبي، يا التي رحلتِ بجسدك وبقي طيفك في كل مكان…

منذ أن غادرتِ البيت، لم يعد كما كان…

صمتٌ يملأ الزوايا، وهدوء يقتلني كل يوم، حتى الضحك فقد نكهته، وحتى أنا… لم أعد أنا.

أشعر وكأن شيئًا انكسر داخلي…

أنتِ لم تكوني مجرد أخت، كنتِ صديقتي، ملجأي، من تفهمني دون أن أتكلم، من تواسيني بكلمة أو حضن.

اليوم، غيابك كأنه غياب النور من عيوني…

كل ركن في البيت يشتاق لك، كل لحظة تمرّ تذكرني بك، حتى حديثي مع الناس لا يكتمل إلا بذكرك.

صفاقس بعيدة، نعم… لكن قلبي أقرب لك من أي مسافة، وحنيني لا يتركك لحظة.

هل تشعرين بي كما أشعر بك؟

هل يزورك قلقي كما يزورني كل ليلة؟

أتساءل: هل أنت بخير؟ هل تبكين بصمت كما أفعل؟ هل تضحكين؟ ومن يضحكك بدلاً عني؟

أماني، كم مرة بكيت لأنني لم أستطع حضنك حين احتجتِ إلي؟

كم مرة ناديتك بصوت خافت في الليل، وقلبي يتمنى أن تردّي عليّ؟

صحيح أنني أسمع صوتك أحيانًا، لكن لا شيء يساوي حضنك… لا شيء يعوّض غيابك الحقيقي.

أتذكّر ضحكتك التي كانت تنعش قلبي، كلامك العفوي، نظرتك لما حولك، حتى غضبك الذي كنت أحبه بطريقتي.

أنتِ الحضور الذي لا يغيب، حتى في غيابك…

أنتِ الفرح الذي لا ينطفئ رغم الحزن، وأنتِ الأمان الذي لا يُعوّض.

أنا أدعو لك كل يوم، يا أماني…

أدعوا أن ينجّحك الله، أن يحفظك، أن يسعدك، أن يحقق لك أحلامك، لكن…

أدعوه أيضًا ألا يطيل هذا الغياب، ولا يجعلنا غريبتين عن بعضنا بسبب الأيام والمسافات.

أماني، لا تنسيني…

لا تنسي ضحكاتنا، أسرارنا، تفاصيلنا الصغيرة…

عودي متى استطعتِ، فكل شيء هنا يشتاقك: أنا، أمّي، البيت، حتى الجدران.

وجودك في حياتي ليس خيارًا، بل هو نعمة…

وغيابك مؤلم، لكنه لا يُنقص من حبي لك لحظة واحدة.

رجوعك هو أمنيتي، وحديثي عنك لا ينتهي، وكلّ ما أتمناه أن يأتي اليوم الذي أراك فيه وأرتمي في حضنك،

فأنا ببساطة… أختك التي تحبك أكثر مما تتخيلين،

أنا… أمينة التي لا تكتمل إلا بوجودك يا أمونتي.

فيا أماني، يا أختي التي تسكنني،

اعلمي أن البعد لا يُطفئ نار الشوق، بل يزيدها اشتعالًا، وأن المسافات لا تفرّق بين قلبين ربط بينهما الله بالمحبة، وامتزجت روحيهما منذ الصغر بعقدٍ لا يُحلّ… عقد الأخوّة التي لا تعرف خيانة، ولا جفاء، ولا نسيان.

غيابك امتحانٌ للروح، وحنيني إليك دعاءٌ لا ينقطع.

أشتاق لكِ ليس لأنك فقط أختي، بل لأنك النور حين تظلم أيامي، والدفء حين يبرد قلبي، والعزاء حين تضيق الدنيا.

كل يومٍ من دونك أتعلم شيئًا جديدًا عن الألم، وأكتشف أن الحياة من دون من نحب ناقصة…

ناقصة طعمًا، ناقصة دفئًا، ناقصة لونًا.

لقد تركتِ بصمتك في كل لحظة من أيامي، في ضحكتي التي كانت أجمل وأنتِ بقربي، في حزني الذي كنتِ تمسحين دموعه بكلمة أو حضن، في تلك التفاصيل الصغيرة التي لا يشعر بها أحد سواك.

وكم هو مؤلم أن أعيشها اليوم وحدي.

لكنني، رغم هذا الشوق الكبير، لا أحملكِ عبء الحنين وحدك…

بل أبعث لكِ طمأنينتي مع كل دعاء، وألف سلام مع كل نسمة،

وأقول لنفسي دائمًا: "ستعود أماني، ستعود تلك التي إن غابت بجسدها، فحبها لا يغيب أبدًا".

أعدك أن أبقى على العهد… أن أبقى الأخت التي تحبك مهما فرّقتنا المسافات، أن أبقى حارسة ذكرياتنا، وناشرة حبنا في كل حرف أكتبه لك.

وسأنتظر عودتك مهما طال الغياب، لأن أختي لا تُنسى، بل تُخبأ في القلب… وتُروى بالدعاء.

عودي وقتما أردتِ… وسأكون أنا هنا، حيث كنا دومًا…

أحبك أبدًا، يا من سميتك "أمونتي" لأنها ببساطة… أنتِ: حبيبتي، صديقتي، أختي، ونصفي الآخر الذي لا يعوّض.

وإلى أن تكتمل الصورة من جديد،

سأكتفي بأن أكتب لك…

وأن أحبك بصمت…

وأن أراك في دعائي كل ليلة.

دموع لا يراها احد

حلّت العطلة وانتهت أيام الراحة سريعًا، وعادت أختي إلى مقاعد الدراسة. كنت أظنّ أنّ الأمر سيمرّ ككلّ مرة، لكنّني حين عدت إلى المنزل في أول يوم بعد ذهابها، شعرت بشيء ثقيل يخنق أنفاسي. وجدت البيت فارغًا، لا صوت يملأ أركانه، لا ضحك، لا مزاح، لا حركة. ساد السكون في المكان، وكأن الحياة خرجت منه لحظة خروجها. أدركت حينها كم كانت طاقتها تنير يومي، وكم كانت كلماتها، ضحكاتها، وحتى مشاكساتها، تُشكّل جزءًا من عالمي الصغير.

صحيح أن غيابها لم يكن طويلًا، لذلك لم أبكِ كما كنت أفعل في كل مرة تفارقني فيها، لكن هذه المرّة كان الغياب مختلفًا. لأنها كانت قريبة منّا طوال العطلة، كنت أراها كل يوم، نعيش التفاصيل معًا، فصار الافتقاد أشدّ، والفقدان أعمق. اكتشفت أنني لا أستطيع التكيّف مع غيابها، ولا التأقلم مع فراغ تركته في كل زاوية من زوايا البيت. أحاول إقناع نفسي بأن الأمر عادي، وأنني سأتعود، ولكن في داخلي صوت يصرخ: "لا، لن أعتاد."

وما زاد وجعي وأثقل عليّ أكثر، هو مرض أمي. لم أعد أملك حتى حرية البكاء أمامها. صرت أكتم كل دمعة، أخفي كل وجع، لأنني لا أريد أن أثقل عليها بهمّي وهي تتألم جسدًا وروحًا. أبكي في صمت، في الخفاء، حين أكون وحدي، دون أن يشعر بي أحد. صارت دموعي رفيقة سرّي، لا يراها أحد، ولا يسمع أنينها أحد. كلما حزنت، أبكي بصمت. كلما اشتقت، أبكي وحدي. لم يعد أحد يسأل: "ما بكِ؟"، وكأنهم اعتادوا أنني القوية، أو ربما لم ينتبهوا أصلًا.

يقولون لي أحيانًا: "أتبكين؟"، فأجيبهم بصوت خافت: "نعم، أبكي." ليس ضعفًا، وليس عجزًا، بل لأنني وجدت في البكاء راحتي، وملاذي الوحيد. أبكي لأن دموعي تُفرغ قلبي من ثقل لا يُحتمل. هي طريقتي الوحيدة لأعبّر عمّا يختنق في داخلي، سواء كان حزنًا أو حتى فرحًا. في كل دمعة أمل صغير بأن هناك من يسمع، حتى وإن لم يكن بشرًا.

الوداع، ولو مؤقّتًا، موجع. والاعتياد على الفقد أمر يفوق طاقتي. لست بخير، ولا أدّعي القوة. كل ما أريده هو أن يشعر بي أحد، أن يربّت أحد على قلبي، أن يقول لي: "أنا معك، حتى في صمتك."

ورغم كلّ ما يثقل صدري، ما زلت أحاول أن أبتسم، ولو بابتسامة باهتة. أحاول أن أُقنع نفسي أن الغيابات لا تدوم، وأن الفصول تتغيّر مهما طال الشتاء. أختي ستعود من جديد، وسيعود البيت ينبض بالحياة كما كان. وأمي، مهما اشتدّ عليها المرض، يبقى الأمل في شفائها نورًا لا ينطفئ في قلبي. تعلّمت أن لا أحد يشعر تمامًا بما نمرّ به، لكن هذا لا يعني أن ما نشعر به ليس حقيقيًا أو لا يستحق أن يُرى.

في كلّ ليلة، أضع رأسي على الوسادة وأحدّث قلبي، أقول له: "تماسك، فما زال الطريق طويلًا، وما زالت هناك لحظات جميلة تنتظرنا." لعلّ غدًا يحمل في طيّاته دفئًا يخفف برودة اليوم، ولعلّ الأيام تعوّضنا بصبرنا، وتجبر كسرنا بخيرٍ من حيث لا نحتسب.

أدرك الآن أن الحياة مليئة بالغياب، بالحزن، بالدموع التي لا تجد كتفًا تستند إليه. لكنها في المقابل، تمنحنا لحظات من النور، من الفرح، من الحب الصادق الذي وإن غاب لحظة، يعود ليُثبت وجوده. دموعي ليست علامة على الضعف، بل هي دليلي على أنني أعيش، أنني أشعر، أن قلبي ما زال نابضًا، رغم كل شيء.

أكتب هذه الكلمات لأتذكّر نفسي عندما أنسى، ولأقول لكل من يشعر بما أشعر به: لست وحدك. نحن نتألم بصمت، نعم، لكننا أيضًا نحبّ بصمت، نحلم، وننتظر، ونصبر... بصمت.

ولعلّ هذا الصمت، في يوم ما، يصبح صوتًا يُفهم، ودمعة تُمسح، وقلبًا يُحتضن.

--

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon