NovelToon NovelToon

سِيمْفُونِيّة الأَرِيجِ

الفَصْلُ الأَوَّلُ(بِدَايَةٌ غَرِيبَةٌ)

•(سِيمْفُونِيَّة الأرِيج)

•(الْفَصْلُ الأول )

•( بداية غريبة )

___________________________________________

نغمة موسيقية تعلو تدريجيا كلما يخطوا خطوة جديدة بأقدامهم ، فتاة جميلة يريدون الوصول إليها حتى يخرجوا من مأزقهم هذا...

لكن ما الذي يربط هذه الفتاة بمشكلتهم

بدأوا بالجرى و لا يهمهم أمر هذا الصوت الذي علا بطريقة غريبة و مزعجة، ينادونها بأعلى صوتها لديهم قبل أن تختفي ،لكن لا جدوى من ذلك، فهم لا شيء بالنسبة لها حتى اختفت تماماً...

فقال أحدهم:

_ضيعناها مجدداً...مجدداً

ثم ظل يعيدها مراراً و تكراراً، فصرخ أحدهم فيه قائلاً:

_فلتصمت قليلاً و لتعطينا مهلة نفكر في هذه الورطة، لن نُحَصِّل أي شيء طالما نحن بهذا التوتر.

و بدون أي مقدمات ظهرت أمامهم الملكة أريج الأولى (سيفراتا) من جديد

* * * * *

في إحدى الأماكن الراقية

كانت بطلتنا الصغيرة جالسة على سجادتها التي تصلي عليها و هي تقرأ القرآن بكل طمأنينة

حتى وجدت قطتها الصغيرة و هي تكسر كوباً على الطاولة.

قامت بكل سرعتها حتى ترى ما الذي فعلته قطتها و تحاول إصلاحه، لكن سرعان ما أتت نحوها هذه القطة المشاغبة بكل سرعتها تتمسح بها كي تسامحها عن فعلتها فقالت "شمس" لها بحنان و هي تمسح على قطتها بلطف:

_تاني يا "مشمشة" مش قولنا قبل كده إن ده غلط؟!

ثم ذهبت لترى ما إذا كان الكوب عاد إلى طبيعته من جديد أم على حاله؟

فقالت حينما وجدته بحالة لا بأس بها:

_ طبعاً من قبل ما أشوف عارفة إنك مش بتسيبي حاجة في حالها يا تيتا "راليلا"...بس شكراً بردوا!

تركته على الطاولة ثم ذهبت لتجاوب المتصل عليها

"شَمْسُ":

_ ألو

رد أخيها "إِبْرَاهِيمُ" بطريقة جعلتها تترقب لتوبيخة :

_إنتي بتعملي إيه؟؟

ردت عليه "شَمْسُ" بخجل منتظرة تلك التوبيخة:

_مفيش كنت بقرأ قرآن!

فقال "إَبْرَاهِيمُ" بتساؤل:

_هتروحي كليتك إمتى ؟!

"شَمْسُ":

_مش رايحة إنهاردة !

"إَبْرَاهِيمُ":

_سَلَامْ

بعد أن أنهت المكالمة ذهبت لتعد فطورها و هي تفكر ماذا بأخيها اليوم !

لكِن قاطعها مرة أخرى إتصال أخيها بها

أجابته"شَمْسُ" بقولها :

_نعَم يا "إِبْرَاهِيمُ"

فسألها قائلاً:

_إنتِ في الڤيلَّا ولا في الشقة ؟؟

\=في الڤيلَّا

تكلَّم "إِبْرَاهِيمُ" بحدة هذهِ المرة قائِلاً لها:

_هو مش انتي قولتي هتقعدي في الشقة الشهر ده؟؟

ردَّت عليه "شَمْسُ‌"بنبرة غلِيظة:

_روحت الفيلا بعد ما جيت من الكليه امبارح علشان آخد حاجات

ردَّ" إِبْرَاهِيمُ" بسخرية:

_متكملي كلامك هو انت كده لخصتي موضوعك في كلمتين

ردَّت عليه "شَمْسُ" بطريقة تدل على نفاذ صبرها مع صوتها الذي علا على أخيها الأكبر

_"إِبْرَاااهِيمُ" أنا جيت هنا و كملت يومي و قولت بعديها هروح على الشقة بالعربية و بعدين دي مش أول مرة أعملها في إيه !!

زَمْجَرَ "إِبْرَاهِيمُ" من صوتها العالي ثم قال:

_صوتك ميعلاش وانت بتكلميني سامعة

ردت "شَمْسُ" بهدوءٍ:

_"إِبْرَاهِيمُ"أولاً كده إنـ.....

قاطعها "إِبْرَاهِيمُ" بحدة:

_هو ايه اللي أولاً كده انتِ هتشرطي عليا ولا إيه..... هتقوليلي ملكش الحق انك تقولي قاعدة هنا ليه ولا قاعدة هناك ليه......لااااا ده انا اقطع خبرك أنا اخوكي الكبير وليا الحق تالت و متلت........والله العظيم ده اللي يتكلم معاكي دمه يتحرق

لم يدعها تكمل ما كانت ستقوله و اغلق المكالمة

أخذت "شَـمْسُ" تنهيدة قوية ثم عادت لتكمل فطورها

أكملت فطورها ثم ذهبت لتهاتف صديقتها المقربة "جُومَانَةُ" و لكنها لم تستجيب المكالمة ولكن سرعان ما التقت "شَمْسُ" اتصال من صديقتها "جُومَانَةُ"

"شَمْسُ"

_اهلا اهلا باللي مبتسألش

رَفعت "جُومَانَةُ" حاجبها معبرّة عن استنكارها لكلام صديقتها ثم قالت:

_و مين اللي انتِ نايمة على صوته امبارح ده هو!؟

ضحكت "شَمْسُ" على طريقة صديقتها في الكلام و لكن "جُومَانَةُ" اكملت حديثها:

_بس أحلى صباح على أحلى بيست في الدُّنياا ايه يا شوشو عاملة ايه؟؟

"شَمْسُ":

_الحمد لله بخير يا جومانة وش اخبارك انتِ يا أُخت؟

أجابت "جُومَانَةُ" بفرحة خفيفة:

_إمنيحة...إيش مو رايحة اليوم الجامعة

\=آه مش رايحة إنهاردة... شكلك انتِ كمان مش رايحة

"جُومَانَةُ"

_لا هروح بس مش رايحة المحاضرة بتاعة الدكتور الرخم ده.. هنستفتح اليوم بمحاضراته

"شَمْسُ"

_طب بقولك ايه متروحيش انهاردة و تَعالِي نروح المكان بِتاعنا!

"جُومَانَةُ"

_شكلك رايقة انهاردة ههههه

"شَمْسُ"

_و لا رايقة و لا حاجة انا بس عايزة أتكلم معاكي شوية

"جُومَانَةُ"

_طالما "شَمْسُ" عايزة تتكلم يبقى نقعد من الجامعة انهاردة و نروح المكان بتاعنا

ضَحكت شَمْسُ على صديقتها و انهت حديثها معها ثمَّ أغلقت المكالمة

ثُم ذهبت لكي تجهز للخروج و تذهب الى صديقتها "جُومَانَةُ" كي تأخذها بالسبارة التي تملكها

لَكن قبل ان تخرج ارسلت رسالة نصية الى أخيها "إِبْرَاهِيمُ" تخبره انها غير ذاهبة الى الجامعة اليوم و ستذهب الى هذا المكان الذي تتكلمان عليه الفتاتان

تَقِف أَمامَ منزل صديقتها و هي تضغط على زر التصال بها بما يُسمى "إتصال بلوتوث من السيارة"

تُعلِمها بأنها تحت منزلها

لتستأذن"جُومَانَةُ"من إمرأة أبيها بالذهاب بعد أن أخبرتها أنها ذاهبة مع صديقتها

ركبت "جُومَانَةُ" مع "شَمْسُ" و هي ترحب بها ترحاب الاصدقاء الحار

ثم أدارت سائقة السيارة محركها و انطلقت هي و من تصحبها الى ذلك المكان

في بيت صغير اقل ما يقال عنه «كوخ» على طرف جبل عالٍ

تجلسان أَمامه هاتان الفتاتان يتأملان هذا المنظر الذي لا يُمَلُّ منه فهذا منظر من خلق الله

في قلب كل واحدة فيهن كلمات لا تجد طريقها الى شفاه مالكها

تريدان ان تذهب الى عالم آخر بعيدا عن هذه الآلام التي تجدها من كل اتجاه

لتقطع "جُومَانَةُ" ذلك التأمل و هي تنظر الى "شَمْسُ" و هي تبتسم كأنها تجد ان السعادة مجسده على شكل بشري يتكلم معها في صديقتها

لتُلاحظ هذه النظرات "شَمْسُ" فتبتسم هي الأخرى معبرة عن نفس المعنى فقد وجدت ان شعور الأخوية التي تبغاه في تلك التي لم تكن في الحُسبان أبداً

لتَقول "جُومَانَةُ" و الابتسامة على فمها عريضة:

_هُو إنتي إزاي بالحلاوة دي

ردّت "شَمْسُ" و على فمها نفس الابتسامة العريضة:

_اسمحِيلي أجاوب على سؤالك بسؤال بردوا

إنتي اللي إزاي بالحلاوة دي

لتلمع عينا "جُومَانَةُ" و تتسع و هي تقول:

_احنا نعرف بعض من إمتى يا "شَمْسُ"؟!

ردت" شَمْسُ "و هي تحسب عدد السنوات:

_احنا مع بعض من و احنا في ٢ اعدادي يعني ٧ سنين و أربع شهور و ١٨ يوم

لم تُكمل كلامها الى ان رأت اللمعة في عيناها و هي قد زادت" يا إلهي ما كل هذا الجمال... أيعقل ان تكون هذه صديقة لا بل أخت و لو يوجد تعبير أكبر من هذا لكانت توصف به؛ إنها الوحيدة التي تفهمني، تفاجئني كل يوم بشيء جديد يجعلني أتعلق بها أكثر كل دقيقة تؤكد لي ان من وثقت بها و جعلتها سري كانت أصح اختيار "

هذا ما كانت تقوله عينا "جُومَانَةُ"

نعم هذا ما كانت تقوله عيناها

هذا ما كان في قلب "جُومَانَةُ"، هذا ما كان في عقل" جُومَانَةُ "بل و أكثر

أَيعقل ان تكون هناك صداقة هكذا، أيعقل ان تجد من يُعْطيك أَمل بالحياة، أَيعقل أن يكون مثل هذا النوع من البشر في هذه الدُنيا..

الصداقة ليست كلام يُقال، ولا رابطات يد او رابطات عنق تعبر عن ما في البَينِ، بل هي أفعال تُنظر، هي مثل ما قيل«الصديق وقت الضيق»، هي عندما تُريد الفرحة تجدها في هذا الشخص.

كان الصَمْتُ سيِّد المكان

فكانت الأعٔيُن هي من تتكلم

لَكن قطعتها" جُومَانَةُ " و هي تقول بفرحة عارمة و الابتسامة العريضة تملئ ثغرها الصغير:

_تعرفي يا "شَمْسُ" انا مهما دورت على مأمن و أمان و خزنة أسراري و فرحتي و سعادتي مش هلاقيها غير معاكي.. طبعا انتي سمعتي كلام من ده كتير بس أعمل ايه انتي كل مرة بتفاجئيني بحاجة جديدة،منكرش ان انا على طول بستني مفاجآتك الكتيرة بس ببقى مذهولة بيها، عقلي بيقف عن التفكير، لساني مش بيلاقي كلمات تليق بالجمال و الحلاوة و «بِيكِي إِنْتِ شَخٰصِيَّاً».....

بمجرد ما قيلت هذه الجملة إلا و قد فرت دمعة هاربة من عيون "شَمْسُ" فالكلمات لا تعبر عن كل ما بداخل "شَمْسُ" و لم يصدر من فاهها حرف الا انها ضمتها اليها فتغمرها بكل الحب و الأمان

بادلتها الأخري العناق فلم يقل حالها عن تلك التي بدأت العناق

ثم بعدت عنها"جُومَانَةُ "و هي تقول بِمُشاكسة:

_بقولك ايه شكل القاعدة هتقلب نكد. بس بس خلينا نشوف الموضوع اللي انتِ كنت جايه هنا علشان تكلميني فيه.

تنهدت" شَمْسُ "تنهيدة قوية فهي لم تعد تتحمل ما يحدث معها لتقول بنبرة يشوبها البكاء:

_" إِبْرَاهِيمُ "!

لكن قبل ان تتحدث"جُومَانَةُ" بنبرة هوانها على صديقتها خطرت في بالها شيء مجنون كعادتها فقالت لها

فقالت و هي تربط يداها تعبيراً عن المكر:

_بقولك إيه سيبك من سي"إِبْرَاهِيمُ "بتاعك ده و تعالي ننط في البحر!

طالعتها بصدمة و هي تقول:

_إنت مجنونة يا بنتي عايزانا ننط؟!

ردت هي الأُخرى بلامبالاه:

_آه فيها ايه يعني.. احنا مجربناش النط من على مكان عالي في البحر.

صمتت قليلا" شَمْسُ "ثم قالت:

_بصي بصي خليها مرة تانية نكون جايبين معانا هدوم و غيارات تانية علشان مش هينفع نروح مبلولين..!

لِوهلة لم تستوعب ما تفوهت به فَضحكت ضحكا شديدا و شاركتها الضحك"جُومَانَةُ"

"جُومَانَةُ"

_"شَمْسُ "هو انا ممكن اسألك سُؤال؟

" شَمْسُ "

_إسألي يا «ذَاتَ الْعُيُونِ الْبُنْدُقِيَّة»

"جُومَانَةُ"

_هو هو انتي إزاي بتبقي معايا شخص مرح و بيضحك و دمه خفيف، لكن مع الناس بتبقي شخص غامض و حاد و بارد بتبقي عاملة زي كإنك متعرفيش حد منهم.. اللي هو لسه اول مرة تتعاملي معاهم بحسك شخص مش إجتماعي مع الناس منطوية عن العالم، لكن معايا أنا شخص إجْتماعي... فيه كُل الصِّفات الحلوة.......

ثم انكمشت يدها بإرادتها و هي توجهها نحو فم "شَمْسُ" لتجعل يدها على شكل مكبر صوت كما في البرامج و أكملت حديثها:

_ممكن أعرف إيه السبب يا آنسة "شَمْسُ" ؟؟!

انكمشت يد "شَمْسُ" أمام فاهها لتقلد نفس فعلة "جُومَانَةُ" بردها الذي صدم "جُومَانَةُ" ":

_لَابِسْنِي جِنِّي حَضْرِتِك.

نظرت لها بأهدايها التي رمشت بها عدة مرات محاولةً فهم ما قالته

نظرت لها "شَمْسُ" صامته علها تجد منها رد

فلم تتلقى منها سوى الصمت المعبر عن عدم الفهم

اعتدلت "شَمْسُ" في جلستها و فكَّت يدها و تأخذ نفس طويل لتبدأ حديثها:

_الواحد مع الناس اللي عارفهم بيبقى عارف أصلهم و معدنهم.. بيبقى عارف ايه اللي جواهم، عارف تصرفاتهم، حافظ افعالهم و دماغهم، عارف امتى يبقى معاهم قاسي و غامض و إمتى يبقى طيب و الجزء الكويس منه يظهر.... تفتكري يا "جُومَانَةُ" ان اللي بتشوفيه مني سهل انه يظهر لأي حد او مش لأي حد... سهل انه يظهر لشخص انا عارفاه كويس أوي و عارفة تصرفاته و حفظاها.. لا... لازم يكون أصيل مفيش منه غدر مفيش منه قسوة... مفيش منه مائة وش لما يقلب يظهرهم، أحس بالأمان صادر منه، صعب تختار شخص و تثق فيه و في رأيه،، عُمر ما القلب كان بيكسب العقل

العَقل دايما بيحكم صح، هو اللي بيكسب، هو اللي عارف الصح من الغلط،هو اللي شايف ايه اللي هينفع وايه اللي مش هينفع

إوعي يا "جُومَانَةُ" تمشي ورا عواطفك و تخليها هي اللي بتحكم بس خليها على جنب، خليها موجودة في قايمة تحكماتك.. دايما خلي عقلك في الاول.. هتتعبي شوية في الاول بعد كده هتتعودي

سرحت"جُومَانَةُ "في هذا الكلام لا تعرف ماذا تقول فدائما كلامها يبقي صحيحا

شعرت"شَمْسُ" بدوار برأسها و ضيق في صدرها فحاولت تغيير هذه الأجواء الحزينة:

_إحنا قلبنا القعدة غم و كآبة... بقولك إيه هو إيه اللي بيلمع هناك ده

ثم أشارت لمكان هذا الذي يلمع

فنظرت لهذا المكان

لكن أخذتها"شَمْسُ "من يدها وقامت بها نحو هذا المكان

نزلت" شَمْسُ "على ركبتيها و هي تتفحصه فرأت انه جوهرة لها بريق خفيف لكن لونها جذاب فكانت من اللون القرمزي الذي ينقلب الى اللون الازرق اللامع

سحبتها من على الارض لتتفاجئ أنها لم تكن جوهرة فقط بل هي جوهرة ملتصِقة بسلسلة فضية كبيرة

لتنبهر الفتاتان بجمالها الساحر والذي قد سكنهم لمدة دقيقتين تقريبا حتى وجدوا الارض تهتز من تحت أقدامهم و سمعوا صوتاً صاخباً مزعجاً... نغمته غريبة لكنها ليست جميلة لا تسر السامعين...

لتنكسر هذه الارض من على الجبل فتقعان في البحر

فيأخذهم بدون رحمة

___________________________________________

حط الفوت (النجمة الفاضية) اللي تحت دي و أنت معدي!

___________________________________________

حبايبي الحلوين

عاملين إيه ؟

الفصل ده بعد التغيير، لو عايزين الفصل الأول الأصلي هتلاقيه آخر حاجة خالص في list الفصول

إن شاء الله يكون عجبكم الفصل 🤭😍

دمتم بخير 💘❤️

#الروائية_بيبا

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon