خيوط الظلال
بذور الليل
خيوط الظلال_الفصل الاول: بذور الليل
الليل لم يكن مجرد ستار اسود يسدل علي المدينة القديمة، بل كان كائنا حيا يهمس بالأسرار في زوايا الازقة وينسج الخيوط في صمت مريب. في قلب هذا السكون، ولدت سايوري.
سايوري
كنت طفلة حينها، لم اتجاوز السادسه، في دار قديم للأيتام علي اطراف مدينة "كاغيتسو"، مدينة لا يثق أحد فيها بأحد. شعري اسود كسواد الليل، وعيناي حادتان منذ طفولتي، لا تحملان براءة، بل وعيا مبكرا بخطورة العالم. انا لم ابكي، لم اضحك، كانت تراقب فقط... و جدران الميتم شهت علي ليل يحترق ذات يوم حين اختفي احد الاطفال، وظهرت في الصباح وحدي ممزقة الثياب، لكن دون خدش علي جسدي.
تاشو
انا كنت معها حينها. انا كنت طفل بعمر الثامنة، كنت اسود الشعر، ومرح لكني كنت ذكي بشكل مريب. كنت احب الآلات منذ طفولتي، واعتد ان اصنع أشياء من الخردة في ساحة الميتم. لكن ما لم يعرفع احد، هو ان انا كنت اراقب سايوري منذ الليلة الاولي التي دخلت فيها، وكنت احتفظ بدفتر سري اسجل فيه تصرفاتها، كأني اعرف منذ البداية انها لن تكون فتاة عادية.
مرت الاعوام، سايوري وتاشو كبرا في الظلال، يتيمان بلا اسماء حقيقية لكنهما لم يكونا وحيدين في هذي القصة.
الجنرال كازوما
في جهة أخري من المدينة، في بيت عسكري محاط بالأسوار، نشأت فيه انا. منذ ضغري، اتدرب كجندي، ووالدي كان ضابطا صارما لا يعرف معني الرحمة. كنت ابلغ العاشرة حين ضرب والدي احد الجنود حتي الموت امامي، وقال لي: الضعف مرض، أقتله قبل ان يعديك. كبرت سريعا، بنية قوية، عضلات كأنها صبت من الفولاذ، شعري اصفر مرتب دائما، ووجهي لا يبتسم حتي في انتصاراتي. الآن انا في الثلاثين، ارتدي بدلتي العسكرية ووسامتي اللامعة، لكن قلبي اشبه بصخرة ملساء لا يعرف الدفء.
اوماي
انا كنت شيئا آخر. ولت في بيت فني، لكني لم اهتم بالموسيقي، بل كنت افتح خزانة امي و اتدرب علي استخدام ادوات التجميل كانها اسلحة. عندما بلغت السابعة، كنت قد اخترقت خزنة والدي التي تحتوي علي وثائق عسكرية سرية. حين كبرت، وأصبحت جاسوسة، في الرابعة والعشرين، كنت ارتدي ملابس سوداء ضيقة، وعيوني سوداء، وعيوني السوداء تلمع في الظلام وشفتي جميلة دائما وتلفت النظر بعيدا عن نواي الحقيقية. انا لم اختر الحب، بل اخترت ان اكون خيطا غير مرئيا في لعبة أكبر.
ماي
أما انا... فأنا قصة من النوع الاخر. انا سيدة في السبعين من عمري، اسكن في بيت خشبي علي حافة الجبال. شعري ابيض قصير، وملامحي عادية لكني حزينة. كنت فتاة جميلة في شبابي، عشت بين الكتب و المخطوطات، واعرف اسرارا قديمة اختفت من العالم. انا من علمت سايوري لاحقاعن"الخيوط"، الخيوط التي لا تري لكنها تربط كل شي.
نوريكو
انا لم اكن فتاة عادية. انا أبنة احد اعنف المصارعين، وورثت من والدي القوة والبنية الجسدية. منذ طفولتي كنت اقاتل الاولاد وافوز، وارتدي بعض الاحيان عصابة رأس اربط بها شعري بعض الاحيان وشعري قصير وبني. كبرت وصرت في الثلاثين، مقاتلة لا اهزم، وقلبي لا يعرف الخوف، لكني اخفي سرا عن هويتي الحقيقية، سرا لم يعرفه احد حتي اللحظة.
فولكر
وفي قلب المدينة الغارقة في الفوضي، كنت انا هناك انا رجل لا احد يعرف من اين جأت. ظهرت في احده الازقة، كنت مرتدي معطفا اسود طويل وعلي وجهي قناع يخفي ملامحي تماما. حتي في الحر، لم اخلع المعطف. ويقال عني اني لا انام، ولا اتحدث كثيرا. لكن كل من رآني شعر بشي يشبه الرهبة. عمري مجهول، لكن خطواتي تقول اني عشت اكثر من حياة.
آيري
انا كنت هادءة وسط هذا الجنون. انا في العشرين من عمري، شعري بني طويل، وجهي يشبه نسيم الربيع. كنت اعيش في منزل بسيط، اعمل في مكتبة صغيرة، وابتسم برقة لكل من يمر بي. لكن خلف تلك الابتسامه، كان عقلي يحفظ رموزا ومفاتيح لاسرار لا تقال.كنت انا جزءا من اللعبة
هارو
اما انا، لست مجرد طفل عادي. انا عمري ١٤ عاما، كنت املك عقلا يتفوق علي الكبار. كنت دائما مشغولا في تطوير تقنيات جديدة باستخدام الحاسوب والبرمجات. لم اكن اعلم ان عالمي في التقنيات سيقودني الي عالم ملئ بالخيانة والتجسس.
في هذا العالم المعقد، كانت الخيوط قد بدأت في الالتواء. لكن هل يمكن لكل شخص منهم ان يظل ثابتا في وجه الرياح العاتية؟
هذه هي البداية فقط... وما لم يكن يعرفه الجميع، هو ان الظلال التي كانوا يعيشون فيها قد بدات تتحرك.
نيران صامته
سايوري
مرت سنوات منذ تلك الليلة، لكن الذكري كانت لاتزال حاضرة في اعماقي. انا الآن في سن السادسه عشرة، وبدأت أشكل شخصيتي بشكل أقوي. رغم الظلال التي احيط به منذ طفولتي، إلا أن عيناي كانت تنبئان بقوة لا يمكن تجاهلها. كنت أميز بين العدو والصديق، وأعرف كيف اكشف الألآعيب، حتي الآن.
لكن في ظل تلك القوة، كان هناك سر قاتم يطارد سايوري، وهو السر الذي دفعها للتدريب بلا هوادة مع تاشو.
تاشو
أنا الآن أصبحت في السابعة عشرة، كنت مختلفا. وطفولتي التي كانت مليئة بالمرح قد انتهت، واصبحت شخصا جادا.
مهارات تاشو في التحليل والاختراق قد تطورت بشكل غير عادي. وصار يملك قدرات فنية وذكاء يحاكي العقول الكبيرة. لكن لم يكن هناك وقت للحديث عن ذلك.
سايوري
انا كنت اشعر بشئ غريب، كأن هناك شيئا قريبا مني سيتغير، ويهدد كل ما أعمل من اجله.
في تلك الايام، بينما كانت سايوري تراقب العالم من خلف الابواب المغلقة. كازوما...
الجنرال كازوما
انا اصبحت جنرال في جيش المدينة. وحياتي مليئة بالحرب والانتصارات، وعيوني القاسية لا تنبئ بشي سوي الصرامة.
لكن وراء قسوة كازوما. كان يعاني من شي آخر... وشخص مقرب من كازوما. كازوما كان يظن ان هذا السخص في صفه، ولكن خان كازوما بشكل بشع، وكاد ان يهلك جيشه بأكمله. والخيانة تلك كانت بالنسبة الي كازوما جرح عميق لا يلتئم.
اوماي
انا كنت بعيدة، واعيش في ظلال، واختفي بين الاجسام. وانا الآن في سن التاسعة والعشرين، واصبحت جاسوسة محترفة لا اخطئ
وفي تلك الايام، كانت تستعد اوماي للقيام بمهمة خاصة. مهمتها كانت تقتضي ان تكون قريبة من سايوري، وتعرف كل تحركاتها واسرارها، لكن دون ان تكتشف سايوري. ورغم انها كانت تتقن تجنب الانظار، كان هناك شعور غير مريح في قلب اوماي
ماي
اما انا كنت اشعر بتغير غريب في جو المدينة. إني اعلم ان شيئا قادما، وانه لا مفر منه. وانا اعلم ان العالم لن يبقي كما هو.
كانت قد رأته في رؤاها. الظلام الذي يقترب و الدماء التي ستسفك. وماي تعرف ان لا شي يمكن ان يوقف هذا، إلا إذا تدخلت سايوري.
نوريكو
اما انا فقد كنت اواجه تحديا جديدا. في تلك الايام، وكان هناك تهديدا آخر يلوح في الافق. وكنت قد تلقيت رسالة سرية من جهة محهولة تعرضت علي ان اكون جزءا من الخطة الكبيرة. لكني لم اكن اعرف إن كان هذا العرض صادقا ام مجرد خدعة، ولذلك بدأت أراقب كل شي حولي بعناية.
ظلال الخيانة
سايوري
سايوري وفي تلك الايام انا كنت اشعر بشئ غريب يتسلل في الهواء، كان هناك شعور ضبابي يلف كل شئ حولي. كان الوضع غير مريح، لاشئ كان يبدو كما هو. كانت تمر ايامي بين تدريباتي القاسيةوتخطيطاتي لأهدافي المستقبلية، لكن ذلك الشعور كان يعود مجددا. ويجعل قلبي يزداد سرعة في ضرباته. كأني كنت أبتعد عن شئاو ربما شئي يقترب مني بشكل غير مرئي، شي يهدد كل ما اعمل من اجله.
هل هذه مجرد مخاوف لا أساس لها؟ أم أن هناك فعلا تهديد يلوح في الأفق؟ وأثناء تأمولات سايوري كانت أوماي....
اوماي
انا اقترب من سايوري بخطوات هادئة وثابتة، كما كنت انا دائما. وكان من المفترض ان تكون تلك اللحظة فرصة لسايوري لتعيد تنظيم افكارها، ولكن لا، كانت تشعر بشي مختلف مني.
اوماي لم تكن فقط تلك الفتاة الانيقة ذات الشعر الاسود القصير والعيون السوداء اللامعة. ومهمتها كانت بسيطة في البداية فقط تعلم اسرار وتحركات سايوري. وتقترب منها. دون انا تكتشف سايوري ذلك. لكن كان هناك شي في اعماق اوماي كانت هي نفسها غير قادرة علي تجاهله، شيئا يدفعها للتساؤل إن كانت علي هذا الطريق؟ ام أن ضميرها سيخونها؟ وبينما كانت سايوري تفكر في هذي الأمور.
ماي
انا كنت جالسة في ركني المظلم، كنت أتأمل بحرية في الكتب التي حولي، ولكن اليوم كان مختلفا. كنت اشعر بتغير غريب في المدينة. لم يكن له تفسير واضح، لكني كنت ادركه. كان شي ما يجتمع في الظلام. كان ذلك الصوت غير المرئي يرن في اذني. شي قادم ضخم. كان في الهواء، في كل زواية، وكأنما كائنا غير مرئي يحرك خيوطا من الظلام حولي.
هل سيصبح العالم كما نعرفه؟ أم أن هناك تغييرا لا مفر منه؟ كان لسانها يتنهد ببطء. كان هناك شئ في نفسها ينجئها بأن سايوري وحدها هي التي يمكن ان توقف هذا التغيير. إذا لم تتحرك في الوقت المناسب، فسيكون من غير الممكن تغيير شئ. وكان هذا هو السر الذي لا تستطيع ان تحمله اكثر من ءلك.
الجنرال كازوما
اما انا، الجنرال القوي ذو البنية الصلبة، فقد كنت أفكر في ايامي الأولي كجنرال في جيش المدينة. كنت اعلم ان القوة تأتي بثمن. وأنه لا مجال للضعف في المعركة. كانت عيوني القاسية التي لا تبدي اي تعبير هي سر قوتي في المعارك. ولكن في تلك اللحظة، وانا جالس في مكتبة مظلمة، شعرت عيناي بحزن مفاجئ بسبب...، وحالة من الضيق الذي لم اعرف كيف تفسيره.
وقال كازوما كنت أظن انني علي قمة العالم... لكن في الحقيقية، كنت اعيش في قمة جبل ملئ بالخيانة. وهل الشخص الذي خان كازوما في وقت كان يحتاج كازوما إليه أكثر من اي وقت مضي. هل كانت تلك الخيانة فعلا مجرد خطأ؟ أم كانت جزءا من خطة أكبر؟
الجنرال كازوما
بينما كنت انا اتأمل في افكاري، ظهرت في ذهني، وانا أتخيل أن هناك خيوطا تتحرك من بعيد، تدير كل شئ من وراء الكواليس. ولا احد يعرفه، ولا احد يستطيع ان يراه، ولكن كنت اشعر به في كل شئ. كانت هناك يد خفية تجر الجميع نحو حافة الهواية، وكلما أقتربت تلك اللحظة، كان الظل يقترب من ساحة المعركة.
كان هناك شئ اكبر يتحرك في الخفاء، شئ يعرفه الجميع، لكن لا احد يجرؤ علي مواجهه. ثم فجأة، ظهر فولكر، الرجل الذي كان ذات يوم عدوا لكازوما بسبب....، وكان يخفي وجهه بالكامل. وهل هو نفسه؟ هل كان حقا الشخص الذي خان كازوما؟ ام لا. ولماذا خانو؟
فولكر
انا قد اصبحت جزءا من الجبهة الاخري. شخص من الظل، كما احب ان اسمي نفسي كنت اتحرك بهدوء، وكل تحركا كانت محسوبة بعناية. لم يكن اخد يعلم اني كنت جزءا من الخطة الكبري التي كانت تهدد الحميع.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon