NovelToon NovelToon

أصبحتُ موضوعاً لتجارب الساحر العظيم المجنون

الفصل 1

...سأموت قريبًا....

...لذلك، أنا في حالةٍ لا أرى فيها شيئًا آخر....

...لو كان بإمكاني البقاء على قيد الحياة، كنت سأشرب حتى الماء القذر....

...“إذاً، هل تعنين أنكِ ستبيعين نفسكِ لي الآن؟”...

...قطع الصوت المنخفض السكون. و توجهت العيون الصفراء الفاتحة، التي كانت تلتفت إلى مكان آخر، نحوي....

...ابتسمتُ بلطف، رافعةً زاوية شفتيي دون أن أبدي أي قلق. بينما كنت أحاول جاهدةً أن أمسك يدي المرتجفة بسبب التوتر....

...“نعم!”...

...هذا كان أول لقاءٍ لي مع “دانتي”، ساحر العزلة الذي سيصبح مخلصًا لي....

...الفصل 1...

...“مرة أخرى؟ حياةٌ قصيرة؟”...

...تنهدت وأنا أنظر إلى شعري البني الفاتح الكثيف في المرآة، وعيوني التي تشع بلون الفيروز كما لو كانت مصنوعةً من حجر “بيريدوت*”....

...*آخر الفصل...

...“لماذا بالضبط لون عينيّ مثل حجر الفيروز؟ لو كانت زمرديةً لكان بإمكاني التقمص في روايةٍ أخرى!”...

...بدأت حياتي الرابعة اليوم، وفي نفس الوقت، انتهت....

...لأنني قد انغمست في حياة شخص على وشك الموت، وأنا أعرف متى وكيف ولماذا سأموت....

...“ألم يحن الوقت للتجسد في حياةٍ طبيعية؟ تباً! ليذهب الجميع إلى الجحيم!”...

...هناك سببٌ لغضبي هذا....

...لأن التجسد في حياةٍ قصيرة ليس شيئًا جديدًا بالنسبة لي....

...'هل كان هذا بالفعل التجسد الرابع في حياةٍ قصيرة؟'...

...في حياتي الأولى، كنت طالبةً في امتحانات القبول، أدرس طوال الليل حتى مت دون أن أتمكن من اجتياز الامتحان....

...في حياتي الثانية، كنت أميرة مملكةٍ سقطت في رواية درامية. ...

...تم تدمير المملكة دون أن يكون لدي الوقت لفعل أي شيء....

...و في حياتي الثالثة، كنت شخصيةً عابرة في لعبة رعب، وكانت المشكلة أنني لم ألعب تلك اللعبة من قبل. ...

...كنت دائمًا ألتصق بشابٍ وسيم يبدو ضعيفًا، لكنه كان في النهاية الشرير النهائي! و تم قتلي بشكلٍ مروع على يد ذلك القاتل الشاب....

...'على الأقل كانت هذه روايةً قرأتها من قبل، مما يعني أنني قد أتمكن من البقاء على قيد الحياة هذه المرة.'...

...على عكس حياتي السابقة التي كانت بلا حل، في هذه الحياة أعرف القصة، لذا يمكنني أن أجد طريقةً للبقاء على قيد الحياة....

...لا، يجب أن أبحث. فأن أموت مجددًا بهذه الطريقة أمرٌ ظالم للغاية....

...وقفت ويديّ متشابكتان أتأمل نفسي في المرآة وأفكر في “ذاتي”....

...كنت داخل رواية رومانسية فانتازية قرأتها في حياتي الأولى. وكنت فيها مجرد شخصيةٍ ثانوية تموت في ريعان شبابها....

...“إيرفين كوينيارديل، الابنة الوحيدة لكونت عائلة كوينيارديل.”...

...كان هذا هو بداية الوصف عن إيرفين....

...حين كانت في العاشرة من عمرها، توفي والداها الكونت والكونتيسة في حادث. و عمها جوزيف، الذي كان يطمع في لقب الكونت منذ البداية، استغل الأمر وتولى المنصب بحجة أنه سيرعى إيرفين حتى تكبر....

...بعدها طُردت إيرفين من القصر تقريبًا، والوحيدون الذين اعتنوا بها كانوا إدن، الابن الأكبر لعائلة الدوق هايفن، وأبويه، وكان إدن هو بطل الرواية....

...إدن، ذو الشخصية النزيهة، اعتنى بإيرفين أفضل من أي أحد. لكن منذ أن التقى ببطلة الرواية، أصبحت إيرفين في الهامش....

..."و كما هو متوقع.”...

...إيرفين، التي لم يكن لها من تعتمد عليه سوى إدن، استخدمت وضعها هذا لتتدخل وتفسد العلاقة بين البطل والبطلة....

...في النهاية، حتى إدن تخلّى عن إيرفين، ولم يكن لها مكانٌ تذهب إليه، فتجوّلت في الشوارع بلا مأوى إلى أن فقدت السيطرة على طاقتها السحرية وماتت....

...'حسنًا، تذكرت كل شيء!'...

...بعد أن استعدت كل ما يتعلق بإيرفين، شعرت بالفرح وبدأت أضرب قدمي بالأرض بحماس. و فجأة، داهمني دوار حاد وغثيانٌ شديد....

...“أووغ…..ما الذي حلّ بجسدي لأتعب بهذا الشكل من مجرد قفزة؟”...

...كانت إيرفين ضعيفةً جسديًا منذ صغرها....

...كانت تحتاج إلى مسكناتٍ عدة مرات في اليوم، وكانت حالات الإغماء متكررة....

...استدعى الدوق والدوقة هايفن أشهر الأطباء في الإمبراطورية، لكن لم يتمكن أحد منهم من معرفة السبب....

...لكنني أعرف الحقيقة....

...إيرفين كانت تملك طاقةً سحرية هائلة، تفوق قدرة جسدها الضعيف على الاحتمال....

...'سحرٌ أو لا، عليّ أن أستلقي الآن. أشعر بالغثيان وكأنني سأموت.'...

...استلقيت على السرير ونظرت إلى السقف المزين برسومات زاهية....

...“لننجُ هذه المرة. يجب أن أعيش.”...

...بما أن النهاية معروفة، فلا بد من وجود وسيلةٍ للبقاء. لم أكن لأموت مجددًا وفق مصير لا أريده....

...'سأقابل ذلك الشخص، و أحل مشكلة الطاقة السحرية، وأتخلص من البطل.'...

...***...

...“آنستي، من الأفضل أن تعودي إلى الداخل الآن. اليوم الرياح قويةٌ وقد تصابين بالزكام، نعم؟”...

...“قليلاً فقط، دعينا ننتظر قليلاً بعد.”...

...في بداية فصل الربيع، حين لا يزال البرد يلسع أطراف الأنف مع كل نسمة ريح تهب. و رغم برودة الجو، جلستُ في الحديقة لأتناول الشاي عن عمد....

...الكوب الذي كان يعلوه البخار منذ لحظاتٍ أصبح الآن بارداً لدرجة أنني أستطيع شربه دفعةً واحدة....

...“آنستي! إذا أصبتِ بالزكام مجددًا، فستبقين طريحة الفراش لأسبوعٍ كامل هذه المرة! أنا قلقةٌ جداً، حتى أنني لا أستطيع التنفس بشكلٍ طبيعي من شدة التوتر..…”...

...“آه، فهمت. فقط انتظري قليلاً، لقد اقترب موعد قدومه.”...

...“مهما انتظرتِ، فلن يأتي من تنتظرينه يا آنسة!”...

...ليج كانت خادمتي الخاصة، وكانت تهتم براحة بالي وصحتي بشكلٍ مفرط، لذا كانت كثيرة الثرثرة أكثر من غيرها....

...حتى وأنا أتحدث معها الآن، لم تتحرك عيناي عن البوابة الحديدية ولو للحظة....

...“هذا مستحيل. أنا بالضبط الشخص الذي يريده. لذلك فقط…..قليلاً بعد…..لقد أتى.”...

...لقد أتى أخيراً....

...نهضت واقفةً فجأة. ثم بدأت أخطو نحو البوابة خطوةً تلو الأخرى....

...رأيت من خلال قضبان البوابة رجلاً يرتدي قميصًا كاروهات وبنطالاً داكنًا بحمالات، ويعتمر قبعةً بنية تُغطي شعره الكثيف....

...نعم، الرجل الذي كنت أنتظره منذ مدة لم يكن سوى ساعي البريد الذي يجلب الرسائل إلى القصر....

...ركضت نحوه بسرعةٍ وخفق قلبي بقوة بينما ألقيت عليه التحية....

...“صباح الخير! يا له من صباح جميل، أليس كذلك؟”...

...“آه، نعم، صباح الخير..…”...

...ابتسم ساعي البريد ابتسامةً محرجة، وانشغل بتقليب حقيبته المليئة بالرسائل محاولًا تفادي نظراتي....

...سألته بإصرار وأنا أنظر إليه مباشرة،...

...“أليس هناك رسالةً باسمي؟”...

...عندما أطرح هذا السؤال، دائمًا ما يعقد ساعي البريد حاجبيه ويبدو عليه الحرج الشديد، تمامًا كما يحدث الآن....

...لقد مر أكثر من عشرة أيام وأنا أخرج كل صباح لأنتظره. لكن، وكما هو الحال دائمًا اليوم أيضًا….....

...“أعتذر، لا يوجد شيء..…”...

...قابلتني خيبة أمل أخرى....

...***...

...“هل تعلمين أن الخادمات مؤخرًا يتهامسن بأنكِ على علاقةٍ سرية بساعي البريد؟”...

...بمجرد أن عدت إلى الغرفة وبدأت في التنظيف، بدأت ليج تثرثر من جديد....

...“أنتِ تركضين نحوه بكل حماسٍ لمجرد رؤية طرف قبعته، وهذا يحدث منذ عشرة أيام!”...

...كانت ليج تتحرك بسرعةٍ وهي تزيل الغبار العالق على إطار النافذة....

...“أعتقد أنه عليكِ أن تتصرفي بحذر الآن. نحن لسنا في قصر عائلة الكونت كوينيارديل، بل في قصر الدوق هايفن! ماذا ستفعلين لو سمع السيد الشاب بتلك الإشاعات؟”...

...لكن كلمات ليج لم تصل إلى مسامعي أبدًا....

...“هااااه..…”...

...تنهدت بعمق نحو الفراغ من دون وعي....

...“فووووه..…”...

...وبمجرد أن بدأ التنهد، لم أعد قادرةً على التوقف....

...نظرت ليج إليّ وأنا ممددة فوق السرير، بينما كانت تزيل الغبار المتراكم في أركان الغرفة، ...

...“آنستي، لم تصغي لكلمةٍ واحدة مما قلته مجددًا، أليس كذلك؟”...

...جلست فجأةً وسألتها وأنا أحدق بها،...

...“ليج، لماذا برأيك؟ لماذا لم تأتِ أي رسالة؟”...

...“هل صدّقتِ حقًا أن ردًّا سيصلكِ منه؟ آنستي، ما زلتِ تحتفظين بجانبٍ بريء في شخصيتكِ على ما يبدو.”...

...هزّت ليج كتفيها بخفة، ثم عادت لتحريك منفضة الغبار....

...“هممم..…”...

...ذلك لأنني كنتُ الشخص الأنسب تمامًا لما يبحث عنه....

...لذلك كنتُ واثقةً تمامًا بأنه سيرحب بدعوتي للقاء بكلتا يديه....

...“هذا مزعجٌ حقًا.”...

...عدتُ لأرتمي على السرير من جديد....

...نظرت ليج إليّ بطرف عينها وتحدثت بنبرة فاترة،...

...“لا تحزني كثيرًا. هو شخصٌ معروف عنه أنه لا يقابل أحدًا على الإطلاق.”...

...ثم تابعت كلامها وهي ترتّب الأشياء الموضوعة فوق الخزانة بعناية....

...“يقال أنه لا يظهر حتى لو استدعاه جلالة الإمبراطور. بل وحتى سحرة برج السحر نادرًا ما رأى أحدهم وجهه، يمكن عدّ من رآه على أصابع اليد الواحدة.”...

...“صحيح، لكن مع ذلك..…”...

...“حتى أن الشائعات انتشرت بسببه.”...

...“شائعات؟ أي شائعات؟”...

...هل كانت هناك شائعاتٌ حوله؟ لم أسمع بشيءٍ كهذا من قبل....

...عندما سألتها، أسقطت ليج منفضة الغبار من يدها من شدة الصدمة، ثم استدارت ببطء ونظرت إليّ،...

...“يا إلهي، ألا تعلمين حتى تلك الشائعة؟”...

...“قلت لكِ، أي شائعة؟”...

...“الشخص الذي تنتظرينه حتى يكاد عنقكِ يطول من طول الانتظار!”...

...ما هذا؟! أقصد، ما الشائعة تحديدًا؟!...

...وكأنها قرأت ملامح الحيرة والانزعاج على وجهي، سارعت ليج في الكلام،...

...“يقال إن السبب في أنه لم يخرج يومًا من قبو برج السحر هو أن شخصيته كئيبةٌ ومظلمة جدًا. بل ويُقال أن مظهره قبيح لدرجة أن مجرد النظر إليه مباشرةً أمر لا يُحتمل! أما جسده..…”...

...انحنت والتقطت منفضة الغبار عن الأرض، ثم أشارت بها،...

...“جسده ضعيفٌ وهزيل تمامًا مثل هذه المنفضة! أوه، وهناك شائعة أخرى تقول أن من يقابله في يومٍ ما، يتعرض لسوء الحظ طيلة ذلك اليوم!”...

...لم أكن أعلم بوجود مثل هذه الشائعات، لأنني لم أعرف عنه سوى وجوده فقط....

...لكن حتى لو كانت تلك الشائعات صحيحة، فلا يهم....

...لأنني، مهما حصل، يجب أن أقابله....

...“ويقال أيضًا أنه يختبئ في القبو ويجري تجارب غريبة كل يوم!”...

...لقد أرسلت له خمس رسائل أطلب فيها مقابلته، ومع ذلك لم أتلقَ أي رد....

...“آنسة؟ هل تسمعين ما أقوله؟ آنسة؟”...

...لا مفر إذًا. في هذه الحالة، لا يوجد حلٌ آخر....

...“سأذهب بنفسي لرؤيته.”...

...هاهاها….....

...ابتسمتُ برضا وأنا أنظر إلى أوراق الأشجار التي تتراقص في مهب الريح من خلف النافذة....

...“لم تسمعي حرفًا مما قلته، آنسة إيرفين، أليس كذلك؟”...

...كأنني سمعت صوت ليج وهي تتنهد بضيق، لكن لا بد أنه مجرد وهم....

...***...

...رفعت رأسي حتى كدت أكسر عنقي، أحدّق إلى البرج السحري الضخم. ...

...حتى في أعماق الجبال النائية حيث لا يمر أحد، كان البرج يفرض حضوره بكل هيبته....

...هل ظنوا أنني سأتراجع؟ ...

...رفعت قبضتي المشدودة عاليًا....

...“إن لم يخرج، فسأقتحم المكان بنفسي!”...

...رغم أن الأمر ورد باختصار في الرواية الأصلية، إلا أنني أتذكره جيدًا....

...ذلك الشخص الذي أبحث عنه هو الساحر العبقري، أصغر سيد لبرج السحر في التاريخ، دانتي....

...___________________...

...السلام عليكم شخباركم عساكم طيبين ...

...ذي روايه تضحك حلوه قصيره بس 90 فصل و5 فصول إضافيه ✨...

...للإحتياطاا والطواري ذي حساباتي ...

...انستا : Dan_48i توتر: Dana_48i...

...لون عيون البطلة🤏🏻...

...Dana...

الفصل 2

...طرق- طرق-طرق-!...

...طرقت باب البرج الخشبي بعنف....

...كنت أشعر بهذا من قبل، لكن لماذا يبدو أنني أنا من يتعب كلما طرقت الباب، مع أنه هو الذي يُطرق؟...

...'لو كان لهذا العالم نافذة حالة مثل باقي الروايات، لتناقصت طاقتي نقطةً بنقطة مع كل طرق على الباب بلا شك.'...

...كنت غارقةً في هذا التفكير السخيف حين فُتح الباب وظهر رجلٌ نحيل المظهر يرتدي عباءة تغطي جسده....

...“من…..هااه…..أنتِ مجددًا؟”...

...كان ذلك هو كايدن، ساحر البرج، وقد بدأت أعتاد على رؤيته....

...ما إن رأى وجهي حتى تنهد بعمق وكأن حياته انطفأت، ثم مسح وجهه بيده بتعب....

...كنت أتفهم رد فعله تمامًا، فقد كانت هذه المرة الثالثة التي أزوره فيها في هذا التوقيت....

...“مرحبًا! هل يمكنني رؤية ذلك الشخص اليوم؟”...

...“لا. عودي من حيث أتيتِ.”...

...“أنا أعلم أنه موجودٌ في القبو.”...

...“نعم، الجميع يعلم ذلك. لكن ما الذي يمكنني فعله إن كان لا يريد الظهور؟”...

...“إذاً دعني فقط أتأكد. من يدري؟ ربما يوافق على مقابلتي!”...

...كايدن، الذي ظل يفرك وجهه الجاف مرارًا، تنهد بعمق وعقد حاجبيه بضيق....

...“نحن، السحرة الأدنى مرتبة، من يتحمل تبعات ما يحدث لاحقًا. لذا، أرجوكِ، عودي الآن.”...

...شعرت ببعض الأسى وأنا أنظر إلى وجهه المرهق. أفترض أنه يراني بمثابة شكوى مزعجة يصعب التعامل معها؟...

...أنا آسفة، لكن لا مفر لي إن كنتُ أريد النجاة....

...“إن سمحتَ لي بالدخول هذه المرة فقط، أعدكَ أنني لن أعود مجددًا.”...

...“لا يمكن.”...

...“السيد كايدن، أنت تعمل في صناعة الأدوات السحرية داخل البرج، أليس كذلك؟ ونظرًا إلى كثرة الحروب مؤخرًا، فقد زادت الطلبات وأصبحتَ مرهقًا جدًا.”...

...“إن كنتِ تعرفين، فهلا عدتِ من حيث أتيتِ؟”...

...ابتسمت ابتسامةً صغيرة وأنا أراقب كايدن وهو يرد بتنهد....

...“و قد تلقيتَ مؤخرًا طلبًا من دوقية هايفن لتصنيع عدد كبير من الأدوات خلال فترة قصيرة، ولم يتبقَ الكثير على الموعد النهائي.”...

...“…..أنتِ تعرفين الكثير على ما يبدو.”...

...“إن لم تسمح لي بالدخول إلى الغرفة التي يوجد فيها اليوم، فسأعود غدًا، وبعد غد، وكل يوم، وسأستمر في إزعاجك. أما إن سمحتَ لي بالدخول اليوم، حتى لو لم أتمكن من مقابلته، فلن أعود مجددًا.”...

...عند كلماتي، فتح كايدن فمه من الدهشة، ثم عبس وجهه بضيق....

...“فما رأيكَ؟ ماذا ستفعل؟”...

...وكأنه رأى مستقبله البائس يتجسد أمامه، خفض كايدن رأسه وتمتم بشتيمةٍ خفيفة....

...“لهذا السبب لا ينبغي التعامل مع النبلاء.”...

...ثم نظر إليّ بعينيه الرماديتين المتعبتين نظرةً كلها ضيق، وأشار برأسه إلى داخل البرج....

...“تفضلي، اتبعيني.”...

...أخيرًا. بعد خمس مرات من التجاهل وثلاث زيارات، تمكنت من الاقتراب منه خطوةً واحدة....

...كنت أرغب في الرقص فرحًا، لكنني كنت أعلم أنني سأتقيأ دمًا وأقع أرضًا لو فعلت، لذا اكتفيت بالصراخ من الفرح داخلي بينما تبعت كايدن بهدوء....

...“هاااه…..عليّ أن أترك هذه الوظيفة اللعينة.”...

...اضطررت للاستماع إلى تذمر كايدن طوال نزولنا الدرج المؤدي إلى القبو. لكن لم يكن يهمني. ...

...إن كان بإمكاني فقط أن أحظى بفرصةٍ للقائه، فلا بأس أن أتحمل سيلًا من الشتائم....

...وأثناء نزوله المتثاقل، التفت كايدن فجأةً وهددني بلهجة صارمة....

...“تذكّري جيدًا. لا. لا. لاااا! يُسمَح لكِ بإزعاج اللورد دانتي. هل هذا واضح؟”...

...شدد على كلامه مرارًا، وكان يتحدث بحزم لا يقبل الجدال. وقد لاحظت في عينيه الرماديتين لمحةً من الخوف. بدا وكأنه يخاف من دانتي....

...لماذا؟ حسب ما قالت لي ليج، فهو مجرد رجل ضئيل الحجم وكئيب!...

...همم…..ربما لأن دانتي ساحرٌ عظيم؟...

...“أرجوكِ، أجيبي. لا أستطيع التنبؤ بما قد تفعلينه، وهذا ما يقلقني.”...

...الرد لم يكن أمرًا صعبًا بالنسبة لي....

...“نعم! فهمت.”...

...أجبت بابتسامةٍ مشرقة، فحدق بي كايدن مليًّا قبل أن يخفض رأسه بإحباط....

..."تباً. لا أشعر بأي صدق أبداً….."...

...ثم بدأ يضحك بهدوء كالمجنون ويتمتم بشيء ما وحده....

..."لا، لا بأس. لقد فعلت ما بوسعي. نعم، هذا الأمر لا علاقة له بي. نعم، هذا هو الأمر."...

...توقفت كلماته فجأة في لحظةٍ واحدة....

...عندما رفع كايدن رأسه مجددًا، بدا وجهه خاليًا تمامًا من أي قلق أو همّ. كان وجهًا صافياً كمن بلغ الإدراك للتو....

..."الآن، إن نزلتِ من هنا مباشرة، ستجدين غرفة اللورد دانتي. إذاً سأكتفي بهذا وأتراجع."...

...صعد كايدن الدرج بخطى خفيفة كما لو أنه تخلّى عن حملٍ ثقيل، ثم اختفى....

...عندما أدرت رأسي نحو الاتجاه الذي أشار إليه، رأيت بابًا خشبيًا في نهاية الممر. و لسبب ما، شعرت بالتوتر يحيط بالمكان، فتقدّمت بعد أن أخذت نفسًا عميقًا وطرقت الباب....

..."هل هناك أحد؟"...

...مر وقتٌ طويل دون أن يأتيني أي جواب، ولم أشعر حتى بأدنى حركة....

..."أيها الساحر، أنا أعلم جيدًا أنكَ بالداخل."...

...أرهفت سمعي وركّزت على الأصوات خلف الباب. ثم سمعت بوضوح صوت احتكاكٍ طفيف وكأن طرف ثوب أحدهم قد تحرّك. ...

...كما توقعت، لا شك أنه موجود هنا....

..."أحم!"...

...تنحنحت وبدأت أتحدث موجّهةً كلامي إلى الباب....

..."أيها الساحر، هل وصلك خطابي الذي أرسلته؟ كنت أعود أدراجي دائمًا من أمام باب البرج، وهذه أول مرة أدخل إلى هنا. لدي الكثير لأقوله لكَ، فهل يمكنني الدخول إن لم يكن لديكَ مانع؟"...

...وكالعادة، لم يأتني أي رد....

...الوقت كان يمضي شيئًا فشيئًا. ولم يتبقَ لي الكثير منه…..لا يمكنني أن أفشل وأعود أدراجي مرة أخرى. ...

...لن تكون هناك فرصة ثانية، ولذلك كان لا بد أن أراه اليوم مهما حصل....

...تنفست بعمق مرة أخرى، ورفعت يدي لأطرق الباب من جديد....

..."أيها الساحر..…!"...

...لكن قبل أن أكمل كلمتي، فُتح الباب فجأة. وخرج هو....

...الرجل الذي لا يظهر أمام الناس كثيرًا، والذي قضيت أيامًا في قلقٍ لأجل لقائه....

...لكن هذا الشخص….....

..."من أنتِ؟"...

...إنه مختلفٌ تمامًا عما وصفته لي ليج!...

...'قالت أنه كان يتمايل كخرقةٍ مغبرّة.'...

...بل على العكس، كان ضخم الجثة وأكثر قوةً من معظم الفرسان....

...شعره الأسود الحالك كان مبعثراً قليلًا ويتطاير فوق جبينه، لكن حتى ذلك بدا كجزء من أسلوبه الخاص....

...عينيه المائلتين قليلاً إلى الأعلى أعطت انطباعًا حادًا، لكن الشامتين المتراصتين تحت إحدى عينيه أضفتا عليه هالةً غامضة تناسبت معه بطريقة ما....

...بكلمة واحدة، كان وسيماً....

...تراقصت ألسنة الشموع في القبو، وتمايل معها بريق عينيه الذهبيتين....

..."لماذا تبحثين عني؟"...

...يبدو أن خصلات شعره نزلت لتداعب طرف عينيه، فمرر يده بلامبالاة ليزيحها....

...دانتي، الذي بدا عليه الكسل ممزوجًا بإغراء قاتم، كان يشعّ بجو من الانحطاط الساحر....

...بدأت أفهم الآن سبب خوف كايدن. فمن يتخيل أن هذا الوجه قد يغضب، سيشعر بالشلل فورًا....

..."إن لم يكن لديكِ ما تقولينه، فسأدخل."...

...استفقت فجأةً من شرودي الطويل....

..."لا، لدي ما أقوله! بل الكثير!"...

...التفت دانتي، الذي كان قد استدار، وحدّق بي من الأعلا....

...أخذت نفسًا عميقًا و تحدثت,...

..."كما كتبت في الرسالة، أنا هنا لأقترح عليك صفقة."...

..."صفقة؟"...

...كنت واثقة. دانتي لن يرفض عرضي أبدًا. لا، بل لن يستطيع رفضه. لأنه عرضٌ يحتاجه بشدة....

...نظرت إليه مبتسمةً، وكأنني أجيب على سؤاله الضمني عمّا هي الصفقة....

..."أنا أمتلك قوةً سحرية قديمة. سأمنحك هذه القوة، لكن في المقابل، أريد منكَ معروفًا!"...

...في تلك اللحظة، توقف دانتي قليلًا وحدّق بي ببطء....

...التعبير الذي ظهر على وجهه كان…..دهشة؟ لا، بل بدا أقرب إلى الغضب بشكلٍ غريب....

...أغمض دانتي عينيه ببطء وقطّب حاجبيه، ثم أطلق زفرة عميقة....

..."هل أزعجتني بهذا القدر فقط لتقولي هذا الهراء؟ بعد كل تلك الرسائل التي أرسلتِها؟"...

...إذًا لقد وصله الخطاب. ظننت أنه لم يصله لأنه لم يُبدِ أي رد فعل....

..."لقد جاءني العشرات من أمثالكِ يدّعون امتلاكهم للقوة السحرية القديمة. لكن سواءً امتلكوا قوى كبيرة أو أجسادًا قوية، لم يكن لأيٍّ منهم علاقة حقيقية بتلك القوة."...

...ثم فجأة، اتسعت عيناه وهو يحدّق بي بحدة....

...عيناه الذهبيتان تألقتا بضوءٍ وحشي كعيني وحش مفترس....

..."ولكن، أنتي؟ بهذه الهيئة البائسة التي تبدين فيها وكأنكِ ستموتين في أي لحظة، تزعمين أنكِ حاملة السحر القديم؟ هل هذا معقول؟"...

...لم أتوقع هذا الرد. لكن لا مجال للتراجع الآن....

...“أنا لست مثل أولئك المزيفين، أنا حقيقية! إن لم تصدقني، فتحقق بنفسك. أنت قادرٌ على ذلك، أليس كذلك؟”...

...مددت يدي نحو دانتي. فازداد تعبير وجهه تصلبًا وهو يحدّق بأطراف أصابعي....

..."آه، أنا لا أستطيع إطلاق قواي السحرية على الإطلاق. لذلك لا توجد طريقة واضحة لأثبت لك ذلك."...

...ظل دانتي يحدّق في أطراف أصابعي بنظراتٍ غير راضية، ثم عبث بشعره بعصبية....

...وفجأة، أمسك بيدي الممدودة بقوة. ومن شدة قبضته، انجذبت تلقائيًا نحوه....

...صرنا على مسافة قريبة لدرجة أن أطراف ملابسنا تلامست، وشممت رائحةً حادة كأنها أدوية نفاذة تثير الأنف....

...انحنى دانتي نحوي حتى صار وجهه قريبًا، ثم زمجر بصوت منخفض،...

..."إن كنتِ تكذبين علي، فسوف تتحملين عواقب وخيمة....

...كان صوته بارداً بشكل يثير القشعريرة، خالياً من أي شعور."...

..."بمجرد أن تتحقق، ستقبل عرضي بلا شك."...

..."ما زلتِ تقولين هذا الكلام……"...

...ضحك دانتي بسخرية وكأنه لا يصدق، ثم ابتعد عني قليلاً، لكنه لم يفلت يدي، بل شدّ عليها أكثر وهمس بشيءٍ ما....

...وفي تلك اللحظة بالضبط، انبثقت هالةٌ زرقاء حول دانتي، وسرعان ما أحاطت بنا نحن الاثنين دفعةً واحدة....

...وفي اللحظة نفسها، شعرت بحرارة لاهبة تنبعث من راحة يدي التي كان يمسك بها....

..."آه.…!"...

...بدأ الألم من كفي، ثم صعد عبر ذراعي ليتسلل تدريجيًا إلى كامل جسدي....

...صداعٌ نابض، وغثيانٌ يقلب الأحشاء، وأنفاسٌ متقطعة تتسارع بشكلٍ مرعب....

...تباً…..أنا أعرف هذا الإحساس جيدًا....

...ذلك الألم المقيت الذي كان يخنق أنفاسي باستمرار، ويدفعني نحو حافة الموت. و الإحساس بتشوش الرؤية، وانفلات الوعي، والدوار الذي يزداد قسوة....

...رغم أنني اعتدت عليه، إلا أنه ما زال مؤلمًا كما كان دائمًا....

...'لا يمكن أن أترك الأمور تسير هكذا…..'...

...على الأقل، لا أريد أن أُرعبه في لقائنا الأول....

...جمعت بصعوبة ما تبقّى لي من قوة، و تحدثت لدانتي،...

..."أه، معذرةً…..سأفقد وعيي بعد قليل. لكن لا تقلق، سأستفيق قريبًا. فقط لا تنصدم كثيرًا، حسنًا؟ لنلتقي لاحقًا…..إلى اللقاء….."...

...وبعد هذه الكلمات، انهرتُ وسقطت على الأرض....

..._________________...

...الله على أول لقاء😭...

...دانتي الحين بيندم انه ماسمع كلامها شف وش سويت في ام عيالك🙂‍↔️...

...Dana...

الفصل 3

...“هممم……”...

...تقلبتُ وأنا أحتضن اللحاف الدافئ....

...ما زال شعوري بالغثيان ووجع الرأس مستمرًا، لكنني شعرت بنوعٍ من الطمأنينة....

...لكن الصوت العميق الذي رنّ فوق رأسي كان غريبًا للغاية....

...“هل استيقظتِ؟”...

...“واااه!”...

...ما إن تأكدت أن صاحب الصوت هو دانتي حتى استقمتُ جالسة فجأة....

...“أوووف……”...

...بسبب بقائي مستلقيةً لفترة طويلة، لم أستطع تثبيت جسدي جيدًا عند النهوض فجأة، فأختل توازني....

...رغم أن دانتي كان واقفًا على مقربة، إلا أنه لم يساعدني، بل ابتعد خطوةً للخلف. وبفضله، سقطت على الأرض مباشرة. ولو انزلقت قليلاً إلى الجانب، لارتطم رأسي بحافة كتابٍ سميك....

...'تجنبني. لقد تجنبني! بالتأكيد تفاداني، هذا الوغد!'...

...نظرت إليه بغضب وهو يتظاهر باللامبالاة، ثم وقفت وأنا أنفض التراب عن كفيّ....

...عاهدت نفسي ألا أسامحه على ما فعله، ثم سألته،...

...“كم من الوقت كنتُ فاقدةً للوعي؟”...

...“لم يمر وقتٌ طويل. حوالي ساعتين؟”...

...كنت أحيانًا أظل فاقدةً للوعي ليومٍ كامل، لذا فالساعتان تُعدّان وقتًا جيدًا نسبيًا....

...كان على الأريكة التي كنت مستلقيةً عليها قبل قليل لحافٌ منزوٍ في الزاوية. يبدو أنه وضعني على الأريكة وغطاني به بعد أن أغمي عليّ....

...'وهل يكفي أن سغطيني فقط؟ شخصٌ يسقط أمامه ولا يمسكه؟ إنه حقير.'...

...رفع دانتي نظارته التي لا أعلم متى بدأ بارتدائها، ثم بدأ يوجه إليّ الأسئلة....

...“هل كنتِ تملكين القوة السحرية القديمة منذ ولادتكِ؟”...

...“نعم؟ نعم. على حد علمي، نعم.”...

...“متى أدركتِ أن القوة السحرية التي تمتلكينها هي قوةٌ سحرية قديمة؟”...

...“أمم……لم يمضِ وقتٌ طويل على ذلك. لكن، لماذا تسأل-”...

...قاطعني دانتي فجأة وأكمل حديثه. بينما كانت نظراته المتسائلة عن السحر القديم تتلألأ بشكلٍ غريب....

...“هل ضعف جسدكِ بسبب القوة السحرية؟ لا، لا، ربما العكس تمامًا. هل كنتِ ضعيفةً منذ ولادتكِ؟ هل كنتِ تفقدين وعيكِ كثيرًا وأنتِ طفلة؟ لا بد أنكِ عرضتِ حالتكِ على طبيب. ألم يربط أحدهم الأمر بالسحر……؟”...

...“انتظر! انتظر لحظة!”...

...قاطعتُ دانتي بسرعة قبل أن يواصل سيل أسئلته الذي لا ينتهي. و كان واضحًا من حماسه أنه مهتمٌ بي. لذا، لم أستطع ترك هذه الفرصة تضيع....

...نظر إليّ دانتي من أعلى وهو يطبق شفتيه كمن يشعر بالأسف....

...“حسنًا، أولًا، دعنا نهدأ قليلًا. لماذا لا نكمل حديثنا السابق أولاً؟”...

...“……عن الصفقة؟”...

...“نعم!”...

...عاد دانتي إلى تعابيره الباردة، على عكس حماسه في طرح الأسئلة قبل قليل....

...“أنتَ تأكدتَ أنني أمتلك سحرًا قديمًا، صحيح؟”...

...“صحيح.”...

...“كما رأيت، لديّ قوةٌ سحرية قديمة هائلة. لكن جسدي ضعيف، ولا يستطيع تحملها.”...

...أومأ دانتي برأسه ببطء وكأنه يوافقني الرأي....

...“ولكن، أمم……”...

...فتحتُ فمي لأتابع الحديث، لكن الكلمات لم تخرج بسهولة....

...ثم نظرت إلى دانتي الذي أمال رأسه وكأنه لا يفهم شيئًا، ثم أخذت نفسًا عميقًا وتحدثت....

...“بعد وقتٍ قصير، ستنفلت قواي السحرية وسأموت بسبب ذلك. لذا……”...

...كنت أريد قولها بهدوء، لكن لم أستطع منع صوتي من الارتجاف. و رغم أنني عشت هذا الأمر مرارًا، إلا أنني لم أستطع أن أعتاد فكرة الموت....

...“لذا، ألا يمكنكَ أن تأخذ هذه القوة السحرية عديمة الفائدة مني؟”...

...حاولت أن أرفع طرفي شفتيّ بابتسامة مصطنعة....

...هل أبدو وكأنني أبتسم جيدًا؟ لو بدوتُ متوترةً فسيظن أن هناك شيئًا خاطئًا....

...نظرتُ إلى دانتي بطرف عيني، لكن على عكس مخاوفي، كان يبدو خالي الفكر تمامًا. ثم فجأة، فتح فمه،...

...“لدي فكرةٌ أفضل من ذلك.”...

...“……ما هي؟”...

...أفضل من أن يأخذ قوتي كلها؟...

...أنصتُّ لكلماته التالية....

...“يمكنكِ ببساطة أن تتحكمي أنتِ في قواكِ السحرية.”...

...لو كان ذلك ممكنًا، فهل كنتُ سأقلق من الأساس؟...

...“أنتَ تعلم جيدًا يا سيد ساحر، أن الأمر ليس بهذه السهولة. ليس لدي وقتٌ كثير.”...

...التحكم في القوة السحرية أمرٌ بالغ الصعوبة. يختلف من شخصٍ لآخر، لكنه قد يستغرق سنوات....

...حتى السحرة المسجلين في برج السحر حاليًا، كانوا يتلقون التدريب منذ طفولتهم حتى أصبحوا قادرين على التحكم بالسحر. ...

...لكن دانتي، وكأن الأمر لا يعنيه، هز كتفيه وتحدث بنبرة لا مبالية....

...“اقتراحكِ لا يعود عليَّ بأي فائدة.”...

...“نعم؟ لماذا؟ ألن تقوم بامتصاص قوتي السحرية القديمة في قواكَ؟”...

...“القوة السحرية القديمة تختلف عن السحر العادي من حيث الجوهر. لا يمكن دمجها بالسحر العادي من الأساس، وحتى إن وصلت إليّ، فلن أتمكن من استخدامها بأي شكل. إلا إذا كان الأمر متعلقًا بالسحر الأسود، فربما.”...

...لم أكن أعلم ذلك. كنت أظن أنه يمكن امتصاصها واستخدامها كما في الكتب. ...

...إذًا، لا يمكنني التصرف أمام دانتي بثقةٍ بعد الآن!...

...……بما أن الأمر وصل إلى هذا الحد، فلا خيار أمامي سوى إيجاد نقطة تفاهم حتى يساعدني....

...“إذاً، ماذا كنتَ تنوي فعله باستخدام السحر القديم؟ سمعت أنك كنتَ تبحث بشغف عن شخص يمتلكه.”...

...“كنت أريد دراسته.”...

...“دراسته؟”...

...“نعم. البحث في السحر القديم نادرٌ للغاية لدرجة أنه لا يُذكر حتى في الكتب. لذلك كنت أبحث عن القلائل الذين يمتلكونه لدراسته.”...

...يبدو أن ما يُقال عن سحرة برج السحر صحيح، أنهم يقضون حياتهم في أبحاث السحر....

...وبعد حديثي القصير مع دانتي، أدركت ذلك. خليفة رئيس البرج المُرتقب، الذي لم يُعرف عنه سوى الشائعات، كان في الحقيقة مهووسًا بأبحاث السحر مثل باقي السحرة....

...رغم وجهه الخالي من التعابير دومًا، إلا أن وجهه كان يضيء فجأةً كلما تحدث عن السحر. وهذا يجعل عقد صفقةٍ معه أسهل....

...“إذًا، علّمني كيف أتحكم في قواي السحرية. وسأسمح لكَ بإجراء أبحاثٍ عليها.”...

...“موافـ-”...

...قاطعته قبل أن يُكمل موافقته، وطرحتُ عليه اقتراحًا آخر دون أن أترك له مجالًا لالتقاط أنفاسه....

...“لكن، إن شعرتُ أنني لم أعد أستطيع تحمل التحكم في القوة السحرية، وأن حياتي باتت في خطر، فعندها، أرجوكَ، اسحبها مني حتى لا أموت.”...

...على أي حال، هذا كان لبّ الموضوع بالنسبة لي. فالقوة السحرية إن لم تُفرغ، تستمر في التراكم داخل الجسد....

...ربما كان بإمكان الإنسان العادي تحمل ذلك إلى حدٍّ ما، لكن بالنسبة لإيرفين، التي كانت ضعيفةً جسديًا منذ الطفولة ولم تتمكن من تنمية بنيتها بشكلٍ طبيعي، فذلك كان أمرًا مميتًا....

...وفوق ذلك، لم تكن مجرد قوةٍ سحرية عادية، بل كانت قوةً قديمة نادرة. ولا يستطيع التعامل معها إلا كبار السحرة....

...لذلك، كنت بحاجةٍ إلى دانتي أكثر من أي شخص آخر....

...أجاب دانتي بصوتٍ منخفض،...

...“موافق.”...

...وهكذا، تم إبرام الصفقة. وبذلك ضمنتُ على الأقل بقائي على قيد الحياة....

...كان مجرد افتراض، لكن فكرة أنني قد لا أموت في هذه الحياة جعلت قلبي يمتلئ بمشاعر غامرة....

...امتلأت عيناي بالدموع دون أن أشعر، وشعرت بأنها ستنهمر في أي لحظة، فرفعت رأسي فجأة. حينها، بادرني دانتي بالكلام وهو ينظر إليّ،...

...“هل يمكنكِ أن تخبريني بتفاصيل أكثر عن معرفتكِ بأنكِ ستموتين قريبًا؟”...

...“……في وقتٍ لاحق. لاحقًا، عندما أعرفكَ أكثر، عندها فقط.”...

...لم يكن لأني أشك في دانتي أو لا أثق به. فقط، لا أعلم كيف أشرح ذلك……و شعرت أنه لا ضرر من الحذر. ...

...مجرد احتياط، لا أكثر....

...وفوق كل شيء، دانتي كان شخصيةً لم يُذكر عنها سوى القليل في الرواية الأصلية، لذا لم أكن أعرف عنه الكثير بعد....

...“مفهوم.”...

...ورغم رفضي، لم يُبدِ دانتي أي ردّ فعلٍ خاص، بل اكتفى بهزّ رأسه وتوجّه نحو الباب....

...ثم، وهو يفتح الباب بخفة، التفت إليّ،...

...“إذًا، أرجو أن تأتي في نفس الوقت غدًا.”...

...“آه، تقصد أن أغادر الآن؟”...

...“نعم.”...

...وأشار دانتي بنفسه إلى الباب وهو يومئ برأسه....

...“تعني، انتهى عملنا، فاخرجي بسرعة، صحيح؟”...

...تمتمتُ بذلك في داخلي، لكن قدماي كانتا قد خرجتا من الباب بالفعل....

...“حسنًا، إلى اللقاء غدًا.”...

...“نعم.”...

...ثم، بلا تردد، أُغلِق الباب خلفي بصوتٍ قاسٍ....

...***...

...ذهبتُ إلى برج السحر فجرًا للقاء دانتي، لكنني عدت إلى القصر بعد أن غطّى الظلام السماء بالكامل....

...كنت قد فقدت الوعي مرة، وقضيتُ وقتًا طويلًا في التنقل بالعربة، لذا بدأ التعب يغمرني. و لو أنني فقدت تركيزي للحظة، لكنت انهرت نائمةً في الممر....

...'أريد فقط أن أستحم وأستلقي في السرير بسرعة……'...

...كنت أجر قدمي بصعوبة متجهةً إلى غرفتي وأنا أقاوم النوم، حين سمعت صوتًا مألوفًا خلفي....

...“إيرفين، أعائدة من مكانٍ ما؟”...

...كان صوتًا لطيفًا كنسيم الربيع....

...استدرت لأنظر إلى صاحبه، فإذا به إيدن، الابن الفخور للدوق هايفن، وصديقي الوحيد. وأيضًا بطل هذه الرواية....

...“آه، لا شيء. فقط خرجت في نزهةٍ قصيرة.”...

...“بدا أنكِ خرجت منذ الفجر، أليس كذلك؟”...

...وبما أن إيدن كان يرتدي ملابس الخروج أيضًا، فربما كان ذاهبًا لركوب العربة، لكنه لم يجد العربة التي أستخدمها أنا، ففهم أنني خرجت....

...“وأنتَ؟ يبدو أنكَ عدت من الخارج أيضًا؟”...

...“نعم، جلالة الإمبراطور استدعاني مع والدي.”...

...“أوه، أصبحتَ مهمًا لدرجة أن الإمبراطور بنفسه يستدعيكَ؟”...

...قلتُ له ذلك بنبرةٍ مازحة كأنني أُضايقه، فضحك إيدن ضحكةً خفيفة كالنسيم. ومع حركته، تناثرت خصلات شعره الفضي....

...“ليس الأمر كذلك. فقط، فزت بالحظ مؤخرًا في بطولة المبارزة. ويبدو أن ذلك كان السبب في الاستدعاء.”...

...بالفعل، كان بطل الرواية كما يجب أن يكون. وسيم، لطيف الطبع، ويجيد المبارزة ببراعة……كان مثالًا مثاليًا للجميع....

...'ولهذا السبب وقعت البطلة في حبه من النظرة الأولى.'...

...أمرٌ يمكن فهمه، بل من السهل تفهّمه....

...وربما لهذا أيضًا شعرت إيرفين بالاستياء حين أصبحت في الظل بعد ظهور البطلة....

...'لكن هذا لا يعني أنني أرغب في تكرار تلك الحياة.'...

...نظرتُ إلى إيدن بابتسامةٍ لطيفة، ثم فتحتُ فمي لأخبره بأمرٍ ما. كنت أنوي إخباره مسبقًا، لأني سأبدأ بالخروج كثيرًا من الآن فصاعدًا....

...فما دمت سأتعلّم السحر من دانتي، فزياراتي له ستتكرر....

...“بالمناسبة، إيدن. أعتقد أنني سأخرج كثيرًا في الفترة القادمة لتعلّم التطريز.”...

...نظرًا لطبيعته القلِقة، لم أكن أحتاج إلى ذكر السحر له كي لا يقلق أكثر....

...“حقًا؟ حسنًا، سأوصي بتحضير العربة في الوقت المناسب.”...

...“شكرًا لاهتمامكَ. سأذهب للنوم الآن. تصبح على خير.”...

...“أنتِ أيضًا، أحلامًا سعيدة.”...

...تركتُ إيدن يبتسم برقة خلفي وتوجهت نحو غرفتي. لكن في تلك اللحظة، سمعت صوته مجددًا من خلفي....

...“أوه، إيرفين.”...

...“هم؟”...

...استدرتُ لأنظر إليه، وكان لا يزال يبتسم بنفس اللطف....

...“……انتبهي لنفسكِ.”...

...“هاه؟ من ماذا؟”...

...أملتُ رأسي باستغرابٍ من كلماته المفاجئة....

...ابتسم إيدن ابتسامةً أعمق، وقد انحنت أطراف عينيه بلطف وهو يُكمل،...

...“أقصد، لا تتجولي ليلًا في وقتٍ متأخر مثل اليوم، فقد يكون الأمر خطرًا. سمعت أن الكلاب الضالة أصبحت أكثر عدوانيةً هذه الأيام.”...

...“آه، كنت تقصد ذلك؟ شكرًا لقلقكَ. سأذهب للنوم حقًا الآن، إلى اللقاء!”...

...لوّحت له بيدي وابتعدت عنه. فعلاً، فإيدن دائمًا ما يكون لطيفًا وموثوقًا....

...على كل حال، هل سأتمكن من التدرّب على السحر جيدًا من الغد فصاعدًا يا ترى……...

...__________________...

...ييدو انه طرف ثالث سافها بعدت عنه قال اوه ليييه يامحبوبتييي...

...المهم دانتي يضحك يوم بعد عنها وين الجنتل مان؟😭...

...Dana...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon