"ما قبل العاصفة"
كانت المدينة تغفو تحت ضوء القمر الخافت، تتنفس بهدوء كأنها لا تدري أن الشر يختبئ خلف الأضواء العالية والمباني الفخمة.
على سطح مقهى صغير في وسط العاصمة، كانت إيلا تضحك، شعرها البني الطويل يتراقص مع نسمات الليل، وعيناها تتأملان وجه جنغكوك أمامها، وكأنها نسيت للحظة كل شيء.
"قلت لك إنني سأجعلك تضحكين، مهما كان مزاجك سيئاً"، قالها جنغكوك وهو يمد لها كوب القهوة الساخن.
ضحكت إيلا بخفة، ثم نظرت إليه بنعومة، "وماذا لو قلتُ لك أن مزاجي لم يكن سيئاً، بل كنت أفتعل العبوس فقط كي تبقى أكثر؟"
رفع حاجبيه بدهشة مصطنعة، ثم قال بمكر، "إذًا أنتِ من ذلك النوع من الفتيات؟"
"أي نوع؟"
"اللواتي يخدعن القلوب بدون سلاح."
"وأنت من أولئك الذين يسلمون قلوبهم بسرعة؟"
سادت لحظة صمت، نظراتهما تعلّقت في بعضها البعض، وكأن كل شيء آخر تلاشى. اقترب جنغكوك قليلاً، حتى صارت أنفاسه تلامس خدها، وقال بصوت منخفض:
"قلبي؟ لم يعد لي منذ التقينا أول مرة، عند بوابة الشركة القديمة."
ابتسمت إيلا، لكنها سرعان ما أشاحت وجهها بارتباك، كأنها خافت من أن تنجرف في هذا الشعور.
"نحن هنا لنرتاح، لا لنتحدث عن الشركة... وعن الأسرار..."
"ولكن تلك الأسرار هي ما جمعتنا، إيلا."
أرادت الرد، لكنها شعرت فجأة بذبذبة خفيفة في سوارها الإلكتروني، نغمة لا يسمعها سواها.
رسالة من حايدن، عمها:
"إيلا، التقطنا حركة مشبوهة في مبنى شركة نيكست كورب. ليو في الطريق، كوني مستعدة."
لم تُظهر أي تغير على وجهها، لكنها كانت قد دخلت وضع الاستعداد في داخلها.
نظرت إلى جنغكوك، وقبل أن يتكلم، سبقتْه، "أتعرف؟ أحتاج أن أمشي قليلاً... وحدي."
رفع رأسه نحوها بقلق خفيف، لكنه احترم رغبتها. "لا تتأخري. أنا سأنتظرك هنا."
ابتعدت بخطى ثابتة، وفي عينيها بريق مختلف، لم يكن للحب هذه المرة... بل للحرب.
في الأزقة الخلفية من المدينة، حيث لا تصل الكاميرات الأمنية، التقت إيلا بليو، الشاب الأشقر الذي يحمل حاسوبًا صغيرًا تحت معطفه.
"أهلاً يا شريكة الجريمة"، قالها وهو يبتسم بخفة.
"نيكست كورب تخزن شيئاً كبيراً هذه الليلة، أليس كذلك؟"
"أكبر مما تتخيلين. تشفير معقد لم نر مثله منذ سنوات. أظن أنهم يحضرون لمشروع غير قانوني تماماً."
"هل لدينا معلومات داخلية؟"
"إيثان أعطانا نقطة دخول."
صمتت إيلا، ووجهها تشنّج للحظة.
"إيثان؟… لم أسمع اسمه منذ سنة."
"عاد فجأة، وقال إنه يريد مساعدتنا."
"وماذا قال عن سبب اختفائه؟"
"لم يشرح الكثير… فقط قال إن الوقت لم يكن مناسباً. لكن طريقته في الوصول للمعلومة… كانت ذكية بشكل غير بشري."
هزت إيلا رأسها، "سنرى لاحقاً. الآن لنركز على المهمة."
في مقر شركة نيكست كورب، وقف الحراس المسلحون عند الأبواب، وعدة عربات تنقل صناديق معدنية مغلقة.
من أعلى أحد الأبراج، كانت إيلا تراقب بعينيها المكبرة، بينما ليو يفتح أنظمة التشفير.
"كل شيء متصل بنظام ذكاء صناعي داخلي، لا يشبه أي شيء رأيناه من قبل."
"هل يمكن أن يكون من صنع إيثان؟"
"ربما… أو أنه فقط يعرفه جيداً."
في تلك اللحظة، تلقّى جنغكوك رسالة مشفرة على هاتفه، من مرسل مجهول. فتحها وقرأ:
"إن كنت حقاً تحبها، أبعدها قبل أن تعرف الحقيقة."
تجمّد مكانه، وحدّق في الأفق... يعلم أن الخطر بدأ.
وفي مكان بعيد، أمام شاشة ضخمة، جلس شاب بملامح مألوفة… عيناه تشعّان بلون أزرق خافت.
قال بهدوء:
"إيلا، اشتقت لك… لكنك لن تعرفي من أنا، حتى يحين الوقت."
تمام ريماس! رح أضيف "ليام" في باقي الحلقة الأولى، متنمّر قديم يكره جنغكوك وبيحاول يبعده عن إيلا، ويبدأ يجمع عصابات ضده. بخلي دخول ليام حماسي ومليء بالتوتر، ويمهّد لبداية الصراع الخطير.
كان جنغكوك واقفًا في المكان الذي تركته فيه إيلا، لا تزال الكلمات في الرسالة تتردد في رأسه:
"إن كنت حقاً تحبها، أبعدها قبل أن تعرف الحقيقة."
رفع رأسه فجأة حين سمع صوت خطوات ثقيلة تقترب من الخلف. التفت بسرعة… ليجد شخصًا لم يكن يتمنى رؤيته هذه الليلة.
ليام.
كان أطول قليلًا من جنغكوك، وعضلاته بارزة من تحت قميصه الأسود الضيق. شعره فوضوي، وابتسامته… كلها حقد.
"سمعت إنك جالس معها الليلة..." قال ليام وهو يقترب خطوة.
جنغكوك لم يرد، فقط ثبت عينيه عليه.
"من زمان وأنا أشوفك تلعب دور البطل... بس إنت ناسي إن إيلا كانت زميلتي قبلك؟"
ضحك جنغكوك بسخرية، "زميلتك؟ لا، أنت كنت بس ظلها المزعج."
"ساعتها كنت لحالي… اليوم أنا جايب معي دعم."
أشار ليام بيده، ومن الزاوية خرج أربعة شبّان بملامح قاسية، يرتدون نفس السواد.
"عصابة الظل... سمعت عنها؟ بدأنا نرجع نشتغل في المدينة، وهدفنا الأول: نكسر كل من يقترب من إيلا."
وقف جنغكوك بثبات، قلبه ينبض بقوة، لكنه لم يُظهر خوفًا.
"إيلا مش شي تتملكه، ومش رح تخاف من شخص مثلك، حتى لو جبت جيش."
هجم أول واحد من العصابة، لكن جنغكوك كان أسرع، دفعه بضربة مركّزة على الكتف فوقع على الأرض يتأوه.
"أنا لست فقط من يحميها..." قال جنغكوك وهو يستعد للثاني، "أنا أحبها."
في الجهة الأخرى، كانت إيلا و ليو قد بدأوا التسلل لمبنى نيكست كورب من خلال فتحة تهوية خلفية.
"الحرّاس على الجهة الغربية بدأوا يتجمعوا… شيء ما مو طبيعي يصير." همس ليو.
إيلا ضغطت على أذنها الصغيرة: "حايدن، هل تراقب المنطقة؟"
رد صوت عمّها من السماعة، "نعم، وشيء ثاني… شوفي حولك. في شخص ثاني دخل المبنى من الجهة المقابلة."
"من؟"
"ما قدرت أميّز، بس يبدو مألوف…"
وفي تلك اللحظة، اقتحم ليام المعركة بنفسه، بعد أن رأى رجاله يسقطون واحدًا تلو الآخر.
ضرب جنغكوك بقبضته، لكن جنغكوك انحنى وتفادى الضربة، ثم رد بركلة قوية في صدر ليام جعلته يتراجع.
"أنت ضعيف يا ليام، ما تغيرت أبدًا. تستقوي بالعصابات بدل ما تواجه وحدك."
"رح أوريك شو يعني تلمس شي مو لك!" صرخ ليام، وهو يسحب سكينًا صغيرة من جيبه.
لكن قبل أن يهجم، دوت صفارة إلكترونية من السماء، وضوء أحمر سقط على الأرض، ثم ظهر إيثان من بين الظلال.
"كفى." قالها بصوت عميق، ونظر نحو ليام.
"هذه ليست حربك، ولا تملك فرصة أمامنا."
ليام تجمد، كأنه يعرف هذا الوجه… لكنه لا يتذكر من أين.
"إيثان؟" تمتم جنغكوك بدهشة.
لكن إيثان تجاهله، ثم قال ببرود:
"اذهبوا… فالمعركة الحقيقية لم تبدأ بعد."
"زواج تحت النار"
لم تكن القاعة ضخمة، ولا الزينة فاخرة، لكن في أعين إيلا وجنغكوك، كانت أجمل لحظة في حياتهما.
كانت واقفة أمامه بثوب أبيض بسيط، ينسدل على كتفيها بلطافة، وشعرها مرفوع بطريقة تُظهر عنقها الرقيق. جنغكوك كان يرتدي بدلة سوداء أنيقة، لم يكن بحاجة لكثير من الزينة، عينيه كانت تكفي لتكشف كل ما في قلبه.
وقف حايدن خلف إيلا، فخورًا بها، وفي عينيه دمعة مختبئة.
أما ليو، فكان يتأمل المشهد من بعيد، يبتسم بخفة وكأنه يعرف أن هذا اليوم سيكون آخر لحظة هدوء قبل العاصفة.
وقف العاقد أمامهم وقال بصوت هادئ:
"هل تقبلين به زوجًا لكِ، في السلم والحرب، في الفرح والخطر؟"
نظرت إيلا في عينيه، ثم قالت بثقة:
"أقبل."
ثم سأل جنغكوك:
"وهل تقبل بها شريكة لحياتك وقلبك؟"
ابتسم وقال بلا تردد:
"أقبل، وسأقاتل العالم من أجلها."
ضجت القاعة الصغيرة بالتصفيق، وتقدّم جنغكوك ليقبل جبهة إيلا، بينما الجميع من حولهم يصفق ويضحك… لكن في أعينهم جميعًا، ظل هناك إدراك صامت:
الزفاف ليس النهاية… بل البداية.
---
بعد أيام قليلة، كان الجميع مجتمعًا في غرفة تحت الأرض، مليئة بالشاشات والخرائط.
قال حايدن وهو يشير إلى شاشة كبيرة:
"الشركات الثلاث التي نراقبها – أركتا، نيكست كورب، وكايوسيستم – كلها متورطة في عمليات احتيال، تجارة أسلحة، وتهريب بيانات سريّة."
ليو أضاف: "ومؤخراً، بدأوا يجندون أطفال الشوارع ليعملوا كعملاء بدون ما يعرفوا الحقيقة."
إيلا نظرت نحو إيثان، "هل تأكدت من المصدر؟"
رد إيثان بهدوء، "المصدر أنا."
سكت الجميع للحظة.
جنغكوك قال، "إيثان… حان الوقت نعرف. إنت شو بالضبط؟"
صمت إيثان، ثم ضغط زرًا صغيرًا على معصمه… وعيناه تحولت إلى ضوء أزرق، وصوته تغيّر قليلاً.
"أنا مشروع ذكاء صناعي متطور. كنت إنساناً... لكن تم دمجي بنظام ذكاء في تجربة قبل ثلاث سنوات. وهم أخفوا الحقيقة. والآن… سأحاربهم."
بدت الصدمة واضحة على وجه إيلا، لكنها لم تبتعد. تقدّمت خطوة نحوه، وقالت:
"أنت كنت صديقي، والآن أصبحت حليفنا. ما يهمني هو شو رح نكون مع بعض، مش شو كنا."
---
في الليلة التالية، انقسم الفريق إلى مجموعتين:
ليو وإيلا اقتحموا مختبر البيانات في شركة كايوسيستم.
جنغكوك وإيثان وحايدن توجّهوا إلى مجمع الأسلحة التابع لنيكست كورب.
داخل المختبر، استخدمت إيلا جهازًا متطورًا لفكّ نظام الأمان.
قال ليو: "إنتِ أسرع حتى منّي، وهذا نادر."
ضحكت إيلا: "تعلّمت من أفضل المخترقين… يعني أنت."
"ذكّرتيني إني فخور فيكِ."
بمجرد فتح النظام، ظهرت ملفات سرية:
"تجارب بشرية"، "دمج الأعضاء بالآلة"، "أطفال معدلّون جينيًا."
شهقت إيلا، "هذا جنون…"
---
في ذات الوقت، كان جنغكوك يتقدّم بين الظلال، بينما إيثان يعطّله الأمن الإلكتروني.
قال حايدن: "هناك ثلاث حراس على الباب الرئيسي."
رد جنغكوك: "خليهم إلي."
قفز من الأعلى، وضرب الأول بضربة قوية على الرقبة، ثم لفّ بسرعة على الثاني وأسقطه بحركة دائرية، وأخيرًا أوقف الثالث بمسدس كهربائي.
"واضح إنك ما نسيت مهاراتك." قال حايدن بابتسامة.
"في حب إيلا… كل شي يرجع بسرعة." رد جنغكوك وهو يعدل سلاحه.
---
بعد دقائق، دوّى الإنذار في كل المباني.
صوت آلي بدأ يردّد:
"تم اختراق الأنظمة... المستويات الأمنية انتقلت إلى الدرجة الحمراء."
صرخت إيلا عبر الجهاز:
"انسحبوا فوراً! إحنا اكتشفنا أنهم زارعين نظام تتبع داخل الأجهزة، لازم نهرب قبل ما يُغلق المكان بالكامل!"
رد ليو وهو يركض بجانبها: "خريطة الهروب جاهزة، بس لازم نتحرك بسرعة!"
أما جنغكوك، فقد كان يقاتل حراسًا مدرّبين، كل منهم أقوى من الآخر، لكنه لم يتراجع.
ضربة، ركلة، طلقة، وكل حركة كانت مدروسة.
"لن أسمح لهم بإفساد زواجي... ولا حياتنا." صرخ وهو يضرب آخر حارس أرضًا.
---
خارج المباني، اجتمع الفريق في نقطة الهروب.
وجه إيلا كان متعبًا، لكن عينيها مليئتين بالعزم.
قالت:
"أخذنا البيانات... لكن الآن هم يعرفون إننا نعرف."
ليو تنفّس بعمق: "الحرب بدأت، وأظن هذه مجرد أول جولة."
إيثان نظر في الأفق: "الشركات ستطلق مشروع العين الحمراء خلال أسبوع... مشروع قادر على التحكم في عقول البشر. إذا لم نوقفهم قبلها… كل شيء سينتهي."
جنغكوك أمسك يد إيلا، وقال لها:
"معكِ، أنا مستعد أحارب ألف شركة… فقط ابقي بجانبي."
فابتسمت وقالت:
"سنبقى... وننتصر."
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon