...1...
...الفصل1: لي سيان...
...كنت أعتقد أنه إذا مت، فسيكون ذلك في شهر مايو....
...في موسم تتدلى فيه زهور الغليسين* المتفتحة بغزارة مثل عناقيد العنب....
...*آخر الفصل ...
...في موسمٍ تنتشر فيه أزهار الهندباء الصفراء الساطعة إلى حد يجعل الرأس يدور....
...***...
...كانت ذكريات الطفولة كلها زرقاء....
...منذ أن كنتُ طفلة، كانت الزرقة تفيض أينما توجهت عيناي....
...كانت أمي، التي تخصصت في الفنون الجميلة، تحب اللون الأزرق بشكلٍ خاص، وكان أكثر الألوان التي أحبتها هو الأزرق البروسي*....
...*آخر الفصل...
...كانت تختار الملابس والأحذية والأثاث والستائر والأرائك كلها باللون الأزرق البروسي....
...لقد أحبت ذلك الأزرق لدرجة أنها سمت ابنتها الكبرى مستلهمةً الاسم من ذلك اللون....
...“سيان” هكذا أسمتني....
...داخل كل تلك الزرقة التي غمرت طفولتي، كان دوماً يتلألأ ضحكٌ يشبه أشعة الشمس الذهبية....
...كان ضحك أمي وأبي، اللذين ظلا يتعاملان كالعشاق حتى بعد عشرة أعوام من الزواج، وضحك أختي، وضحكتي السعيدة أنا أيضاً....
...كانت سيان ترتدي أحياناً فستاناً بلون الأزرق البروسي مع حذاءٍ لامع بنفس اللون وتدور في مكانها حول نفسها. حينها كانت أشعة الشمس الذهبية كالجواهر تتلألأ بشكل مبهر من حول جسدها....
...“يبدو أن علينا تعليم سيان الباليه!”...
...“سيان، استمري بالدوران هكذا. سألتقط لكِ صورة!”...
...“أختي! أنا أيضاً! أختي، أنا أيضاً!”...
...دوران ودوران....
...شظايا الذكريات تدور مثل دمية راقصة الباليه في علبةٍ موسيقية، تدور بنفس الشكل مع موسيقى حزينة....
...حتى الآن، حين أفكر في “السعادة”، يخطر ببالي اللون الأزرق....
...ذلك الأزرق البروسي العميق بلا حدود....
...***...
...كنت في السادسة من عمري. في شهر مايو من ذلك العام، ذهب أبي، الذي يحب السفر، مع العائلة كلها إلى الريف....
...وكما جرت العادة، غادرنا المنزل عصر الجمعة وعدنا صباح الأحد، في رحلةٍ تستغرق ليلتين وثلاثة أيام....
...في ذلك الوقت، استأجر أبي بيتاً مهجوراً يقع على سفح جبلٍ كثيف الأشجار، وكان نظيفاً بشكلٍ ملحوظ بالنسبة لبيت ريفي معزول....
...وبحسب شرح رئيس القرية الذي أرشدنا إلى البيت، فإن هذه المنطقة كانت مشهورةً بجمال جبالها وأنهارها، لذلك كانت بعض العائلات من خارج القرية تزورها بين الحين والآخر....
...ولهذا السبب تم ترميم البيوت المهجورة وتجديد ورق الجدران قبل أسبوعين لتحويلها إلى نُزُلٍ بسيط....
...وكانت عائلة سيان هي الضيف الثاني لذلك البيت. ويبدو أن الضيوف الأولين غادروا وهم في غاية الرضا....
...بدأت سيان مع أختها تتجولان في أنحاء البيت لاستكشافه....
...“أختي، ما هذا؟”...
...اكتشفت أختها ذيل تنين كبير خلف البيت....
...كان ذيل التنين يبدو وكأنه لعبةٌ مصنوعة من نحت الخشب، وكان مثبتاً بشكل غريب تحت سقف البيت. و كان مظهره الملون يبدو قروياً ومضحكاً....
...لماذا يوجد ذيل التنين وحده خلف البيت؟...
...بينما كانت تشعر بالريبة، خطر ببالها فجأة أن رأس التنين قد يكون موجوداً في الجهة الأمامية. فركضت بسرعة لتتأكد، لكنها لم تجد شيئاً فوق مدخل البيت....
...لا، كان هناك أثرٌ بالفعل. من الواضح أن رأس التنين كان موجوداً هناك، لكنه أُزيل....
...عندما سألت والدها لماذا تمت إزالة رأس التنين فقط، أجاب ببساطة،...
...“ربما رئيس القرية أزاله لأنه يبدو قبيحاً عند مدخل النُزُل.”...
...***...
...حلّ الليل على الجبل بسرعة. وبما أن العائلة قد غادرت سيول بعد ظهر الجمعة، فقد كانوا متعبين، فتناولوا عشاءً خفيفاً وقرروا النوم مبكراً....
...في تلك الليلة، حلمت سيان بحلمٍ غريب....
...كانت سيان الصغيرة مع أمها وأبيها وأختها داخل بيت مصنوع من الزجاج. وكانت هناك أشياء سوداء وطويلة ومخيفة تزحف بلا توقف طوال الليل خارج ذلك البيت الزجاجي....
...'لن يتمكنوا من الدخول إلى هنا.'...
...هكذا فكرت في الحلم، لكنها كانت خائفة من أن يتحطم هذا البيت المصنوع بالكامل من الزجاج بسهولة....
...كان حلماً مخيفاً، لكن عندما أشرقت الشمس وأصبحت المناظر الطبيعية تتلألأ بالأخضر والذهبي، تحسن مزاجها....
...بعد تناول النودلز في الغداء، تجولت سيان مع أختها بالقرب من البيت. و قطفتا أزهار البراري وتفرجتا على الضفادع....
...بعيداً، كانت أزهار الغليسين الأرجوانية تهتز مع الرياح، وعلى الطريق أسفل البيت المهجور كانت أزهار الهندباء متفتحة بكثرة....
...وأثناء انشغالها بقطف الأزهار، اكتشفتا كلباً مختبئاً بين الأدغال....
...“تعال، تعال، تعال…..”...
...مدت يدها لتناديه، لكن الكلب، الذي كان متكوراً بشدة على نفسه، لم يتحرك أبداً....
...أخرجت سيان من الحقيبة الصغيرة التي كانت تحملها على ظهرها قطعةَ بسكويت ومدتها إليه....
...نظر الكلب إليها بحذر ولم يتحرك في البداية، ثم بعد وقتٍ طويل بدأ يزحف ببطءٍ شديد نحو الطريق....
...كان كلباً أصفر اللون نحيفاً جداً، وكأنه قد جاع طويلاً....
...وكان بثلاثة أرجلٍ فقط....
...لقد كان كلباً ضخماً بشكل مدهش، له ساق أمامية واحدة وساقان خلفيتان....
...شعرت أختها بالخوف فتراجعت مبتعدةً بتردد، لكن سيان شعرت بالشفقة فأخرجت كل ما تبقى لديها من البسكويت وقدّمته للكلب....
...كان الكلب رغم ضخامته لطيفاً، وكأنه يخشى أن يؤذي يد الطفلة بأسنانه، فكان يدير رأسه يميناً ويساراً بحذر وهو يلتقط البسكويت....
...وحين بدأت تلمس فراءه بخفة، ظهر تحت الفراء الأصفر بعض الشعر الأبيض. كان في الأصل كلباً أبيضاً، ولكن الأوساخ غطته....
...وبينما كانت تستمر بمداعبته، استلقى الكلب بهدوء على الأرض كي يسهل عليها لمسه....
...كان واضحاً أنه كان يفتقد لمسة البشر منذ وقتٍ طويل....
...راحت سيان تلاعبه وتناديه باسمٍ أطلقته عليه من تلقاء نفسها....
...“لينكون. أحسنت يا لينكون.”...
...كان “لينكون” اسم رئيسٍ تقرأ عنه مؤخراً في قصص العظماء، وقيل أنه قام بالكثير من الأعمال الجيدة....
...وبينما كانت سيان تلعب مع الكلب، اقتربت أختها التي كانت تراقب المشهد من بعيد. لكن الأخت لم تجرؤ على لمس الكلب....
...في تلك اللحظة، جاءت سيدةٌ من القرية كانت تجمع نبتة الشيح في سلة، وطردت الكلب بشدة....
...“هُوّي، هيي! اذهب من هنا، أيها الشقي! أنتما ستتعرضان لأذى خطيرٍ إن استمررتما هكذا!”...
...ثم أخذت الطفلتين فوراً إلى البيت المهجور حيث التقوا بالأم. و حذّرت السيدة الأم من أن هناك كلباً شرساً قريباً وطالبتها بالحرص على الأطفال، ثم بدأت بالحديث مطولاً....
...قالت إن ذلك الكلب كان في الأصل مملوكاً لساحرة. و أن تلك الساحرة قد أخبرتهم قبل أربع سنوات أن شيئاً مشؤوماً قد انتقل عبر الجبل إلى هذه المنطقة....
...“لقد أثارت ضجةً قائلة أنه يجب العثور بسرعة على الكلب، ولا أعرف من أين جلبت مثل هذا الكائن المعطوب.”...
...عندما جلبته، كان بالفعل كلباً بثلاثة أرجل....
...كانت ساحرةً ذات قوى روحية عظيمة، وقد أنفقت كل ما تملك لإنقاذ ذاك الجرو، الذي هو هذا الكلب....
...لكن الساحرة توفيت قبل عامين، ومنذ ذلك الحين ظل الكلب يهيم على وجهه بهذا الشكل. والبيت الذي كانت تعيش فيه الساحرة هو نفسه البيت المهجور الذي تقيم فيه عائلة سيان الآن....
...عندما سمعت الأم هذه القصة، تجهم وجهها بانزعاج وشعورٍ بعدم الارتياح....
...راحت السيدة القروية تتحدث بلا توقف وهي تنظر حولها إلى البيت المهجور....
...“حتى لو نزل شيء شرير من الجبل، فإن التنين سيفترسه كله، لذلك أوصت الساحرة بعدم إزالة زينة التنين أبداً، لكن رئيس القرية أزالها بحجة استثمار البيت كمنزل ضيافة…”...
...لقد تم انتزاع رأس التنين الذي كان يحرس مدخل بيت الساحرة....
...تم نزع رأس التنين وقتله بذلك....
...ربما بسبب ما سمعته من السيدة القروية، في ذلك المساء حاولت الأم أن تقنع الأب بطريقةٍ لطيفة....
...“ربما لأن أحلامي كانت سيئة، لا أشعر وكأنني مرتاحة. ماذا لو عدنا إلى سيول الآن؟”...
...“لماذا فجأة؟ ألم تقولي أن المكان جميلٌ ويوجد الكثير مما يمكن رسمه هنا؟ والأطفال مستمتعون أيضاً…..الشهر الماضي كنا مشغولين ولم نجد وقتاً للسفر. وحتى الشهر القادم الأعمال كثيرة. بما أننا جئنا، لنكمل حسب الخطة ونقضي ليلةً أخرى.”...
...وفي النهاية، قرروا قضاء ليلة السبت في ذلك البيت المهجور....
...***...
...كانت الساحرة في حياتها تحذر أهل القرية مراراً وتكراراً....
...قالت أون في ليلة “ساك أوياه” يجب ألا يُفتح الباب الأمامي أو النوافذ....
...أهمل أهل القرية تحذيرات الساحرة. ومع ذلك، لم يحدث شيء خطير، وعاش الجميع حياتهم بشكل طبيعي. ر التي ماتت كانت الساحرة نفسها....
...الآن يعرفون أن ما كانت تشير إليه الساحرة كان “ساك”....
...“ساك” هو اليوم الأول من كل شهر حسب التقويم القمري، حيث تزداد قوة الطاقة السلبية ويكون هذا اليوم هو الأقوى للأرواح الشريرة....
...إنه يومٌ يجب فيه تجنب العمليات الجراحية، وتجنب الانتقال إلى بيت جديد، وتجنب تحضير الكيمتشي أيضاً....
...يومٌ تصبح فيه كل الأمور مشؤومة، مهما كانت صغيرة. يوم الظلام، الذي لا يظهر فيه القمر....
...أما “أوياه” فهي الفترة بين الساعة الحادية عشرة ليلاً والواحدة فجراً. ...
...وكانت آخر ليلة نامت فيها العائلة في ذلك البيت المهجور، تصادف أنها كانت ليلة “ساك”....
...***...
...ما سمعته سيان الصغيرة وهي نصف نائمة كان صوت باب المدخل وهو يُفتح....
...كيييييييي-...
...ذلك الصوت الخافت الذي لم تستطع نسيانه طوال حياتها....
...أغمضت عينيها للحظة، لكنها فتحتهما مجدداً على إثر صرخةٍ عالية....
...فركت سيان عينيها بظهر يدها وجلست....
...كان البيت مظلماً بالكامل، فلم تستطع رؤية أي شيءٍ في البداية. و ظلت ترمش عدة مرات بعينيها التي كانت لا تزال مثقلةً بالنعاس....
...وبدأ شيءٌ ما يظهر ببطء، وكأن ذلك كابوساً قد تسلل إلى أرض الواقع....
...كانت الأم تطفو في الهواء. لا، لم يكن جسدها كاملاً بل كان نصفها العلوي فقط، بينما كان عدة رجال ونساء، سود البشرة ولامعين، يتناوبون على التهام نصفها السفلي....
...كانوا يأكلون أحشاءها أولاً وكأنهم يستمتعون بطعمها....
...صرخ الأب وبكى، وحاول القتال، لكن تلك الكائنات السوداء الغامضة…..رجالٌ ونساءٌ طوال القامة، تلمع أجسادهم وتخرج منها عدة أذرع، هجموا هذه المرة على الأب....
...هرعت سيان وأخفت أختها الصغيرة في خزانة الملابس....
...أجلست أختها التي كانت تبكي بصمت، ثم راحت تكدس فوقها الأغطية والملابس بشكلٍ عشوائي....
...لم يكن هناك سريرٌ أو خزانة حقيقية في الغرفة، بل كان هذا الأثاث الوحيد فيها....
...وبما أنه لم يعد هناك مكانٌ آخر للاختباء، جلست سيان مرتجفةً خلف مقبض الباب، وانكمشت في مكانها....
...“وااااااااا!”...
...صوت بكاء أختها الصغيرة خرج. و الأرواح الشريرة التي كانت تفتش في أنحاء المنزل، عثرت أخيراً على الطفلة الصغيرة....
...“أختي!” ...
...في اللحظة الأخيرة قبل موتها، نادت الأخت الصغرى على أختها الكبرى....
...لم تنادِ أمها ولا أباها، بل أختها....
...قاموا بشق جسد الطفلة إلى نصفين والتهموها بسرعة، ثم بدأوا بالبحث عن سيان....
...كواااااااااااااج-!...
...في تلك اللحظة بالضبط، ومع صوت انفتاح باب المدخل بقوة، قفز كلبٌ أبيض إلى داخل المنزل....
...كان الكلب ذو الثلاث أرجل الذي رأته سيان في النهار. و في الظلام، برز جسد الكلب واضحاً كأنه لهبٌ أبيض ضخم....
...قاتل الكلب بشراسة، لكنه كان مكاناً ضيقاً جداً، وعدد الأعداء كان كثيراً. وفوق كل شيء، كان الكلب جائعاً وهزيلاً لدرجة أنه لم يكن يملك أي قوة....
...تحول الكلب إلى كتلةٍ من الدماء في لحظة ومات....
...انسابت الدموع من عيني سيان، لكنها أمسكت فمها بكلتا يديها كي لا تصدر أي صوت. و في تلك اللحظة، اقترب الكلب الأبيض بهدوء وغطى سيان بجسده....
...لكنه مات…..أليس كذلك؟...
...بشكل غريب، لم تتمكن الأرواح الشريرة من العثور على سيان. كانت تجوب محيطها بإصرار، لكنها لم ترها وكأنها غير موجودة....
...'4 ناقص 3 يساوي 1. لقد اختفى واحد. 1 لا يكفي. يجب أن يكون 0. يجب أن أصنع صفراً.'...
...*كأنها قاعده تردد كلمات اغنيه في راسها...
..."لا بأس، سنجدكِ في النهاية."...
...“أين أنتِ، صغيرتي؟ هل نلعب الغميضة؟ نحن من سيكون الباحث.”...
..."اختبئي جيداً، لا تدعي حتى شعرةً واحدة تظهر\~"...
..."هل أنتِ هنا..…؟ لا، لستِ هنا!"...
...استمر صوت صرير الأثاث وهو يُفتح ويتحرك طوال الليل. ...
...ثم بدأت الهمسات تتجمع قرب الباب....
...نبض-...
...نبض-...
...نبض-...
...كان قلب سيان يخفق بقوة حتى كاد ينفجر. ...
...حين رفعت عينيها المبللتين بالدموع قليلاً، رأت الأرواح تنظر إليها من بين شقوق الجدران وأطراف الباب....
...“وجدناكِ. ها أنتِ هنا.”...
...***...
...“هاه!”...
...استفاقت سيان من الكابوس وهي تفتح عينيها على مصراعيهما. بينما كان شروق الشمس الشتوي الأزرق يتماوج خلف النافذة....
...“لقد حلمت مرة أخرى بكوابيس الطفولة..…”...
...رفعت شعرها وأجلست جسدها في السرير. ...
...كانت غارقةً في عرق بارد حتى أن الغطاء أصبح مبللاً....
...عندما حركت بصرها إلى الجانب، رأت الكلب ذو الأرجل الثلاث ينظر إليها بقلق....
...داعبت سيان رأس الكلب ولمست أذنيه بلطف....
...“لينكولن، لا تقلق، أنا بخير.”...
...لوّح الكلب بذيله وأغمض عينيه وكأنه شعر بالراحة. و استمرت سيان بمداعبته وهي تهدئ أنفاسها ببطء....
...في ذلك البيت، كانت الأرواح قد اختفت بمجرد طلوع الشمس. ...
...نهضت سيان الصغيرة مترنحة، فوقعت فوق دم أمها، ثم قامت وانزلقت على دم أبيها....
...كانت أختها قد تمزقت حتى لم يتبق منها سوى العظام....
...تحت شمس صباح مايو المتلألئة، سارت سيان الصغيرة بخطواتِ متثاقلة وهي ترتدي بيجامة ملطخة بالدماء. حتى ظهر شخصٌ غريب لأول مرة....
...في ذلك الوقت، اعتبر الكبارُ كلمات الطفلة ذات الست سنوات، التي كانت تشرح ما حدث، أنها مجرد تخيلات ناتجة عن الصدمة. واحتضنوا الناجية الوحيدة من حادثة القتل البشعة في ذلك البيب الريفي بكل لطفٍ ومواساة....
...لكن سيان كانت تعرف أن كل ذلك كان واقعاً. وكانت تعرف أيضاً أن الأرواح لن تتوقف حتى تعثر عليها....
...1 لا يكفي. يجب أن يكون 0. لأنه يجب أن تصنع صفراً....
...عانقت سيان كلبها برفق وهمست له،...
...“أنا بخير، لا تقلق.”...
...***...
...منذ ذلك الحين، بدأت تفكر أنه إذا كان مقدراً لها أن تموت، فسيكون ذلك في شهر مايو....
...في شهر مايو الذي قُتلت فيه عائلتها بأكملها. حيث تتفتح زهور الوستارية الأرجوانية وتفوح رائحتها في الهواء، وحيث تنتشر أزهار الهندباء الصفراء….....
...لا بد أنه سيكون ذلك الفصل من السنة....
...___________________...
...هاي 🌝...
...ذي رواية رعب عصري لها 198 فصل ...
...فيه مدح كثير على علاقة الابطال بس شوفة عينكم للحين حتنى مصدمه معكم من الفصل الأول 😭...
...زهور الغليسين:...
...الأزرق البروسي:...
...المهم ذاه حسابي انستا dan_48i أول تلقرام dan_xor...
...استمتعوا😘...
...Dana...
...لقد قُتلت أمي، وأُكل أخي الصغير....
...من المؤكد أن هذا هو سبب خلو قلبي من المشاعر....
...***...
...كانت المدينة في قلب الشتاء متجمدةً بحدة. تمامًا كما وصفها ناكاجيما أتسوشي*، قسوة البرد جعلت جثة قطة متجمدة تلتصق بالطريق كقشرةٍ صلبة....
...كلما عصفت الرياح الباردة، اهتز الباب الحديدي الأسود الصدئ الملطخ بلون الدم وكأنه يئن....
...صراخ حاد-!...
...دفع جوون الباب الحديدي الأسود ببطء ودخل إلى مزرعة دجاج بيّاض مهجورة....
...هدير المطر-...
...في الخارج، كانت أمطار ديسمبر الباردة تهدر بصخب....
...خطواتٌ ثابتة-...
...كان يسير بوتيرةٍ منتظمة بين أقفاص الدجاج الفارغة المتراصة مثل برج رماد....
...كانت مزرعة الدجاج موحشةً وباردة، يغطيها ريش الدجاج الجاف من كل جانب....
...دوران خفيف-...
...أدار جوون المصباح وهو يلوح به في الداخل باحثًا عن شيء ما بين الجدران والأرضية والسقف المغطاة بالغبار. أو كأنه يحاول أن يفهم الانطباع الأول عن هذا الظلام....
...الظلام....
...الظلام كان متنوعًا بقدر تنوع شخصيات البشر. ...
...ظلامٌ مكبوت يحبس أنفاسه بتوتر، ظلامٌ يراقب بصمت، ظلامٌ غريب الكثافة، وأيضًا….....
...ظلامٌ حي....
...مد جوون ضوء المصباح إلى الأمام بطول امتداده. و بين أقفاص الدجاج الكئيبة، كان هناك حوالي ثلاثين شابًا وشابة....
...كان الرجال والنساء يرتدون ملابس جلدية، ينبعث منهم جوٌ بذيء....
...خطوات ثابتة-...
...سار جوون عبر مركز الظلام دون أن يلقي عليهم نظرة واحدة. كحاكم قاسٍ يزدري عبيده، كانت حدقتاه باردةً إلى أقصى حد....
...“تاي جوون..…”...
...صوت خافت وبارد تموج عبر الظلام مثل موجةٍ ترتجف....
...نهضت راقصة باليه ذات شعرٍ بني طويل بإغراء من وسط الحشد، وتقدمت أمامه بحركاتٍ أنيقة لتقوده. ...
...كانت ترتدي تنورةً حمراء طويلة وخفيفة كأنها تطفو....
...كانت راقصة الباليه ترقص ببطء شديد، مثل عروس شبحية ترقص فوق قبرٍ في منتصف الليل، وهي تقوده إلى الأمام....
...وفي الوقت نفسه، اندفع الشبان والشابات في الظلام نحوه بسرعة. وأخذوا يتبعونه مثل قطيعٍ من الكلاب...
...أضاء جوون جدار الممر بضوء المصباح قبل أن يدخل إلى غرفة الفرز....
...كانت غرفة الفرز مغطاةً بشبكات العنكبوت البيضاء، ووضعت فيها طاولاتٌ متراصة لفرز ذكور وإناث الكتاكيت....
...صوت احتكاك-صرير عالٍ-...
...سحب الطاولات بتهور إلى جانب واحد، ثم وقف أمام جدار فارغ. وبعدها بدأ بالخدش بين الطوب الأحمر الرطب بأطراف أظافره، ثم شد الطوبة السفلى بقوة بأصابعه....
...صوت سقوط-...
...انخلعت الطوبة من مكانها بسهولة. فقد كان هذا الجدار قد هُدم مرةً من قبل وأُعيد ترميمه بطريقة ركيكة ومستعجلة....
...أصوات سقوط متتالية-...
...أسقط جوون طوبتين إضافيتين على الأرض واحدةً تلو الأخرى. وفجأةً برزت خصلة مشعثة من الشعر الأسود من الفراغ خلف الطوب....
...كان شعر إنسان....
...واصل جوون سحب الطوب بوتيرة ثابتة، كأنه يلعب بلعبة جينغا*، بحذر وبشيء من الملل، مزيلاً الطوب حول كتلة الشعر الجاف....
...*ذيك لعبة قطع خشي فوق بعض...
...ولم يمض وقت طويل حتى انكشف وجه جثة جافة كالتحنيط تحت ضوء المصباح الباهت....
...ضحكات خبيثة-...
...كان الرجال والنساء محتشدين حول جوون بكثافة. و تألقت عيونهم بجشع وهم يحدقون بالجثة، لكنهم لم يتحركوا قيد أنملة، كأنهم حيواناتٌ محنطة....
...صوت انزلاق خفيف-...
...أزاح جوون الشعر الطويل الملطخ بغبار الأسمنت عن وجه الجثة. ثم مسح بلطف على خد الجثة، ورفع ذقنها إلى الأعلى. حتى تتجه عينا الميت نحوه....
...فتح جوون عينيه نصف فتحةٍ وحدق في عيني الجثة....
...كانت قرنية الجثة قد أصبحت معتمةً ومغبرة....
...اهتزاز الهاتف-اهتزازٌ آخر-...
...الساعة 2:40 فجرًا....
...أضاء الهاتف المحمول بضوءٍ أزرق، وظهر اسم المتصل “الرئيس”....
...وصل جوون الاتصال عبر سماعة البلوتوث....
...“الجثة هنا، لكن الشبح أو الروح، اختفت. يبدو أنها تبعت أحدهم.”...
...صوت حركة كرسي كهربائي متحرك، تلاه صوت رجل في أواخر الستينات....
... • "القاتل؟"...
...“من يدري. حتى أنا لا أعلم.”...
... • "على أية حال، أحسنت. بقينا عالقين ثلاثة أشهر لأننا لم نجد هذه الجثة. سأرسل فورًا فريق معالجة الجثث إلى مزرعة الدجاج هذه. هل أنتَ وحدك؟"...
...“نعم.”...
...أجاب جوون بسخرية مختصرة، ثم ابتعد عن الجثة....
...“الشخص الحي الوحيد هنا هو أنا.”...
...وكأنهم يعترضون على كلماته، بدأت مجموعة الرجال والنساء من حوله يتحركون بأطرافهم بطريقة غريبة ومقززة....
...خطوة-...
...خطوة-...
...سار جوون بخطى هادئة وسط الرجال والنساء الذين كانوا يحيطون به، بينما تبعه من خلفه رجال ونساء في منتهى الجمال بحركاتٍ ماكرة....
...في ظلام دامس حالك، كانت أطرافهم تتشابك بطريقة تخنق الأنفاس. مشهد رقصهم الصامت بدا وكأنه جزءٌ من عرض باليه حديث، مزيج من الفن الفاتن، والرعب الذي يجمد القلب....
...خرج جوون من مزرعة الدجاج بخطوات واسعة وهو يتمتم بنبرة ساخرة....
...“ما أظنكَ كنت متحمسًا لرؤية الجثة، فلماذا اتصلت بي إذن؟”...
... • "شريكك الجديد، تم تحديده للتو….."...
...بمجرد أن سمع كلمة “شريك”، أصبح بريق عيني جوون أكثر حدّة....
...“أي شريك؟”...
... • "شريككَ الجديد."...
...“هاه…..من الأفضل أن تفحص ذاكرتكَ قبل أن يفوت الأوان. شريكي الأخير فرّ باكيًا قبل عامين، يبدو أنك نسيته.”...
... • "لم أنسَ. لهذا السبب اخترت لك هذه المرة شريكًا لن يبكي أبدًا. أراهنكَ على ذلك."...
...“واو، حتى أنكَ راهنت؟ تبدو واثقًا جدًا. أهي فتاة؟”...
... • "نعم فتاة. اسمها لي سيان، عمرها 27 عامًا. لديها 12 سنة من الخبرة، وتعتبر الأفضل والأبرز لدينا في أوتيس."...
...“عمرها سبعة وعشرون عامًا، ومعها 12 سنة خبرة؟”...
... • "نعم. قصدت أنها متخصصة تمامًا في اصطياد جميع المسامير المنتشرة سرًا في أنحاء العالم…..أي الأرواح الشريرة، والأشباح، والوحوش. ستناسبك بشكلٍ رائع، رائعٍ جدًا."...
...قال الرئيس ذلك مؤكدًا بطريقةٍ غير معتادة....
...دخل جوون تحت المطر الغزير وهو يعلق بسخرية،...
...“الانسجام لا يُعرف إلا بعد التجربة. ما مدة هذه الشراكة؟”...
... • "سنة واحدة."...
...“اثنا عشر شهرًا، هه..…”...
... • "والفائدة عند انتهاء العقد ستكون لحوم واغيو الممتازة بلا حدود. سأشويها لك بنفسي قطعةً قطعة بكل احترام."...
...ابتسم جوون بسخرية خفيفة عند طرف شفتيه....
...هو في الأصل لا يحب اللحم كثيرًا، ومع ذلك، كلما أراد الرئيس أن يقترح شيئًا كان يقدم اللحم طُعمًا دائمًا....
...“تاي جوون..…”...
...نادته راقصة الباليه ذات الشعر البني الطويل، من على بعد خمسة أمتار وسط ضباب المطر الكثيف....
...كانت تشير بإصبعها نحو الشمال الشرقي وكأنها ترقص....
...عندما أومأ جوون بذقنه، قفز الرجال والنساء الجميلون المحيطون به إلى الهواء....
...كانوا يسبحون في السماء البيضاء كالعرائس المغمورات، ناشرين مزيجًا من الرعب المظلم....
...“اكتشفت الاتجاه الذي ذهب إليه المسمار المختفي من مزرعة الدجاج. سألحق به الآن وأحدد الموقع الذي استقر فيه المسمار. وبشأن تلك الفتاة التي وعدت بأنها لن تبكي أبدًا..…”...
... • "لي سيان."...
...“أرسل لي معلومات الاتصال والصورة حالًا.”...
...بمجرد إنهاء المكالمة، وصلته تفاصيل الاتصال بشريكته الجديدة، مع صورتها وبعض المعلومات الأخرى....
...-عين تراقب الأرواح، موكت، تاي جوون.-...
...-يدٌ تصطاد الأرواح، سوجو، لي سيان.-...
...<سيتحركان كفريق واحد، تحت لقب “نجاري أوتيس”....
...مدة الشراكة تبدأ من منتصف ليلة اليوم، 26 ديسمبر، وتنتهي في منتصف ليلة 26 ديسمبر من العام القادم....
...وكانت أول مهمة لهما هي: “ملاحقة وتصفيه يون مين يونغ”، الضحية في قضية اختطاف وقتل فتاة تبلغ من العمر 23 عامًا.>...
...كانت شريكته لي سيان….....
...“جذابة فعلًا.”...
...تمتم وهو يحدق في الهاتف المبلل بقطرات المطر....
...ما جذب نظره من البداية لم يكن الوجه النحيف الذي يحدق بثبات إلى الأمام. بل العينان....
...عينا الفتاة اللتان كانتا تحدقان مباشرةً في الكاميرا....
...كان لون قزحية عينيها توبازيًا* جميلاً....
...*آخر الفصل...
...ضوءٌ نقي وضعيف كأنه قد يتحطم بمجرد لمسه....
...ولكن في ذات الوقت، كانتا باردتين مثل بحر متجمد في ذروة الشتاء....
...حتى أمهر المحترفين المتخصصين في هذا المجال، مع مرور الوقت أثناء التعامل مع الأرواح الشريرة، لا بد أن تتراكم بداخلهم مخاوف مشوشة….....
...لكن هذه الفتاة، كانت من النوع الذي يحدق بلا تردد في قاع الشر السحيق، وفي كل الشرور التي يعج بها العالم البشري....
...قام جوون بتكبير الصورة ببطء حتى امتلأت الشاشة بحدقة عينيها. وكما توقع، عيناها كانتا باردتين، باردتين للغاية....
...عينان تجمدت فيهما المشاعر منذ زمنٍ بعيد، ولم يتبق فيهما سوى العقل البارد....
...بدافع الاهتمام، أرسل لها رسالةً خفيفة كمقدمة تعارف،...
...<: لنلتقِ اليوم في الرابعة مساءً في يوييدو.>...
...وردت سيان بسرعة، وكأنها لم تكن نائمةً في هذا الوقت،...
...<: لنلتقِ في موكدونغ بدلاً من ذلك. الساعة الرابعة كما هي. وسأتولى أنا قيادة مواعيد الفريق من الآن فصاعدًا.>...
...“هاه، تريد تولي القيادة مباشرة؟”...
...حسنًا، لا بأس بذلك على الأرجح....
...<: كما تشائين\~>...
...أرسل جوون الرد بكسل وهو يكتب بسرعة على لوحة المفاتيح، فأرسلت سيان على الفور الموقع الدقيق للقاء بطريقةٍ مختصرة وواضحة....
...وهكذا انتهى الأمر....
...لم تكن هناك حتى كلمات مجاملة تافهة مثل “أرجو أن نعمل معًا جيدًا” أو “دعنا نبذل جهدًا معًا”....
...كانت باردةً كما بدا انطباعها الأول. على عكس ما توقع….لا، بل بدا أن السنة القادمة ستكون ممتعةً للغاية....
...حرّك جوون فمه ببطء، وكأنه يتذوق اسمها، ثم نطق به....
...“لي سيان.”...
..._____________________...
...يبدو ان البطل سايكو🥰...
...هو قوته يشوف ويتتبع المسامير هذي الي هي اشباح ظلام وهي تدْبحهم ✨ تيم رايع...
...عين توبازية ...
...اوريكم عيون البطلة مره وحده...
...Dana...
...كنت أعلم أننا سنلتقي في النهاية....
...لأنه كان قدرًا محتومًا....
...***...
...اشتعل الغضب من قمة الرأس. ...
...كان الغضب يتوهج حارقًا، مثل حمم تتدفق من قمة الجمجمة، يسيل على الوجه، ويجعل العينين تتقدان بالدماء....
...كان ذلك الغضب يشبه الفحم، كلما اجتررته ازداد اشتعالًا....
...“هؤلاء البشر المزعجون.”...
...تمتم “A” بعبارته المعتادة، وكأنها حديثٌ مع النفس....
...في هذا اليوم أيضًا، كان الضيق ينتشر في جسده كمرض، وكأن لمسةً واحدة قد تفجره في أي لحظة....
...أبسط تفاصيل الحياة اليومية كانت تستفزه باستمرار، فقضى يومه كله يتذمر لنفسه بعبارات غامضة، وإذا سأله أحد عن العمل، أجاب بردود ملتوية ومليئةٍ بالضيق....
...كان يخفف توتره بتخيّل نفسه يقتل واحدًا تلو الآخر من أولئك الذين يزعجونه، مستخدمًا فأسًا....
...دماء. عنف. صراخ، وقطع من اللحم الممزق، قطعٌ من اللحم!، قطعٌ من اللحم!، قطعٌ من اللحم!...
...عند عودته من العمل، وبينه وبين منزله سوى المتجر الصغير أمام البيت، اشترى "A" علبة طعام ولم يتردد في توبيخ العامل الشاب هناك قليلًا....
...شعر بتحسنٍ بسيط في مزاجه بفضل ذلك، لكنه ما إن رأى لافتة “تحت الصيانة. خارج الخدمة” معلّقة على مصعد العمارة، حتى عاد الغضب ليشتعل في صدره من جديد....
...قيل له أن المصعد لن يعمل إلا بعد أربعين دقيقة. فضغط على أسنانه وتوجّه نحو الدرج، لكنه استدار حين سمع صوت تحيةٍ خجولة خلفه....
...“مرحبًا……”...
...كانت فتاةً في الثانية والعشرين من عمرها تقريبًا، تقطن في الشقة المجاورة ضمن نفس المبنى....
...جسدها صغيرٌ ونحيف، لا يتعدى طولها 154 سنتيمترًا، وكان من النادر رؤيتها، لكنها أحيانًا كانت تستقل المصعد في نفس توقيت خروجه....
...“نعم……”...
...تمتم "A" وتوقف عن السير، فترددت الفتاة الخجولة قليلًا ثم صعدت الدرج أمامه أولًا....
...راح "A" يتبعها بخطى ثابتة تُصدر صدى، طق، طق، طق. وبسبب زاوية السلم، وجد عيناه تتجهان نحو مؤخرتها. و كانت ساقاها النحيلتان تتمايل كدمية تحت التنورة المتأرجحة بإيقاعٍ متناغم. ...
...'ما قصة هذه الفتاة……لماذا تستمر في الحديث معي؟'...
...علامات الاستفهام أخذت تومض في ذهنه. فمنذ ثلاثة أشهر، حيتّه بالطريقة نفسها، وهذه هي المرة الثانية....
...'لا سبب يدفعها لمحادثة رجل لا تعرف اسمه حتى……آه، هل من الممكن أنها تكن لي مشاعر؟'...
...بمجرد أن راودته هذه الفكرة، لمعت عيناه ببريق فاسد....
...'صحيح، لو لم تكن مهتمةً، لما حيّتني، ولما ابتسمت لي بخجل، أليس كذلك؟'...
...يا لهذا الأسلوب……إنها تُغري الرجل بهذا الشكل؟...
...من المؤكد أنها تعمّدت ارتداء تنورةٍ في عز الشتاء والتمايل أمامه بهذا الشكل. فلم يكن على السلم سواهما فقط....
...زاد "A" من سرعته في المشي قليلًا. و فجأة، توقفت الفتاة وكأنها شعرت بشيء، ثم التفتت نحوه بسرعة....
...“آه……”...
...ارتبكت بشدة عندما رأت "A" خلفها مباشرة، واقترب منها إلى درجة مقلقة....
...تلعثمت ولم تعرف كيف تتصرف، ثم فجأة، وكأرنب مذعور، بدأت تركض بسرعة نحو الأعلى. و في تلك اللحظة، خفق قلب "A" بقوة، كأن الدم اندفع في عروقه بعنف....
...خفقان……خفقان……...
...بدأ يتبعها وكأن قوةً خفية تدفعه للحاق بها....
...'لماذا؟ لماذا تهربين؟'...
...أنتِ من بادرتِ بالتحية، أنتِ من ابتسم لي، مرتين....
...بدأ فمه يرتجف بضحكةٍ خفيفة، وسال لعابه من لذّة مطاردة الأرنب الخائف، ككلب صيد....
...تنورتها المتطايرة، حركاتها القلقة، نظراتها المرتعبة التي تلمحه بين الحين والآخر……كلها كانت تثيره....
...حدّق في عنقها النحيل كما لو كان يريد أن ينهشه....
...ذلك العنق بدا هشًا، وكأنه لو أمسك به من الخلف وهزّه مرتين أو ثلاثًا، ستسقط منهارةً دون مقاومة....
...وأثناء نظره إليها، بدأت راحة يده تشتعل بوخزاتٍ خفية، وارتفعت داخله رغبةٌ وحشية لا تُقاوَم....
...كان قد مدّ ذراعه ليمسك بعنق الفتاة من الخلف……لكنه تجمد فجأة، ورفع عينيه المتجمدتين إلى الأعلى....
...طق-طق-...
...'يا لسوء الحظ……'...
...ظهر شخص في الأعلى مع وقع خطواته، قاطعًا عليه اللحظة....
...كانت امرأةً طويلة القامة، يزيد طولها عن 170 سنتيمترًا، أنيقةً ونحيفة، ترتدي بدلةً وسروالًا وقميصًا ومعطفًا صوفيًا وحذاءً وإكسسوارات، وكلها سوداء تمامًا....
...توقفت المرأة ذات الملابس السوداء فور أن وقعت عيناها على "A"، وحدّقت فيه من رأسه حتى أخمص قدميه بنظرةٍ باردة....
...نظرتها كانت حادةً كحد شفرة المقصلة، بلا رحمة....
...رغم أن "A" اعتاد على مثل هذه النظرات الوقحة من بعض النساء……إلا أن هذه المرأة كانت مختلفة. فنظراتها الجامدة كانت تنظر إليه كما لو لم يكن رجلًا ولا حتى إنسانًا، بل مجرد شيء جامد بلا روح....
...ثم تحدثت المرأة ذات السواد بصوت جاف،...
...“هل كنتِ في طريقكِ للصعود؟”...
...لم تكن تسأل "A"، بل توجّهت بالسؤال للفتاة التي كانت تفرّ منه....
...ألقت الفتاة نظرةً خائفة نحو "A"، ثم أومأت برأسها سريعًا. فاقتربت منها المرأة الطويلة، ووقفت بجانبها كمن يحميها....
...“إذاً، لنصعد معًا.”...
...كانت حركتها رشيقةً وأنيقة إلى حد بالغ....
...ومع اختفائهما معًا في الأعلى، تُرك "A" وحيدًا في منتصف الدرج، واقفًا في حيرة....
...“ما هذا بحق……”...
...عندها فقط انفجرت مشاعر الغضب المكبوتة في صدر "A"، ولم يستطع أن يتمالك نفسه، فبدأ يشتم بغضب....
...'تلك الحقيرة!'...
...“تبًا! تباً! تباً!! من تظن نفسها تلك العاهرة حتى تحدق بي بتلك النظرة المتعالية! تبا لهذه الـ…”...
...“بففت.”...
...سرعان ما انطلقت ضحكةٌ ساخرة، تلاها صوتٌ تهكمي لرجل غريب من أعلى الدرج....
...“الكلاب على الأقل لطيفة. أما أنتَ، فحياتكَ مجرد قمامة. حتى المستنقع أنظف من عقلكَ القذر.”...
...كان "A" غارقًا أصلًا في حالة من الغضب، فقفز فورًا صاعدًا خمس أو ست درجات دفعةً واحدة....
...من تهكم عليه كان شابًا في أواخر العشرينات. و جلس بهدوء على السلم، كمن يتعمد إعاقة "A" عن اللحاق بالمرأتين، مادًا ساقه اليسرى أمامه....
...ما بدا واضحًا في البداية لم يكن سوى عينيه فقط……أو بالأحرى، نظرةً حادة قاتلة تقشعر لها الأبدان....
...“أوه……”...
...ارتعش "A" لا إراديًا، وتقلصت كتفاه. ...
...كان ذلك الشاب يرتدي هو الآخر معطفًا أسود وبدلةً سوداء، تمامًا كالمرأة السابقة……...
...وما إن تلاقت أعينهما، حتى اجتاح "A" خوفٌ غريب لا يعرف له سببًا، كأن موجةً من الرعب تدفقت من مؤخرة أذنيه، و من ساقيه، حتى غمرت جسده بالكامل بعرق بارد....
...“هيه، أتنوي التهرب؟”...
...وعندما بدأ "A" يتراجع بخطوات غير مستقرة دون وعي، ضحك الشاب بسخرية كأنما يشفق عليه....
...“رغم حالتكَ البائسة، الا أن غرائز البقاء لديكَ ما زالت تعمل؟ حسنًا، الحشرات دائمًا هكذا.”...
...وصفه بالحشرة……كانت إهانةً جارحة إلى أقصى حد....
...اشتعل قلب "A" غضبًا، لكنه في النهاية تراجع عن فكرة المواجهة....
...لماذا؟...
...لقد شعر بخوفٍ غريزي تجاه ذلك الرجل. لا، بل تجاوز الخوف لدرجة الرعب التام……كأنه على وشك أن يُسحب إلى داخل ذلك السواد في عيني الرجل ويختفي وجوده بالكامل في لحظةٍ واحدة....
...“هئ!”...
...ذُعر "A" لا إراديًا، واستدار بسرعةٍ وركض نازلًا السلالم كالمجنون....
...ذلك الرجل، لا شك أنه كان برفقة تلك المرأة الطويلة كعمود....
...رجل وامرأة في أواخر العشرينات، يبدوان كغربانٍ، أو كموتى يسيرون بملابسهم السوداء الكاملة وكأنهم جاءوا من جنازة....
...وحين وصل "A" إلى الطابق الأول، ارتجف جسده بشدة وتمتم بصوت مبحوح،...
...“ما هؤلاء بحق!”...
...***...
...“من الأفضل أن تخبري والديكِ أن جاركم تبعكِ اليوم.” ...
...قالت سيان ذلك بنبرةٍ هادئة. فأومأت الفتاة الصغيرة والهزيلة برأسها بتردد....
...“نعم……شكرًا لكِ……”...
...لكن من ترددها وبطئها، بدا واضحًا أنها لن تخبر والديها بشيء....
...بعض الأشخاص لا يحبون أن يتسببوا في إزعاج من حولهم، وكانت تلك الفتاة تمامًا من هذا النوع. ...
...لكن الإلحاح أكثر من ذلك سيكون تدخلاً غير مرغوبٍ فيه. لذا، اكتفت سيان بإيماءةٍ مختصرة بعينيها دون أن تتدخل أكثر....
...بادلتها الفتاة الانحناءة بسرعة، ثم دخلت منزلها وأغلقت الباب على عجل....
...وحين استدارت سيان بوجه خالٍ من التعابير، سخر منها جوون الذي كان يستند إلى الحائط....
...“ألا ترين أن قولكِ لها أن تخبر والديها كان مبالغة؟ لم تتعرض لأذى حقيقي، مجرد رجل منحرف بخطواتٍ سريعة يلهث خلفها، هذا كل ما في الأمر.”...
...كان جوون هو الشاب الذي بدأ اليوم عمله كنجارٍ إلى جانبها، لكن سيان قطعت كلامه ببرودٍ حاد و كأنه غريب،...
...“ما إذا كانت مبالغةً أم لا، هذا أمرٌ يعود لتلك الفتاة لتقرره.”...
...“عذرًا، ما اسمكِ مرة أخرى؟ سي……سي يونغ؟”...
...سألها جوون بوجهٍ متصنع يوحي بالنسيان. مع أنهما تبادلا التعارف سابقًا……من الواضح أنه يتعمد استفزازها....
...ردّت سيان بقوة، دون أن تفقد أعصابها،...
...“لا بد أنكَ استلمت ملفي. إن لم تتذكر، فافتحه واقرأه مجددًا.”...
...عندها فقط أطلق جوون ضحكةً خفيفة....
...“لي سيان.”...
...نطق اسمها بوضوح، متعمدًا تقطيعه بنبرةٍ ساخرة....
...“أعجبتني برودتكِ في البداية، لكن يبدو أنكِ فضوليةٌ أكثر مما توقعت، أليس كذلك؟”...
...“وهل هناك سببٌ يجعلني أحرص على نيل إعجابكَ يا تاي جوون؟”...
...قالت سيان ذلك ببرود، وتجاوزته نازلةً الدرج من جديد. فتبعها جوون بخطى هادئة دون استعجال....
...كانت سيان تركز على خطواته وصوته خلفها....
...في شركة أوتيس، هناك أنماطٌ غريبة من أصحاب الشخصيات المضطربة، لكن تاي جوون كان نوعًا خاصًا يستفز الأعصاب بشكلٍ مبالغ فيه....
...يتحدث بخفة واستهزاء، ويبتسم بهدوء……ومع ذلك، تشعر بقشعريرةٍ تسري في ظهرك إن واجهته....
...كان يملك هالةً غريبة، خطيرة، توحي بالغموض والتهديد في آنٍ واحد. ...
...وفوق ذلك، كان عريض الكتفين بشكلٍ لافت، وطويل القامة لدرجة أن سيان بطولها البالغ 173 سنتيمترًا كانت تضطر لرفع رأسها للنظر إليه....
...مظهره كان يفرض نفسه لدرجة أن حضوره وحده يملأ المكان ويغطي على كل ما حوله....
...ثم تحدث ساخرًا من خلفها،...
...“آه، لي سيان. هل أنتِ من ذلك النوع؟ من يؤمنون بوجوب حماية الضعفاء؟”...
...“……؟”...
...“فالضعفاء يجب أن يُستبعدوا.”...
...كان كلامًا مثيرًا للاشمئزاز. لا، من الواضح أنه كان يقصد استفزازها عمدًا....
...كان تاي جوون يختبر مدى ثباتها ويحاول زعزعتها....
...فكرت أن تتجاهله ببرود، لكنها بدلًا من ذلك استدارت قليلًا نحوه، وقبلت بخوض لعبة التحدي معه....
...“لو كانت المنافسة تبدأ من نقطةٍ واحدة، ربما لكان كلامكَ صحيحًا. لكن لا توجد منافسةٌ تبدأ من نفس النقطة أصلًا.”...
...“عدم المساواة هو عين العدالة. حتى في البرية، أول من يُستهدف هم الصغار أو الأحداث. وحدهم الصغار الذين يتحلون بالذكاء والحذر ينجون، أليس هذا عدلًا بينهم؟”...
...“تقصد أن نترك الضعفاء يواجهون الخطر وحدهم؟”...
...“إلى حدٍّ ما، نعم؟ التظاهر باللطف لإنقاذ غزالٍ للحظة لا يغيّر شيئًا في طبيعة الحياة البرية.”...
...“الحياة البرية لن تتغير، هذا صحيح.”...
...قالت سيان ذلك وهي تحدّق به بعينين باردتين....
...“لكن التظاهر بعدم رؤية شيء رغم رؤيته……أنا لا أتبع هذا الطريق.”...
...“آها.”...
...أمال جوون رأسه وكأنه يقول، فهمت، فهمت. ثم ابتسم مجددًا، ابتسامةً تحمل في طيّاتها استفزازًا خفيًا....
...“يبدو أننا، ومن أول يومٍ كشريكين، لا نطيق بعضنا البعض، أليس كذلك؟”...
...“صحيحٌ تماماً.”...
...أجابت سيان بوجه خالٍ من أي تعبير، ثم رفعت رأسها ونظرت إلى الرجل الذي يبلغ طوله 197 سنتيمترًا، وأصدرت أمرًا ببرود،...
...“لهذا، من الأفضل أن تخرس الآن وتتبّعني بهدوء، مفهوم؟”...
...___________________...
...ناس ماتمشي الا بالعين الحمرا🙂↔️...
...البطله تجنن طويله بس البطل وش كل ذا الطول؟ 😭...
...شخصيته حلوه ههع عاجبني هواشهم ...
...Dana...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon