...'هذا العالم القذر.'...
...حتى اليوم، وأنا في طريقي إلى العمل، كنت أتمتم بالشتائم في داخلي....
...أن أتفوّه بمثل هذا الكلام العدواني في صباحٍ مشرق تغمره أشعة الشمس المفعمة بالأمل، كان أمرًا طبيعيًا وبسيطًا جدًا....
...لأنني كنت شحاذةً لا أملك فلسًا واحدًا....
...“واو……فعلاً لم يتبقَ لدي شيء.”...
...جلست على طاولة الاستقبال في النزل الذي أعمل فيه، وزفرت تنهيدةً عميقة....
...كيس النقود الذي كان من المفترض أن يكون ممتلئًا بعد حصولي على أجر يومي، لم يخرج منه سوى الغبار مهما هززته....
...وكان هناك سببٌ واضح لهذا....
...'لأني أُسرق بالكامل من شخص لا أعرف حتى من يكون!.'...
...ولشرح كيف وصلت إلى هذا الوضع التعيس، يجب أن أعود بالزمن عشر سنواتٍ إلى الوراء، قبل أن أتجسد في هذا العالم....
...كانت هناك لعبة افتراضية تدعى <عالم الفانتازيا>، يحكي فيها البطل الساذج رحلته في لقاء رفاقه، ونموه المستمر، وهزيمته للأشرار، وإنقاذه للعالم مرارًا وتكرارًا....
...كنت من أشد المعجبين بهذه اللعبة. و كنت أول من يسجل الدخول عند نزول أي تحديثٍ للقصة الرئيسية في <عالم الفانتازيا>، وشاركت في كل فعالية بلا استثناء....
...بل إنني قضيت أيامًا وليالي متواصلة ألعب دون انقطاع....
...ولم أكتفِ بذلك، بل كنت أدرّب شخصيتي داخل اللعبة بجدٍ كي أتمكن من القضاء على الوحوش بسهولة داخل الزنزانات والغارات....
...ولتحقيق نمو أسرع للشخصية الرئيسية، صنعت حتى شخصيةً فرعية لتدعمها. و قمت بضبط إعدادات اللعبة بحيث يتم تحويل كل الموارد التي تجمعها الشخصية الفرعية إلى الشخصية الرئيسية، وبهذا أصبحت اللعبة أسهل بأضعاف مما كانت عليه....
...نعم، وهذه بالضبط كانت المشكلة....
...'…..ما كنت أتصور أبدًا أنني سأتجسد في تلك الشخصية الفرعية.'...
...بسبب ذلك، كنت أُسلب كل ما أملكه لصالح الشخصية الرئيسية كل منتصف ليل. منذ أن كنت طفلةً في هذا الجسد الذي تجسدت فيه، وحتى الآن....
...وللتقليل من الخسائر بأي شكل، حاولت أن أجد وظيفةً في نزل يوفر الطعام والمأوى بالإضافة إلى الأجر اليومي….....
...'لكن ما الفائدة، كل ما أجنيه ينفذ لمجرد أنني أضطر لشراء الضروريات من جديدٍ كل يوم.' ...
...حتى لو تجاهلت باقي الأمور، لا بد أنني احتاج ملابس أرتديها عند الذهاب إلى العمل. ...
...وهكذا أبدأ كل صباح بكيس نقودٍ فارغ تمامًا....
...حاولت البحث عن طريقةٍ للعودة إلى عالمي الأصلي، لكن بعد مرور عشر سنوات، لم أعد أملك الرغبة في ذلك أصلًا....
...أظن أنني توقفت عن المحاولة بعد حوالي سبع سنوات....
...وللأسف، يبدو أن مشكلةً ما حدثت أثناء التجسد، فلم أعد أتذكر لا اسم الشخصية الرئيسية ولا جنسها....
...الشيء الوحيد الذي يمكنني معرفته هو موقعها التقريبي الظاهر في نافذة النظام....
...دينغ-!...
...<الموقع الحالي للشخصية الرئيسية،...
...أوفولين (عاصمة إمبراطورية فيدوس)>...
...أن يعيش في أوفولين، أغلى مدينة من حيث أسعار السكن في إمبراطورية فيدوس، منذ عشر سنوات؟...
...بينما أنا لا أملك حتى أجرة العربة التي ستأخذني إلى العاصمة....
...…..حقًا، إنه عالمٌ قذر....
...أغلقت نافذة النظام وزفرت تنهيدةً أخرى، ثم خرجت صاحبة النزل، آنا، من المطبخ وهي تنقر لسانها باستياء. و نظرت مباشرةً إلى كيس النقود الذي كنت أحمله....
...“ريكا، هل أنفقت كل المال مرة أخرى؟ رجاءً، حاولي أن تدّخر قليلاً. كيف ستعيشين في هذا العالم إن واصلت التبذير بهذا الشكل؟”...
...“لا، الأمر ليس كذلك..…”...
...“ماهو الذي ليس كذلك؟ أتظنين أنني لا أعرف أنكِ دائمًا تملكين كيسًا مليئًا بالغبار فقط؟ ما فائدة أنكِ تتخلين عن عطلتك وتعملين لساعاتٍ إضافية؟ و تنفقين كل شيء فورًا. كوني أكثر توفيرًا، ريكا. أنا أقول هذا فقط لأنكِ مثل ابنتي.”...
...…..هذا ظلم....
...'حقًا، ظلمٌ فادح!'...
...لم أستطع قول شيء سوى شد شعري الفضي بيأس....
...قلة قليلة تعرف أن هذا العالم يتأثر بلعبة <عالم الفانتازيا>. ولا أعلم السبب، لكنني كنت أعرف ذلك لأن النظام أرشدني إليه....
...وبحسب ما رأيته في النظام، فعدد من يعرفون هذه الحقيقة في هذا العالم—بخلافي—هم ثلاثة فقط. وجميعهم شخصيات غير قابلة للعب (NPC)، بل إن أحدهم لم يعد موجودًا في هذا العالم أصلًا....
...وهذا يعني أنه حتى لو أخبرت آنا بالحقيقة، فلن أُعامل إلا كمجنونة....
...“يكفي. دعيكِ من ذلك.”...
...تخليت عن محاولة التبرير، وأسندت وجهي على طاولة الاستقبال دون قوة. فلم يكن لدي لا المال ولا الطاقة لأشرح وضعي لأي أحد....
...آنا، التي كانت تهز رأسها وهي تنظر إليّ ممددةً بذلك الشكل، أطلقت فجأةً صوتًا صغيرًا وكأنها تذكرت شيئًا....
...“بالمناسبة، ريكا، هل سمعتِ ذلك الخبر؟”...
...“أي خبر؟ هل هناك من يوزع نقودًا؟”...
...“آه، يا هذه. لا تفكرين سوى في المال وأنتِ ما زلت صغيرة. لا، ليس هذا. أقصد أن كاهن المعبد قال شيئاً جديداً بالأمس.”...
...“آه، نعم…..شيءٌ من هذا القبيل.”...
...أجبتها بوجهٍ خالٍ من الحماس....
...أظن أنني سمعت شيئًا عن ذلك عرضًا. لقد قال أمراً هز المعبد بالأمس....
...لكن مسألتهم تلك لم تكن تعني لي شيئًا ذا قيمة. لأن المعيد في هذا العالم لا يحمل أي دلالةٍ عميقة. بل كان مجرد إعلان جديد في لعبة <عالم الفانتازيا>....
...كما كان الحال دومًا، سيكون مجرد تحديث بسيط، ربما اكتشاف قارةٍ جديدة، أو منطقة صعبة، أو ظهور زنزانة يصعب اجتيازها....
...هكذا كان من المفترض أن يكون....
...“لكن، يُقال أن من لم يتلقَّ وصية المعبد سيختفي بعد عامٍ من الآن. على وجه التحديد، أولئك الذين مضى على تجاهلهم أكثر من خمس سنوات.”...
...همم، إذًا الحسابات التي مرّ على تحويلها إلى حالة الخمول أكثر من أربع سنوات سيتم حذفها. بما أنها لعبةٌ قديمة، فمن الطبيعي أن يقوموا بتنظيف البيانات يومًا ما....
...لم يكن أمرًا مفاجئًا. لكنني بدأت أتصبب عرقًا بارداً، وأطبقت قبضتي بكل ما أملك من قوة....
...“يبدو أنه لا يوجد الكثير من الناس في هذا الوضع، لذا لا أحد يشعر بالقلق…..لكن لا أدري، أشعر أن الأمر مؤلم قليلًا. أليس من القسوة أن يتجاهلهم المعبد هكذا؟ هم يعانون نفسيًا أصلًا لأنهم لم يتلقوا الوصية..…”...
...“صاحبة النزل.”...
...“هم؟”...
...“أنا…..سأستقيل!”...
...نعم، لم يكن أمرًا يدعو للدهشة. ما عدا الحقيقة المرعبة، وهي أنني أنا المعنية بهذا القرار....
...لو كنت أعلم أن الأمر سيصل إلى هذا الحد، لما أهملت إدارة الشخصية الفرعية حتى مع ازدياد انشغالاتي. ...
...تبًا لهذا كلّه....
...***...
...منذ أن تجسدت في هذا العالم، كان لدي حلمٌ واحد فقط. رغبة يحملها كل إنسان في داخله....
...الجلوس على عرش من المال!...
...أو لنقل بشكل أدق، أن أعيش حياةً هادئة ومريحة داخل مكان أملكه رسميًا باسمي، دون أن يتدخل أحدٌ في شؤوني، وأنا أفكر بهدوء، في أي شيء سأُنفق كل هذا المال؟...
...صحيح أنني الآن أُسرق كل منتصف ليل من قِبل شخصٍ لا أعرف من يكون، لكنني كنت أؤمن أن ذلك الحلم لا يزال ممكن التحقيق يومًا ما....
...فالأمر معقول، من يدري متى سيتم تحديث نظام الشخصيات الفرعية في اللعبة؟ ولو حدث ذلك، فمن المؤكد أن هذا العالم سيتأثر به أيضًا....
...كما لم يكن أحد في هذا العالم يعلم أن قارةً جديدة ستظهر فجأة في البحر الغربي، أو أن أحد العناصر النادرة سيتحوّل فجأةً إلى سلعة رخيصة بسبب الإمدادات الهائلة التي وفّرتها الشركة المطورة للعبة....
...لهذا السبب كنتُ أعيش يوميًّا بيومي، أعمل لأعيش، وأعيش لأعمل. كنت أظن أن لدي متسعًا من الوقت....
...'ولم أكن أعلم أنني سأصبح مهددةً بفترة زمنية محدودة!'...
...قدمت استقالتي فورًا وغادرت النزل. ولأنني لا أملك شيئًا سوى الملابس التي أرتديها، لم يكن هناك ما أحتاج لحزمه أو أخذه معي....
...بحثت فورًا عن عربةٍ تسافر لمسافات طويلة....
...وكان لدي ما يكفي من المال. لأن آنا، عندما سمعت مني أنني أريد أن “أقضي ما تبقى من حياتي في رحلة حرة لأنني المعنية بكلام المعبد”، أجهشت بالبكاء وقدمت لي مكافأةَ نهاية خدمة سخية....
...ولماذا استعجلت في البحث عن عربة؟...
...'لأني يجب أن أرى من تكون الشخصية الرئيسية قبل أن أموت.'...
...لا أستطيع حتى عدّ كم من المال سلبتني إياه تلك الشخصية حتى الآن....
...كنت أعمل بجد لدرجة أنني كنت أتخلى عن عطلتي، ولم أحصل لا على أجر إضافي ولا حتى على حق الاحتفاظ بثيابي أو أحذيتي….....
...لقد تم نهبي باستمرار، حتى أنني في إحدى المرات أرفقت مع المال المسروق ورقةً كتبت فيها عنوان مكاني، وطلبت فيها رجاءً أن يعيد لي شيئًا مما أخذ....
...لكن لم يأتِ أحد، ولم يصلني أي طرد. و وقتها فقط، أدركت أنني كنت أرى العالم بمنتهى السذاجة، وأوهم نفسي بأن ما يحدث ربما ليس بقصدٍ من الطرف الآخر....
...من المؤكد أن ذلك النذل يستمتع بسرقة أموالي. وبما أنه “الشخصية الرئيسية”، فلا بد أنه يعيش في ظروفٍ أفضل بكثير مني، وهذا ما يجعلني واثقةً من الأمر....
...'لا يمكنني أن أموت وأنا أشعر بكل هذا الظلم.'...
...حتى لو متّ، فعلى الأقل يجب أن ألكمه في وجهه مرة قبل أن أرحل. لا، أي مرة؟ يجب أن أضربه عشر مرات على الأقل....
...“سأفتش كل أرجاء أوفولين حتى أجدكَ.”...
...ركبت العربة متّجهةً نحو أوفولين وأنا ممتلئةٌ بالغضب. ...
...الطريق طويل، لكن بما أن الوقت لا يزال صباحًا، فسأصل ليلًا على الأرجح. ...
...و بمجرد وصولي، سأحجز في نزل قبل حلول منتصف الليل، وسأصرف كل ما أملك من مال للبقاء هناك لفترة طويلة، ثم أبدأ بتفتيش المنطقة المحيطة بيتًا بيتًا....
...وماذا عن الملابس؟...
...لنفكر في ذلك لاحقًا. الآن ليس وقت الانشغال بتفاهاتٍ من هذا النوع....
...'هل يوجد طريقةٌ سهلة لأجد الشخصية الرئيسية؟'...
...ربما أحمل معي شيئًا ضخمًا ومزعجًا وقت منتصف الليل—كصخرة عملاقة تملأ البيت، أو فضلات حيوانات ذات رائحة كريهة....
...عندما تنتقل هذه الأشياء إلى الشخصية الرئيسية، لا بد أن يحدث ضجيج أو يُثار بعض الفضول من حوله....
...“فكرة ليست سيئة.”...
...تخيلت ذلك اللص يتلقى القمامة فجأة ويقف حائرًا، فأحسست ببعض الراحة في صدري. ...
...حقًا، لا يمكن للإنسان أن يعيش مظلومًا إلى الأبد....
...لطالما كنت عاجزةً عن الذهاب إلى أوفولين، لذا لم أكن أتخيل حتى فكرة الردّ عليه، لكن لو كنت أعلم أن الأمور ستصل إلى هذا الحد، لاقترضت المال من أجل هذه المهمة منذ زمنٍ بعيد....
...“انتظرني فقط، أيها اللص.”...
...سأصفعكَ، وسأجعلها صفعةً لا تُنسى....
...____________________...
...تراااا تراااااا ...
...ارحبوا شخباركم ذي روايه البطلة ريكا وتجنن تضحك😘...
...الروايه تو كا اكتملت فما اعرف كم فصل لها بس حياكم ...
...المهم ذي حساباتي للاحتطاطات ...
...انستا: Dan_48i توتر: Dana_48i...
...استمتعوا😘...
...Dana...
...كان الطريق إلى أوفلين سلسًا إلى حدٍ ما. فقد وصلت العربة إلى بوابة العاصمة في الوقت المتوقع تمامًا لا ببطءٍ ولا بسرعة....
...الآن كل ما عليّ فعله هو عبور تلك البوابة الكبيرة التي أمامي....
...أخيرًا وصلت إلى ذلك المكان اللعين الذي يوجد فيه شخصيتي الأصلية!...
...“أشعر أن قلبي يرتجف من شدة الفضول لأعرف كيف يبدو ذلك الوغد.”...
...قبضت على يدي بإحكام وركزت نظري فقط على البوابة التي أمامي. يبدو أن عدد الراغبين في دخول أوفلين كان كبيرًا، إذ كانت البوابة مزدحمةً بالناس....
...لكن من سرعة عبور الناس للبوابة، بدا أن الأمر لن يستغرق وقتًا طويلًا. تقديريًا، ربما ساعة واحدة تقريبًا؟...
...أخرجت جسدي قليلًا من نافذة العربة وألقيت نظرةً على برج الساعة الضخم البعيد. و بعد أن تأكدت أن الساعة لم تتجاوز التاسعة بعد، شعرت بأن التوتر الذي جعل جسدي متيبسًا بدأ يتلاشى قليلًا....
...“سأدخل بالتأكيد قبل منتصف الليل.”...
...للمرة الأولى منذ مجيئي إلى هذا العالم، تسير الأمور بسلاسة....
...بينما كنت مسترخيةً داخل العربة أراقب الصف يتقلص، أصبحت نفسي أكثر هدوءًا....
...رغم أنني أصبحت في وضعٍ ميؤوس منه فجأة، لا يزال أمامي عامٌ كامل. قد لا تكون الاحتمالات عالية، لكن ربما أتمكن من إيجاد حل ما....
...لففت شعري الفضي الطويل حول أصابعي وتخيلت ما سأفعله بعد أن أجد شخصيتي الأصلية....
...إلى أن دوى فجأةً صوتٌ ضخم في أذني....
...كراااااان—....
...“…..ما هذا؟”...
...عندما اعتدلت في جلستي ونظرت مجددًا من النافذة، رأيت البوابة التي كانت مفتوحة تمامًا منذ لحظات فقط، تُغلق ببطء أمام عيني....
...المدخل الوحيد إلى أوفلين....
...نظرت إلى الأمام بوجه مذهول. لا، ما زال هناك أناسٌ هنا!...
...“لماذا يغلقون البوابة فجأة؟ هل يعني هذا أننا لن ندخل؟”...
...“عليّ تسليم غرض طُلب مني قبل نهاية اليوم..…”...
...“ابنتي وحدها في المنزل، أرجوكم!”...
...لم أكن وحدي في ارتباكي، فقد بدأت الهمهمات تنتشر من حولي....
...ثم حدث ذلك فجأة. بدت البوابة التي أُغلقت وكأنها ستُفتح قليلًا، ثم اندفع من خلالها فرسانٌ يرتدون دروعًا بيضاء بسرعة....
...وفورًا، ارتفعت همهمات الناس أكثر....
...“أليس هؤلاء هم فرسان الهيكل الذين خرجوا الآن؟”...
...فرسان الهيكل؟...
...الفرسان الذين يقاتلون ملك الشياطين بقوة النور؟...
...التقطت هذه الكلمات من حديث أحدهم وتنهدت، ثم غطيت رأسي بغطاء الرداء ونزلت من العربة....
...يبدو أن الوضع لم يعد يسمح لي بدخول المدينة وأنا على متن العربة....
...وبما أن هدف اللاعب في <عالم الفانتازيا> كان القضاء على ملك الشياطين، فقد كانت فرقة فرسان الهيكل من أكثر المجموعات ظهورًا خلال تنفيذ المهام الرئيسية....
...لا بد أن هناك مشكلةٌ قد وقعت الآن أيضًا……كنت أعلم أن سير الأمور بسلاسة كان غريبًا....
...“أرجو من الجميع الانتباه!”...
...دوّى صوتٌ منخفض رجّ أرجاء الطريق. كان الرجل الذي خرج من بين الفرسان المرتدين للدروع هو من تحدث. وقد قدّم نفسه ومن معه بهدوء إلى الناس....
...كما سمعنا من قبل، كانوا بالفعل فرسان الهيكل....
...توقّف الناس الذين كانوا في حالة ارتباك عن الحركة، ووجهوا أنظارهم جميعًا إلى فارس الهيكل الواقف في المقدمة، إذ نادرًا ما يُرى مثل هذا المشهد....
...ففرسان الهيكل التابعون للمعبد لا يظهرون إلا عند محاربة الوحوش أو ملك الشياطين، لذلك قلّما يُشاهدون....
...'حتى أنا هذه أول مرة أراهم بأم عيني.'...
...لكنني لم أكن أنظر إلى الفارس الذي يقف في المقدمة كباقي الناس. لأنني رأيت شخصًا أعرفه جيدًا....
...رجلٌ يقف بهدوء في الخلف وكأنه يراقب الوضع، يملك شعرًا ذهبيًا لامعًا وعينين حمراوين....
...هاوارد تشيلستون....
...إنه قائد فرسان الهيكل في إمبراطورية فيدوس، ودوق تشيلستون، وابن أخ الإمبراطور الوحيد....
...وبصفته قائد فرسان الهيكل، كان أكثر شخصيةٍ غير قابلة للعب يتفاعل معها اللاعب في <عالم الفانتازيا> ويحصل منها على أكبر قدر من الدعم....
...'وكان محبوبًا من جميع اللاعبين أيضًا.'...
...لدرجة أن فريق تطوير <عالم الفانتازيا> جعل من هاوارد الشخصية الرئيسية في أحداث رومانسية محدودة، بهدف جذب لاعبين جدد والحفاظ على اللاعبين الحاليين....
...كانت هناك مزحة تقول إن هاوارد تشيلستون هو من يُطعم <عالم الفانتازيا>....
...وكان لهذا القول ما يبرره. فهاوارد لم يُعتبر فقط الشخصية الوحيدة القادرة على مواجهة ملك الشياطين قبل ظهور اللاعب، بل كان أيضًا ذا وسامة لافتة وثروة هائلة....
...'وفوق كل ذلك، لديه ماضٍ مؤلم أُضيف كجزء مبالغ فيه من قصته.'...
...لم تُكشف تفاصيل كثيرة عن ماضي هاوارد بعد، لكن ورد ضمن القصة الرئيسية بشكل عابر أن عائلته أُبيدت عندما كان صغيرًا....
...إنه مثالٌ نموذجي للشخصية غير القابلة للعب التي يحبها اللاعبون....
...'بل، ليس اللاعبون فقط، حتى نساء هذا العالم لا ينتهين من الحديث عنه عندما يُذكر اسمه.'...
...يقال أنه لو جُمعت جميع طلبات الزواج التي وصلت إلى قصر الدوق تشيلستون حتى الآن، لشكّلت جبلًا. ومع ذلك، يرفضها هاوارد كلها من دون تردد، مما يوحي بأنه لا يفكر بالزواج أصلًا....
...'لم أتوقع أبدًا أنني سأرى هذه الشخصية المحبوبة وجهًا لوجه.'...
...بل إن رؤية هاوارد كانت أمرًا نادرًا، ما لم يكن في موقع محدد. فهو من الشخصيات التي تقف في المعبد من الصباح حتى المساء....
...ما لم يحدث تطورٌ معين في القصة الرئيسية يُغير مجرى الأحداث، فإن مكان وجود هاوارد لا يتغير إلا في الليل والفجر، حين تكون تحركاته غير منتظمة على الإطلاق....
...وبما أن هذا العالم يتأثر كثيرًا بـ <عالم الفانتازيا>، فلا بد أن الوضع هنا مشابه....
...'وجود هاوارد في هذا المكان لا بد أن يعني أن حدثًا كبيرًا قد وقع بالفعل.'...
...أن يكون قائد فرسان الهيكل مضطرًا للتدخل بنفسه…..ابتلعت ريقي الجاف من شدة التوتر....
...'هل ظهر وحشٌ في أوفلين؟'...
...عادةً ما تظهر الوحوش داخل الدهاليز فقط، لكن سمعت أنها أحيانًا تهاجم القرى بحثًا عن فريسة، لذا لم يكن هذا تطورًا غريبًا تمامًا....
..."لماذا يجب أن يحدث هذا بالضبط عندما أكون أنا هنا؟"...
...تنهدت بصوت خافت....
...بصراحة، كان لقائي بهاوارد أمرًا محرجًا قليلًا. فهاوارد تشيلستون كان أحد الثلاثة الذين يعرفون بسر أن هذا العالم متأثر بـ <عالم الفانتازيا>....
...ولو حدث واكتشف أثناء وجودي قربه أنني أستطيع استخدام النظام، فكم سيكون الوضع معقدًا….....
..."لا أريد حتى أن أتخيل ذلك."...
...لا تقلقي....
...مستحيل أن يحدث شيء كهذا، أليس كذلك؟...
...هززت رأسي نافيةً ونقلت نظري بعيدًا عن هاوارد. ثم نظرت إلى الفارس الذي بدأ بإعلان شيء ما. وكأنه كان ينتظر اللحظة المناسبة، إذ بدأ بالكلام الجوهري....
...“من الآن فصاعدًا، ووفقًا لما ورد في المعبد، سيُطلق على من لم يتلقَّ الوصية اسم ‘نوكس’، وسيُعتبرون هراطقة أتباعًا لملك الشياطين. فأن تُذكر يعني أن تنال يركة المعبد، وأما من لم ينل البركة، فإن ذلك يُثبت أنه هرطقي.”...
...…..ماذا؟ نوكس؟...
...كدت أصرخ من الصدمة لكنني تماسكت....
...ما هذا الكلام غير المعقول؟...
...'هل يعني هذا أنني أصبحت هرطقية الآن؟'...
...لم أرَ حتى شعرةً من ملك الشياطين، وفجأةً أصبحْتُ من أتباعه؟...
...كما لو أن كوني مصابةً بلعنة الموت القريب لم يكن كافيًا، ها أنا الآن أُصنَّف كهرطقية أيضًا....
...كيف يمكن أن تتعقد حياة الإنسان إلى هذا الحد؟...
...حقًا…..هذا لا يُحتمل....
...“كما يعلم الجميع، فإن علامة الهرطقة هي فراشة سوداء منقوشة على الجسد. ومن أجل حماية العاصمة، ابتداءً من الآن سيخضع كل من يريد دخول أوفلين لتفتيش من قِبل فرسان الهيكل. ولا يُسمح بالعبور إلا لمن كشف عن ذراعيه وساقيه بالكامل أمام الفرسان.”...
...ازداد الاضطراب وسط الحشد بسبب هذا الإعلان المفاجئ....
...وبين صرخات الفرسان الذين كانوا يهدّئون الناس المذعورين، غرقتُ لحظةً في التفكير....
...'الذراعان والساقان، إذًا…..'...
...كان من المعروف، بعد سنوات طويلة من الحرب ضد ملك الشياطين، أن كلما كان الشخص أقرب إلى الملك، ظهرت العلامة أقرب إلى القلب....
...ومع ذلك، تفتيش الذراعين والساقين فقط يعني أنهم لا ينوون سوى القبض على الضعفاء....
...شغّلت عقلي قليلاً ثم أومأت برأسي....
...صحيح، طالما أن المقربين من ملك الشياطين قادرون على إخفاء العلامة، فلا معنى لهذا النوع من التفتيش أصلًا. و بما أنه يمكن إخفاء العلامة قبل التفتيش، فلا مشكلة من الأساس....
...يبدو أن التعبير الأدق هو “على الأقل للقبض على الضعفاء”....
...'على أية حال، لا علاقة لي بالأمر.'...
...لا أعلم من الذي أطلق هذا الهراء عن أن من لم يتلقّ وصية المعبد، أو ما يُعرف اختصارًا بـ “نوكس”، هو هرطقي، لكن يبدو أنني لن أُكشف كإحدى تلك الحالات، على الأقل....
...رغم ذلك، هناك ما يُقلقني فعلًا….....
...“هل سيخضع هذا العدد الهائل من الناس للتفتيش واحدًا تلو الآخر؟”...
...نظرت إلى الطابور الطويل الذي لا يزال ممتدًا، وعضضت شفتي....
...كان عليّ إنهاء ترتيبات إقامتي في النُزل داخل أوفلين قبل حلول منتصف الليل مهما حصل....
...صحيح أن هناك نُزُلًا في المناطق المجاورة، لكنني إن أردت لقاء شخصيتي الأصلية، فلا بد لي من الدخول عبر البوابة إلى الجهة الأخرى....
...وبما أنهم قرروا إخضاع الجميع للتفتيش كل مرة يدخلون فيها أوفلين، فالإقامة خارج المدينة ستكون غير فعالة على الإطلاق....
...ولا يمكنني تحمّل مخاطر تغيّر إجراءات التفتيش فجأة دون سابق إنذار....
...'عليّ أن أرجو أن ينتهي التفتيش في أسرع وقت ممكن.'...
...فذلك هو السبيل الوحيد لحماية مالي، وأمني....
...…..لكن بعد مرور أكثر من ساعتين على قولي هذا، وُضعتُ في موقفٍ لا مفر منه....
...'تباً، متى سيحين دوري بالضبط؟!'...
...كان عدد الناس كبيرًا جدًا، وبما أن هذا هو أول يوم تُجرى فيه عمليات التفتيش، فلم يكن فرسان الهيكل معتادين على الأمر، ولا الناس أيضًا، مما جعل وتيرة التفتيش بطيئةً جدًا....
...ومنذ أن وصلت إلى هنا، لم يتقلص الصف إلا إلى النصف تقريبًا. وهذا يعني أنني لن أدخل أوفلين إلا بعد منتصف الليل بكثير....
...“هذا غير مقبول.”...
...فعندها سأكون قد أصبحت مفلسةً تمامًا. بل، حتى الثياب التي أرتديها الآن ستُسلب مني!...
...في هذه الحال، من الأفضل أن أبحث عن نزلٍ قريب في الجوار....
...رغم أن الخضوع للتفتيش يوميًا أمرٌ مزعج، لكن عليّ على الأقل حماية مكافأة نهاية الخدمة وكرامتي....
...'يجب أن أتحرك بسرعة، وإلا سيحين منتصف الليل.'...
...بهذا التفكير، غادرتُ الصف بخطوات متعجلة. من دون أن أدرك أن نظراتٍ حادة تلاحقني من الخلف....
...__________________...
...هاوارد ذاه هو البطل ✨...
...وهي طاقه شكله بيلحقها😂...
...من يوم بدت الروايه وهي ماخلت شتيمه الا قالتها للشخصية الرئيسية ذي😭...
...المهم دام كل شي يوخذ منها في الليل حتى ملابسها يعني كل يوم تشتري ملابس جديده؟ ياوك يالتبذير...
...Dana...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon