NovelToon NovelToon

السبب الذي جعل الشريرة تحمل سيفاً

الفصل 1

..."يا سيدي الماركيز! لقد تعرضت القافلة لهجومٍ من الوحوش!"...

...سقطت الصحيفة من يد الماركيز ليسيروس عندما سمع كلمات رِيان وهو يقتحم الباب بقوة....

...'القافلة تعرضت للهجوم؟!'...

...شحب وجهه من الصدمة. فقد كانت ابنته إيلين ترافق القافلة في رحلتها....

..."إيلين؟ هل إيلين بخير؟"...

...سأل لويد، فتنفس رِيان بصعوبة وعبس جبينه....

...وفي تلك الأثناء، مرت في رأس الماركيز ليسيروس مشاهد عديدة، ثم اختفت....

...ابنته الضعيفة والجميلة، إياين ليسيروس، التي تشبه والدتها الراحلة تمامًا....

...منذ وقتٍ ليس ببعيد، تسببت إيلين في إصابة بعض الخادمات بجروحٍ خطيرة بسبب ضربها المفرط لهن....

...وحين سمع الماركيز بالأمر، كان ينوي كعادته تجاهلها والتظاهر بعدم المعرفة....

...إلا أن ما جعله يغيّر رأيه كان رجاء زوجته كورليا المُلِحّ....

...زوجة الماركيز توسلت إليه أن يُصلح سلوك إيلين، من أجل مصلحتها قبل كل شيء....

...قلق الماركيز من أن تتأذى مشاعر إيلين، لكنه لم يستطع إلا أن يستجيب لرجاء زوجته....

...حقًا، تصرفات إيلين قد تجاوزت الحدود....

..."إن انتشر هذا الأمر بين الناس، فمكانة إيلين ستتضاءل أكثر."...

...وفي النهاية، قرر الماركيز، بناءً على نصيحة كورليا، أن ترافق إيلين القافلة في رحلتها إلى الأكاديمية....

...لقد اعتادَت إيلين العودة إلى الأكاديمية برفقة عدد كبير من الفرسان والخادمات، لذا فإن هذه الرحلة كانت عقوبةً مناسبة لها، كما أنها فرصةٌ جيدة لتُظهر للناس أنها نادمةٌ على تصرفاتها....

...وعندما بدأ الماركيز يترنح من شدة الصدمة، أسرعت كورليا التي كانت بجانبه إلى دعمه بذراعها....

...ثم تحدثت بصوتٍ مرتجف،...

..."لويد، كل هذا بسببي. كنت فقط أتمنى أن تنضج قليلًا قبل الزواج....."...

...لكن الغريب أن شفتي كورليا ارتفعتا قليلًا بابتسامةٍ خفيفة وهي تنطق بتلك الكلمات....

...وكان ذلك حين لم تكن أنظار الماركيز ولا رِيان متجهةً نحوها....

...ولم يلاحظ الماركيز أي شيء، بل راح يتذكر إيلين التي اعتادت ألا ترتاح طوال اليوم إلا إن دلّكن الخادمات كتفيها وساقيها....

...لم يحدث من قبل أن رافقها في رحلتها فارسٌ واحد وخادمةٌ واحدة فقط....

...لكن، لماذا ظهرت الوحوش في هذا التوقيت بالذات؟ ...

...ازدادت حالته سوءًا. و حينها، التقط رِيان أنفاسه مجددًا، وتابع الحديث. و كان وجهه مشوّهًا كما لو أنه لا يستطيع استيعاب ما رآه....

..."الآنسة قد....."...

..."أنا، أنا ما كان علي فعل ذلك! هل أصيبت بجراحٍ بالغة؟ أم......"...

...عندما افترض الماركيز أسوأ الاحتمالات، هز رِيان رأسه بسرعةٍ نافياً، لكنه مع ذلك تردد في فتح فمه....

...فما سمعه كان لا يُصدق....

..."يقال أن الآنسة قضت على جميع الوحوش وأنقذت القافلة!"...

..."ماذا؟"...

...لم يتمكن الماركيز ولا كورليا من فهم ما قاله رِيان....

...إيلين قضت على قطيع الوحوش.....؟...

...صحيح أن لا وجود لوحوشٍ قوية في تلك المنطقة. و الماركيز نفسه كان يعلم ذلك، ولهذا وافق على أن ترافق ابنته القافلة....

...بل وأرسل معها أيضًا الفارس راكن، الذي يثق به كثيرًا، لذلك لم يكن يعتقد أن شيئًا سيئًا قد يحدث....

..."لابد أن الناس أساؤوا فهم ما فعله السيد راكن."...

...عندما يتعرض الإنسان لصدمةٍ شديدة، يميل إلى تبرير الأمور لنفسه، وهذا ما فعله الماركيز كذلك....

...كيف لابنته الضعيفة أن تقضي على قطيعٍ من الوحوش؟ ...

...حتى وإن كان من بينها وحشٌ عالي المستوى، لما استطاع فارسٌ واحد مجابهته....

..."إذًا السيد راكن هو من قضى عليهم، أليس كذلك؟ كم أنا محظوظٌ لأنني أرسلته معها. على أية حال، إيلين بخير، أليس كذلك؟"...

..."نعم، الآنسة بخير.....لكن من قضى على الوحوش لم يكن السيد راكن...."...

...حاول ِيان أن يشرح الحقيقة للماركيز ليسيروس لكنه توقف. فحتى هو نفسه لم يستطع تصديق ما سمعه من المُرسَل....

...'ما الذي يحدث بالضبط؟'...

...وفي النهاية، قرر رِيان التوقف عن محاولة إقناع الماركيز الذي لم يكن يستمع إليه أصلًا....

...***...

...كان راكن يحدّق بدهشة في إيلين التي تقف أمامه....

..."آنستي.....يمكنكِ تناول طعامكِ براحة داخل العربة."...

...لماذا تجلس نبيلةٌ وتأكل مع التجّار؟ هذا أمرٌ مقبول فقط بالنسبة لفارسٍ عادي مثله....

...لو كانت إيلين قد اختارت أن تسير على درب الفرسان خلف والدها الماركيز ليسيروس، لكان ما يراه الآن مفهومًا....

...لكنها لم تكن تملك أي نيةٍ لتصبح فارسةً من الأساس....

...كان هدف إيلين هو إيجاد زوجٍ مناسب والزواج منه، وبالفعل كانت قد اقتربت من تحقيق ذلك الهدف إلى حدٍّ ما....

...ولهذا، لم تكن أبدًا من النوع الذي يبيت على جانب الطريق مع الآخرين....

..."وأنا في هذه الحالة، كيف يمكنني أن آكل وحدي داخل العربة؟"...

...قالت إيلين ذلك، ويدها ملفوفة بضماد....

...وكان واضحًا أن الخادمة سينا، التي كانت بجوارها، تشعر بالقلق الشديد بسبب الدم المتسرب من الضماد....

...تحدثت سينا بصوت باكٍ،...

..."جرح في يد الآنسة الجميلة.....هذا مؤلمٌ جدًا....."...

...'هذا ليس المهم الآن، أليس كذلك؟'...

...هكذا ما فكّر به راكن وهو يتفحّص إيلين بعينيه....

...رغم كل شيء، فإن الشخص الواقف أمامه هي بالفعل إيلين ليسيروس التي يعرفها....

...إذًا، ما الذي حدث بالأمس؟...

...حين استيقظ، ظن راكن أن ما جرى لم يكن سوى حلم....

...لكن الجرح على يد إيلين كان دليلًا قاطعًا على أن ما حدث لم يكن حلمًا....

...'هل كانت تتعلم فنون السيف سرًّا طوال هذا الوقت؟'...

...لكن راكن هز رأسه نافيًا على الفور. فلم يكن من المنطقي أن تتعلم السيف سرًا دون أن يعلم أحد....

...صحيح أن عائلة ليسيروس معروفةٌ بفنون السيف، لكن إيلين كانت بعيدةً كل البعد عن ذلك....

...ترف، لهو، كسل.....كانت تُوصَف دائمًا بأوصاف سلبية كهذه....

...ولو أنها كانت تتدرب على السيف، لما خفي عليه الأمر....

...فهو، بصفته فارسًا من الدرجة العليا، يستطيع بسهولة تمييز مستوى من هم دونه....

...لو كانت إيلين قد بدأت تتدرّب على السيف منذ طفولتها، لكان راكن قد لاحظ ذلك بلا شك....

...'لكن من غير الممكن أن تكون الآنسة إيلين أقوى مني، أليس كذلك؟'...

...راكن كان أكثر الفرسان قربًا من الماركيز ليسيروس، وقد تخرّج من قسم فنون السيف في أكاديمية أتينس بمرتبة الشرف الثانية، وكان يُعد من أكثر الفرسان الواعدين....

...'إذًا، ما ذلك الأسلوب القتالي الذي رأيته؟'...

...حين هاجمت الوحوش القافلة بالأمس، كان راكن مستعدًا لأن يفقد ذراعه على الأقل....

...رغم أن عدد الحراس على القافلة لم يكن قليلاً، إلا إن عدد الوحوش كان هائلًا....

...وكان من بينهم وحوشٌ من المستوى المتوسط، ولو اضطر لقتالهم وحده، لوقع الكثير من الضحايا بلا شك....

...في البداية، كان الوضع تحت السيطرة، لكن سرعان ما أصبح القتال مرهقًا جدًا....

...'لا شك أن تلك الوحوش كانت قويةً إلى ذلك الحد.'...

...وحوش كهذه لا يمكن لشخصٍ مثل إيلين، التي تتعب من مجرد المشي، أو لأي إنسان عادي، أن يواجهها....

...لكنها فعلت ما بدا مستحيلًا....

..."آنستي، من أين تعلمتِ فنون السيف؟"...

...عندما طرح راكن سؤاله، غرقت إياين في صمتٍ يشبه التفكير. و حتى ردّة فعلها الهادئة بدت غريبةً في نظره، وكأن شخصًا آخر قد حلّ داخل جسدها....

...وإن لم يكن ذلك، فهل يمكن للإنسان أن يتغير بهذا الشكل في لحظة؟...

..."تعلمتُ السيف بمراقبة كارون وهو يتدرب."...

..."بمجرد المشاهدة فقط؟"...

..."......."...

..."لا، كيف يمكن لشيءٍ كهذا أن......"...

...تصلّب وجه إيلين قليلًا بسبب ردّة فعل راكن، ثم نهضت فجأةً وأزاحت طبق الحساء جانبًا....

...'متى أنهته؟'...

...كان الطبق مملوءًا بكميةٍ كبيرة من الحساء، وكان راكن يعتقد أنها سترميه كما تفعل دائمًا، فهي لم تكن تأكل إلا بقدر طعام طائر....

..."سأذهب الآن. ربما ما زلت متعبةً بسبب ما حدث أمس."...

...رغم أن وجهها لم يبدُ عليه أي أثرٍ للإرهاق، لم يستطع راكن قول أي شيء. فقد وجد نفسه بلا وعي منساقًا خلف هالة إيلين القوية....

...***...

...كانت عربة إيلين مزينةً بجواهر فاخرة، ولم تكن تتناسب إطلاقًا مع موكب القافلة....

...رغم أن الماركيز قال إنه سيعاقب إيلين، إلا أنه جهّز لها عربةً خاصة لأنّه ظن أن ابنته ستنزعج من عربات القافلة العادية....

...لكن حين تفكر في الأمر مجددًا، فإن هذا التصرف لم يساعد كثيرًا في تحسين سمعة إيلين....

...نظرت إيلين إلى الجواهر المزيّنة على العربة، وقطّبت حاجبيها كما لو أنّ رأسها بدأ يؤلمها، لكنها رغم ذلك أخذت تفكر مليًّا في حياتها....

...لقد عادت إلى الحياة بعد أن خاضت تجربتي موتٍ متتاليتين....

...أمسكت يدها المرتجفة بيدها الأخرى وضغطت عليها بقوة....

...وعلى عكس ما كان يظنه راكن، فهي بالفعل إيلين ليسيروس....

..."إيلين ليسيروس."...

...تمتمت بالاسم ببطء وكأنها تتذوقه....

...الفتاة التي اشتهرت بأنها واحدةٌ من أعظم الشريرات، رمز الطغيان والترف....

...لكن الحقيقة أنها لم تكن كذلك أبدًا....

...رفعت إيلين طرف تنورتها قليلًا....

...فبانت كدمةٌ لم تلتئم بعد على ساقها، كانت إحدى آثار "العقاب" الذي أنزلته بها زوجة والدها، كورليا....

...'لا بد أن هناك كدماتٍ أخرى لم تُشفى بعد.'...

...منذ اللحظة التي تزوج فيها والدها بكورليا بعد تدخل الإمبراطور، لم تعرف إيلين طعم الراحة لا جسديًا ولا نفسيًا....

..."إيلين، أنتِ حقًا فتاةٌ عديمة الفائدة. ماذا سيحدث لو علم والدكِ بذلك؟"...

...كان ذلك نوعًا من التعذيب الخفي الذي لم يعلم به أحد....

...منذ طفولتها، كانت تلك الكلمات القاسية تُلقى عليها باستمرار، حتى بدأت تفتك بعقلها رويدًا رويدًا....

...وكأنها خضعت لغسل دماغ، كانت تخشى أن تُخيّب أمل والدها، لذا لم تجرؤ يومًا على إخباره بشيء....

...كانت تعيش حياةً لا تُطاق، مجرد بقاءٍ بلا روح....

...عاشت كدميةٍ في يد زوجة والدها، تخضع لها دون أي مقاومة....

...وفي النهاية، قُتلت إيلين على يد تلك المرأة....

...'لم أكن أظن أنني سأعود الحياة بعد موتي.'...

...ثم وُلدتُ من جديد في عالمٍ آخر....

...______________________...

...اووووه يعني هي إيلين بس راحت ورجعت ...

...وناسه احسن عشان ماتقعد تقول هذا مب لي وهذا مايخصني...

...المهم شخباركم شعلومكم ذي روايه وحده حلوه عطتني اياها ان شاء الله تعجبكم🤏🏻...

...الروايه قصيره بس 121 فصل وفيه 5 فصول جانبيه ...

...اغلفة الروايه هي الي جابت راسي فوق ذاه البطله فارسه✨✨✨✨✨...

...وسلامتكم ذي حساباتي اذا تبون تغمزون ولاش...

...انستا: Dan_48i توتر : Dana_48i...

...Dana...

الفصل 2

...المكان الذي وُلدت فيه كان مكاناً تراه لأول مرة في حياتها....

...ذلك المكان كان عالماً لا وجود فيه للسحر أو المانا...

...إنه العالم الحديث....

...الحياة في العالم الحديث لم تكن مختلفةً كثيراً عن حياتها كإيرين. فوالداها كانا يزعجهما وجود طفلة، فتجاهلاها تقريباً وتركاها وشأنها....

...في وقتٍ من الأوقات، كانت تظن أن كل الآباء يشبهون ذلك الماركيز الطيب القلب، رغم أنه كان يفتقر إلى الفطنة....

...لكن بعدما عاشت حياةً جديدة، أدركت أخيرًا أن هناك آباء أكثر لامبالاة منه بكثير في هذا العالم....

...'أريد أن أصبح قوية، بما يكفي لحماية نفسي.'...

...ربما بسبب هذا الطموح بداخلها، ولحسن الحظ، وُلدت في حياتها الثالثة كابنة لعائلةٍ من الفرسان....

...حتى هي نفسها لم تكن تعرف لماذا تُمنح لها فرصة الحياة الجديدة مرارًا وتكرارًا. لكنها قررت أن تعيش....

...أرادت أن تحيا حياةً لا يُستهان بها من أحد، على عكس حياتها السابقة. لذلك أمسكت بالسيف....

...أن تصبح فارسة، وأن تتعلم فنون القتال، كان حلمًا راودها منذ حياتها الأولى، لكنها كانت تُمنع منه دائمًا بسبب زوجة الماركيز....

...ولدهشتها، كانت تملك موهبةً في استخدام السيف، ولم تكن موهبةً عادية. بل عبقريةٌ لا تتكرر إلا كل مئات أو ربما آلاف السنين....

...وهكذا، بعدما أصبحت الفارسة التي كانت تحلم بها، استطاعت أن تقول أنها عاشت حياتها الثالثة بلا ندم...

...وكانت تعتقد أنه إن كان سبب ولادتها من جديد هو الظلم الذي عانته في حياتها السابقة، فلن تكون هناك حاجةٌ لتفتح عينيها مرة أخرى....

...لكن الحياة تكررت من جديد، وهذه المرة لم تكن إعادة ولادة. بل عادت إلى أكثر حيواتها بؤسًا، إلى حياتها الأولى....

...إيلين ليسيروس....

...إلى ذلك الزمن حين كانت تُدعى ابنة الماركيز الشريرة والحقيرة....

...عندما فتحت عينيها لأول مرة، كانت الصرخات تتعالى من كل اتجاه. كانت أصواتًا مألوفةً جدًا لها، لأنها كانت تتدحرج يوميًا في ساحات المعارك....

...لذا تحرك جسدها تلقائيًا، وقضت على الوحوش خارج العربة....

...وعندها فقط أدركت أنها أصبحت مجددًا إيلين ليسيروس....

..."في الأصل، كان من المفترض أن يخسر راكن ذراعه في هذا المكان."...

...هذا ماحدث في الماضي....

...فقد راكن ذراعه وهو يحاول حمايتها، وبسبب ذلك انهار مستقبله الزاهر....

...لم يكن خطأ إيلين، لكن سهام اللوم كلها صُوّبت نحوها...

...لأنهم فقدوا موهبةً ستقود الإمبراطورية، فقط من أجل حماية فتاة عديمة الفائدة....

...لكن حين ساعدت راكن، تغير كل شيء....

...'ربما.....ربما أستطيع إنقاذه أيضًا'...

...رغم الفوضى، لم تستطع إلا أن تتذكر رجلاً. رجلاً لم تستطع نسيانه رغم مرور حياتين....

...'الرجل الذي فقد كل شيء لأنه خُطِب إليّ'...

...فريدين ليكسيا....

...***...

...أكاديمية أتينس، التي كانت تدرس فيها إيلين، كانت الأكاديمية الوحيدة في الإمبراطورية....

...وكان يدرس فيها ليس النبلاء فقط والموهوبون من العامة، بل حتى أبناء الأسر الملكية من الدول الأخرى وأفراد العائلة الإمبراطورية....

...كانت الأكاديمية بمساحتها التي تعادل تقريبًا إقليمًا صغيرًا، تعج دائمًا بالناس....

...أغمضت إيلين عينيها وسط ذلك الازدحام....

...'لقد عدتُ حقًا.'...

...بمجرد دخول سينا وإيلين إلى الأكاديمية، عاد راكن إلى إقليم ليسيروس بحجة أن لديه أمرًا عاجلًا....

...وبينما كانت تخطو دون تردد، التفتت إليها سينا بنبرةٍ قلقة،...

..."آنستي، هل أنتِ بخير؟"...

...عبست إيلين إثر هذا السؤال المفاجئ،...

...'ما الذي يُقصد بأنها بخير؟'...

...لم تستطع أن تتذكر تمامًا كيف كانت شخصيتها في تلك المرحلة من حياتها....

...لكن لا بد أن هناك سببًا جعل سينا تطرح هذا السؤال فور وصولها إلى الأكاديمية....

..."كنت قلقةً لأنكِ انتقلت مؤخرًا إلى قسم فنون السيف."...

...آه، إذًا هو هذا الوقت بالفعل....

...بمجرد أن قالت ذلك، بدأت ذكريات الماضي تعود إليها كالسيل....

...في هذا الوقت تقريبًا، كانت قد خُطبت إلى الأمير الثاني للإمبراطورية، فريدين....

...لم يكن ذلك برغبتها، لكن الناس كانوا يظنون أن إيلين هي من أصرّت على الخطوبة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك....

...فقط لتكون قريبةً من فريدين ليكسيا، غيرت تخصصها إلى قسم فنون السيف. رغم أنها لم تكن تعرف كيف تمسك بالسيف بشكل صحيح....

...وبالطبع، لم يكن هذا أيضًا بإرادتها....

...استحضرت في ذهنها تلك الجراح الكثيرة التي لا تُرى، ...

..."نعم، كنت شريرةً للغاية لدرجة أنني صرخت لأتزوج الأمير الثاني، واستغليت والدي لتحقيق ذلك. وحتى أنني غيّرت تخصصي إلى قسم فنون السيف وأهنت شرف الفرسان.....بصراحة، حتى من وجهة نظري، لقد تجاوزت الحدود."...

...ارتبكت سينا بشدة من كلماتها التي كانت تزدري بها نفسها، وهزّت رأسها بسرعة....

...لكن إيلين لم تكن تنوي مضايقتها، فكلماتها كانت فقط سخريةً من الموقف الذي أصبحت فيه....

..."لم أقل ذلك لتسمعيه، لكن شكرًا لاهتمامكِ."...

...ثم أبعدت خصلات شعر سينا عن أذنها بابتسامةٍ دافئة...

...فاحمرّ وجه سينا دون أن تشعر....

...وما إن خطت إيلين داخل الأكاديمية حتى تجمعت عليها جميع الأنظار....

...ثم تذكرت على الفور كيف كانت سمعتها في ذلك الوقت، وهي تشعر بوخز تلك النظرات الحادة....

...'كنتُ شريرة تستخف بشرف الفرسان، أليس كذلك'...

...وفوق ذلك، كان فريدين في علاقة غير معلنة مع الآنسة أشيلي....

...'ثم انفصلا بسبب خطوبتي به، فلا عذر لي حقًا.'...

...شعرت وكأنها تحولت إلى الشريرة في إحدى روايات الرومانسية الخيالية التي كانت تقرؤها في العالم الحديث....

...ومع علمها بما سيحدث لاحقًا، تنهدت لا إراديًا....

...كل ما قيل أنها فعلته في ذلك الزمن، كانت مؤامراتٍ حيكت من قِبل زوجة الماركيز....

...لكن ما دامت الأكاذيب أصبحت حقيقةً يصدقها الجميع، فلن تستطيع فعل شيء....

...لم يكن أمامها سوى ابتلاع نظرات الناس والمضي قدمًا....

...***...

...'في تلك الفترة، كان من الطبيعي أن يكرهني الجميع.'...

...تفحصت إيلين المكان من حولها بوجهٍ بارد. و مرت في ذهنها أفكارٌ عديدة، لكن سرعان ما اختفت واحدةً تلو الأخرى....

...في الماضي، كانت الأكاديمية بالنسبة لها أشبه بمهرب، مكانٌ تهرب إليه من زوجة الماركيز....

...لكن هذا لا يعني أنها كانت تحب هذا المكان. فحتى داخل الأكاديمية، لم يكن هناك سوى نظرات العداء الموجهة نحوها....

...في الحقيقة، كانت تملك الجرأة لتُثير ضجةً وتصرخ بأن كل ما حدث كان من تدبير زوجة الماركيز. لكن إيلين كانت تعلم أنها لن تقول شيئًا....

...لأن ما يهم الآن هو معرفة من يقف خلف زوجة الماركيز...

...قبل أن تموت، فقد كانت عائلة ليسيروس على وشك السقوط التام....

...في ذلك الوقت لم تكن تعرف السبب، لكنها بدأت الآن تدرك بعض الأمور....

...'لا تقلقي، عائلتكِ ستلحق بكِ قريبًا.'...

...كان ذلك ما قالته زوجة الماركيز في اللحظة الأخيرة قبل موتها....

...لكن من المستحيل أن تكون زوجة الماركيز وحدها من أسقطت عائلة ليسيروس....

...لابد أن هناك من كان يقف خلف كل تلك المصائب التي وقعت. ...

...لكن أفكار إيلين لم تدم طويلًا، فقد قاطعها أحدهم حين أمسك بيدها بقوة....

..."أنتِ.....!"...

...وعندما التفتت، رأت وجهًا يشبه وجهها كثيرًا....

..."تباً، سمعت أنكِ واجهت سربًا من الوحوش في الطريق، هل أنتِ بخير؟"...

...كارون ليسيروس، شقيقها الأصغر، كان هو من أمسكها....

...لقد مضى وقتٌ طويل فعلًا منذ آخر مرة رأته فيها....

...أثناء تفحصها وجهه، فكرت إيلين بذلك....

...كارون بدا أصغر بكثير مما كان عليه آخر مرة رأته فيها...

...لم يكن وجهه ملطخًا باليأس، ولا كان يبدو عليه الإرهاق....

...الشيء الوحيد الذي لم يتغير، هو أنه لا يزال يكرهها....

...نظرت إلى ذراعه اليمنى السليمة، وتأكدت أكثر....

...يمكنها أن تغيّر الأمور، فكل تلك المآسي التي عاشتها لم تكن قد حدثت بعد، بل كانت ما تزال جزءًا من المستقبل....

...فجأة شعرت بألمٍ في يدها التي كان كارون يمسك بها و ...

...أدركت حينها كم كانت قبضته قوية، فمن غير المعقول أن مجرد إمساك يده يسبب لها هذا الألم....

...وفي نفس الوقت، استغربت من جسدها الضعيف الذي لم يعد يتحمل حتى هذا القدر البسيط من الألم....

...مع ذلك، لم تحاول إيلين أن تمنع كارون رغم أنها كانت تعلم أنه سيسحب يدها. ففتاةٌ لا تعرف حتى أبجديات فنون السيف، سيكون من الغريب أن تلاحظ اقترابه أو ترد عليه....

...وربما، في قرارة نفسها، كانت تريد أن ترى وجه شقيقها وهو يمسك بها....

...ألقى كارون نظرةً متفحصة على كامل جسدها، ثم تنهد...

...وبعد أن بدا وكأن قلبه قد اطمأن، بدأ يحدق فيها بنظراتٍ حادة....

...ولم يكن ذلك غريبًا عليها، فقد اعتادت على تلك النظرة....

...كان كارون يشعر بالخزي من إيلين....

...فعائلة ليسيروس، التي ينتمون إليها، كانت عائلةً نبيلة تفتخر بإرثها في فنون السيف....

...ولم يكن هناك من يحب إيلين التي كانت تتصرف بتعالٍ مستندة إلى اسم العائلة....

...وكان كارون، الذي يُقدّس شرف العائلة أكثر من أي أحد آخر، يكرهها بشكلٍ خاص....

..."بالمناسبة، أنتِ.....ما الذي فعلته بالضبط؟"...

..."ماذا تقصد؟"...

..."سمعت أنكِ انتقلتِ بالفعل إلى قسم فنون السيف؟! بم تفكرين يا ترى؟ ألا تدركين كم هذا تصرفٌ أحمق؟"...

..."......."...

..."الجميع يكرهكِ بالفعل، هل كان لا بد أن تزيدي الطين بلّة؟"...

...لم يكن بيدها حيلةٌ آنذاك.....لكنها لم تنطق بهذه الكلمات....

...لأنها كانت تعلم تمامًا سبب غضبه الآن....

...فكارون أيضًا كان طالبًا في قسم فنون السيف ويحلم بأن يكون فارسًا، ومن الطبيعي أن يشعر بالإهانة من تصرفها....

..."أشعر بالخجل لأنكِ شقيقتي."...

...استعادت إيلين في تلك اللحظة نفس الكلمات التي قالها لها في الماضي....

...حينها، دخلا في جدالٍ حاد قبل أن تعود إلى السكن عادت إلى غرفتها وبكت طويلاً....

...وأثناء ذلك، تذكرت طفولتهم معًا بمفردها....

...__________________________...

...الله ياخذ زوجة ابوها ذي دامها لاعبه في نفسية ايلين اكيد انها مسويه شي بعد مع كارون الرفته ...

...المهم يومها تقول فريدين فقد كل شي بسببها يعني هي حبته يمكن؟ ...

...ودام زوجة ابوها مخططه مع احد يمكنه امير دامه طرح امير بعد ...

...Dana...

الفصل 3

...عندما كانت صغيرة، كان كارون يتبعها كثيرًا. لكن منذ أن تزوج الماركيز من الماركيزة، ساءت علاقتهما بشكلٍ لا يمكن إصلاحه....

...كانت إيلين الابنة السيئة التي لا تسمع كلام زوجة الماركيز، بينما أصبح كارون ابنها العزيز....

...على أي حال، لم يعد أيٌ من ذلك مهمًا الآن....

..."سيد كارون! الأمر ليس كذلك....."...

...احتجّت سينا على كارون. و كان ذلك تصرفًا متعجرفًا بالنسبة لخادمة....

...تصلب وجه كارون. لكنه لم يتصلب بسبب سينا. فقد لاحظ متأخرًا أن الضماد الملفوف على يد إياين قد أصبح أحمر اللون....

...لقد انفجر الجرح بسبب قوته الهائلة....

...دفع يدها بعيدًا ووجهه شاحبٌ كالثّلج. كان تصرفًا لا إراديًا منه....

...نظر إليها كارون بوجهٍ تملؤه مشاعرٌ معقدة. فتنهدت إيلين وهي تنظر إلى كارون بذلك الحال....

...ثم فتح فمه مرتبكًا،...

..."أنتِ.....لماذا لم تقولي أنكِ مصابة....."...

..."إن لم يكن لديك ما تقوله، هل يمكن أن تذهب؟"...

..."ماذا؟"...

..."لقد وصلتُ للتو وأنا متعبة."...

...لم يستطع كارون الرد على كلام إيلين....

...كان الأمر غريبًا. لم يكن هذا تصرفًا معتادًا من فتاة كانت تصرخ دومًا بالرفض كلما فُتح أي موضوع....

...مرت إيلين بصمت بجوار كارون الذي تجمد في مكانه مذهولًا. ...

...كان تصرفها مختلفًا تمامًا عن المعتاد....

...***...

...عيناها الخضراوان الغامضتان. أنفها لا هو مرتفعٌ ولا منخفض. شفاهها الحمراء وكأنها عضّت على بتلة زهرة....

...شعرها بنيٌ محمر عادي، لكنه بدا منسجمًا تمامًا مع ملامحها....

...تأملت إيلين وجهها وشعرت بمشاعر مختلطة....

...كان مظهرها هشًا وضعيفًا إلى أقصى حد. و أطرافها النحيلة الممتدة بدت وكأنها لا تملك حتى القوة لتسير....

...وفي الواقع، لم تكن إيلين قادرةً على الجري أو المشي بإرادتها تحت ظل زوجة الماركيز....

...عندما كانت صغيرة، كانت تظن أن هذا هو الطبيعي....

...كانت تعتقد أن العيش مثل دميةٍ معروضة في منزل الماركيز هو قدرها....

...وحين كبرت قليلًا، حاولت أن تخرج من ذلك الوضع بكل ما أوتيت من قوة، لكن كلما حاولت، ساءت الأمور أكثر....

...في ذلك الوقت، لم تكن تعرف كيف تزيل سوء الفهم من قلوب الناس. و صرخت قائلة أن الأمر ليس كذلك، وبكت، لكنها لم تجد من يصدقها....

...بل واعتبر الناس تصرفاتها دليلاً على كونها شريرة، وابتعدوا عنها أكثر....

...لكن الآن، لن تصرخ وحدها بعد على قمة جرفٍ لا يسمعها فيه أحد....

...رتبت إيلين ملابسها وهي تنظر إلى نفسها في المرآة....

...بخلاف طلاب التخصصات الأخرى، كانت ترتدي زي قسم فنون السيف، المريح للحركة....

..."آنستي، ألا يمكن ألا تذهبي الآن أيضًا؟"...

...قالت سينا وهي ترتجف خلف إيلين من الخوف....

...اليوم هو أول يوم لإيلين في قسم فنون السيف، ويوم تقييم المهارات أيضًا....

...وكان أيضًا اليوم الذي تعرضت فيه للإهانة في حياتها السابقة....

...في قسم فنون السيف، يُجرى تقييمٌ في بداية كل فصل دراسي. ورغم أنه يُسمّى "تقييمًا"، إلا أنه كان في الحقيقة مناسبةً لاستعراض مهارات العائلات النبيلة في فنون السيف....

...كل ما كان يجب فعله هو عرض مهارات السيف التي تعلموها في العائلة أو في القسم....

...وقت لم يكن من المفترض أن يشكل صعوبةً على أي طالب عادي في قسم فنون السيف....

...لكن إيلين لم تكن طالبةً عادية....

...في الماضي، لم تستطع حتى أن تمسك السيف بشكل صحيح، فتعرّضت للإهانة....

...وفوق ذلك، كانت الكلمات الخبيثة الموجهة إليها مخيفةً لدرجة أنها هربت إلى السكن وارتجفت هناك طويلًا....

...تذكرت إيلين أن سينا حاولت منعها وقتها أيضًا....

...ربما كانت تعرف، على عكس إيلين الجاهلة آنذاك، ما الذي سيحدث في حصة اليوم....

..."أنا بخير، سينا. لذا لا تقلقي وعودي إلى قصر الماركيز، فهمتِ؟"...

...ازدادت سينا قلقًا من كلماتها....

...'سينا الطيبة.'...

...فكرت إيلين بذلك وهي تنظر إليها بنعومة....

...سينا لم تكن تعرف الوجه الحقيقي لزوجة الماركيز....

...عندما لم تستطع إيلين التحمل وطلبت النجدة وكشفت كل الحقائق، و قُتلت سينا على يد الفارس الذي أرسلته زوجة الماركيز أثناء محاولتها حماية إيلين....

..."آنستي، اهربي.....أنتِ مسكينة....."...

...رغم أنها أصبحت أكثر برودًا بعد أن خاضت تجربتي حياةٍ جديدة، إلا أن صدمة ذلك الوقت لم تُمحَ من ذاكرتها....

...ولأجل ذلك، لن تكشف الحقيقة لسينا في هذه الحياة. فكل شيء يجب أن تتحمله وحدها....

...بدأت إيلين تسير. و لم يكن في خطواتها أي تردد....

...***...

...قسم فنون السيف في أكاديمية أتينس كان آخر حصنٍ للإمبراطورية....

...مكانًا يُدرَّب فيه الفرسان الذين سيحمون الخطوط الأمامية من الوحوش المتزايدة....

...لذلك، كان طلاب هذا القسم فخورين بانتمائهم إليه....

...لم يكن يمرّ يوم دون أن يتدرّبوا فيه. وكان من الطبيعي ذلك، فالمكان لا يدخله إلا من يُعدّ من بين أصحاب المواهب النادرة في القارة....

...وكان لدى طلاب هذا القسم كبرياء كبير بمهاراتهم، وكانوا شديدي الحساسية تجاه من يقتحم مجالهم....

...توجهت أنظار بعض الطلاب في ساحة التدريب نحو نقطة معينة....

..."إنها إيلين ليسيروس."...

...وكأن هذه الكلمات كانت شرارة، حتى تركزت جميع الأنظار نحو اتجاهٍ واحد....

...كانت هناك فتاةٌ تدخل من مدخل ساحة التدريب، لا يليق شكلها بهذا المكان أبدًا....

...من بين من يمارسون فنون السيف، لا أحد لا يعرف إيلين ليسيررس....

...وليس لأنها ابنة عائلة ليسيروس الشهيرة بفنون السيف....

...بل لأنها مجنونةٌ تقدمت بطلب تحويل إلى قسم فنون السيف رغم أنها لا تملك لا فخر الفارس ولا مهاراته....

...ولهذا كان من المستحيل ألا تُعرف....

...وكان معظم طلاب قسم فنون السيف يعارضون انتقالها. لكن الطرف الآخر كان الماركيز ليسيروس....

...رئيس عائلة ليسيروس، إحدى العائلات الخمس التي تحمي الجبهة الأمامية ضد الوحوش....

...ولذلك، حتى مدير الأكاديمية لم يستطع رفض طلبه المتكرر....

...وهكذا، ولأول مرة منذ تأسيس أكاديمية أتينس، تم قبول إيلين ليسيروس — التي لا تجيد استخدام السيف — في قسم فنون السيف....

..."لقد جاءت فعلاً؟"...

..."مذهلة.....من جميع النواحي."...

..."هل يمكنها حتى حمل السيف بذلك الذراع النحيل؟"...

...كانت نظرات طلاب قسم فنون السيف نحو إيلين حادة....

...وكان هذا طبيعيًا. حتى إيلين، التي كانت فارسة في حياتها السابقة، تفهم ردود أفعالهم تمامًا....

...فما دامت تنتمي إلى قسم فنون السيف في الأكاديمية، لم تعد سيدةً نبيلة يجب حمايتها، بل أصبحت فارسةً مثلهم....

...وفوق ذلك، كانت مهارات إيلين هي الأضعف دون شك في قسم فنون السيف، لذا لم يكن عجيبًا أن ينظروا إليها بذلك الشكل. حتى لو احتقروها، لم يكن لها ما تقوله....

...أبعدت إيلين نظرها عن الطلاب الذين كانوا يحدقون بها....

...كانت معتادةً على النظرات المليئة بالاحتقار إلى درجة أنها لم تعد تبالي بها. لكن من لفت انتباهها لم يكن أولئك الأشخاص....

...توجهت عيناها إلى أحد زوايا ساحة التدريب....

...و كان هناك رجلٌ بشعر ذهبي يشبه الخيوط المذابة، وعينين زرقاوين كالبحيرة....

...أطبقت إيلين شفتيها بقوةٍ لكبح المشاعر التي اجتاحتها فجأة....

...'إنه على قيد الحياة.'...

...كان يتنفس أمام عينيها، و يتحرك، ويتحدث....

...بدأ قلبها ينبض أسرع فأسرع. و كأن العالم الرمادي من حولها بدأ يستعيد ألوانه. و حاولت جاهدة كبح دموعها....

...ذلك الرجل هو فريدين، ولي العهد الثاني للإمبراطورية وخطيب إيلين. وكان يتحدث مع أقرب مساعديه، ديريك آترن، الجالس إلى جواره....

...ما زالت لا تعرف لماذا عادت إلى الماضي. لكن لم يعد السبب مهمًا....

...كل ما يهم هو أنها أصبحت قادرةً على تغيير المستقبل....

...تلاقت عينا فريدين مع عيني إيلين....

...وعلى عكس الآخرين، كان يحدّق بها دون أي عداءٍ في عينيه....

...***...

...فريدين كان شخصًا يلفت الأنظار أينما ذهب. ولم يكن ذلك فقط لأنه أمير الإمبراطورية. بل لأنه كان يملك وسامةً بارزة، ومهاراتٍ عالية في السيف، إضافةً إلى جاذبيةٍ تشد الناس إليه....

...الأمير الأول، ديتريون، كان أيضًا مشهورًا بكونه أميرًا بارزًا،...

...لكن فريدين لم يكن أقل شأنًا منه....

...ومع ذلك، كانت الشائعات ترجّح كفة ديتريون في خلافة العرش، لأنه يحظى بمحبة الإمبراطور، في حين أن فريدين لا يحظى بذلك على الإطلاق....

...'لم أكن أطلب حتى أن يحبني.....لكن من تصرفات الإمبراطور، يبدو وكأنه يكرهني.'...

...ولهذا كان فريدين بحاجةٍ أكثر من أي وقتٍ مضى إلى دعم الدوق أسيلي. و كان ديريك مستاءً بشدة كلما فكر بالأمر....

...كيف يمكن أن يُجبر على الانفصال عن ابنة الدوق أسيلي في مثل هذا الوضع؟ ...

...كل شيءٍ انقلب رأسًا على عقب بسبب إيلين ليسيروس....

...وبينما كان يحترق من الداخل، بدا فريدين غير مهتمٍ إطلاقًا بما يجري....

..."طلب الماركيز غير معقول. لا يمكن أن توافق على خطبتكَ من إيلين ليسيروس، هذا جنون."...

..."حقًا!"...

..."......."...

..."هل سمعت ما قالته زوجة الماركيز وهي تبكي؟ قالت أن إيلين ستموت إن لم تتم خطبتكما، وهددت السيدة بذلك! حتى أنا، كشخص خارجٍ عن الأمر، شعرت بالقشعريرة، وأنت لا تشعر بشيء؟"...

...قال ديريك ذلك وملامحه مشوّهةٌ من الانزعاج....

..."أنا لا أصدق إلا ما أراه بعيني."...

...عند هذا الرد المخيب، ضرب ديريك صدره من شدة الغضب. فلم يعد قادرًا على تحمل الأمر....

...كان فريدين شخصًا باردًا في طباعه، لكنه أحيانًا يتصرف بلا منطق....

...قال إنه لا يمكن أن يُخدَع بشخصٍ خبيث، لكن ديريك لم يكن يستطيع أن يتفق معه....

...فكلما كان الشخص أكثر خبثًا، كان أبرع في إخفاء حقيقته — فكيف يمكن تمييزه إذًا؟...

..."هذا لا يهم! إيلين ليسيروس ليست سوى عائقٍ في طريقكَ."...

..."لكن هذا لا يعني أن هناك حلًا جيدًا بالأفق."...

..."ولمَ لا؟ فقط اجعلها تنفر منكَ لدرجة أنها لا تريد الزواج بك!"...

...عند كلمات ديريك، نظر إليه فريدين بملامح مستنكرة كأنما يقول: "ما أحمقك."...

...وتحت تلك النظرة، تحدث ديريك بوجهٍ جاد،...

..."إن لم تكن حذرًا، قد تموت."...

..._________________________...

...ايه بديت اشك ان زوجة الماركيز مع الامير الاول ...

...كارون كان نمنم بس الله ياخذ زوجك ابوهم نسيت اسمها ...

...تفرقين ورعاني لييييييه؟! ...

...المهم شكلي ايلين تحب فريدين؟ لأنها استانست يوم شافته🤏🏻...

...البطل هو فريدين الاشقراني الفنتاستكي✨...

...Dana...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon