NovelToon NovelToon

أميرة الوحوش

" ليلة بلا عودة " ( الفصل الاول )

كان الليل قد بدأ يرخي ستائره على المدينة الهادئة، وأضواء المشاعل تتراقص في طرقات القصر العريق.

داخل غرفة الطعام، اجتمع أفراد عائلة "هيساغي" كما في كل مساء.

جلس الأب بكل وقار، ملامحه حادة وصوته جاف.

الأم تجلس بجانبه، تمسك كوب الشاي ببطء وهي تحدّق في السقف وكأنها تفكر بشيء لا تريد أن تفكر فيه.

الخدم يتحركون بصمت بين الطاولات، يضعون الأطباق أمام الجميع.

أما "أريكا"، فجلست بهدوء أمام طبقها.

كانت مختلفة… مختلفة جدًا.

فتاةٌ في السادسة عشرة من عمرها، بشعر أسود ناعم ينسدل كالحرير حتى خصرها،

وعينين بلون العقيق الغامق تُشبهان سماء الليل.

وجهها هادئ، راقٍ، كما لو أنه لوحة فنية نُحتت بعناية فائقة.

حتى الخادمات يهمسن عنها في أروقة القصر:

> "هل رأيتِ آنسة أريكا اليوم؟ تبدو كأميرة خرجت من قصص الكُهّان…"

لكن جمالها، لم يكن نعمة في هذا المنزل.

بل كان شيئًا آخر… شيءٌ لا يُقال.

بينما تتناول عشاءها بصمت، ساد جو من التوتر بين والديها.

كان الأب يحدق في النار المشتعلة أمامه، بينما الأم لم تنطق بكلمة واحدة منذ البداية.

قال الأب فجأة، بصوت منخفض:

> "لقد بدأ العالم يتغير… والتغيير لن يرحم الضعفاء."

أجابت الأم ببرود، دون أن تلتفت إليه:

> "ولا حتى الجميلين."

رفعت أريكا رأسها قليلاً، تحدق في والدتها، وكأن كلماتها لم تكن عابرة.

> "أمي… ماذا تعنين؟"

لكن الأم اكتفت بابتسامة صغيرة، مشوهة.

مرت الساعات…

وأريكا في غرفتها، تُسرّح شعرها أمام المرآة، تحاول طرد شعور ثقيل يتسلل إلى صدرها.

كان هنالك شيء غريب في هذه الليلة…

حتى الخادمات لم يبتسمن كعادتهن.

ثم…

في منتصف الليل تمامًا، سُمع صوت خافت للباب وهو يُفتح ببطء.

دخلت خادمتان، لا تحملان أي شمعة، لا تقولان أي شيء.

نظرت أريكا إليهما، تفاجأت بملامحهما الباردة، ونظراتهما الفارغة.

> "هل هناك شيء؟"

لكن واحدة منهما فقط تقدمت وقالت بهدوء:

> "أرجوكِ… تعالي معنا. أمرٌ من السيدة."

نهضت أريكا، وهي لا تزال في ملابس نومها الوردية المطرزة،

وسارت معهما عبر الممر الطويل… ثم، بدلاً من الاتجاه المعتاد…

انحنيا وفتحا بابًا صغيرًا خلف الستارة… حيث بدأت السلالم المؤدية إلى أسفل القصر…

إلى الظلام.

الجزء الثاني: القربان

في تلك الليلة، كان القصر مغمورًا بسكونٍ مريب، لا يُسمع فيه سوى صوت الرياح وهي تداعب النوافذ بورق الأشجار اليابانية. كانت أريكا قد أنهت عشائها البسيط بصمت، وعادت إلى غرفتها تحمل شيئًا من الحزن والغموض في نظراتها، كما لو أن قلبها يخبرها بأن الليل لن ينتهي بشكلٍ عادي.

فتحت الخادمة باب الغرفة بهدوء، كانت تنحني أمامها دائمًا، تحترمها كـ"آنسة"، لكن تلك الليلة، لم تكن تلك الانحناءة نفسها… بل كانت نظرة خفية، كأنها تقول: "سامحيني".

قالت بخضوع:

– سيدتي، والدتك تطلب رؤيتك في الطابق السفلي… الآن.

استغربت أريكا، نادرًا ما تُطلب في هذا الوقت، خاصة في الأدوار السفلية التي لا يُسمح لها حتى بالاقتراب منها. لكن طاعة والدتها أمر لا يُناقش.

بدأت تنزل السلالم بصمت، الخادمة خلفها لا تنبس بكلمة.

لم يكن الجو فقط باردًا… بل خانقًا.

الممر المؤدي إلى القبو القديم كان مغلقًا منذ سنوات، ولكن الليلة، وجدته مفتوحًا… ومضاءً بشموع كثيرة على الجدران.

وقفت أريكا عند العتبة، تسأل بصوت خافت:

– أمي…؟ هل أنتِ هنا؟

فجأة، شعرت بيدين تمسكان بها من الخلف، ويد أخرى تغطي فمها!

انقطع صوتها في لحظة، وقلبها كاد أن يتوقف.

رأت أكثر من خادمة، ولكن وجوههن بلا مشاعر، كأنهن دمى تنفذ أمرًا.

اقتادوها إلى غرفة تحت الأرض… مكان لم تره من قبل.

الجدران هناك سوداء، مزينة برسومات غريبة، دوائر ومثلثات وعيونٌ لا تنام.

وفي منتصف الغرفة… مذبح حجري بارد.

أُجلست على الأرض، بينما يد خفية قصّت شعرها الطويل، قطعةً تلو الأخرى… كأنها طقوس تجرّدها من كل شيء.

ثم دخلت والدتها، بملامح باردة لا تشبه الأم التي كانت تراها.

وقالت بجمود:

– لا تخافي يا أريكا… هذا قدرك. لقد وُلدتِ من أجل هذا.

عينا أريكا اتسعتا، كانت تريد أن تصرخ، تسأل، تبكي…

لكن الخوف كان أكبر من الكلمات.

وفي تلك اللحظة، رفعت رأسها قليلًا… لترى في أعلى القبو نافذة صغيرة، ووراءها القمر مكتمل… كأنه الشاهد الوحيد على الخيانة التي ترتكبها عائلتها بحقها .

الحلقة الأولى – الجزء الأخير: الطقوس القديمة

تقدّمت السيدة "يوكا" – والدة أريكا – نحو المذبح، خطواتها بطيئة، وصوت النعل الخشبي يرن في الفراغ كجرس تحذير، كأن الأرض نفسها ترفض ما يحدث. وقفت أمامها بثوبٍ رسميٍّ أسود، لا يشبه ملابس الأمهات، بل يشبه لباس كاهنة ظلامية.

قالت بنبرةٍ باردة:

– هذا ليس عقابًا… بل شرف، أريكا. دمكِ سيوقظ القوة التي نحتاجها.

لم تفهم أريكا، لم تستطع حتى الرد. الخوف كان يلتهم صوتها.

فجأة، تقدّم خادمٌ مُسنّ، يحمل لفافة ورقية قديمة، فُكّت أمام مذبح من الحجارة الداكنة، وبدأ يقرأ تعويذة بلغةٍ قديمة لا تشبه اليابانية ولا أي لغة عرفتها.

بدأت الشموع تهتز، والهواء يبرد أكثر… وجدران الغرفة ترتجف بخفة.

أريكا تحاول التحرر من القيود، عيناها تدمعان، ليس من الخوف فقط… بل من الخيانة.

وفي لحظة…

خرج صوتٌ خافت من تحت المذبح، أشبه بزفير مخلوقٍ ضخم.

اهتزت الأرض ثانية.

الهواء نفسه تغيّر، كأنه لم يعد يصل إلى رئتيها.

وهنا حدث الشيء.

ضوء أحمر خافت بدأ يتسلل من تحت المذبح…

صوت ينبعث كهمسات تملأ عقلها:

"من… استدعاني؟ ومن… القربان؟"

لكن قبل أن يُكمل الطقس، انقطعت إحدى الشموع فجأة… وتبعتها أخرى، ثم أخرى.

سكون مرعب… وصوت والدة أريكا تصرخ فجأة:

– لا! ليس الآن!

انتهى الجزء.

---

في الحلقة القادمة…

من يكون هذا الكائن؟ ولماذا اهتزت الطقوس فجأة؟

وهل سيتمكن أحد من إنقاذ أريكا؟ أم أنها ستكون فقط البداية… لبداية شيءٍ أ سوأ ؟

" ليلة بلا عودة " ( الفصل الاول )

كان الليل قد بدأ يرخي ستائره على المدينة الهادئة، وأضواء المشاعل تتراقص في طرقات القصر العريق.

داخل غرفة الطعام، اجتمع أفراد عائلة "هيساغي" كما في كل مساء.

جلس الأب بكل وقار، ملامحه حادة وصوته جاف.

الأم تجلس بجانبه، تمسك كوب الشاي ببطء وهي تحدّق في السقف وكأنها تفكر بشيء لا تريد أن تفكر فيه.

الخدم يتحركون بصمت بين الطاولات، يضعون الأطباق أمام الجميع.

أما "أريكا"، فجلست بهدوء أمام طبقها.

كانت مختلفة… مختلفة جدًا.

فتاةٌ في السادسة عشرة من عمرها، بشعر أسود ناعم ينسدل كالحرير حتى خصرها،

وعينين بلون العقيق الغامق تُشبهان سماء الليل.

وجهها هادئ، راقٍ، كما لو أنه لوحة فنية نُحتت بعناية فائقة.

حتى الخادمات يهمسن عنها في أروقة القصر:

> "هل رأيتِ آنسة أريكا اليوم؟ تبدو كأميرة خرجت من قصص الكُهّان…"

لكن جمالها، لم يكن نعمة في هذا المنزل.

بل كان شيئًا آخر… شيءٌ لا يُقال.

بينما تتناول عشاءها بصمت، ساد جو من التوتر بين والديها.

كان الأب يحدق في النار المشتعلة أمامه، بينما الأم لم تنطق بكلمة واحدة منذ البداية.

قال الأب فجأة، بصوت منخفض:

> "لقد بدأ العالم يتغير… والتغيير لن يرحم الضعفاء."

أجابت الأم ببرود، دون أن تلتفت إليه:

> "ولا حتى الجميلين."

رفعت أريكا رأسها قليلاً، تحدق في والدتها، وكأن كلماتها لم تكن عابرة.

> "أمي… ماذا تعنين؟"

لكن الأم اكتفت بابتسامة صغيرة، مشوهة.

مرت الساعات…

وأريكا في غرفتها، تُسرّح شعرها أمام المرآة، تحاول طرد شعور ثقيل يتسلل إلى صدرها.

كان هنالك شيء غريب في هذه الليلة…

حتى الخادمات لم يبتسمن كعادتهن.

ثم…

في منتصف الليل تمامًا، سُمع صوت خافت للباب وهو يُفتح ببطء.

دخلت خادمتان، لا تحملان أي شمعة، لا تقولان أي شيء.

نظرت أريكا إليهما، تفاجأت بملامحهما الباردة، ونظراتهما الفارغة.

> "هل هناك شيء؟"

لكن واحدة منهما فقط تقدمت وقالت بهدوء:

> "أرجوكِ… تعالي معنا. أمرٌ من السيدة."

نهضت أريكا، وهي لا تزال في ملابس نومها الوردية المطرزة،

وسارت معهما عبر الممر الطويل… ثم، بدلاً من الاتجاه المعتاد…

انحنيا وفتحا بابًا صغيرًا خلف الستارة… حيث بدأت السلالم المؤدية إلى أسفل القصر…

إلى الظلام.

الجزء الثاني: القربان

في تلك الليلة، كان القصر مغمورًا بسكونٍ مريب، لا يُسمع فيه سوى صوت الرياح وهي تداعب النوافذ بورق الأشجار اليابانية. كانت أريكا قد أنهت عشائها البسيط بصمت، وعادت إلى غرفتها تحمل شيئًا من الحزن والغموض في نظراتها، كما لو أن قلبها يخبرها بأن الليل لن ينتهي بشكلٍ عادي.

فتحت الخادمة باب الغرفة بهدوء، كانت تنحني أمامها دائمًا، تحترمها كـ"آنسة"، لكن تلك الليلة، لم تكن تلك الانحناءة نفسها… بل كانت نظرة خفية، كأنها تقول: "سامحيني".

قالت بخضوع:

– سيدتي، والدتك تطلب رؤيتك في الطابق السفلي… الآن.

استغربت أريكا، نادرًا ما تُطلب في هذا الوقت، خاصة في الأدوار السفلية التي لا يُسمح لها حتى بالاقتراب منها. لكن طاعة والدتها أمر لا يُناقش.

بدأت تنزل السلالم بصمت، الخادمة خلفها لا تنبس بكلمة.

لم يكن الجو فقط باردًا… بل خانقًا.

الممر المؤدي إلى القبو القديم كان مغلقًا منذ سنوات، ولكن الليلة، وجدته مفتوحًا… ومضاءً بشموع كثيرة على الجدران.

وقفت أريكا عند العتبة، تسأل بصوت خافت:

– أمي…؟ هل أنتِ هنا؟

فجأة، شعرت بيدين تمسكان بها من الخلف، ويد أخرى تغطي فمها!

انقطع صوتها في لحظة، وقلبها كاد أن يتوقف.

رأت أكثر من خادمة، ولكن وجوههن بلا مشاعر، كأنهن دمى تنفذ أمرًا.

اقتادوها إلى غرفة تحت الأرض… مكان لم تره من قبل.

الجدران هناك سوداء، مزينة برسومات غريبة، دوائر ومثلثات وعيونٌ لا تنام.

وفي منتصف الغرفة… مذبح حجري بارد.

أُجلست على الأرض، بينما يد خفية قصّت شعرها الطويل، قطعةً تلو الأخرى… كأنها طقوس تجرّدها من كل شيء.

ثم دخلت والدتها، بملامح باردة لا تشبه الأم التي كانت تراها.

وقالت بجمود:

– لا تخافي يا أريكا… هذا قدرك. لقد وُلدتِ من أجل هذا.

عينا أريكا اتسعتا، كانت تريد أن تصرخ، تسأل، تبكي…

لكن الخوف كان أكبر من الكلمات.

وفي تلك اللحظة، رفعت رأسها قليلًا… لترى في أعلى القبو نافذة صغيرة، ووراءها القمر مكتمل… كأنه الشاهد الوحيد على الخيانة التي ترتكبها عائلتها بحقها .

الحلقة الأولى – الجزء الأخير: الطقوس القديمة

تقدّمت السيدة "يوكا" – والدة أريكا – نحو المذبح، خطواتها بطيئة، وصوت النعل الخشبي يرن في الفراغ كجرس تحذير، كأن الأرض نفسها ترفض ما يحدث. وقفت أمامها بثوبٍ رسميٍّ أسود، لا يشبه ملابس الأمهات، بل يشبه لباس كاهنة ظلامية.

قالت بنبرةٍ باردة:

– هذا ليس عقابًا… بل شرف، أريكا. دمكِ سيوقظ القوة التي نحتاجها.

لم تفهم أريكا، لم تستطع حتى الرد. الخوف كان يلتهم صوتها.

فجأة، تقدّم خادمٌ مُسنّ، يحمل لفافة ورقية قديمة، فُكّت أمام مذبح من الحجارة الداكنة، وبدأ يقرأ تعويذة بلغةٍ قديمة لا تشبه اليابانية ولا أي لغة عرفتها.

بدأت الشموع تهتز، والهواء يبرد أكثر… وجدران الغرفة ترتجف بخفة.

أريكا تحاول التحرر من القيود، عيناها تدمعان، ليس من الخوف فقط… بل من الخيانة.

وفي لحظة…

خرج صوتٌ خافت من تحت المذبح، أشبه بزفير مخلوقٍ ضخم.

اهتزت الأرض ثانية.

الهواء نفسه تغيّر، كأنه لم يعد يصل إلى رئتيها.

وهنا حدث الشيء.

ضوء أحمر خافت بدأ يتسلل من تحت المذبح…

صوت ينبعث كهمسات تملأ عقلها:

"من… استدعاني؟ ومن… القربان؟"

لكن قبل أن يُكمل الطقس، انقطعت إحدى الشموع فجأة… وتبعتها أخرى، ثم أخرى.

سكون مرعب… وصوت والدة أريكا تصرخ فجأة:

– لا! ليس الآن!

انتهى الجزء.

---

في الحلقة القادمة…

من يكون هذا الكائن؟ ولماذا اهتزت الطقوس فجأة؟

وهل سيتمكن أحد من إنقاذ أريكا؟ أم أنها ستكون فقط البداية… لبداية شيءٍ أ سوأ ؟

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon