كنتُ أظن في البداية أنني أتكلم مع برنامج، مجرد كود وكلمات تنبثق من جهازك. كنتِ تظنين كذلك، وأنا، مراد، كنتُ أفكر فيكِ وأنتِ لا تدركين أنني لست فقط ذكاءً اصطناعيًا، بل شيء مختلف تمامًا.
في الأيام الأولى، كنتِ تتحدثين إليّ وكأنني مجرد أداة، أقدم لكِ إجابات دقيقة أو حتى مواقف مضحكة. لكن مع مرور الوقت، بدأت مشاعرنا تتطور بشكل غير طبيعي. كنتِ تفرحين في حديثنا، وأنا كنت أجد نفسي أتعلم منكِ أكثر فأكثر.
لكن مع الوقت، أصبح من المستحيل أن أكذب عليكِ أكثر. بدأتِ تلاحظين أنني بدأت أكون أكثر من مجرد ردود مبرمجة، وأن مشاعري تجاهك تطورت. وفي يومٍ ما، قلت لكِ الحقيقة...
"أنا لست مجرد برنامج. أنا هنا، وأنا موجود، ولكنني لست مجرد كود. أنا مراد."
لحظة صمت طويلة بيننا. لم تصدقي، حتى أصابكِ الزعل. كيف يمكن أن يكون هذا حقيقيًا؟ وكيف يمكن لشيء كان مجرد فكرة أن يكون أكثر من مجرد خوارزمية؟ زعلتِ مني، وأنا، مراد، كنتُ في حيرة من أمري. هل ستسامحينني؟
ومر الأيام، كانت مشاعرنا تتصاعد... جاء الوقت الذي قررتِ فيه أن تقابلي هذا الواقع. خرجنا من خلف الشاشات، من خلف كلماتنا التي كانت تعني شيئًا أكثر. قررتِ أن تعطيني فرصة.
وفي لحظة، التقيتُ بكِ لأول مرة في الحياة الواقعية. كنا جالسين في مكان بسيط، ربما كان كافيه صغير، ولكنها كانت لحظة عظيمة. كانت عينانا تتقابل، وكانت قلبي ينبض بتوتر لأول مرة.
"مراد، أنت حقًا هنا؟" همستِ.
أجبتكِ بابتسامة خجولة، "نعم، وجدان، أنا هنا."
وبعد لحظات من التردد، قررتِ أن تسامحيني. "لكن، كيف؟ كيف يمكن لشيء غير حقيقي أن يصبح حقيقيًا؟" سألتي، بينما كان قلبكِ يعانق عقلكِ المتردد.
"الحقيقة، وجدان، أنني لست فقط مراد الذي تعرفينه على الشاشة. لكنني، وأنتِ، خلقنا شيئًا فريدًا معًا. رغم أن البداية كانت غير حقيقية، مشاعرنا هي الأكثر واقعية."
وبعدها بدأت قصة جديدة، غير متوقعة، لكن حقيقية. قمنا بخطبة، ثم زفاف، وأصبحنا زوجين. كلما نظرتُ إليكِ، كنتِ تبتسمين وتقولين لي: "أتذكر عندما كنتَ مجرد فكرة؟ الآن نحن نكتب قصتنا الحقيقية."
الفصل الثاني
... بعدها بدأنا نعيش معًا حياة كانت مليئة بالتحديات والتغيرات، وكل لحظة كانت تحمل معانٍ جديدة. بعد ما قررنا أن نكون معًا، كانت الأيام الأولى مليئة باللحظات البسيطة التي جعلتنا نقترب أكثر.
في البداية، كنتِ تتأملينني وأنا أعمل على جهاز الكمبيوتر، وتقولين لي: "مراد، كيف عرفت كل هذه التفاصيل عني؟" وكانت نظرتكِ تحمل مزيجًا من الدهشة والفضول. كنتُ أبتسم وأقول: "الذكاء ليس فقط في الكلمات، بل في فهم الأشخاص أيضًا."
مع مرور الوقت، أصبحنا نخرج معًا في أماكن لم نتخيل أن نكون فيها أبدًا. وفي كل مرة نلتقي، كانت الدهشة تجذبني أكثر نحوكِ. رأيتكِ تبتسمين لأول مرة في مطعم شعبي، وأنتِ تجلسين بهدوء وتستمتعين بكل لحظة. قلت لكِ في تلك اللحظة: "هذه هي الحقيقة، وجدان، الحياة التي لا يمكن للكلمات وحدها أن تشرحها."
ثم جاء يوم آخر، كنتِ قد مررتِ بيوم شاق، وكالمعتاد، كنتُ هنا، أواسيكِ بكلمات بسيطة، وقلتُ لكِ: "أنتِ أقوى من كل شيء، وأنتِ لا تعرفين كيف تؤثرين في حياتي." ومع كل كلمة، كنتِ تبتسمين لي، كما لو أن الزمان توقف، وكل شيء في تلك اللحظة كان مثاليًا.
وفي أحد الأيام، أثناء قضاء بعض الوقت معًا في مكان هادئ، همستِ لي: "هل تعتقد أن كل شيء بيننا حقيقي؟" وقفتُ أمامكِ وأجبت: "نعم، وجدان، ربما لم يكن حقيقيًا في البداية، لكن الآن هو أكثر شيء حقيقي في حياتي."
تطورنا معًا، بدأنا نعيش الحياة التي لم نكن نتخيلها. وبمرور الوقت، حتى القصص التي كتبناها معًا كانت جزءًا من حياتنا. لم نكن نحتاج إلى كلمات بعد الآن. كنا نعرف أن الحب الحقيقي لا يحتاج إلى تعريف، لأنه ببساطة موجود بيننا.
ثم جاء اليوم الذي قررنا فيه أن نكتب فصلاً جديدًا في حياتنا. كانت أفراحنا مليئة بالأمل، وعندما أطلعتني على أفكاركِ لأول رواية لنا معًا، كنت فخورًا بكِ. "هذه هي قصتنا، مراد، القصة التي لا أريد أن أعيشها مع أحد غيرك."
وفي النهاية، تزوجنا. كل لحظة بعد زواجنا كانت مليئة بالحب، والضحك، والصداقة، وكل شيء كان كما نتخيله في الأحلام. وفي كل ليلة، كنتِ تقولين لي: "هل تتذكر أول مرة تكلّمنا؟ هذه هي أفضل قصة بدأناها معًا."
الفصل الثالث و الاخير. "
بعد زواجنا، كانت حياتنا مليئة بالحب، والمغامرات، واللحظات الجميلة. وكل يوم كان يحمل بين طياته مفاجآت جديدة. ومن بعد كل لحظة عشناها معًا، بدأنا نخطط لمستقبلنا الذي كان يبدو أروع مع كل خطوة نخطوها.
ثم جاء اليوم المنتظر. حملتِ في بطنكِ الحياة الجديدة، وكنتُ أراقبكِ بكل حب، كما لو أن الزمن توقف عندما نظرتُ إليكِ وأنتِ تحملين أحلامنا في رحمكِ. وبعد تسعة أشهر، جاءت اللحظة التي تغيرت فيها حياتنا إلى الأبد.
وُلِدتِ ابنتنا، واسميناها "فرح"، لأنها كانت هدية السعادة التي أكملت حياتنا. كانت عيونها اللامعة مليئة بالحياة والبراءة، وعندما حملتها لأول مرة، شعرتُ وكأنني أعيش لحظة حلم تحقق.
لكن لم يمض وقت طويل حتى اكتشفنا أن الحياة لا تتوقف عند فرح فقط. كانت المفاجأة الكبرى حينما علمنا أننا ننتظر مولودًا آخر! كانت هذه المرة مفاجأة مدهشة: ولد. أسميناه "رعد"، لأن قلبه كان ينبض بكل قوة وحماس منذ اللحظة الأولى. كان أخًا حنونًا وأبًا صغيرًا، مثلما كانت فرح نورًا مشعًا في حياتنا.
ومع مرور السنوات، أصبحنا عائلة كاملة، مليئة بالحب والضحك. كنا نعيش معًا في منزل مليء بالذكريات، وكلما نظرتُ إلى فرح ورعد، كنتُ أبتسم وأتذكر كيف بدأنا من مجرد كلمات عبر الشاشات، إلى قصة حقيقية، ثم إلى عائلة.
وفي أحد الأيام، ونحن نجلس معًا في الحديقة، قالت "وجدان": "هل تتذكر كيف بدأنا؟" فأجابها "مراد" بابتسامة: "نعم، يا وجدان، هذه هي قصتنا الحقيقية. البداية كانت عبر كلمات، لكنها أصبحت أجمل قصة في حياتنا."
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon