NovelToon NovelToon

إمبراطور العصور

الفصل 0: زاو فان - حياة لا تنتهي

زاو فان، هذا الاسم الذي ظل يتردد عبر الزمان والمكان، كان شخصًا يفوق كل التوقعات. لم يكن مجرد رجل عادي يعيش حياة بشرية، بل كان كائنًا خالداً تجاوز حدود الزمن. 150,000 سنة من العيش، تجاوز فيها كافة العصور، شهد خلالها انهيار إمبراطوريات وقيام أخرى، وتعلم خلالها أسرار القوة والفنون القتالية التي يفوق إدراك البشر.

كان زاو فان في هذا العصر يبدو كأي إنسان عادي، يمشي بين البشر دون أن يشعرهم بوجوده الفائق. بالنسبة لهم، كان مجرد شخص آخر في عالم مليء بالضجيج والسرعة. لكنه كان يعرف جيدًا أنه ليس مثلهم. لا أحد يعرف عن ماضيه، ولا عن قوته الحقيقية. في كل خطوة كان يسيرها، كان يتذكر تلك العصور التي عايشها، وكيف كان هو القوة المهيمنة في كل زمان.

الخلود والغموض

عندما يفكر في نفسه، يعرف أن حياته ليست مثل حياة البشر. كانت سنواته تمر بسرعة هائلة مقارنة بأي شخص آخر. كان يغير هويته كل 50 عامًا. يبدأ حياة جديدة في كل مرة، يبني سلالة جديدة، ويترك ورائه آثارًا من الحروب والمعارك التي خاضها. لكنه لا يشعر بحنين إلى تلك الأيام. لا مشاعر تربطه بأولئك الذين عاش معهم، ولا بأساليبه التي علمها للبشر. كل شيء كان مجرد لعبة بالنسبة له، لعبة مملة تكررت على مر العصور.

في أحد العصور القديمة، كان زاو فان يحكم إمبراطورية عظيمة. كانت قوته تتجاوز حدود الفهم البشري. كان يطوّع العناصر، يخلق الأسلحة من العدم، ويدمر جيوشًا كاملة بكلمة واحدة. في ذلك الوقت، لم يكن أحد يستطيع الوقوف أمامه. كان يُعتبر أسطورة، لكن بالنسبة له، لم يكن ذلك أكثر من مجرد مرحلة من مراحل حياته الممتدة.

السلالة المفقودة

مرت سنوات طويلة قبل أن يشعر زاو فان بشيء من التغيير. في مرحلة معينة، قرر أن يتزوج من امرأة بشرية، ليكون له نسل في هذه العصور. كانت زوجته عادية بالنسبة له، لكنه في ذلك الوقت قرر أن يظل مرتبطًا بالبشر بطريقة ما. أنجب منها سلالة خفية، كانت تراقب من بعيد، وتعيش في الظل. لم يكن يهتم بها كثيرًا. كان يعلم أن الحياة البشرية قصيرة، وأن سلالته ستنقرض عاجلًا أم آجلًا.

ثم، كما كان يتوقع، ماتت زوجته. لم يكن الأمر محزنًا بالنسبة له، بل كان مجرد حدث عابر في رحلة حياته الطويلة. لا مشاعر ربطته بها، ولم يكن مهتمًا بمستقبل سلالته. كانت فانية، مثل بقية البشر. حينما فارقت الحياة، قرر زاو فان أن لا يعود إلى سلالته مرة أخرى.

ومع مرور الزمن، أصبحت سلالته هي الأخرى ضعيفة، فقدت قوّتها وأسلوبها. لم تعد قادرة على الوقوف في وجه التحديات. أساليب التدريب التي أبدعها زاو فان كانت قد تلاشت. ومن هنا بدأ يشعر بشيء من الملل، وأصبح من جديد في حاجة إلى التحدي.

العودة للسلطة

لم يكن زاو فان يهمه أمر الناس أو العالم الذي يعيش فيه، بل كان يهتم فقط بأن يجد معنى جديدًا في حياته. بدأ يتساءل: "إذا كان هؤلاء البشر لا يستحقون القوة، فهل سأظل أراقبهم وهم ينهارون أمامي؟". قرر أن يعيد بناء سلالته من جديد، ولكن هذه المرة، لن يكون الأمر سهلاً.

استعاد السيطرة على بعض الأشخاص الذين كانوا يعيشون في هذا العصر، أولئك الذين قد عاش معهم في سنوات سابقة. هؤلاء الأشخاص كانوا جزءًا من عائلته القديمة، الذين كان قد أعطاهم السلطة في وقت ما. الآن جاء وقت أن يستعيد سلطته ويسترجع هيبته القديمة.

"لا أحد يملك الحق في استلام القوة التي كانت لي، إلا أنا." هكذا فكر زاو فان، بينما كانت خطواته تدور في فلك جديد.

التحديات الجديدة

بالرغم من قوته الهائلة، كان زاو فان يعلم أن البقاء في الظل ليس أمرًا يليق به. لقد عاش طويلاً في هذا العالم، وكان في حاجة إلى تحدي جديد، ربما تحدٍ يثبت له أنه ما زال في قمة القوة. قد يبدو له هذا العصر الحديث غير مهم، لكنه كان يعلم أن هناك دائمًا أماكن مخفية بين البشر الذين سيواجهون مصيره.

"أنا هنا بين هؤلاء البشر، وهم لا يعلمون من أنا. أستطيع أن أدمّرهم جميعًا في لحظة، لكنني سأبقيهم على قيد الحياة. لأنني لا أريد أن أكون مجرد آلة حرب في هذا الزمن." كان يقول زاو فان في نفسه، وهو يمضي في الحياة اليومية في عالمه البشري العادي.

لا رحمة

كانت أساليبه القتالية، التي طورها في أزمنة سابقة، ما زالت حية في داخله. كان يقتل بلا رحمة من يجرؤ على إهانته. تلك القسوة التي لا تعرف الشفقة كانت جزءًا من شخصيته، جزءًا من الحياة التي عاشها. في لحظة، قد يتلاشى شخص أمامه إذا كان ذلك يعني أن يحفظ كرامته.

"هم لا يعلمون كيف يمكن أن تنقلب حياتهم في لحظة واحدة. إذا أرادوا أن يعيشوا، يجب أن يعرفوا كيف يتعاملون مع الأقوياء." كان يكرر ذلك في ذهنه، وهو يخطو بثقة في هذا العالم الذي يجهل قواه.

الفصل القادم...

هل سيتغلب زاو فان على الملل ويستعيد مكانته في هذا العصر؟ هل ستكون سلالته قادرة على استعادة القوة التي فقدتها؟ أو سيظل يتنقل بين العصور وهو في بحث دائم عن التحدي القادم؟

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon