في أحد أحياء المدينة القديمة، حيث الأزقة الضيقة والمباني المتهالكة، كان هناك منزل مهجور منذ عقود. كان الجميع يتجنبونه ويعتبرونه ملاذًا للأسرار المظلمة. لكن بالنسبة لي، كان هذا المكان أكثر من مجرد منزل مهجور؛ كان ذلك المكان الذي اختفى فيه شقيقي الأصغر، كايان ، قبل ثلاث سنوات.
تدور الأحداث في ليلة عاصفة، حيث كنت أتجول في تلك الشوارع التي تضيء بنور خافت من المصابيح القديمة. الرياح تعصف بالأشجار والأمطار تتساقط بغزارة، بينما كان صوت خطواتي يردد في الأرجاء.
وصلت إلى منزلنا القديم. كنت أعلم أنني على وشك اكتشاف شيء كنت أبحث عنه طيلة تلك السنوات. لكنني لم أتخيل أن ما سيحدث في تلك الليلة سيغير حياتي إلى الأبد.
بينما كنت أقترب من الباب المهدم، شعرت بشيء غريب في داخلي. شعور لا أستطيع وصفه. ولكنني لم أعد أملك خيارًا. دخلت المنزل، وهناك كان كل شيء كما تركناه. الأثاث القديم، الستائر المتسخة، والظلام الذي يسيطر على كل زاوية.
ثم، اكتشفت شيئًا غريبًا. خلف أحد الجدران المكسورة، كان هناك باب صغير لم أره من قبل. دفعته ببطء، وبمجرد أن دخلت، شعرت بشيء غير عادي في الجو، كان الهواء ثقيلًا، كما لو كان يحمل في طياته ذكريات قديمة.
تسارعت دقات قلبي بينما كنت أفتح الباب. كانت هناك غرفة مظلمة، وكأن الزمن قد توقف فيها. وعلى الحائط، كان هناك شيء لامع... شيء يشبه اللوحة. ولكن هذه اللوحة لم تكن كما تخيلت، بل كانت صورة لشقيقي كايان ، لكن بطريقة غريبة، عيونه كانت فارغة، وكان جسده يظهر وكأن هناك شيئًا ما يلتهمه.
ثم سمعت همسات ضعيفة. همسات قادمة من الظلام
مر الوقت بسرعة، وكأن كل لحظة في العالم السفلي كانت بمثابة اختبار. تعلم كايان الكثير عن العالم المظلم، وتدرب على استخدام القوى التي بدأ يشعر بها. كان الملك يمنحه تدريبات قاسية، ليكتشف قدرات لم يكن يعلم بوجودها داخل جسده. لكن، رغم تدريبه المستمر، كان يشعر بشيء غريب في قلبه. شيء ما كان يهمس له بأنه لا يمكن أن يثق في ملك الشيطان تمامًا.
"أنا لا أريد أن أكون مجرد أداة في يدك!" قال كايان ذات ليلة وهو ينظر إلى الملك بعينين مليئتين بالتساؤلات.
أجاب الملك، وهو ينظر إليه بنظرة حادة: "أنت لا ترى الصورة كاملة بعد يا كايان. أنت تظن أنني أريدك خادمًا لي، لكن الحقيقة أكبر من ذلك. أنت ترى نفسك مجرد فتى عادي، ولكنك السلاح الذي سيغير موازين القوة بين العالمين."
تردد كايان للحظة. كانت الحقيقة مؤلمة. كلما تعلم أكثر، كلما ازدادت الأسئلة في قلبه. من هو حقًا هذا الملك؟ ولماذا اختاره هو تحديدًا؟
لكن الأيام كانت تمر، وبدأت الأمور تصبح أكثر تعقيدًا. كايان اكتشف شيئًا عجيبًا. في الزمان البعيد، كانت هناك قوة قديمة تسمى "قلب الظلال"، وهو جوهر مظلم يمكنه تغيير مسار التاريخ. وكان الملك قد أخفى تلك القوة في مكان مجهول داخل العالم السفلي، ليحافظ على قوته، لكن يوسف كان الشخص الوحيد القادر على الوصول إليها.
"أنت الآن في منتصف الطريق،" قال الملك، وهو يراقب كايان وهو يقترب من البوابة المظلمة التي كانت تُخبئ قلب الظلال. "عندما تجد القلب، ستكون قادرًا على تغيير مسار هذا الصراع."
كانت بوابة مظلمة، تنبعث منها همسات وكأنها أصوات أرواح محبوسة. وكلما اقترب كايان منها، شعر بشيء أكبر، كأن هناك قوة غير مرئية تقوده نحو هذا المكان المظلم.
تردد في البداية، لكن شيئًا ما في داخله دفعه للمضي قدمًا. وعندما دخل إلى الداخل، شعر بشيء غير عادي. كان الجو ثقيلًا جدًا، وعيناه بدأتا ترى شيئًا لم يكن يعلمه من قبل. كان قلب الظلال أمامه، ينبض بحياة مظلمة، وكأن هذا الجوهر قادر على ابتلاع كل شيء.
لكن، في اللحظة التي هم كايان في لمس قلب الظلال، حدث شيء غير متوقع. الملك الشيطان ظهر أمامه في لمح البصر، وعيناه متوهجتان بالغضب.
"لقد أخطأت يا كايان!" قال الملك بصوت يملؤه التهديد، وهو يمد يده نحو قلب الظلال. "أنت لم تكن لتصل إلى هنا، لكنك فعلت، وهذه أكبر خطيئة..
الضوء الأزرق الذي انفجر من قلب الظلال غمر المكان بالكامل، وأصبح كايان محاطًا بهالة من القوة المظلمة. بدا كأن الزمن قد توقف، وكان كل شيء في هذا المكان يعج بالهمسات. حتى الملك الشيطان، الذي كان يعتقد أنه سيهيمن على كايان، بدا مترددًا. كان قلبه، الذي يختبئ خلف قناع من الجحيم، يشعر لأول مرة بشيء يشبه الخوف.
"ماذا فعلت؟" قال الملك بصوت منخفض، مليء بالغضب. "أنت لا تدرك خطورة ما فعلت، كايان!"
ولكن كايان، الذي أصبح الآن محاطًا بالقوة التي لم يكن يتصورها، شعر بشيء غريب. لم يكن خائفًا. في الحقيقة، كان يشعر بشيء لم يشعر به من قبل: القوة الحقيقية.
"لقد اخترت طريقي،" قال كايان بصوت ثابت، وهو يرفع يده نحو قلب الظلال. "لن أسمح لك أن تتحكم في مصيري، ولن أكون أداة في يدك."
الملك الشيطان ضحك، ولكن ضحكته كانت فارغة، مليئة بالتوتر. "أنت مجرد فتى، كايان، ولا تستطيع أن ترى الصورة الكبيرة. القوة التي امتلكتها الآن ليست لك فقط، بل ستكون دمارًا لك وللعالم الذي تعرفه."
في تلك اللحظة، شعر كايان بشيء غريب. كان قلبه ينبض بقوة، وكأن شيئًا في أعماقه قد استيقظ. "لقد منحني هذا القلب القوة، لكنني لن أسمح له بأن يكون السبب في تدمير كل شيء." ابتسم كايان وهو ينظر إلى الملك. "سأستخدم قوتي لحماية كل شيء، ولن أدعك تدمّر العالم."
مع كلمات كايان، بدأت الهمسات تتحول إلى أصوات أكثر قوة، ثم انفجرت سحب الظلال المحيطة به. عيون كايان كانت تتوهج، وكانت طاقة هائلة تتجمع في يديه. كان يعلم أن المعركة لن تكون سهلة، ولكنه كان عازمًا على استعادة النور.
"إن كنت تريد أن تكون بطلًا، فعليك أن تدفع الثمن، كايان." قال الملك، وهو يمد يده نحو الأرض، مما أدى إلى انفجار من الظلال الذي اجتاح المكان. كانت أيدي الملك تتلألأ بكميات ضخمة من الطاقة المظلمة، حتى بدت كما لو أنه كان يتحكم في كل شيء حوله.
كايان، رغم الخوف الذي شعر به، كان يعلم أنه إذا أراد حماية عالمه، يجب أن يواجه الملك دون تردد. "لن تكون هذه الحرب سهلة، لكنني لن أتراجع."
وتدور معركة شرسة بين الاثنين. الظلال والنور يتصادمان في دوامة من العنف. كل ضربة، كل تعويذة، كانت تترك آثارًا في المكان، كما لو أن الأرض نفسها تتألم. لكن كايان كان يتقدم بخطى ثابتة، إذ بدأت قوته تتناغم مع قلب الظلال، ومع مرور الوقت، بدأ يشعر بتوازن القوى.
وفي ذروة المعركة، كان كايان قد فهم شيئًا مهمًا. القوة الحقيقية ليست في القوة الجسدية أو في الظلام. كانت في الإرادة. الإرادة على الوقوف من أجل ما هو صواب. الإرادة على الحفاظ على النور في قلبه، حتى في أحلك اللحظات.
في تلك اللحظة، فتح كايان قلبه بالكامل، وأصبح قوة النور تتدفق عبره. "لن أتراجع، لأنني لست وحدي هنا!" صرخ كايان، وطاقته تضاعفت بشكل هائل، لتصطدم بقوة الملك المظلمة.
الملك، الذي بدأ يشعر بأن قوته تضعف، شعر لأول مرة بحقيقة هزيمته. "أنت... أنت فعلت المستحيل." همس الملك في دهشة، ثم بدأ يذوب في الظلام، كأن كل ما كان عليه اختفى.
ولكن قبل أن يختفي تمامًا، قال بصوت خافت: "لقد هزمتني، يا كايان. لكن تذكر، كل بطل يحتاج إلى تضحيات."
وفي اللحظة التي اختفى فيها الملك، سقطت قوة قلب الظلال إلى الأرض، لتتبدد في الهواء كالسحب السوداء. لكن كايان، بالرغم من انتصاره، شعر بفراغ داخلي. كانت معركة واحدة قد انتهت، ولكن ما بدأه قلب الظلال كان أكبر من مجرد معركة. كان بداية لحرب قد تكون أكبر من كل شيء.
--
ممكن تنصحوني بغلاف
مرت أيام قليلة على معركة كايان ضد ملك الشيطان، لكن رغم انتصاره، كانت الرياح تغير مسارها في عالمه. كان كايان يقف على قمة جبل مظلم، حيث اختفى قلب الظلال. كانت السماء ملبدة بالغيوم الداكنة، والهواء مليئًا بشعورٍ ثقيل، كأن الكون نفسه كان ينتظر اللحظة التي سيُدرك فيها كايان أن المعركة لم تنتهِ بعد.
في تلك اللحظة، شعر بشيء غريب. صوت همسات غير مرئية كان يدوي في عقله، يتردد عبر مسامعه. كان الصوت باردًا، مثل رياحٍ قادمة من جحيمٍ بعيد.
"كايان..." كان الصوت يقول، مليئًا بالنداء والغموض. "هل تظن أن هذه النهاية؟"
كان كايان يقف وحده في تلك الأرض القاحلة، يحاول فهم تلك الكلمات التي كانت تتردد في رأسه. لكنه سرعان ما أدرك أن قوة أكبر من تلك التي قاتلها قد تحرَّكت. كان يعلم أن الملك الشيطان لم يكن سوى جزء من شيء أكبر وأعمق.
وبينما كان كايان يقف هناك، أحس بشيء قادم من الأسفل. كانت الأرض تهتز وكأنها كانت تخرج من أعماقها قوة مظلمة جديدة. وفجأة، خرج أمامه كائن عملاق ذو وجه مظلم، وأعينه تشع بنارٍ ملتهبة.
"أنت لم تهزم ملك الشيطان، يا كايان." جاء الصوت القوي والمخيف. كان هذا الكائن مختلفًا عن أي شيء رأته عيناه من قبل. كان "أبناء الظلام"، مخلوقًا قديمًا من عالم ما وراء الحدود. كان واحدًا من الكائنات التي أطلقها ملك الشيطان ليحكم العالم السفلي، لكنه كان أقوى من أي ملك. "أنا، الذي لم يُذكر اسمه حتى في الأساطير، جئت لأقتلك."
كايان شعر بشيءٍ غريب يجتاحه. كان يشعر بالحيرة، لكنه لم يسمح للخوف أن يسيطر عليه. كان يعرف أنه لا بد من المضي قدمًا، وأن القوة التي حصل عليها لا بد أن تكون أكثر من مجرد قوة مدمرة.
"أنا لست وحيدًا،" قال كايان بصوت ثابت، وهو يرفع يديه نحو السماء المظلمة. "لن أسمح لك بتدمير عالمي."
وفجأة، بدأت الهمسات التي شعر بها في البداية تتجمع في رأسه، كأنها تُمنح له من قوة لا يُمكن تفسيرها. كانت هذه الهمسات من الأرواح التي ضحّت بحياتها في المعركة ضد الظلام، وكان كايان هو الرابط الوحيد بينهم. أصبح يدرك الآن أن هذه الأرواح كانت جزءًا من قوته.
"لديك القوة، كايان، ولكن هل تمتلك الشجاعة لمواجهتي؟" قال كائن الظلام، ضاحكًا بابتسامة شيطانية.
لكن كايان لم يتراجع. أخذ نفسًا عميقًا، وفي لحظةٍ غمرته قوة عظيمة. انطلقت طاقة نور هائلة من داخله، مثل شلالٍ من الضوء الخالص، لتلتقي مع الظلام الذي حاول أن يبتلع الأرض. كانت معركة جديدة، معركة بين النور والظلام.
أبناء الظلام حاولوا محاربة طاقة كايان بقوة الظلال، لكن كايان اكتشف سرًا مهمًا: الظلام لا يمكن أن يُهزم بالقوة وحدها. بل، بالنور الذي ينبع من داخل القلب.
وبدأ كايان يستخدم قوته بشكل أعمق، وأصبح أكثر انسجامًا مع الأرواح التي منحته القوة. وتدريجيًا، بدأ الضوء يتغلب على الظلام، يطرده من الأرض، ويعيد توازنًا خفيًا بين العالمين.
في تلك اللحظة، شعر كايان بشيء غريب. كان الظلام يتراجع، لكن هناك شعورًا آخر كان يختفي معه، شعور بالفراغ الداخلي. بينما كان يطرد أبناء الظلام بعيدًا، بدأت الأرض تهتز بشكل أكبر. كان يواجه شيئًا أكبر من الظلام نفسه.
"أنت تظن أنك فزت، ولكنك لم تكن ترى الصورة كاملة." جاء الصوت من وراء كايان، ليكشف عن كائن جديد. كان الكائن أكثر قوة وشرًا، وقد تجسد في صورة "الظلال القديمة"، المخلوقات التي كانت تشكل مركز قوة الظلام. "كل انتصار يأتي بثمن، كايان. والآن، سيتعين عليك دفع ثمن هذا النصر."
كايان شعر بشيء يضغط على قلبه. كانت حربه مع الظلام قد بدأت للتو.
---
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon