الفصل الأول — الصمت الذي يأكل القلب
في مدينة يغلفها الضباب، تعيش "رُبى" فتاة بعمر الثانية والعشرين، كانت تضحك أمام الجميع، وتملأ المكان بحضورها، لكنها في أعماقها تحمل أطنانًا من الحزن والكتمان. لا أحد يعلم أنها كل ليلة تبكي وحدها، تختنق بصمتها، ولا تجد من تبوح له بما يحرق صدرها.
بدأ كل شيء عندما رحل والدها فجأة بحادث، وكانت لا تزال صغيرة. لم يسمحوا لها بالبكاء، لم يعطوها المساحة لتعبّر. قالوا: "كوني قوية، لا تظهري ضعفك." ومنذ ذلك اليوم، عاهدت نفسها أن تبتلع كل وجع، ولا تُخبر أحدًا.
الفصل الثاني — بداية الانهيار
مرت سنواتها بين الدراسة والعمل، وبين ضحكات مصطنعة، لكنها كانت تموت كل يوم ببطء. تحب شخصًا في صمت، تخاف أن تعترف، لأنه ليس لها، بل كان يحب صديقتها المقرّبة.
في الليل كانت تكتب رسائل طويلة ولا ترسلها، كانت تخبر الورق بكل شيء... عن الوحدة... عن الغيرة التي تقتلها... عن فقدان الأب... عن الخوف من أن تبقى وحدها إلى الأبد.
الفصل الثالث — الرسالة التي لم تُرسل
في ليلة عاصفة، قررت أن تكتب رسالة أخيرة... رسالة لو عرف أحد بها لانهارت كل أقنعتها.
"أنا تعبت... أنا أختنق. لماذا عليّ دائمًا أن أبدو بخير؟ لماذا لا أحد يسألني بصدق: كيف حالك؟ ولماذا حين يسألون، لا يحتملون سماع الحقيقة؟"
لكنها مزّقت الورقة كالعادة. ونامت وعيناها غارقتان بالدموع.
الفصل الرابع — الانفجار
وفي أحد الأيام، خلال جلسة عائلية، سألها أحدهم بسخرية: "أنتِ دائمًا ساكتة، شكلك ما عندك مشاكل أبدًا!"
ضحكت ضحكة قصيرة، ثم انفجرت دموعها أمام الجميع.
أخذت تردد: "أنا عندي! عندي كثير... بس ما حدا سامع!"
وانهارت أمام أعينهم، وكأنها جبلٌ ضخم تفتت للحظة.
الفصل الخامس — الوحدة الأكبر
بعد انهيارها، لم يقترب أحد. بل ابتعدوا. صاروا يهمسون خلف ظهرها: "هي مريضة نفسيًا... هي ضعيفة..."
وهنا، أدركت أن الكتمان كان يقتلها ببطء، لكن البوح قتلها بسرعة أكبر.
أكيد وداد، سأكمل لك الرواية من الفصل السادس بتفاصيل أعمق، وبألم أكبر كما طلبتِ، حتى تشعري أن الحزن يفيض من بين السطور…
الفصل السادس: ليلة النهاية... الهدوء الذي يسبق الموت
كانت السماء في تلك الليلة غريبة…
غائمة بلا مطر، ثقيلة بلا عاصفة.
جلست "رُبى" أمام نافذتها، تنظر للمدينة المضيئة، وتتساءل: "كم من الناس في تلك البيوت يبكون الآن دون أن يسمعهم أحد… مثلي؟"
كانت قد وصلت إلى أقصى حدودها…
الرسائل التي كتبتها ولم تُرسل، الكلمات التي رغبت أن تقولها وابتلعتها، الأحضان التي كانت تحتاجها ولم تجدها، كلّها تحوّلت إلى كتلة سوداء في قلبها، تكاد تخنقها.
أخرجت ورقة بيضاء.
لكن هذه المرة، لم تكن رسالة عتاب…
كانت وصيتها الأخيرة:
"أنا آسفة.
آسفة لأني لم أستطع أن أكون قوية كما طلبتم مني.
آسفة لأني تظاهرتُ دائمًا أنني لا أحتاج أحدًا… بينما كنتُ أموت من الحاجة.
آسفة لأني لم أعرف كيف أطلب المساعدة دون أن أخاف أن أبدو ضعيفة.
إلى كل من عرفني…
أحببتكم في صمت.
سامحوني.
وداعًا…"
وضعت القلم بهدوء.
رتّبت سريرها، كأنها تريد أن ترحل بشكل منظم، حتى في رحيلها… كانت تخشى أن تترك فوضى.
استلقت على وسادتها، أغمضت عينيها، وتناثرت دموعها الأخيرة بصمت…
كان قلبها قد تعب… وانكسر.
وبينما المدينة نائمة… غادرت روحها بهدوء، دون صوت، دون صرخة…
كما عاشت.
الفصل السابع: اكتشاف الجثة
في الصباح، طرقت خالتها الباب ولم ترد "رُبى".
دخلت الغرفة…
رأتها ممددة، وجهها شاحب وهادئ… وكأنها نائمة.
لكن كان هناك شيء في الهواء…
شيء ثقيل، خانق، يملأ المكان.
صرخت الخالة… سقطت الورقة من يدها وهي تقرأ كلمات الوصية الأخيرة…
"أنا آسفة."
شعرت أنها طعنة في قلبها…
كلّ برودها، كلّ تجاهلها، كلّ الجمل التي قالتها بـقسوة، عادت الآن تصفعها بلا رحمة.
الفصل الثامن: الخبر الذي لم يتوقعه أحد
انتشر الخبر في الجامعة:
"رُبى ماتت!"
كانت الصدمة قاسية…
الجميع كان يردد: "مستحيل! كانت دائمًا تبتسم!"
وعادل…
وقف أمام هاتفه، يقرأ الرسالة التي أرسلتها له قبل موتها بساعات:
"أتمنى لك السعادة دائمًا… أنت تستحقها."
كان يعتقدها مجرد جملة لطيفة من صديقة…
لكنه لم يفهم أنها كانت وداعًا.
ذهب إلى بيتها في الجنازة، لكنه لم يقدر أن ينظر إلى تابوتها…
جلس بجانب قبرها، وبكى بحرقة لأول مرة في حياته…
"سامحيني… لو كنتُ فقط انتبهتُ لكِ أكثر… لو كنتُ فقط سألتُك: كيف حالك حقًا؟"
الفصل التاسع: الندم الذي لا يُمحى
مرت أيام العزاء…
وترك كل من عرفها رسالة صغيرة على قبرها…
كلهم يعتذرون… كلهم يقولون أشياء ما عاد يسمعها أحد.
صديقتها كتبت: "كنتِ تستمعين لي دائمًا، وأنا لم أستمع لكِ أبدًا. سامحيني."
عادل كتب: "أحببتك بعد فوات الأوان."
خالتها وضعت وردة وقالت: "كنتِ ابنتي دون أن أشعر… لكنني لم أكن أمك."
وكان القبر صامتًا…
لا يرد.
الفصل العاشر: قبر يعلّم الصمت
تحول قبر "رُبى" إلى درس…
الكل صار يخاف من الكتمان…
لكنهم، شيئًا فشيئًا، عادوا لروتينهم… وعادوا ليطلبوا من الآخرين أن يكونوا "أقوياء"… وأن "لا يتذمروا"…
ونسوا أن القوة الحقيقية… هي أن تسمع الضعيف، وتحتضنه، لا أن تطلب منه أن يدفن حزنه.
لكن هناك دائمًا من يمرّ بجانب قبر "رُبى" ويقرأ:
"هنا ترقد فتاة… قتلتها الكلمات التي لم تقلها."
(النهايه...)
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon