NovelToon NovelToon

سِرُ العروس.

الفصل الاول

كُنتُ سيلين مورغان. لطالما-منذ الرابعة عشر من عمري- حرصتُ على أن اكون سندًا للأميرة أليسا لعلها الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها ردُ الدينِ لها، لذا لم اتردد في ان اكون طباخة لأعد لها مأكولاتٍ شهية كالتي يحصل عليها باقي الامراء والنبلاء.. ولم اتردد بأن اتعلم السيف والسحر وأزنَ بينهما فقط لأستطيع حماية اميرتي المنبوذة... لذا لقد كان صعبًا علي بشكل خاص ان ارى اميرتي على الهامش تحمل عبئ كونها ابنة غير شرعية معها اقدامها ترتجفُ من فكرة دخولها للقصر الملكي..

لطالما كنتُ نزقة و وقحة لذا لن اتنازل عن وقاحتي وجرءتي حتى في هذه اللحظات و بكل جرأة اخبرتُ الاميرة بكلماتي التي ما كنت ولا كنتُ لأتردد في قولها :

" اميرتي اسمحي لي ان اكون بديلاً عنكِ " لم يرى الامبراطور ابنته ولو لمرة واحدة وقد تربت تحت كنف يد البارون المتسلط و لم يرها الا قليل من الخدم وهم يجهلون كونها الاميرة الغير شرعية حتى، لذا امكنني ان اسمح لاميرتي بالمغادرة بهدوء واحل محلها انا..

لم اكن لاعتقد ان الاميرة ستوافق منذ البداية لذا سمعت ردها المتوقع:

" لا.. لا يمكنني سيلين انتِ صديقتي لن اضحي بكِ.. "

" اميرة اعذريني ". اعتذرت سيلين مُقدمًا على الوقاحة التي سترتكبها قبل ان تضرب رقبة الاميرة سامحةً اياها بالوقوع بيد الفارس ادلر ثم اخبرته بنبرة آمرة " خذ الاميرة بسرعة اخرجها من هذه الامبراطورية كاملة انا أأتمنُكَ عليها ".

في حياتي الثانية هذه كان كل ما في هذا العصرِ مُقرفًا إلا انتِ يا اميرتي.

وانا لستُ خادمتكِ فقط انا فارستكِ و سأقومُ بواجبي وحمايتكِ حتى بروحي.

***

سارت سيلين، لا بل أليسا من الآن فصاعدًا. كان الحجاب يغطّي وجهها وشكلها بالكامل، كما تَحَجّمت معالمها في ظل هذا التنكر الذي ارتدته. كانت العربة تنتظرها في الخارج، وصعدت إليها بهدوء، ترافقها مشاعر مختلطة من التوتر والضيق. استمرت الرحلة لحوالي ساعتين، متوجهة إلى نقطة العبور السحرية، حيث لم يكن هناك سوى الصمت. من خلف الستائر، كانت سيلين تراقب بعينين فضوليتين كيف تم النقل الآني عبر السحر، وكأن الزمن قد توقف للحظة قبل أن ينتهي التمرير عبر البوابة السحرية إلى مكانٍ آخر.

وحين نزلت من العربة، وجدت نفسها على أبواب قصرٍ مختلف. كان هذا القصر بعيدًا عن الإمبراطورية، عن الحياة التي كانت تعرفها. أتى الفارس، الذي كان من المفترض أن ينوب عن دور زوجها، ليُساعدها على النزول بهدوء، بينما استقبلها الخدم بتلك الطريقة المُملة التي تبتعد عن أي نوع من الحفاوة.

"يا له من جوٍ مُقرِف"، همست بها غاضبة، دون أن تدري أن حواس الفارس القوية ستلتقط تلك الهمسات، حتى وإن كانت خفية.. لم يكن ذلك سوى تنفيس عن الغضب المكبوت في قلبها، الذي كان يكاد ينفجر.

الفارس كارل روسو شدّ فمه وهو يفكر في داخل نفسه بأن هذا الوضع مُقرف كما وصفته سموها بضبط. كان يراها محقة في شعورها هذا. في الحقيقة، شعر بشفقة نحوها لتتزوج اميرة فخورة بهذه الطريقة المزرية وتصرخ لامبالاة زوجها بتركها وحيدة هكذا بالاحتقار التام لها.. كان حقًا وضعًا مزعجًا..

داخليًا شعر بضيق حتى من صديقه ولي العهد اليكسندر.. بعد كل شيء حتى لو كنت مُجبرًا هذا لا يفسر موقفك النتن.

"أحمم... سيد...؟" قاطع صوت الأميرة أفكار كارل، ليُعيده إلى الواقع.

"أميرة، أنا الفارس كارل روسو"، قال وهو يركع بفروسية أمامها، يقدم نفسه باحترام، كما يليق بمقام أميرة، رغم شعوره بشيء من الغرابة في هذه اللحظة، إذ كانت أليسا لا تبدو مهتمة بالألقاب أو الاحتفالات الرسمية.

"حسنًا... سيد روسو، أين هو زوجي؟" كان صوتها خاليًا من العاطفة، مجرد سؤال يطفو على سطح فكرها المشغول بأمور أخرى.

شعر كارل بحزنٍ يزداد أكثر، غير مدركٍ تمامًا أن التي أمامه لا تكترث بهذه الأشكال الزائفة من الاحترام والكرامة. لم يكن يهمها شيء من ذلك، لأنها منذ البداية لم تؤمن بشيء اسمه "الكبرياء". كانت تطرح تساؤلات مقلقة حول كبرياءها هذا: ماذا سيفعل لي الكبرياء؟ هل سيطعمني؟ هل سيحميني؟ هل سينقذني؟ وببساطة، كانت ترى أن الفخر لا قيمة له في مواقفٍ كهذه. لم تَكترث لزوجها الذي تجاهلها من أول يوم ولا حتى للخدم الذين يعاملونها باستخفاف. لكن، نظرة كارل التي كانت مليئة بالشفقة عند كلماتها الأخيرة، أزعجتها بشكلٍ خاص.

"آه... الأمير... إنه... في... مهمة"، أجاب كارل بتلكؤ، وكأن المهمة كانت أكثر أهمية من العروس، رغم أنه شعر في داخله بأن ذلك غير منطقي، بل كان تفضيلًا للأمور الباردة على الإنسان.

"حسنًا، هل لك أن تخبره، إن رأيته، أن أميرته لديها حديث مهم معه؟!" قالت كلماتها ببرود، دون أن يظهر عليها أي أثر من الانزعاج الذي كان في داخلها.

"نعم... سموكِ"، أجاب كارل.

بعد ذلك، لم تعرِ سيلين اهتمامًا لما تبقى. بنظرة باردة، خاطبت رئيسة الخدم قائلة: "أرشديني إلى غرفتي." كانت كلماتها خالية من أي تعبير، لكن خلف تلك النظرة الهادئة كان قلبها يضج بالكراهية لما حدث.

لتثير ضحكها في تلك اللحظة، أرسلوها إلى غرفة منفصلة. ربما كانت تلك الطريقة السخيفة محاولة لإهانتها أو تقليص كبريائها، ولكنها، في الواقع، كانت تعلم جيدًا أن هذا التصرف لم يكن سوى محاولة فاشلة للإمساك بها. سيلين احتقرت أفعالهم، لكنها في أعماقها، شعرت بشيء من الرضا. قد يكون ذلك قد أسعدها، فبكل حال، لم تكن هي الأخرى بحاجة إلى علاقة مع أميرهم، ولا كان يُهمها الأمر بأي شكل.

كانت قد وصلت إلى هدفها، وتلك الغرفة المنفصلة، التي اختاروها لها، لم تكن سوى مجرد فصل آخر من فصول هذه المسرحية التي لا تعني لها شيئًا سوى الحرية التي سعت إليها.

أراحها تمامًا ان لا تطر لنوم بغرفة مشتركة مع اميرهم. كانت الغرفة التي أرسلوها إليها بعيدة كل البعد عن مكان إقامة الأمير،.كانت لتسعد لولا الازعاج الذي سببه هو أنه بعد أن تم إرشادها إلى غرفتها، لم يظهر حتى خادم واحد لمساعدتها كما يجب.

ولكن، لم تهتم سيلين بذلك؛ فالغرفة كانت واسعة إلى حد ما، ونظيفة بما يكفي لتُرضيها. لم يكن هناك ما يدعو للقلق أو الانزعاج. أخذت الوقت الكافي لترتيب أغراضها القليلة، وكتبت سطورًا قليلة في ذهنها عن تلك اللحظة، ثم اكتفت بذلك.

غيرت سيلين ملابسها إلى زي بسيط، ثم أغلقت باب غرفتها بلا مبالاة، وكأنها تترك وراءها كل ما يخص هذا العالم الملكي.

قررت أن تركز على ما يعشق قلبها أكثر من أي شيء آخر، ذلك النشاط الذي جاء في المرتبة الثانية بعد خدمة أليسا...

النوم!

تأملت السرير الواسع أمامها للحظات، ثم استلقت عليه براحة تامة. كانت بحاجة إلى لحظة من الهدوء والسكينة، بعيدًا عن هذا العبث الذي تحيط به القصور الملكية.

حاولت النوم مع ذلك واجهت صعوبة فقد بقي قلب سيلين معلقًا في مكان آخر. في مكان بعيد عن هذه الجدران الفاخرة، حيث كانت أفكارها تتنقل بين أليسا وتبحث عن إجابات لأسئلتها التي لا تنتهي. كيف حالها؟ هل أكلت؟ هل هي بخير؟

ثم، فجأة، دخلت إلى ذهنها فكرة أخرى. أليسا ستكتشف ما فعلته، ما كانت قد قررته، فهل ستبكي؟ هل ستغضب؟

"أنا آسفة، أميرتي... حقًا، أنا آسفة." همست..، وكأنها تشعر بثقل الذنب يضغط على صدرها، رغم أنها كانت قد فعلت ذلك من أجلها.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon