في بلدة تُعرف باسم مقتل البشر، عاش جورتا وزوجته كايا مع أطفالهما الثمانية: نروتا، ريكي، مايستو، ماي، هاتاتشي، هارو، تاتسويا، ويورشي. كان جورتا مدمنًا على الكحول ويعامل أسرته بوحشية، بينما كانت كايا تحاول حمايتهم.
في ليلةٍ باردة، استيقظت ماي على أصواتٍ غريبة. رفعت رأسها ببطء، لتجد أمها ممددةً على الأرض غارقةً في دمائها، بينما والدها جالسٌ بجانبها يحمل سكينًا مغطاةً بالدم. شهقت ماي وكادت تصرخ، لكنها غطت فمها بيديها المرتجفتين.
اقترب منها جورتا بخطواتٍ ثقيلة وهو يحدق بها بعينين متوحشتين:
“استيقظتِ أخيرًا، أيتها القذرة؟ أين إخوتك؟”
لم تستطع الرد، فقد كان قلبها ينبض بجنون، ودموعها تهدد بالانفجار. أمسَكَها من شعرها وسحبها بعنفٍ للخارج، وهو يصرخ:
“لقد جعلتهم يهربون، أليس كذلك؟! كل هذا بسببكِ!”
حاولت ماي الصراخ، لكنها شعرت بقبضةٍ حديديةٍ تعصر عنقها. قاومت بعينيها الممتلئتين بالرعب، لكنه قذفها على الأرض، وقال بابتسامةٍ خبيثة:
“لا تقلقي، سأجعلك تدفعين الثمن… سأبيعكِ لحاكم البلدة، جين داورا.”
مرّت السنوات، وعاشت ماي في السجن حتى بلغت الثامنة عشرة. في ليلةٍ عاصفة، اقتحمت امرأةٌ غامضة السجن، وساعدتها على الهرب. ركضت ماي عبر الثلوج الكثيفة حتى سقطت على الأرض من التعب.
استيقظت بعد ساعاتٍ على صوتٍ دافئ:
“هل أنتِ بخير؟”
فتحت عينيها ببطء، لترى وجه ميلي المبتسم. بجانبه، كانت تقف امرأة تدعى سونا، تنظر إليها بقلق.
“لقد وجدناكِ ملقاةً في الثلج… تعالي معنا.”
وبعد أيام، اكتشفت ماي الحقيقة الصادمة: زوج سونا هو شقيقها هارو.
“هارو؟!” صاحت ماي بدموعٍ متدفقة، وهي ترتمي بين ذراعيه. “أخيرًا وجدتُ أحدكم…
تزوجت ماي من ميلي، وأنجبت طفلين، كايا ويورشي. لكن في أحد الأيام، اختفى زوجها وابنها فجأة، وبعد أسبوع، قُتلت ماي أمام ابنتها كايا على يد جنود جين.
هربت كايا إلى منزل صديقتها ڤولي، لكنها لم تستطع العيش هناك طويلًا. انتهى بها المطاف تعمل في ملهى ليلي يملكه رجل شرير يُلقب بـالخبيث. كان يستمتع بإذلالها أمام الجميع.
“يا فتاة، أحضري الشراب بسرعة!” صرخ أحد الزبائن.
حملت كايا الإبريق بيدٍ مرتجفة، لكن فجأة، ظهر رجلٌ طويل بملابس أنيقة، ألقى بكيسٍ من المال على الطاولة وقال بصوتٍ بارد:
“أريد أن آخذها معي.”
كان ذلك الرجل هيروشي، الذي أنقذها وأخذها إلى منزله، حيث التقت بزوجته سورا، التي اعتنت بها كابنتها. ومع الوقت، دخلت المدرسة وتعرفت على دايسكي، روكي، سومي، ويومي، وأصبحت تتدرب لتكون محاربة
مع مرور السنين، أصبحت كايا قويةً بما يكفي لتُصبح مدربة قتالية. قررت الانتقام، فهاجمت الملهى الليلي وقتلت الخبيث، لكن سورا وبّختها بشدة:
“إن كنتِ ترغبين بالانتقام حقًا، فعليكِ أن تصبحي محاربة حقيقية.”
لاحقًا، كُلفت بمهمة حماية الملك، لكنها اكتشفت أن جين قد تنكر به، فساعدت الملك الحقيقي على الهرب، وقضت على الملك المزيف أمام الجميع، مما كشف مؤامرة جين.
أصبح ابن الملك، أودا، الحاكم الجديد، وكلف كايا بمهمة القضاء على جيش جين في أرضٍ مهجورة.
انطلقت كايا مع فريقها نحو المعركة الحاسمة. كانت المواجهة دامية، والدماء تلطخ الأرض.
اندفعت كايا نحو جين، سيفها يلمع تحت ضوء القمر:
“هذه النهاية!”
ضحك جين بجنون، وقبل أن تصله ضربتها، قطع رأسه بنفسه! لكنه عاد ليلتصق بجسده، وهو يقول بابتسامة شيطانية:
“هل ظننتِ أنني سأموت بهذه السهولة؟”
اندفع نحوها بسرعة غير بشرية، لكنها تفادت ضربته ووجهت له ركلة قوية أسقطته أرضًا. اقتربت منه، وضغطت سيفها على عنقه:
“هذه المرة، لن تعود!”
لكن فجأة، سقطت سورا أرضًا، بعدما سقطت عليها قطعة حديدية ضخمة. صرخت كايا وهي تجري نحوها
بعد وفاة هيروشي، عاشت كايا مع شقيقها يورشي، لكنها لم تستطع تجاهل إحساسها بأن المعركة لم تنتهِ بعد. كان هناك شيء ما في الظلام، شيء يتحرك، يترقب، ينتظر لحظة سقوطها.
في إحدى الليالي، بينما كانت تجلس أمام النار مع يورشي، شعرت بشيء غريب. كان الهواء مشحونًا بطاقة مظلمة. فجأة، سمعا صوت خطوات ثقيلة تقترب.
وقف يورشي، يضع يده على مقبض سيفه:
“من هناك؟!”
ظهر رجل ضخم يرتدي عباءة سوداء، وعلى وجهه قناع مخيف. صوته كان أجشًا عندما تحدث:
“لقد ظننتِ أن الأمر انتهى، أليس كذلك؟ ولكن… لا شيء ينتهي حقًا.”
حدقت كايا به، وارتفع الأدرينالين في جسدها. كان هناك شيء مألوف في هذا الصوت… شيء جعل قلبها ينبض بقوة.
“من أنت؟!” صاحت وهي ترفع سيفها.
خلع الرجل قناعه ببطء، لتصدم بالحقيقة… إنه والدها، جورتا.
شهقت وهي تتراجع خطوة للخلف، غير مصدقة:
“أنت… أنت ميت! لقد قتلتك منذ سنوات!”
ضحك جورتا، صوته كان مليئًا بالجنون:
“هل كنتِ تعتقدين أن شخصًا مثلي يمكن أن يُقتل بسهولة؟ لقد خدعتِ نفسك، يا ابنتي العزيزة.”
اندفع نحوها بسرعة مرعبة، لكنها بالكاد تفادت ضربته. اشتعلت المعركة بينهما، والشرر يتطاير في الهواء. كان قوياً بشكل غير طبيعي، وكأن جسده قد تغذى على قوى الظلام.
صرخ يورشي: “كايا، لا تقتربي منه! هناك شيء خاطئ!”
لكن كايا لم تستمع، كانت غاضبة، جسدها يتحرك بغريزة الانتقام. سددت له ضربة قوية، لكنه أمسك بسيفها بيده العارية وضحك.
“أوه، كم كبرتِ يا ابنتي… ولكنكِ ما زلتِ ضعيفة.”
ثم وجه لها لكمة جعلتها تطير وتصطدم بالجدار. سقطت على الأرض، تتنفس بصعوبة، والدم يسيل من فمها.
اقترب جورتا منها، ركع بجانبها وهمس في أذنها:
“سأستعيد كل شيء… ولن يتمكن أحد من إيقافي.”
قبل أن يتمكن من تسديد الضربة الأخيرة، اندفع يورشي بسيفه، مغطيًا جسده بطاقة نارية، ووجه ضربة مباشرة إلى قلب جورتا.
صرخ جورتا، جسده يهتز بعنف، لكن بدل أن يسقط، بدأ يمتص الطاقة من يورشي.
“هاهاها! رائع! هذا ما أحتاجه بالضبط!”
صرخت كايا: “لاااا! يورشي، تراجع!”
لكن كان الأوان قد فات. تلاشى الضوء من عيني يورشي، وسقط على الأرض بلا حراك.
وقفت كايا بصدمة، عيناها ممتلئتان بالدموع:
“يورشي؟ يورشي! استيقظ!”
لكن شقيقها لم يتحرك. كان جسده باردًا… مات.
نظر جورتا إليها بابتسامة خبيثة:
“واحد انتهى… بقيتِ أنتِ.”
نهضت كايا ببطء، عيناها ممتلئتان بالكراهية المطلقة. أمسكت بسيفها بقوة، والنار بدأت تشتعل من حولها.
“أقسم لك… هذه المرة، لن تهرب من الموت!”
ثم انطلقت نحوه بكل ما تملك من قوة، مستعدة لإنهاء هذه اللعنة مرة واحدة وإلى الأبد
اندفعت كايا بكل سرعتها، وسيفها يشتعل بطاقة لم تشعر بها من قبل. كانت نيران غضبها تحرق كل شيء في طريقها، لكن جورتا لم يكن خائفًا. بل كان يبتسم، وكأنه ينتظر هذه اللحظة.
رفع يده، وجذب طاقة مظلمة من الأرض، محولًا إياها إلى رمح أسود طويل. ثم قال بصوت مبحوح:
“تعالي يا ابنتي… دعيني أريك القوة الحقيقية.”
لم تتوقف كايا، بل قفزت في الهواء ووجهت له ضربة قاطعة بكل ما أوتيت من قوة. اصطدم سيفها برمحه، فاهتزت الأرض من حولهما، وتطايرت الشرارات كأنها عاصفة نارية.
صرخ يورشي من بعيد، رغم ضعفه:
“كايا! لا تدعيه يستفزك! إنه يريدكِ أن تفقدي السيطرة!”
لكن كايا لم تكن تستمع، كانت مزيجًا من الغضب واليأس، تريد أن تمزقه إربًا إربًا. هاجمت بلا توقف، وسيفها يتراقص بين يديها بسرعة البرق. لكن جورتا كان يتفادى ضرباتها بسهولة وكأنه يقرأ تحركاتها.
“هل هذا كل ما لديكِ؟” قال بابتسامة ساخرة، ثم هاجمها فجأة، موجّهًا لكمة إلى معدتها، جعلتها تطير للخلف وترتطم بالحائط بقوة.
سقطت كايا على الأرض، تتنفس بصعوبة، ودمها يسيل من فمها. شعرت أن جسدها لم يعد يستجيب كما يجب.
“أنا… لا يمكنني الخسارة…” همست وهي تحاول النهوض، لكن جسدها كان يرتعش.
اقترب جورتا منها ببطء، يجر رمحه خلفه، وعيناه تلمعان بشراسة. وقف فوقها مباشرة، ثم رفع رمحه عاليًا وقال:
“وداعًا يا كايا… كنتِ مجرد فشل آخر.”
لكن قبل أن يسدد الضربة، صرخت كايا بأعلى صوتها، واندلعت منها موجة نارية هائلة، دفعت جورتا للخلف بعنف!
فتحت عينيها، لكن هذه المرة لم تكن كايا العادية… بل شيء آخر.
كان جسدها يحيط به هالة نارية بيضاء، وعيناها تتوهجان كالجمرة. حتى صوتها تغير، أصبح أكثر عمقًا ورهبة.
“أنتَ لستَ سوى شبح من الماضي، وحان وقت محوك للأبد!”
اختفى الألم من جسدها، ونهضت بسرعة، مهاجمة جورتا بكل قوة. لم يكن لديه وقت للرد، فقد كانت أسرع منه بكثير. سيفها قطع الهواء، ووجهت له عشرات الضربات في ثوانٍ، كل ضربة تترك أثرًا مشتعلًا على جسده.
صرخ جورتا، لأول مرة شعر بالخوف الحقيقي.
“مستحيل! هذه القوة…”
لكن كايا لم تمنحه فرصة للهروب. قفزت في الهواء، وأمسكت بسيفها بكلتا يديها، ثم صرخت:
“نهاية اللعنة!”
وانقضت عليه بقوة هائلة، مغرزة سيفها في قلبه مباشرة.
صرخ جورتا بألم، جسده بدأ يتفكك، يتحول إلى رماد. نظر إلى ابنته للمرة الأخيرة وقال بصوت ضعيف:
“أنتِ… أقوى مما ظننت… لكن اللعنة لن تنتهي…”
ثم اختفى تمامًا، تاركًا خلفه رمادًا أسود يتلاشى مع الريح.
تراجعت كايا، أنفاسها تتسارع، ثم سقطت على ركبتيها. كانت متعبة، لكن المعركة انتهت… أخيرًا.
اقترب منها يورشي بصعوبة، وضع يده على كتفها وقال بصوت ضعيف:
“لقد… فعلتهاِ، كايا.”
نظرت إليه، وابتسمت رغم الألم.
لكن في أعماقها، كانت تعرف… هذه لم تكن النهاية. بل مجرد بداية لحرب جديدة
بعد اختفاء جورتا، خيم صمت ثقيل على المكان، ولم يكن هناك سوى صوت أنفاس كايا المتسارعة. نظرت إلى الرماد المتطاير، وهي تحاول استيعاب ما حدث للتو. هل انتهى الأمر؟ هل تخلصت من اللعنة؟
لكن شعورًا غريبًا بدأ يتسلل إلى جسدها… وكأن الظلام لم يرحل تمامًا.
اقترب يورشي وهو يعرج، ما زالت آثار القتال بادية عليه، لكنه كان يبتسم رغم الإرهاق.
“لقد انتهى… لقد فعلناها، كايا.”
لكنها لم تجبه. كانت عيناها لا تزالان متوهجتين بتلك النيران البيضاء، وجسدها يرتجف بطريقة غير طبيعية. ثم، فجأة، انطلقت منها موجة طاقة أخرى، لكن هذه المرة لم تكن نارية… بل كانت مزيجًا من النور والظلام.
اتسعت عينا يورشي بصدمة.
“كايا! تحكّمي بنفسك!”
لكنها لم تكن تسمعه. كانت تشعر بشيء بداخلها… شيء لم يكن ملكًا لها تمامًا. بدأت ترى صورًا غريبة في عقلها، مشاهد لم تعشها من قبل—معارك، مخلوقات مرعبة، وأصوات تهمس في أذنها:
“القوة الحقيقية لم تستيقظ بعد… أنتِ مجرد البداية.”
صرخت كايا، وضغطت على رأسها محاولةً إيقاف هذا الطوفان العقلي. لكنها شعرت بطاقة غريبة تجتاح جسدها بالكامل، لم تكن قادرة على السيطرة عليها.
نظر إليها يورشي بخوف، ثم أمسك بكتفيها وهزّها بقوة.
“كايا! استيقظي! لا تدعيه يسيطر عليكِ!”
لكنها فجأة رفعت رأسها نحوه، وعيناها لم تعودا كما كانتا… كانت سوداء بالكامل، يتخللها وميض أبيض.
“يورشي… أنا لا أستطيع…”
وفجأة، دفعته بعيدًا بطاقة لم تقصد إطلاقها! ارتطم بالجدار بعنف، لكنه نهض بصعوبة، متجاهلًا الألم.
“هذا ليس جيدًا… اللعنة لم تنتهِ بعد.”
كايا سقطت على ركبتيها، تتنفس بصعوبة، ثم بدأت همسات الظلام تتلاشى ببطء، وعادت عيناها لطبيعتهما. شعرت ببرودة في صدرها، وكأن شيئًا ما قد تغير بداخلها.
اقترب منها يورشي بحذر هذه المرة، ثم سألها بصوت منخفض:
“هل أنتِ بخير؟”
هزّت رأسها ببطء، لكنها كانت تعرف أن الإجابة الحقيقية ليست بهذه البساطة.
“لا أعلم، يورشي… لكنني أشعر أن هذه ليست النهاية.”
نظر إليها بجدية، ثم قال:
“إذن، علينا أن نستعد… لأن القادم قد يكون أسوأ بكثير.”
رفعت كايا نظرها إليه، وعرفت أنه على حق. هذه لم تكن معركتها الأخيرة… بل كانت مجرد بداية لصراع أعمق، صراع لم تكن مستعدة له بعد.
لكن هذه المرة، لن تكون وحدها
كان السكون يعم القلعة بعد أن اختفى الغزاة، لكن الظلال التي كانت تلاحق كايا كانت لا تزال ماثلة أمامها، تهمس في أعماق قلبها. كانت تعلم أن ما حدث في تلك اللحظة لم يكن مجرد صدفة، وأن ما تحمله داخلها أصبح جزءًا من المعركة الكبرى التي على وشك أن تبدأ.
بينما كانت كايا جالسة على الأرض، تتنفس بصعوبة، اقترب يورشي منها، ممسكًا بذراعيها لمساعدتها على النهوض.
“هل أنتِ بخير؟” سألها بصوت مليء بالقلق.
حاولت أن تقف، لكن جسدها كان ثقيلًا للغاية. همست بصوت مرتجف:
“إنه… شيء غريب، كما لو أنني أفتقد شيئًا داخل جسدي. شيء قوي، لا أستطيع التحكم فيه.”
أخذ نفسًا عميقًا ومرره عبر شفتيه، وعينيه لا تزال مشدودة إلى القاعة التي تعج بالفوضى.
“لا يهم الآن. يجب أن نخرج من هنا قبل أن يعودوا.”
لكن قبل أن يتمكنوا من التحرك، انبعث صوت من بعيد، صوت خطوات ثقيلة، وكان يأتي من أسفل القلعة.
“هم قادمون!” همس يورشي وهو يرفع سيفه.
في اللحظة نفسها، انفتحت الأبواب الضخمة، ودخل منها عدة أشخاص. كانوا مقنعين بالكامل، يرتدون دروعًا سوداء تلمع وكأنها مصنوعة من المعدن السماوي، لكنهم يحملون شعورًا من الغموض والتعاسة. كانت عيونهم تلمع بقوة غير طبيعية.
“الوقت قد حان، كايا.” صوّت أحدهم، صوته عميق جدًا، وكأنه يتردد في أرجاء القلعة.
“من أنتم؟” صاحت كايا وهي ترفع يديها.
ابتسم أحدهم ابتسامة باردة، وقال:
“نحن من أرسلنا لنجمعكِ. لقد أصبحتِ المفتاح، وإذا لم تفعلي ما يجب عليكِ فعله، فإن هذا العالم سينهار.”
قالت كايا وهي تلمس قلبها:
“ماذا تريدون مني؟”
“أنتِ تحملين القوة القديمة، القوة التي لا يستطيع أي إنسان فهمها. لكننا نستطيع أن نعلمكِ كيف تستخدمينها.”
لكن يورشي لم يتحمل هذا الحديث، فاندفع نحوهم بسرعة رهيبة، محاولًا صدهم. لكن أحدهم كان أسرع منه، فأطلق شعاعًا من الضوء الأسود إلى قلبه، مما جعله يتوقف فجأة ويسقط على ركبتيه.
“يورشي!” صاحت كايا، لكن قبل أن تتمكن من التحرك، أحاط بها الظلام، وكأنها كانت محاصرة في شبكة غير مرئية. كانت تشعر بالقوة تزداد داخلها، وشيئًا ما بدأ يستيقظ في أعماقها.
“كايا…” تمتم أحدهم، وهو يراقب تحولها.
“لقد بدأ الجزء الأصلي منكِ يعود. أنتي مصدر القوة الحقيقية.”
صمتت كايا، ثم أغمضت عينيها بشدة، وكل خلايا جسدها تشع بطاقة غريبة. في اللحظة التي فتحت فيها عينيها، كانت عيناهما تشتعلان باللون الأزرق والأسود، مثلما كان جورتا. وصرخت في وجههم، وهي تشعر بالقوة تتدفق عبر عروقها.
“لن أسمح لكم بذلك!”
وفي لحظة خاطفة، أطلقت كايا قوة هائلة من جسدها، مثل انفجار عاصفة ضربت كل من في المكان. تطاير الجنود المجهولون بعيدًا، وتناثرت الحجارة في الهواء، وتفجرت الجدران من حولهم.
لكن في الوقت نفسه، كانت كايا تشعر بالضعف، وكأن الطاقة التي أطلقتها أرهقتها. سقطت على الأرض، وكأن كل شيء حولها بدأ ينهار.
في تلك اللحظة، كان الصوت الغريب الذي هددها منذ البداية قد عاد من جديد، أعمق وأشد. نظر يورشي إليها بنظرة يأس، ثم ركض نحوها.
“كايا، لا تدعي هذا ينهيكِ.”
لكنها كانت تكاد تفتح عينيها بصعوبة، وهمست:
“إنه الوقت، يورشي. الوقت الذي يجب أن أواجه فيه مصيري.”
كانت القلعة تتفكك من حولهم، وكأن الأرض نفسها كانت تنقض عليهم، لكن كايا فهمت أخيرًا، بعد كل المعاناة التي مرت بها، أن القوة التي تحويها لا تنتمي إلى هذا العالم فحسب، بل إنها جزء من شيء أعمق. شيء لا يمكن لأحد أن يوقفه.
رفعت يدها، وأطلقت مرة أخرى شعاعًا من الضوء، لكن هذه المرة كان أعمق، أقوى، وأكثر دمارًا. فجرّت السماء، وفتحت بوابة بين الأبعاد.
وعندما اختفى الوميض، ساد صمت عميق.
لكن عندما نظر يورشي حوله، كانت القلعة قد اختفت، والظلام قد عاد إلى مكانه.
“كايا…؟”
كان كل شيء قد انتهى، لكن النهاية كانت بداية جديدة.
— النهاية
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon