الفصل الأول – القطة الثمينة للسلطان
استيقظت على شعور غريب... جسدي لم يكن كما كان من قبل. كنت أرغب في تحريك يدي، لكن بدلاً من ذلك، شعرت بمخالب صغيرة تنغرز في السجاد الناعم تحت قدمي. نظرت حولي بذهول، وانعكس وجهي في المرآة المزخرفة بجانب السرير الفخم. لم أكن إنسانة... كنت قطة صغيرة بفرو أبيض وعينين واسعتين تتلألآن بالدهشة.
"ما هذا؟! هل أنا... قطة؟"
لم يكن هذا حلماً، فقد كنت أسمع الأصوات من حولي بوضوح، وأشعر بدقات قلبي المتسارعة. فجأة، فُتح الباب بعنف، ودخل مجموعة من الخدم يرتدون أزياء مزخرفة تنم عن فخامة القصر الذي كنت فيه. في وسطهم، وقف رجل ذو حضور طاغٍ، عيناه العسليتان تتفحصانني ببرود، وهالته المهيبة جعلتني أشعر برعشة غير مبررة.
"أوه، هذه القطة الصغيرة؟" قال بصوت عميق بينما اقترب مني.
كان هذا الأمير، أحد ورثة العرش، والشخص الذي قد يكون مفتاحي للعودة إلى هيئتي البشرية. سمعت همسات بين الخدم تتحدث عن كيف وجدتني إحدى الجواري في الحدائق الملكية، وأن السلطان أمر بإحضاري إلى هنا لأنه "شعر بأنني مميزة".
لكن المشكلة الكبرى كانت أنني لا أستطيع التحدث!
"هل أنت خائفة؟" همس الأمير وهو ينحني قليلاً، قبل أن يمد يده ويلمس رأسي برفق.
على الرغم من أنني كنت مذعورة، إلا أن لمسته كانت دافئة على نحو غير متوقع. لقد بدأت رحلتي في هذا القصر الغريب، حيث عليّ أن أكسب ثقة الأمير، وأكتشف كيف أعود إلى طبيعتي، قبل أن أبقى قطة إلى الأبد...
...في اللحظة التي لمست فيها يد الأمير رأسي، شعرت بقشعريرة خفيفة تسري في جسدي الصغير. لم أكن متأكدة إن كان ذلك بسبب لمسته المفاجئة، أم بسبب الهيبة التي أحاطت به....
..."إنها هادئة جدًا، على غير عادة القطط." تمتم الأمير وهو يرفعني بين يديه، ونظر إليّ بعينيه العسليتين الحادتين....
...حاولت التملص للحظة، لكنني توقفت حين أدركت أن أي تصرف أحمق قد ينتهي بي خارج القصر. عليّ أن أكون حذرة، وأن أتصرف كما يجب… حتى أكتشف كيف أعود إلى طبيعتي....
..."مولاي، السلطان يطلب رؤيتك،" قاطع أحد الحراس لحظة الصمت....
...نظر الأمير إليّ للحظة أخرى، ثم حملني معه دون تردد وهو يسير خارج الغرفة. كنت أتوقع أن يتركني هنا، لكنه أخذني معه؟ ماذا يعني هذا؟...
...وصلنا إلى قاعة كبيرة مزينة بأفخم الزخارف الذهبية والسجاد الأحمر المطرّز، وكان في المنتصف يجلس رجل ذو لحية خفيفة وملامح صارمة، إلا أن عينيه كانتا تلمعان بحكمة لا يمكن إنكارها. كان السلطان....
..."هل هذه هي القطة التي وجدتموها في الحدائق؟" سأل بصوت هادئ لكنه يحمل قوة لا يستهان بها....
..."نعم، والدي." أجاب الأمير بانحناءة بسيطة، ثم رفعني قليلاً ليتمكن السلطان من رؤيتي....
...نظر إليّ السلطان نظرة عميقة، وكأنه يحاول اختراق أفكاري. للحظة، شعرت وكأنه يعرف سري… وكأن عينيه تخبراني أنه يعلم أنني لست مجرد قطة عادية....
..."هناك شيء غير طبيعي بشأنها…" تمتم السلطان وهو يميل للأمام قليلاً، ثم ابتسم ابتسامة غامضة. "حافظ عليها، يا ابني. أشعر أن هذه القطة قد تجلب لك الحظ."...
...تجلب له الحظ؟! ماذا يعني بذلك؟!...
...شعرت أنني دخلت في لعبة خطيرة دون أن أعرف قواعدها، لكن الشيء الوحيد الذي كنت متأكدة منه هو أن بقائي مع الأمير قد يكون فرصتي الوحيدة للنجاة… وربما للعودة إلى طبيعتي....
... ...
...---------------...
ادا اعجبتكم رواية ماتنسو تحطو لايك وإذا كان في أخطاء أخبروني 😍
اشكر كل من شاهد هذه الرواية💝😄
– الليلة الأولى في القصر
بعد لقاء السلطان، حملني الأمير بين يديه وسار في ممرات القصر الطويلة بصمت. كان جسدي الصغير يتأرجح مع كل خطوة، لكنني كنت مشغولة بالتفكير فيما قاله السلطان. "تجلب له الحظ"؟ ماذا كان يقصد بذلك؟
توقف الأمير أمام باب ضخم، ثم دفعه بهدوء، ليكشف عن غرفة واسعة ذات شرفة مفتوحة تطل على الحدائق الملكية. كانت الغرفة مليئة بالستائر الحريرية، والأثاث الفاخر، ولكن أكثر ما لفت انتباهي كان السرير الكبير المزخرف بالذهب.
"ستبقين هنا." قال الأمير بصوت هادئ وهو يضعني فوق وسادة مخملية قريبة من المدفأة.
نظرت إليه بدهشة. هل… هل هذا يعني أنني سأكون قطة الأمير الخاصة؟ لم أكن متأكدة إن كان هذا أمراً جيداً أم سيئاً، لكن على الأقل، هذا يعني أنني لن أُطرد إلى الشوارع.
جلس الأمير على كرسي قريب، ثم أخرج مجموعة من الأوراق وبدأ في قراءتها بتركيز. نظرت إليه مطولاً… كان يبدو أصغر مما توقعت، ربما في منتصف العشرينات، لكن هالته كانت هالة شخص اعتاد القيادة والسيطرة.
شعرت بالتعب، فلففت جسدي الصغير على الوسادة الناعمة، وأغمضت عيني. لم أكن أدرك كم كنت منهكة حتى بدأ النعاس يسحبني إلى عالم آخر. لكن قبل أن أغفو تمامًا، سمعت الأمير يتمتم بصوت منخفض:
"ما سرّك، أيتها القطة الصغيرة؟"
لو كنت أستطيع التحدث، لكنت صرخت: "أنا لست قطة!" لكن كل ما خرج مني كان مواءً ناعماً قبل أن أغرق في النوم.
—
في منتصف الليل، استيقظت على صوت حركة خفيفة في الغرفة. فتحت عيناي بحذر، ولمحت الأمير واقفًا عند الشرفة، يتأمل السماء المضاءة بالقمر. كان جسده مشدودًا، وكأنه غارق في أفكار ثقيلة.
لسبب ما، لم أستطع منع نفسي من النهوض. تقدمت نحوه بخطوات هادئة، ثم قفزت برشاقة وجلست بجانبه. التفت إليّ ببطء، وعلى وجهه نظرة دهشة خفيفة.
"أنت مستيقظة؟" تمتم بصوت ناعس.
لم يكن بإمكاني الإجابة، لذا اكتفيت بالتحديق في السماء معه. كانت ليلة جميلة… لكنني شعرت أنني عالقة في حلم غريب لا أستطيع الاستيقاظ منه.
"إن كنتِ حقاً تجلبين الحظ، فربما عليكِ البقاء معي لفترة أطول."
لم أدرك حينها أن هذه الجملة ستكون بداية قدري الجديد بجانب الأمير… وأن هذه الليلة ستكون مجرد بداية لسلسلة من الأحداث التي ستغير كل شيء.
—
في الصباح الباكر، استيقظت على صوت خفيف عند الباب. فتحت عينيّ بتكاسل، فرأيت إحدى الخادمات تدخل بهدوء وهي تحمل صينية فضية عليها وعاء من الحليب وبعض الفواكه. عندما رأتني جالسة فوق الوسادة المخملية، انحنت برفق وقالت بصوت هادئ:
"صباح الخير، أيها المخلوق الصغير."
نظرت إليها بفضول، لكنها وضعت الوعاء أمامي وكأنها تتوقع مني أن أشرب. للحظة، شعرت بالإهانة – فأنا لست قطة حقًا! لكن معدتي كانت تتلوى جوعًا، ولم يكن لدي خيار سوى الانحناء ولعق الحليب برشاقة.
خلال ذلك، سمعت الباب يفتح من جديد، ودخل الأمير بوقفته المهيبة المعتادة. كان يرتدي رداءً أسودَ مطرّزًا بخيوط ذهبية، مما زاد من هالته الملكية. اقترب مني ببطء، ثم جلس على المقعد المقابل لي.
"يبدو أنكِ بدأتِ تتأقلمين." قال بصوت هادئ، بينما راقبني بعينين متمعنتين.
لم أكن أعرف كيف أرد عليه، لذا اكتفيت بلعق الحليب بصمت. لكنه لم يكن بحاجة إلى ردٍّ مني، فقد كان منشغلًا بالتفكير في شيء آخر.
"يبدو أن والدي يجدكِ مثيرة للاهتمام."
توقفت للحظة، ثم نظرت إليه باستغراب. لم أكن أتوقع أن يكون السلطان مهتمًا بي إلى هذه الدرجة… لكن ما يقلقني هو السبب.
"يقول إنكِ تحملين طاقة مختلفة عن باقي الحيوانات… وكأنكِ خُلقتِ لهدف معين."
تشنج جسدي قليلاً. هل يمكن أن يكون السلطان قد شعر بحقيقتي؟ هل يمكن أن يعرف أنني كنت إنسانة قبل أن أتحول إلى قطة؟
لم أستطع التفكير كثيرًا، لأن الأمير مدّ يده فجأة وربّت على رأسي برفق.
"مهما يكن، يبدو أنني مضطرٌّ للاعتناء بكِ من الآن فصاعدًا."
حدّقت إليه بدهشة… هل يعني هذا أنني سأظل قطة للأبد؟ لا، هذا لا يمكن أن يحدث! يجب أن أجد طريقة لاستعادة جسدي الحقيقي. لكن كيف؟
—
في المساء…
بينما كنت أجلس على أريكة ناعمة في غرفة الأمير، دخل أحد الحراس بخطوات متسارعة وانحنى أمامه.
"مولاي، السلطان يطلب حضورك فورًا إلى القاعة الكبرى."
لمعت عينا الأمير بحدة، ونهض من مكانه بسرعة. لم أفهم سبب الجدية المفاجئة، لكن فضولي كان أقوى من خوفي. عندما خرج الأمير، تسللت خلفه بصمت، حريصة على ألا يلاحظني أحد.
عندما وصلت إلى القاعة الكبرى، اختبأت خلف أحد الأعمدة، ونظرت إلى المشهد أمامي. كان السلطان جالسًا على عرشه، وإلى جانبه رجل غريب يرتدي عباءة داكنة، تنبعث منه هالة غامضة.
"هذه القطة…" قال الرجل بصوت منخفض وهو يحدّق بي مباشرة. "إنها ليست قطة عادية."
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي الصغير… من هذا الرجل؟ وكيف عرف حقيقتي؟!
—
✨😍
– الحقيقة التي تقترب
في اللحظة التي نطق فيها الرجل الغامض بتلك الكلمات، تجمدت في مكاني. لم يكن مجرد تخمين عشوائي—لقد كان متأكدًا أنني لست قطة عادية. حاولت التراجع للخلف، لكن نظرات الجميع كانت موجهة نحوي الآن.
الأمير ضيّق عينيه ونظر إلى الرجل بشك. "ماذا تعني بذلك؟"
ابتسم الرجل الغريب ابتسامة صغيرة، ثم انحنى قليلًا للسلطان. "أعني أن هذه القطة تحمل طاقة غير مألوفة… أشعر أن روحها ليست مجرد روح حيوان."
شعرت بصدري يضيق… هل هذا يعني أنه يعرف حقيقتي بالكامل؟ لا، هذا لا يمكن!
"مجرد قطة." قال الأمير بصوت حاد، وكأنه يحاول إنهاء الحديث. لكن السلطان، الذي كان يراقبني بصمت طوال الوقت، رفع يده وأشار لي بالاقتراب.
ترددت للحظة… هل يجب أن أذهب؟ لكن قبل أن أقرر، وجدت قدماي تتحركان من تلقاء نفسي. وكأن هناك قوة خفية تدفعني للأمام.
"تعالي، أيتها الصغيرة." قال السلطان بصوت منخفض، لكن فيه نبرة آمرة لا تحتمل الرفض.
قفزت إلى الدرجات القليلة أمام العرش، وجلست هناك، محاوِلة أن أبدو طبيعية قدر الإمكان. السلطان مدّ يده، ولمست أصابعه ذقني بلطف، مما جعل جسدي يقشعر بالكامل.
"غريب…" تمتم، وعيناه تنظران إليّ بعمق. "هناك شيء فيكِ… وكأنكِ تفهمين كلامي أكثر من اللازم."
لقد فهمت كلامه بالفعل، لكن لم يكن بإمكاني الاعتراف بذلك!
الرجل ذو العباءة ابتسم ابتسامة غامضة. "إذا سمح لي مولاي، أود تجربة شيء."
رفع يده ببطء، وتألقت أطراف أصابعه بضوء خافت. لم أكن أعرف ما الذي ينوي فعله، لكن كل خلية في جسدي أخبرتني بأن هذا خطر!
"توقّف." قاطع الأمير فجأة، بصوت بارد كالجليد. تحرك واقترب مني، ثم انحنى والتقطني بين يديه. شعرت بالدفء في حضنه، وكأنني كنت آمنة أخيرًا. "لن أسمح لك باستخدام سحرك على حيواني الأليف."
الرجل الغريب ضحك بخفة، ثم أنزل يده. "كما تشاء، أيها الأمير. لكني متأكد أن هذه القطة ستكشف عن سرها قريبًا."
السلطان لم يقل شيئًا، لكنه استمر بالنظر إليّ وكأنه يدرسني. أخيرًا، أشار بيده وقال: "يمكنك الذهاب الآن."
الأمير لم يتردد. حملني وغادر القاعة بسرعة، دون أن يلتفت للخلف. لكنني كنت أعلم… أن هذه لم تكن النهاية.
لقد أصبحت في خطر أكبر مما توقعت.
عندما عدنا إلى جناح الأمير، وضعني على الأريكة، ثم جلس على الكرسي المقابل، واضعًا يده على ذقنه. كان يحدق بي بصمت، وكأن عقله كان يحاول حلّ لغز معقد.
"ما أنتِ بالضبط؟"
سؤاله اخترقني كالسيف. شعرت بأنفاسي تتسارع… لم يكن هذا مجرد شك عابر، لقد بدأ يلاحظ الأمور الغريبة عني.
"أنا قطة، بالطبع." تمنيت لو كنت أستطيع قول ذلك، لكن بدلًا من ذلك، كل ما خرج مني كان مواءً صغيرًا.
الأمير لم يبتسم، ولم يبدو مقتنعًا. "في القاعة… لقد كنتِ خائفة من ذلك الرجل."
شعرت بقلبي الصغير ينبض بسرعة. هل لاحظ ذلك أيضًا؟ حاولت التظاهر بالهدوء، فلعقت كفّي كما تفعل القطط العادية. لكنه لم يتزحزح عن مكانه، ولا عن شكوكه.
بعد لحظات من الصمت، تنهد الأمير وأدار رأسه نحو النافذة. "أتعلمين؟" قال بصوت منخفض، "في هذا القصر، كل مخلوق لديه سر… وأنا لا أحب الأسرار التي لا أفهمها."
كلماته جعلتني أشعر بقشعريرة. هل كان ذلك تهديدًا؟ أم مجرد ملاحظة عابرة؟
لكن شيء واحد كان مؤكدًا—الأمير لم يعد يراني كقطّة عادية بعد الآن.
وهذا قد يكون خطيرًا جدًا…
—شكرا جزيلا لكل من قرأ هذه رواية 🍯😭💋
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon