المشهد الأول – (ليل – شقة أبانوب)
المكان مظلم إلا من ضوء شاشة الكمبيوتر. يجلس "أبانوب" أمام الشاشة، يتنقل بين الصفحات دون هدف، عيناه شاردتان، وسيجارة تحترق بين أصابعه دون أن ينتبه. يبدو وكأنه يبحث عن شيء لكنه لا يعرف ما هو. في الخلفية، صوت فيروز يغني بصوت خافت...
أبانوب (بصوت داخلي – مونولوج):
"عمري ما كنت عارف أنا بدور على إيه… كل البنات اللي عرفتهم قبل كده كانوا بيحبوني، بس أنا عمري ما كنت بحب بجد… كنت باخد الحب لعبة، وكل مرة كنت بفتكر إني خلاص هتغير، كنت برجع لنفس الشخص…"
تتغير الموسيقى في الخلفية، يطفئ السيجارة بعصبية، ثم يفتح صفحة على الفيسبوك ويبدأ في كتابة رسالة لشخص مجهول…
---
المشهد الثاني – (فلاش باك – ماضي أبانوب وحبه الأول عبر الشاشة)
(إضاءة خافتة – شقة أبانوب – عام 2018)
يجلس أبانوب أمام الكمبيوتر، عيناه متسمرتان على الشاشة. محادثة طويلة مفتوحة بينه وبين فتاة تدعى "نورا".
أبانوب (يقرأ رسالتها بصوت عالٍ):
"مش مهم إني مشوفتكش، المهم إني حاسة إنك أقرب حد ليا… أنا بجد بحبك، وحاسة إني عمري ما هلاقي حد يفهمني زيك."
يتنهد أبانوب، ينظر إلى صورتها التي لم تكن سوى صورة رمزية، صورة لفتاة تنظر إلى البحر. لم يرها قط، لم يسمع صوتها، لكن قلبه كان ينبض لها.
أبانوب (بصوت داخلي – مونولوج):
"كنت بفكر… ينفع الواحد يحب حد من ورا شاشة؟ ولا دي كانت مجرد أوهام؟"
تمر الأيام، المحادثات تزداد، المشاعر تكبر، لكن فجأة…
(إضاءة شاشة الكمبيوتر تنطفئ فجأة – صوت رسالة يظهر – ثم صوت إشعار بالحظر… نورا اختفت.)
وجه أبانوب يتجمد، قلبه يسقط في الهاوية، يحاول مراسلتها، لكنها غير موجودة… كأنها لم تكن أبدًا.
---
المشهد الثالث – (ماضي أبانوب – تريزا، الفتاة التي أحبته بجنون)
(كافيه – إضاءة خافتة – طاولة يجلس عليها "أبانوب" و"تريزا")
تريزا فتاة تكبره بثلاث سنوات، ليست الأجمل، لكنها كانت تعشقه… كانت تنظر إليه كما لو كان عالمها بأكمله.
تريزا (بابتسامة خجولة):
"تحب أشوفك كل يوم، بس بحس إنك بتبعد عني…"
أبانوب (بلامبالاة):
"مش كده، بس أنا مشغول شوية."
كان يعرف أنها تحبه بجنون، وكان يعرف أنه لا يشعر بأي شيء تجاهها. كان يواعدها لأنه فقط كان يستمتع بفكرة أن هناك من يموت لأجله… لكنه لم يكن يرى فيها حلمه… كان يلعب بها، كما فعل مع كثيرات.
وبعد شهور من العذاب… تركها. هكذا، دون أسباب، دون تفسير. كأنها لم تكن شيئًا في حياته.
---
المشهد الرابع – (ماضي أبانوب – ديانا، الصديقة الأقرب لكن ليست "استايله")
(حي شعبي – شارع مزدحم – أبانوب يسير بجوار "ديانا")
ديانا (ضاحكة):
"أنت عارف إنك أغبى شخص عرفته في حياتي؟"
أبانوب (مبتسمًا):
"ليه بقى؟"
ديانا:
"عشان بتهرب من أي حد يحبك بجد."
أبانوب:
"ما بهربش، بس مش أي حب ينفع يكون علاقة."
ديانا كانت أجمل روح قابلها، لكنها لم تكن "استايله"، لم يكن يراها فتاة يمكن أن يكون معها. ورغم أنها كانت أقرب صديقة له، إلا أنه تركها… ومرت الأيام، وذهبت ديانا دون عودة.
---
المشهد الخامس – (ماضي أبانوب – ميلو، الفتاة التي سلمته نفسها)
(غرفة نوم – ضوء خافت – أبانوب يجلس على السرير، يمسك هاتفه، يتحدث مع "ميلو")
ميلو (بصوت محموم عبر الهاتف):
"بحبك بجنون، ومستعدة أعمل أي حاجة عشانك."
كانت تكبره، كانت ناضجة، لكنها كانت ضعيفة أمامه. كانت تهديه روحها، وكانت تحلم أن يكون لها… لكنها لم تكن تعلم أنه كان يراها مجرد تجربة، مجرد شيء يمر في حياته ثم يختفي…
وبعد أشهر من العلاقة المشبوهة، تركها. وكأنها لم تكن شيئًا.
---
المشهد السادس – (العودة إلى الزمن الحاضر – صدفة اللقاء الأول بين أبانوب وتينا)
(شارع مزدحم – مكتبة – تينا تبحث عن كتاب على أحد الرفوف، يد تمتد لنفس الكتاب… ترفع رأسها، تلتقي عيناها بعيني أبانوب.)
تينا (باندهاش):
"أنت كمان بتحب الكتاب ده؟"
أبانوب (مبتسمًا):
"واضح إننا بنحب نفس الحاجات."
لحظة صمت طويلة، ثم ابتسامة خفيفة، ثم بداية قصة لم يكن يتخيل أي منهما كيف ستنتهي…
---
نهاية الحلقة الأولى
(لقطة مقربة على وجه أبانوب، نظرة غامضة، وكأن القدر يهمس له بشيء لا يعرفه بعد… الشاشة تصبح سوداء، ويظهر عنوان الحلقة القادمة: "اللقاء الذي غير كل شيء.")
اللحظة اللي غيرت كل حاجة
المشهد الأول – المكتبة / اللحظة الأولى
(المشهد يبدأ من اللحظة اللي عيونهم اتقابلت فيها لأول مرة… أبانوب واقف قدام تينا في المكتبة، ماسك الكتاب اللي كانت بتدور عليه. اللحظة كانت غريبة، كأن الزمن وقف للحظات، قبل ما تينا تمد إيدها بخجل عشان تاخد الكتاب.)
تينا (بابتسامة مرتبكة):
"شكراً… أنا كنت بدور عليه من فترة."
أبانوب (بهدوء، لكن عيونه فيها فضول):
"واضح إن عندك ذوق حلو في الكتب."
(تينا بتاخد الكتاب، وبتبص له لحظة كأنها بتحاول تفهمه. كانت حاسة بحاجة غريبة، إحساس مش مفهوم، لكن في نفس الوقت مريح.)
تينا:
"وأنتَ كمان بتحب النوع ده من الروايات؟"
(أبانوب بيبتسم، وبيحرك كتفه كأنه مش متأكد.)
أبانوب:
"مش دايماً… بس بحب أقرأ أي حاجة جديدة."
(لحظة صمت بينهم، بس مش صمت ممل… كان فيه حاجة في الجو بينهم، إحساس غريب أول مرة يحسوه، كأنها مش مجرد صدفة.)
---
المشهد الثاني – خروجهما من المكتبة / أول محادثة حقيقية
(بعد ما خلصت تينا تسوّق الكتب، طلعوا مع بعض بره المكتبة من غير ما يخططوا، كأنهم كانوا متفقين من غير ما يتكلموا.)
تينا (بابتسامة):
"أنا دايماً بتيجي المكتبة دي، بس أول مرة أشوفك هنا."
أبانوب (بصوت هادي، لكنه بيمسح إيده في بعض بحركة لا إرادية تدل على التوتر):
"يمكن لأن دي أول مرة أجي هنا من زمان."
(تينا بتبص له لحظة، وكأنها حاسة إنه مش شخص عادي، كأن فيه حاجة وراه… قصة مش واضحة لسه.)
تينا:
"أنا بحب الناس اللي بتحب الكتب… بس مش بحب اللي بيدّعوا إنهم بيحبوها عشان بس يبانوا مثقفين."
(أبانوب بيضحك بخفة، وده كان أول مرة تينا تسمع ضحكته، كان دافئ وغريب، مش ضحكة مزيفة.)
أبانوب:
"لا تقلقي، أنا مش بحاول أبهر حد… حتى لو كنت بحب أقرأ، مش معنى كده إني مثقف."
(تينا بتبتسم، وكأنها لأول مرة تحس براحة مع حد غريب.)
---
المشهد الثالث – على كوبري النيل / بداية التقارب
(بعد المكتبة، لسبب مجهول، لقوا نفسهم ماشيين سوا من غير تخطيط. الكوبري كان هادي، والجو كان فيه نسمات خفيفة.)
تينا (بصوت هادي وهي بتبص للنيل):
"عارف؟ دايماً بحس إن النيل بيشيل أسرار كتير… حاجات الناس بتقولها من غير ما حد يسمعها، وهو الوحيد اللي بيحفظها."
(أبانوب بيبص لها باهتمام، وكأنها قالت حاجة لمسِت جوّاه حاجة ماكانش عارف إنها موجودة.)
أبانوب:
"يمكن عشان كده الناس بتحب تقعد هنا… بتحس إنها بتتكلم مع حد بيسمعها بدون ما يحكم عليها."
(لحظة صمت بينهم، لكن مش صمت غريب… كان صمت مريح، كأنهم فهموا بعض من غير كلام.)
---
المشهد الرابع – لحظة الإدراك الأولى
(تينا بتاخد نفس عميق، وبتبص لأبانوب.)
تينا:
"أنتَ شخص غريب، بس غريب بطريقة مريحة… كأنك بتخبّي حاجة، بس مش عايز حد يكتشفها."
(أبانوب بيبص لها لحظة، وقلبه دق بطريقة مختلفة. كان عارف إنه مش سهل حد يقرأه، لكنه لأول مرة حس إن في حد قدر يخترق جدرانه بدون ما يحاول.)
أبانوب (بنبرة هادية لكن غامضة):
"وإنتِ… أول مرة تقولي الجملة دي لحد؟"
(تينا بتضحك بخفة، وبتبص للنيل، وكأنها مش عايزة تجاوب.)
---
المشهد الأخير – مشهد فاصل ومفاجأة غير متوقعة
(بعد الليلة دي، كل واحد منهم راح بيته، لكن المفاجأة كانت إن أبانوب بعد ما وصل، لقى طلب صداقة على فيسبوك… من تينا.)
(الكاميرا تركز على وشه وهو بيبص للموبايل، وابتسامة خفيفة بتظهر على وجهه لأول مرة من فترة طويلة.)
أبانوب (بصوت داخلي):
"يا ترى دي صدفة… ولا بداية حاجة هتقلب حياتي؟"
(المشهد ينتهي على لقطة شاشة الموبايل، وصورة طلب الصداقة ظاهرة، مع ضوء شاشة الموبايل اللي بينعكس على وش أبانوب… لحظة إدراك إن حياته مش هتفضل زي ما هي.)
نهاية الحلقة الثانية – مشهد فاصل.
(انتظروا الحلقة القادمة… هل الصدفة كانت بريئة؟ أم إن القدر كان مُجهِّز حاجة أكبر؟)
ماضي تينا
المشهد الأول – محادثة منتصف الليل
(المشهد يبدأ بمكتب أبانوب، النور خافت، شاشة اللابتوب مفتوحة على فيسبوك. أبانوب بيبص على طلب الصداقة اللي وصل له من تينا. بيبتسم بخفة، وبياخد نفس عميق قبل ما يضغط "قبول". في نفس اللحظة، بتوصله رسالة منها.)
تينا:
"إنت طلعت شخصية مش سهلة، عارف إزاي تخلي الواحد يفكر فيك حتى لو كان مش عايز."
(أبانوب بيضحك بخفة، وبيرد بسرعة.)
أبانوب:
"وإنتِ؟ ماقلتيليش، إيه اللي خلاكِ تضيفيني بعد ما كنتِ مقررة إني مجرد زائر في حياتك؟"
(لحظات صمت... تينا بتبص للشاشة، عقلها بيرجع بيها لورا. بتاخد نفس عميق، وبتقرر تحكي.)
---
المشهد الثاني – البداية الحزينة / ماضي تينا
(المشهد بينتقل لفلاش باك – صوت تينا وهي بتحكي بيغطي المشاهد اللي بتتعرض.)
تينا (بصوت هادئ لكنه مليان شجن):
"زمان كنت بفكر إن الحب أبسط حاجة في الدنيا... كنت صغيرة، وقلبي مفتوح لأي حد يقدر يقول كلمتين حلوين ويخليني أحس إني مميزة."
(لقطة لتينا في سن المراهقة، قاعدة في المدرسة مع بنت صاحبتها، وبتحكي لها عن أول حد حسته قريب منها.)
تينا (تكمل):
"كنت بحب واحد، أو كنت فاكرة إني بحبه. كان بيقولي كلام يخلي قلبي يرقص، كان أول حد يخليني أحس إن وجودي فارق. بس فجأة... بدون مقدمات، اختفى. مسحني من حياته كأني مجرد رقم غلط."
(لقطات متتابعة: تينا قاعدة في أوضتها، ماسكة موبايلها ومستنية رسالة مش هتيجي. بعد أيام، بتلاقيه منزل صور مع واحدة تانية.)
تينا (بضحكة حزينة):
"ساعتها استوعبت إن مش كل الناس اللي بتضحك في وشك بتحبك... وإن فيه ناس بتدخل حياتك بس عشان تضيف وجع جديد لقلبك."
---
المشهد الثالث – التجربة اللي غيرتها
(المشهد بينتقل لمرحلة متقدمة، تينا بقت أكبر شوية، واقفة في كافيه مع شاب تاني. بيبان عليه الاهتمام، لكنه مش مرتاح، كأنه بيحاول يخبي حاجة.)
تينا (تكمل وهي تكتب لأبانوب):
"بعده بكم سنة، قابلت واحد تاني، بس المرة دي كنت فاكرة إني أذكى... قلت مش هدي قلبي بسهولة. بس المشكلة إن فيه ناس بتعرف إزاي تخليك تصدق الكدبة اللي هم عايزينك تصدقها."
(لقطة سريعة: الشاب بيحلف لها إنه بيحبها، لكنها بعد فترة تكتشف إنه كان مرتبط بوحدة تانية طول الوقت.)
تينا:
"كنت مجرد خيار إضافي... زي لعبة احتياطية بيرجع لها وقت ما يحب."
---
المشهد الرابع – القرار
(المشهد يرجع للوقت الحالي، تينا بتبص في شاشة الموبايل، وبتكتب آخر جملة.)
تينا:
"عشان كده، بقت عندي قاعدة... الحب مش لكل الناس، والناس مش كلها تستحق إنك تحبها."
(أبانوب بيقرأ كلامها، وبيبص قدامه بتفكير. بيكتب ببطء.)
أبانوب:
"بس ساعات... اللي بنخاف منه هو أكتر حاجة بتقدر تغير حياتنا."
(تينا بتتأمل كلامه، لكن قبل ما ترد، بتقفل الشات... تاركة أبانوب مع تساؤلاته.)
هل الماضي بيكون ليه تأثير علينا ولا مجرد وقت وعدي مش بتفكر نرجعله تاني مهما حصل لكن مع الحكايه دي سنكتشف أن ماضي كل واحد فينا بيطارده وممكن كمان يرجع بهيئه عقاب ميقدرش ينساه ولا يتخطاه مهما حصل
"الماضي اللي سايب أثر مش بيموت"
الماضي... الكلمة اللي بنحاول ندفنها كل يوم، لكنها بتفضل تطلع لنا في أضعف لحظاتنا. كلنا عندنا ماضي، وكل واحد فينا شايل جواه حكايات، ناس مرت في حياته وسابوا أثر، لحظات كانت البداية لحاجات إحنا مشينا فيها بعيون مقفولة، ووجع فضل معانا رغم إننا قولنا "أنا نسيته."
الماضي مش مجرد ذكريات، ده صوت بيصحى مع كل مكان كنا فيه قبل كده، كل أغنية كنا بنحبها وقتها، كل طريق مشينا فيه وإحنا مكسورين. الماضي بيتكلم معانا في أوقات هدوءنا، لما نكون لوحدنا، ويفضل يسألنا: "إنت بجد نسيتي؟" "إنت فعلًا كملت حياتك؟"
في ناس دخلوا حياتنا فجأة، وسابوا علامة مش بتمسحها الأيام. في لحظات كنا فيها في قمة سعادتنا، لكن بعدها عرفنا إن اللحظات دي كانت البداية لحزن مكنّاش متوقعينه. في وعود اتقالت، في كلام كان بيدينا أمل، لكن مع الوقت اتحول لخناجر بتوجع كل ما نفتكره.
بس الغريب، إن مهما حاولنا نهرب، الماضي مبيعرفش ينتهي. هو مش حاجة بنقدر نحطها في درج ونقفل عليه. هو بينعكس في تصرفاتنا، في اختياراتنا، في خوفنا من إننا نكرر نفس الأخطاء، وفي شوقنا للحاجات اللي راحت. يمكن نكون بنمثل القوة، بنضحك وبنتكلم عادي، لكن جوه كل واحد فينا، فيه صفحة مش مقفولة، فيها حاجات لو اتفتحنا لها، ممكن ترجعنا للوجع من جديد.
بس يمكن المشكلة مش في الماضي نفسه... المشكلة فينا، في إننا مش عارفين نسامح نفسنا على اللي فات. مش عارفين نتصالح مع اللحظات اللي كسرتنا، ومع القرارات اللي خدناها وإحنا مش فاهمين وقتها الصح من الغلط. يمكن الحل مش في النسيان، لأن مفيش حد بينسى بجد، لكن في إننا نتصالح مع اللي حصل، نتقبله كجزء مننا، ونعرف إننا لسه عايشين... ولسه قدامنا فرصة نكتب حكايات جديدة، بدل ما نفضل أسرى لذكريات بقت مجرد أشباح بتطاردنا.
الماضي مش هيموت... لكنه مش لازم يفضل مسيطر علينا.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon