...استمتعوا ...
..."...أنتِ."...
...ظهر صوت مبحوح في رؤيتي الضبابية المليئة بالذهول....
...حاولت الرد على النداء الضعيف، لكن بدلًا من ذلك، خرجت شهقة مصحوبة بدماء حمراء متدفقة....
...مددت يدي المرتجفة نحو الأمام، متلمسة في الظلام....
...قبل لحظات فقط، كان قلبه مثقوبًا بالكامل، لكنه الآن عاد كما لو لم يُصب أبدًا....
...لقد نجا....
...أما أنا، فسأموت....
...رغم أن حواسي بدأت تتلاشى، إلا أنني بالكاد حركت شفتيّ....
..."أنا سعيدة... لأنك بخير."...
...ترى، هل سمعني جيدًا؟...
...لم يخرج صوتي، لذا لم أكن متأكدة....
...وربما لم تعد أذناي تعملان بشكل صحيح بعد الآن. ومع ذلك، استطعت أن أرى من خلال رؤيتي الباهتة أن عينَي الرجل قد اتسعتا قليلًا....
...'آه، لم أكن أعلم أنك تستطيع إظهار مثل هذا التعبير أيضًا.'...
...كان وجهك دائمًا باردًا وقاسيًا لدرجة أنني نسيت أنك تملك مشاعر....
...كان لدي الكثير لأقوله....
...'بما أن هذه هي النهاية، عليّ أن أقول كل شيء قبل أن أرحل.'...
...فتحت شفتيّ ببطء. لم أكن متأكدة مما إذا كنت أنطق بالكلمات بشكل صحيح، لأنني لم أعد أسمع شيئًا....
..."أعلم أنك لا تحب أن أتكلم، لكن اسمعني هذه المرة، لأنني لن أتمكن من التحدث مجددًا."...
...كانت عينا والدي قد اتسعتا بشكل واضح....
...'ربما يشعر بالفخر لأنني أصبحت ناضجة بما يكفي لأدرك وضعي؟'...
...رفعت زاوية شفتيّ بصعوبة....
...تمنيت لو كنت أبتسم بشكل جيد. ثم بدأت بالكلام ببطء....
...في الحقيقة، شعرت بالكثير من الحزن....
...كنت أرغب في مناداتك بـ 'أبي'....
...كنت أتمنى أن تمدحني مرة واحدة على الأقل....
...أردت السفر معك....
...أردت أن تأتي إلى حفل تخرجي من الأكاديمية....
...ربما كنتُ ابنة مخزية بالنسبة لك، لكن......
...مع ذلك......
...كنت ممتنة لأنك لم تتخلَّ عني رغم أنني كنت عبئًا غير نافع....
...كان هناك الكثير مما أريد قوله، لكن الوقت المسموح لي كان محدودًا....
...لذا اخترت كلماتي بعناية....
...ثم همست بها بصوت بالكاد يُسمع....
..."...الآن، انسَ أمري وعِش حياتك، أبي."...
...لقد سجنت نفسك في مختبرك لسنوات، معزولًا عن الجميع، فقط لإنقاذ ابنتك التي تعاني من مرض عضال....
...وحتى وأنت منعزل، كنت دائمًا بجانبي كلما ساءت حالتي....
...لذلك، لم أستطع حتى أن ألومك....
...بدأ بصري يتلاشى تمامًا....
...ثم فقدت قدرتي على السمع أيضًا....
...في لحظاتي الأخيرة، تساءلت، ماذا يجب أن أقول؟...
...وبعد تفكير طويل، فتحت فمي ببطء....
..."أنا آسفة... لأنني كنت ابنتك."...
...لو لم أكن موجودة، لكنتَ حرًا، وكنتَ قادرًا على تحقيق أشياء عظيمة....
...هل كان المطر يتساقط؟ خدي كان مبللًا....
...لكننا في الداخل، أليس هذا غريبًا؟...
...وفي النهاية، تلاشت كل أحاسيسي، وغرق عقلي في الظلام....
..."...لا تفعلي."...
...سمعت صوتًا ضعيفًا....
...آخر ما رأيته كان ضوءًا ذهبيًا يحيط بي....
...حتى عندما لم أعد أرى أي شيء، كان ذلك الضوء لا يزال يتوهج بشكل غريب ومشرق....
...وفي يوم ميلادي السادس عشر، هكذا متُّ....
...****...
...رعشة....
...شعرت ببرودة تخترق جلدي، ففتحت عينيّ على الفور....
...رأيت سقفًا مألوفًا ولكنه غريب بعض الشيء، لامعًا أكثر مما كنت أذكره....
...'...ما هذا؟'...
...لقد متُّ للتو....
...استخدمت آخر طاقتي لإنقاذ والدي، الذي كان قلبه مخترقًا....
...'تلك القدرة اللعينة.'...
...غريزيًا، سحبت اللحاف حتى عنقي وبدأت أفكر في مرارة....
...لماذا كان على الآخرين أن يحصلوا على قوى خارقة مثل التحكم في النار والطيران، بينما أنا حصلت على قدرة عديمة الفائدة؟...
...'حسنًا... والدي كان نبيلًا لكنه امتلك قدرة ليس لها أهمية أيضًا.'...
...سيكون من الغريب لو وُلدت أنا بقدرة قوية....
...'لكن... هل كنت أملك المزيد من طاقة الحياة؟'...
...لم أكن أعتقد أنني سأنجو....
...كنت متأكدة أنني استخدمت كل طاقتي في ذلك الوقت....
...اعتقدت أنني كنت أودّع الحياة، ولهذا قلت كل تلك الكلمات المخزية......
...بمجرد أن تذكرت ذلك، شعرت بحرارة شديدة في وجهي....
...تدحرجت على السرير، ثم دفنت وجهي في راحتي يديّ....
..."...أوه؟"...
...ما هذا؟...
...شيء ما لا يبدو صحيحًا....
...ببطء، تحسست وجهي الصغير، الذي بدا طريًا وسلسًا....
...لم يمضِ وقت طويل حتى أدركت أن يديّ كانتا صغيرتين جدًا أيضًا....
...توقفت فجأة....
...بدأت أتحسس جسدي، ثم فتحت عينيّ على وسعهما....
..."ما... ما هذا؟!"...
...شهقت بينما نهضت من السرير فجأة، مما جعلني أفقد توازني وأقع جالسة....
...إنه منخفض....
...أنا أقصر بكثير مما ينبغي!...
...هل كان الثمن الذي دفعته مقابل استخدام قدرتي هو خسارة طولي؟!...
...شعرت بالذعر، فقفزت من السرير وتوجهت نحو مرآة طويلة مكسورة جزئيًا....
...وقفت أمامها، فقط لأحدق في انعكاسي بذهول....
..."...ماذا؟"...
...ما هذا....
...كنت في المرآة. ...
...بالطبع، أعلم أنه من الطبيعي ان ينعكس في المرآة. ...
...إن ما أريد أن أقوله هو......
...ما كنت أراه لم يكن وجهي البالغ من العمر 16 عامًا....
...بل كان وجهي عندما كنت في الخامسة!...
..."هذا سخيف، إنه حلم، اليس كذلك؟"...
...فتحت فمي ونظرت حولي في المرآة....
...بشرة شاحبة قليلا بدلا من اللون الأبيض....
...أيدي وأقدام ناعمة بدون ندبة واحدة....
...الخدين المتأرجحين الذين لم يفقدوا دهون الطفولة بعد....
...حتى لو كان عمرك 3 أو 4 سنوات، فأنت أقصر وأصغر بكثير من أقرانك ....
..."لا...؟"...
...كيف عشت على مدى السنوات ال 16 الماضية!...
...كيف مت!...
...لا أريد أن أعيش هذه الحياة الحزينة مرة أخرى!...
...هذا سخيف....
..."آه!"...
...في لحظة من الظلم والحزن الذي اجتاحني، انفجرت في البكاء....
...كم من الوقت مر وأنا أطلق العنان لبكائي؟...
...الشيء المؤكد هو أنه بعد وقت قصير من بدء البكاء، فُتح الباب فجأة....
......لا، أنا فقط بكيت للحظة....
...لا، كان يعتقد الناس أنني ميتة، فكنت أضع نفسي في حالة جدية وأتحدث عن وصيتي، وعندما فتحت عيني، عدت فجأة إلى طفولتي التي لا تحمل سوى ذكريات الشقاء....
..."......"...
..."......"...
...على أي حال، لم أكن أريد على الإطلاق رؤية تعبير وجه هذا الشخص هكذا....
...تعبير وجه يعكس بوضوح الارتباك....
..."...أبي؟"...
...عندما ناديته، اتسعت عيناه وحدّق بي....
...ظل متجمدًا في مكانه، ثم تجمد تعبيره وأخذ يحدق بي بنظرة قاسية....
..."...لماذا تبكين؟"...
...إنه بخير....
...إنه بصحة جيدة....
...رغم أن تعابيره لا تزال باردة، إلا أنه بدا أصغر سنًا بكثير....
...'إنه والدي... لكنه صحي هذه المرة.'...
...نظرت إليه للحظة، ثم ركضت نحوه وارتميت في حضنه....
...في جسد طفلة صغيرة، لم أتمكن من القفز بسهولة، مما جعله يلتقطني في ذراعيه على عجل....
..."أنتِ...!"...
...إنه دافئ....
...إنه حيّ....
...إنه ليس على وشك الموت....
..."...أبي."...
...لا، ربما هذا حلم....
...في الحقيقة، قد يكون كل هذا مجرد رؤية أو حلم قبل الموت، ومن المحتمل أن أستيقظ في أي لحظة....
...إذاً يجب أن أستمتع بهذه اللحظة قدر الإمكان الآن....
...ربما هذا هو آخر شيء سأراه قبل أن أموت: صدماتي وندمي....
...'نعم، الآن انتهى.'...
...لقد كنت أحتضن الأمور بما يكفي لأشعر بالرضا، والآن أصبح الوضع أفضل قليلاً....
...المشكلة هي أنه رغم أنني كنت احتضنه لفترة طويلة، إلا أنني لا أرى أي علامة على اقتراب نهاية حياتي....
...'هل يجب أن أتخلص من كل ما بقي من ندم لأولد من جديد؟'...
...هل يجب عليّ قول كل ما أحتاجه؟...
...ربما إذا لم أقل ما يجب قوله قبل موتي، لن أتمكن من الصعود إلى السماء....
..."أبي..."...
...اهتزت كتف أبي الذي كان يحتضنني عند سماع ندائي الصغير....
..."كنت فقط أريد أن أناديك هكذا مرة واحدة."...
..."......"...
...ماذا كنت أرغب في قوله بعد ذلك؟...
..."أتعلم، عش حياتك لأجلك، وليس لأجلي."...
..."......!"...
...لا، لماذا لساني قصير؟...
...أحيانًا يتسرب النطق من خلف فمي....
..."أنا حقًا بخير..."...
...لذا عِش حياتك....
...تمسكت بثبات بثياب أبي. كان لدي شيء أردت أن أخبره به حين كان في صحة جيدة....
..."آسف لأنني وُلدت."...
...كنت أعلم. كنت أعلم أنه لم يخرج من مختبره تحت الأرض من أجلي....
...لذا لو لم أكن موجودة، كان بإمكانك أن تعيش حياة أفضل....
...كنت ستبحث عن أدوية أفضل بعقلك اللامع، وكان بإمكانك أن تحظى بتقدير عائلتك....
...لن تضطر للعيش بعيدًا عنهم....
..."الآن، انساني وعيش سعيدًا..."...
...بدلاً من أن تضيع وقتك في محاولة علاج شخص مثلي....
...بعد أن قلت كل ما لدي، أغمضت عيني ببطء. كنت أعتقد أن شريط حياتي سيمر أمامي، ثم سيأتي ملك الموت ليأخذني....
...لكن... لم يأتِ شيء....
......هذا ليس عادلاً!...
... (\ (\ ...
... („• ֊ •„) ♡ ...
...━━━━━━O━O━━━━━━...
...– تَـرجّمـة: شاد. ...
...\~\~\~\~\~\~...
...End of the chapter...
...استمتعوا ...
...بعد أن هدأت الأمور، لم أستطع رفع رأسي من شدة الإحراج، ففضلت إغلاق عيني....
...'لم يعد لدي ما أقوله، فلماذا لا أذهب إلى العالم الآخر؟'...
...رجاءً، دعوني أرحل....
...أرجوكم!...
...خشخشة....
...رغم أنني كنت مغمضة العينين، شعرت بحركة شخص ما، فارتعبت على الفور....
...'آه، صحيح، ما زلت ممسكة بثيابه.'...
...أبي لم يكن يحب اقترابي منه في المقام الأول....
...لابد أنه انزعج، لذا سارعت بترك يده التي كنت متشبثة بها....
..."ما الذي تهذين به؟"...
...تجمدت عند سماع صوته البارد والمنخفض....
..."من قال لكِ هذا الكلام؟"...
..."...لا أحد."...
...ولكن... لم يكن يحبني....
...ربّاني بدافع الواجب فقط....
...حتى أنني لم أكن أجرؤ على مناداته بـ"أبي"، لأنني كنت عائقًا في حياته....
...'لو لم أكن موجودة... لكانت أمي على قيد الحياة الآن، أليس كذلك؟'...
...كان من الطبيعي أن يلومني أبي....
...كنت طفلة غير شرعية....
...ابنة مجهولة النسب، جلبها أبي فجأة مدعيًا أنها ابنته....
...بسببي، تقلصت مكانته أكثر داخل العائلة....
...وما زاد الطين بلة، أنني لم أكن سوى طفلة ضعيفة الجسد، بلا أي قدرات خاصة....
...لهذا، لم يكن أبي شخصًا يُحسب له حساب في المنزل....
...لطالما كان يُقال إن الابن الذي لا يملك قدرات عظيمة لا يمكن أن يكون سوى عديم الفائدة....
...ولكن أبي كان ذكيًا، فلو لم أكن موجودة، لكان قد نال اعتراف العائلة....
...'كان يجب أن يتخلص مني مبكرًا.'...
...لو أرسلوني للتبني في مكان آخر، لكان أحدنا على الأقل قد عاش حياة أفضل....
...لقد كرهته في الماضي، ولُمْتُه، وبكيت على حالي كثيرًا......
...لكن عندما سقط أبي مريضًا، أدركت الحقيقة....
...رأيت كمية الأبحاث والمستندات حول الأدوية العلاجية المخزنة في مختبره تحت الأرض....
...اكتشفت أنه كان يتحمل مسؤولية علاجي، وأنه أمضى وقتًا طويلًا في محاولة تطوير دواء لي....
..."علـ، على أي حال..."...
...لو لم أكن موجودة، لما كان عليه أن يجهد نفسه حتى يقع مريضًا......
...لحظة؟...
...اكتشفت مرض أبي عندما كنت في العاشرة....
...كان مرضًا عضالًا....
...لا اسم له، لا أسباب معروفة، لكنه كان ينتشر في أنحاء الإمبراطورية....
...مهلا....
...'... العلاج!'...
...هذا يعني أنني أستطيع إنقاذه، أليس كذلك؟...
...عندما بلغت الخامسة عشرة، تم تطوير علاج للمرض، لكن أبي أصيب به مبكرًا جدًا، وكان بالفعل على حافة الموت....
...لذا، حتى مع وجود العلاج، لم يكن بالإمكان إنقاذه....
...وكان عليّ أن أستخدم كل طاقة حياتي لعلاجه، مما جعلني غير قادرة على الاستفادة من قدرتي بشكل صحيح....
...'إذن، الآن يمكنني إنقاذه دون الحاجة إلى استخدام قدرتي!'...
...إذا أنقذت أبي، فسأعيش أكثر من ستة عشر عامًا على الأقل!...
...'لو تمكنت من إعطائه العلاج مبكرًا وغادرت العائلة بنضج ومسؤولية...'...
...عندها سيحصل أبي على مكانته من جديد، وسأصبح طفلًا رائعًا في نظر الجميع....
...'الاستقلال... هذا هو الحل!'...
...عادةً، يخضع عامة الشعب لاحتفال بلوغ سن الرشد في السابعة عشرة، لكن النبلاء قد يقيمون حفل بلوغ سن الرشد في سن الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة....
...وبما أن هذا الحفل يعني الاعتراف بالنضوج، فقد يكون الاستقلال خيارًا متاحًا لي......
...ابتسمت برضا وأومأت برأسي....
..."لا أعلم من قال لكِ هذا، لكن لا تحتفظي بهذه الأفكار السخيفة في رأسك."...
..."...ماذا؟"...
..."لم أكن أتوقع وجود أشخاص يتحدثون بهذه الحماقة بين الخدم..."...
...في الواقع، لم يكن أحد يزورني سوى أبي....
...الخادمات كنَّ يأتين مرتين في اليوم لإحضار الطعام، وهذا كل شيء....
...بعبارة أخرى، من يثير استياء سيد العائلة لا يُمنح أي حقوق تذكر....
..."على أي حال..."...
...قبضت على الأغطية بإحكام....
..."هذه المرة... أنا بخير."...
..."...."...
...عند كلماتي، عبس أبي أكثر، وانعكس تعبير بارد على وجهه....
...لكنه لم يكن شخصًا يُظهر الكثير من المشاعر منذ البداية....
...عند التفكير بالأمر، كان دائمًا يزورني ليسأل عن حالي، ولم يسبق له أن استخدم العنف ضدي....
..."أبي، ستكون سعيدًا."...
...سأعالجك، ثم سأختفي من حياتك!...
...وعلى أي حال، مرضي ليس له علاج....
...في الحقيقة، لا يمكن اعتباره مرضًا أصلًا. لم أخبره بذلك حتى لا يقلق أكثر....
..."لا، سأجعلك سعيدًا بنفسي!"...
...قبضت يديّ بحزم وقلت ذلك بحماس....
..."...ماذا؟"...
..."لذا، لا تقلق. سأهتم بكل شيء بنفسي!"...
...سأكسب الكثير من المال، وأعالج المرض، وأغادر هذه العائلة التي تحتقره بسبب فقره!...
...'لحسن الحظ، كنت أقرأ الصحف بانتظام!'...
...لابد أنني سأجد بعض المعلومات المفيدة من خلالها....
...عندما ابتسمت، لاحظت كيف تقلصت عينا أبي الوردية قليلًا في الظلام....
...'آه، صحيح... أبي لا يحب رؤيتي أبتسم.'...
...سارعت إلى خفض زوايا شفتيّ....
...مدّ أبي يده بهدوء ووضعها على جبهتي....
..."هل تشعرين بالمرض؟"...
..."...لا؟"...
..."يبدو أن لديكِ حمى."...
...تمتم بقلق، وكأنه يظن أنني فقدت صوابي....
...'الحمى أمر معتاد بالنسبة لي.'...
...فتحت عينيَّ على اتساعهما وهززت رأسي يمينًا ويسارًا للتأكيد أنني بخير....
...عندها، ظهر تعبير غريب على وجه أبي، لكنه أومأ برأسه في النهاية....
..."على أي حال، خذي الدواء واستريحي جيدًا."...
..."نعم، سأعتني بنفسي، فلا داعي للقلق."...
...كان أبي على وشك المغادرة، لكنه توقف للحظة....
..."يمكنني الاهتمام بنفسي."...
...جسدي صغير، لكنني في الأصل فتاة في السادسة عشرة....
...إضافةً إلى ذلك، كنت مهووسة بالكتب لدرجة أنني قرأت تقريبًا كل كتاب في القصر....
...لم يكن لدي شيء آخر أفعله سوى القراءة بينما أكون طريحة الفراش....
..."لا تتحدثي بحماقة، نامي الآن."...
..."حسنًا، تصبح على خير يا أبي."...
...انحنيت قليلًا وأنا جالسة. ألقى أبي نظرة غريبة عليّ قبل أن يغادر الغرفة....
...بمجرد أن أغلق الباب، قفزت من السرير....
...بحثت في أرجاء الغرفة حتى وجدت دفتر ملاحظات وقلمًا، ثم عدت إلى السرير....
...كان الليل حالكًا، ولم يكن هناك سوى ضوء القمر المتسلل عبر النافذة....
...'أولًا، دعني أفكر في طرق لجمع المال.'...
...كان من المهم أيضًا اكتشاف مرض أبي مبكرًا....
...لكن، كانت الكتابة صعبة بيدي الصغيرة، والقلم الريشي لم يكن متعاونًا معي....
...شعرت بالإحباط، فأحضرت قلم الحبر....
...وبدأت في تدوين خطتي خطوة بخطوة......
...1. اكتشاف مرض أبي مبكرًا ...
...(الأعراض: دوار، ضعف في الرؤية، خدر في الأطراف، كثرة النوم، بقع سوداء على الجسم)....
...2. تطوير علاج للمرض فورًا! ...
...(الحذر من الحيوانات السوداء مثل الثعالب والأرانب السوداء)....
...3. الاستثمار في تجارة النسيج وبناء السفن لملء خزائن أبي بالمال!...
...4. القضاء على القبائل الوحشية التي تهدد الأراضي....
...5. تحسين صورة أبي داخل العائلة....
...بعد أن رتبت أفكاري بهدوء، أومأت برأسي....
...منذ أن مرض والدي، لم أكتفِ بقراءة جميع المقالات الصحفية المتعلقة بالموضوع، بل درست أيضًا كل الكتب الطبية المتاحة....
...كما أن الرقابة أصبحت أقل تشددًا، فتمكنت من الخروج سرًا والالتقاء بعدد من الأطباء....
...بالتالي، أصبحت أعرف الأعشاب التي يمكن استخدامها كعلاج. كل ما بقي هو إيجاد طريقة المزج الصحيحة....
...أما عن التجارب، فليس هناك مشكلة، لأنني هنا....
...لحسن الحظ، توصل العديد من العلماء في الماضي إلى كشف العامل المسبب لهذا المرض المستعصي الذي اجتاح الإمبراطورية....
...الحيوانات السوداء....
...إنه مرض ينتشر من خلال الحيوانات الجبلية السوداء، والتي نادرًا ما تُرى....
...في الواقع، لو أصبتُ أنا بالمرض مباشرة، لكان الأمر أسهل....
...أملت رأسي قليلًا وأنا أفكر في ذلك....
...والسبب أنني، طالما أن عمري لم ينفد، فلن أموت بسهولة بسبب أي مرض عادي....
...آه، نبلاء هذا العالم يُعرفون بأنهم 'المختارون من قبل الحكام'، وقد مُنحوا قدرات إلهية....
...والدي يمتلك القدرة على تسريع نمو النباتات، أما أنا فقد مُنحت قدرة الشفاء، التي تسمح لي بمعالجة أي إصابة طفيفة طالما لم يكن الشخص ميتًا بالفعل....
...لكن المشكلة هي أن هذه القدرة تعتمد على عمري نفسه......
...بمعنى آخر، على حياتي. كما أن تأثيرها ضعيف على الأمراض، بل وحتى تتطلب معرفة طبية لاستخدامها بشكل صحيح، مما يجعلها محدودة بعض الشيء....
..."حسنًا، لنفعلها!"...
...ربما بسبب جسدي الصغير، أو بسبب الحمى، شعرت بجفوني تثقل....
..."...سأغفو قليلًا أولًا."...
...استلقيت على السرير وسحبت الغطاء فوقي، مغمضة عينيّ، مستسلمة لليل....
... (\ (\ ...
... („• ֊ •„) ♡ ...
...━━━━━━O━O━━━━━━...
...– تَـرجّمـة: شاد. ...
...\~\~\~\~\~\~...
...End of the chapter...
...استمتعوا ...
..."هَاه!"...
...فتحت عينيّ على اتساعهما ونهضت فجأة من مكاني....
...شدَدت اللحاف بسرعة واحتضنته بقوة، فساعدني ملمسه الناعم قليلًا على تهدئة نفسي....
...'...هذا ليس حلمًا، صحيح؟'...
...أخذت أنظر حولي بسرعة....
...نظرت إلى يدي....
...ما زالت صغيرة وضعيفة....
...ويبدو أن الحبر قد تلطخ بها لأنني غفوت أثناء الكتابة الليلة الماضية....
...تحت الوسادة، وجدت الدفتر الذي كنت قد خبأته بآخر ما تبقى لي من وعي، وحين أدرت رأسي، رأيت على الطاولة المجاورة طبقًا من العصيدة الباردة....
...لا شك أن الخادمة التي جاءت مبكرًا هي من أحضرته....
..."أوه، الجو بارد..."...
...المدفأة، التي كانت مشتعلة بوهج دافئ حتى منتصف الليل، قد انطفأت دون أن أدري، ولم يبق منها سوى البرودة....
...نزلت من السرير وأخذت بعض الحطب المتراكم في الزاوية وألقيته داخل المدفأة، ثم مزقت الأوراق المبعثرة التي كنت قد دونت فيها أفكاري الليلة الماضية، وجمعتها لاستخدامها كوقود للاشتعال....
...لم يكن هناك حاجة للاحتفاظ بأي دليل، فقد انتهيت من ترتيب أفكاري بالفعل....
..."أين أعواد الثقاب؟"...
...آه، الجو بارد جدًا....
...ارتجفت وأنا أبحث بنظري عن علبة الثقاب فوق المدفأة، ثم وقفت على أطراف قدمي ومددت يدي....
..."همم..."...
...قصيرة....
...يدي قصيرة جدًا!...
...لم يكن أمامي خيار سوى التنهد وسحب الكرسي أمام المكتب....
...بجهد كبير، تسلقت الكرسي ووقفت على أطراف قدمي مرة أخرى حتى تمكنت أخيرًا من الإمساك بعلبة الثقاب....
...صغيرة جدًا......
...حتى أن يدي، التي صارت أصغر مما كانت عليه في الماضي، بدت لي ضئيلة للغاية....
...قبضت على عود الثقاب بقوة، ثم حكيته بجانب العلبة حتى اشتعل....
...أشعلت الورقة وألقيتها داخل المدفأة، وسرعان ما التهمت النيران الحطب الجاف....
...أبعدت الكرسي وجلست القرفصاء بالقرب من اللهب، أنفخ في يدي وأدفئ جسدي....
...كان والدي يأتي دائمًا في الليل، إما قبل أن أنام أو بعد أن أغفو، ولهذا السبب، لم تكن مدفأتي تُشعل عادةً إلا في وقت متأخر من بعد الظهر، عندما يُحضر لي العشاء....
...'الخادمات ماكرات كما هو متوقع.'...
...لكنني اعتدت على الأمر، فقد تعرضت لمضايقاتهن لفترة طويلة....
...لم يكن الأمر يصل إلى حد الاعتداء أو الأذى المباشر، لذا لم يكن لدي رغبة في الانتقام....
...فإن كنت أعتبر نفسي من العامة، فمن الطبيعي أن أتعلم إشعال المدفأة بنفسي عندما تنطفئ....
...كما أن مجرد إحضارهن لي الطعام هو أمر يستحق الامتنان....
...فبدلًا من تجاهل حفيدته المريضة التي لا تفعل سوى استهلاك نفقات العلاج، على الأقل منحني جدي خادمة تعتني بي، وهذا في حد ذاته نوع من اللطف....
...نهضت وجلست على السرير بعد أن دافئ جسدي، ثم بدأت أتناول العصيدة الباردة بسرعة قبل أن أضع الوعاء جانبًا....
...'أولًا، عليّ الذهاب للحصول على الصحيفة اليوم.'...
...في هذا العمر، لم أكن أقرأ الصحف بعد، لكن إذا تحدثت مع كبير الخدم، يمكنني الحصول على الجريدة التي قرأها جدي....
...كبير الخدم كان من القلائل في هذا المنزل الذين لا ينظرون إليّ بازدراء، لذلك كنت أشعر بالراحة عند الحديث معه....
...نزلت من السرير وارتديت فستانًا من الخزانة، ثم التحفت بشال....
...كان ارتداؤه بيدي الصغيرة أمرًا متعبًا، مما جعله يبدو مائلًا قليلًا، لكنه كان دافئًا، وهذا ما يهم....
...القصر الذي كنت أعيش فيه مع والدي كان جناحًا منفصلًا عن القصر الرئيسي....
...يُقال إن جدي طرد والدي إلى هنا لأنه لم يكن يريد رؤيته بعد أن أحضرني معه....
...'...كان مخيفًا للغاية.'...
...كنت قد رأيته بضع مرات في الماضي....
...على عكس والدي الذي كان يتمتع بمظهر وسيم وهادئ، كان هو ضخم الجسد وعابس الملامح، وكان يرمقني دائمًا بنظرات حادة....
...ولهذا، كنت أخشى جدي......
...بل بالأحرى، كنت أخشى سيد العائلة....
...لففت الشال بإحكام حولي وخرجت....
...كان الطقس باردًا جدًا بسبب الشتاء، ولم يكن الشال كافيًا لحمايتي من البرد القارس....
...رأيت تمثالًا لحيوان واقف على أربع أرجل بأنياب حادة وطويلة....
...كان النمر الأسود، رمز العائلة....
...دوقية تيغريتو....
...إحدى الدعائم الأساسية للإمبراطورية، التي تسيطر على الأراضي الجنوبية الشاسعة....
...كان هناك أسطورة تقول إن سلف العائلة كان نمرًا أسود حمى التنين الذهبي، لذلك أصبح هذا الحيوان رمزًا للعائلة....
...أما جدي، ماغنوم تيغريتو، سيد الدوقية الحالي، فكان بطل الإمبراطورية الذي قهر جميع القبائل البربرية في الجنوب وجلب السلام للمنطقة....
...قيل إنه يملك قدرة غامضة، لكن كل ما كنت أعرفه أنه كان يترك خلفه رائحة احتراق كلما مرّ بمكان ما....
...في الماضي، كنت أجمع المعلومات لأحاول كسب محبته، لذا كنت أعرف عنه الكثير....
...وأكثر ما كان يكرهه هو التمرد والأنساب غير الواضحة... لكن والدي خالف كلا الأمرين....
...ولهذا السبب، تم طردنا إلى الجناح المنفصل....
...سرّعت من خطواتي، واستغرقت ساعة تقريبًا للوصول إلى القصر الرئيسي....
...حين كنت صغيرة وأحمل في أحضان والدي، لم يكن الأمر يستغرق حتى عشرين دقيقة....
..."هاه... الجو بارد."...
...يجب أن أنهي حديثي سريعًا وأعود....
...عندما اقتربت من بوابة القصر، نظر إليّ الحراس بتعبير متشكك، ثم عبس أحدهم وسأل:...
..."...من أنتِ؟ إذا كنتِ تبحثين عن مساكن الخدم، فهي هناك."...
...كما توقعت، لم يكونوا يعرفونني، فقد كانت هذه ثالث مرة أزور فيها القصر الرئيسي في هذا العمر....
..."أوه... لا، في الواقع، جئت لمقابلة كبير الخدم."...
..."كبير الخدم؟ هل أُرسلتِ في مهمة ما؟ لم نتلقَّ أي تعليمات بشأن ذلك... هل يعرف أحدكم من تكون هذه الطفلة؟"...
...وبينما كانوا يتناقشون، انحنى أحد الحراس وأخرج شيئًا من جيبه....
...كانت قطعة حلوى....
..."آسف يا صغيرة، لكن لا يمكن لأي شخص الدخول إلى هنا..."...
...وفجأة، قاطعهم صوت مألوف:...
..."ما هذه الجلبة؟"...
...ارتبك الحارس وقفز واقفًا بسرعة....
...آه، إنه صوت مألوف، وإن كان يبدو أكثر شبابًا الآن....
...التفتُ إليه بوجه مشرق وابتسمت....
..."كبير الخدم بيل! آسفة على القدوم فجأة!"...
...بدأت أقفز في مكاني وألوّح بيدي حتى أتمكن من لفت انتباهه....
..."أخبرتني من قبل أنه يمكنني المجيء إليك عند الحاجة... هل تتذكرني؟"...
...حدّق فيّ للحظة، ثم اتسعت عيناه في صدمة....
..."...الانسة ليديا؟"...
..."نعم! أنا ليديا!"...
..."يا إلهي، لقد جئتِ وحدكِ في هذا الطقس البارد؟ ما الذي جاء بكِ إلى هنا...؟ لا، بادئ ذي بدء، ادخلي بسرعة."...
..."أوه...."...
...هل يمكنني الدخول حقًا؟...
...أملتُ رأسي قليلًا بتردد....
...أعتقد أن جدي قال لي سابقًا ألا أقترب حتى من القصر الرئيسي....
...'ماذا لو أدخلني وتسبب ذلك بمشكلة لكبير الخدم ؟'...
...ابتسمتُ ابتسامة عريضة وهززتُ رأسي بقوة....
..."لا، لا بأس! عليّ الذهاب بسرعة! في الحقيقة، أنا هنا من أجل الصحيفة!"...
..."...الصحيفة؟"...
..."نعم! هل يمكنك إرسال الصحيفة التي ينتهي جدي من قراءتها مع وجبة العشاء؟"...
...اتسعت عينا كبير الخدم بدهشة، ثم أومأ برأسه في حيرة....
..."هذا ليس بالأمر الصعب... لكن، على الأقل ادخلي قليلًا لتدفئي جسدكِ، وسأطلب تجهيز عربة لكِ."...
..."لا، لا بأس! يمكنني الاعتناء بنفسي!"...
...قبضتُ يدي الصغيرة بإحكام، محاوِلةً أن أبدو واثقة ومفيدة، لكن كبير الخدم قطّب جبينه قليلًا....
...'آه، هل تصرفتُ بتسرع؟ يجب أن أذهب قبل أن أفسد الأمر.'...
...بصراحة، الجو بارد جدًا....
..."شكرا لك! إذن من فضلك! إنه أمر لا بد منه! إذن سأذهب!"...
...انحنيتُ بسرعة ثم هرولتُ نازلةً الدرج بخطوات سريعة....
..."آنسة! انتظري لحظة، سأجلب لكِ وشاحًا...!"...
...ناداني كبير الخدم على عجل، لكني لوّحتُ له بيدي رافضةً....
...'انتهى الأمر!'...
...شعرتُ بدقات قلبي تتسارع، فوضعتُ يدي على صدري. لحسن الحظ، لم أرتجف أثناء حديثي....
...'صحيح أن جسدي أصبح أصغر، لكنه أقوى مما كان عليه في الماضي.'...
...لقد مشيتُ لمدة ساعة، ومع ذلك لا يزال بإمكاني السير أكثر....
...حقًا، طاقة الأطفال لا تُستهان بها....
...حاولتُ العودة بنفس الحماس الذي جئتُ به، لكن الهواء البارد جعل وجنتيّ تتجمدان، فارتجف جسدي لا إراديًا....
...كما بدأتُ أشعر ببعض الألم في ساقي....
..."آه..."...
...هل يجب أن أستريح قليلًا؟...
...تلفتُّ حولي، ولاحظتُ مجموعة من القطط متجمعة تحت شجرة، تتشابك أجسادها بإحكام....
...'تبدو دافئة...'...
...نظرتُ بحذر، ثم اقتربتُ منها ببطء وانخفضتُ إلى مستواها....
...أطلقت القطط مواءً غير مرتاح وهي تحاول التملص، لكن عندما دسستُ يدي بين أجسادها المتلاصقة، شعرتُ بدفء لطيف....
..."اسمحوا لي أن أنضم إليكم قليلاً..."...
...بهدوء، احتضنتُ إحدى القطط الكبيرة، فأطلقت مواءً غير مرتاح، لكنها سرعان ما هدأت....
...وبعد لحظات، بدأت القطط الأخرى القريبة تتجمع حولي، وكأنها استلطفت دفء جسدي، متلاصقة معي بإحكام....
...مع هذا الدفء المريح، شعرتُ بجفوني تثقلان ببطء....
...'سأرتاح قليلًا ثم أواصل طريقي...'...
...وبمجرد أن خطرت هذه الفكرة ببالي، تدلى رأسي إلى الأمام....
..."...ما هذا بحق الجحيم؟"...
...لم أكن أعلم أن صوتًا خشنًا وحادًا، يحمل مزيجًا من الدهشة والانزعاج، قد انطلق فوق رأسي....
... (\ (\ ...
... („• ֊ •„) ♡ ...
...━━━━━━O━O━━━━━━...
...– تَـرجّمـة: شاد. ...
...\~\~\~\~\~\~...
...End of the chapter...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon