بسم الله..
_<تبا، قد كنت مسخرة لقوم، وها أنا ذا، مسخرة لنفسي، حبذا ان اعود يوما وأصلح خطئي، قال فلان، ياليت الزمان يعود يوما، وياليته يظل، قد كان لي حق حين قلت انني مثير للاشمئزار، فمن من بني آدم قد يرضى لنفسه ان يموت باكيا، على دمى كانت لها كفة من قبل، ثم ذهبت، في ماذا قد ينفع بكائي وشفقتي، فما حدث قد حدث، وفي ماذا قد ينفع كلامي الان، وماحدث قد حدث، فالماضي لن يعود أبدا، ها أنا الان، وسط هذا الظلام المجهول، ابحث عن الحياة، ابحث عن الخارج، ابحث عن نفسي، أين انا، هل هذه هي الموت؟ هل هذه هي الاخرة؟ هل سادخل الجحيم؟ ام هي مجرد نترات سوف تنتهي وتنطفئ تماما...>
______________________________________
_اصبح العالم يخيف حقا، بعد هذا التطور المخيف والتغير الجذري الذي جعل الحياة يسيرة لأقصى حد ممكن، في المقابل، اصبح بيننا وبينهم مسافة كبيرة، فنحن الأن نبتعد عنهم شيئا فشيئا، وبشكل مريع، تسألني من هم؟ وما أدراني بهم؟ هل لي سبب لأعرف، طبعا لا، لكن انت من سيعرف، انت من لك سبب لتستكشف هوية هؤلاء الناس، الذي صار بيننا وبينهم، مسافة خط الأفق، تعال معي، سآخذك في جولة من الخيال، وانسى امر هؤلاء، سوف يريهم لك القدر ان شاء الله، نحن الأن في اقصى غرب العالم، بلاد الحضارة والعلم، والحرية، والسلام، كما يدعون طبعا، في ولاية كاليفورنيا، احدى الأحياء الشعبية بمدينة لوس أنجلوس، حيث يعيش طفلنا الصغير، او الشاب الصغير كما يدعي نفسه، مايكي دي براون، صغير عمره يتجاوز العقد الأول،يمتلك شعرا اسود كثيف غير مناسب لجسمه النحيل، ذو مظهر بسيط، يعيش وحيدا مع والديه، يعاني من ازمات كثيرة ومتوالية، لكنه ينال بشعبية كبيرة، لا يمكن لأحد ان لا يعرفه، يملك حظا كبيرا، اصدقاء، حب، ثقة، الى غير ذلك من المسميات الغير العاقلة، طفلنا الصغير، في أوج سعادته، جالس الأن مع اسرته، يتناول وجبته المفضلة، يمزح مع والديه، ينتظر الوقت المعلوم، لأجل ماذا؟، طبعا انتظاره بفارغ الصبر يؤكد انها ليست دراسة، نعم، انها رحلة، مع رفاقه، كما يفعلون كل رأس سنة، الاحتفال في جبال الألب الغربية، طبعا، نحن في رأس السنة المسيحية الاخيرة من الألفية الثالثة، تبقى بضع ساعات، لمطلع قرن جديد، وجيل جديد، السنة الثلاث الف ملادية، الوقت يمر بسرعة، قد كان العالم يواجه صعوبات، اما الان، فنحن في عالم تيكنولوجي مخيف، رغم ذلك، لا زال البعض يعاني من الفقر والازمات، امثال صديقنا مايكي، هاهو الان انتهى من طعامه، بين ثانية واخرى، ذهب مسرعا لبيته، يبحث عن أغراضه ، مستعدا للذهاب، فجأة تلقى نداء من رفاقه من الخارج، جائته ابتسامة عريضة، غادر مسرعا بمحفظته الضئيلة ذو لون اسود، ليعيش يوما اخر سعيدا كباقي الايام..
مارك:لقد تأخرت يا صاح! كدنا ان نتركك هناك دون رحلة
مايكي:تتحداني؟
كارل:كفى يا رفاق، دائما ما تفسدون الرحلات بالجدال الفارغ
مايكي:لا تقلق، نحن نمزح فحسب، اليس كذاك؟
مارك:سوف نرى
كارل:هيا يا رفاق، لنركب
مارك:انتظروني قليلا في السيارة، سوف اذهب لجلب بعض حاجيات والدي، سوف اسلمها له عند عودتنا..
كارل :لك ذلك
*صعد كارل الى امام السيارة بدوره قائدا لهذه الرحلة، بينما مايكي يجلس في الخلف، استمر الامر على هذا النحو لبعض دقائق معدودة.. *
كارل:هل سمعت الأخبار الشائعة مؤخرا؟
مايكي:نعم
كارل:هل تصدق ذلك
مايكي:نوعا ما
كارل:اعتقد انهم قد وجدو حلا لذلك، لا يمكن لمشكل كهذا ان لا يخلق الرعب في جوارح الناس
مايكي:ربما معك حق..
*مر الصمت بينهما ثانية علما ان كارل مدرك على ان مايكي ليس على عادته، غالبا ما يثرثر كثيرا.. *
كارل:لا زال ذلك الحلم يلاحقك؟
مايكي:أصبت
كارل:امر غريب، ماذا تعتقد بشأن ذلك؟ رؤية؟
مايكي:انا حقا لا اعلم، مجرد ظلام وكلام غير مفهوم
كارل:غريب!
مايكي:اعلم ذلك، لكن كلما احلم ذلك الحلم، اشعر بشيء، اشعر بشعور، يكبر شيئا فشيئا، انه مثل الخوف لكن..
كارل:لكن تشعر ان شيئا ما سيحدث قريبا
*نظر مايكي في اعين كارل بقلق ثم أومأ بقلق.. *
كارل:اسمع، لا تشغل بالك، يمكن ان تكون مجرد صدفة تمر، سوف تذهب معنا الان وتستمتع كعادتك، وتنسى كل شيء..
مايكي:اتمنى ذلك حقا..
*فجأة، عاد مارك، حاملا كيسا أسود اللون، وضعه في صندوق السيارة.. *
مارك:عدت يا رفاق، مستعدين؟
كارل:أوج استعداداتنا!
*صعد مارك بجانب كارل، ثم انطلقت السيارة، نحو جبال الألب الغربية حيث هناك سوف يستمتع هؤلاء الشباب، كباقي شباب العالم كل رأس سنة، تجمعهم الذكريات، التي لا تنسى، التي بالنسبة لهم، كميثاق يحافظ على علاقتهم كل عام، فكم من حبيب فقد نفسه في حلقة صغيرة المدى، وينتظر منها الحب والحنان، من أين لك بهذا العلم يا اخي؟ مالم تكن اهلا لأن تكون، فلا تنتظر من لا شيء ان يصبح شيئا...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon