الفصل الأول: يقظة في الظلام
كان المطر يقرع النافذة بعنف، وصوت الريح يملأ الغرفة بصافرات حزينة. جلستُ على سريري، أحدق في شاشة هاتفي بلا هدف، أشعر بثقل الوحدة يجثم على صدري. لا شيء جديد… مجرد يوم آخر من الملل.
أغمضتُ عينيَّ للحظة… ثم شعرتُ وكأنني أغرق. دوامة من الظلام، أصوات بعيدة، همسات غامضة…
وفجأة، استيقظتُ.
لكنني لم أكن في غرفتي.
شعرتُ بجسدي مختلفًا، ثقيلًا بطريقة غريبة. فتحتُ عيني ببطء، فوجدتُ نفسي ممددة على سرير فخم، ستائره حريرية، والشموع تضيء المكان بضوء خافت.
حاولتُ النهوض، لكن صداعًا حادًا ضرب رأسي. رفعتُ يدي إلى جبيني… ثم تجمدتُ.
يدي لم تكن يدي.
كانت أنامل طويلة وناعمة، أظافر مرتبة بعناية. جسدي لم يكن جسدي. ثوبي حريري غريب، والمكان كله يبدو كأنه خرج من قصة تاريخية قديمة.
شهقتُ بخوف، ثم نظرتُ حولي بسرعة. الغرفة فاخرة، لكن باردة وكئيبة. على الطاولة القريبة، كان هناك مرآة مزخرفة. نهضتُ ببطء، اقتربتُ، ورفعتُ المرآة…
الصورة التي انعكست لم تكن وجهي.
كانت لفتاة جميلة، لكن شاحبة، بعينين واسعتين تحملان حزنًا غامضًا.
وفجأة، فتح الباب بعنف، ودخل صبي صغير، عيناه تشعّان بالكره… أو ربما بالخوف. نظر إليّ لثانية، ثم بصق على الأرض قائلاً:
"لماذا لم تموتي بعد؟"
الفصل الأول (تابع): يقظة في الظلام
حدّقتُ بالصبي، قلبي ينبض بجنون. كلماته كانت كالخنجر، حادة، موجعة… "لماذا لم تموتي بعد؟"
لم أستطع الرد فورًا. عقلي كان يحاول استيعاب ما يحدث. هذا الطفل… من يكون؟ ولماذا ينظر إلي بهذه الكراهية؟
أخذ خطوة نحوي، عيناه تضيقان بريبة. "أنتِ لستِ على ما يرام. كنتِ تحتضرين البارحة… كيف استيقظتِ فجأة؟"
شعرتُ بقشعريرة تسري في جسدي. إذن، الأميرة التي أصبحتُ مكانها كانت مريضة أو… ربما تعرضت لمحاولة قتل؟
تنفستُ بعمق، محاوِلةً الحفاظ على هدوئي. "أنا بخير الآن." صوتي كان مختلفًا، ناعمًا لكن ثابتًا.
الصبي ضيّق عينيه أكثر، ثم استدار خارجًا من الغرفة دون كلمة أخرى.
بمجرد أن أغلق الباب، شهقتُ بصدمة، يداي ترتجفان. حاولتُ تذكّر أي شيء… كيف وصلتُ إلى هنا؟ لماذا جسدي ليس جسدي؟
نهضتُ ببطء، أبحث في الغرفة عن أي دليل. عيناي وقعتا على مرآة كبيرة في زاوية الغرفة. مشيتُ نحوها بحذر، أنفاسي متسارعة.
وقفتُ أمامها… وتأملتُ انعكاسي.
شعرٌ طويل داكن ينسدل على كتفي، عينان واسعتان بلون العسل، وجه شاحب لكنه جميل… هذه ليست أنا.
لكن الأهم، كانت هناك آثار كدمة خفيفة على رقبتي، وكأن أحدًا حاول خنقي.
شهقتُ برعب، وضعتُ يدي على عنقي، نبضي يتسارع.
ماذا حدث لهذه الفتاة قبلي؟ ومن كان يحاول قتلها؟
قبل أن أتمكن من التفكير أكثر، فُتح الباب مجددًا. هذه المرة، دخلت امرأة ترتدي ثيابًا فاخرة، ابتسامة باردة على شفتيها.
"أوه، تبدين بصحة جيدة، يا عزيزتي." قالت بصوت ناعم، لكنه يحمل شيئًا مخيفًا.
عرفتُها فورًا… لم أعرف كيف، لكنني شعرتُ بذلك في أعماقي.
زوجة الأب.
الفصل الثاني: لعبة الثقة والمصير
حدّقتُ في زوجة أبي، إحساس بارد يزحف إلى روحي. نظرتها الناعمة لم تخدعني—هذه المرأة تخفي سُمًّا خلف ابتسامتها.
لكنني لن أكون ضعيفة. لا الآن، ولا أبدًا.
ابتسمتُ برقة، وانحنيتُ قليلًا كما تفعل الأميرات. "شكرًا لقلقكِ، سيدتي. أشعر بتحسّن كبير."
لمعت عيناها للحظة، وكأنها تفكر في شيء ما، ثم اقتربتْ ومرّرت يدها على شعري بلطف زائف. "هذا جيد… والدكِ سيكون سعيدًا برؤيتكِ أفضل."
والدي؟ الملك؟
قبل أن أتمكن من الاستيعاب، دخل أحد الخدم وأعلن بصوت رسمي: "جلالة الملك يرغب برؤية الأميرة حالًا."
قلبي قفز في صدري. هذه فرصتي الأولى لكسب ثقته.
★
وقف الملك في قاعة العرش، رجل ذو حضور قوي وملامح صارمة، لكن في عينيه كان هناك ظل حزن… ربما فقدان زوجته الأولى، أمي؟
انحنيتُ باحترام، ثم رفعتُ رأسي ونظرتُ إليه بثقة. "سيدي، أعتذر عن مرضي الأخير. سأكون أقوى من الآن."
الملك رفع حاجبه قليلًا، كأنه متفاجئ من هدوئي، ثم قال بصوت عميق: "أنتِ تبدين مختلفة، أكثر… نضجًا."
تقدمتُ خطوة، ثم همستُ بحذر: "لقد فهمتُ أن القصر ليس كما كنتُ أظن. لكنني ابنتك، وسأثبت لك وللجميع أنني جديرة بمكاني هنا."
كانت مجازفة… لكنني رأيتُ كيف تغيّرت نظرته لي، كيف بدأ يشك ربما في ما كان يُقال عنه.
"سنرى." قال الملك ببساطة، لكنني عرفتُ أنها بداية جيدة.
★
في الأيام التالية، بدأتُ أتصرف بذكاء. كنتُ أراقب، أتعلم، وأكسب ثقة الناس من خلال تصرفاتي. كنتُ أساعد الفقراء سرًا، أتحدث بلطف مع الخدم، وأتصرف كأميرة حقيقية.
حتى الملك بدأ يلاحظ، وكان يراقبني باهتمام أكبر.
لكن أكبر مفاجأة لم تأتِ بعد.
★
اللقاء مع البطل…
في إحدى الليالي، كنتُ في الحديقة الملكية أتنفس الهواء البارد، عندما سمعتُ صهيل حصان. التفتُّ بسرعة، فرأيتُ فارسًا بزي ملكي يقف هناك، يراقبني بصمت.
كان طويلًا، ذو شعر داكن وعيون رمادية لامعة تحت ضوء القمر. بدا مألوفًا بطريقة غريبة…
خطوتُ نحوه دون تفكير. "من أنت؟"
ابتسم بزاوية شفتيه وقال بهدوء: "مجرد أمير عابر، لكنه لم يرَ أميرة تمشي وحيدة في هذا الوقت."
شعرتُ بدقات قلبي تتسارع. كان هناك شيء في صوته، في وقفته، جعلني أشعر بالأمان… وبالخطر في نفس الوقت.
قبل أن أرد، شعرتُ بدوار مفاجئ، وكأن الأرض تدور حولي. تراجعتُ للخلف، نظري أصبح ضبابيًا، ثم…
سقطتُ في غيبوبة بين ذراعيه.
الفصل الثالث: الأسرار في الظلام
★ داخل الغيبوبة…
كان هناك أصوات… بعيدة، متقطعة.
"جوليان… من تكون؟"
"أنتِ أيضًا…"
لكن قبل أن أستوعب الكلمات، انجذب جسدي إلى الظلام مجددًا.
★
استيقظتُ ببطء، أشعر بجسدي كأنه محطّم. نظرتُ حولي، فوجدتُ نفسي في غرفة غريبة، ليست غرفتي.
"أخيرًا استيقظتِ."
التفتُ بسرعة… كان هو.
جوليان كان جالسًا على كرسي بجانب النافذة، ينظر إليّ بعينين غامضتين، وكأنه يعرف أكثر مما يُفترض.
حاولتُ النهوض، لكن رأسي دار مجددًا. "أين أنا؟"
"في جناحي الخاص." قال ببساطة، ثم اقترب خطوة، صوته انخفض قليلاً. "ليونا… ما الذي تفعلينه هنا حقًا؟"
تجمدتُ. هناك شيء في صوته، كأنه يشك بي.
لكني لم أكن الوحيدة التي تشعر بذلك. أنا أيضًا كنتُ أشعر أن هذا الرجل يخفي شيئًا… وكأنه ليس من هذا العالم.
★
في الأيام التالية، بدأتُ ألاحظ أشياء غريبة.
في كل مرة أكون بمفردي، أشعر بأن هناك من يراقبني.
سمعتُ الخدم يتهامسون عن "لعنة" تحيط بي.
كدتُ أسقط من الشرفة ذات ليلة، لكنني رأيتُ خيالًا أسود يسحبني للخلف… ولم أجد أحدًا هناك.
وفي ليلة مظلمة، عندما كنتُ أبحث في المكتبة الملكية عن أي سر حول الماضي، سمعتُ صوتًا خلفي.
استدرتُ بسرعة، ووجدتُ جوليان يقف هناك.
"لم أتوقع أن أراكِ هنا في هذا الوقت." قال بصوت هادئ لكنه مخيف قليلًا.
أخذتُ خطوة للخلف، قلبي ينبض بسرعة. "لماذا تراقبني؟"
ابتسم قليلًا، لكن نظرته كانت حادة. ثم همس: "ربما لأنني أعرف حقيقتكِ، تمامًا كما تعرفين حقيقتي."
تجمدتُ في مكاني، صدمة اجتاحتني.
هو يعلم…؟!
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon