سيسيليا لامبس تعشق القصص الخيالية الدرامية.
سواء كانت زوجة أب شريرة، أو أختًا غير شقيقة متعجرفة، أو عجوزًا شريرة، أو ساحرة ماكرة تسكن البحر أو الغابة… في النهاية، دائمًا ما تفوز البطلة اللطيفة البريئة بقلب الأمير الوسيم وتعيش في سعادة دائمة.
لهذا، كانت سيسيليا تواظب على التمني للنجوم كل ليلة، وخاصةً عندما ترى شهابًا يلمع في السماء، كانت تهمس بأمنيتها وكأنها تغني:
"أتمنى أن يأتي الأمير الوسيم على حصانه الأبيض ليأخذني يومًا ما!، حصان أبيض!، الأمييير على الحصان الأبيييض!"
لكن الحقيقة أنها كانت ترددها بصوت عالٍ دون أن تدرك، فيما كان الخدم القلائل في القصر يرمقونها من النافذة بنظرات غريبة، دون أن تلاحظ ذلك.
وفي أحد الأيام، بينما كانت سيسيليا ذات العشر سنوات تحلم، كعادتها، بزواجها السعيد من أميرها الخيالي… دخلت والدتها الغرفة فجأة وقالت بصرامة:
"سيسيليا، لا يوجد شيء اسمه زواج مبني على الحب!"
بــووم! وكأن صاعقة ضربت قلب الطفلة الصغيرة!
بل في الحقيقة، كان الطقس عاصفًا في ذلك اليوم، أضاءت صواعق البرق السماء، ودوت أصوات الرعد القوية، فيما كانت الأمطار الغزيرة تضرب الأرض بقوة.
وسط هدير العاصفة، رفعت سيسيليا صوتها وهي تنظر إلى والدتها الجميلة، غريتا، بعينين متوسلتين.
"م-ماذا!؟ أمي!"
"نعم، هذا صحيح!"
"لكن أمي، والدي يحبكِ بشدة!"
وهذا كان واقعًا لا جدال فيه، فقد كان الجميع يعرفون أن والديها يعيشان علاقة حب يحسدهما عليها الآخرون، حتى من منظور سيسيليا كطفلة، كانت ترى مدى تقاربهما العاطفي، فهما لا يفترقان أبدًا، ويتصرفان كما لو كانا لا يزالان في شهر العسل.
كانت سيسيليا تراقبهما بحماس كل يوم، متخيلة نفسها مع أميرها المستقبلي في مثل هذه العلاقة الرومانسية، تعلمت من والديها ما يجب أن يكون عليه الحبيبان، وليس فقط الزوجين.
لكن والدتها نظرت إليها بحدة وقالت بصرامة: "ذلك لأنني استخدمت عليه جرعة حب!"
"ج-جرعة حب…!؟"
كان هذا مصطلحًا لم تسمع به من قبل، لكنه جعل قلبها يخفق بقلق.
"ما هذا!؟"
أجابت غريتا بنظرة واثقة، وعيناها الحمراوتان تتلألآن كما لو كان البرق يعكس بريقهما : "جرعة الحب هي دواء سحري يجبر الشخص على النظر إليكِ وحدكِ… إنها وسيلة للحصول على قلب من تحبين، بغض النظر عن إرادته!"
بدأ جسد سيسيليا يرتجف من الخوف. لماذا تشبه والدتها الآن الساحرات الشريرات في القصص التي قرأتها؟
مسحت دموعها وهي تحاول ألا تنظر إليها بتوجس، لكن كلما حدقت فيها، بدت غريتا أكثر غرابة وأكثر رعبًا.
ثم أكملت غريتا بابتسامة غامضة: "عندما كان زوجي شابًا، كان يطارد امرأة أخرى… لم أستطع تحمله، لذا استخدمت عليه تلك الجرعة المحرمة!"
"م-مستحيل..."
"لكن، يا للعجب! منذ ذلك اليوم، توقف عن ملاحقة تلك المرأة وأصبح مغرمًا بي وحدي. وهكذا، قبل أن أدرك ذلك، كنتُ حاملًا بكِ يا سيسيليا..."
أصابت الصدمة سيسيليا إلى حد جعل عينيها تتسعان في ذهول.
لطالما اعتقدت أن والديها قد وقعا في حب رومانسي، وأن القدر جمعهما بعد العديد من العقبات، ثم جاء اللقلق ليحملها بين جناحيه ويضعها بين أحضانهما بكل حب.
(ولكن... هل هذا يعني أن والدي أحب والدتي فقط لأنها استخدمت عليه جرعة سحرية!؟)
كشف الحقيقة الصادم جعل عقلها على وشك الانهيار.
وبينما كانت سيسيليا على وشك الإغماء، مررت غريتا يدها على خدها برقة، ثم أطلقت تنهيدة مثيرة وكأنها بطلة في رواية رومانسية، كانت والدتها تبدو دائمًا شابة وجميلة، وكانت بالنسبة لسيسيليا رمزًا للجاذبية التي تحلم بها.
"أنتِ ابنتي، لذا لديكِ بعض الجمال، لكن الحب لا يتحقق بمجرد أنكِ جميلة... الحب ليس بالأمر السهل."
"!!"
بدأت الدموع تتجمع في عيني سيسيليا، ولم تستطع منعها من التدفق.
وكأنها تحاول مواساتها، وضعت غريتا يدها على كتفي ابنتها المرتجفين وربتت عليهما برقة.
"لكن لا تقلقي! طالما لديكِ جرعة الحب، فبإمكانكِ أن تجعلي أي رجل يقع في حبك بجنون!"
"..."
"أوه، وسأعلمكِ طريقة صنعها بشكل خاص! فأنتِ ابنتي العزيزة، ولا داعي لأن تترددي."
"لا..."
"همم؟ ماذا قلتِ؟"
"لا أريد مثل هذه الجرعة!"
"آآه!!"
صفعت سيسيليا يد والدتها بعيدًا عنها بقوة، مما أحدث صوتًا عاليًا.
"آآه! كيف تجرؤين على ضرب يدٍ ناعمة مثل يدي!؟يا عاقة!"
"أنا آسفة!"
لم تستطع سيسيليا إلا الاعتذار فورًا، فقد كانت نظرة الغضب على وجه غريتا مرعبة.
لكنها تماسكت وأعلنت بعناد: "لكني... سأجد أميري الحقيقي! ذلك الذي سيحبني وحدي، من دون أي سحر أو جرعات!"
ثم خرجت من الغرفة، تاركة والدتها تحدق فيها بدهشة.
لكنها لم تستطع الذهاب بعيدًا بسبب العاصفة العنيفة في الخارج.
وفي النهاية، لم تجد خيارًا سوى اللجوء إلى غرفة خادمتها المقربة، حيث توسلت إليها للسماح لها بالبقاء هناك لبعض الوقت.
لكنها سرعان ما أصيبت بالحمى واضطرت إلى ملازمة الفراش لعدة أيام.
خلال مرضها، كانت تسمع والدتها تهمس بين الحين والآخر قرب سريرها: "أنا آسفة...، كنتُ أمزح فقط، يا عزيزتي...، لكنني سأترك لكِ وصفة الجرعة على أي حال، فقط للمستقبل!"
لكن سيسيليا، التي كانت غارقة في كوابيسها، بالكاد استوعبت كلمات والدتها.
وهكذا، كان ذلك اليوم هو اليوم الذي بدأ فيه الحلم الرومانسي لسيسيليا لامبس في التصدع.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon