NovelToon NovelToon

خطيبي الذي يكرهني تحول الي سنجاب وجاء الي طلبًا للمساعدة.

0 +1

أميليا، التي تنحدر من عائلة بارسيڤال العريقة في مجال الصيدلة، كانت تُعتبر واحدة من الأبرز في هذا المجال. رغم أنها كانت مميزة وذات كفاءة عالية، إلا أنه تم إجبارها على قبول خطبتها من سيدريك بناءً على طلب عائلة الدوق، مع أنه كان يكرهها تمامًا ويعتبرها "امرأة كئيبة"، وقال لها: "تمت خطبتك فقط لأن والدي أمرني بذلك".

وفي يوم من الأيام، جاء سنجاب في منتصف الليل ليكتشف أنه، بشكل غير متوقع، تحول إلى سنجاب بعدما تعرض للتسميم من قبل شخص ما. كان هذا السنجاب هو سيدريك نفسه! يبدو أنه ظن أن أميليا ستكون قادرة على صنع ترياق مضاد لهذا التسمم...

"لماذا يتم تحميلكِ بهذه الأعمال السخيفة؟!"

"هل أخوكِ يسرق أبحاثكِ؟!"

"كنت أسمع أنكِ متعالية، وأنكِ كنتِ تسخرين مني… هل كنتِ تُقنعينني بكذبة طوال الوقت؟!"

عندما اكتشف سيدريك أن أميليا كانت تُعامل بشكل قاسي من قِبل عائلتها باعتبارها "ابنة غير شرعية"، بدأ يُظهر رغبة غريبة: "لن أسمح بإلغاء الخطوبة تحت أي ظرف! وسأجد طريقة للعودة إلى شكلي البشري".

وهكذا، تبدأ الكوميديا الرومانسية بين فتاة هادئة تُعامل كأرضية رخوة بسبب طبيعتها الهادئة، وشاب مغرور كان يُظهر استهزاءً في البداية، لكنه بدأ يشعر بالندم وقرر أن يحبها بصدق.

1.

"أن تكون فتاة مثلكِ هي خطيبتي، إنه أسوأ شيء على الإطلاق."

ردّت أميليا بيرسيفال بهدوء قائلةً:

"أعتذر."

لكن اعتذارها لم يؤدِّ إلا إلى زيادة غضبه.

خطيبها، سيدريك، واصل حديثه بنبرة باردة:

"لا يبدو أنكِ تشعرين بالأسف حقًا! عموماً، ما هذا اللباس في سهرة تستضيفها العائلة الملكية؟ هل تريدين إحراجي كمن يُرافقك؟"

"…لم أكن أقصد ذلك…"

كانت أميليا ترتدي الليلة فستانًا رماديًا بسيطًا جدًا، كأنها فأرة.

بسبب مشكلة صغيرة حدثت قبل الخروج، اضطرت إلى ارتداء هذا الفستان. مع لون شعرها البني الداكن وشخصيتها الهادئة، بدت أميليا أكثر كآبة.

"حقًا. ما أتعس هذه الفتاة. بدلاً من الانزواء في غرفتكِ طوال الوقت، لماذا لا تدرسين الموضة قليلاً؟ قد تعتقدين أن خطبتنا تمت برغبة منكِ، لكن دعيني أخبركِ أنني أنا أيضاً أتحمل الكثير لأتزوج بفتاة مثلكِ!"

ارتبط سيدريك، الذي يكبرها بعامين، بخطبة أميليا منذ أن كانت في الثالثة عشرة من عمرها.

كان زواجهما زواجاً سياسياً تقرر بين العائلتين. سيدريك، الابن الأكبر لعائلة دوق سيستينا الشهيرة في مجال الطب، كان مقدّرًا أن يصبح طبيبًا ملكيًا. وأُجبرت أميليا، التي كانت متميزة في عائلة بيرسيفال المعروفة بتفوقها في علوم الصيدلة، على أن تكون عروسه.

لكن سيدريك لم يكن راضيًا أبدًا، إذ كان يرى أن الزواج بفتاة هادئة ومنطوية كأميليا أمرٌ لا يُحتمل.

بذكائه وطوله الفارع وشعره الذهبي وعينيه الزرقاوين الوسيمتين، كان بإمكانه اختيار أي فتاة، فلماذا أميليا تحديدًا؟

حتى الآن، وهما في السادسة عشرة والثامنة عشرة، لم يُحرزا أي تقدم في مسألة الزواج.

بصراحة، أميليا نفسها لم تكن متحمسة للزواج، لكنها لم تُمنح أي خيار. كان الأمر وكأنه عملية "انتقاء لأفضل السلالات"، حيث اختيرت لإنجاب وريث مميز لعائلة سيستينا.

لكن عدم الرضا لم يكن مقتصرًا عليهما فقط...

" آسفة جدًا، سيدريك. أختي غريبة الأطوار، لا تهتم سوى بأبحاثها. "

"أجل. نيابةً عن أختي، أعتذر. عائلتنا، عائلة بيرسيفال، مهتمة بالعلوم أكثر من الموضة."

ظهر شقيقاها، لينزي و كيث.

كانا يتمتعان بمظهر لافت؛ شعر بلاتيني وردي وعيون واسعة، مما جعلهما يبدوان كفتاة وفتى جميلين جدًا.

تقدما وكأنهما يحاولان حمايتها، لكنهما استغلا الموقف بسرعة.

"أوه، أختي! فستانكِ متسخ!"

"ماذا؟!"

"هاها، أختي دائمًا مشتتة! هل تعتقدين أنها تصلح لتكون زوجة لسيدريك؟ أشك في ذلك."

وجدت أميليا أن ما تم لصقه بفستانها الرمادي كان كانابي (نوع من المقبلات).

عندما تحركت، سقطت قطعة البسكويت على الأرض، تاركةً طبقة من جبنة الكريمة ملتصقة بفستانها.

"آه... ما هذا المنظر البائس."

نظر سيدريك إلى أميليا بنظرة ازدراء ولوّح بيده كما لو كان يطردها.

قال ببرود:

" أميليا، يكفي. يمكنكِ المغادرة الآن. سأخبر الجميع أنكِ غادرتِ بسبب شعوركِ بالتعب."

قاطعه كيث، شقيق أميليا الأصغر، قائلاً بابتسامة ماكرة:

"سيدريك، إذا سمحت، هل يمكنني مرافقتك لتحية دوق سيستينا بدلاً من أختي؟"

أضافت لينزي، شقيقتها الصغيرة، وهي تتشبث بذراعه بدلال:

"يا لك من أناني، كيث! سيدريك، خذني معك أيضًا، أرجوك."

نظرت أميليا إلى الثلاثة وهم يندمجون في زحام الحفل. لم يكن لديها خيار سوى أن تستجيب للأوامر وتغادر القصر الملكي.

بفستانها المتسخ، عادت بخطوات ثقيلة إلى منزل عائلة بيرسيفال عبر العربة.

همست لنفسها وهي تحدّق عبر نافذة العربة:

"لو أن لينزي تزوجت من سيدريك، لكان الأمر أبسط بكثير."

كانت متأكدة أن هذا الزواج سيحل كل المشاكل.

فقد كانت لينزي تُظهر بوضوح إعجابها بسيدريك، ومن المؤكد أن سيدريك سيفضلها على أميليا الباهتة وغير الملفتة.

ولكن لسوء الحظ، دوق سيستينا كان قد أصرّ على أميليا بالتحديد. كان قد أعجب كثيرًا بورقة بحثية كتبتها أميليا عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، وأقنع والدها الذي كان متردداً بالموافقة على خطبة أميليا وسيدريك.

كان الأمر مثيرًا للسخرية حقًا. فبينما كانت أميليا تُعتبر "غريبة" داخل عائلة بيرسيفال، كانت وحدها تحمل الصفات البارزة لهذه العائلة.

عائلة بيرسيفال كانت تتألف من الأب والأم وأميليا ولينزي وكيث. لكن أميليا وحدها كانت ابنة لأم مختلفة. لقد كانت ثمرة علاقة غير شرعية، وبعد وفاة والدتها، أُجبرت على العيش مع هذه العائلة.

كانت زوجة أبيها وإخوتها يعاملونها وكأنها عنصر دخيل، حتى والدها كان ينفر منها لأنها كانت تذكره بخطيئته الماضية. السبب الوحيد الذي جعلهم يبقونها في المنزل هو ذكاؤها الذي ساهم في رفع مكانة العائلة.

بعد نزولها من العربة، توجهت أميليا إلى ملحق صغير في حديقة المنزل، بدلاً من الدخول إلى المبنى الرئيسي.

كان هذا الملحق أشبه بمخزن. تم بناؤه خصيصًا ليكون غرفة لأميليا بعد انتقالها إلى المنزل.

عندما فتحت الباب، انتشر في المكان عبق الأعشاب الطبية.

تنهدت أميليا وقالت وهي تُشعل المصباح:

"آه... هذا المكان الوحيد الذي أشعر فيه بالراحة."

نزعت فستانها المتسخ وارتدت معطفها الأبيض الخاص بالعمل.

كان المكتب مليئًا بأدوات مثل الهاون وأنابيب الاختبار، وإلى جانبه موقد صغير لتسخين الماء.

كانت الجدران مزينة بأرفف مليئة بالكتب. أما سريرها فكان صغيرًا للغاية، بالكاد يكفي شخصًا واحدًا، ويتكون من مقعدين خشبيين متلاصقين.

كانت الستائر الثقيلة مغلقة دائمًا لحماية الكتب والمواد الكيميائية من أشعة الشمس.

تمتمت وهي تفكر:

"بما أنني عدت مبكرًا، ربما عليّ إنهاء الورقة البحثية... أو ربما أقرأ كتابًا. أعتقد أن الكتاب الذي أرسله لي والد سيدريك موجود هنا في مكان ما..."

على الرغم من كره عائلتها وخطيبها لها، لم يكن بمقدور أحد أن يسلبها متعة الدراسة والبحث. كانت إنجازاتها العلمية تعود بالنفع على عائلة بيرسيفال وعائلة سيستينا على حد سواء.

كان هذا المكان وعقلها هما العالمان الوحيدان اللذان لا يستطيع أحد التعدي عليهما.

سكبت لنفسها كوبًا دافئًا من شاي الأعشاب، وجلست إلى مكتبها، وانغمست في عالم الكتب.

حدثت الواقعة في وقت متأخر من الليل، بالقرب من منتصفه.

كان صوت طفيف، أشبه بخدشٍ مستمر، يسمع في الخلفية، ما دفع أميليا لرفع رأسها من فوق مكتبها. بدا وكأن النافذة تهتز رغم عدم وجود أي رياح.

بفضولٍ، أزاحت الستارة واقتربت من النافذة وهي تحمل مصباحها المضاء.

"يا إلهي…!"

هناك، على حافة النافذة، كان يقف سنجاب بري صغير.

كانت تعابير وجهه تشع بالذعر وهو يحاول بجهد أن يلفت انتباهها لفتح النافذة. شعرت أميليا بالشفقة عليه، فما كان منها إلا أن فتحت النافذة دون تفكير.

"ما بالك، أيها السنجاب الصغير؟ هل كان هناك كلب يطاردك؟"

كان وجود سنجاب بري أمراً نادراً.

قفز السنجاب إلى الداخل وبدأ يصدر أصواتًا حادة "كيو كيو" موجهاً نداءاته نحو أميليا. بدا وكأنه يحاول التواصل بحركات يديه، لكنه كان غامضًا بالنسبة لها.

قالت وهي تحاول تفسير تصرفاته:

"هل أنت جائع؟ أظن أن لدي بذور دوار الشمس هنا في مكان ما.."

رد السنجاب بصوت أعلى:

"كيووو!"

"ليس كذلك؟ هل تحتاج إلى الماء؟ آه، ربما كنت تبحث عن مكان للنوم؟"

رد السنجاب مرة أخرى وهو يصدر أصواتًا متعجلة:

"كيو كيو!"

بدا وكأنه يفقد صبره، فقفز على مكتب أميليا وبدأ يشير بإصبعه الصغير إلى عناوين الكتب المصطفة.

وبيديه الصغيرتين، بدأ يضرب على الحروف C، ثم E، D، R، I، C، ليشكل اسم "سيدريك".

ثم أشار إلى الحرفين M وE، وبعدها أشار إلى نفسه، وكأنه يقول:" أنا سيدريك!"

نظرت إليه أميليا بذهول وقالت:

"سيدريك؟ أنت… سيدريك؟"

بدأ السنجاب يهز رأسه عدة مرات ويصدر أصواتًا تؤكد ما يقوله.

كانت أميليا تجد صعوبة في تصديق الأمر. ولكن، وكأنها اختبرت فضولها، ذهبت إلى رفوفها وسحبت قارورة تحتوي على محلول خاص.

وضعت قطرة واحدة منه في ملعقة، ثم قالت وهي تشرح:

"هذا محلول صنعته بناءً على وصفات قديمة، يحتوي على ثمرة الزعرور وأوراقه، وأوراق الغار، ومسحوق عظام التنين. ليس له أي فوائد طبية معروفة، ولكن يُقال إن السحرة في العصور القديمة كانوا يستخدمونه كمادة مزيلة للسموم. إذا كنت بالفعل سيدريك، ربما سيظهر أثرٌ ما."

لكن، قبل أن تكمل حديثها، اقترب السنجاب دون تردد ولعق المحلول دفعة واحدة.

ثم بدأ يتدحرج على المكتب بعشوائية.

"آه، أيها السنجاب الصغير! لا يمكنك شربه هكذا دون تخفيفه! كان عليَّ تخفيفه إذا أردت إعطاءه لحيوان…"

ولكن فجأة، خرج صوت غريب:

"كح… كح… كيف لامرأةٍ غريبة الأطوار أن تُجري مثل هذه الأبحاث العجيبة؟ غير معقول…! هاه؟ صو… صوتي؟ أستطيع الكلام؟!"

لقد كان السنجاب يتحدث بصوت سيدريك نفسه!

المترجمة:«Яєяє✨»

تعليق ونجمة يشجعوني✨؟

حساب الواتباد: @rere57954

2

٢. هوية السنجاب الزائر

"هل أنت حقًا سيدريك؟ كيف أصبحت... بهذا الشكل اللطيف؟"

صاح السنجاب الذي عرف نفسه على أنه سيدريك بغضب:

"لا أعلم! بعد مغادرتكِ، شعرت أنا أيضًا بتوعك وعدت إلى المنزل. الآن بعد أن أفكر في الأمر، كان طعم النبيذ الذي شربته في ذلك الوقت غريبًا قليلًا. لقد كان سامًا، لقد وضِع السم في النبيذ! وعندما عدتُ إلى المنزل، نمتُ واستيقظتُ لأجد نفسي بهذا الشكل!"

وعلى الرغم من صياحه، لم يصدّق أحد من عائلته أنه سيدريك. بل على العكس، تم توبيخه لسؤاله كيف دخل، ثم ألقوه من النافذة.

"إذاً، جئتَ إليَّ لأنه لم يكن لديك مكان آخر تذهب إليه؟"

"أنتِ خبيرة في علم الأدوية. إذا كان السم هو السبب، فأنتِ الوحيدة التي يمكنها تقديم الترياق... انتظري لحظة! هل أنتِ من فعل هذا؟ هل أنتِ من وضعتِ السم لي؟!"

وأشار بإصبعه إليها وهو يصرخ غاضبًا.

كانت فكرة أن يُصرخ عليها سيدريك، وهو طويل القامة، مزعجة من قبل، لكنها لم تشعر بالخوف هذه المرة، فقد كان بحجم راحة اليد فقط.

"مستحيل. لقد غادرت فورًا عندما طلبتَ مني ذلك. لا يمكنني أن أسمّمك."

"إذاً لماذا قدمتِ لي الدواء قبل قليل وكأنكِ كنتِ مستعدة؟ ألا يعني هذا أنكِ قد أعددتِ كل شيء مسبقًا؟ أليس هذا انتقامًا؟"

"انتقام؟"

"هل أردتِ أن أجبر على الاعتذار عن الطريقة التي عاملتكِ بها؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنا آسف. سأعتذر بقدر ما تريدين، فقط أعيديني إلى طبيعتي!"

لكن هذا الطلب كان صعبًا.

لم يبدو أن سيدريك يدرك أنه يتحدث بكلام غير منطقي. أما أميليا، فقد تنهدت بتعب.

"للأسف، لا أعرف شيئًا عن هذا الأمر."

"لا تمازحيني! افعلي شيئًا!"

"لكنني لا أستطيع فعل شيء... ما رأيك بالعودة إلى المنزل وشرح الموقف لدوق سستينا؟ على الأقل، يمكنك الآن التحدث."

"لكن..."

توقف سيدريك، الذي كان يصدر أصواتًا مزعجة قبل لحظة. وضع يده على فمه، وحرك فكه صامتًا، ثم انطلق صوت ضعيف "كيووو..." منه. كان ينظر إلى الفراغ بوجه يملؤه اليأس.

"سيدريك؟"

"…… كيو..."

"آه، ربما انتهى تأثير الدواء؟ هل تودُّ أن تتذوقه مجددًا؟"

قدمت له أميليا الملعقة التي استخدمها من قبل، فتذوقها سيدريك بخفوت. وبعد لحظات، بدأ في الحديث مجددًا:

"لا يعقل... هذا مستحيل..."

"أوه، يبدو أن تأثير الدواء يدوم لفترة محددة فقط. هل عليَّ زيادة تركيزه قليلاً؟"

"لا تمزحي... هل سأبقى بهذا الشكل، كحيوان قارض طوال حياتي؟"

بدا مظهره الحزين مثيرًا للشفقة بعض الشيء.

لكن بما أنه كان يبدو كسنجاب صغير ولطيف، لم تستطع أميليا إلا أن تشعر برغبة في مواساته بلمس رأسه بلطف.

"سيدريك، حاول أن ترفع معنوياتك."

"……"

"على أي حال، سأقوم بالتواصل مع عائلتك، حسناً؟"

لم يكن هناك فائدة من إحداث ضجة هنا، لذا اتخذت أميليا قرارها.

لم تكن أميليا ترغب في البقاء مع سيدريك، لكنه هزّ رأسه رفضًا.

"توقفي. لا تتصلي بالمنزل."

"لماذا؟ إذا اختفى سيدريك فجأة، سيقلق الجميع بشأنك."

"قلت لكِ توقفي. لا أريد أن يعرف أحد أنني أصبحت بهذا الشكل غير المشرف. أن يظنوا أنني مفقود أفضل من أن يعلموا بهذا."

كان سيدريك مصرًا على عدم إبلاغ أحد.

"حسنًا... إذًا، ماذا لو قضيتَ الليل في الحديقة؟ هناك أشجار زان وسنديان."

"ماذا؟ هل تفكرين في طرد خطيبك إلى الخارج في منتصف الليل؟"

"لكن، هذه غرفتي..."

"يا لكِ من امرأة بلا قلب! أنتِ الأسوأ حقًا! هل لا يهمك إن أصبحت فريسة للقطط الضالة أو الطيور؟"

"……"

"ح-حسنًا، أعتذر. كل هذا خطئي... أرجوكِ، اسمحي لي بالبقاء في الغرفة."

قبل أن ترد أميليا، انحنى سيدريك بعمق، متوسلًا.

على الرغم من أنها لم تحب الطريقة التي كان يعاملها بها سيدريك في السابق، إلا أنها لم تستطع مقاومة عينيه البريئتين وذيله الناعم. لذا قررت أن تسمح له بالبقاء.

"حسنًا، ولكن لا تشتكِ من أي شيء."

"هل تنوين معاملتي بطريقة تجعلني أشتكي؟"

"ليس أنا، بل... لا شيء. لننم الآن. ربما عندما تستيقظ ستعود إلى طبيعتك."

"…ربما."

قامت أميليا بتجهيز سرير بسيط من سلة وضعت فيها منديلًا ومناشف صغيرة. شكرها سيدريك بصوت خافت، ثم غرق في النوم وهو يشعر بالإحباط.

◇◇◇

"أميليا! إلى متى ستظلين نائمة، أيتها الحمقاء؟!"

في صباح اليوم التالي.

استيقظ سيدريك فزعًا على صوت الباب الذي فُتح بعنف. أما أميليا، التي اعتادت الأمر، فردت بهدوء:

"صباح الخير، أمي."

وضعت زوجة أبيها عدة كتب على مكتب أميليا بصوت مرتفع.

"عليكِ إعداد دواء للجروح من هذه المراجع بحلول الغد! أريدكِ أن تحضّريه وفقًا للوصفات المستخدمة حديثًا، ومنذ خمسين عامًا، ومئة عام. وبعد ذلك، خذيه إلى غرفة والدك. هذا الدواء سيُستخدم في محاضرات الدراسات العليا، فلا تهملي العمل!"

"حسنًا."

"وماذا هذا؟"

كانت عينا زوجة أبيها مثبتتين على السنجاب في السلة. شُلَّت حركة سيدريك تحت نظراتها.

"لقد ضلّ طريقه الليلة الماضية، فقررتُ الاحتفاظ به مؤقتًا."

"هكذا إذًا. يا له من سنجاب قذر! إذا أخذته إلى القصر الرئيسي، فسأخلع جلده، لذا فكري جيدًا."

بعد أن غادرت، تحدث سيدريك بعد أن لعق الدواء الذي أعدته أميليا، وهو يحمل تعبيرًا مصدومًا.

"هل... هل الكونتيسة في مزاج سيئ؟ عندما تتحدث معي، تكون أكثر تهذيبًا وهدوءًا... ثم إنها لم تكن ساعة متأخرة لتُوبَّخي، إنها السابعة صباحًا فقط!"

"...... لا أريد أن أزعج والدتي. سيدريك، لا تقترب من القصر الرئيسي أبدًا، مفهوم؟"

كان من الواضح أن سيدريك لم يتعافَ تمامًا، إذ بدا عليه التعب بينما يتحرك بجسده بكسل. وعندما نظر إلى يديه وقدميه، التي ما زالت على هيئة حيوان، شعر بإحباط شديد. يبدو أن الأمر ليس بسيطًا لدرجة أن يعود شكله بمرور الوقت.

"سيدريك، بخصوص وجبة الإفطار…"

"آه، لا تهتمي بي واذهبي لتناول طعامكِ. بالمناسبة، أعدّي لي شيئًا يمكنني أكله أيضًا."

"……عذرًا، هل يكفي البسكويت والماء؟"

"ماذا؟ أنا؟ بسكويت وماء؟"

وقف سيدريك مذهولًا أمام ما أعدّته أميليا للإفطار.

أخرجت أميليا بعض قطع البسكويت من علبة التخزين ووضعتها في طبق، ثم سكبت الماء من الغلاية. وبالنسبة لسيدريك، قامت بتكسير البسكويت إلى قطع صغيرة، ووضعت الماء في ملعقة تمامًا كما فعلت مع دواء الزعرور الليلة الماضية.

"ما هذا؟ هل هذه هي وجباتكِ أيضًا؟"

"نعم."

"إلى هذه الدرجة تفضلين العيش في هذا المبنى المنعزل؟ أيّ نوع من الأشخاص الكئيبين أنتِ؟"

"لستُ مسموحًا لي دخول القصر الرئيسي إلا وقت العشاء. لذا، بالنسبة للإفطار والغداء، أكتفي بمثل هذه الأشياء البسيطة."

"ماذا؟ لا يُسمح لكِ بدخول القصر الرئيسي؟"

اتسعت عينا سيدريك من الدهشة وهو ينظر إليها غير مصدق.

المترجمة:«Яєяє✨»

3

٣. سيدريك يكتشف وضع أميليا (الجزء الأول)

"م-ما هذا الكلام! لقد قلتِ إنكِ لم تكوني مرتاحة في القصر الرئيسي بسبب عدم توفر البيئة المناسبة للبحث، ولهذا طلبتِ بناء هذا المنزل المنفصل، أليس كذلك؟ سمعتُ أنكِ كنتِ تشتكين من إزعاج أصوات العائلة وخطواتهم، أو من إزعاج الخادمات حين يأتين لزيارتك، فغضبتِ وطلبتِ هذا المكان!"

"حقًا؟ هذا ما قالوه؟"

"أوه؟ هل تحاولين التظاهر بالبراءة الآن؟ لقد أخبرني كل من لينزي وكيث بذلك!"

يبدو أن هذين الاثنين كانا ينشران مثل هذه الإشاعات.

في الواقع، تم إجبار أميليا على الانتقال إلى هذا المنزل المنفصل. ولم تمانع أميليا ذلك، لأنها كانت تفضل الابتعاد عن القصر الرئيسي لتجنب الإزعاج وسوء المعاملة من زوجة أبيها وإخوتها. بالطبع، لم تتوقف الإساءة تمامًا، لكنها كانت أقل حدة مقارنة بما كان يحدث داخل القصر الرئيسي.

"……مُنذ متى وأنتِ تعيشين بهذه الطريقة؟"

"مُنذ متى؟ حسنًا، لقد مرت حوالي خمس سنوات الآن."

"منذ ما قبل خطبتي بكِ…⁉ لماذا لم تخبريني بذلك؟"

"أوه، لم تسألني عن ذلك أبدًا، لذا…"

أكملت أميليا إفطارها بتناول قطع البسكويت المقرمشة. كان البسكويت بسيطًا للغاية، مجرد دقيق معجون ومخبوز، وهو من صنع يديها. كانت تقوم بتحضير كمية منه سرًا في مطبخ القصر عندما يكون المنزل خاليًا، وتخزنها للاستخدام لاحقًا. وبما أن أميليا قليلة الأكل، فقد كانت هذه الطريقة فعالة وسهلة بالنسبة لها، دون الحاجة لغسل الأواني كثيرًا.

"سيدريك، على أي حال، سأباشر الآن بإنجاز طلب والدتي. من فضلك، اقضِ وقتك كما تشاء. وبمجرد انتهائي، سأبحث في كتب السحر والسموم عن حالات مشابهة لوضعك."

"……"

ظل سيدريك صامتًا. توقعت أميليا أن يغضب ويطلب منها أن توليه الأولوية، لكنها أدركت أنه ربما ما زال مصدومًا من بساطة الإفطار الذي تناوله. من الواضح أنه كان معتادًا على وجبات إفطار فاخرة في بيت الدوق، أو هكذا فكرت أميليا وهي تخمّن مشاعره.

◆ ◆ ◆

قضت أميليا فترة الصباح منشغلة بتحضير الأدوية، ثم تناولت غداءً بسيطًا مكونًا من البسكويت مرة أخرى قبل أن تتوجه إلى القصر الرئيسي. خلال كل هذا، كان سيدريك هادئًا تمامًا. هل كانت وجبتا البسكويت المتتاليتان غير مرضيتين لهذه الدرجة؟

'كان من الأفضل لو أنه غضب وخرج، كان ذلك سيجعل الوضع أكثر راحة…'

رغم أن ذلك كان سيوفر الكثير من العناء، إلا أن سيدريك اختار أن يظل هادئًا داخل جيب معطف أميليا الأبيض.

"سيدريك، سأجلب لك بعض الفاكهة أو أي شيء آخر خلال وقت العشاء. لذا، حاول أن تهدأ."

"ماذا؟ لا يهمني الفاكهة أو غيرها."

"إذن، أنت غاضب لأن حالتك أصبحت أولوية ثانوية بالنسبة لي؟ حسنًا، انتظر قليلًا."

في الحقيقة، لم يكن سيدريك من الأشخاص الذين تريد أميليا بذل جهد كبير لإنقاذهم. ومع ذلك، فإن بقاءه على هيئة سنجاب وإقامته معها كان يسبب إزعاجًا، لذا كان من الأفضل حل المشكلة سريعًا.

'هممم… هل يمكن أن يكون الأمر متعلقًا بالسحر؟ لقد قرأت أن الساحرات في الماضي كنَّ يحولن أعداءهن إلى ضفادع أو يمنعنهم من التحدث إلا بأصوات الحيوانات باستخدام جرعات سحرية…'

رغم أن ذلك يبدو أشبه بالقصص الخيالية، إلا أن مثل هذه الأدوية المحظورة كانت موجودة في الماضي. سيدريك قد لا يعرف ذلك، لكن عائلة بارسيفال التي تنتمي إليها أميليا كانت تحمل في دمائها أصول سحرة. وإذا بحثت في مكتبة العائلة، فمن المحتمل أن تجد طرقًا لصنع مثل هذه الجرعات الغامضة.

'في مثل هذا الوقت، يجب أن يكون كل من لينزي وكيث في المدرسة. سيكون الأمر مزعجًا إذا تم اكتشاف وجودي، لذا يجب أن أنهي بحثي بسرعة قبل عودتهما.'

بعد أن سلمت الأدوية إلى غرفة والدها، دخلت أميليا خلسة إلى مكتبة القصر. كان الهواء مشبعًا برائحة الغبار، ما دفع سيدريك لإخراج رأسه من جيب معطفها.

"ما هذا المكان؟"

"إنها المكتبة. سأبحث هنا عن كتاب قد يساعدني في إيجاد حل يعيدك إلى هيئتك الأصلية."

"……هُمف."

"حسنًا… لقد قلت إنك قد تعرضت للتسميم. هل تتذكر طعمه؟"

"كان طعمه حلوًا. كأنه نبيذ مخلوط بالسكر."

"حلو… فهمت. حسنًا، هل لديك شكوك حول شخص معين قد يكون قام بهذا؟"

"نعم، لدي شكوك."

قال سيدريك ذلك بنبرة متفاخرة.

"من هو؟"

"إنه ابن عمي فريدي. إذا متّ أنا، فالشخص الأكثر استفادة هو هو."

"فريدي؟"

"لقد التقيتِ به من قبل! إنه يطمح للاستيلاء على لقب عائلة الدوق. بالتخلص مني، سيكسب ثقة والدي ويحاول السيطرة على عائلة الدوق سيستينا."

"إذًا، يبدو أنه قد تم تسميمك وتحويلك إلى سنجاب… حسنًا، سنبدأ بمحاولة تجربة مضاد للسموم."

لم تكن أميليا مهتمة بصراعات عائلة الدوق، لذا اتجهت إلى رف الكتب المحظورة وأخذت عدة كتب لتقليب صفحاتها. من جيبها، كان سيدريك يبدو غاضبًا وهو يضرب قدميه الصغيرتين بحنق.

"أيتها الحمقاء! أظهري مزيدًا من الجدية! إذا لم أستعد هيئتي الأصلية، ألن يكون ذلك كارثة بالنسبة لكِ أيضًا؟"

"لن يكون هناك أي مشكلة بالنسبة لي."

"ماذا؟! ألا تدركين أن خطيبكِ سيختفي؟!"

"لا مشكلة. في الحقيقة، لطالما اعتقدت أنني سأكون بخير إن بقيت عزباء طوال حياتي. وإذا كنت ترغب في فسخ خطبتنا والزواج من شخص آخر، فلا بأس بذلك أيضًا."

"ماذا…؟!"

عندما أوضحت أميليا أنها كانت مستعدة لقبول فسخ الخطوبة لو كان ممكنًا، بدأ سيدريك يرتجف من شدة الغضب. رغم أنه كان في هيئة سنجاب، ولم يكن بإمكانها رؤية تعابير وجهه، إلا أنه بدا غاضبًا للغاية.

"أ… أنا أيضًا لا أريد الزواج من امرأة كئيبة مثلك!"

"اصمت!"

وضعت أميليا يدها بهدوء على جيبها لتسكت سيدريك. كانت قد سمعت صوت خطوات تقترب.

"هاه؟ كنت أسمع صوت همس، وها أنتِ هنا يا أختي. هل هناك أحد معكِ؟"

كان كيث، شقيقها الأصغر بثلاث سنوات. كان يرتدي زي المدرسة بينما كان ينظر حوله داخل المكتبة.

"لا، أنا وحدي."

"هاها! إذًا بدأتِ تتحدثين مع نفسكِ؟ يبدو أن الوحدة قد أصابتكِ بالجنون."

تجاهلت أميليا سخريته وغيّرت الموضوع بسرعة. لاحظت أنه يرتدي زيه المدرسي رغم أنه كان من المفترض أن يكون في الفصل.

"كيث، لماذا عدت من المدرسة مبكرًا؟"

"اليوم لدينا معرض أكاديمي. دوري كان في الصباح، لذا عدت مبكرًا. ولكن…"

كان كيث يحدق بفضول في الكتاب الذي كانت أميليا تحمله بين يديها.

"الكتب المحظورة يُمنع إخراجها من القصر الرئيسي."

"…………"

"هل تفهمين؟ أنتِ مجرد ابنة لامرأة حقيرة. لا تغتري بنفسكِ لمجرد أنكِ بارعة. هيا، أعيدي الكتاب فورًا!"

سلمت أميليا الكتاب إلى كيث. وما إن أمسكه، حتى استخدمه لضرب رأسها. اصطدم الزاوية بقوة بجبهتها، ما جعل شرارات تتطاير خلف عينيها المغلقتين.

"آه!"

"أخبريني يا أختي، لماذا يُحتاج تجفيف بصلة زنبق الماء الوردي إلى ثلاثة أيام؟ لماذا لا يكفي أربعة أيام؟"

"ماذا…؟"

"في العرض الأكاديمي اليوم، سألني أحدهم هذا السؤال. في ملاحظاتكِ، كتبتِ أن اليوم الثالث هو الأفضل. لكن كان يجب أن تكتبي تفاصيل أكثر. أليس كذلك؟"

"!"

أدركت أميليا فجأة أنه يتحدث عن التقرير الذي كانت تعمل عليه حول العقار الجديد.

"كيث، هل سرقتَ تقريري مجددًا؟"

"سرقة؟ كل شيء في هذا المنزل هو ملكي. أنصحكِ أن تتوقفي عن التصرف وكأن لكِ مكانة هنا، مع أنكِ لا تستحقين سوى السكن في الحديقة."

"آه!"

دفع كيث أميليا بقوة، فسقطت على الأرض. حاولت أن تحمي سيدريك الموجود في جيبها، فالتوت بجسدها لتتجنب الضغط عليه، لكنها ارتطمت بظهرها. أمسك كيث بالكتاب وضحك بسخرية.

"أختي، حتى لو تزوجتِ من عائلة الدوق، ستُطلَّقين بسرعة. إن كنتِ تعملين لأجلي، فقد أُبقي لكِ مكانًا في هذا المنزل. … أمزح فقط! هاهاها. هيا، عودي إلى ذلك الكوخ الخاص بكِ!"

طُردت أميليا من المكتبة بيد كيث. وعندما عادت إلى المنزل المنعزل، سمعت صوت سيدريك يئن داخل جيبها.

"آه… آسفة. يبدو أن مفعول دواء الزعرور قد انتهى. ها هو، تفضل."

"…………"

"لقد أخذ الكتاب، لكن لا تقلق. ما زلت أتذكر المكونات اللازمة."

"أنتِ… هل هذا يحدث دائمًا؟ هل تتعرضين للعنف من شقيقكِ بهذه الطريقة؟ والأسوأ، لقد كان يسرق أبحاثكِ علنًا ويعترف بذلك!"

المترجمة:«Яєяє✨»

تعليق ونجمة يشجعوني✨؟

حساب الواتباد: @rere57954

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon