...في قلب ولاية نيو إنجلاند،...
... حيث تلتقي الغابات الكثيفة بالسماء الضبابية،...
... كانت بلدة بلاك هول تبدو وكأنها مُعزولة عن باقي العالم. ولم تكن تلك البلدة جزءًا من الخريطة في أعين الكثيرين. وفي ذلك الصباح الباكر، بدأ يوم جديد في هذه البلدة التي شهدت تفجيرًا مروعًا دمر جزءًا من قلبها، لكن لا أحد كان يتوقع أن هذا الحادث سيكون بداية شيء مظلم يفوق الخيال....
...كان الضباب يملأ الأجواء بشكل كثيف، يعكس لون السماء الرمادي، بينما كانت الأشجار الضخمة على أطراف البلدة تقف صامتة، كما لو أنها تشهد على شيء فظيع. ومن بعيد، كان يُسمع صوت أزيز الرياح الذي يعصف بالمكان، ولكنه كان يختفي فجأة ليحل محله الصمت المطبق. وفيما كانت المدينة تغرق في هذا الصمت الغريب، كان هناك شيء يلوح في الأفق سيغير مجرى الأحداث....
...في منزل إميلي...
...استفاقت إميلي بليك في الساعة السابعة صباحًا. كانت مُتعبة من ليلة طويلة قضتها في قراءة ملفات قديمة للجرائم التي حققت فيها. لكنها لم تكن متوقعة أن اليوم سيكون مختلفًا، بل كانت تشعر بشيء غريب يراودها، وكأنها على وشك اكتشاف شيء ضخم....
..."يبدو أنني نمت قليلاً... كان لدي الكثير من العمل أمس," همست لنفسها وهي تفرك عينيها، ثم توجهت نحو الحمام. بينما كانت تحت الماء الدافئ، حاولت أن تركز على التفكير في اليوم التالي، إلا أن فكرة البلدة التي ستذهب إليها كانت تسيطر على ذهنها. هل ستكون تلك أول قضية كبيرة لها؟ وهل ستتمكن من التعامل مع شيء بهذا الحجم؟ كانت مليئة بالتساؤلات....
...بينما كانت في طريقها لتناول فطورها، رن الهاتف على الطاولة. نظرت إلى الشاشة فوجدت اسم أندرو ميلر، زميلها في التحقيقات الجنائية....
..."أندرو، صباح الخير!" قالت إميلي وهي تلتقط الهاتف....
..."صباح الخير، إميلي. لدينا حادث كبير في بلدة بلاك هول. انفجار مروع في وسط البلدة، ونحتاجك هنا فورًا."...
..."ماذا؟ انفجار؟ هل هو متعمد؟" ردت إميلي بدهشة....
..."نعم، وبدون أي إشارات تحذيرية. على كل حال، سننتظرك في مكان الحادث. عليك أن تكوني هناك في أقرب وقت."...
...أغلقت إميلي الهاتف بسرعة، ثم ارتدت ملابسها بسرعة قبل أن تلتقط حقيبتها. كانت تعرف أن هذا سيكون تحديًا ضخمًا....
...في طريقها إلى بلاك هول...
...في السيارة، كانت إميلي تقود بحذر على الطريق الريفي الذي يمر عبر الغابات الكثيفة. كانت الغيوم الداكنة تغطي السماء بالكامل، وكأن الطبيعة نفسها كانت تنذر بشيء سيء. ولكن في قلبها، كانت تملؤها الإثارة والقلق في نفس الوقت. لم يكن لديها الكثير من المعلومات حول البلدة الصغيرة التي ستتحقق فيها لأول مرة. بل كانت كلها مجرد أفكار غامضة. انفجار في بلدة نائية؟ هذا يبدو وكأنه شيء أكبر بكثير من حادث عادي....
...فجأة، قطع الصمت صوت صفارات الإنذار البعيدة. تنفسّت إميلي بعمق وشدّت قبضتها على المقود....
..."لن يكون هذا يومًا عاديًا." همست لنفسها....
...الوصول إلى بلاك هول...
...وصلت إميلي إلى بلاك هول بعد مرور حوالي ساعتين. كان المكان هادئًا جدًا، وكأن البلدة نفسها كانت ميتة. كانت المباني المدمرة والأنقاض التي خلفها الانفجار هي أول ما لفت انتباهها....
...توقفت سيارتها بالقرب من نقطة التفتيش، حيث كان أندرو ميلر وزملاؤه المحققون ينتظرونها. كان هناك عدد من الصحفيين يتجولون في المكان، يحاولون جمع المعلومات حول الحادث....
..."أندرو، ما الذي نعرفه عن هذا الانفجار؟" سألته إميلي، بينما كانت تغادر سيارتها بسرعة....
..."نحن لا نعرف الكثير بعد. كل ما يمكننا قوله هو أن هناك انفجارًا مروعًا وقع في قلب البلدة، ونحن هنا نحاول جمع الأدلة. يبدو أن القنبلة لم تُفجر بشكل عادي، وليس لدينا أي فكرة عن نوع المتفجرات المستخدمة. هناك العديد من الجثث هنا، ولكن لا يوجد تفسير منطقي لما حدث." أجاب أندرو....
..."هل تم العثور على أي مشتبه بهم؟" سألته إميلي....
..."ليس بعد. نحن في بداية التحقيقات، لكن كل شيء يشير إلى أنه كان متعمَّدًا. هناك احتمال أن يكون هناك شخص أو مجموعة تقف وراء هذا الهجوم." قال أندرو وهو يلوح بيده نحو مكان الحادث....
...توجهت إميلي نحو مكان الانفجار، حيث كانت فرق الإسعاف تحاول نقل الجثث، لكن كانت هناك جثة واحدة لافتة للانتباه. كانت جثة رجل مسن ملقاة على الأرض بالقرب من بعض الحطام، وعلى جسده علامات غريبة، وكأن شخصًا قد طعنه بشدة قبل أن يُلقى في مكانه. بينما كانت إميلي تراقب الجثة، قال أحد المحققين: "هذه ليست جثة شخص عادي. هناك شيء غير طبيعي هنا."...
..."نعم، هذا واضح." أجابت إميلي وهي تركز في التفاصيل الدقيقة للجثة....
...لكن قبل أن تتمكن من فحص الأمر أكثر، اقترب منهم المحقق توم هاريس، وكان يبدو عليه الارتباك....
..."إميلي، أندرو، هناك شيء غريب يحدث. تم العثور على جثث أخرى في البلدة، بعضها لم يكن من سكانها. نحن نتعامل مع شيء أكبر من مجرد انفجار." قال توم بقلق....
..."هل يمكنك أن تشرح أكثر؟" سألت إميلي، وهي تبدأ في التفكير في الصورة الأكبر....
..."من الواضح أن هناك شخصًا ما يتلاعب بالأحداث. بعض الأشخاص الذين تم العثور عليهم ماتوا بشكل غريب. لا توجد آثار تدل على وجود قنبلة أو تفجير تقليدي. هذا يجعلنا نعتقد أن هناك شخصًا وراء هذا." قال توم....
...إميلي كانت تفكر في هذا بكثافة. "هل لديك أي فكرة عن هوية هذا الشخص؟"...
..."هناك رجل اسمه دانيال هارمون، كان قد خسر الانتخابات المحلية مؤخرًا ليصبح حاكم البلدة. من المتوقع أن يكون لديه دوافع للانتقام." قال توم....
..."هل تعتقدون أنه قد يكون وراء هذا؟" سألته إميلي....
..."من غير الممكن استبعاد ذلك في هذه المرحلة." أجاب توم....
...إميلي توقفت عن الحديث للحظة، وتفحصت المكان حولها. كانت تشعر بشيء غريب يراودها. كانت هذه البلدة تبدو وكأنها تحوي أسرارًا عميقة، وأن ما بدأ كمجرد انفجار صغير يمكن أن يتحول إلى سلسلة من الأحداث المظلمة....
..."لنبدأ التحقيقات في البلدة. يجب أن نجد أي دليل يساعدنا في حل هذه القضية." قالت إميلي....
...فجأة، دوى صوت انفجار آخر في مكان بعيد. تحولت وجوه الجميع إلى الارتباك. "ما الذي يحدث الآن؟" تساءل أندرو....
..."لنذهب بسرعة." قالت إميلي....
...وتوجه الجميع نحو الانفجار الثاني، حيث كانوا يعلمون أن هذه القضية قد تكون أكثر تعقيدًا مما توقعوا......
...---...
...كانت أميلي تجلس في مكتبها، ...
...تتصفح بعض الوثائق الخاصة بالتحقيقات السابقة....
...لم تكن متأكدة تمامًا كيف تنظم أفكارها،...
...لكن هدوء المكان كان يساعدها على التفكير. كانت تشعر بأن اليوم سيكون مختلفًا، ويجب أن تكون مستعدة للخطوة القادمة في مسيرتها المهنية. فجأة، رن الهاتف على مكتبها....
..."أميلي، نحتاجك في مكان الحادث، فورًا"، جاء الصوت من الطرف الآخر، كانت هذه هي اللحظة التي كانت قد طال انتظارها....
...بسرعة، نفضت أفكارها جانبًا، وركضت إلى مكان الحادث. كانت الشوارع تعج بالحركة، ووسط هذه الفوضى، كان يبدو أن هناك شيء غير طبيعي. وصلت إلى المكان، حيث كانت الحشود متجمعه بالقرب من مكان الجريمة....
...أميلي نظرت حولها، وعينها تركزت على كل تفصيل صغير. كانت الشاحنات وسيارات الإسعاف لا تتوقف عن العمل، بينما كان المحققون يقومون بتفتيش المكان بحثًا عن أي دليل....
...اقتربت أميلي من المحقق الرئيسي، "ما الذي حدث هنا؟" سألته....
...أجاب المحقق برأسه، "أنفجار، لكننا لا نعرف السبب بعد. هناك شيء غريب، الكثير من الأدلة في هذا المكان يبدو أنها مرتبطة، ولكن لا يوجد دليل يوضح من فعل ذلك."...
...أميلي تابعت بتفحص دقيق. كانت هناك قطع من الزجاج المتناثر، وقطع معدنية محترقة، ودماء هنا وهناك. لكن لم يكن هناك شيء يربط ذلك مع شخص واحد. كان الانفجار قد دمر المكان تمامًا، لكن في وسط هذا الخراب، كانت أميلي تشعر بأن هناك شيئًا أكبر مما يبدو ....
..."لننتقل إلى الداخل"، قال المحقق وهو يشير إلى مكان قريب حيث تم جمع بعض الأدلة....
...داخل المبنى المدمر، كان المكان مظلمًا، فقط الأنوار الخافتة من كشافات سيارات الشرطة تضيء المكان. بدأ المحققون في التحقيق مع الشهود، بينما كانت أميلي تلاحظ كل شيء حولها....
..."أميلي، هناك شيء غريب هنا"، قال المحقق الآخر، موجهًا إليها اهتمامه....
...توجهت أميلي نحو الحافة حيث كان يوجد شيء غير عادي. كانت هناك آثار أقدام واضحة على الأرض، ولكن لم تكن آثار أقدام بشرية. كانت حوافها حادة جدًا، وكأن شخصًا ارتدى حذاءًا ثقيلًا....
...بدأت أميلي تسجل ملاحظاتها في دفترها. "هذه الآثار قد تكون مهمة"، تمتمت لنفسها....
...ومع مرور الوقت، بدأت أميلي تدرك أن هناك الكثير من الأسئلة التي يجب أن تُطرح. ما الذي كان يقف وراء هذا التفجير؟ وما الذي أراده الفاعل؟ هل كان هذا جزءًا من خطة أكبر؟ بدأت هذه الأسئلة تدور في ذهنها بشكل متسارع....
...ولكن الوقت كان يمر، والضغط يزداد. في صباح اليوم التالي، كانت أميلي في مكتبتها، تحاول أن تجمع الأدلة التي تم جمعها من الحادث. كانت تجيب على مكالمات مستمرة من زملائها، وتلقي الضوء على خيوط التحقيق....
..."أميلي، لدينا مشكلة أكبر من ذلك"، قال أحد المحققين. "يبدو أن هناك العديد من الانفجارات المتتالية في المدينة، والشيء المشترك بينها هو نوع المتفجرات المستخدمة."...
...أميلي فكرت قليلاً. "هل يمكن أن تكون هذه العملية منظمّة؟"...
...أجاب المحقق، "من المحتمل. لدينا قاعدة بيانات تحتوي على أسماء ومواقع مشابهة، لكن كل شيء يبدو مشتتًا."...
...قررت أميلي التوجه إلى مقر الشرطة للبحث عن معلومات إضافية. هناك، في غرفة الاجتماعات، جمع فريق التحقيق كل المعطيات المتوفرة. "لدينا ملفات قديمة قد تحتوي على بعض الأدلة التي تشير إلى هذا النوع من التفجيرات"، قال أحد المحققين الأقدم. "لكن ليس هناك شيء محدد."...
...جلست أميلي في مكانها، وبدأت تبحث في الأرشيفات القديمة. كل ملف كانت تفتحه كان يحمل تفاصيل من قضايا انفجارات سابقة، لكنها لم تكن ذات صلة. كانت هناك العديد من الحالات التي لم تُحل، لكن لم يكن أي منها يتضمن هذا النوع من التفجيرات....
...وفي تلك اللحظة، لاحظت شيئًا غريبًا في أحد الملفات. كان هناك اسم مألوف. كانت تلك الحالة تتعلق بشخص من عائلة مشهورة في المدينة. كان قد اُتهم بالتورط في عدة قضايا، لكن لم يتم القبض عليه أبدًا. شعرت أميلي أن هناك رابطًا بينه وبين الحوادث الأخيرة....
...أخذت الملف وخرجت سريعًا من الغرفة. كان عليها أن تتحقق من هذا الشخص. كل شيء بدا وكأنه يتصل ببعضه البعض....
...في المساء، ذهبت أميلي إلى منزله. كان الظلام يلف المكان، وكان هناك شعور غريب بالقلق في الجو. عندما وصلت إلى العنوان، كانت هناك سيارة تقف أمام المنزل. نزلت أميلي من سيارتها وبدأت تسير نحو الباب الأمامي....
...لكن قبل أن تطرق الباب، شعرت بشيء غريب في صدرها. كان هناك صوت خافت، يبدو كأنه همسات في الرياح. لكنها لم تدرك حتى اللحظة ما يعنيه هذا....
...رن الجرس، وفتح الرجل الذي كانت تبحث عنه. كان طويلًا وعيناه غير مبالية، إلا أن أميلي كانت تلاحظ أنه كان مرتبكًا بعض الشيء....
..."أميلي موريس، من قسم الشرطة، هل يمكنني أن أسألك بعض الأسئلة؟" قالت أميلي بصوت هادئ....
...لكن الرجل نظر إليها ببرود، ثم قال: "لا شيء لأقوله لكِ، تفضلي بالرحيل."...
...في تلك اللحظة، شعرت أميلي بأن هناك شيء ما غريب في هذا الرجل. كان يشعر بالذنب، لكنه كان يحاول إخفاءه....
...قبل أن تتمكن من الرد، أغلق الباب في وجهها. قررت أميلي أنها بحاجة إلى العودة لمراجعة المزيد من الأدلة....
...عادت إلى سيارتها، بينما كان الليل يزداد ظلامًا. كانت الأسئلة تتزايد، وكلما اقتربت من الإجابات، زادت الأسئلة التي كانت تطرأ على ذهنها....
...هل سيكون هذا التحقيق مجرد بداية لقضية أكبر؟ أم أنها كانت تلاحق سرابًا؟ ومع مرور الوقت، بدأت أميلي تشعر بأن الظلام الذي تحاول أن تكشفه ليس مجرد غياب للضوء، بل هو تحدٍ حقيقي يهدد كل شيء......
"التحقيق في الظلام" هي رواية بوليسية مثيرة تنغمس في عالم التحقيقات الجنائية الغامضة، حيث تكتشف المحققة الشابة "أميلي" نفسها في مواجهة مع قضايا معقدة تُحيط بها أسرار مظلمة. في كل زاوية من زوايا المدينة، تختبئ دلائل تلمح إلى قوى خفية تحاول التلاعب بالواقع. مع تطور التحقيق، تجد "أميلي" نفسها داخل شبكة من الألغاز والظلال، حيث يتداخل الخوف مع الحقيقة. بين الجنائيين، القتلة، والأسرار المدفونة، تبدأ رحلة مليئة بالتحقيقات، الصدمات، والتوتر النفسي، لتكتشف في النهاية أن الظلام ليس مجرد غياب للضوء، بل هو حقيقة يجب مواجهتها.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon