NovelToon NovelToon

اكتفيت من كوني بطلة حتى لو كنت متقاعدة!

الفصل 1

استيقظ السيف المقدس النائم بعد 600 عام.

كانت قاعة المعبد الكبيرة مليئة بالطاقة المقدسة.

تمرّكز السيف المقدس في أعلى نقطة في القاعة.

"سيدي، لقد استيقظ السيف المقدس ...!"

"اسرعوا ونادوا رئيس الكهنة!"

تحوّلت عيون الكهنة والمؤمنين إلى السيف المقدس.

كان السيف المقدس مختلفًا عن السيوف الأخرى.

كان كله من الفضة المقدسة. إنه سيف صُنع بإذابة الآثار المقدسة.

كان كلُّ من النصل الفضي المزرّق والمقبض في قطعة واحدة، لكن المظهر كان مختلفًا عن مظهر السيف الذي يصنعه الحداد.

كان مثل عمل فني عظيم منحوت من قِبل أطراف أصابع الحاكم.

ضرب ضوء الشمس متعدد الألوان الذي جاء من خلال الزجاج الملون النصل الفضي للسيف المقدس.

"يا إلهي!"

"يبدو أن الحاكم يحاول الإجابة!"

انعكس الضوء الغامض والجميل في عيون الناس المجتمعين في القاعة.

بغض النظر عن هويته، كانت العيون التي تنظر إلى السيف المقدس ممتلئة بالرهبة.

حتى فتح ذلك السيف المقدس فمه.

[سأختار تلك الأخت.]

تدفق صوت مختلف عن المتوقع من السيف المقدس.

ثم شحبت وجوه الأشخاص الذين كانت عيونهم تلمع منذ لحظة.

'هل سمعت للتو هلوسة؟'

أمال الكاهن الواقف بجانب رئيس الكهنة رأسه.

وعلى الفور، استمر الصوت العبثي والمؤذ الذي لم يتناسب مع اسم السيف المقدس مرة أخرى.

[إنه لشرف كبير ان يتم إختياركِ من قبل ريكهارت بن تييري سكولييه ميتيور روكسانيتش!]

ري- ريكهارت ... ماذا؟

كانت نظرات الناس الحائرة تتنقل بين السيف المقدس ورئيس الكهنة.

نما النور المنبعث من السيف المقدس تدريجيًا.

[آه، أنتِ تعرفين أنه لا يوجد حق الرفض، أليس كذلك؟]

بمجرد انتهاء كلمات السيف المقدس، برزت كرة متوهجة بحجم قبضة من جسم السيف.

وسرعان ما سقطت كرة الضوء المستديرة بين الفرسان المتجمعين في القاعة واخترقت أحضان أحد الفرسان.

بمجرد أن لمس الشعاع صدر الفارس، هبت ريح عنيفة لفترة وجيزة حوله، ورفرف شعر الفارس الفضي وارتجف.

ذُهل الجميع ونظروا إليه.

خرج صوت السيف المقدس مرة أخرى. تحدث السيف المقدس مثل قطة محتضنة في مكان مشمس.

[آه ، كما هو متوقع! كما هو متوقع!]

دافئ ودافئ ودافئ!

هذا هو ، هذا هو!

من ناحية أخرى، كان وجه الفارس، الذي يحمل الضوء، غير مبالٍ للغاية.

أول فارسة أنثى في في القارة، والناجية الوحيدة من عائلة الدوق المُدمرة.

كان هذا هو أول لقاء بين أديليا إستر والسيف المقدس ريكهارت.

* * *

بعد سبع سنوات.

اختفت فارسة السيف المقدس فجأة.

"حتى بعد تقاعدكِ، كانت إنجازاتكِ على شفاه الناس."

"هل هذا صحيح؟"

"نعم ، لقد كان أداءً مذهلاً. هذا ليس كل شيء! معركة چايا العظيمة التي استمرت لمئات السنين. لقد قادت فارسة السيف المقدس تلك المعركة العظيمة إلى النصر."

تحدث الرجل بفخر، كما لو كان هذا إنجازه.

"كانت نعمة من السماء .... نعمة لن تعود مرة أخرى."

نظر الرجل الى تعبير المرأة التي تجلس مقابله.

لكن تعبير المرأة على كان متجهمًا.

"حسنًا."

أجابت المرأة بإيجاز، ثم مدّتْ يدها إلى فنجان الشاي على الطاولة الخشبية القديمة.

قال الرجل بصوت حاد ربما لم تعجبه ردة فعل المرأة.

"هذا الوجه مرة أخرى!"

ثم لمست أديليا مقبض الفنجان الخام وانفجرت بالضحك.

"نعم، أشعر بالحرج قليلاً لسماع ذلك من فمك."

"هذه قصتكِ. قصة الفارسة أديليا إستر."

ضحكت أديليا مرة أخرى.

ثم شددت فمها بسرعة ونظرت مباشرة إلى فيرسون.

"أيها الطبيب فيرسون، بدلاً من الحديث عن الماضي، دعنا نتحدث عن الحاضر."

"......"

"...... هل حالتي خطيرة؟"

عندما اتصلت به لرؤية حالتها الجسدية، كان سماع قصص الماضي أمرًا متوقعًا.

كانت أديليا تدرك عادة الطبيب فيرسون.

لديه عادة التحدث أكثر عندما يصعب التحدث عن شيئ ما.

عند سؤالها، التقط فيرسون أنفاسه وأخيرًا تنفس الصعداء.

"ها ..."

"أنا أستمع."

"....... نصف عام، بقي نصف عام، سير إستر ..."

توقفت أطراف أصابع أديليا عند كلماته.

أغلق فيرسون وفتح عينيه وهو يواصل.

"هاا. ألم يخبركِ أحد أنه عليكِ الاعتناء بجسدكِ أولاً ... ما فائدة الثروة والقوة إذا انهارت صحتكِ؟"

لهذا السبب اضطررت إلى الامتناع عن استخدام الهالات، لأن جسدها لن يكون قادرًا على تحمل ذلك.

حاولتُ أن أوقفها وأحذرها بهذا الشكل ... ومع ذلك، على الرغم من توبيخها، إلا أن أديليا لم تبتسم إلا بشكل مشرق.

"فهمت. أعتقد أنني أعاقب هكذا لأنني لم أستمع إلى الطبيب."

عيون حمراء، مثل الجواهر، حدقتْ في فيرسون بهدوء.

إهدأ، لا يزال هناك وقت.

شدَّ فيرسون قبضته على فخذه.

لماذا هي قادرة على الضحك كثيرًا؟

حتى بعد أن سمعتْ أنه لم يتبقَ لها سوى نصف عام، لم تنهر تلك الفارسة على الإطلاق.

بالنظر إلى هذا التعبير، لم أستطع أن أجعل نفسي أقول إن الحد الأقصى كان نصف عام، في الواقع، يُمكن تخفيضه أكثر.

قال فيرسون وهو يغمض عينيه.

"أليس من الظلم أن تكون نهايتكِ هكذا ..."

في مكان معزول عن العالم، في كوخ رث متهالك كان على وشك الانهيار.

'لا يجب أن تكون نهاية البطلة هكذا!'

يتذكر فيرسون بوضوح، بعد أن تقرر تقاعدها، ابتسمتْ أديليا بشكل مشرق قائلة إنها يمكن أن تستريح الآن في النهاية.

ضحكت حتى بعد أن دُمر جسدها بالكامل كآثار جانبية من المعركة الكبرى.

"لا تفعلِ هذا، عودي إلى قصر الدوق. لا يمكننا إضاعة الوقت في هذه المقصورة المتهالكة. إذا تلقيتِ الرعاية المناسبة في قصر الدوق وطلبتِ من العائلة الإمبراطورية أن تعطيكِ كاهنًا محترفًا وأعشابًا جيدة في الشفاء، لن يتظاهروا بأنهم لا يعرفون ....... "

"أيها الطبيب فيرسون."

قاطعت أديليا فيرسون ونادت اسمه.

أجاب فيرسون بصوت ممزوج بالحسرة.

"...... نعم، سير إستر."

نهضت أديليا ببطء من الكرسي وسارت نحو فيرسون بهدوء.

"بطلة. "

واصلت أديليا السَّيْر ووضعت يدها على كتف فيرسون، الذي كان غاضبًا.

"عليّ أن أكون بطلة حتى النهاية. "

على الرغم من أن أديليا غير قادرة على حمل السيف الآن، إلا أنها تمكنت من استعادة شرف عائلتها، واستعادة شرف ثيوس وديريك، الذان كان عليهما أن يموتا ظُلمًا، وذلك كله بفضل تحمّل أديليا لكونها بطلة.

هذا هو.

لقد حصلتُ على ما أردته، لم يعد هناك سبب لأكون جشعة بعد الآن.

لذلك حتى عندما عرض عليها الإمبراطور التقاعد، قبلت بدون تردد. أرادت أديليا أن تحصل على الراحة أكثر من أي شخص آخر.

'بالطبع، الراحة التي أردتها لم تكن الموت.'

ولكن هذه هي الحياة.

لا يمكنكَ الحصول على كل ما تريده، عندما يتم اكتساب شيئًا ما، يجب أن تفقد شيئًا ما.

نظرت أديليا إلى الأسفل، ونظرت إلى السيف المقدس الموجود حول خصرها.

ابتسمت قليلاً وهي تضرب المقبض بلطف كما لو كانت تُمشط شعر طفل.

'لقد بذلت جهدي، أليس كذلك؟'

إرتعد السيف المقدس بصمت.

* * *

كانت لحظة الموت مفاجئة للغاية.

ما كان مفاجئًا وصادمًا أكثر من ذلك هو الوضع الذي كانت عليه أديليا الآن.

لم تصدق أديليا انعكاس صورتها في المرآة.

قالت بنظرة مرتبكة على وجهها.

"إذاً سيرا. كم عمري الآن؟"

"عمركِ سبع سنوات."

ضحكت أديليا ولمست جبينها.

ثم ارتجفت عيون خادمتها.

"آه ، آنستي ...؟"

كانت سيرا، خادمة دوق إستر، محرجة للغاية الآن.

كان ذلك لأن نبرة أديليا وتعبيراتها عندما استيقظت في الصباح كانت مختلفة تمامًا عن تلك الليلة الماضية.

- أتمنى لكِ حُلمًا جميلاً، سيرا!

- نعم، السيدة أيضًا!

لم يكن وجهها مرعبًا ولا حتى صوتها.

يمكن لـ سيرا، التي كانت بجانب أديليا لمدة 7 سنوات منذ ولادتها، معرفة هذا التغيير الصغير.

كانت أديليا، التي خرجت إلى أرض التدريب للتدريب منذ الفجر، هادئة اليوم.

سيرا، التي اعتقدت أنه غريب، توجهت إلى غرفة أديليا.

ووجدتْ أديليا واقفة أمام المرآة تحدق في نفسها.

كان الصمت كافيًا لخنقها.

قبل أن تبدأ في السؤال عما إذا كانت بخير ، فتحت أديليا فمها أولاً.

-والدي؟

-نعم؟

-......هل هو على قيد الحياة؟

بعد سؤالها عما إذا كان الدوق حيًا أم ميتًا، سألت عن أخبار السيد الشاب وعمرها.

نبرة منخفضة أكثر من المعتاد، وهادئة جدًا.

عيون حمراء فضية، ونظرة كسولة تفحص المناطق المحيطة.

'اليوم ، السيدة غريبة ...'

بطريقة مماثلة، شعرتُ وكأنني أواجه الدوق الذي عاد من ساحة المعركة.

تحوّلت نظرة سارة المضطربة إلى أديليا التي وقفت أمام المرآة.

ثم فتحت أديليا فمها مرة أخرى.

"هل قلتِ أن اليوم هو العام 699 من التقويم الإمبراطوري؟"

"نعم، آنستي ..."

للأسف، هل ضربت رأسها حقًا أثناء نومها؟

ارتجفت قبضتيّ سيرا قليلاً، اللتين لفّتا مئزرها بإحكام.

هل تعرف أديليا هموم سيرا أم لا؟

وقفت أديليا أمام المرآة، عابسةً وهي تنظر إلى نفسها في المرآة.

'كيف بحق خالق الأرض من المفترض أن أقبل هذا ...'

أتذكر اللحظة التي توقفت فيها أنفاسي الليلة الماضية.

كانت الأطراف مشلولة، وكان أخذ الهواء صعبًا جدًا.

'نصف عام، أيها الطبيب فيرسون!'

إنه مثل الدجال.

مِتُ في أقل من شهر، ناهيك عن نصف عام!

عادت نظرة أديليا، التي نقرت على لسانها بداخلها، إلى خادمتها سيرا.

كانت خادمة كانت إلى جانبها منذ ولادتها، حتى دمار الدوقية.

'بعد أن غادرت الدوقية، عادت إلى مسقط رأسها.'

لقد تزوجت من صديق طفولتها في مسقط رأسها وقد مر عام، وبعد فترة وجيزة، أتذكر أنني سمعت متأخرًا نبأ تعرضها للضرب من قِبل زوجها حتى الموت.

بالمناسبة، هي تقف أمامي حية هكذا.

هي ليست وهمًا فقط.

'عمري سبع سنوات؟ أنا؟'

أنا، التي توفيت في السابعة والعشرين، لم أفهم لماذا كنت في السابعة من عمري.

اعتقد أن هذا حلم.

ومع ذلك ، بعد أن أمسكت بسيرا واستجوبتها من الفجر حتى الآن، أعلم أيضًا أنه ليس حلمًا.

تنهدت أديليا ومشطت شعرها الفضي الذي كان يتدفق.

سنة 699 من التقويم الإمبراطوري، سبع سنوات.

...... وحتى سيرا.

كل هذا أدى إلى نتيجة.

'..... لقد عدت 20 سنة إلى الوراء.'

عندما رأت عيناي أديليا من خلال المرآة، فتحت سيرا فمها بحذر.

"آنستي، يجب أن نتصل بالطبيب ..."

يبدو أن سلوكها المختلف عن المعتاد جعل سيرا قلقة.

هزت أديليا رأسها.

"لا تفعلي هذا يا سيرا، أنا بخير."

على الرغم من الإجابة بأنها بخير، تدلّت رموش عيون سيرا.

"غدًا حفل الدخول إلى الأكاديمية، سيدتي. إذا لم ننتهي من حزم الأمتعة ... لا، ليس الأمر كذلك، هل يجب علينا فقط الاتصال بالطبيب الآن؟"

أو حتى السيد الشاب ديريك ......

بينما استمرت سيرا في القلق، تمايل رأس أديليا قليلاً.

"......الأكاديمية؟"

"نعم."

أوه، هذا صحيح.

أرادت أديليا البالغة من العمر سبع سنوات أن تتبع خطى شقيقها الأكبر ديريك لتصبح فارسة.

لحسن حظها، لم يكن هناك حد أدنى للعمر في امتحان القبول في الأكاديمية الإمبراطورية، واجتازت أديليا بفخر الاختبار الصعب ودخلت المركز الأول.

غدًا .......

بفضل انضمامها إلى الأكاديمية، تمكنت أديليا من أن تصبح فارسة إمبراطورية.

ليس من المبالغة القول إن الأكاديمية هي التي جعلت منها أديليا في الماضي.

أدارت أديليا ظهرها إلى المرآة.

"نعم ، الأكاديمية ...... كانت الأكاديمية هي البداية."

"نعم؟ آنستي، ماذا قلتِ للتو ..."

تلك الأكاديمية رفعت أديليا كفارسة.

علاوة على ذلك، فارسة السيف المقدس، بطلة الإمبراطورية.

و،

'لقد تجولت للتو في ساحة المعركة وعملت بجد، ولكن انتهى بي الأمر بالموت عبثًا.'

لم أستطع أبدًا أن أنام بسلام ليوم واحد.

فقط الحرب والحرب والحرب!

تلألأت عيون أديليا الحمراء بشدة.

كانت تحدق باهتمام في العديد من الحقائب المصطفة بجانب الأريكة.

'أتذكر كم كنت متحمسة أثناء حزم هذه الحقائب.'

على خطى شقيقها الأكبر ديريك، كان قلبها يحترق من فكرة أنه يمكنها أيضًا رفع شرف دوق إستر.

إلى جانب ذلك، كانت أصغر شخصٍ نجح بإمتحان دخول الأكاديمية.

'لكن .....'

فتحت أديليا فمها وهي تتجه نحو الحقائب.

"سيرا."

"نعم آنستي. "

"هذه الحقائب ... أفرِغيها مرة أخرى."

"نعم؟"

'لا. التفريغ والتنظيم هو أيضًا عمل.'

تدفق صوت لطيف من شفتيّ أديليا.

"...... فقط احرِقيها."

يُتبع في الفصل القادم .......

-ترجمة: خلود

الفصل 2

"نعم؟!"

اتسعت عيون سيرا.

"آه، آنستي؟ لماذا فجأة ..."

"أنا لن أذهب."

"نعم؟"

"لن أذهب إلى الأكاديمية."

هذا امتداد للراحة التي حصلت عليها أخيرًا.

'حسنًا سأرتاح وأيضًا حصلت على فرصة.'

فرصة للتعويض عن الإرهاق والحياة المزرية التي كان عليها أن تعيشها مدفونة في العمل طوال حياتها.

أدارت أديليا جسدها نحو السرير.

"سألعب حقًا حقًا وبقوة من الآن فصاعدًا، سيرا."

"نعم......؟"

سألت سيرا بإستغراب، لكن أديليا لم تعطِ إجابة محددة.

مشت للتو إلى السرير وألقيت بنفسها على الأغطية. غرق جسد أديليا الصغير في السرير الناعم.

آه ، جيد ....... نعم ، أتذكر.

شعرت بهذا من قبل.

لقد مررت بأوقات مريحة في حياتي.

ضحكت أديليا باكتئاب وفركت وجهها على بطانيتها.

'سواءً كانت الأكاديمية أو القصر الإمبراطوري. ليس لي علاقة الآن.'

ليس لديّ أي نية للسير في نفس المسار كما في الماضي.

قررت أديليا أن تغتنم هذه الفرصة واعتبرتها إجازة عادلة منحها الحاكم.

' لأنني متقاعدة. '

لم تكن هناك حاجة لارتداء قناع البطلة والذهاب إلى ساحة المعركة المرعبة مرة أخرى، ولم تكن هناك حاجة لأن تصبح درعًا للعائلة الإمبراطورية وأن تتعرض للإهانة أمام شعب الإمبراطوري.

'في الوقت الحالي، أريد أن أنام بعمق وأن أستيقظ وأفكر في الأمر.'

متى كانت آخر مرة استلقيت فيها على سرير كان ناعمًا ورائعًا؟

'الآن ، أريد حقًا أن أستريح.'

نم عندما تشعر بالنعاس، وتناول الطعام عند الجوع.

أريد أن أعيش مستمتعةً بهذه الأشياء الأساسية.

عانقت أديليا البطانية.

كانت رائحة ضوء الشمس دافئة كما لو كانت قد ذابت في البطانية.

عندما دفنت وجهي في البطانية وتنفست، أصبحت جفوني ثقيلة بشكل طبيعي.

بينما كانت أديليا هادئة تحت البطانية، اقتربت سيرا، التي كانت تضع الحقيبة بعيدًا في الزاوية.

"آنستي، هل تشعرين بالنعاس؟ ستصابين بنزلة برد إذا نمتِ هكذا."

"..."

"آنستي؟ آنستي؟!"

للأسف، أضافت سيرا أصواتًا مزعجةً ووضعت أديليا بشكل صحيح على السرير.

وفجأة أدركت أن لمسة سيرا الودية المزعجة واللطيفة لم تكن موجودة منذ فترة.

كانت آخر مرة رأيت فيها سيرا قبل 20 عامًا، لذا لا بد أنها غير مألوفة.

'اشتقتُ إليكِ حقًا ...'

ابتسمت أديليا برفق وأغمضت عينيها بإحكام.

'فيرسون، لقد عدت إلى منزل الدوق كما أردت. لم أكن أعرف أنا ولا أنت أن الأمر سيحدث على هذا النحو، لكن ... '

غرق جسدي، الذي أصبح ثقيلًا مثل القطن المبلل، بلا حدود في السرير.

وفي نفس الوقت ذهب إزعاج سيرا بعيدًا.

* * *

-[الطبيب فيرسون هو مجرد دجال، نونا.]

-تقييمك منخفض جدًا، ريك.

في كل يوم كان فيرسون يزور الكوخ ويغادر، تذمر سيف أديليا المقدس. في كل مرة، كانت أديليا تبتسم وتضرب مقبض ريك بيدها.

كان فيرسون يأتي إلى كوخ أديليا كل يومين للاطمئنان على حالتها.

لقد كان شخصًا طيبًا ولطيفًا كان مهتمًا بصديقته التي كانت على فراش الموت.

- ليس من المريح رؤيتكَ محبطًا في كل مرة .......

بدأ فيرسون في صُنع الدواء لأديليا.

بذل فيرسون قصارى جهده إلى الحد الذي جعل أديليا تشعر بأن وجهه يزداد قتامةً يومًا بعد يوم.

وفي كل مرة كان يرحل بوجهٍ مدمرٍ بسبب حقيقة أنه لم ينجح.

ومع ذلك، منذ صباح أحد الأيام، بدأت الساق اليسرى المتبقية لأديليا في التصلب.

نهضت من سريرها وعرجت إلى النافذة.

كانت الأرضية الخشبية للكوخ القديم تُصدرُ أصواتًا بشكل متقطع.

- بالنظر إلى حالها، ستتصلب تمامًا بحلول الغد.

جلست أديليا على عتبة النافذة ووضعت إحدى رجليها المتيبستين على عتبة النافذة.

-معدل التدهور سريع جدا ......

كانت تبتسم حتى عندما قيل لها إنه لم يتبق لها سوى نصف عام للعيش.

تعهدت بعدم إضاعة نصف العام المتبقي ووضعت بعض الخطط.

قررتُ السفر إلى أماكن لم أزرها من قبل وإلى أماكن كنت أتخيلها بشكل غامض.

في يوم من الأيام، سأكون قد قضيتُ نصف عام بالتجول حول العالم مثل الريح.

عندما يأتي ذلك اليوم، أتمنى أن أتشتت مثل الغبار وأن أعود إلى التراب.

ومع ذلك.

قبل أن تتمكن من تنفيذ خطتها، تجمدت ساقيها كما لو كانت تسخر منها.

-سوف تمطر غدًا.

أعتقد أنني فكرت في ذلك أثناء النظر إلى السماء خارج النافذة.

في صباح اليوم التالي، لم تتخيل أنها ستموت حتى دون أن تفتح عينيها.

* * *

"آآآآآه ......."

"آه، آنستي!"

أديليا، التي كانت نائمة للحظة، تأوهت من الحرارة التي أحاطت بها.

"قم بفعل شيءٍ ما!"

عندما حثت سيرا الطبيب ليونارد، الذي كان يعالج أديليا، أخذ خطوة إلى الوراء، ومسح العرق من جبينه.

"بمجرد أن تأخذ خافضات الحرارة، ستنخفض الحمى قريبًا."

"هل هي نزلة برد؟ إذا كانت نزلة برد، فكيف تشعر بهذا الألم؟"

"لا أعتقد أنها نزلة برد ... إنها المرة الأولى التي أرى فيها شيئًا كهذا."

"ماذا يقول الطبيب! حاول التفكير!"

بينما كانت سيرا تمسك بياقة ليونارد بغضب، قال بصوت محير.

"آ-آنسة سيرا. اهدائي قليلاً...... "

"أهدأ؟! الآنسة غائبة عن الوعي الآن!"

كان في ذلك الحين،

"ألم تذكرِ في الرسالة أن أديليا كانت مريضة؟"

انفتح باب غرفة أديليا ودخل ديريك إستر مرتديًا زي الحرس الإمبراطوري.

كان وريث دوق إستر والأخ الأكبر لأديليا.

بدا أنه جاء راكضًا على عجل، وكان شعره مبللاً قليلاً بالعرق.

"السي-السيد الشاب ديريك!"

"أيها السيد الشاب، ارجوكَ انقذ سيدتي!"

سارعت سيرا إلى ديريك مثل شخص قابل منقذًا.

تجعد جبين ديريك عند رؤية أخته تكافح في السرير.

"ليونارد، ماذا حصل لأديل؟"

"هذا لأن الحمى إرتفعت فجأة ..."

ثم تدخلت سيرا في المحادثة.

"نعم أيها السيد الشاب. كانت تبدو غريبة منذ الصباح! بالطبع، بدأت الحمى منذ فترة قصيرة."

"تبدو غريبة؟"

"نعم، لقد ذكرت ذلك في الرسالة."

"آه."

عندما وصلت رسالة من الدوقية إلى ديريك، كان ذلك في وقت قريب من غروب الشمس.

سألت عن عمرها، وسألت عن التقويم الإمبراطوري، وسألت عما إذا كان ثيوس وديريك على قيد الحياة، كما كان مكتوبًا في الرسالة.

قالت أيضًا إنها لن تذهب إلى الأكاديمية وطلبت من سيرا إفراغ الحقيبة على الفور.

لا، قالت احرقي الحقيبة بأكملها.

"ثم فجأة أصيبت بالحمى؟"

"نعم، سيدي."

جلس ديريك على الكرسي بجانب السرير.

"أديل."

"آه، آه ...."

"أخوكِ هنا، أديل ..."

كما لو أنه لم يفعل ذلك من قبل، محى ديريك تعابيره الصارمة ونادى أديليا، مخفضًا حاجبيه.

لكن أديليا كانت بالكاد تفتح عينيها. كانت غارقة في العرق مثل طفل يتعرض للضرب وكانت تتألم.

"أديل ..."

بالنسبة إلى ديريك، كانت أديليا أختًا صغرى كانت أغلى من حياته، وأثمن هدية تركتها والدته للعالم.

أديليا، التي فقدت والدتها في وقت مبكر، كانت حزينة.

لذلك أراد أن يبذل قصارى جهده ويسعدها دومًا.

كان يتذكر ابتسامة والدته وذراعيها، لكن أديليا لم تتذكر.

علاوة على ذلك، كان والده ثيوس بعيدًا عن الدوقية.

لذلك بذل قصارى جهده للبقاء بجانب أديليا.

كما كان يرجو أن تكبر الطفلة غير مدركة لمعنى الوحدة.

سواءً كان ذلك آثارًا جانبية لذلك ام لا، لم يكن يعلم أن أديليا ستقرر أن تصبح فارسةً لتتبعه إلى القصر الإمبراطوري.

'كان هذا حتى يوم أمس، لأنها قالت إنها ستلغي قبولها للأكاديمية اليوم.'

جاء ليعرف ما الذي غير رأيها، فقالوا إنها مريضة.

أطلق ديريك تنهيدة طويلة ووضع يده على جبين أديليا.

"أديل، عندما تنخفض حرارتكِ، سأشتري لكِ الكثير من البودينغ من متجر ديمي أورت من شارع أڤينيو الثالث الذي تحبينه. دعينا نتوقف عند ليمريار ونشتري بعض المثلجات. وعندما يعود والدي من ساحة المعركة ..."

ديريك، الذي كان يمتم، توقف عن الكلام.

كان ذلك لأنه شعر بطاقة غريبة تحت كف يده التي لمست جبين أديليا.

لم يكن الأمر مجرد حرارة. تحت تلك الحرارة، كانت هالة غامضة تتقلب.

' لا أصدق هذا ... '

اهتزت عيون ديريك الحمراء.

'......هالة؟'

هراء.

تظهر الهالات عادةً بعد احتفال بلوغ سن الرشد والوصول إلى مستوى معين من خلال التدريب.

لكن ليشعر بالهالة من طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات.

"أديل."

نظر ديريك إلى أديليا بنظرة قلق وحيرة.

'ماذا حدث بحق خالق الجحيم؟'

بدأ ديريك في تهدئة هالة أديليا شيئًا فشيئًا بهالته.

بعد ذلك، أصبح تعبير أديليا، الذي كان عابسًا، أكثر راحة.

'إنه إجراء مؤقت فقط.'

كانت هالة ديريك أقوى قليلاً على الأقل من هالة أديليا، لذلك كان قادرًا على جعلها تنام، لكنه لم يكن يعرف متى ستصبح جامحة مرة أخرى.

'هل يمكنني ان استمر هكذا حتى يأتي والدي؟'

بغض النظر عن الطريقة التي نظر بها إلى الأمر، لا يبدو أن الحظر الذي فرضه سيستمر طويلاً.

نظر ديريك إلى أديليا النائمة للحظة قبل أن يغادر الغرفة.

* * *

الجنوب الغربي للإمبراطورية، حدود إقليم شيهاتروس.

تجمعت برك من الدم على الأرض الترابية، متموجة في الرياح القاتمة والمطر.

ساحة المعركة حيث تم خوض الجولة الأولى وكانت قتالاً خفيفًا لتعزيز قوة كِلا الجانبين.

كِلا المعسكرين، اللذان دخلا فترة هدوء، كانا أكثر هدوءًا من أي وقت مضى.

"ماذا تنوي أن تفعل، صاحب السعادة؟"

"·····"

لم يكن الجو داخل الثكنات مختلفًا تمامًا عن الوضع خارج الثكنات.

جلس الدوق ثيوس إستر على كرسي ونظر إلى الخريطة، ثم رفع رأسه على صوت مساعده وارين.

سأل وارين مرة أخرى، واقفًا أمامه.

"هل ستشاهدها هكذا فقط؟"

على الرغم من سؤاله، قال ثيوس بوجه خالي من التعبيرات،

"لقد رفضت دخول الأكاديمية."

"آه ، ..... هذا صحيح."

قام ثيوس بتمشيط شعره، متذكرًا التقرير الذي قدمه له وارين سابقًا عن ابنته.

"أتعلم، لقد كنت أشاهد هذه الطفلة لفترة طويلة، أليس كذلك؟"

".....نعم، سيدي."

لا توجد فارسات في إمبراطورية روثيانت.

كان جميع الفرسان الرسميين، الذين انضموا إلى الفرسان من العائلات الأرستقراطية أو العائلة الإمبراطورية، رجالاً.

كان عليهم أن يتخرجوا من الأكاديمية لإجراء امتحان القبول لفرسان الإمبراطورية، كما لعبت حقيقة أن امتحان القبول نفسه صعبًا للغاية دورًا في ذلك.

ونتيجة لذلك، ارتفع أيضًا مستوى صعوبة امتحان دخول الفرسان لكل عائلة نبيلة.

'في المقام الأول، لا تفكر السيدات النبلاء الأخريات في أن يصبحنّ فرسانًا ...'

اعتبر النبلاء أنه من الجهل والمخزي أن تمسك سيدة نبيلة بالسيف.

خدش وارين جبينه المجعد.

"الآنسة الصغيرة تشبه سعادتك."

ثم أمال ثيوس رأسه.

"حسنًا. "

"أنا لا أتحدث عن المظهر."

لم تكن أديليا تشبه ثيوس من ناحية المظهر.

باستثناء عينيها الحمراوين، بدت أديليا تمامًا مثل الدوقة السابقة، إيرينا إستر.

'عنيدة للغاية. '

علاوة على ذلك لديها القدرة على التصرف عندما تصِرُ على فعل ما اعتقدت ذات مرة أنه الصواب.

تنهد وارين بهدوء.

"كما تعلم، فإن العديد من العائلات النبيلة والإمبراطورية يراقبون دوق إستر."

هناك ثلاث دوقات في إمبراطورية روثيانت.

من بين الدوقات الثلاثة، كانت دوقية إستر الأقوى من ناحية القوة والتأثير.

كان ذلك لأن شعب الإمبراطورية كان يثق كثيرًا في ثيوس.

ومع ذلك، تقدمت الأميرة الوحيدة لدوقية إستر لحمل السيف.

كان الأب العادي ليوبخها بشدة، لكن الدوق لم يُوقف أديليا.

كل ما قيل لها هو أن تفعل ما يحلو لها، دون أي تعليقات إضافية.

'وقد اجتازت الاختبار بفخر بحصولها على المركز الأول في الأكاديمية.'

كانت نتيجة غير متوقعة حتى لــ وارين.

"عندما خاضت الأميرة اختبار الأكاديمية لتصبح فارسة، تحدث الناس عنها كثيرًا. "

كان هناك الكثير من الناس الذين شعروا بالغيرة من دوق إستر وكانوا يبحثون فقط عن الفرص.

قيل أن هذه المرة يمكن أن تكون طعامًا جيدًا لهم.

"وارين. "

نادى ثيوس وارن بهدوء.

"نعم، سيدي."

رفع ثيوس الخريطة التي كان ينظر إليها ووقف من مقعده.

"قم بــ تسريع الوقت لإنهاء الحرب."

"نعم؟"

سأل وارين وهو ينظر إلى مؤخرة رأس ثيوس.

ثم أجاب كما لو أن الأمر لا يهم.

"ما الفائدة من إطالتها لمدة نصف عام؟ سننهي الحرب في غضون أسبوع ونعود."

لا ، ما الذي تتحدث عنه؟

كانت هذه الحرب على مستوى مختلف عن مجرد إخضاع المتمردين.

كان جيش العدو مكونًا من خمس قوات متحالفة.

لم تكن معركة كبيرة، لكنها كانت حربًا ضخمة تحتاج نصف عام على الأقل.

لكن أسبوع؟

"لكن، صاحب السعادة. قول ذلك أسهل من الفعل ..."

"اسبوع واحد."

تم قطع كلمات وارين المتأتأة بشكل حاد من قبل ثيوس.

"ليس هناك عودة إلى الوراء. تحرك."

[ يُتبع في الفصل القادم ......]

-ترجمة: خلود

الفصل 3

"هل يمكنكِ رؤيتي، أديل؟"

"نعم......؟"

عندما استيقظت في الصباح الباكر، ملأ وجه ديريك مجال رؤية أديليا.

'...... ألست أوبا؟'

عندما نظرت أديليا إلى ديريك بهدوء، وضع ديريك يده على جبين أديليا وتمتم.

" لا توجد حمى."

"...."

رمشت أديليا جفنيها وفتحت فمها بحذر.

"ديريك ...... أوبا؟"

"نعم، ماذا تريدين، أديل؟"

أمال ديريك رأسه وأغلق عينيه مبتسمًا.

قفزت أديليا على قدميها.

"آه آه!"

في لحظة، دار رأسها.

"أديل! ماذا هناك؟!"

متفاجئًا، أمسك ديريك بجسد أديليا المندهشة.

نظرت أديليا إلى يد ديريك التي كانت تمسك بكتفها، ورفعت رأسها ببطء.

إنه حقًا ديريك أوبا!

كان شعره بلون القمح قريبًا إلى اللون الذهبي وكان يملك عيونًا حمراء مثلها.

على الرغم من أنه كان نفس اللون الأحمر، إلا أن عيون ديريك كانت مختلفة قليلاً.

على عكس عيون أديليا، التي كانت تتلألأ مثل الجواهر الحادة، كانت عيون ديريك الحمراء أكثر هدوءًا، مثل الصفاء الذي شعرت به وهي تنظر إلى نار الحطب في الموقد.

'إنه هو حقًا.'

منظره وصوته الرقيق وعيناه مملوءتان بالحنان.

نظرت أديليا إلى ديريك في صمت.

ثم جلس معها ديريك، وجعل عينه في نفس مستوى عينها.

"أديل؟ هل مازلتِ مريضة؟"

ديريك، الذي كان ينظر إلى أديليا بعيونه القلقة، أدار رأسه إلى سيرا.

"سيرا، نادي ليونارد ......"

ولكن قبل أن ينهي كلماته، أمسكته أديليا من رقبته.

"أديل ....؟"

كان هناك شكلٌ غير مستقر يتدلى من رقبة ديريك.

ومع ذلك، توقف ديريك للحظة، ووقف من مقعده، ممسكًا أديليا بين ذراعيه دون ذعر.

ربت على أديليا على ظهرها ومشى حول الغرفة.

مثل تهدئة طفل.

عانقت أديليا ديريك وأغمضت عينيها بإحكام.

'هل حقًا ........ أنت حي.'

في الواقع، حتى يوم أمس، لم تصدق حقيقة أنها عادت بالزمن إلى الوراء.

يبدو أنه مجرد حلم عابر، وأشعر وكأنه وهم يمكن تبديده في غمضة عين.

لكن بعد سماع صوت ديريك والشعور بدرجة حرارة جسده، اقتنعت أن هذا حقيقي.

اندفعت الحرارة إلى طرف أنفها.

'أنت حي، أنت على قيد الحياة ...... !'

ديريك على قيد الحياة وهذه الدوقية لا تزال قوية.

سيكون والدها ثيوس أيضًا على قيد الحياة بالتأكيد، على الرغم من وجوده في ساحة المعركة.

إنه ليس حُلمًا ، إنه حقيقة.

صرّت أديليا على أسنانها.

'لا تقلق، أوبا. أبي وأخي أيضًا ...... سأحمي كل شيء هذه المرة. لن أترك عائلتي تمر بمثل هذه المحنة مرة أخرى!'

تجربة ذلك لمرة واحدة كافية.

قمعت أديليا عواطفها، ثم رفعت رأسها.

"هل عدت بسببي؟"

"جئت لرؤية أختي الصغيرة."

"كذبة. لا بد أنك تفاجأت بسماع أنني رفضت الذهاب إلى الأكاديمية."

"...."

نفخت أديليا خديها، وخفض ديريك حاجبيه وابتسم.

عندما تستيقظ أديليا، أراد ديريك سؤالها عن سبب رغبتها في إلغاء قبولها في الأكاديمية.

وقصة الهالة.

لكن بطريقة ما ......

انتقلت نظرة ديريك إلى اليد الصغيرة التي تمسك بياقته.

كانت مليئة بالطاقة لدرجة أنه لم يستطع إلا أن يفتح فمه وهو ينظر إلى مؤخرة يدها الشاحبة.

'لأن لدينا الكثير من الوقت.'

إذا استعجل الآن، فمتى سيرى حماقة أخته الصغرى مرة أخرى؟

ضحك ديريك قليلاً وعانق أديليا مرة أخرى.

"لماذا تضحك؟"

"أحبّكِ، أديل."

"...."

عند رؤية عينيه منحنيتين مثل الهلال، تم رسم ابتسامة على شفاه أديليا.

"أنا أيضًا، أوبا."

"نعم؟"

"أنا أحبّكَ أيضًا."

عانقت أديليا ديريك مرة أخرى وأغلقت عينيها ببطء.

"من اللطيف أن أراك مرة أخرى ...."

- سأعود قريبًا، لا تفوتِ وجبات الطعام، ولا تقلقِ؛ سيهتم أوبا بكل شيء. اتفقنا، أديل؟

تذكرُ الصورة الأخيرة لديريك، جعلتني أختنق مرة أخرى بدون سبب.

"لأن أوبا عاد ......حقًا، أنا سعيدة جدًا."

"...."

ماذا لو كانت فرصة منحها الحاكم، وماذا لو كانت محنة؟

أن تكون قادرة على مقابلة شخص لن تقدر على رؤيته مرة أخرى بهذا الشكل هو بالتأكيد فرصة ونعمة.

'لا بأس لأنني عدت.......'

تلاشى الاستياء الذي كان موجهًا نحو السماء للحظة.

***

"هيا، أديل. افتحي فمكِ."

"...."

أخذ ديريك البودينغ بملعقة صغيرة وأخذها إلى فم أديليا.

اعتقد ديريك أن هناك شيئًا خاطئ، لكن أديليا فتحت فمها فجأة وأكلت البودينغ.

انتظر ديريك حتى ابتلعت أديليا كل البودينغ في فمها، ثم أعطاها البودينغ مرة أخرى.

ارتعش فم ديريك وهو بالكاد يكبح ضحكته عندما رأى حواجب أديليا الضيقة.

'إنها تأكل البودينغ مع تعبير مليء بعلامات الاستفهام.'

هذا جنونٌ حقًا.

إنها لطيفة لدرجة أن قلبي يؤلمني.

في الواقع، لم تكن أديليا أختًا صغيرة لطيفة وودودة.

بدلا من ذلك، كانت طفلة تعتقد أن شقيقها الأكبر، ديريك، هو خصمها.

لكن اليوم كان هناك شيء مختلف.

هل بسبب ظهور الهالة؟

'لكنني لم أسمع أبدًا عن أن ظهور الهالة تغيّر الشخصية.'

حسنًا، لا يهم.

بطريقة أو بأخرى، هذا لا يغيّر حقيقة أن أديليا لطيفة ومحبوبة.

من لحظة ولادتها حتى الآن، طوال الوقت.

ابتسم ديريك وأمسك بالملعقة من البودينغ مرة أخرى.

"تعالِ، ملعقة أخرى مليئة قادمة."

"...."

نظرت أديليا إلى ديريك مرة أخرى بنظرة شك وفتحت فمها ببطء.

'أعلم أن أوبا كان في الأصل شخصًا طيبًا لكن ......'

هل أطعمها من قبل ......؟

هاام.

أخذت أديليا البودينغ الخاصة بها ومضغتها في فمها الصغير.

بينما دحرجت عينيها لتبحث عن ديريك في ذكرياتها القديمة، نظر إليها ديريك بتعبير راضٍ.

"لقد أرسل لي والدي رسالة تفيد بأنه قد يصل قبل الموعد المحدد."

فوجئت أديليا بكلماته، فابتلعت البودينغ على عجل، وفتحت فمها.

"أبي؟"

"نعم."

عند إجابة ديريك، أمالت أديليا رأسها قليلاً وتمتمت بهدوء.

غريب......

"بالتأكيد يجب أن يستغرق الأمر نصف عام ...."

ثم سألها ديريك كما لو أنه لا يستطيع سماعها.

"نعم؟ ماذا قلتِ، أديل؟"

"لا .... سمعت أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً."

"هذا صحيح، كان من المفترض أن يستغرق وقتًا طويلاً."

ابتسم ديريك وهو يتابع،

"أعتقد أنه كان قلقًا بشأن أديل خاصتنا، لقد أخبرتكِ بمدى حب والدي لكِ وربما لا يزال غير قادرٍ على النوم بسبب قلقه عليكِ، ربما لهذا السبب سيأتي أبكر من الموعد المحدد؟"

"...."

ابتسم ديريك ببراءة.

نظرت أديليا إلى تعبيرات ديريك بعيون ضيقة.

'ما أنا قلقة بشأنه هو ....'

الشخص الذي يعطي الأولوية للحرب على عيد ميلادي لا يمكنه فعل ذلك.

اعتاد ديريك أن يقول مثل هذه الأشياء السخيفة من حين لآخر.

'قد يحاول أوبا أن يريحني، لكن ...'

أنا حقًا أقدر مدى تفكير ديريك بي.

على الرغم من سخافة كلماته، أرادت أديليا عندما كانت طفلة تصديقها.

ربما والدي حقًا يهتم بي.

'لكن الآن.......'

لم أكن صغيرة كما كنت في ذلك الوقت.

بينما تنهدت أديليا داخليًا، واصل ديريك الحديث وهو يجمع البودينغ المتبقي في ملعقة.

"لذلك لا تقلقِ كثيرًا. عندما يصبح أبي جادًا، فأنا أعلم أنه لا يمكن لأحد أن يمنعه."

"...."

آه......هكذا إذا.

لم يكن جادًا، لذلك استغرق الأمر نصف عام.

الحرب، التي كانت ستستغرق نصف عام إذا كان أبي غير جاد، سيتم تسويتها في أقل من أسبوع.

"أديل ، أخيرًا. آه-."

"آه-."

هام.

أخذت أديليا الحلوى وأكلتها بتعبير أكثر اعتيادًا.

في النهاية، لم ينهض ديريك إلا بعد أن تناولت أديليا البودينغ كله.

"سأذهب الآن."

"إلى أين تذهب؟"

"للرد على والدي، لم أكتب ردًا بعد لأنكِ كنتِ تأكلين البودينغ."

"نعم، لقد فهمت، تعال بسرعة، أوبا."

"نعم.....؟"

"ما الأمر؟ تعال بسرعة."

حسب كلام أديليا، اتسعت عيون ديريك للحظة، ثم ابتسم.

"حسنًا، سأعود قريبًا."

عندما غادر ديريك الغرفة، طرقت أديليا وسادتها في وضع مستقيم وانحنت إلى الخلف برفق.

'لا يهم كيف أفكر في الأمر، إنه غريب.'

لم يعد أبدًا بهذه السرعة في الماضي ......

لم تكن الحرب التي قادها ثيوس هذه المرة حربًا على مستوى معركة عظيمة.

ومع ذلك، هل هي حرب يمكن تسريعها لمجرد أنك تريد ذلك؟

'إذا لماذا تأخرت؟ لم أفعل أي شيء بعد ...... آه!'

رفعت أديليا الجزء العلوي من جسدها عند التفكير المفاجئ.

مستحيل!

'لأنني ألغيت قبولي في الأكاديمية ... ...؟'

في لحظة، خطر في ذهنها صورة ثيوس وهو يركب بشراسة حصانه الحربي وهو يعطي القوة إلى يديه.

***

بعد الغداء، صعدت أديليا إلى غرفتها وألقت بنفسها على الفور على السرير.

"اوه سيدتي؟ إذا استلقيتِ مباشرة بعد الأكل ...."

"أردت أن أحاول ذلك. لا تقلقِ، سيرا."

"...... نعم؟"

تركت غرفة الطعام وعرض ديريك الذهاب إلى أرض التدريب، لكنها رفضت رفضًا قاطعًا.

-ماذا عن الذهاب إلى أرض التدريب كالعادة؟

- لا أريد أن أتحرك لأنني ممتلئة.

-...... لكن عندما تكونين ممتلئة عادةً أحببتِ الذهاب إلى أرض التدريب والقتال معي.

- أكنتُ هكذا؟ على أي حال، أنا أكره ذلك الآن. وماذا لو أصبحت كسولة قليلاً؟ بعد كل شيء، أنا أبلغ من العمر سبع سنوات.

-...... ماذا؟

في الواقع، أردت التظاهر بأنني لا أستطيع الفوز والذهاب إلى أرض التدريب مع ديريك.

أرادت أن تتجول في أرض التدريب حتى تنفجر فخذيها ورجليها، وتُأرجح سيفها حتى يتعب ساعديها وأطراف أصابعها.

مثل الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، أحدث خبر عودة ثيوس ضجة في رأسي.

'عندما يكون رأسي معقدًا كما هو الحال الآن ، فمن الأفضل أن أُأرجح السيف دون تفكير.'

ومع ذلك ، طالما أنها تعهدت بأن تعيش حياة مختلفة عن الماضي ، فإنها لا تريد أن تمسك السيف بسهولة.

من المهم بالنسبة لها حماية عائلتها ، لكنها قررت أنه من المهم أيضًا أن تحاول أن تعيش حياة لنفسها.

'لن أعيش كفارسة.'

بل سأعيش حياة سيدة أرستقراطية عادية.

تجربة هوايات جديدة والتعرف على أشخاص جدد.

'إذا، ماذا يمكنني أن أفعل في سن السابعة؟ ماذا يمكن لأميرة تبلغ من العمر سبع سنوات أن تفعل؟'

سيكون من الجيد أن أكون قادرة على التحرك بحرية أكبر قليلاً.

قفزت أديليا، التي كانت تتدحرج من جانب إلى آخر على السرير.

"آنستي؟"

سيرا، التي كانت تنظف الطاولة، التفتت إلى أديليا.

"سيرا ، ماذا يفعل أطفال العائلات الأخرى؟"

"نعم...... ؟"

"من أقرب طفلٍ إليّ؟"

"....."

أمالت أديليا رأسها، ورأت سيرا فجأة عاجزة عن الكلام.

"نعم؟ سيرا؟"

"أقرب طفل إليكِ ......"

كانت سيرا مستاءة بشكل واضح.

تمكنت أديليا من ملاحظة ما ورد في تعبير سيرا.

آه....... لا يوجد.

'نعم، ليس هناك أحد. '

تعال التفكير في الأمر، كانت أديليا في ذلك الوقت طفلة غريبة.

بعيدًا عن التفاعل مع سيدات العائلات الأرستقراطية الأخرى، كان القتال مع فرسان العائلة في أرض التدريب وطرحهم على الأرض أكثر متعة.

"آسفة، سيرا. لقد نسيت من كنت للحظة."

"لا ، سيدتي .... بدلا من ذلك، أنا آسفة ........ "

عضت سيرا شفتيها بإحكام وسرعان ما أصحبت عيونها مليئة بالدموع.

أوه، إلهي.

"سيرا."

"نعم، سيدتي."

"انا منذ أن قررت عدم الذهاب إلى الأكاديمية، كنت أفكر في تكوين صداقات ..... كيف؟"

تحول وجه سيرا إلى اللون الأحمر مرة أخرى.

"صديق؟!"

"نعم. اعتقدت أنه سيكون من الرائع أن يكون لديّ أصدقاء في مثل سني."

"حسنًا! هذا سيكون جيدًا سيدتي! "

أديليا، التي اكتسبت الثقة من رد فعل سيرا القوي، قفزت من سريرها.

"عظيم. بما أنني تركت السيف، يجب أن اصنع بعض الصداقات! دعنا نرسل رسالة على الفور ونطلب فيها أن نكون أصدقاء. من الذي يجب أن أرسل له أولاً؟ أي عائلة أقرب إلينا من حيث المسافة؟"

عندما تمتمت أديليا وهي تمشي إلى المكتب، فكرت سيرا للحظة قبل أن تفتح فمها.

"لماذا لا تذهبين إلى حفل الشاي؟"

"حفلة شاي؟"

"نعم، بدلاً من إرسال رسالة تطلبين فيها بأن تكونوا أصدقاء على الفور، اذهبِ حفل شاي وتحدثِ أولاً. من بينهم، يجب أن يكون هناك أشخاص متوافقون مع السيدة."

بناءً على كلمات سيرا، هزت أديليا رأسها.

"آه، هكذا تسير الأمور إذا."

يبدو الأمر معقولاً.

إذا ارسلت رسالة بشكل أعمى وطلبت فيها أن نكون أصدقاء، ستتم معاملتي كغريبة أطوار.

"كما هو متوقع من سيرا! كدت أُصبح أضحوكة! شكرًا لكِ!"

"على الرحب والسعة، آنستي."

ابتسمت سيرا برضى.

'حفلة شاي ..... حفلة شاي.'

استدارت أديليا، التي كانت متجهة إلى النافذة، إلى سيرا وسألتها،

"بالمناسبة، هل تلقيت أي دعوات؟"

"....."

أدركت أديليا شيئًا عندما رأت تعبير سيرا الحزين مرة أخرى.

من الواضح أن لدى سرا القدرة على التحدث من خلال تعابير الوجه.

'لا، آنستي ....... لا توجد حتى دعوة واحدة. '

[ يُتبع في الفصل القادم .........]

-ترجمة: خلود

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon