...الفصل الأول...
...إذن، كان ذلك في يومٍ كانت الأمطار تهطل بغزارة غير معتادة. اليوم الذي بدأت فيه الشقوق تظهر في حياتهم الهادئة....
..."يا دوق راندولف! هنا! لقد وجدنا العربة!" ...
...صاح رجل بزي عسكري بصوتٍ متعجل وسط الأمطار الغزيرة. ...
...خطا الرجل الذي يُدعى بالدوق بخطوات واثقة رغم هطول المطر الذي لم يتوقف، متوجهاً نحو الصوت الذي ناداه. كانت هالة من الرهبة تحيط به وهو يقف أمام الرجل الذي دعاه. ...
..."هل كلوي بداخلها؟" ...
..."مؤكد أن الدوقة صعدت إلى هذه العربة." ...
..."ما مقدار إصابتها؟" ...
..."الأمر... لا يمكننا تأكيده بعد." ...
...كان المكان أشبه بساحة معركة. العربة الكبيرة كانت مقلوبة وسط الأمطار التي تتساقط بلا توقف، ولم يكن بالإمكان الشعور بأي حركة داخلها. ...
..."أتعتبر ذلك عذراً؟" ...
...قال الرجل بصوت ثابت خالٍ من أي انفعال وهو يتفحص المكان بعناية. ...
..."مدخل العربة مغلق نتيجة انقلابها. وبسبب الأمطار المستمرة طوال الصيف، أصبحت الأرض موحلة وضعيفة. النزول إلى هناك بشكل متهور قد يكون خطراً..." ...
..."أخبرني بالخلاصة." ...
..."قد يستغرق تأمين المدخل بعض الوقت." ...
...أطلق الدوق راندولف زفرة جافة، ثم خطا مباشرة نحو الوحل الذي كان يعيق الحركة. ...
..."يا دوق! لم نفتح الطريق بعد!" ...
..."تنحَّ جانباً، سأتحقق بنفسي." ...
...بمجرد أن أنهى كلماته، نزل دوق راندولف إلى الحفرة دون تردد، ووقف ينظر بصمت إلى العربة المقلوبة. ...
...كم مضى من الوقت؟ ...
..."آه..." ...
...صدر أنين خافت من وسط أكوام الحطام المتناثرة. اهتزت عيناه الحمراوان بسرعة، وبدأ القلق يتسلل إلى ملامحه....
... **...
... كل جسدي كان يؤلمني كأنني تعرضت للضرب. يبدو أن آثار الحوادث المرورية ليست بالأمر البسيط كما سمعت، ويبدو أن تلك الشائعات كانت صحيحة....
...آخر ما أتذكره هو الأضواء الساطعة لشاحنة مسرعة بينما كنت أعبر الطريق في وقت متأخر من الليل. بعد ذلك، انقطع شريط ذكرياتي....
...ولكن، يا لهذه المستشفى! يبدو أنهم لا يعطون حتى مسكنات الألم للمرضى هنا. خرجت مني أنات متقطعة من بين شفتيّ الجافتين. ...
..."آه... أؤلم...ني..." ...
...وسط الألم المستمر، شعرت بالكراهية تجاه الطبيب الذي لا أعرف حتى شكله. كان كل شيء حولي مظلماً. حاولت جاهداً أن أفتح عينيّ، ولكن جفوني بدت ثقيلة كأن حجراً ضخماً يضغط عليها. ...
..."رجاءً، افتحي..." ...
...بعد محاولات مضنية، بدأت الرؤية تتضح تدريجياً. لكن ما رأيته لم يكن كما توقعت على الإطلاق. ...
..."ما هذا بحق السماء؟" ...
...أين ذهبت السقوف البيضاء النمطية للمستشفيات؟ وما الذي تفعله هذه الألواح الخشبية المحطمة هنا؟ ...
...نظرت حولي بحذر. كنت في مساحة ضيقة بالكاد تبلغ مترًا مربعًا واحدًا. ...
..."انتظر لحظة، هل هذا... عربة؟"...
...رغم الحطام الذي جعل من الصعب التعرف على المكان، لم يكن هناك شك: كنت داخل عربة مدمرة. ...
..."لماذا أنا هنا؟" ...
...كان هذا أول سؤال تبادر إلى ذهني. وفقاً للمنطق، كان من المفترض أن أستيقظ في مستشفى. وإذا لم يتم نقلي بعد، فالأرجح أن أكون على الطريق. ...
...لكن هذا المكان؟ لم أستطع تفسيره. ...
...كان كل شيء في رأسي معقداً، تماماً كما كانت رؤيتي المقلوبة. كانت الجدران المحيطة مغلقة لدرجة جعلت التنفس صعباً. ...
...وفجأة، كأن منقذاً قد ظهر، سمعت خطوات متسارعة ومضطربة قادمة من وراء الحطام. ...
...ثم فجأة، "صررررخ!" ...
...انكسرت إحدى الألواح الخشبية التي كانت تغطي الجزء العلوي من العربة بصوت عالٍ ومزعج. ...
..."هاه... هاه..."...
...تسرب الضوء فجأة، مما جعلني أغلق عيني بشكل لا إرادي. عندما فتحتها مجدداً، كان المشهد أمامي مذهلاً. ...
..."يا إلهي...!"**### تحت ضوء النهار المتسلل، كان هناك رجل يلهث بصوتٍ مرتفع. ...
...لم أستطع النطق بكلمة. بل لم يكن هناك داعٍ للكلام. من الواضح أنني كنت محظوظة بشكل لا يُصدق حتى في لحظات بين الحياة والموت. ...
...شعره الأسود الفوضوي بدا مبتلاً، على الأرجح بسبب الأمطار. تلك القطرات التي كانت تتساقط من أطراف شعره جعلت هيئته تبدو برية بشكل ساحر. كنت مأخوذة بجاذبيته لدرجة أن الألم اختفى للحظة، وابتلعت ريقي دون أن أشعر. ...
...تحت خصلات شعره المتناثرة، برزت حواجب كثيفة، وعينان مائلتان قليلاً بلا جفون مزدوجة. عيناه الحمراوان اللامعتان بدتا وكأنهما تستطيعان حرق كل ما تقع عليهما. ومع أنفه المرتفع وشفتيه الممتلئتين، لم يكن هناك حاجة لتوصيف المزيد. ...
...كان هذا المشهد، بكل تفاصيله، كأنه خارج من رواية شمالية الطابع. نعم، تلك الكلمة هي التعبير الأمثل لوصف الرجل الذي يقف أمامي الآن. ...
..."شكراً لك، يا رب السماوات." ...
...أن أكون في لحظاتي الأخيرة برفقة رجل وسيم كهذا؟ هذا أشبه بحلم. حتى لو كان هذا المكان هو العالم الآخر، فلا بأس. طالما أنني في حضور مثل هذا الرجل، فليكن الجحيم أو الفردوس، لا فرق. ...
...لكن انجذابي لوسامته لم يدم طويلاً. ...
..."كلوين." ...
...خرج اسم غريب من بين شفتيه. بدا وكأنه يكبت مشاعره، إذ عض شفتيه بقوة. ثم شعرت بنظراته الحادة تتجه نحوي، وعيناه الحمراوان تراقبانني. ...
...لم أكن أعرف من هي "كلوين"، ولم أكن متأكدة إن كنت الشخص الذي يبحث عنه. كنت بالكاد أسيطر على نفسي كي لا أطلق دعابة سخيفة وأقول: "ها أنا هنا، شريكة روحك."...
...في تلك اللحظة، شعرت بشيء يسيل على جبيني. ...
...مددت يدي ومسحت المادة اللزجة، لأتفاجأ. ...
..."آه؟ دم...؟" ...
...فجأة، بدأت رؤيتي تتلاشى. ...
...***...
...شعرت بصداع حاد. ...
...كانت أذناي تطنّان، وجسدي يئن من الألم. لكن أكثر ما كان يزعجني هو الشعور بالعطش الشديد. ...
..."ماء... أعطوني ماء." ...
...ارتجف صوتي المتشقق وهو يتردد في الهواء. اختفى الألم الممزق تقريبًا، لكن جسدي كان ثقيلًا وكأنني قطعة قطن مشبعة بالماء. ...
...رغم ذلك، يبدو أنني لم أمُت. ...
...فجأة، فتحت عيناي المغلقتان، وبدأت حدقتاي البنفسجيتان تتنقلان بسرعة. ...
..."أين أنا؟" ...
...في اللحظة التي توقفت فيها عيني عن الحركة، نهضت بجسدي الهزيل دفعة واحدة. وفي نفس الوقت، سقطت منشفة مبللة كانت موضوعة على جبهتي. ...
..."أوه..." ...
...كانت رطوبة المنشفة كافية لإيقاظ فتاة صغيرة كانت نائمة بجانب السرير. قامت وهي تفرك عينيها، ترتدي زيًّا يشبه زي الخدم. ...
..."سيدتي!! لقد استعدتِ وعيك؟!" ...
..."...؟" ...
..."يا إلهي، كم أنا سعيدة. كنت قلقة للغاية لدرجة أنني ظننت أننا سنفقدك!" ...
..."حسنًا، يبدو أنني كدت أفقد حياتي بالفعل." ...
...بينما كنت أستمع إلى كلماتها الغامضة، وجدت نفسي أعبس لا إراديًا. ...
...ما قصة هذه الملابس الغريبة التي ترتديها؟ ولماذا تناديني بسيدة؟ والأهم، ما هذا المشهد الخيالي المحيط بي؟ ...
...قبل أن أتمكن من الإجابة على أي من تساؤلاتي، تابعت الفتاة التي بدت وكأنها خادمة الحديث: ...
..."كيف يمكنك أن تغادري المنزل وتتركي شيئًا بهذه الأهمية خلفك؟! لا تعرفين كم كان الدوق راندولف غاضبًا!" ...
..."الدوق راندولف؟ من هذا؟" ...
...ما إن طرحت سؤالي حتى شحب وجه الخادمة وكأن الدم فرّ منه تمامًا. ...
..."ماذا؟ من هو الدوق؟ سيدتي، إذا كنتِ تمزحين بهذا الشكل... قد ينتهي بي الأمر ميتة!"### "د-دوق راندولف؟ إذا كنتِ تجهلين من هو الدوق... فهذا يعني أنني قد أموت بالفعل." ...
...قالت الخادمة، التي لم تبدُ أكبر من عشرين عامًا، وهي تمسح دموعها بخوف واضح. ...
..."جميع الخدم الذين ساعدوا في هروبك تم سجنهم في زنزانة تحت الأرض. وحُرِم الحراس الذين كانوا يحرسون القصر من وظائفهم بدعوى الإهمال. أما أنا... أنا لا أريد أن أواجه مثل هذا المصير." ...
...كانت الخادمة ترتجف خوفًا وهي تنهض من مكانها بسرعة، ثم نظرت حولها بحذر قبل أن تقول: ...
..."س-سأذهب لاستدعاء الدوق راندولف. لقد كان ينتظر استيقاظك بفارغ الصبر. أرجوك، انتظري قليلًا فقط." ...
..."ماذا؟ من أنتِ بالضبط؟ وماذا فعلتُ أنا؟" ...
...قبل أن أتمكن من طرح أسئلتي، هرعت الخادمة إلى الخارج، تاركة إياي وحدي لأحاول فهم ما يجري. ولكن قبل أن أستجمع أفكاري، فُتِح الباب بعنف، وظهر وجه مألوف. ...
..."الرجل الوسيم؟!" ...
...اتضح أن الدوق راندولف، الذي ذكرته الخادمة، كان بالفعل الرجل الوسيم الذي رأيته سابقًا. شعرت ببعض الراحة، لأنني أخيرًا أواجه وجهًا مألوفًا وسط هذه الفوضى. ...
..."أنت......
...الشخص الذي رأيته من قبل!" ...
...حاولت التحدث إليه، لكن يبدو أنه لم يسمعني. ...
...اقترب الدوق راندولف مني بسرعة، وكانت هالته تشع بالخطر. قامته الطويلة، وأكتافه العريضة، وعضلاته التي تظهر حتى من تحت ملابسه الثقيلة... ...
..."يا إلهي، هذا الرجل ليس لديه أي عيب!" ...
...بينما كنت أغرق في إعجاب داخلي بصورته المثالية، مرر الدوق يده على شعره بسرعة، ثم قال بصوت غاضب: ...
..."هل كرهتِ حياتك هنا إلى هذا الحد؟ لدرجة أنكِ أردتِ الهروب مني؟!" ...
..."زوج؟" ...
...أخذت أرمش بعيني بذهول وأنا أستمع لكلامه. لا أملك حتى صديقًا مقربًا، فكيف أكون متزوجة؟ ...
...لم يبدو أن الدوق لاحظ نظراتي المندهشة، إذ تابع حديثه بصوت مليء بالغضب والألم: ...
..."هل كنتِ تعتقدين أنني لن أستطيع الإمساك بكِ إذا حاولتِ الهروب بهذه الطريقة السخيفة؟" ...
...كان وجه الدوق مليئًا بالحزن، وعيناه الحمراوان بدتا وكأنهما تحملان ألمًا لا يوصف. ...
..."إذا كنتِ تظنين أنكِ ستتمكنين من إنكار ما بيننا، فأنتِ لا تعرفينني حقًا، كلوي. بعد ثلاث سنوات من الزواج، ألا تعرفين زوجك؟!" ...
...عند صراخه، شعرت برعدة تسري في جسدي، وارتجفت كتفاي لا إراديًا. ...
..."لماذا تصرخ؟ أنا لا أفهم شيئًا مما تقوله!" ...
...في الوقت نفسه، لم أستطع التوقف عن ملاحظة ارتجاف عينيه الحمراوين، وكأنهما تعكسان صراعًا داخليًا. ...
...تجرأت وفتحت فمي لتصحيح سوء الفهم: ...
..."عذرًا، ولكن... أنا لا أفهم ما يجري. يبدو أنك تخلط بيني وبين شخص آخر. أنا لست كلوي، وفي الواقع... أنا لا أملك حتى حبيبًا." ...
...عند سماع كلماتي، أطلق الدوق راندولف ضحكة قصيرة ومليئة بالسخرية، وكرر كلماتي الأخيرة ببطء: ...
..."لستِ كلوي؟ ولا حتى لديكِ حبيب؟" ...
..."نعم. ليس لدي أي علاقة بما تتحدث عنه. ولا أعرف حتى أين أنا الآن... هه." ...
...لكن قبل أن أنهي جملتي، كانت ملامح الدوق الجميلة قد تجعدت بغضب. عيناه الحمراوان تحولت إلى جمرة مشتعلة، ونظراته الثاقبة جعلتني أشعر وكأنني أختنق. ...
..."هل تنكرين الآن؟ تعتقدين أن نفيكِ لي سيمحو علاقتنا؟"** ...
...صاح الدوق بغضب بينما أخرج ورقة من صدره بيد مرتجفة....
...الفصل الثاني ...
..."ألقيتِ بورقة تافهة كهذه وتظنين أن الأمور ستحل بهذه السهولة؟ إن كان لديكِ لسان، فتحدثي!" ...
...لم أفهم شيئًا من كلمات الرجل الذي يقف أمامي. كان يفترض أن يشرح الأمور لي خطوة بخطوة، لكنه قطع كل التفاصيل وبدأ بالصراخ. من يمكنه أن يفهمه بهذا الأسلوب؟ ...
...‘لحظة... ما تلك الورقة التي يحملها؟’...
...توجهت عيناي تلقائيًا إلى يديه، وبالتحديد إلى الورقة التي كان يحملها. ركزت قليلاً على محتواها. ...
...<اتفاقية الطلاق> ...
...المقدمة من: كلوي راندولف ...
...لم أستطع قراءة بقية الكلمات، لكن هاتين الجملتين كانتا واضحتين تمامًا. ...
...‘إذًا، هذا هو السبب.’...
...أخيرًا، فهمت سبب غضبه الجنوني. كانت تلك الورقة البيضاء تحمل هذه الكلمات الخمس بوضوح، ومن المستحيل أن يبقى طبيعيًا بعد رؤيتها. والأسوأ من ذلك، أن تترك زوجته ورقة طلاق كهذه وتهرب! ...
...ما الذي ينقص تلك المرأة كلوي حتى تريد الطلاق من رجل وسيم كهذا؟ يا لها من متعجرفة! البعض يغرق في النعم ولا يقدرها. ...
...حاولت قمع شعوري بالأسى وأنا أفتح فمي ببطء للتحدث. ...
..."طلاق مفاجئ كهذا لا بد أنه أصابك بصدمة. أتمنى أن تتمكن من حل الأمور بسلام مع زوجتك. إنه لأمر مخيب أن تكون متزوجًا." ...
..."أتعنين أنكِ ستستمرين في التظاهر حتى النهاية؟" ...
..."عفوًا؟ لكن هذا ليس شيئًا له علاقة بي. شكرًا على مساعدتك لي. ربما إذا تحدثت مع زوجتك، يمكنكما تجاوز هذه الأزمة." ...
...ألقيت نظرة سريعة على الدوق راندولف وأنا أتحدث بحذر. لكن فور انتهائي من كلماتي، أطلق تنهيدة مليئة بالاستياء. ...
...بعد مرور بضع دقائق، رفع الدوق يده الكبيرة ليمررها على وجهه في محاولة للسيطرة على غضبه. ثم قال بصوت منخفض: ...
..."حتى لو تظاهرتِ بعدم المعرفة، لن أقبل ذلك. لقد احترمت رأيك دائمًا، لكن هذا الأمر بالتحديد لن أسمح به." ...
...عيناه الحمراء المشتعلتان كانت تتجه نحوي مباشرة، وبصدفة غريبة جعلتني أرى انعكاسي في عينيه. كان مشهدًا غير متوقع على الإطلاق. وجه جميل ذو ملامح متناسقة، عيون بلون اللافندر الغامض، وشعر بلاتيني طويل مموج. ...
..."لحظة، عيون بنفسجية وشعر بلاتيني؟!" ...
...انفرجت شفتاي دون وعي. نزلت بنظري لأتفحص هيئتي الحالية. ...
..."هذا مستحيل." ...
...حتى قبل أن أستوعب الصدمة تمامًا، كانت الورقة التي كان يحملها الدوق راندولف قد مزقت إلى نصفين. ثم قال بصوت حاسم: ...
..."لا أستطيع فعل ذلك، الطلاق مستحيل." ...
...بينما كنت أنظر إلى قصاصات الورقة التي تمزقت بلا رحمة، لم أتمكن من كبح أفكاري: ...
...'يقال إن الخير يعود على أصحابه. يبدو أن حظًا عظيمًا قد سقط في طريقي.'...
...'أجل، كان من المؤسف أن أموت في ريعان شبابي...'...
...إذا استرجعت الماضي، كنت دائمًا شخصًا محظوظًا. ...
...فزت في إحدى المرات بجائزة عشوائية بعدما أرسلت رسالة لإذاعة محلية عن طريق المزاح. كما حصلت على تذاكر لحفل نجمي المفضل رغم المنافسة الشديدة التي وصلت إلى 100 متقدم مقابل تذكرة واحدة. ...
...وليس هذا فقط، حتى في أصعب الاحتمالات كنت أحقق الفوز، كأن أحصل على مكافآت في ألعاب مستحيلة أو أجد قطعتين من الأعشاب البحرية في كيس نودلز واحد. كان الحظ دائمًا بجانبي، مثلما هو الآن تمامًا. ...
...كانت الأوراق الممزقة تتساقط من يد الدوق راندولف، مبعثرة في الهواء كأنها ندف ثلج، أو بالأحرى كأنها احتفال. ...
...'إذاً أنا هي تلك المرأة المدعوة كلوي؟'...
...ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهي، مزيج من الضحك غير المصدق والشعور بالفرحة الغامرة. ...
...كنت جميلة لدرجة أنني بالكاد أصدق، وفوق ذلك يبدو أنني ثرية جدًا. ...
..."يا إلهي..." ...
...كانت الأوراق المتساقطة فوق رأسي وكأنها ألعاب نارية احتفالية بمستقبلي الجديد المليء بالرفاهية والسعادة. ...
...لم تكن حياتي السابقة سوى حياة عادية لشخص محظوظ قليلًا، أو بالأحرى قليل الحظ مقارنة بالآخرين. كنت مجرد موظفة عادية تنهي يومها بشكوى من مديرها المزعج. ...
...ولكن الآن... أن أكون في نفس الغرفة مع هذا الرجل الوسيم، بل وأكثر من ذلك، أن أكون قادرة على قضاء ليالٍ تحت نفس السقف وفي سرير واحد، هذا حقًا نعمة غير متوقعة. ...
...'حسنًا، بما أن الأمر كذلك، ربما يمكنني إنجاب ولدين وبنت؟'...
...بينما كنت أغرق في أحلامي الوردية حول مستقبلي الجديد، شعرت بسخونة مفاجئة على وجنتيَّ وزاد اتساع أنفي دون أن أدري. في تلك اللحظة تمامًا:...
...[كان يجب أن تثقي بي.]...
...مرت أمام ذهني إحدى مشاهد الويب تون**، حيث كان رجل يحمل سيفًا حادًا، يحدّق بنظرات فارغة إلى الأمام ويقول: ...
..."كان يجب أن تثقي بي." ...
...لا أعرف لماذا تذكرت هذا المشهد فجأة، ولكن حدسي الداخلي كان يهمس لي أن هناك أمرًا خاطئًا. ...
...شعور متناقض بين المعرفة والجهل، كأنك غادرت الحمام دون التأكد من نظافتك. شعور بالغرابة والارتباك. ...
...لم يدم هذا القلق طويلًا، إذ شدّتني تعابير الدوق راندولف المتغيرة. حرك حاجبيه بشكل طفيف كأنما يحاول تفسير ما يراه. ...
..."كلوين راندولف." ...
...نطق باسمي ببطء، كأنه يمضغ كل حرف على حدة. ...
...كانت عيناه الحمراوان ترتجفان بغضب، مركزة بالكامل عليّ وكأنهما ترفضان السماح حتى بنظرة خاطفة إلى مكان آخر. ...
..."اسمعيني جيدًا. إذا أقدمتِ على تصرف مماثل مرة أخرى، فلن أضمن عواقب الأمور." ...
...عضضت شفتي بصمت أمام تحذيره المنخفض النبرة. بعدها، زفر بقوة وهو يحدق بي بنظرة أخيرة قبل أن يغادر الغرفة مسرعًا. ...
...عندما أُغلقت الباب خلفه، تمتمت لنفسي: ...
..."يا له من شخص حاد الطباع. لكنه أكثر جاذبية بسبب ذلك." ...
...مع ارتخاء التوتر الذي كنت أشعر به، وجدت نفسي أتأوه تلقائيًا. ظللت أحدق إلى الباب المغلق لفترة طويلة، مستغلة الهدوء الذي بدا أن الجميع غادروا المكان. ...
..."آه..." ...
...تنهدت بارتياح، ثم توجهت إلى المرآة الطويلة الموضوعة في زاوية الغرفة. ...
...الشعر البلاتيني المموج الكثيف، العيون الكبيرة ذات اللون البنفسجي اللافندر، الأنف الصغير المرتفع، والشفاه الوردية. ...
...بكل بساطة، وجه مذهل يليق بزوجة رجل بهذه الوسامة. ...
...رغم وجود بعض الضمادات الصغيرة على وجهي نتيجة إصابات، لم تكن كافية لإخفاء جمالي الفائق. ...
...لطمت خدي بقوة للتأكد مما إذا كنت أحلم، ثم قرصت وجنتي. شعرت بالألم، وهذا يعني أن الأمر ليس حلمًا. ...
..."لكن، ماذا فعلت هذه المرأة بالضبط؟" ...
...همست لنفسي وأنا ألعب بخصلات شعري بتوتر وأبعثرها. ...
..."صحيح، أصبحت زوجة الرجل الوسيم، لكن..." ...
...باستثناء اسم "راندولف"، لم أكن أعرف حتى اسمه الأول. بل لم أكن أعلم حتى أين أنا. ...
...بكل معنى الكلمة، كنت في موقف كارثي. ...
...ولكن مع ذلك، هناك شيء غريب. ...
...'بصراحة، هذا المكان مألوف بطريقة غريبة... لا يبدو غريبًا عني.'...
...بينما كنت غارقة في هذه الأفكار، طرق أحدهم الباب: ...
..."طَرق، طَرق!" ...
...رن الصوت في الغرفة، مما أعلن عن قدوم أحدهم. ...
..."سيدتي، هل أنتِ بخير؟ لقد طلب الدوق أن أحضر لكِ شيئًا خفيفًا لتأكليه." ...
...رفعت رأسي لأجد الخادمة الصغيرة التي كانت بجوار السرير منذ قليل. كانت تقف مترددة، خائفة أن تقول أي كلمة. ...
..."حسنًا، ربما..." ...
...التقت أعيننا للحظة، مما جعل كتفيها يرتعشان وهي تظهر عليها علامات القلق. ...
..."أنتِ... لقد كنتِ هنا منذ فترة طويلة، أليس كذلك؟ ما اسمك؟" ...
..."ماذا؟! إنه ساشا، سيدتي! لقد أتيتُ معكِ عندما أصبحتِ من عائلة راندولف!" ...
...في تلك اللحظة، بدت الدهشة واضحة في عيني كلوين. 'إذا كنت تعرف نفسك وتعرف خصمك، فلن تُهزم في مائة معركة.'...
... ...
...عبارة مثالية تلخص الوضع الحالي. إذا فهمت نفسي وفهمت الطرف الآخر، فحتى الأزمات يمكن أن تتحول إلى فرص. ...
...تنهدت بعمق، لكن لا بأس، لا بد أن هناك طريقًا للخروج. ربما تكون البداية من تلك الخادمة أمامي، شاشا، أليس كذلك؟ ...
..."لماذا... لماذا تنظرين إليّ بهذه الطريقة؟" ...
...تراجعت الخادمة بخطواتها إلى الخلف وهي تحدق بي بخوف بينما كنت أبتسم ابتسامة خفيفة. ...
...رغبة في كسب ثقتها وإزالة أي شكوك، غيّرت ملامحي بسرعة إلى تعبير حزين وبدأت أجعل دموعي تتلألأ. ...
..."في الحقيقة..." ...
..."لا تخبريني أن الدوق قد رفع يده عليك؟!" ...
..."لا، ليس الأمر كذلك." ...
..."كنت أعرف! لقد لاحظت أن خدك كان محمرًا عندما دخلتِ. صحيح أن الدوق كان لديه سبب ليغضب، لكن كيف يمكنه أن يفعل ذلك بكِ؟!" ...
..."لا، لم يحدث شيء كهذا." ...
..."لكن لماذا فعلتِ ذلك؟! في يوم ذكرى زواجكما، تقدمين له أوراق الطلاق؟ صحيح أن الدوق يحبكِ، لكن هل تعلمين كم هو مرعب؟!" ...
..."لا، الأمر ليس كما تعتقدين." ...
..."آه! أنا آسفة جدًا. تحدثت أكثر مما ينبغي مرة أخرى، أليس كذلك؟ أحاول أن أكون حذرة، لكن... الأمر واضح. صحيح أن الدوق يحبكِ، لكنه شخصية مخيفة جدًا. حتى هذه المرة، مع أن الهاربة هي أنتِ، إلا أننا نحن من نتحمل العواقب! السيدة التي كنت أخدمها من قبل كانت تقول الشيء نفسه. إذا خرج أحد الخدم عن رضاه، فإنه لا يترك لهم فرصة واحدة!" ...
..."..." ...
..."آه! لقد أطلت الحديث مرة أخرى، أليس كذلك؟ سأذهب الآن لإحضار الدواء، سيدتي." ...
...اختتمت ساشا حديثها وهرعت نحو الباب. ...
..."انتظري!...
...على الأقل استمعي لما أقوله!" ...
...صرخت وأنا أحدق في الباب المغلق ببرود....
... *** ...
...شاشا التي ذهبت لإحضار الدواء، عادت بدلًا منه بشيء آخر، وهي تبدو متوترة وغير مرتاحة. ...
...بالطبع، لم يكن اهتمامي موجهًا إلى ساشا أو حالتها غير المستقرة. كان كل تركيزي منصبًا على الرجل الذي أمامي. ...
...'وسيم حتى بعد النظر إليه للمرة الثانية.'...
...ابتسمت برضا وأنا ألقي نظرات خاطفة على الدوق راندولف. ...
..."إذن، تقولين إنك لا تتذكرين شيئًا على الإطلاق؟" ...
...سأل الدوق راندولف بصوت خالٍ من أي تعبير، وهو مستند نصف استناد. بدا وكأنه أعاد نفس السؤال مرارًا وتكرارًا لدرجة أنني شعرت بالملل. ...
..."للأسف، حقًا لا أتذكر شيئًا." ...
...ضحك الدوق راندولف ضحكة خفيفة ساخرة، قبل أن يفتح فمه مجددًا. ...
..."وكيف يمكنني أن أصدق ذلك؟" ...
..."أمم..." ...
...ترددت في الإجابة، متأملة في كيفية الرد على هذا السؤال الحاد. ...
...'من المؤكد أنني قد دخلت في جسد شخص ما. لكن المشكلة أنني لا أعرف أين أنا.’...
...لم يكن من السهل أن أختلق عذرًا عندما لا أستطيع تذكر أي شيء. في مثل هذه اللحظات، أتذكر دائمًا كلمات أمي القديمة:...
...'عندما لا تعرف ماذا تفعل، فإن الحل هو أن تتحلى بوقاحة لا تعرف الخجل.”...
...الفصل الثالث...
..."ذا، ذلك يعني... اضطراب ما بعد الصدمة! نعم، شيء من هذا القبيل. هاها."...
..."اضطراب ما بعد... الصدمة؟"...
..."عندما يمر الشخص بحادث كبير، قد يفقد ذاكرته فجأة، أو يصاب بجنون جزئي، أو أشياء من هذا القبيل. إنه أمر شائع أكثر مما تظن."...
...رفعت كتفي بخفة وكأن الأمر ليس مهماً....
..."إذن، أنت حقاً لا تتذكرين شيئاً؟ لا شيء على الإطلاق؟"...
..."نعم، يمكننا قول ذلك. هاهاها. بما أن وجهك مثالي 100%، فلا عجب أن تكون قدرتك على الفهم كذلك أيضاً، دوق!"...
...رفعت إبهامي على عجل بصوت مرح، وبالطبع أضفت ابتسامة فوق ذلك. كما يقولون، لا يمكن للمرء أن يبصق على وجه مبتسم....
..."100%؟ ولماذا... تبتسمين هكذا؟ هل تجدين كلامي مضحكاً؟"...
..."يا إلهي، يبدو أن المثل القديم كان خاطئاً."...
...زمجر الدوق وهو يعبس، وكأن حديثي لم يعجبه. وكلما تعمقت التجاعيد بين حاجبيه، شعرت بتزايد توتري....
..."أوه، لا لا! كنت أتحدث مع نفسي فحسب. يحدث ذلك أحياناً. هاها، لا تهتم بالأمر. أنا أشعر بالشبع بمجرد النظر إلى وجهك."...
...قلت أي كلام بلا معنى، ثم رسمت ابتسامة عريضة، رغم أنني كنت أبكي داخلياً....
...بما أن الأمور وصلت إلى هذا الحد، أصبح من المستحيل الحصول على المعلومات من خلال شاشا. لذا، لا خيار أمامي سوى مواجهة الأمر بنفسي....
..."آه، صحيح! لدي سؤال."...
...بمجرد أن تحدثت، التفت إلي الدوق بنظرة مهتمة....
..."ما هو؟"...
..."إلى أي مرحلة وصلت إجراءات طلاقنا؟"...
..."أوه، يا إلهي."...
...تمتمت شاشا بجانبنا بصوت خافت....
...للحظة، اهتزت عينا الدوق راندولف بعنف. لم يعد متغطرساً كما كان قبل قليل، بل ظهر على وجهه تعبير فارغ....
..."هاه، هل عليّ حقاً أن أجيب على هذا السؤال السخيف؟"...
...طرفت بعينيّ وهززت رأسي مؤكدةً. زفر الدوق تنهيدة طويلة، وكأنه استسلم للأمر الواقع، ثم قال:...
..."لحسن الحظ، لم يتم الاعتراف بالطلاق بعد، وما زلنا في مرحلة التفاوض."...
..."يا له من حظ عظيم. لقد كنت على وشك أن أفقد هذا الوسيم المذهل من أمامي!"...
...في غمضة عين، خرجت كلماتي بصدق تام. وبينما كنت أراقب وجه الدوق الذي كان يتجعد أكثر فأكثر، وكأنه لا يفهم شيئًا مما يحدث، خطرت لي فكرة....
...هذا الوسيم الواقف أمامي... أنا متأكدة أنني رأيته من قبل في مكان ما....
...'غريب... مستحيل أن أنسى وجهًا بهذا الجمال.'...
...أملت رأسي قليلًا وحاولت البحث في ذاكرتي الضبابية، لكن فجأة، اجتاح رأسي ألم ثقيل، وكأنني تلقيت ضربة قوية....
...[إدموند راندولف، سيد السيف، مهووس بالحروب، بارد القلب، سفاح.]...
...مجرد سماع تلك الألقاب جعل قشعريرة تسري في جسدي....
..."ماذا؟ انتظر لحظة... س-سفاح؟!"...
...حدقت بعيني المرتجفتين نحو الرجل الذي تطابق مع تلك الذكريات. حسن المظهر دائمًا ما يكون خطيرًا، ويبدو أن إدموند لم يكن استثناءً من هذه القاعدة....
...تلك العيون البنفسجية الهادئة بدأت تهتز بشكل واضح، وأنا أراقب إدموند وهو يبادلني النظرات ببطء....
..."يبدو أن ذاكرتك قد عادت أخيرًا."...
...رفع إدموند زاوية فمه بابتسامة باردة وقال ذلك بنبرة هادئة....
...[كان عليكِ أن تثقي بي على الأقل.]...
...في تلك اللحظة، لمعت أمام عيني مشهدٌ من الفصل التالي في ذلك الويب تون الذي خطر ببالي قبل قليل. وما هي إلا لحظة حتى تدفقت الذكريات المنسية إلى عقلي كالسيل الجارف....
...«مأساة عائلة الدوق راندولف»...
...أدركت الأمر على الفور....
...كل ما كنت أتذكره حتى الآن كان مرتبطًا بالرجل الواقف أمامي....
...والأدهى من ذلك، أنني أصبحت البطلة في ذلك الويب تون المظلم، حيث يموت الجميع مطعونين بالسيوف....
..."أوه...!"...
..."هل يعقل أنني سأموت أيضًا؟"...
...شعرت بصداع حاد، واهتز جسدي للحظة قبل أن أستعيد توازني. نظرت إلى الرجل أمامي بعيون مرتجفة....
..."اللعنة... حتى في هذه اللحظة، لا يزال وسيماً."...
...حتى وأنا على وشك الموت، لم يستطع عقلي إلا أن يعترف بجماله....
...وأثناء تأملي في ملامحه الجذابة، خطرت لي فكرة سخيفة:...
... 'إذن، هذا هو المكان الذي سأموت فيه.'...
...بما أنني سأموت على أي حال، فلمَ لا أقضي لحظاتي الأخيرة بجوار هذا الوسيم؟ على الأقل، سيكون مشهدي الأخير جميلًا....
...«مأساة عائلة الدوق راندولف» كان واحدًا من الويب تونات التي قرأتها خلال أيام المدرسة. لقد كان ذلك منذ زمن بعيد جدًا. لكنني ما زلت أتذكره لسبب واضح جدًا....
...لأن البطل كان... وسيمًا بشكل مجنون....
..."هاه... لقد كنت مجرد معجبة ناجحة\~\~\~."...
..."ماذا تهمسين لنفسك منذ لحظات؟"...
...رمقني إدموند بنظرة شك، بينما كنت أنا غارقة في أفكاري....
...بينما كنت واقفة في ذهول، بادر إدموند بالكلام....
...يا إلهي... هذا المشهد يتحدث....
...كنت دائمًا ضعيفة أمام الوجوه الجميلة، في الماضي والآن. صحيح أن العالم المليء بالسحر والسيوف والذي تدور أحداثه في العصور الوسطى كان ساحرًا، لكن ما أسر قلبي حقًا حينها كان بلا شك الجمال الخارق لدوق راندولف....
...لكن في المقابل، كان إدموند أيضًا يحمل ألقابًا مرعبة مثل "مهووس بالحروب"، و"بارد القلب"، و"سفاح"....
..."كلويين."...
..."آه! نعم، آسفة. كنت أفكر فقط."...
..."تفكرين؟ هل عادت إليكِ الذكريات التي زعمتِ أنكِ فقدتيها؟"...
..."م-مستحيل! كنت أقول ذلك فحسب، لا أكثر. مجرد كلمات خطرت لي فجأة، هاها..."...
...قضمْتُ شفتي لا إراديًا أمام سؤاله الحاد، ثم صرفتُ نظري بسرعة. كان جسدي كله يرتجف تحت ثقل التوتر، حتى أن ساقيّ كانتا تهتزان أسفل تنورتي الطويلة....
...'قاتل، قاتل، قاتل...'...
...لم يكن هناك وصف آخر يتردد في ذهني كلما نظرت إلى وجهه الوسيم بشكل لا يُصدق....
...لكن، رغم ذلك، لم يكن هناك ما يمكنني فعله الآن سوى محاولة السيطرة على معدل نبضاتي المتسارعة والتنفس بهدوء....
...اعتقدت أنني ربحت الجائزة الكبرى، لكن اتضح أنها مجرد ورقة خاسرة؟ لا، لا، انتظري. مهما كانت هذه المرأة الغبية قد فعلت، حتى لو هربت في يوم ذكرى زواجهما، فإنه على الأقل لم يقتلها، أليس كذلك؟...
...إدموند ليس مجرد مبارز عادي، بل هو سيد السيف الذي سيطر على الإمبراطورية بأكملها. وهذا يعني أنه لو أراد قتل شخص إضافي، لما كان ذلك ليشكل أي مشكلة على الإطلاق....
...ناهيك عن أنني قد تم إلقاء القبض علي بعد محاولتي الهرب. ومع ذلك، لم يقتلني....
...بمعنى آخر... لا تزال هناك فرصة!...
...'إنه استثمار يستحق المخاطرة. لديه جانب إنساني، أليس كذلك؟ بالطبع!'...
..."إذن، ماذا حدث في ذلك اليوم؟"...
..."ذلك اليوم؟ تقصدين اليوم الذي استغللتِ فيه غيابي في ساحة التدريب للهرب؟"...
...كان صوته الحاد أشبه بسكين بارد، لكنني رفعت كتفي بابتسامة محرجة وتظاهرت بعدم الفهم....
..."للأسف، لا أتذكر شيئًا."...
..."أوه، لا تتذكرين شيئًا؟"...
...كرر كلماتي بنبرة بطيئة قبل أن يقف من مكانه. ثم بدأ يخطو نحوي بهدوء، مقلصًا المسافة بيننا شيئًا فشيئًا....
...شعرت بلمسة خفيفة من قفازه الأسود عند طرف ذقني، فابتلعت ريقي جافة لا إراديًا....
...'اللعنة... إنه وسيم بشكل قذر!!!إنه خطير. أريده... أريد هذا الرجل.'...
......
...بينما كنت أحدق به، راودتني هذه الفكرة بصدق تام....
...مهووس بالحروب؟ بارد القلب؟...
...حسنًا، إنه دوق، ومن الطبيعي أن يصبح قاسيًا في بعض الأحيان بسبب واجباته....
...نعم، هذا منطقي تمامًا....
...ناهيك عن أن هذا العالم يستند إلى العصور الوسطى، وهي حقبة غارقة في الدماء. علاوة على ذلك، هذا الرجل الوسيم أمامي هو البطل الذي أنقذ إمبراطورية لافيستيل من الدمار....
...وفوق ذلك كله... إنه ثري جدًا....
...ثري لدرجة أنه يمكنه إنفاق الأموال بلا حساب وما زال لديه فائض منها. بعد عودته من الحرب، حصل إدموند على أراضٍ شاسعة وغنائم حرب لا تُحصى. حتى قصره اللامع كان دليلًا على ذلك....
...لديه المال، والجسد المثالي، والقوة، والوجه الساحر......
...'هذه بلا شك هدية من السماء لشخص ماتت حياته بالفعل.'...
..."الجنة ليست بعيدة على ما يبدو."...
..."... ماذا؟"...
...عند سماعي لصوته المتسائل، أغلقت فمي بسرعة. ثم أخذت نفسًا عميقًا، محاولة تهدئة نفسي....
..."لا، لا، لا شيء."...
...ابتسمتُ بخفة بينما كنت أجمّع قطع الذكريات المتناثرة في ذهني....
...نعم، لو لم تحدث تلك الأحداث المأساوية، لكان طريقه مليئًا بالورود....
...امتلك المال، والمجد، والقوة، وكل ما قد يحلم به أي رجل. لم يكن هناك ما يحسده عليه أحد....
...لكن الحياة لم تكن عادلة أبدًا، وخاصة بالنسبة للأبطال. الأعداء كانوا دائمًا في كل مكان....
...في النهاية، بدلًا من أن يُعرف بلقب "البطل العائد"، أصبح يُلقب بـ "السفاح المجنون"، و"مهووس الحروب"....
...بالطبع، لا يمكن إنكار أنه قتل عددًا لا يُحصى من الناس....
...وفي النهاية، أنهكته الشائعات والانتقادات، ودفعه ذلك إلى القيام بانقلاب والاستيلاء على العرش بالقوة....
...لكن، في الحقيقة، كانت الإمبراطورية في حالة فساد شديد....
...إدموند كره ذلك الإمبراطور الفاسد، وأراد تغيير العالم....
...لكنه لم يدرك أنه هو نفسه كان يغرق في الفساد أيضًا....
..."سأزيل هذه التهمة عنك.وسأساعدك على سلوك الطريق الصحيح!!"...
...دون أن أدرك، أمسكت بيده بإحكام. للحظة، ظهر الذهول على وجهه، وسرعان ما سحب يده بسرعة....
..."تهمة؟ عن أي تهمة تتحدثين فجأة؟"...
...رفع حاجبيه بعدم فهم وهو يمسح يده حيث لمسته، وكأنه يريد محو أثر لمستي. كان هذا رفضًا واضحًا، لكنني لم أهتم بذلك....
...لأنني، حين نظرت إليه، لم أرَ سوى ذئب وحيد، ضائع، ومثير للشفقة....
...- موهومة -...
..."كم كان مظلومًا وبائسًا."...
...لم أكن أعلم ما الذي دفع كلويين، صاحبة هذا الجسد الأصلية، إلى ارتكاب تلك الأفعال، لكن طالما أصبحتُ أنا الآن من يتحكم به، فلا بد أن تتغير القصة....
..."طفلنا ليس من هذا النوع في الأصل، أليس كذلك؟ لم تكن تلك نيتك الحقيقية، صحيح؟"...
...بمجرد أن نطقت بهذه الكلمات، تغير تعبير إدموند بسرعة....
...حدقتُ به مباشرة، أرمش بعيني ببطء وكأنني أطلب إجابة....
...لكنه تمتم ببرود:...
..."يبدو أنكِ لستِ في حالة عقلية سليمة."...
...________...
...ادعوالنا نلاقي عقل البطلة!!...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon