NovelToon NovelToon

بعد أن أصبحت آنسة ممسوسة، طاردني الشرير المجنون

Ch-1

...ربطت إيفيلين شعرها بِطريقةٍ عشوائيةٍ كعادتها بينما تقرأ أحد رواياتها الرومانسية....

..."زوجها السابق مُجرد وغد مجنون...أود أن أصفعهُ بشدة لو كان أماميَّ، كيف يجرؤ على ذلك...!"...

...كانت مُنغمسةً مؤخرًا في روايات الندم التي تتحدث عن الشخصية الرئيسية التي تطلق زوجها الخائن وتبدأ في عيش حياة جديدة. ...

..."آه، أحتاجُ إلى شيء يهدئ ذهنيَّ المتعب."...

...أغلقت إيفيلين الروايةَ بقوة ومدت يدها نحو روايةٍ أخرى. ...

...ما ستقرأهُ هذهِ المرة هي رواية عائلية عن تربية الأطفال، حيثُ تحظى الشخصية الرئيسية بمختلف أنواع الأهتمام والعاطفة من قبل الجميع. ...

..."الأخ الطاغية الذي أعطى جزيرةً في البحر لأخته الصغرى...لا شك في أن السلطة في أفضلُ شيء حقًا!"...

...ظلت إيفيلين تقلب صفحاتِ الرواية لفترة ثم ألقت بها على الطاولة. ...

...بينما كانت مُستلقيةً على الأريكة في وضع غير مُناسب لإبنة الكونت، فُتح الباب فجأة دون طرق....

...بمجرد أن رأى الجاني الذي فتح الباب إيفيلين، ظهر العبوس في تعابيرهِ كما لو أنه رأى شيئًا لا يمكن لهُ رؤيته....

..."آه، لحظة ما هذا...؟"...

..."ألا تعرف كيف تطرق؟ ألم تتعلم آداب السلوك بعد؟"...

...الجاني الذي يبدو إنهُ لم يتعلم الآداب بعد لم يكن سوى آريس، شقيق إيفيلين التوأم، الذي ولد بعدها بِخمس دقائق....

...نظر آريس، الذي كان لهُ نفس لون شعر إيفيلين الوردي، إلى أخته التي كانت مستلقية بشكل سيء بِنظرةٍ باردة للحظة، ثم فتح فمه....

..."ما هذا التصرف؟"...

..."كيف تجرؤ على فتح باب غرفةِ أختك هكذا؟"...

..."...لنتحدث عن هذا لاحقًا، أن والدي هنا، وهو يبحثُ عنكِ."...

...بناءً على كلمات آريس المتوتر، ذُهلت إيفيلين...

...حتى اعتدلت في وضعيتها....

..."أنا؟ لماذا؟" ...

..."لا أعلم، يبدو إنكِ قد أشتريت الكثير ...

...من الكتب الغريبة مرة أخرى."...

..."آه. لقد أخبرتك مرارًا وتكرارًا أن هذه ليست كتبًا غريبة، إنها تُثري حياتي الجافة..."...

...[توضيح/ "تٌثري حياتي الجافة" بِمعنى "تجعل حياتي أكثر مٌتعةً وإثارة."]...

..."أذهبي وتحدثِ مع والدي، لقد جئتُ لأخبركِ فقط."...

...استدار آريس ملوحًا بيدهِ وكأن مهمتهُ قد أنتهت....

...نظرت إيفيلين إلى ظهر أخيها، ثم وقفت وغادرت الغرفة. ...

...- طرق، طرق...

..."من أنت؟"...

..."أبنةُ أبيها المُدللةِ."...

..."من...؟"...

...بدا الأحراجُ واضحًا في نبرةِ ذلك الصوت الصارم....

...'في النهايةِ، هل العاطفة هي مُتعة لا يمكن الحصول عليها إلا في الروايات العائلية الخيالية؟'...

...إيفيلين التي أدركت مرة أخرى أن الواقع والخيال مختلفان، فتحت فمها بشعور مرير قليلًا....

..."أنها أنا، إيفيلين."...

..."...أدخلي."...

...عندما فتحت الباب بحذر ودخلت، وضع الكونت هارولد الوثيقة التي كان ينظر إليها جانبًا....

...على عكس إيفيلين وآريس، كان شعر الكونت ذو...

...لون أحمر مُلتهب كآلسنة اللهبِ. ...

...مع أعين خضراء. ...

..."ما خطبُ شعرك؟"...

...بناءً على كلمات الكونت، لمست إيفيلين شعرها...

...الفوضوي بلطف بيدها....

..."ليس الأمر وكأنني سأخرج على أيَّ حال."...

..."كلا، لا بد لكِ من الخروج لقد طلبتُكِ لهذا السبب."...

..."ماذا؟ ألم تطلب حضوريَّ لتوبيخيَّ بسبب الكُتب التي أشتريها؟"...

..."كُتب؟"...

...أمال الكونت رأسه دليلًا على عدم فهمهِ لما قالته إيفيلين. ...

...'آريس، أيها الوغد، لقد خدعتني.'...

...لقد توترتُ كثيرًا عندما ظننت أن والدي قد علم بالكتب التي أشتريها سرًا من أموالهِ. ...

...في داخلها، لعنت إيفيلين أخيها الذي لم يشاركها ...

...سوى أسم العائلةِ والدم، وانتظرت كلمات الكونت التالية....

..."بالحديثِ عن الكتب...هل تقرأينَ الكتب حقًا؟"...

...سأل الكونت الذي بدت عليهِ الدهشة، مع هذا السؤال تدهورت حالة إيفيلين أكثر. ...

...كان الكونت مشغولًا دائمًا بالعملِ في القصر، ولم...

...يولِ اهتمامًا لأطفاله. ...

...وأما الكونتيسة فقد تدهورت صحتها بشدة بعد ولادة التوأمين، وبعد فترة طويلة من العلاج، أصبحت أكثر أنشغالًا بِعملها. ...

...ونتيجة لذلك، لم يتلقَ التوأم سوى القليل من...

...الحب من والدهما، ناهيك عن والدتهما....

...كان كُل أهتمامهِ للتوأمين، هو فقط التأكد من أنهما لا يزالان على قيد الحياة، وحتى هذا لقد سرقهُ آريس الذي كان جيدًا في فعل كل شي....

...على عكس إيفيلين، التي كانت بحاجة إلى تكرار شيء ما عدة مرات لتعلمهِ، فعل آريس كل شيء على أكمل وجه مُنذ المرة الأولى....

...عندما كبر تحسن وجهه، وهو الآن رجل وسيم يحتل المرتبة الثالثة في تصنيفات شعبية الإمبراطورية للرجال....

...إيفيلين، التي نشأت في ظل شقيقها الأصغر، اعتادت على الوضع الذي لم يتوقع منها أحد أيَّ شيء، وقضت وقتها في قراءة الروايات الخيالية ببساطة....

..."نعم، أنا أعلم كيف أقرأ."...

..."كح، أعلم بذلك...لقد فوجئتُ قليلًا لأن ما تقرأينهُ...

...كان كتابًا، إنهُ لأمر مُذهل."...

...كان هنالك اختلاف بين الكتب التي تدور في ذهن الكونت والكتب التي تقرأها إيفيلين، لكنها لم تكلف نفسها عناء تصحيح ذلك....

...'أن تلقيَّ مثل هذا الثناء، فهذا إنجاز حقيقي حقًا.'...

...تنهدت إيفيلين بصمت بسبب معرفتها أن تلقي الثناء ...

...كان أمرًا نادرًا بالنسبة لها. ...

...لم يكن الكونت دائمًا في المنزل، وفي بعض الأحيان كان آريس هو الشخص الوحيد الذي كان يحظى بالثناء....

...وبما إنه لم يكن لديها توقعات عالية على أيَّ حال، قررت إيفيلين مُنذ زمن أن تعتقد أن الأشياء التي تفعلها هي أشياء جيدة، ومع أبتسامة هادئة فتحت فمها مرة أخرى....

..."إذن، لماذا طلبتني؟"...

..."لديَّ شيء مُهم من أجلكِ."...

..."ماذا؟"...

...لقد كان أمرًا غير متوقع تمامًا....

...الكونت، الذي لم يلاحظ حتى أن إيفيلين لم تكن قادرة على إبقاء فمها مُغلقًا بسبب الصدمة، واصل الحديث....

..."أليسَ عُمركِ عشرون عامًا بالفعل؟ أنتِ في عمر ليس من الغريب حصولكِ فيه على خطيب."...

..."...من هو هذا الخطيب إذن؟"...

...سألت إيفيلين بِحذر، لم تفكّر في حصول موقف مثل هذا أبدًا....

..."إنه الفيكونت بيرث، على الرغم من أنهُ فيكونت، إلا أنه الإبن الثاني للماركيز نورد، لذا فهو ليس سيئًا كخطيب."...

...اذا كان الماركيز نورد فهو أحد النبلاء البارزين إلى جانب الأمبراطور، بالفعل إنهُ نبيل عظيم ذو ثروة هائلة استطاع الحصول على ثقة الأمبراطور....

...لم يكن خيارًا سيئًا من حيث المكانةِ كما قال والدي....

...على الرغم من أنه لم يكن الإبن الأكبر ولم يتمكن من وراثة لقب الماركيز، إلا أنه لم يكن ذو مكانة سيئة في العالم الاجتماعي....

...لكن المشكلة تكمن في شيء آخر....

..."...إنهُ إبن غير شرعي."...

...كان فيكونت بيرث هو الطفل الغير شرعي ...

...للماركيز نورد من عشيقتهِ....

..."حسنًا، أنها ليست مُشكلةً حقًا."...

..."المشكلة هي أن عمرهُ قد تجاوز الثلاثين عامًا بالفعل!"...

..."إيفيلين، هذه فرصة للتقرب من ماركيز نورد، هل تودين تدمير مثل هذه الفرصة العظيمة؟"...

...عندما احتجت إيفيلين، تحدث الكونت بصوت صارم....

..."أنتَ فقط تُضحي بيَّ لأجل مصالحكَ."...

...تمتمت إيفيلين بذلك بصوت خافت، لكنها لم تستطع...

...قول ذلك بصوتٍ عالٍ....

..."أثبتِ قيمتكِ ليَّ."...

..."....."...

...في النهاية، غادرت إيفيلين المكتب...

...دون أيَّ رد على كلمات الكونت....

...***...

...عندما انتهيت من ارتداء ملابسي كما أمر الكونت وكنت على وشك الصعود إلى العربة، رأيت شخصًا مألوفًا يقترب بسرعة....

..."هاي، هل ستذهبين حقًا؟"...

..."قُل، أختي."...

..."آه، أختي هل تنوين الذهاب حقًا؟"...

...تحدث آريس بينما كان يلهث، وكأنهُ قد ...

...خرج بسرعة فور سماعهِ ذهابها. ...

...نظرت إيفيلين إلى شقيقها الأصغر الذي كان يتصرف بغرابة على غير عادتهِ، ثم أومأت برأسها....

..."قال ليَّ والدي أن أذهب."...

..."هل أنتِ حمقاء؟ كان يجب أن ترفضيَّ! بغض النظر عن العلاقة مع الماركيز نورد، فإن بيرث أبن غير شرعي، بل إنهُ اكبر منكِ بكثير! إلا يؤذي ذلك كبريائكِ المُتعالي؟"...

...لماذا هو غاضب جدًا هكذا؟ ...

...توقفت إيفيلين عندما كانت على وشك ركوب العربة ونظرت إلى شقيقها الأصغر الذي بدأ عليهِ الغضب الشديد. ...

...أعتقدت بإنهُ سوف يسخر منها، هل هو يحاول إزعاجها بهذا أم ماذا؟ لقد كان موقفًا غريبًا حقًا....

..."هل أنتَ قلق بشأني؟"...

..."...هذا ليس الوقت المناسب لقول مثل هذه الكلمات، عودي وأنا سأتكلم مع والدي..."...

..."أحمق."...

..."ماذا؟"...

...بدا آريس متفاجئًا من كلمات إيفيلين....

...نظرت إيفيلين إلى شقيقها الأصغر بهدوء وفتحت فمها بوجه هادئ....

..."هل أنتَ مُتأكد مِن أنك إذا أخبرت والدك فسوف يستمعُ إليكَ؟"...

..."ماذا تقصدين بذلك..."...

..."أثبتِ قيمتكِ ليَّ، هذا هو ما قاله."...

...حاول آريس الرد مرة أخرى، لكن إيفيلين رفعت يدها لمنعهِ....

..."أنا مُتحمسة قليلًا لأن هذه هي المرة الأولى التي يتوقع فيها والدي شيئًا مني، لذاك لن أستسلم بسهولة."...

..."هاي، هل سمعتِ من قبل الشائعات التي تدور حولهُ ؟ إنه مشهور باللعب مع النساء طوال الوقت...!"...

..."صه، أختكَ ذاهبةٌ الآن، دعنا نذهب."...

...صعدت إيفيلين بسرعة إلى العربة وأشارت إلى السائق....

..."هاي! كلا أختي!"...

...سُمع صوت آريس وهو يصرخ من الخلف، لكن إيفيلين تجاهلته....

..."أشعر بالتعب بالفعل من كُل هذا."...

...لقد مر وقت طويل منذ أن كنت خارج القصر، وخاصة بمثل هذا الفستان الطويل المزعج....

...لفت شعرها الممشط بعناية وانتظرت...

...وصولها إلى مكان الاجتماع....

...في النهاية، تبادرت إلى ذهنها صورة آريس وهو يركض بغضب مُدمرًا كل شيء، لكنها هزت رأسها بسرعة محاولةً محو هذه الأفكار....

...أعتقد إنهُ فعل ذلك لأنه قلق بشأني....

...- هل أنتِ حمقاء؟ كان يجب أن ترفضيَّ!...

...عضت إيفيلين شفتها وهي تتذكر الكلمات القلقة ...

...لأخيها الأصغر، الذي ولد بعدها بخمس دقائق....

...إنهُ أحمق لدرجة أن يظن أنهُ بأمكانهِ مُعارضة أمر والدي....

...وبينما كانت تشتم أخيها الأصغر في داخلها، تباطأت العربة حتى توقفت....

..."لقد وصلنا سيدتي."...

..."نعم، شكرًا لك."...

...المكان الذي وصلت إليهِ إيفيلين كان أكبر مطعم في العاصمة....

...يتألف بالكامل من غرف خاصة تمامًا....

...تم استخدامها بشكل أساسي من قبل العشاق الأرستقراطيين، أو لأسباب سياسية، أو الأشخاص الذين ذهبوا لنفس هدف إيفيلين....

..."مرحبًا يا سيدتي، إنه لشرف ليَّ أن أخدمكِ، سوف أتحقق لمعرفة ما إذا كان لديكِ حجز."...

...اقترب من إيفيلين أحد الموظفين وسأل بلطف....

..."أوه، الفيكونت بيرث."...

..."آه...لقد جاء الفيكونت بيرث أولًا، سأرشدكِ إلى هناك."...

...بدا تعبير الموظف غريبًا بعض الشيء عند سماع اسم الفيكونت بيرث، لكن إيفيلين لم تعير للآمر الكثير من الاهتمام....

...أرادت فقط إنهاء عملها، والعودة إلى المنزل سريعًا، وإنهاء قراءة الرواية التي كانت تقرأها سابقًا....

...'يجب أن أعود لأكمال قراءة الرواية العائلية تلك.'...

..."تفضليَّ بالدخول سيدتي."...

...توقف الموظف أمام الباب وقال ذلك....

...لكن، ولسبب ما، بدا مُترددًا في فتح الباب....

Ch-2

..."ماذا تفعل؟ من فضلكَ قُم بفتحِ الباب."...

..."حسنًا، ذلك.. ."...

..."ابتعد عن الطريق. سوف أفتحهُ وأدخل."...

...فتحت إيفيلين، المحبطةُ من ترددِ الموظفينَ، البابَ بنفسِها. فسمعت أحد الموظفين يصرخُ من خلفِها، لكنها تجاهلتهُ وأقدمت على دخولِ المكانِ....

...'كُل ما عليّ فعلهُ هو الإلتقاءُ بهِ للحظةٍ والمغادرةُ. لن يكونَ الأمرُ صعبًا.'...

...فعلى كُلِّ حالٍ يعدُ هذا اللقاء اجتماعًا رسميًا، وبعدَ اجتماعِ اليوم، لن يكون علينا رؤية بعضنا البعض حتى حفل ِ الخطوبةِ. إذا كنتُ محظوظةً، فقد يرفضني الفيكونت بيرث....

...بالطبعِ، كان ذلك يؤذي كبريائها بطريقتهِ الخاصةِ، لكن كان من الأفضلِ لإيفيلين أن تتعرضَ للسخريةِ بدلًا من أن يتمَ بيعُها وتزويجُها من شخصٍ غريب....

..."يا إلهي. ما رائحةُ الكحولِ هذه."...

...وبمجردِ أن دخلت إلى الداخلِ، أدركت سببَ ترددِ الموظفين. لقد شربَ كثيرًا بمفردهِ حتى أصبحت الغرفةُ تفوحُ برائحةِ الكحول....

..."أوه، أنتِ هنا."...

..."الفيكونت؟"...

...كانت زجاجات الخمور الفارغةِ ملقاةً على الطاولةِ. نهضَ الفيكونت بيرث، الذي كان في حالةِ ثمولٍ شديدٍ بالفعل، بشكلٍ غيرِ مستقرٍ عندما رأى آفلين....

..."هيهي ... أنتِ جميلةٌ جدًا."...

...كانت تلك هي اللحظة التي تحطمَ فيها الأملُ الصغير بأن يرفضها الفيكونت....

...فشلت إيفيلين في السيطرةِ على تعبيراتِها عندما رأت الفيكونت بيرث، الذي كان في حالةِ ثمولٍ شديدٍ وكان يترنح متجهًا نحوها مثل عجلِ زرافةٍ حديثِ الولادةِ....

...ومع ذلك، حاولتُ الحفاظ على رباطةِ جأشي قدرَ الإمكانِ وفتحتُ فميَّ بحذرٍ....

..."الفيكونت. يبدو أنكَ شربت كثيرًا. هل أنتَ بخير؟"...

..."ماذا؟ هل تتجاهلني وتعتقدين أنني لن أكونَ بخير؟"...

...بدأ الفيكونت بيرث فجأة بالغضبِ من كلماتِ إيفيلين....

..."أنا بخير!"...

...'لا يبدو أنهُ على ما يرام.'...

...تمكن الفيكونت من التوقفِ أمامَ آفلين بمشيةٍ غريبة....

...إيفيلين، التي دُفعت فجأةً إلى الخلفِ، أسندت ظهرها إلى البابِ ولم يكن لديها مكانٌ تهربُ إليهِ....

..."أنتِ تعرفين لماذا نجتمعُ اليوم."...

...لعنت إيفيلين في داخلها الفيكونت بيرث، الذي كان يتفوه بالهراءِ بتعبيرٍ راضٍ....

...'ما أعرفهُ أنكَ لقيطٌ قبيح.'...

...كان وضع إيفيلين الحالي صعبًا لعدةِ أسباب. كان ذلك لأن وجههُ القبيح كان قريبًا جدًا وأنفاسهُ القذرة كادت تخنقها في كُل مرةٍ يفتحُ فيها فمهُ....

...'يالدهشةِ، رائحةُ فمهِ كريهةٌ حقًا.'...

...لم يكن الأبطال الذكور في الرواياتِ الرومانسيةِ التي قرأتها إيفيلين يبدون عاديين ولم تكن رائحة أنفاسهم مثل المحار الفاسد....

...لم أسمع قط عن بطل الرواية الذي هو في حالةِ ثمولٍ إلى هذا الحد!...

...رغبتُ بالتخلصِ من هذا السكير على الفور، لكنني الآن هنا لأفعلَ ما طلبَ مني والدي أن أفعلهُ....

...'لا أستطيع أن أعود بهذهِ الطريقةِ وأخيبَ ظنهُ.'...

...إيفيلين، التي بالكاد قادرة على تمالكِ نفسها، فتحت فمها بهدوءٍ....

..."الفيكونت. من فضلكَ تراجع قليلاً."...

..."ماذا؟ هل تقولين ليّ أن أتنحى؟ إلى متى يجب أن أبقى خلفَ أخي سيئ الحظ!؟...

...لم يتمكن الفيكونت، الذي كان جسمهُ بالكاملِ مليئًا بالكحولِ، من التواصلِ على الإطلاق. وإيفيلين، التي وجدت أنهُ من المؤلمِ أن تحبسَ أنفاسها لفترةٍ أطول، لم تستطع كبحَ جماحها وفتحت فمها بهدوءٍ....

..."هذا ليس كل شيء، بل لأن أنفاسكَ كريهة الرائحة."...

..."هيهي. يقولون أن أخي الأصغر وسيم، وأختي الكبرى لديها أيضًا وجهٌ جميلٌ جدًا."...

...تجاهل الفيكونت بيرث بخفةٍ كلماتِ إيفيلين، وتظاهرَ بعدمِ سماعها. ثم، كما لو كان هناك شيء ما، رفعَ يديهِ الرطبة وأمسكَ بحفنةٍ من شعرِ إيفيلين الوردي....

...'دعينا نتحلى بالصبر. دعينا نتحلى بالصبر.'...

...أرادت أن تتخلص من يدهِ على الفور، لكن إيفيلين تذكرت وجه والدها واستنزفت كل قطرةٍ من اصبرها....

..."الفيكونت. يبدو أنكَ في حالةِ ثمولٍ شديد. لماذا لا نعود إلى المنزل ونقول أننا قضينا وقتًا ممتعًا اليوم؟"...

..."ماذا لو لم يعجبني؟"...

...قام الفيكونت بيرث بلعقِ شفتيهِ السميكتين عديمتي اللون....

..."بعد كل شيء، ألستِ الطفلة التي تم التخلي عنها من قبلِ منزلها؟ أعتقد أن عائلتي أرسلتني لربطِ شيءٍ عديمِ الفائدةِ!"...

...وفجأة بدا أن الفيكونت بالبصقِ ورفعِ صوتهِ....

..."لكن... ومع ذلك، أنا محظوظ. لم أعتقد قط أني سأحظى بامرأةٍ شابةٍ وجميلةِ الوجهِ كزوجتي."...

...غرقت عيون الفيكونت بيرث فجأة. نظر الشكل المخمور إلى إيفيلين بنظرةٍ مقززةٍ في كلِ مكان....

..."إذا كنتِ ستتزوجيني على أي حالٍ، أعتقد أنه لا بأس أن يكون لديكِ القليلُ من الآداب الآن."...

...اقتربَ الفيكونت بيرث تدريجيًا وضيقَ المسافة بينهُ وبين إيفيلين. ...

...حاولت إيفيلين، التي كان ظهرها مستندًا إلى البابِ، تهدئة الفيكونت دون أن تتمكن من الهروبِ إلى أي مكان....

..."الفيكونت. إذا تراجعتَ الآن، فلن أتطرقَ إليكَ."...

..."ها ها ها ها! أتهدديني؟ والأكثرُ من ذلك، ماذا يمكن للفتاةٍ مثلَ الريشةِ أن تفعلهُ؟"...

...فجأةً أمسكَ الفيكونت، الذي كان يضحكُ كالمجنونِ، شفتيهِ وسقطَ إلى الخلفِ. كان ذلكَ بسببِ قيامِ إيفيلين بلكمِ الفيكونت بيرث في فمهِ....

..."لأنني ريشةٌ ثقيلةٌ بعضَ الشيء."...

...فتحت إيفيلين الباب وخرجت، تاركةً وراءها الفيكونت بيرث، الذي كان مستلقيًا على الأرضِ، ممسكًا فمهُ بكلتا يديهِ ويئنُ....

...لفترةٍ من الوقتِ، وقعتُ في حُبِّ البطلةِ الفارسة وتدربتُ جسديًا لأصبحَ فارسةً مثل البطلةِ....

...أصيبت إيفيلين بالذهولِ، وسارت لتجدَ المخرج....

..."آنستي الشابة، إذا كنتِ بحاجةٍ إلى أي شيء .... يا إلهي!"...

...اقتربَ أحدُ الموظفين الذين التقيت بهم في الردهةِ وتفاجأ عندما رأى وجه إيفيلين المضطرب....

..."ما ستراهُ هناكَ عليكَ بإبقائهِ سرًا."...

...وعلى الرغمِ من دهشتي، إلا أنني لم أنس منعَ الموظفين من الثرثرةِ. أومأ الموظف شارد الذهن وأشار بإصبعهِ إلى المخرج....

...ركضت إيفيلين كما لو كانت حياتها على المحكِ. يبدو أن الباب سيفتحُ مرًة أخرى في أي لحظةٍ وسيأتي الفيكونت خلفها....

..._ بادومب، بادومب....

...رن قلبُ إيفيلين بصوتٍ عالٍ بشكلٍ غيرِ طبيعي....

...ــ أثبتِ قيمتكِ ليَّ....

...فجأة تحولت نبضاتُ قلبها التي كانت ترنُ في أذنيها إلى صوتِ والدها....

...'لماذا لا أستطيع حتى القيامَ بذلك بشكلٍ صحيح؟'...

...كل ما كان عليّ فعلهُ هو أن ألتقيَّ بهِ وأغادر. ربما كان علي أن أنتظرهُ حتى يستيقظ بطريقةٍ ما قبل خروجي....

...ولكن في وقتٍ سابق شعرتُ بالتهديدِ حقًا. بالطبع، كانت رائحةُ فمهِ الكريهةِ مزعجةً، لكن ما أشعرني بالتهديدِ حقًا هو الوضعُ نفسه، حيث دفعني رجلٌ بالغ إلى حائطٍ مسدودٍ، وكان مخيفًا....

...لقد تذكرت آريس، الذي حاولَ يائسًا إيقافها في وقتٍ سابق....

...'كان يجب أن أستمعَ لهُ فقط.'...

...لا تتهوري بأفعالكِ لمجردِ أن والدكِ أمركِ بشيءٍ ما....

...خرجت إيفيلين من المطعمِ وتوجهت مباشرًة إلى العربةِ التي كانت أمامها....

...وداهمت العربة على نطاقٍ واسع....

...عندما وصلتُ إلى مكانٍ مغلقٍ، غمرني شعورٌ بالإرتياحِ لأنني وصلتُ أخيرًا إلى مكانٍ آمن....

..."هاه.. ."...

...ومع تراجعِ توترها، انهمرت الدموعُ التي كانت تكبِتُها....

..."هاه!"...

...بكت إيفيلين كالطفلةِ. لم تظهر ذلك حينها، لكِنها كانت خائفةً جدًا في وقتٍ سابق. اللحظةُ التي قابلت فيها الفيكونت للتو بدت بعيدًة، كحلمٍ منذُ بضعةِ أيامٍ....

..."أنا آسفةٌ على بكائي."...

...سمعتُ صوتَ شخصٍ آخر في العربةِ حيث اعتقدتُ أنني وحدي....

...تفاجأت إيفيلين ومسحت دموعها وأدارت رأسها نحو الاتجاه الذي جاء منهُ الصوت....

..."هذه عربتي."...

...كان رجلٌ ذو شعرٍ أسودٍ داكن وعيونٍ زرقاءٍ ينظرُ إلى إيفيلين بعيونٍ حذرةٍ....

...قد كان رجلاً وسيمًا، ومن شدةِ جمالهِ قد تحسبهُ تمثالاً مصقولاً ومنحوتًا بعنايةٍ فائقةٍ تجعلكَ ترغبُ بالإحتفاظِ بهِ سرًا عن أعينِ الجميعِ. ...

...بدا الرجلُ أكثرَ قلقًا بشأنِ اقتحامِ إيفيلين المفاجئ لعربتهِ أكثر من قلقهِ من بكائها....

..."إنكِ إبنةُ الكونتِ هارولد."...

...تم الكشف عن هويةِ إيفيلين بصوتٍ آسرٍ مثلَ مظهرهِ....

...'كيف يعرفني؟'...

...أنا لا أغادرُ القصرَ كثيرًا، لذلك ليس لديَّ الكثيرُ من الأصدقاءِ. في الواقعِ، لم يكن لدى إيفيلين أيُّ فكرةٍ عن هويةِ الرجلِ الذي أمامها....

..."قالوا إنكما توأمان، وكنتما تشبهان الكونتَ هارولد. كثيرًا ما كنتُ أرى الكونت هارولد خلال الاجتماعاتِ المركزيةِ."...

...بعد سماعِ الكلماتِ التي تلت ذلكَ، أدركتُ أخيرًا من هو الرجلُ الذي أمامي....

...إنه وسيمٌ جدًا لدرجةِ أنكَ لن تنساهُ أبدًا بمجردِ رؤيتهِ، لكنهُ رجلٌ غريبٌ جدًا لدرجةِ أنه يكادُ من الصعبِ معرفةُ ما يفكرُ فيهِ. سمعتُ عن ذلك مرًة واحدًة....

..."...دوق ريفيس؟"...

...إبنُ شقيقِ الإمبراطورِ ورئيسُ الفصيلِ الإرستقراطي الذي يعارضُ الإمبراطور....

...ومع وليّ العهدِ وأخي الأصغر، كان دائمًا واحدًا من أفضلِ وأوسمِ ثلاثةِ رجالٍ في الإمبراطوريةِ....

...مع إشاعةِ أنهُ شخصٌ مجنونٌ ومهذبٌ....

...***...

..."هل أنتَ جادٌ عندما طلبتَ منها الذهابَ لمقابلةِ ذلكَ الوغدِ؟"...

..." هاه. أيُّ نوعٍ من الوقاحةِ هذه أمامَ والدكَ؟"...

..."لماذا لا تستخدمني لمحاولةِ بناء العلاقاتِ والتواصلِ مع ذوي السلطةِ؟ أنا واثقٌ من أنهُ حتى الرجالُ سوف ينبهرونَ بهذا الوجهِ."...

...الكونت هارولد، الذي كان بلا حراكٍ طوالَ الوقتِ، تجهمَ هذه المرة....

..."عن ماذا تتحدث. يجب أن تخططَ لأشياءٍ أكبر. لقد وجدت إيفيلين أخيرًا شيئًا يمكنها القيامُ بهِ. ألم تشاهد ذلك أيضًا؟ أعطني شيئًا لأفعلهُ، حتى أكون سعيدًة وأخرجَ بمفردي. أليس هذا ماتسعى إليهِ شقيقتكَ."...

...بناءً على كلماتِ والدهِ، تذكر آريس كلماتِ إيفيلين في وقتٍ سابق....

...– أنا متحمسةٌ قليلاً لأنها المرةُ الأولى التي يتوقعُ فيها والدي شيئًا مني....

...أستطيعُ أن أرى أنها كانت متوترًة تمامًا، لكنها تظاهرت بالقوةِ وركبت العربةِ....

...على الرغمِ من أن أختي كانت عالقًة في زاويةِ الغرفةِ دون أي قدراتٍ خاصة، لكن لم يكن هذا هو المهم....

...إيفيلين، التي تبلغُ من العمر 20 عامًا فقط، تباعُ لرجلٍ عجوز يزيدُ عمرهُ عن 30 عامًا!...

...كان من الواضحِ أنهُ عندما رأى الآخرون ذلك، ستتبعُ ذلكَ شائعاتٌ بأنهُ باعَ أختهُ للمضيِّ قدمًا....

...لقد كان يكرهُ وجودَ مثل هذه الفضيحةِ القذرةِ مرتبطةً بسمعتهِ المثاليةِ المتمثلة في كونهِ جيدًا في كُلِّ شيءٍ وحتى أن يكون لهُ وجهٌ جيدٌ....

...عندما وصلت أفكارهُ إلى هذهِ النقطةِ، شعر آريس بالقلقِ أكثرَ من ذي قبل....

...صحيحٌ أنهُ جاءَ لأنه كان قلقًا على أختهِ، لكنهُ كان قلقًا أيضًا من أن سمعتهُ المثالية ستكون في ورطةٍ في هذهِ المرحلةِ....

..."مهما قالَ والدي، سأعيدُ أختي."...

..."كيف تجرؤ!"...

..."بدلاً من ذلك."...

...قبل أن يخرجَ آريس من الباب، نظرَ إلى والدهِ الغاضب بتعبيرٍ مريحٍ....

..."سوف أتأكدُ من استعادةِ وثائقِ الدوق ريفيس التي لم يتمكن والدي من سرقتها من قبل."...

...– بانغ!...

...أغلق آريس الباب بقوةٍ وخرجَ من القصر....

...أرسلَ حارسُ الإسطبلِ على الفور حصان آريس. كان الحصانُ الأبيضُ اللامع الوسيم الذي يتم العنايةُ بهِ جيدًا هو الحصان المفضل لآريس....

..."دعنا نذهب يا بيوتي!"...

...(ملاحظة: اسم الحصان جمال نظرًا لجمالهِ بس فضلت استخدم لفظ بيوتي أي جمال بالانجليزية.)...

..."هييييي!"...

...وبالفعل، تعرف الحصان، الذي يتطابق اسمهُ مع مظهرهِ، على صاحبهِ، الذي كان وسيمًا مثلهُ تمامًا، وصرخَ بصوتٍ عالٍ....

...ركب آريس حصانهُ برشاقةٍ. كان يمتطي حصانًا أبيضًا  وبدا منتعشًا ووسيمًا، مثل جنيةٍ خرجت مباشرةً من قصةٍ خياليةٍ....

..."انتظري. أختي أنا قادم."...

...بدأ آريس يتحدثُ بتعبيرٍ منغمسٍ في نفسهِ للغايةِ....

Ch-3

...وفي هذه الأثناء، كانت إيفيلين لا تزال في مواجهةٍ مرهِقةٍ داخلَ عربةِ دوقِ ريفيس....

..."كانَ دخولُكِ إلى عربتي وأنتِ تبكينَ استراتيجيَّةً جديدةً تمامًا. ما هي خطَّتُكِ التَّالية؟ هل ستغوينني؟"...

..."...ماذا؟"...

...لم تستطع إيفيلين إلا أن تشعرَ بالدهشةِ الشديدةِ، حتى أنها توقَّفت عن البكاء. ...

...على الرغم من أن الشخصِ أمامَها كان وسيمًا للغاية، إلا أنه بدا وكأنَّ فمَه مجرد فمٍ جميلٍ يخرجُ منه الهراء فقط....

...'تمامًا كما قيلَ عنه في الشائعات، شخصٌ غريبٌ ومجنونٌ.'...

..."لا، لم أفكر في ذلك."...

..."آه، لقد فهمت."...

...عندما أنكرت إيفيلين ذلك، ابتسمَ دوقُ ريفيس كما لو أنه كان يعلمُ كلَّ شيءٍ. رغم أن ابتسامته كانت جذَّابةً للغاية، إلا أن إيفيلين كانت تجدها مزعجةً في تلك اللحظة....

..."لذا فأنتِ تخططينَ للإنقضاضِ عليَّ على الفور بدلًا من إغوائي؟"...

..."ماذا؟"...

...لم تكن إيفيلين تستطيع تصديق تصرفاتِه....

...وكانت تلومُ نفسها على ركوبِ هذه العربةِ بلا تفكيرٍ....

...'كيف يمكنني أن أكون غيرَ محظوظةٍ إلى هذا الحد؟'...

...كانت قد رأت هذا النوع من الرجال الوسيمين عدة مرَّاتٍ في بعض الرواياتِ التي كانت تقرأها كثيرًا....

...سيستمرون في فعل التصرفاتِ المجنونةِ وبالنهايةِ ينتهي بهم المطاف أن يكونوا دمى مخلصة في يَدِ البطلةِ....

...لكن هذه ليست روايةً، وعندما رأت هذا الشخصَ المجنونَ أمامَها، أصبحَ الجمالُ الذي يمتلكه بلا قيمةٍ، وأصبحَ كلَّ ما تريده هو الابتعادَ عنه....

...'في هذا النوعِ مِن الرواياتِ، البطلةُ التي تتحلى بالصبرِ مع هذا النوعِ من الشخصياتِ تكونُ أكثرَ إثارةً للإعجاب.'...

...لكن إيفيلين لم تكن بطلةً في إحدى الرواياتِ، ولم تكن تتحلى بالصبرِ لذلك....

..."دوق، كلامُك أصبحَ قاسيًا جدًا."...

..."آه، لقد فهمت."...

...ابتسمَ دوقُ ريفيس مرةً أخرى وكأنه يعلمُ كلَّ شيءٍ....

...'لماذا يبتسمُ بسخريةٍ؟'...

...كان هذا ما تفكر فيه إيفيلين، وكانت تنتظر اللحظة المناسبة للخروجِ من العربةِ....

..."هل ستهربينَ الآن بعد أن كُشِفت استراتيجيتكِ؟"...

...قال دوقُ ريفيس مبتسمًا ابتسامةً خبيثةً....

..."هاه…"...

...حاولت إيفيلين أن تبقى هادئةً بينما كانت تأخذُ نفسًا عميقًا....

...'تحلِّ بالصبر، يجب عليّ التحلي بالصبر. الخصم هو دوق ريفيس الذي يعدُّ عدوًا لوالدي... لا تتورطِ دون داعٍ، عليّ فقط التركيز على الخروجِ من هذه العربةِ.'...

...بينما كانت تحاولُ التحكم في أعصابِها، فجأةً، انتشرت رائحةُ صابونٍ عطرةٍ....

..."هاه."...

...فجأةً، اقترب وجهُ دوقِ ريفيس منها حتى أصبحَ قريبًا جدًا....

...'إنه أكثر وسامةً عن قرب.'...

...على الرغم من تصرفاته المجنونةِ، كان من المستحيلِ إنكارُ وسامته. بالفعل، كان أحدَ الرجالِ الثلاثةِ الأكثرِ وسامةً في الإمبراطوريةِ....

...وبينما كانت إيفيلين منبهرةً بوسامتهِ، أسقط دوق ريفيس قنبلة أخرى....

..."يا إلهي، إنكِ تتنهدينَ بعمقٍ. يبدو أن خيبَّةَ أملكِ بسبب فشلكِ في إغوائي عميقةٌ للغايةِ."...

..."آآه، لا أستطيعُ تحمل هذا بعد الآن!"...

...فوجئت إيفيلين بإندفاعها، فغطت فمها....

...فمهما كان مجنونًا، كان الطرف الآخر لا يزال دوقًا وابن شقيق الإمبراطور. كان ينبغي لها أن تتحلى بمزيد من الصبر!...

...ومع ذلك، على عكس مخاوف إيفيلين، فإن عيون الدوق ريفيس الزرقاء الجميلة كانت تتألقُ بالفعل....

..."لا تترددي، الآن بدأتُ أشعرُ بالإهتمامِ قليلًا بما ستفعلينه بعد ذلك، آنستي."...

...وفي مواجهة إيفيلين، التي فقدت كُلَّ ما تبقى من صبرها، أضاف دوق ريفيس المزيد من الوقود إلى النار....

..."هيا، افعلي ما تريدين."...

...وأخيرًا، وصلت إيفيلين إلى حدها الأقصى....

..."أنتَ شخصٌ مجنون…! آآه!"...

...كانت تلك الكلمات قد خرجت منها دون أن تستطيعَ منعَ نفسها، ثم أسرعت لتغلق فمها....

...'لا، لا! حتى لو كان مجنونًا، إذا سمع أنني نعته بالمجنون، فسيغضب!'...

...لكن على عكس توقعاتها، كان وجهُ دوقِ ريفيس جامدًا تمامًا الآن....

..."...مجنون؟"...

...عندما شاهدت إيفيلين دوق ريفيس يرمش ويكرر الكلمة ببطء، أغلقت عينيها بقوة....

...'لقد انتهى أمري الآن.'...

...كان هذا يومًا سيئًا بشكلٍ لا يُصدق....

...بما أن لقائها مع الفيكونت قد فشل، فلا يمكنها الآن أن تتركَ دوقَ ريفيس يغضبَ بسببها....

...بينما كانت تأخذُ نفسًا عميقًا وتحاولُ تبريرَ نفسها، قال دوقُ ريفيس فجأةً:...

..."هذا مثيرٌ للإهتمام."...

..."...ماذا؟"...

...كان دوقُ ريفيس ينظرُ إليها بجديةٍ وهو يضعُ يده تحت ذقنه....

..."لم أواجه شيئًا كهذا من قبل، أن يتم شتمي وجهًا لوجه."...

..."لا، لم أقصد ذلك..."...

...لم تستطع إيفيلين أن تفهمَ لماذا كان يأخذُ هذا بجديةٍ....

...يبدو أن دوقُ ريفيس كان يعتقدُ أن ذلك كان أحدَ أساليبِ الإغواءِ....

...على الرغم من أنها كانت لا تفهمُ إن كان هذا جيدًا أم سيئًا، إلا أن إيفيلين كانت تشعرُ ببعضِ الارتياحِ لأنه لم يغضب....

..."إذن، من هو؟"...

...سأل دوقُ ريفيس فجأةً وهو ينظرُ إليها....

..."ماذا؟"...

..."من هو الشخصُ الذي جعلَ الآنسة تبكي."...

...على الرغم من اعتقادِها أن الأمر كان غريبًا بعض الشيء، وجدت إيفيلين نفسها تتحدث كما لو كانت مفتونة بموقف دوق ريفيس الجاد بشكل غير عادي....

..."كان الفيكونت بيرث..."...

..."آه، بيرث."...

...ردَّ دوقُ ريفيس بنبرةٍ مألوفةٍ وكأنه كان يعرفه....

...إذا كان دوقُ ريفيس اللامبالي يعرفه، فهذا يعني أن الشائعاتِ عن مدى سوء سمعة الفيكونت بيرث قد انتشرت بشكلٍ كبيرٍ....

..."هل هو لا يزال بالداخل؟"...

..."ربما."...

...نظرًا لأنها ضربتهُ بقوةٍ، وكان في حالةِ سُكرٍ شديدٍ، فمن المحتمل أنه لم يتمكن من التحركِ بسهولةٍ....

...عندما أومأت إيفيلين برأسها، نهضَ الدوقُ ريفيس وفتحَ البابَ بسرعةٍ ونزلَ من العربةِ....

...تحت أشعة الشمس، بدا أطولَ وأكثر وسامةً مما كان عليه في العربةِ....

...مع نزوله، بدأ الناسُ من حوله ينظرون إليه....

...حتى إيفيلين التي كانت لا تزال في العربة، شعرت بتلك النظراتِ، لكن دوقُ ريفيس بدا غيرَ مبالٍ تمامًا....

..."ولكن لماذا تنزلُ من العربة؟"...

..."لتلقين أحدِهم درسًا."...

..."ماذا؟ أنا؟"...

...نظر إليها دوقُ ريفيس وكأنها تقول شيئًا سخيفًا....

..."بالطبع، أقصد الفيكونت بيرث."...

..."...ولكن لماذا تريدُ فعل هذا أيها الدوق؟"...

...بعدَ كُلِّ شيءٍ، لم يكن هناك سببٌ يدعو دوق ريفيس؛ زعيمُ الفصيل الإرستقراطيِّ، إلى مساعدة إيفيلين، التي تنتمي إلى عائلةٍ في فصيل الإمبراطور....

..."لقد سمعتُ شيئًا جديدًا، لذا يجبُ أرد الجميل بشكلٍ مناسبٍ."...

..."...لكنني نعتُك بالمجنون."...

...أضافت إيفيلين متسائلةً عما إذا كان ربما لم يفهم الإهانة بشكلٍ صحيحٍ. ولكن دوق ريفيس ابتسم بشكلٍ غريبٍ....

..."إذن."...

...لماذا هو سعيدٌ جدًا لأنه يُلقب بالمجنون؟...

...كان من الصعب فهم تفكيرِ هذا الشخص....

...بعد لحظةٍ، فتح دوقُ ريفيس فمه وقال:...

..."هل يعجبكِ الفيكونت بيرث؟"...

..."كلامُك قاسيٌ جدًا."...

...كانت إجابةُ إيفيلين مرضيةً لدوقِ ريفيس، حيث ابتسم ابتسامةً راضيةً جدًا....

...'آووه، إنه ساطعٌ للغايةِ على عيناي.'...

...قبل لحظاتٍ، كان يبدو مجردَ رجلٍ جميلٍ، ولكن تحتَ ضوءِ الشمس، بدا كأنه ملاكٌ سقطَ من السماء....

..."لقد سألتُكِ فقط لأن هناك شائعاتٍ كثيرةً حوله. الآن، انتظري هنا لفترةٍ قصيرةٍ."...

...نظرت إيفيلين إلى دوقِ ريفيس وهو على وشك المغادرة، لكن شعرت فجأة أن هناك شيئًا غير طبيعي....

..."هنا؟"...

..."أين تريدين أن تنتظري؟"...

...عندما رأت إيفيلين الدوق ريفيس يميل رأسهُ وينظرُ إليها بفضولٍ، تخلت عن الجدال، وشعرت أن المزيد من المحادثة سيكون بلا جدوى....

..."لن يستغرقَ الأمرُ وقتًا طويلًا. عندما أعودُ، سنرى كيف ستقومين بإغوائي."...

...وجدَ دوق ريفيس تعبير إيفيلين المذهول مسليًا، فابتسمَ وهو يتوجهُ إلى الداخل....

..."ماذا حدث للتو؟"...

...تركت إيفيلين وحدها في العربة، وكان كلُّ شيءٍ غيرَ واضحٍ بالنسبة لها....

...بالرغم من أنه كان غريبًا بعض الشيء، إلا أنه كان أولَ شخصٍ يقفُ إلى جانِبها بشكلٍ حقيقيٍّ....

...هل سيتصرفُ أخاها آريس أو حتى والدها بنفس الطريقة؟ بالطبع لا....

...هل كان آريس؛ شقيقها التوأم، ناهيك عن والدها، ليفعلا شيئًا كهذا من أجلها؟ آريس المتبجح دائمًا لن يتدخل إلا إذا كان الأمر يضر بسمعته....

...'لا، تمالكي نفسكِ.'...

...هزَّت إيفيلين رأسها، محاولةً تصحيح حكمها الذي ظلَّ غامضًا....

...على أيَّةِ حالٍ، كان هذا الشخص غريبًا بالفعل. ليس غريبًا فحسب، بل خطيرًا أيضًا!...

...من على وجه الأرض يكافئ شخصًا قد أهانهُ؟ إلا إذا كان ذلك انتقامًا....

...تذكَّرت أن والدها ذكر ذات مرة أثناء مروره أنه إذا تُرك الدوق ريفيس دون رادع، فقد يخطط للتمرد....

...تذكَّرت أنها سمعت والدها يخبر آريس أنه على الرغم من كونه ابن شقيق الإمبراطور، إلا أنه منشق وقد يطعن العائلة الإمبراطورية في الظهر في أيِّ لحظةٍ....

...'قد تكون هذه هي فرصتي للمغادرة.'...

...إذا عادت إلى المنزل على هذا النحو، فمن الواضح أن والدها سيصاب بخيبة أملٍ فيها. وهذا هو الوضع الذي لم تكن إيفيلين ترغب فيه حقًا....

...فكرة أن والدها يخاطبها بعيون باردة ونبرة صوت باردة - لم تستطع أن تفقد التوقعات التي تلقتها للتو بهذه الطريقة....

...'إذا فكرت في الأمر، فإن أبي وآريس تحدثا ذات مرة عن وثائقِ الدوق ريفيس.'...

...تذكَّرت أنها سمعت محادثة بين آريس ووالدها أثناء مرورها بمكتب والدها. هل يمكن أن تكون هذه الوثائق هنا؟...

...على الرغم من أنها لم تتمكن من عقد اجتماعٍ سلسٍ مع الفيكونت بيرث، إلا أنها إذا تمكنت من العثور على الوثائق وإعادتها، فقد ينظرون إليها بشكلٍ مختلف....

...مع مشاعر متبعثرةٍ، بدأت إيفيلين بالنظر حولها داخل العربة....

...***...

...في تلك اللحظة، وعلى الرغم من أنه لم يكن على علمٍ بأن إيفيلين كانت تفتش عربته، كان دوق ريفيس، أو بالأحرى تيرون، ينظر إلى الرجل المنهار على الأرض....

...على عكس الاهتمام الواضح في عينيه عندما كان ينظر إلى إيفيلين في وقتٍ سابق، أصبحت نظراته الآن خاليةً من أي عاطفة....

..."يبدو أنك قد تلقيت ضربةً بالفعل."...

...كان الفيكونت بيرث ملقى على الأرض وكانت شفتاه متورمتان وتنزفان، لكن تيرون لم يبدو مهتمًا عندما داس على معصم الفيكونت بحذائه المصقول جيدًا....

..."آآآه...!"...

...خرج تأوه مؤلم من الفيكونت بيرث....

..."دوق ريفيس، اقتحمت المكان فجأة والآن ماذا تفعل...!"...

...انحنى تيرون أمام الفيكونت بيرث وابتسم....

...كانت ابتسامة غير متوافقة على الإطلاق مع الموقف، لكن وجهه كان جميلًا للغاية حتى أنه يمكن وصفه بأنه ملاكٌ سقط عن طريق الخطأ من السماء....

...حتى الفيكونت بيرث كان مفتونًا للحظةٍ بوجهِ تيرون الذي يشبه التمثال، ونسي لفترةٍ وجيزة الألم الذي شعر به عندما داس أحدهم على معصمه....

...ولكنه سرعان ما استعاد إحساسه بالواقع بسبب الكلمات التي خرجت من فم التمثال الحي....

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon