...كانت روزالين، شقيقة ليليث الصغرى،...
...فتاة أشبه ببطلات الروايات الرومانسية....
...فتاة جميلة ولكن مريضة، زهرة متألقة من عائلة دوقية بلين....
...كانت خصلات شعرها البلاتيني، التي تشبه ضوء النجوم،...
...تنساب دائمًا برقة، ووجنتاها المتوردتان بلطف كانتا تشعّان إشراقًا مثل زهرة متفتحة حديثًا....
...بحلول عامها السادس عشر، أصبحت روزالين تتمتع بجمال آسر يفوق الكمال....
...كانت روزالين تجمع بين الرقي والكرامة النبيلتين،...
...إلى جانب براءة طفولية تأسر القلوب....
...وحتى مع سنوات المرض الطويلة التي عاشتها،...
...لم تفقد ابتسامتها أو لطفها، مما جعلها أكثر تميزًا....
...الجميع أحبوا روزالين، وهي بدورها أحبت الجميع....
...كانت بوضوح بطلة هذا العالم....
...وربما لهذا السبب، أساء الناس فهم ليليث، واعتقدوا أنها...
..."شريرة شائعة في الروايات التقليدية تغار من أختها"....
...لكن ذلك لم يكن يهمها. لأنها، بكل صدق، كانت تحب أختها الوحيدة....
...كانت ليليث على استعداد لفعل أي شيء من أجل روزالين....
...لم تغر منها أبدًا ولم تحاول إيذاءها ولو لمرة،...
...حتى لو أساء الآخرون الفهم. بالنسبة لها،...
...كانت تلك الأوهام مجرد انعكاس لحسدهم تجاهها بسبب وجود روزالين كأخت لها....
...كل ما كان يحدث كان بسبب حب الناس الكبير لروزالين،...
...ولم يكن ذلك يعني شيئًا ما دامت روزالين سعيدة. لذا، لم تكن سمعتها تهمها أبدًا....
...إلى أن جاء ذلك اليوم......
...عندما قدمت روزالين ذلك الرجل لأول مرة، لم تستطع ليليث قبول الأمر على الإطلاق....
..."أختي، رحّبي به. هذا صديقي الجديد."...
...عندما عادت ليليث إلى المنزل بعد فترة طويلة من إنهاء دراستها في الأكاديمية،...
...وجدت بجانب روزالين شابًا غريبًا لم تره من قبل....
...كان شابًا وضيعًا، أشبه بكلب قتال في ساحة تحت الأرض....
...عبدٌ وضيع خرج من حياة البؤس، بلا قيمة سوى وجههِ الجميل....
...لم يكن في أي حال من الأحوال مناسبًا لروزالين....
...لأول مرة، أعربت ليليث عن رفضها القاطع تجاه قرار اتخذته شقيقتها....
...لم يكن من الممكن أن تبقي رجلًا غامضًا وخطيرًا بجانب أختها العزيزة....
...لكن روزالين كانت مصرة على إبقاء ذلك الرجل بجانبها....
...وفي النهاية، لم تستطع ليليث التغلب على عناد أختها وسمحت له بالبقاء....
...لكنها لم تستطع تقبله....
...حتى بعدما أدركت مع مرور الوقت،...
...أن الرجل لم يكن سيئًا أو خطرًا كما توقعت، لم يتغير شيء بالنسبة لها....
..."لدي شخصٌ أحبه. ورغم أنه حبٌّ من طرفٍ واحد،...
...فقد عاهدت نفسي منذ وقت طويل على حمايته."...
...عندما سمعت اعترافه العاطفي هذا، لم يجعلها ذلك أكثر قبولًا لوجوده بجانب أختها....
...لكن لسوء الحظ، وبعكس ما كانت ترغب،...
...ازدادت العلاقة بينهما عمقًا....
...ورغم إنكارهما المتكرر، انتشرت في القصر شائعات عن كونهما عاشقين....
...كان الناس يصفون قصتهم وكأنها مقتبسة من رواية رومانسية،...
...فتاة نبيلة جميلة ولكن مريضة، وشاب وسيم كان عبدًا أنقذته....
...إذا كانت هذه القصة رواية حقًا، وكان العالم يعتبر روزالين بطلتها،...
...فإن النهاية ستكون بلا شك اتحاد حبهما في النهاية....
...لكن ليليث شعرت بالاشمئزاز....
...لذلك، في اليوم الذي سمعت فيه إشاعة عن احتمال هروب الحبيبين معًا تحت جنح الليل، فكرت ليليث في أمرٍ واحد فقط....
...عليّ أن أقتلَ ذلك الرجل....
...***...
...الإمبراطورية في حربٍ مع التنين الناري منذ زمنٍ بعيد....
...استمرَّت هذه الحرب لعشرات السنين، وما زالت بلا نتيجة حاسمة....
...وكانت العائلات النبيلة مُلزمة بإرسال فرسانٍ للمشاركة في الحرب....
...ولم تكن عائلة دوقية بلين، التي تنتمي إليها ليليث وروزالين، استثناءً من ذلك....
...بدا القتال ضد التنين الناري شرفًا عظيمًا،...
...لكنه كان في الحقيقة أشبه بموتٍ محقق....
...لذا، اختارت بعض العائلات التي تمتلك الموارد الكافية تجنّب التضحية بأهم قواتها عبر تبنّي أبناء أو شراء فرسانٍ من أراضٍ أخرى لتجنّب إرسال رجالها الأساسيين....
...عندما أخبرها والدها، دوق بلين، أنه يجب عليها اختيار فارسٍ لإرساله إلى الحرب،...
...أدركت ليليث أن الفرصة قد حانت أخيرًا....
...في صباح اليوم التالي، استدعت ليليث ذلك الرجل على الفور....
..."سأمنحك لقب فارس، وعليك أن تذهب للحرب من أجل العائلة."...
..."إذا قبلت هذا العرض، فستتحرّر من وضعك الوضيع....
...ستصبح ابنًا متبنى لعائلة نبيلة، وفارسًا معتمدًا. وإذا عدت حيًا،...
...فسأحقق لك أمنيتك، حتى لو كانت الزواج من روزالين....
...أنت ماهرٌ في فنون السيف، وستتمكن من تحقيق إنجازات كبيرة."...
...لكن الحقيقة كانت مختلفة؛معدل النجاة في تلك المعارك لم يتجاوز النصف،...
...بل أقل من ذلك بكثير....
...لحظة استماعه لهذه الكلمات، شحب وجه الرجل لوهلة،...
...لكنه استعاد هدوءه....
..."إذا كان هذا هو ما ترغبين فيه، فسأطيعُ أمركِ."...
...كان هذا الجواب كافيًا بالنسبة لليليث. لم تفكر في الأمر أكثر....
...ومنذ تلك اللحظة، انطلق كل شيء بسلاسة....
...أصبح الرجل ابنًا متبنى لبارون ماير، أحد أتباع عائلة الدوقية،...
...وتلقّى لقب فارس. حصل على اسمٍ جديد، زينون ماير....
...وبعد ترتيبه ليبدو لائقًا كفارس، بدا الرجل مناسبًا بالفعل لدوره الجديد....
...لحسن الحظ أو لسوئه، كانت روزالين طريحة الفراش بسبب تدهور حالتها الصحية،...
...ولم تكن قادرةً على مغادرة سريرها....
...بينما كانت غائبة عن الوعي،...
...بدأت خطة إرسال الرجل إلى الموت تتقدّم بخطوات ثابتة....
...لم يعد هناك رجوع....
...وأخيرًا، جاء يوم رحيله. وعندما أدركت روزالين ما يحدث،...
...خرجت مسرعة، حافية القدمين وترتدي ثياب النوم، لتمسك به....
...مشهد الفتاة الجميلة والمريضة وهي تبكي وتعانق حبيبها أثار قلوب جميع الحاضرين....
...بكى خدم القصر متأثرين بقصة الحب الحزينة،...
...بينما انتقد البعض ليليث قائلين:"تلك الشريرة تغار من أختها! لقد فرّقت بين عاشقين بلا رحمة.يا لها من امرأة قاسية القلب وعديمة الإحساس!"...
...لكن ليليث لم تهتم. كانت مستعدة لتصبح الشريرة إذا كان ذلك من أجل روزالين....
...بالنسبة لها، كانت علاقة روزالين بذلك الرجل أشبه بالسم....
...لم يكن يجب أن يكونا معًا أبدًا....
...ورغم أن حكمها كان أنانيًا، إلا أن ليليث لم تشك ولو للحظة أنها كانت على خطأ....
...بل إن وصفها بأنها عديمة الرحمة والقلب البارد كان يحمل بعض الصواب....
...حتى ليليث نفسها شعرت أن كلمة "شريرة" تناسبها....
...لم تكن تلك الإهانة تؤثر فيها على الإطلاق....
..."أختي، لا تفعلي ذلك... زينون... إنه... إنه لا يحبني. كل ما يريده هو مجرد..."...
...بعدما رحل زينون واختفى عن الأنظار تمامًا،...
...سقطت روزالين باكية في حضن ليليث....
...كانت تبكي دموعًا كحبات اللؤلؤ، تهذر بكلماتٍ مبعثرة،...
...و صوتها مختنق بالبكاء، حتى أن أحدًا لم يستطع فهمها، بما في ذلك ليليث....
...كل ما فعلته ليليث هو أن تربّت على ظهرها بصمت،...
...حتى انهارت روزالين تمامًا وأغمي عليها....
...***...
...مهما كان الحب عظيمًا، فإنه يُنسى مع مرور الوقت....
...مرَّ عامٌ كامل. روزالين لم تعد تبكي عندما تتذكَّر حبيبها السابق....
...مرَّ عامان. عادت الابتسامة إلى وجه روزالين،...
...وأصبحت أحيانًا تُبادل الآخرين النكات وتضحك معهم....
...مقارَنةً بالأيام التي كانت تنهار فيها بلا سبب، أصبح جسدها أكثر قوةً وصحة....
...مرَّت ثلاثة أعوام. روزالين لم تعد تنطق باسمه حتى بالخطأ....
...سواء كانت لا تزال تفتقده في ليالي الأرق، أو قد نسيته تمامًا،...
...لم يكن أحدٌ يعرف ذلك، لكن على الأقل مظهرها الخارجي كان يُوحي بأنها بخير....
...حينها فقط، شعرت ليليث بالاطمئنان....
...نعم، مهما كانت المشاعر متوهجة،...
...فهي في النهاية مجرد حُبٍّ بريء بين مراهقين....
...لقد تجاوزت روزالين أول تجربة انفصال في حياتها بنجاح....
...ربما يُمكن وصف ذلك بالنضوج....
...وبينما شعرت ليليث بالأسف تجاه الرجل،...
...إلا أنها اعتبرت ما حدث "تضحية لا مفر منها"....
...ودعت له بالراحة والسلام في النهاية....
...ربما كان لا يزال حيًا، لكن ذلك لن يُغيّر شيئًا....
...هو لن يعود....
...بالطبع، لم يكن هناك أي ندم....
...ومرَّت أربعة أعوام أخيرًا....
...في ذلك العام، كانت روزالين تستعد لأول ظهورٍ لها في المجتمع الراقي....
...رغم أن الظهور الأول في عمر العشرين كان يُعتبر عمرًا متأخرًا بعض الشيء...
...وفقًا لمعايير الإمبراطورية، إلا أن الجميع كانوا على درايةٍ بحالتها الصحية،...
...ولم يجد أحد الأمر غريبًا....
...على العكس،...
...كان الجميع في المجتمع يتطلعون بشوقٍ لرؤية الابنة الصغرى لعائلة دوق بلين....
...رغم مرضها الذي أبقاها داخل المنزل أغلب حياتها،...
...كانت شهرتها بجمالها قد انتشرت في أرجاء الإمبراطورية....
..."أختي، كيف أبدو؟ هل أبدو غريبة؟"...
...روزالين، التي زينت نفسها من أجل حفلة ظهورها الأول،...
...كانت أجمل من أي شخصٍ آخر في العالم....
...رغم أنها بدت غير مرتاحة بسبب المكياج الذي وضعته للمرة الأولى،...
...إلا أنها في نظر ليليث كانت رائعة بلا عيوب....
...شعرت ليليث بسعادةٍ غامرة؛ فقد كان من الواضح أن روزالين ستكون نجمة الحفل اليوم....
..."روزالين، لقد كبرتِ الآن. أعتقد أنكِ مستعدةٌ للزواج."...
...رغم أنها حاولت التظاهر بأن الأمر عادي،...
...إلا أن جزءًا من قلبها لا يزال يشعر بالذنب لأنها فرَّقت بين روزالين والرجل....
...يُقال إن الحب القديم يُنسى بحبٍ جديد....
...إذا التقت روزالين بشخصٍ جيد، فستتمكن من نسيانه تمامًا....
...لكن روزالين ردّت بشفاهٍ مزمومة:...
..."لا أريد! سأعيش معكِ طوال حياتي!"...
...ضحكت ليليث على هذه الكلمات الطفولية التي أطلقتها أختها،...
...غير قادرة على تمالك نفسها....
...لكن في تلك اللحظة، قطع طرقٌ على الباب وقتهما....
...عندما فتحت ليليث الباب، وجدت كبير الخدم واقفًا هناك، وجهه شاحب....
..."الآنسة الكبرى، هناك أمرٌ عاجل. أرجو أن تخرجي للحظة."...
...على الفور، شعرت ليليث أن هناك شيئًا سيئًا قد حدث....
...تركت روزالين بمفردها في الغرفة، وخرجت إلى الممر....
...وكما هو الحال دائمًا، كان إحساسها السيئ في محله....
..."زينون ماير قد عاد."...
...الرجل عاد... كبطلٍ قطع رأس التنين الناري....
..."يبدو أنَّ ليليث بلين العظيمة قد تلقت ضربةً أخيرًا."...
...قال الرجل ذلك وضحك بصوت عالٍ بعد أن سمع القصة كاملة....
...كان اسم الرجل كارل رايمر، وهو صديقٌ مقرب لليليث من أيام الأكاديمية، ...
...وابن عائلة رايمر النبيلة....
...لقد مرَّت خمس سنوات منذ آخر مرة رأت فيها ليليث وجهه....
...كارل، المعروف بطبيعته الغريبة، ...
...اختار الهروب إلى دولةٍ أخرى مباشرة بعد التخرج ليستمتع بالعالم الواسع، وقطع اتصاله تمامًا....
...لكنه عاد أخيرًا إلى وطنه هذا الصباح، ودخل منزل عائلة الدوق دون سابق إنذار....
..."يبدو أن طباعك لم تتغير. السخرية من مصائب الآخرين عادة سيئة، يا كارل."...
..."السخرية؟ من يفكرُ بكِ مثلي؟ لا أحد."...
...كان كارل لا يزالُ بنفسِ وقاحته التي عرفتها....
...ردة فعله اللامبالية مع رفع كتفيه جعلت ليليث عاجزة عن التفكير....
...تنهدت ووضعت فنجان الشاي جانبًا....
...عودة كارل في هذا الوقت كانت أمرًا غير متوقع تمامًا....
...أو ربما كان ما هو أكثر غرابة هو ذلك الرجل....
...فكرة أن ذلك الرجل عاد قبل أيام قليلة و أصبح"البطل القومي العظيم"،...
...جعلت رأسها يؤلمها....
...سواء كان كارل أم ذلك الرجل، فكلاهما لم يكن موضع ترحيب....
...كما قالت لكارل، ذلك الرجل، زينون ماير، عاد إلى العاصمة....
...عاد كجنرال منتصر أنهى الحرب الطويلة التي دامت عقودًا ضد التنين المتوحش....
...من عبد فقير لا يملك شيئًا إلى بطل قومي عظيم أنقذ الأمة. ...
...ربما كان هذا أعظم صعود اجتماعي في التاريخ....
...سمعت ليليث أن الإمبراطور كان يفكر في جعله صهرًا له. ...
...صحيح أن أصوله متواضعة، لكنَّ لقب "البطل القومي" كان كافيًا لتجاوز أي عقبة....
...في نهاية المطاف، الإمبراطور لديه ما يقارب عشر بنات، ...
...لذا تقديم واحدة منهن ليس بالأمر الكبير....
...استعرضت ليليث في ذهنها أسماء الأميرات اللواتي قد يكن في السن المناسب. ...
...كان هناك حوالي خمس مرشحات محتملات....
..."تقول إنك تفكر بي؟ حتى الكلاب المارة لن تصدق هذا."...
...ردت ليليس بحدة ثم سألت:"إذًا، لماذا أتيت مباشرة إلى هنا بمجرد عودتك؟"...
...فتح كارل فمه بهدوء وبلا مبالاة، دون أن يظهر عليه أي أثر للإحراج....
..."لا شيء مميز. أردت فقط رؤية وجه صديقتي القديمة. ...
...مضى وقت طويل، أليس كذلك؟"...
..."إذاً، أتيت لتتحقق من الشائعات، أليس كذلك؟"...
...فهمت ليليث نواياه من كلماته فورًا وعبست....
...إلى أي مدى انتشرت الشائعات؟ هل وصلت إلى البلدان المجاورة أيضًا؟...
...لا يهمها إن انتشرت الأقاويل،...
...لكن شعور الاشمئزاز كان حاضرًا بقوة. ...
...شعرت ليليث بصداعٍ قادم....
..."حسنًا، لقد رأيتَ وجهي. يمكنك الذهاب الآن."...
...نهضت ليليث بينما قال كارل باندهاش،...
...وهو لا يزال جالسًا:"ماذا؟ هل تطردينني بهذه السرعة؟ جادّة؟"...
...تجاهلت ليليث سؤاله ووجهت حديثها للخادمة....
..."الضيف يقول إنه مغادر. قومي بوداعه جيدًا."...
..."ليليث!"...
...سمعت صرخته البائسة خلفها، لكنها تجاهلته تمامًا. ...
...غادرت غرفة الاستقبال، تاركة صديقها القديم وراءها....
...بينما كانت تمشي في الممر، غرقت ليليث في أفكارها....
...زينون ماير. البطل القومي....
...والرجل الذي حاولت قتله....
...آخر مرة رأت فيها ليليث ذلك الرجل كانت قبل أربع سنوات. ...
...حينها، كان يشبه الفتى، لذا من المؤكد أنه تغير كثيرًا الآن....
...في كل مرة تفكر فيه، كانت تشعر بعدم ارتياح غامض....
...لا تعرف السبب حقًا، لكنها كانت واثقة أن هذا الشعور لم يكن فقط بسبب محاولتها قتله....
...في الواقع، كانت ليليث تكره ذلك الرجل منذ البداية. ...
...كان هذا منذ أن وقف بجانب أختها بوجهٍ بريء، وكأنه لا يعلم شيئًا. ...
...لم تكن تنكر أن مظهره حسن، ...
...لكنه بدا وكأنه جذب أختها بسحره، وهو ما أثار استياءها....
...لم تكن تتوقع أن يعود حيًّا....
...نعم، لم يكن أحد ليتوقع أن ينجو ذلك الرجل ويعود سليمًا....
...بهذا، انهار المخطط المثالي لليليث. كانت تلك أول هزيمة تتذوقها في حياتها....
...فكرت ليليث ببرود. عودة ذلك الرجل أمرٌ لا يمكن تغييره. ...
...لذا، ما عليها فعله الآن هو عدم إنكار الواقع، بل التخطيط للخطوات القادمة....
...وسرعان ما أخذ سؤالٌ يتردد في عقلها....
...هل حقًّا ينوي زينون ماير الزواج من روزالين؟...
...بحسب الشائعات المنتشرة في العاصمة،...
...يُقال إن ذلك الرجل يستعد للتقدم لخطبة أختها روزالين....
...كان الناس يتحدثون عن الأمر وكأنها قصة رومانسية....
...البطلة المحبوبة روزالين، والبطل الذي أصبح بطلاً قوميًا، زينون....
...ثم هناك الشريرة التي تغار من حبهما، ليليث....
...يقولون إن الشريرة حاولت التفريق بينهما،...
...لكن البطل تغلب على كل الصعاب وعاد منتصرًا. ...
...والآن، لم يبقَ سوى أن يكلل البطل والبطلة حبهما بالزواج....
...وكان الجميع يتمنى أن ينال البطل انتقامه من الشريرة....
...وفقاً لهذه الأمنيات، كانت ليليث ستتلقى انتقام زينون قريبًا، ...
...وستنتهي القصة نهاية سعيدة، تمامًا كما يحب العامة أن تكون. ...
...يا لها من نهاية مملة، بل ومبتذلة إلى حد يدعو للضحك....
...شعرت ليليث برغبة في التثاؤب. كيف يمكن أن تكون خيالات الناس بهذا الركود؟...
...بعد كل شيء، هل هذا كل ما استطاعوا تخيله عن علاقتها وروزالين؟ ...
...لقد كانت تلك الشائعات سخيفة حقًّا....
...لأن الحقيقة هي.....
..."أختي!"...
...كانت ليليث تحب روزالين أكثر من أي شيء آخر في العالم....
...بينما كانت ليليث تسير في الحديقة، لاحظتها روزالين، ...
...التي كانت تستمتع بوقت شرب الشاي، فابتسمت ببراءة وركضت نحوها....
...عندما رأت ليليث تلك الابتسامة، ارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة....
..."انتظري، قد تتعثرين. تعالي ببطء."...
...ضحكت روزالين بخفة و تحدثت....
..."أختي، لدي شيء أريد التباهي به!"...
..."ما هو؟"...
..."لقد أجبت على كل أسئلة امتحان التاريخ بشكل صحيح اليوم!"...
...نظرت روزالين إلى ليليث بعينين متلألئتين، ...
...منتظرة مدحها. فابتسمت ليليث وربتت على رأسها برفق....
..."أحسنتِ."...
..."هيهي."...
...كان وجه روزالين المشرق في غاية الجمال....
...بالفعل، كانت تُعتبر واحدة من أجمل السيدات في المجتمع الراقي. ...
...ورغم أنها لا تزال تظهر جوانب طفولية، ...
...إلا أنه لن يطول الأمر قبل أن تصبح بلا منافس في هذا البلد....
...جلست ليليث على طاولة الشاي بناءً على طلب روزالين، ...
...التي أشارت للخادمة بإحضار الشاي. ثم فتحت روزالين حديثها بحذر....
..."أختي، لدي أمر أريد التحدث فيه."...
...ارتشفت ليليث جرعة من الشاي وأجابت:"ما هو؟"...
...نظرت روزالين بحذرٍ إلى أختها....
..."أختي، هل يجب عليَّ حضور دروس تدريب الوريثة؟"...
...توقفت ليليث للحظة عند سماع سؤالها. ...
...لاحظت روزالين هذا التردد في تعبيرات وجهها وسرعان ما حاولت التبرير....
..."لا أقصد أنني لا أريد... لكن في النهاية، ستكونين أنتِ الوريثة لعائلتنا، ...
...أليس كذلك؟ لذلك، ألا يكفي أن أحضر دروس التربية العامة فقط؟"...
...كما قالت روزالين، ...
...كان من المقرر منذ فترة طويلة أن تكون ليليث هي الوريثة القادمة لعائلة بلين. ...
...لم يكن هناك مجال لتغيير هذا القرار....
...حتى روزالين نفسها لم تكن لديها أي شكوى بشأن ذلك، بل كانت تشعر بسعادة صادقة لأن أختها ستكون هي من تتسلم مسؤولية العائلة....
...لكن ليليث كانت لها وجهة نظر مختلفة....
...كانت تؤمن أن على روزالين أيضًا حضور دروس تدريب الوريثة....
..."لا أحد يعلم ما قد يحدث في هذا العالم. لا يمكنني ضمان المستقبل، ...
...لذا من الأفضل أن تكوني مستعدة."...
...في الواقع، لم تكن أوضاع عائلة بلين مثالية في الوقت الحالي. ...
...كانت الدوقة، والدة ليليث وروزالين، ...
...قد توفيت قبل سنوات بسبب مرض عضال. ...
...أما الدوق، والدهم، فقد أصيب بمرض بسبب الصدمة التي تلقاها بعد وفاتها،...
...وقرر الانسحاب من جميع المسؤوليات للتركيز على العلاج. ...
...وحتى طبيبه الخاص أشار إلى أن أيامه قد تكون معدودة....
...لذا، في الحقيقة، كانت ليليث هي من تتولى مسؤولية إدارة العائلة....
..."اعملي بجد. أنتِ الآن قد أصبحتِ بالغة."...
...قالتها ليليث بوجهٍ لا يشي بشيء، بينما عبست روزالين شفتيها وتذمرت....
..."في العائلات الأخرى، يمنعون أي أحد من الاقتراب من منصب الوريث!"...
..."حقًا؟ إذن، هل ترغبين في أن تكوني الوريثة يا روزالين؟"...
..."مستحيل! لا أريد شيئًا يسبب الصداع أبدًا!"...
...ضحكت ليليث من شدة وضوح جواب أختها. ...
...وعندما رأت روزالين أن وجه أختها قد استرخى أخيرًا، ابتسمت مجددًا بسعادة....
...كان وقتًا ممتعًا....
...شعرت ليليث أن الصداع الناتج عن التفكير في زينون بدأ يخف شيئًا فشيئًا....
...بينما كانت تنظر إلى وجه روزالين المشرق وهي تثرثر بسعادة،...
...بدأت ليليث تفكر....
...روزالين، كيف تنظرين إلى ذلك الرجل؟...
...هل ما زلتِ تحبينه؟...
...وإذا كنتِ تحبينه حقًا، فماذا عليّ أن أفعل؟...
...هل يجب أن أسمح بزواجكما؟...
...لكن، هل أملك حتى حقَّ التدخل في علاقتكما؟"...
...بعد أن عاد زينون باعتباره بطلًا قوميًّا، ...
...لم تعد لدى ليليث أي حجة تعارض بها علاقتهما....
...لم يعد عبدًا وضيعًا كما كان من قبل، ولم يعد شخصًا غير مناسب لروزالين....
...على العكس، أصبح الجميع الآن يشجعون حبهما. ...
...وكل ذلك كان بفضل ليليث التي طردته من قبل....
...'لقد وقعتُ في الفخ الذي نصبتهُ بنفسي..'...
...ابتسمت بمرارة. من كان ليظن أن محاولتها لقتله ستكون السبب في نجاته؟...
...أنهت ليليث كوب الشاي بصمت، ثم تحدث أخيرًا....
..."روزالين."...
..."نعم؟"...
..."في النهاية، كل ما أتمناه هو أن تكوني سعيدة."...
...روزالين، التي لم تكن تعرف شيئًا عن الحقيقة، ...
...نظرت إلى أختها باستغراب وأمالت رأسها في حيرة. ...
...لم تضف ليليث شيئًا، بل وضعت كوب الشاي جانبًا. ...
...شعرت بمرارةٍ غريبة في فمها، ربما كان بسبب طعم الشاي....
..."تلك المرأة، لقد جاءت."...
...اخترق أذني صوتٌ قادم من الخلف....
..."يا إلهي، يا لها من وقاحة!"...
..."بأي وجه جاءت إلى هنا؟"...
..."لو كنت مكانها لما اقتربتُ أبدًا."...
...ثم انطلقت ضحكات متعالية....
..."سيكون هناك مشهدٌ مثيرٌ لاحقًا."...
...كانت النظرات المليئة بالخبث تُشعل ظهرها. ...
...ولكن، ليليث لم تهتم. لقد اعتادت ذلك منذ زمن طويل....
...اليوم كان يوم الاحتفال بالنصر. ...
...وبالرغم من أن ليليث لم تكن ترغب في حضور حفلٍ يُكرِّم انتصار ذلك الرجل، ...
...إلا أنه لم يكن أمامها خيار آخر....
...أولاً، الحفل كان بأمرٍ إمبراطوري. ...
...وثانيًا، ليليث كانت وريثة عائلة دوق بلين. ...
...ولم يكن من الممكن خلط المشاعر الشخصية بالواجبات العامة....
...'النظرات أكثر اليوم، أليس كذلك؟'...
...تابعت ليليث جولتها في الحفل بكل هدوء، ...
...تؤدي واجباتها دون أن تبالي بالهمسات أو النظرات. ...
...فقد أصبحت هذه الأمور مألوفة بالنسبة لها منذ زمن بعيد....
...حتى قبل انتشار تلك الشائعات، ...
...لم تكن سمعتها في الأوساط الاجتماعية جيدة. ...
...فقد كانت مجتمع الطبقة العليا يميل إلى وصف النساء القويات بالشريرات....
...وليليث، التي لم تنحنِ أبدًا لأي شخص، كانت الهدف المثالي....
...أما الآن، وبعد انتشار تلك الشائعة السيئة، فلا عجب أن الأمور ازدادت سوءًا....
...'لا مجال للضعف..'، فكرت ليليث وهي ترفع رأسها بكل كبرياء....
...كانت عازمةً على ألا تمنحهم فرصة....
..."ليليث!"...
...استدارت ليليث عند سماعِ صوتٍ يناديها، ...
...وما إن رأت صاحب الصوت حتى تجهمت ملامحها قليلاً....
..."كارل...."...
..."ما هذه النظرة؟ أليس من القسوة أن تعامليني هكذا، وأنا صديقكِ المفضل؟"...
...تحدث كارل بابتسامة عريضة وهو يقترب منها بخطوات واثقة....
...بالأمس فقط، كان قد عاد إلى منزل عائلته. سمعت أن والدته،...
...الكونتيسة رايمر، قد ذرفت الدموع عندما رأت ابنها لأول مرة منذ خمس سنوات....
...لكن رؤية وجهه غير الناضج جعل ليليث تتنهد....
..."ما زلت كما كنت في أيام الأكاديمية."...
...أخذ كارل كلماتها كإطراء وابتسم بمرح....
..."شكرًا لكِ."...
...أدركت ليليث أن الحديث معه لا طائل منه،...
...فقررت تجاهله جزئيًا وغرقت في أفكارها الخاصة....
...'يا له من حفلٍ ممل...'...
...لو لم يكن بسبب مكانتها الاجتماعية، لما حضرت....
...في الأصل، لم تكن ليليث من عشاق الحفلات الصاخبة. ...
...ولو كانت مثل روزالين، لكانت اختلقت أي عذر لتجنب الحضور....
...ولكن ليليث لم تكن روزالين. كان عليها تحمل مسؤولياتها....
...لقد قبلت هذا الواقع منذ سنوات، لذا لم يكن أمامها سوى الاستمرار....
...شعرت ليليث بصداع مفاجئ. ...
...كان ذلك الصداع النصفي الذي رافقها منذ "ذلك اليوم" قبل أربع سنوات....
...حينها، انحنى كال نحوها وهمس:"سمعتُ عن الشائعات المنتشرة عنكِ."...
...لم تكن هذه المرة الأولى التي تسمع فيها ذلك. ...
..."ألم تكن تعرف ذلك مسبقًا؟"...
..."بلى، لكن..."...
...ألقى كال نظرة سريعة حوله، ...
...ثم واصل بصوتٍ منخفض: "لكن يبدو أن الوضع أسوأ مما توقعت. هل أنتِ بخير؟"...
...رفعت ليليث رأسها ونظرت أمامها بثبات....
...كانت ترى النظرات الخفية الموجهة نحوها، ...
...نظرات تحمل السخرية والشماتة....
...لم تكن فقط نظرات؛ بل كانت كأنها طعنات خفية. ...
...شعرت ليليث بوضوح بعدائية الحاضرين....
...لقد أرادوا سقوط الشريرة....
...لم يكن ذلك بالأمر المفاجئ....
...فقد كان هناك دائمًا في الأوساط الاجتماعية من يتمنى أن تنهار ليليث....
...الأمر فقط أن عددهم زاد قليلًا الآن....
...لكن، لماذا يا تُرى يتلهفون على افتراسها؟...
...ها لأنها لم تكن تنصاع لرغباتهم؟ إن كان ذلك هو السبب،...
...فهو حقًا أمرٌ مثير للسخرية....
...بهدوء، تجولت ليليث في قاعة الحفل، ...
...وعندما عادت إلى حيث يقف كارل، قالت له بثقة....
..."هل أبدو كمن قد يتأثر بأمور تافهة كهذه؟"...
...ضحك كارل بصوت عالٍ وقال:...
..."لا، بالطبع لا يمكن أن يحدث ذلك أبدًا."...
...بالضبط. كانت ليليث قوية بما يكفي لئلا تُصاب بالأذى. ...
...كان لديها الكثير لتحميه....
...بأناقة، دفعت شعرها الأسود الطويل إلى الخلف، وكأنها تؤكد أن لا شيء قد يهزّها....
..."بالمناسبة، سمعت شائعة مثيرة أخرى."...
..."ما الشائعة هذه المرة؟"...
...تأكد كال من أن لا أحد يسمع، وخفض صوته وهو يقول:"أتعرفين الأميرة إيلين؟"...
...أومأت ليليث برأسها....
...إيلين أوفاليس، الأميرة السابعة. كانت في عمرها تقريبًا،...
...وقد درستا معًا في الأكاديمية. لكن لم تكن العلاقة بينهما ودية....
...في الواقع، كانت الأميرة تكنّ لها الكراهية من طرف واحد....
..."ما بها الأميرة؟"...
...سألت ليليث، فاقترب كارل ليهمس في أذنها....
..."يقال إن جلالته الإمبراطور يخطط لزواج الأميرة الملكي."...
..."ممن؟"...
..."من تظنين؟ إنه بطل الأمة."...
..."ماذا؟!"...
...تجمدت ليليث من الصدمة....
...زينون ماير و الأميرة إيلين؟...
...كان الأمر غير متوقع تمامًا. ...
...لم يخطر على بالها هذا الاحتمال أبدًا، مما جعلها تشعر بالارتباك....
...سمعت إشاعات من قبل أن الإمبراطور يرغب في جعله صهرًا، ...
...لكن لم تتخيل أن هذه الشائعة قد تكون حقيقية....
...كيف من المفترض أن تتعامل مع هذا؟...
...شعرت بالارتباك لدرجة أنها لم تتمكن من قول شيء....
...لكن بعد أن استعادت هدوءها، وجدت أن الأمر قد لا يكون سيئًا للغاية....
...فإن تزوج هذا الرجل من الأميرة، ...
...فلن يكون هناك أي فرصة ليقترب من روزالين أبدًا....
...بالنسبة لليليث، لم يكن ذلك خبرًا سيئًا....
...نقلت ليليث نظرها عبر القاعة تبحث عن الأميرة إيلين....
...كانت الأميرة، كعادتها،...
...ترتدي ملابس فاخرة وتجذب الأنظار بين الفتيات النبيلات في سنها....
...يبدو أن الأميرة شعرت بنظرات ليليث، ...
...فاستدارت لتنظر إليها مباشرة....
...وعندما تلاقت أعينهما، ارتسمت على وجه الأميرة ابتسامة غريبة،...
...ثم مالت برأسها لتهمس بشيء لمن بجانبها....
...كانت نظرتها الساخرة كافية لتُفهم ليليث أنها كانت موضوع حديثها....
...'افعلوا ما يحلو لكم فنحن أيضًا كنا نتحدث عن الأميرة، لذا نحن متعادلان...'...
...قال كارل متسائلًا: "ألا تزال العلاقة بينكما سيئة؟"...
..."ليست جيدة ولا سيئة. الأمر فقط أن الطرف الآخر يحترق بالكراهية وحده."...
...لم تكن ليليث تمتلك الوقت للتعامل مع هذه العداوة التافهة....
...تجاهلت بسهولة نظرات الأميرة المليئة بالسخرية، ...
...وحولت تركيزها إلى زاوية أخرى من القاعة....
...في تلك اللحظة......
..."لقد وصل."...
...بدأت همسات الناس تتعالى مع صوت أحدهم....
...كل الأنظار اتجهت على الفور نحو مدخل القاعة. ...
...البعض حدق إليه بنظرات فاحصة،...
...والبعض الآخر قد بدا عليه الحماس....
...آه......
...وأخيرًا، شقَّ رجلٌ طريقه عبر الحشد ودخل قاعة الحفل....
...تعرفت ليليث عليه على الفور....
...ذلك الرجل كان زينون ماير....
...كان هذا أول لقاء لهما منذ أربع سنوات، ...
...لكن الرجل الذي رأته الآن بدا مختلفًا تمامًا....
...قامته الطويلة، جسده المتين، وملامحه التي ازدادت نضجًا وقوة......
...إذا كان زينون السابق مجرد شاب صغير تنقصه الخبرة، ...
...فإن زينون الحالي كان رجلًا بكل معنى الكلمة، لا يمكن لأحد أن ينكر جاذبيته وهيبته....
...يبدو أن الجميع في القاعة لاحظوا ذلك أيضًا، ...
...فقد انتشر شعور غريب من الإثارة والترقب بين الحاضرين....
...لكن وسط هذا الجو المشحون،...
...كان زينون يقف بهدوء تام، وكأنه لا يبالي بتلك الأنظار الموجهة نحوه....
...وسط الحشد الكبير، كان زينون بلا شك الشخصية الأبرز....
...صفرَّ كارل بصوتٍ منخفض،"هل هذا هو؟ لا بأس به، يبدو رائعًا."...
...أثارت ملاحظته الهادئة انزعاج ليليث، ...
...مما جعلها تعقد حاجبيها قليلًا....
...مع ظهور الرجل الذي كان محط الأنظار، ...
...بدأت نظرات الناس تتسلل نحو ليليث مرة أخرى....
...حافظت ليليث على ملامحها الهادئة كأنها لا تبالي، ...
...لكنها شعرت بعدم الراحة من الداخل....
...'إذًا، ها هو قد ظهر أخيرًا...' ...
...ليس من المستغرب أن تكون ردة فعلها هكذا،...
...فبالنسبة لها، كان زينون ماير هو الرجل الذي حاولت قتله في الماضي....
...لذا، لم تكن رؤية وجهه مشهدًا مرحبًا به بالنسبة لها على الإطلاق....
...كانت ليليث على يقين بأن زينون هو الآخر لا يشعر بالراحة لرؤيتها....
...'هاه، يا له من لقاءٍ مؤسف.'...
...نظرت ليليث إلى زينون وهي تفكر بأن هذا اللقاء...
...ستسبب لها صداعًا طويل الأمد بلا شك....
...في تلك اللحظة، أدار زينون رأسه ببطء....
...كانت عيناه تتجولان في القاعة وكأنه يبحث عن شيء ما، ...
...قبل أن تثبتا في النهاية على نقطة معينة....
...في تلك اللحظة، شعرت ليليث وكأن أعينهما تلاقت....
...'لا،لا ربما هذا مجرد وهم...'...
...لكن، هل كان حقًا مجرد وهم؟...
...سرعان ما أدركت الحقيقة....
...كان زينون ينظر إليها مباشرةً....
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon