NovelToon NovelToon

أصبحت ابنة الدوق الشبح

الفصل 1

اسمي تريزيا أوبلين.

لقبي هو تيري، وعمري ثماني سنوات.

أرى أشباحًا.

...***...

أرى الناس الذين ماتوا منذ لحظة ولادتي.

أستطيع رؤيتهم، أستطيع لمسهم.

بالطبع، لا أريد ذلك لأن أجسادهم باردة كالثلج، لكن كوني لا أريد أن ألمسهم أو أصطدم بهم لا يعني أنني لا أستطيع ذلك.

لست متأكدة من السبب. إنه مثل التنفس بالنسبة لي، ولقد عشت حياتي كلها كما لو كان ذلك أمراً طبيعيًا.

بالطبع، حقيقة أنني رأيت أشباحًا منذ ولادتي أخبرتني بها والدتي.

"تيري."

كانت والدتي، إيفيا أوبلين، أحكم وأحلى وأجمل شخص في العالم.

أنا لا أبالغ، لقد كانت كذلك بالفعل. لدرجة أن كل شبح في قصر أوبلين يمكن أن يقسم انها ماتت هباء.

......حسنًا، لقد ماتت قبل أن أبلغ الخامسة من عمري!

اللقيط المسمى والدي البيولوجي، الذي كان لديه عشيقة وطفل غير شرعي قام بإخفائهم بعيدًا واحضرهم للقصر بمجرد وفاة والدتي وأهملني!

وكأن ذلك لم يكن كافيًا، أخي غير الشقيق، لورانس، لا يكتفي بمضايقتي كلما استطاع......!

أنا تريزيا أوبلين. لقد تمكنت من البقاء على قيد الحياة حتى هذا العام، عيد ميلادي الثامن، دون الاستسلام لهؤلاء الأوغاد.

حسنًا، أنا رائعة جدًا بعد كل شيء.

"لقد خطرت ببالكِ فكرة غريبة، وتعبيرات وجهكِ اغرب......."

جلس صبي بدا أنه في نفس عمري تقريبًا في الهواء وظهر على وجهه علامات الاشمئزاز.

كان ذلك الصبي هو تومي، وهو شبح في القصر منذ ما قبل ولادتي وصديقي الوحيد.

فتحت فمي للتحدث، وأعطيت تومي نظرة غير سارة.

"اصمت يا تومي.يقول كل الأشباح الآخرين أنهم لم يلتقوا قط بطفلة ذكية مثلي."

منذ أن كنت طفلة، رويت لي العديد من القصص من قبل أشباح عمرها مئات السنين.

'لقد سمعت حتى قصصًا عن العقوبات القديمة ومدى رعبها.'

لقد شعر تومي بالذعر، لكن الأشباح كانت دائمًا على استعداد لقول بعض القصص من اجلي.

وبمساعدتهم، قمت بإنهاء جميع الكتب من المكتبة عندما كنت في السابعة من عمري، لذا فإن ثقتي في محلها.

مما يريحني أن تومي لم يجادل.

قضمت التفاحة التي في يدي وأنا أشعر بالفخر.

كانت ذراعي الآن مكدسة بالوجبات الخفيفة والطعام.

"أوه أيتها المتسولة، لقد سرقتِ وجباتي الخفيفة مرة أخرى!"

بالطبع، لم أقل أنها ملكي.

اقترب صوت شخص يشتم من بعيد.

لقد خفضت نظري، وابتسامة شريرة تجتذب زوايا فمي هذه المرة.

ثم رأيت صبيًا قوي البنية ذو شعر بني وعينين زرقاوين، وهو عابس في وجهي.

"أين كنتِ مختبئة بحق الجحيم؟ اخرجي الآن!"

كان وجهه، الذي احمر من الغضب، ملتويا.

هذا الشخص يشاركني نصف الدماء، هذا عار حقيقي.«تقصد انهم يتشاركوا دماء الاب ولكنهم من امهات مختلفة»

نقرت على لساني وأرجحت ساقي فوق قمة رأس لورانس، لأنني كنت فوق غصن شجرة بمعني أصح.

وبجانبي، تمتم تومي، الذي كان معلقًا في الهواء، بشيء عن كونه  سوف تحدث كارثة.

<سوف.......يقتلك>

"أوه، تومي، إنه يطلب وجبات خفيفة، اذهب وألقِ له واحدة منها!"

ابتسمت عندما سلمته قطعة من الحلوى، متجاهلة تعليق تومي.

ابتسمت بلطف وبعد لحظة طويلة، تنهد تومي بشدة، وأخذ الحلوى، وطار إلى لورانس.

"أيتها المتسولة، اركعي أمامي على ركبتيكِ الآن واعتذري، وإلا سأخبر والدكِ بكل شيء...!"

حدق لورانس ذو الوجه المتجهم في جدار عشوائي ونطق بنفس التهديد.

"ها-!"

مع صيحة مفاجأة، هبطت حلوى وردية على رأس لورانس.

"آه! ماذا، ماذا......!"

قفز لورانس لأعلى ولأسفل في مكانه، وأمسك بشعره ونظر إلى السماء بعيون خائفة.

"اثنان-!"

وبعد ذلك، واحدة تلو الأخرى، تتطاير الحلوى الملونة إلى الأسفل.

"آآه! أمي! أبي!"

ثلاثة أربعة خمسة.

ركض لورانس إلى القصر، مذعورًا من مطر الحلوى الملونة.

شاهدت تومي وهو يطرد لورانس كما لو كان طاردًا للأرواح الشريرة على مستوى ما، وأتناول لقمة من التفاح تلو الآخر.

آه، حلو، حلو.

...***...

بعد أن انتهيت من وجبتي بارتياح، ذهبت بعيدًا وتوجهت إلى المكتبة في المبنى الخارجي للقصر.

في الأصل، كان مسموحًا فقط لعائلة الفيكونت باستخدامها، ولكن نظرًا لأن المكتبة كانت معزولة عن بقية القصر، فقد أصبحت الآن مكانًا شبه مهجور.

إلا أن هناك بعض الخدم يستخدمونه كمكان للهروب من أعين المتطفلين، أو كمكان للاجتماعات السرية........

ويمر تومي من خلال الخدم بحركة واحدة ويجعلهم يصابون بالقشعريرة، ويركضون من المكان خوفًا!

حسنا هذا ما ساعد علي جعل المكان فارغ من أجلنا.

<حسنا. مستعده؟>

"هيا بنا نقوم بذلك."

وما تلا ذلك كان،

<أعلي! بصوت أعلى!>

"أنت، أنت لا تستحق حتى ثمن أقلام التلوين ذات 18 لونًا!"

<حسنا! استمري!>

"......."

<الفيكونت؟>

"ابن العاهرة!"

<لورانس!>

"نذل!"

<هذا صحيح، سواء الفيكونت أو الدوق، لا تجرؤي على الانحناء او قول كلمة سيدي>

لقد كانت ساعة مرهقة.

بعد تمرين تقدير الذات مع تومي، عدنا إلى المنزل الرئيسي عند غروب الشمس.

دخلنا غرفة الصور في الطابق الثاني من المبنى الرئيسي، في نهاية الردهة، بعيدًا عن أنظار الناس.

مشيت عبر غرفة الصور، وأنا أمسح بيدي الغبار الذي تناثر في الهواء.

توقفت أمام صورة امرأة ذات شعر فضي بلاتيني وعينين فيروزيتين عميقتين تشبهني تمامًا.

صورة لإيفيا أوبلين، واقفة وحيدة وساكنة، على خلفية من الستائر ذات اللون الأزرق الداكن.

"إنها مليئة بالغبار ......."

تمتمت لنفسي بينما كنت أنفض الغبار عن اللوحة بعناية بأنفاسي وجلست أمامها.

بعد فترة من التحديق في الصورة بصمت، همس تومي بهدوء.

قال: <كانت أمراءة صالحة>.

"......نعم أنا أعلم."

واريد ان أعلم المزيد عنها.

صمت وأنا أدفع الكلمة الأخيرة في حلقي.

شعرت وكأنني سأنفجر بالبكاء إذا تركت كلمة "أفتقدتها" تخرج من فمي.

لكن تومي بقي هادئًا، كما لو كان يعرف ما احاول أخفيه.

كنت ممتنة لذلك.

حدقنا في الصورة للحظة في صمت، ثم هززنا أنفسنا من مقاعدنا ووقفنا لنغادر.

عدلت تعابير وجهي للتخفيف من حدة المزاج الكئيب بشكل غريب وفتحت فمي لأسأل أين سيخفي لورانس وجباته الخفيفة غدًا.

"ايتها المتسولة."

كان في ذلك الحين. ناداني صوت من عبر الردهة، واقفًا أمام الدرج مباشرةً، مكتوف اليدين.

هناك شخص واحد فقط في هذا القصر يناديني بهذا الصوت، بهذا اللقب.

"لورانس."

وهذا البطن السمين. ليس بالأمر الشائع.

"أنتِ، أنتِ ......."

لورانس، الذي كان يسير أمام الدرج، فتح ذراعيه واتجه نحوي.

كانت أكتافه مترخية، وكان تنفسه متقطعًا، وكان من الواضح أنه لم يكن سعيدًا.

"ارغغ."

هل كان هناك شيء في الوجبة الخفيفة التي سرقتها اليوم وقد أحبها بشكل خاص؟

لقد قمت بالنقر علي لساني لكونه مصدر إزعاج.

بعد فترة وجيزة، سار لورانس نحوي مباشرة، وتوقف، وحدق في وجهي بعينين محتقنتين بالدماء، وفتح فمه.

"أعتذري."

"لماذا؟"

"لقد سرقتُ وجبتي الخفيفة مرة أخرى اليوم، وأريدكِ أن تجثو على ركبتيكِ وتعتذري الآن!"

اتسعت عيون لورانس وصرخ.

ألقيت نظرة خاطفة على الدرج، وأتساءل عما إذا كان أي من الخدم سيسمع ويأتي مسرعاً.

'ربما يجب علي الركض.'

تسك، تسك، هذا مزعج.

لقد نقرت علي لساني. سيكون من الأفضل المغادرة الآن، بدلاً من المخاطرة برؤيتي من قبل الفيكونت أو كارلوتا أثناء التعامل مع لورانس.

لكن اللحظة التالية. الكلمات التي لم أستطع تجاهلها اخترقت أذني.

"هناك خط رفيع بين الشفقة والمغفرة.ساعد والدي الفيكونت جدك الذي كان على وشك الانهيار، وطلب منه الزواج من ابنته! هو لم يشكر والدي على ذلك، وتم معاقبته وماتت ابنته......!"

"ماذا؟"

<ماذا؟>

خرجت أصوات باردة من فمي ومن فم تومي في نفس الوقت.

–ترجمة R

الفصل 2

لم يتمكن لورانس من سماع صوت تومي، لكنه كان يحدق بي وهو يصر علي اسنانة.

<مالذي يقوله......>

"تومي، توقف."

شعرت بوجود هالة مثيرة للأعصاب بجانبي، وأشرت بيد واحدة غير واضحة لتومي ليتراجع.

تومي ليس شبحًا عاديًا.

لقد كان معي منذ أكثر من ثماني سنوات، والأشباح الذين كانوا بجانبي لفترة طويلة عادة ما يكونون قادرين على استخدام القوة المادية.

هكذا تمكن تومي من رمي الحلوى على لورانس.

على مدى السنوات القليلة الماضية، السبب الذي جعلني قادرة على تجاهل معاملة الفيكونت هو أن هذا هو المكان الذي تبقى فيه ذكريات والدتي.

لا أستطيع أن أفقد ذلك في لحظة.

'أنه طفل أحمق، لأنه الذي يصدق كلام الفيكونت!'

ليس لدي أي سبب للغضب لأنني أعرف الحقيقة.

بعد أن كررت كلامي عدة مرات وأخذت نفسًا عميقًا يائسًة، فتحت فمي.

"ماذا قلت للتو؟"

انخفض صوتي بما يكفي ليشعره بالقشعريرة، على الرغم من أنني لم أقصد ذلك.

تراجع كتفي لورانس، كما لو أنه أحس أن ضغطي لم يكن ضغطي طفل عادي في الثامنة من عمره.

ولكن كما لو كان محرجًا من حقيقة أنه تم دفعه، سرعان ما احمرت خدوده وتحدث.

"......أنا على حق، أنا على حق، هل قلت شيئًا خاطئًا، والدتكِ هي التي فعلت ذلك، كل ذلك لأنها عوقبت لعدم امتنانها لوالدي، هذه هي الحقيقة!"

هذا الأحمق.

بقدر ما حاولت أن أسيطر علي غضبي بقدر ما كنت اشعر انني اود لكمة.

يجب أن أقول شيئًا الآن، حتى لو كان ذلك يعني أن أظل محبوسة في أحد المستودعات لبضعة أيام.

ابتسمت على نطاق واسع، وزوايا فمي تتجه نحو الأعلى بطريقة لا يمكن وصفها إلا بأنها لطيفة ونبيلة. ثم قلت.

"اصمت، لورانس."

"......ماذا؟"

"فمك هذا الذي يحشر نفسه في مكان لا ينتمي إليه، ويضايقني، اخرس. قبل أن أحصل على الخيط والإبرة وأخيطه من أجلك."

فُتح فم لورانس في حالة صدمة من كلماتي للحظة.

لكنه استعاد رباطة جأشه بسرعة وتشوه وجهه.

"هل أنتِ مجنونة؟!"

بام!

كان هناك صوت عالٍ وإحساس مرير على خدي.

قلت لنفسي:'جيد. الآن أستطيع أن ألكمه دفاعًا عن النفس ولن يقول كلمة واحدة. كل هذا في القانون الإمبراطوري، الدفاع عن النفس يحق للجميع. '

شعرت وكأنني بحاجة إلى لكمة في وجهه وحبسه من أجل الحفاظ علي البشرية من دون حشرات بشرية.

صلبت نفسي، و لمعت عيناي وكأني على وشك رفع قبضتي.

<كيف يجرؤ هذا اللقيط المجنون على وضع يده عليكِ!>

صوت لم يسمعه إلا أنا رن في أذني.

والشيء التالي الذي أعرفه هو أنني رأيت تومي، بعينين حمراء زاهية، يمد يده بكلتا يديه ويدفع كتفي لورانس.

"أوه......؟"

اتسعت عيون لورانس عندما أدرك الميل المفاجئ لجسده في الهواء.

لقد كانت خطوة متأخرة جدًا، وناديت بصوت عالي.

"لورانس، أمسك بيدي!"

لكن أطراف أصابع لورانس بالكاد خدشت يدي، وابتعد.

جلجل! جلجل! جلجل!

مع اصطدام قوي، تدحرج جسد لورانس على الدرج عدة مرات قبل أن يهبط أخيرًا في الطابق الأول.

"بحق السماء!"

كنت أسمع الخدم والاشخاص يركضون نحو الضوضاء، التي كانت أعلى بكثير مما كانت عليه قبل لحظات فقط.

"لورانس، عزيزي!"

"ماذا يحدث هنا!"

اختلطت أصوات الخدم المذعورين مع أصوات كارلوتا والفيكونت.

نظرت إلى مكان الحادث بوجه ابيض وفكرت.

"تريزيا أوبلين، انزلي هنا الآن!"

اه أنا محكوم علي بالفشل.......

...***...

ولم يكن هناك هدوء في الأيام القليلة المقبلة.

لقد زار ثلاثة أطباء القصر، ولورانس لم يستيقظ بعد.

في كل مرة كان الفيكونت يذهب لرؤيته، كانت كارلوتا تمسك به من ياقته وتصرخ عليه لمعاقبتي.........

بعد ذلك اليوم، كان تومي والأشباح الآخرون هم الذين جلبوا لي هذه الأخبار لأنني كنت نصف محبوسة في غرفتي بواسطة الفيكونت.

أشار تومي بإصبعه نحوي عندما أخبرني أن كارلوتا كانت تبكي لعدة أيام وأنها فقدت الوعي بعد البكاء كثيرا.

<ياه......>

"ماذا."

<......هل أنتِ بخير؟>

سأل بصوت غير معهود، ونظر تومي إليّ، ثم تجنب نظرتي بسرعة.

"......نعم."

تنهدت بشدة، وأخيراً خففت تعبيراتي، بعد أن حافظت عمداً على سلوك هادئ خلال الأيام القليلة الماضية.

'نعم....علي من أكذب أنا؟'

وبعد فوات الأوان، أدركت أنه انني في النهاية كنت علي وشك فعل شئ اسوء من تومي.

لأنه لو لم يدفع تومي لورانس بعيدًا، لربما كنت سأعود إليه بإبرة وخيط كبيرين حقًا.

'سوف يتم حبسي لمدة أسبوع فقط. لقد اعتدت على ذلك.'

لن يتمكن الفيكونت أوبلين من التخلص مني تمامًا.

لقد اكتسب الفيكونت أوبلين الحالي نبله من خلال زواجه من والدتي، إيفيا أوبلين، وكان لقبة بسبب أمي.

في حين أنه من المألوف أن يكون لدى النبلاء أطفال غير شرعيين في قوائمهم، فمن الصعب للغاية الحصول على إذن من المعبد والبلاط الإمبراطوري.

ونتيجة لذلك، فأنا حاليًا الوريثة الشرعية الوحيده للفيكونت أوبلين في سجل العائلة.

إذا مت أو اختفيت الآن، فمن المؤكد أن نبلاء العقارات المحيطة سيستخدمون هذا لأتهام الفيكونت بطريقة أو بأخرى.

لذلك سيعاملني الفيكونت وكأنني غير موجوده، كما كان يفعل دائمًا. سيكون الأمر أقل إزعاجًا من الاضطرار إلى التعامل مع الهجمات من حولي.

......حسنًا، ربما إذا كان لورانس مدرجًا في القائمة، لكن ليس بعد.

بعد أن استجمعت أفكاري، ربت على كتف تومي الذي كان لا يزال متجهمًا وضحكت.

"انس الأمر، أنا لست غاضبة منك."

<......حقًا؟ حقًا؟>

"نعم، حقًا، حقًا. شكرًا لكونك غاضبًا من أجلي."

<هيهي.>

ضحك تومي بشكل لطيف، وضحكت أنا أيضًا.

اعتقدت أنه من الصعب جدًا أن اكرهه وهو يبستم بهذا الشكل.

وفجأة، سمعت صوت خطوات تقترب من اتجاه الدرج، وانفتح الباب بشكل غير متوقع.

فُتح الباب للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة أيام، وكشف عن وجه الفيكونت الصارم.

"تريزيا أوبلين، اتبعيني."

......ماذا؟ هذا يبدو مشؤوما.

...***...

تم جرّي بواسطة يد الفيكونت إلى صالة الاستقبال في الطابق الأول.

جلس على الأريكة المقابلة، ونفض حزمة من الأوراق على الطاولة وابتسم.

"اقرأي هذا."

لم أكن أرغب في الامتثال، ليس بسبب شعور لا يمكن تفسيره بالهلع الذي كان يدغدغ حلقي منذ وقت سابق، لكن لم يكن لدي خيار آخر.

محاولة التغلب على ترددي الغريزي، مددت يدي ببطء ورفعت الورقة.

قرأت الكلمات في الصفحة الأولى.

"اتفاقية التخلي عن الوالدين والتبني."

كان علي أن أفكر جديًا للحظة فيما إذا كانت عيناي تخدعني.

"ما هذا......."

"إنها اتفاقية التبني الخاصة بكِ."

وبينما كنت متجمدة غير قادره على فهم ما كانت عيناي تقرأه، كان الفيكونت لطيفًا بما يكفي لإعطائي فرصة للفهم.

"الآن بعد أن أصبح لورانس مسجلاً في سجل العائلة، لم أعد بحاجة إلى إبقائكِ في هذا المنزل. هل سمعتِ؟ دوق أبردين يبحث عن وريث."

عند سماع هذه الكلمات، أبعدت نظري عن الورقة ورفعت رأسي للأعلى.

لقد ضربت عبارة "دوق أبردين" على وتر حساس في ذهني الذي كان في حالة ذهول سابقًا.

بالكاد غادرت القصر منذ ولادتي، لكن لم أستطع إلا أن أتعرف على الاسم.

لقد كانت قصة رواها لي تومي ذات ليلة لم أستطع النوم فيها، بمثل هذه التفاصيل والحيوية.

دوق أبردين.

كان يطلق عليه بأسم آخر أيضا وهو "الدوق الشبح"

...***...

منذ خمس سنوات من الآن.

لا بد أن الإمبراطور، الذي أرسل دوق أبردين إلى الحرب لإبقائه تحت السيطرة، قد سئم من سمعته مع استمراره في تحقيق الانتصارات الخارجية.

فأعطاه الإمبراطور أمراً رهيباً.

"قم بتدمير عشيرة مورتيان."

فأمر دوق أبردين بإبادة عشيرة مورتيان، التي كانت تعيش في الغابات على الحدود الغربية للإمبراطورية وقيل إنها تتواصل مع الموتى وتساعدهم على الراحة بسلام.

كان الأساس المنطقي الرسمي هو أنهم كانوا مجموعة شريرة بشكل خاص، يستخدمون "الأرواح الميتة" لامتلاك الناس.

كان الأمر بقتل أولئك الذين لديهم القدرة على التواصل مع الموتى أمرًا شنيعًا.

لكن عصيان الأوامر هو خيانة، فحمل دوق أبردين وفرسانه سيوفهم في صمت وذهبوا.

-ترجمة R

الفصل 3

تقول الشائعات أن آخر الناجين من عشيرة مورتيان، الرئيس، ألقى لعنة عليه وهو  على فراش الموت.

ألعنك يا أبردين!

سوف تدفع ثمن التدخل في مهمة مقدسة من السماء!

سوف يتلطخ شرفك بالدم ويطرح على الأرض،

وسوف تتحطم كل ثرواتك الذهبية،

وفي النهاية، لن يملأ نظرات الاشخاص المعجبين بك سوي بالخوف.

أيها الخطاة سوف تتعذبون إلى الأبد، لون تكونوا لا أحياء ولا اموات!

وبطبيعة الحال، يقال أن الدوق لم تطرف عينه حتي عندما قطع رأسه.

ومضت عيناه الذهبيتان وهو يستخدم سيفه، وبدا وكأنه روح شريرة من الجحيم.

ربما أصيب الإمبراطور بمرض طفيف في معدته، لكن الناس غنموا مديح أبردين وعاد الدوق وفرسانه إلى الإمبراطورية بضيافة.

جاءت المشكلة بعد ذلك.

بعد ذلك اليوم، أصبح كل من في قصر أبردين، بما في ذلك الدوق، أشباحًا.

من الناحية الفنية، لم يكونوا قد ماتوا.

لقد اختفوا إلى من العدم، وقلوبهم لا تزال تنبض بانتظام بشكل يدعوا للسخرية.

كأشباح، يمكنهم رؤية بعضهم البعض والتقاط الأشياء وارتداء الملابس.

لكنهم لم يستطيعوا رؤية أنفسهم في المرآة. كان بإمكانهم سماع أصوات بعضهم البعض، لكن الأشخاص العاديين لم يتمكنوا من سماعهم.

كان الأمر كما لو أن عالمهم وعالم الناس العاديين لا يفصل بينهما إلا خط رفيع.

كان مشهد الأشباح، وملابسهم وأشياءهم تطفو بلا صوت في الهواء الفارغ، مرعبًا.

جعلت اللعنة من الصعب على الدوق العمل خارج المدينة، حتى أنه حاول توظيف عملاء من الخارج.

لكنهم فروا جميعًا من قصر أبردين في حالة رعب بعد أقل من أسبوع.

"إنها أرض ملعونة، إنها أرض ملعونة!"

أصبحت الشائعات حول دوق أبردين أكثر شراسة يومًا بعد يوم.

كان الناس يستخفون به بسهولة ، كما لو أنهم لم يثنوا على أبردين قط.

[يقولون أنه يُسمع صوت عالٍ وكأن حفلةً تقام كل ليلة؟]

[من الطبيعي أيضًا أن تتغير الأماكن بشكل عشوائي.]

[ألم يقولوا أن هناك أشخاصًا ماتوا بعد سقوطهم على الدرج، ربما لأن شبحًا دفعهم على ظهورهم؟]

[إنه حقًا الدوق الشبح.]

وبطبيعة الحال، سقط شرف دوق أبردين على الأرض،

تم تجريد العملات الذهبية التي ملأت المستودعات حتى النخاع بسبب عدم العناية المناسبة بالدوقية.

وكانت أنظار الناس مليئة بالخوف والازدراء، وليس الاحترام.

لقد أصبح أهل بيت أبردين أمواتًا أحياء.

ويقال أن الإمبراطور عندما سمع الخبر نسي آلامه، أصبحت القاعات مليئة بالضحك.

الإمبراطور، الذي ضحك على مصيبة الدوق كما لو كان لديه كل السعادة في العالم، صنع وجهًا رحيمًا وأعلن أنه سينهي الحرب التي استمرت عقدًا من الزمن.

لم يكن سرًا أنه بينما بدا ظاهريًا وكأنه حزين على مأساة دوق أبردين، في الواقع لا بد أن يكون القرار مبنيًا على مشاعر عامة اهتزت قليلاً بسبب الحرب الطويلة.

مهما كانت مشاعره، كتب الدوق بعد ذلك رسالة يشكر فيها على المعروف، ثم أغلق الباب خلفه ودخل إلي عالمه المنعزل.

قبل مغادرته، ترك ملاحظة تقول أنه إذا كان لدى أي من العائلات النبيلة طفل يريدون تبنيه وريثًا لدوق أبردين، فيجب عليهم عدم التردد في الاتصال به.

لكن الشائعات حول الدوق كانت شريرة للغاية لدرجة أنه لم يكن هناك أي والد على استعداد للتخلي عن طفله، حتى لو كان غير شرعي.

وقد ترددت شائعات أنه إذا مات الطفل غير الشرعي وأصبح شبحًا، فسوف يعيث فسادا في الأسرة.

لقد مرت خمس سنوات منذ ذلك الحين......هذا ما أوضحه لي تومي على مدار اليوم.

***

"تبني......؟"

بالعودة إلى الواقع.

لم أكن فقط تصلبت بسبب شائعاته أو سمعته السيئة.

سوف يتم اعتمادي وريثة للدوقية.

وهذا يعني أنني سأضطر إلى مغادرة أوبلين، المكان الذي يحمل ذكريات والدتي.

عندما أدركت ذلك، أسقطت الورقة في يدي وصرخت بأعلى صوتي.

"لا، لا، لا، لن أذهب!"

"كيف تجرؤين عن قول لا ايتها الحقيرة......!"

"يمكنك أن تطردني، لكنني لن أذهب، حتى لو مت!"

"حسنًا، أعتقدت ذلك......"

تمتم الفيكونت بشيء متجهم وضيق بيننا المسافة. كان ظله الكبير، الذي كان يبلغ ضعف حجمي تقريبًا، يلوح في الأفق بشكل خطير فوق رأسي.

نظرت إليه بعينين واسعتين بإصرار.

لم أخاف من الصفعة؛ سوف يؤذي للحظة واحدة فقط.

ولكن كما كان متوقعًا، لم يرفع الفيكونت يده.

"....... إذا كنتِ تكرهي هذا كثيرًا، أعتقد أنه ليس لدي خيار آخر."

تجعدت شفاه الفيكونت في ابتسامة محرجة.

'هاه؟'

بعد لحظة من الصمت المذهل، انحنى فجأة وأصدر همسًا يشبه الثعبان في أذني.

"سأضطر إلى قلب قبر والدتك وإلقي جثتها في الحقل."

تصلب جسدي كله بالخوف الغريزي عندما سمعت الكلمات.

"علاوة على ذلك، سأضطر إلى إزالة اللوحة الموجودة في غرفة الصور. لوحة لإمرأة ماتت بسبب مرض غير مبرر، أنه أمر مشؤوم."

نقر الفيكونت علي لسانه، وهو يمسح أطراف أصابعه كما لو أنه لمس شيئًا كريهًا وشريرًا حقًا.

لقد كان الأمر أكبر من أن يستوعبه الحس السليم في الحال، وكنت بطيئة جدًا في فهم ما كان يقوله.

بالكاد عمل دماغي.

صررت على أسناني، وتمتمت بكل أنواع الشتائم لنفسي.

"أنت......هل تعتقد أنني سأدع ذلك يحدث؟"

"ها. وماذا تعتقدين أنكِ تستطيعين أن تفعلي شيئًا حيال ذلك؟ هل تعتقدين أنكِ تستطيعين التغلب على كلب صيد واحد حتي؟"

"......."

شعرت وكأنني سأنفجر في البكاء.

بمجرد أن فكرت في الأمر، شعرت بالدموع تنهمر من عيني، لكنني علمت أنني لا أستطيع إظهار دمعة واحدة أمام هذا الرجل.

'..... أنا غاضبة'

كثيرًا، انا غاضبة حقًا.

لكن الفيكونت لم يكن مخطئًا.

استخدام الأشباح لمراقبته وإيقافه؟ كان ذلك مستحيلًا.

الأشباح في النهاية اشباح القليل من الأشباح لا يمكن أن يكون لها أي تأثير ملموس على البشر.

علاوة على ذلك، فإن معظم الأشباح لا يغامرون بالابتعاد عن مكان تواجدهم.

لا يريد تومي الابتعاد عن  منزل الفيكونت، لأنه سيفقد كل طاقته في هذه العملية وسيتم تدميره.

لذلك إذا أرسل الفيكونت شخصًا ليحفر قبر أمي، فلن أستطيع فعل أي شيء حيال ذلك.

لا شئ..... .

"أرى أنكِ أخيرًا تمكنتِ من الفهم."

عدل الفيكونت الجزء العلوي من جسده بارتياح وأنا أحني رأسي دون أن أتكلم.

شعرت بعينيه الباردتين تحدقان في رأسي

"المغادرة سوف تكون في صباح الغد."

"......."

"عودي إلى غرفتكِ وستكون الخادمة في انتظاركِ. إذا كنتِ لا تريدين أن تقعي في مشكلة، فمن الأفضل أن تتبعيها."

بهذه الكلمات، استدار الفيكونت وغادر المكان.

وقفت ساكنة لفترة طويلة بعد ذلك، وقبضت قبضتي، وغرقت في التفكير.

ذكريات وآثار وصور لأمي.

أشباح أوبلين، الأشخاص الوحيدون في هذا العالم الذين يقفون إلى جانبي.

"......."

لا أعرف كم من الوقت بقيت واقفة في الردهة، صامتة كالحجر.

عضضت شفتي ونظرت بشراسة بينما كان غروب الشمس يتدفق عبر النافذة.

'......حسنًا. التبني، في النهاية كان هذا مصيري.'

ضحكت بوجه لو رآه تومي لقال: "ها هي تعود بأفكارها الغريبة مرة أخرى."

وبهذا، أصبحت مع شرف كوني أسرع طفل في تاريخ الإمبراطورية يتم التخلي عنه للتبني.

***

حدّق فاليريان إبردين دوق إبردين، في الاسم الموجود على الأوراق أمامي.

تريزيا أوبلين.

الابنة الكبرى للفيكونت أوبلين

و.......

'......ثمانية سنوات.'

طفلة كانت قد بلغت للتو الثامنة من عمرها.

'إنها صغيرة.'

وبعد لحظة من التردد، توقف عن التفكير ومشى نحو المرآة في زاوية الغرفة، التي كانت مغطاه بقطعة قماش طويلة.

سحبت أطراف أصابعه ذات القفاز الأبيض القماش إلى الأسفل، وبصعوبة رفع رأسه لينظر في المرآة.

"......."

في المرآة، كان الثوب الأملس الخالي من التجاعيد يطفو بصمت في الهواء، على شكل إنسان.

فقط النظارات الموجودة فوق ياقة القميص الأبيض كشفت عن موضع الرأس والعينين.

'سأكون محظوظًا إذا لم تنفجر بالبكاء عند رؤيتي.'

–ترجمة R

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon