NovelToon NovelToon

السرار المدنية القديمه

السرار المدينه القديمه

في قلب المدينة القديمة، حيث تختلط الأضواء مع الظلال، كانت "ليلى" تسير بخطوات متسارعة، عيونها تنبض بالحيرة والتساؤلات. الأجواء كانت ثقيلة، والهواء بارد، وكأن المدينة تحتفظ بأسرارها في كل زاوية. منذ أن تلقت الرسالة الغامضة، لم يعد هناك مكان آمن، ولم يكن في قلبها سوى شعور واحد: الخوف من المجهول.

كانت الرسالة قد ظهرت فجأة، مكتوبة بأحرف غير مألوفة، تحمل كلمات غامضة: "أنتِ الوحيدة القادرة على إيقاف ما بدأته". ترددت في البداية، لم تفهم المعنى، ولكن مع مرور الأيام، بدأت تشعر أن حياتها كانت على وشك التغيير بشكل لا رجعة فيه. لقد بدأت تلاحظ أشياء غريبة حولها، أناس يتابعونها في الشوارع، وأصوات غير واضحة تتسلل إلى أذنيها في الليل.

في تلك اللحظة، وقفت "ليلى" أمام الباب القديم الذي كان يضئ بصوت خافت، وكأن الضوء نفسه يناديها. كانت يدها ترتعش عندما اقتربت منه، وعقلها مليء بالأسئلة. هل تفتح الباب؟ هل تتبع هذه الدعوة الغامضة التي بدت وكأنها تلاحقها في كل خطوة؟

 

شعرت ليلى بحرارة غريبة تنبعث من الكتاب بين يديها، وكأنه ينبض بالحياة. كلمات الرجل الغامض ترددت في ذهنها، لكنها لم تستطع أن تفسرها. "لماذا أنا؟" سألت بصوتٍ مهتز، بينما كانت تحاول أن تجد معنى لكل ما يحدث.

توقف الرجل على بُعد خطوات منها، عينيه ما زالتا مثبتتين عليها. "لأنكِ مختلفة، ليلى. لأنكِ الوحيدة التي يمكنها رؤية الحقيقة وسط الأكاذيب. المدينة القديمة تخفي أسرارًا لا يعرفها أحد، وسرُّها الأكبر هو أنكِ جزء من هذه القصة منذ البداية، حتى لو لم تدركي ذلك."

شعرت ليلى وكأن العالم بدأ يضيق حولها، الكلمات غامضة لكنها تحمل ثقلًا لا يُطاق. "أي قصة؟ لا أفهم شيئًا!" صرخت، لكن الرجل لم يتأثر بانفعالها.

"ستفهمين قريبًا." قال بنبرة واثقة، ثم أضاف: "لكن اعلمي أن الوقت ليس في صالحنا. هناك قوى أخرى بدأت تتحرك، وما سيحدث الليلة سيغير كل شيء."

قبل أن تتمكن ليلى من الرد، اختفى الرجل في الظلام كأنه لم يكن موجودًا أبدًا. لم يتبقَ سوى صدى صوته يتردد في المكان، والكتاب الذي كان ينبض بحرارة في يديها.

أخذت ليلى نفسًا عميقًا، تحاول تهدئة نفسها. لكنها كانت تعلم أن حياتها لن تعود كما كانت. نظرت حولها، الشوارع خالية والليل يحمل معه شعورًا ثقيلًا بالخطر.

"ما الذي عليّ فعله الآن؟" همست لنفسها. لكن في أعماقها، كانت تعرف أن الإجابة الوحيدة موجودة في الكتاب، وفي الأسرار التي تنتظرها في أعماق المدينة القديمة.

كان وجه الشخص الغريب مخفيًا تحت القناع، لكن صوته كان يحمل نبرة غريبة، مليئة بالغموض. "ليلى، أنتِ لستِ أول من يحاول اكتشاف هذا السر، ولن تكوني الأخيرة. لكن الفرق بينكِ وبينهم هو أنكِ كنتِ اختياري. والاختيارات ليست دائمًا كما نظن."

تحركت "ليلى" خطوة إلى الوراء، لكن الرجل لم يتحرك. كان يراقبها بعينيه اللتين كانتا تتوهجان وكأنهما يعرفان كل شيء عنها. "ما الذي تعنيه؟" سألته بصوت منخفض، كان الخوف يملأ قلبها، لكنها حاولت جاهدة إخفاءه.

ابتسم الرجل، ابتسامة غامضة لم تريحها أبدًا. "الرسالة التي تلقيتها ليست مجرد تهديد أو تحذير. إنها دعوة. دعوة للانضمام إلى شيء أكبر من كل ما تعرفينه."

أصبح الهواء أكثر كثافة، وكأن المكان كله مشبع بشيء غير مرئي، شيء يربط كل شيء ببعضه البعض. ثم أضاف الرجل بنبرة جادة: "أنتِ الوحيدة التي يمكنها إيقاف ما سيحدث. لكن هل أنتِ مستعدة للثمن؟"

نظرت "ليلى" إلى الكتاب في يديها، ثم إلى الرجل الذي كان يقترب خطوة بخطوة. بدا وكأنها أمام مفترق طرق: إما أن تواصل ما بدأته، أو أن تعود إلى حياتها السابقة، التي قد لا تكون كما كانت من قبل.

لكن ماذا يعني أن تكون "الوحيدة"؟ ولماذا هي؟ تساءلت، بينما قلبها كان ينبض بسرعة، والاختيار الذي أمامها كان يزداد صعوبة

 

دفعت ليلى غلاف الكتاب ببطء، وأول ما رأته كان صفحة بيضاء لا تحمل سوى جملة واحدة: "البداية هي المفتاح، لكن النهاية لا تعرف الرحمة." شعرت بشيء ثقيل يتسلل إلى قلبها، وكأن هذه الكلمات لم تكن مجرد رسالة، بل تحذير صارخ.

بدأت تقلب الصفحات بسرعة، تبحث عن أي معنى أو دليل يقودها إلى تفسير ما يحدث، لكن الصفحات التالية كانت فارغة تمامًا، باستثناء الصفحة الأخيرة. كانت تحمل رسمًا غريبًا لرمز دائري، مح

كان الرمز دائريًا، تتداخل فيه خطوط وأشكال هندسية معقدة، وكأنها خريطة أو بوابة لشيء غير معروف. شعرت ليلى بتسارع دقات قلبها، وارتعاش خفيف في أطرافها. أخذت نفسًا عميقًا وحاولت أن تهدئ نفسها، لكنها شعرت بشيء غريب يحدث في الغرفة.

ارتفع الكتاب قليلاً من يديها، وكأن قوة خفية تجذبه إلى الأعلى. حاولت الإمساك به، لكن الكتاب تحرك تلقائيًا، وسقط على الأرض مفتوحًا على الصفحة التي تحمل الرمز. فجأة، انبعث منه ضوء خافت، بدأ يتسع تدريجيًا حتى غمر الغرفة بأكملها.

وجدت نفسها فجأة محاطة بمشهد مختلف تمامًا. لم تعد في غرفتها، بل في مكان أشبه بقاعة قديمة، جدرانها مغطاة بنقوش غامضة، والسقف يعج برموز مضيئة. شعرت بالرعب يتسلل إليها، لكنها قررت أن تتحكم في مخاوفها.

"أين أنا؟" قالت بصوت خافت، وهي تنظر حولها.

ثم سمعت صوتًا جديدًا، كان خافتًا في البداية لكنه سرعان ما أصبح أكثر وضوحًا: "أخيرًا، وصلتِ."

التفتت بسرعة، فرأت امرأة ذات ملامح قوية، ترتدي عباءة سوداء مزينة بالرموز ذاتها التي كانت على الكتاب. نظرت المرأة إليها بثبات، ثم قالت: "مرحبًا بكِ في الحقيقة، ليلى. هنا تبدأ رحلتك، وهنا ستدركين أن المدينة القديمة ليست مجرد مدينة... إنها سجن، وسلاح، ومفتاح لكل شيء."

 

قبل أن ترد ليلى على المرأة، شعرت بتيار بارد يمر بجانبها، وكأن هناك كيانًا غير مرئي يتحرك في القاعة. فجأة، بدأت النقوش على الجدران تتحرك، وكأنها أفاعٍ حية تتلوى وتتجمع لتشكل رموزًا جديدة.

سمعت همسات غريبة، منخفضة لكنها متداخلة، وكأن عشرات الأصوات تتحدث بلغة غير مفهومة. اقتربت ليلى من الجدار، تحاول قراءة النقوش، لكنها تراجعت فورًا عندما شعرت بيد باردة تقبض على كتفها.

التفتت بسرعة، لكن لم يكن هناك أحد. شعرت بأنفاسها تتسارع وحرارة جسدها تهبط بشكل غريب.

"لا تلمسي أي شيء هنا،" قالت المرأة بصوت صارم، وقد بدا وجهها أكثر جدية مما سبق. "هذه النقوش ليست للقراءة... إنها أبواب للأشياء التي لا يجب أن تراها."

لكن ليلى لم تستطع تجاهل الشعور الثقيل الذي كان يخنق المكان. على أطراف القاعة، بدأت الظلال تتحرك، أطوالها تتضاعف وأشكالها تزداد غرابة. بعضها كان يشبه البشر، والبعض الآخر كان مشوهًا تمامًا، بأطراف طويلة ووجوه بلا ملامح.

اقترب ظل منها، وسمعت صوت خطواته الثقيلة يقترب أكثر فأكثر. حاولت التراجع، لكن قدمها اصطدمت بشيء، وعندما نظرت للأسفل، رأت يدًا تخرج من الأرض، مشوهة ومغطاة بشقوق سوداء، وكأنها تنتمي إلى كائن خرج للتو من عالم كابوسي.

"لا تخافي. إنهم يحاولون اختبارك فقط." قالت المرأة بهدوء غريب، وكأنها معتادة على هذا المشهد.

"اختبار؟!" صرخت ليلى، وهي تحاول التراجع بعيدًا عن اليد التي بدأت تتحرك نحوها.

"نعم. عليكِ أن تواجهيهم الآن. إما أن تثبتي قوتك، أو أن تنتهي هنا."

 

بينما كانت اليد المشوهة تقترب أكثر من ليلى، شعرت بأن الظلال من حولها بدأت تتغير. فجأة، اخترق الظلام شعاع ضوء حاد، تبعه صوت قوي: "اتركها الآن!"

ظهر شاب في منتصف القاعة، يحمل سيفًا غريب الشكل، يبدو وكأنه مصنوع من معدن لا ينتمي إلى هذا العالم. عينيه تشعان بلون أزرق حاد، ومظهره كان مزيجًا بين الجرأة والغموض.

اندفع نحو الظل الذي كان يقترب من ليلى، وبحركة واحدة من سيفه، مزق الظل إلى شظايا متناثرة، كأنه دخان تلاشى في الهواء. التفت إليها بسرعة وقال: "هل أنتِ بخير؟"

ليلى، التي كانت متجمدة في مكانها، لم تستطع سوى أن تهز رأسها ببطء. "من أنت؟" سألت بصوت مليء بالارتباك والخوف.

"اسمي كايل. أنا هنا لحمايتك." أجاب الشاب، وهو يوجه نظراته الحادة نحو المرأة التي وقفت تراقب الموقف بصمت.

"كايل؟!" قالت المرأة بغضب واضح. "لم يكن من المفترض أن تتدخل الآن!"

رد كايل بصوت صارم: "لقد بدأت الأمور تخرج عن السيطرة، ولن أسمح لها بالهلاك في أول اختبار لها."

قبل أن تتمكن المرأة من الرد، بدأت الجدران تهتز، والأرض تحتهم تصدر أصواتًا وكأنها ستنشق. ظهرت شقوق عميقة على الأرضية، وخرج منها دخان كثيف برائحة كبريتية.

أمسك كايل بيد ليلى وقال: "يجب أن نخرج الآن. هذا المكان لن يصمد طويلًا!"

لكن ليلى ترددت. "وماذا عن الكتاب؟ وماذا يحدث هنا؟!"

"سأشرح كل شيء لاحقًا، فقط ثقي بي الآن." قال كايل، وسحبها بعيدًا عن النقوش التي بدأت تضيء بألوان حمراء قاتمة.

بالطبع! إليك الإضافة مع لحظة رومانسية بين ليلى وكايل:

 

بينما كان كايل يسحب ليلى بسرعة عبر القاعة المتصدعة، انغلقت فجأة إحدى الشقوق أمامهما، مما أجبرهما على التوقف. وقفت ليلى تلتقط أنفاسها، بينما كايل يحاول تقييم الوضع.

"هل أنتِ بخير؟" سألها وهو يقترب منها، عيناه لا تزالان تركزان عليها بقلق واضح.

"لا أعلم... أشعر أنني عالقة في كابوس لا ينتهي." قالت ليلى وهي تنظر حولها، محاولة أن تمنع دموعها من السقوط.

كايل، الذي كان دائمًا يبدو قويًا وباردًا، اقترب منها أكثر، ووضع يده برفق على كتفها. "أعلم أن هذا صعب عليكِ، ليلى. لكنني هنا. لن أدع أي شيء يؤذيكِ."

شعرت ليلى بدفء كلماته يخفف قليلاً من رعبها. نظرت إليه، وكان وجهه قريبًا بما يكفي لتلاحظ التعبيرات الدقيقة في ملامحه. كان هناك شيء مألوف في عينيه، وكأنها تعرفه منذ زمن بعيد، رغم أنها متأكدة أنها لم تره من قبل.

"لماذا تهتم بي كثيرًا؟" همست وهي تنظر في عينيه مباشرة.

تردد كايل للحظة، وكأن الكلمات التي يريد قولها محبوسة في داخله. ثم أجاب بنبرة ناعمة: "لأنكِ أكثر من مجرد شخص عادي في هذه القصة، ليلى. لقد كنتِ دائمًا جزءًا من قدري، حتى قبل أن تعرفي ذلك."

شعرت ليلى بشيء غريب في قلبها، مزيج من الراحة والارتباك. قبل أن تتمكن من الرد، أمسك كايل بيدها برفق، وقال بصوت مفعم بالعزم: "لا يهم ما سيحدث هنا. طالما أنا بجانبك، سأحميكِ مهما كلف الأمر."

كانت اللحظة قصيرة، لكن في تلك الثواني شعرت ليلى بأن الخوف الذي أحاطها بدأ يذوب، وأن هناك شيئًا أعمق وأقوى ينشأ بينها وبين كايل، شيء قد يكون أكثر خطورة من كل ما تواجهه.

بالطبع، إليك النص في صيغة قابلة للنسخ بشكل أفضل:

 

قبض كايل على يد ليلى بحزم، وملامحه امتلأت بالتوتر.

"لا وقت للتردد، علينا التحرك الآن!" قالها بسرعة وهو يسحبها إلى ممر جانبي ضيق، حيث اختفى الضوء الأحمر الذي غمر القاعة.

بينما كانا يسيران بسرعة، شعرت ليلى بيد كايل الدافئة تمسك بيدها وكأنها حبل نجاة وسط هذا الجحيم. لكنه توقف فجأة، وأدار رأسه نحوها.

"هل شعرتِ بذلك؟" سألها بصوت منخفض.

"شعرت بماذا؟" ردت ليلى، محاولة استيعاب ما يجري.

"هناك شيء يلاحقنا... إنه قريب جدًا." حدق كايل في الظلام خلفهم، وبدا وكأنه يستمع إلى أصوات لا تسمعها.

وفجأة، خرجت من الظلال مخلوقات مرعبة، أشكالها مشوهة وأعينها تتوهج بلون أخضر كريه. أطلقت تلك الكائنات صرخات عالية، وكأنها تستمتع بتمزيق الصمت.

"ابقِ خلفي!" قال كايل، ورفع سيفه الذي اشتعل بنور أزرق ساطع. اندفع نحو المخلوقات بحركة خاطفة، بينما كانت ليلى تشاهد القتال برعب وذهول.

ضربة تلو الأخرى، كان كايل يقاتل وكأن حياته تعتمد على كل حركة. لكن أحد المخلوقات استطاع تجاوزه واتجه نحو ليلى. شعرت بالخوف يجمدها في مكانها، لكن قبل أن يصل إليها، قفز كايل أمامها وحمى جسدها بجسده، متلقيًا ضربة قوية أطاحت بهما معًا.

سقطت ليلى على الأرض، ووجدت كايل فوقها، يلهث من الألم، لكنه ما زال يحاول حمايتها. نظر إليها بنظرة ملؤها العزم، ثم قال بصوت منخفض:

"لن أسمح لهم بأخذكِ. أنتِ أهم شيء هنا."

لم تعرف ليلى كيف ترد. كانت الكلمات تخنقها، والموقف يزداد تعقيدًا. لكنها شعرت بشيء غريب في صدرها، وكأن شيئًا ما استيقظ بداخلها. فجأة، بدأ الكتاب الذي تحمله ينبعث منه ضوء ذهبي قوي، مما جعل المخلوقات تتراجع مذعورة.

 

وسط الضوء الذهبي الذي أضاء المكان، شعرت ليلى بطاقة غريبة تسري في جسدها، وكأن الكتاب الذي تحمله بدأ يتصل بروحها. كان كايل يراقب المشهد بدهشة، وهو ينهض بصعوبة، جروح جسده تزداد ألمًا لكنه لم يتوقف عن مراقبتها.

"ليلى... ما الذي تفعلينه؟" سألها بصوت يحمل مزيجًا من القلق والدهشة.

لم تجب ليلى. بدا وكأنها في حالة من الغياب، عينها مثبتة على الكتاب، وكلمات قديمة غير مفهومة بدأت تظهر على صفحاته. فجأة، رفعت يدها، والضوء تحول إلى دوامة تدور حولها.

المخلوقات التي كانت تحاول الاقتراب تجمدت في أماكنها، ثم تراجعت ببطء، وكأن شيئًا أعظم منها قد استيقظ.

لكن كايل لم يكن مطمئنًا. اقترب منها بحذر، وضع يده على كتفها وقال بنبرة حذرة: "هذا يكفي، ليلى. توقفي قبل أن تستهلككِ هذه القوة."

التفتت إليه ببطء، وعيناها الآن تتوهجان بنفس اللون الذهبي. "كايل... أنا... لا أستطيع التوقف."

بدأت الأرض تهتز تحت أقدامهم، وكأنها تستجيب للطاقة التي أطلقتها ليلى. الممرات بدأت تنهار، والجدران تتصدع، مما دفع كايل للإمساك بيدها مرة أخرى بقوة.

"إذا لم نستطع إيقاف هذا، علينا الخروج الآن!" صرخ وهو يحاول إيقاظها من حالتها.

لكن قبل أن يتحركا، انفتح الكتاب بالكامل، وأطلق شعاعًا من الضوء نحو السماء، مخترقًا السقف المتهاوي. صوت غامض بدأ يصدح في المكان، وكلمات قديمة بدأت تتردد في أرجاء القاعة، وكأنها دعوة أو تحذير.

"هذا ليس جيدًا... لسنا وحدنا هنا." تمتم كايل وهو ينظر حوله، ثم أضاف بصوت منخفض: "ما الذي أيقظناه؟"

بالطبع! إليك مشهدًا مليئًا بالمغامرة والحركة:

 

بمجرد أن اخترق الضوء السماء، اهتزت القاعة بشكل عنيف، وسقطت أجزاء من السقف. من بين الأنقاض، ظهرت بوابة كبيرة سوداء، تتوهج بنقوش حمراء غريبة. انفتحت ببطء، وانبعث منها دخان كثيف مليء بالرائحة الحادة، قبل أن تظهر منه مخلوقات ضخمة بأجساد معدنية وعيون مشتعلة.

"إنهم قادمون!" صرخ كايل وهو يسحب سيفه مجددًا، ووقف أمام ليلى لحمايتها.

المخلوقات لم تنتظر لحظة واحدة. اندفعت نحوهم بسرعة، وأسنانها الحادة تلمع في الظلام. تحرك كايل بخفة وسرعة، سيفه كان يلمع مع كل ضربة يوجهها، لكنه أدرك سريعًا أن عددهم أكبر من أن يواجههم وحده.

"ليلى، نحن بحاجة إلى تلك القوة مجددًا!" صاح، وهو يحاول صد المخلوقات التي تحاصره.

"لا أعرف كيف أتحكم بها!" ردت ليلى بصوت مليء بالقلق، لكنها تمسكت بالكتاب بقوة. شعرت بتلك الطاقة تتدفق من جديد، وكأنها تستجيب لرغبتها في حماية كايل.

فجأة، انطلق ضوء ذهبي من الكتاب، شكل درعًا حولهما، ثم بدأت الكتابة الغامضة تلتف حول يديها كسلاسل متوهجة. وقفت ليلى بثقة، لأول مرة شعرت بأنها قادرة على المواجهة.

"كايل، دعني أساعدك." قالت بحزم.

ابتسم كايل رغم التعب، وأجاب: "أخيرًا! لنرى ما يمكنك فعله."

اندفعت ليلى نحو أحد المخلوقات، ويدها مشتعلة بتلك السلاسل الذهبية. مع كل حركة، كانت تضرب المخلوقات بقوة جعلتها تتراجع، بينما كايل استغل الفرصة ليقضي على ما تبقى منها بسيفه.

لكن البوابة لم تتوقف عن إطلاق المزيد من الوحوش. أدرك كلاهما أن القتال لن ينتهي إلا إذا أغلقوا البوابة.

"علينا الوصول إلى البوابة!" قال كايل وهو يتقدم وسط المخلوقات.

بينما كان يفتح طريقًا أمام ليلى، ركضت نحو البوابة، الكتاب في يدها يزداد توهجًا. وصلت أخيرًا إلى البوابة، ووضعت الكتاب أمام النقوش الحمراء. بدأت الكلمات تتغير على صفحاته، وأصدرت البوابة صريرًا قويًا.

"استمري، ليلى!" صرخ كايل بينما كان يحميها من المخلوقات المتبقية.

بصوت عالٍ، قالت ليلى الكلمات التي ظهرت على الكتاب، وفجأة اندفعت طاقة هائلة من البوابة، لتبتلع كل شيء، وتغلقها نهائيًا.

 

بعد لحظات من الصمت، كانت القاعة مدمرة تمامًا، لكنهما كانا على قيد الحياة. جلس كايل بجانب ليلى التي كانت تستند على الحائط، كلاهما يلهث من التعب.

"أنتِ مذهلة، ليلى... لكن لا تفعلي هذا بي مرة أخرى!" قال بابتسامة مرهقة.

نظرت إليه وابتسمت بخجل: "لن أعدك بذلك."

بالطبع! إليك مشهدًا آخر مليئًا بالإثارة والتشويق:

 

في الوقت الذي بدأت فيه القاعة بالهدوء بعد إغلاق البوابة، شعر كايل بشيء غير مريح. الهواء أصبح أكثر كثافة، وكأن شيئًا أكبر من المخلوقات قد أُطلق.

فجأة، اهتزت الأرض تحت أقدامهم، وكأن قوة غير مرئية تضغط على المكان. وقبل أن يتمكنوا من التحرك، تم فتح باب ضخم على الجدار المقابل لهم، لينبعث منه ضوء غريب يملأ المكان. وداخل هذا الضوء، بدأ يظهر شخص ضخم، يرتدي درعًا أسود، وعيناه تتوهجان باللون الأحمر.

"لقد تأخرتما، ولكن لا يهم. لقد حانت اللحظة." قال بصوت عميق، وكأن كل كلمة يلفظها تنبض بالقوة.

كايل سحب سيفه مجددًا، وشعر بارتفاع معدل ضربات قلبه. "من أنت؟ ولماذا تلاحقنا؟" سأل وهو يرفع سيفه في مواجهة الغريب.

ابتسم الشخص الضخم بسخرية، "أنا من يملك هذه المدينة، وأنتما لم تكونا في المكان الصحيح في الوقت المناسب."

هتف كايل: "لن تسيطر علينا!" ثم انطلق نحو الشخص الضخم، وهاجم بكل قوته، لكن العدو تحرك بسرعة غير متوقعة، وأمسك بسيفه بيد واحدة، وطرحه أرضًا.

قبل أن يتمكن كايل من النهوض، اقترب الشخص منه وقال: "لقد تأخرت. المدينة ستكون ملكي، وسأعيد بناءها بالطريقة التي أريدها."

لكن ليلى، التي كانت تراقب من بعيد، شعرت بشيء عميق بداخلها، وكأنها تمتلك القدرة على تغيير الموازين. رفعت الكتاب عاليًا، وأغمضت عينيها، وأطلقت شعاعًا ذهبيًا قويًا في الهواء.

الشخص الضخم تجمد في مكانه، ثم بدأ يصرخ، وهو يحاول دفع الضوء عنه. لكن ليلى كانت تركز أكثر، وعينيها تزداد توهجًا. فجأة، انفجر الضوء، وارتدت المخلوقات التي كانت تحيط بهم إلى الوراء.

كايل، الذي عاد إلى وعيه، نهض بسرعة وقال: "أنتِ رائعة، ليلى!"

ابتسمت ليلى بتعب، "هذا ليس كل شيء." وقالت بينما كان الكتاب يواصل إصدار الضوء الذهبي: "الكتاب... لديه أسرار لم أتعلمها بعد."

بالطبع، إليك مشهدًا جديدًا يتضمن إصابة البطل وليلى التي تنقذه في اللحظة الأخيرة:

 

الشرير كان يبتسم ابتسامة شريرة بينما يقف أمامهما، عيونه تتوهج باللون الأحمر، وكأنه يراهم مجرد دمى في يديه. "لقد ظننتما أنكما ستتمكنان من الوقوف ضدي، ولكنكم لا تعلمون قوة ما أملك."

كايل، الذي كان يقف مستعدًا للمعركة، شد سيفه، ونظر إلى ليلى بنظرة حاسمة. "لن ندعك تهدم كل شيء. سنوقفك هنا."

لكنه لم يكن مستعدًا لما حدث بعد ذلك. في لحظة خاطفة، رفع الشرير يديه بسرعة، وأطلق موجة من الطاقة السوداء التي اندفعت نحو كايل. هاجم كايل بسرعة، ولكن الموجة كانت أقوى مما تخيل.

ارتدت الموجة عليه بقوة، وأوقعته أرضًا، حيث شعر بجسده يهتز تحت الضغط الهائل للطاقة السوداء. قبل أن يتمكن من النهوض، وجد الشرير يتحرك بسرعة فائقة نحو ليلى، وعينيه مشتعلة بالغضب. "أنتِ التالية."

"كايل!" صرخت ليلى، بينما كانت تشعر بالقوة المتزايدة التي تزداد قربها من الشرير.

لكنها لم تستطع التحرك سريعًا بما فيه الكفاية. في تلك اللحظة، وبينما كانت تقف في مكانها مشلولة من الخوف، رفع الشرير يده ليهاجمها بطاقته السوداء المدمرة.

لكن فجأة، ظهر كايل أمام ليلى، محاولًا حمايتها. طاقته كانت قد تضاءلت بشكل كبير، لكنه كان مستعدًا لدفع الثمن لحمايتها.

الطاقة السوداء اصطدمت بكايل مباشرة، اخترقت قلبه. سقط على الأرض، وأنفاسه تتسارع، ودماؤه تسيل من جسده.

"كايل!" صرخت ليلى، وهي تهرع نحوه. كان وجهه شاحبًا، وعينيه مغمضتين من الألم، ولكنه ابتسم ابتسامة ضعيفة. "لم أتمكن من حمايتك... لكني سعيد... لأنك هنا..."

ثم، وقبل أن تتمكن ليلى من الرد، حاول الشرير الهجوم مرة أخرى.

لكن ليلى، التي كانت تراقب كايل وهو يترنح على الأرض، شعر قلبها ينفطر. أدركت أن الوقت قد حان لاستخدام القوة التي كانت خائفة منها طوال الوقت.

"لا!" صاحت، بينما أغمضت عينيها وأمسكت الكتاب بكل قوتها. الشعاع الذهبي الذي كانت تتحاشاه، بدأ يتدفق من الكتاب بشكل قوي، وامتد إلى جسدها. كانت كلمات غير مفهومة تخرج من فمها بينما تتفتح قدراتها.

فجأة، انفجرت طاقة ضوء ساطع من يديها، واندفعت إلى الشرير الذي كان يحاول الهجوم مرة أخرى. ولكن هذه المرة، لم يكن الشرير قادرًا على مقاومتها. تراجع على الفور، وصرخ في ألم قبل أن ينفجر جسده إلى ذرات سوداء تتلاشى في الهواء.

بينما كان كل شيء يعود إلى الهدوء، ركعت ليلى بجانب كايل، ودموعها تنهمر على وجهه. "كايل، لا تتركني الآن. لا أستطيع أن أفقدك."

ابتسم كايل، وعينيه تغلق ببطء. "لقد فعلناها... أنقذنا المدينة... والآن، حان وقت الراحة."

ليلى، التي لم تستطع إلا أن تبكي، أمسكت بيده بشدة. "لن أسمح لك بالرحيل، كايل."

ولكن مع مرور الوقت، بدأ جسده يشفى، وعاد إلى الوعي بشكل تدريجي، قائلاً بابتسامة ضعيفة: "أنتِ لم تتركني، ليلى. وأنا لن أتركك أبدًا."

بالطبع، إليك مشهدًا مثيرًا حيث يشعر القارئ بالفضول والتشويق لما سيحدث بعد ذلك:

 

كان الهدوء يعم المكان بعد معركة شرسة، لكن في قلب ليلى، كان هناك شعور غير مريح. كانت تنظر إلى الكتاب الذي لا يزال يتوهج بين يديها، وكأن هناك شيئًا آخر خلف الكلمات التي قرأتها. كأن الكتاب كان يخفي أسرارًا لا يستطيع عقلها أن يدركها بعد.

"كايل، هل ترى هذا؟" قالت بصوت منخفض، وهي تشير إلى الرموز التي بدأت تظهر على صفحات الكتاب.

كايل، الذي كان يعالج جروحه ببطء، نظر إليها بتعب. "أنتِ تشعرين بشيء غريب، أليس كذلك؟"

أومأت ليلى برأسها، عيونها ثابتة على الكتاب. "هذه الرموز... لم ألاحظها من قبل. وكأنها تتغير كلما نظرت إليها."

قبل أن يتمكن كايل من الرد، اهتز الكتاب فجأة، وأصدر صوتًا غريبًا كأن شيئًا داخل الكتاب يتحرك. "ما الذي يحدث؟" سأل كايل وهو يتنبه.

فجأة، انفتح الكتاب على صفحة جديدة، وكانت الكلمات التي ظهرت عليها غامضة جدًا، مكتوبة بلغة قديمة لم يرَ أحد مثلها من قبل.

الكلمات كانت تقول:

"من هنا، تبدأ الرحلة الحقيقية... ابحثوا في المظلم لتكتشفوا النور."

ليلى نظرت إلى كايل بتعجب، "ما معنى هذا؟"

كان قلبها ينبض بسرعة. كل كلمة كانت تأخذها في اتجاه مجهول، عالم غامض لم يكن لديها أي فكرة عنه. "هل يجب علينا المتابعة؟" همست.

"هل نستطيع التراجع؟" رد كايل، بنظرة مليئة بالشك. "لا يبدو أن لدينا خيارًا."

بينما كانا يقفان في صمت، بدأ الكتاب ينبض بشكل أكثر وضوحًا، كما لو أنه كان يطلب منهم التحرك، أن يتبعوا ما يخبئه لهم.

ثم، بينما كانا في حالة من التردد، بدأت الأضواء تتلاشى حولهم، وصوت همسات بعيدة بدأ يصل إلى أذنهما. كانت همسات غريبة، تشعر وكأنها تأتي من داخل الكتاب نفسه.

"هناك شيء ما لا نعرفه هنا، شيء كبير!" قالت ليلى، وشعرت بقشعريرة تسري في جسدها.

قاوم كايل الفكرة في البداية، لكن الفضول بدأ يتسرب إلى قلبه، مثله مثل ليلى. كان هناك شيء يدعوهم لاستكشاف المجهول.

"إذن، نبدأ الرحلة، رغم أننا لا نعرف إلى أين ستأخذنا." قال كايل بصوت ثابت، لكن هناك شيء في عينيه يخبر ليلى أن الفضول قد اجتاحه أيضًا.

 

بينما كانا يتقدمان في اتجاه المجهول، شعر كل منهما بضغط غريب على صدره. كانت الأرض تحت أقدامهم تتغير، والسماء تتحول إلى ظلال مظلمة. وكأنهما دخلا إلى بُعد آخر، مكان لا مكان له في هذا العالم.

لكن السؤال الذي ظل يراود ذهنهما هو: هل يمكنهما الهروب الآن؟ أم أن هناك شيئًا أكبر ينتظرهما في هذا العالم الغريب؟

وفي تلك اللحظة، لم يكن لديهم أي فكرة عن الإجابة، سوى أن فضولهما كان أقوى من كل شيء آخر. وهذا ما دفعهما للمضي قدمًا، بلا أي تفكير في التراجع.

بالطبع، إليك مشهدًا يعمّه الحزن الشديد ويشعر القارئ بالألم:

 

كان الليل قد حل على المدينة، والسماء مليئة بالغيوم الداكنة التي كانت تظلل كل شيء. كانت ليلى تجلس على حافة الجسر، والريح تعصف من حولها، تحمل معها بعض الذكريات التي لا تستطيع الهروب منها.

كايل، الذي كان يقف بعيدًا عن ليلى، كان يشعر بشيء غير مريح، شيء ثقيل في قلبه. كانت نظرته ثابتة على ليلى، لكنه لم يتمكن من التحرك نحوها.

"لم أكن أتوقع أن يأتي هذا اليوم بهذه السرعة..." همست ليلى، صوتها مكسور، كأن الكلمات نفسها تخنقها. "هل كان كل شيء مجرد وهم؟"

نظرت إلى السماء، بينما كانت الدموع تتجمع في عينيها. "هل سنظل نتقاتل إلى الأبد؟ هل سنبقى دائمًا بعيدين عن بعضنا؟"

كايل، الذي كان يقف على بُعد خطوات منها، شعر بشيء ثقيل في قلبه. كان يعلم أن هناك شيئًا يجب عليه قوله، لكنه كان يخشى أن يخرج الأمر على النحو الذي لا يريد.

"ليلى..." بدأ، لكن صوته كان ضعيفًا، وكأن كل كلمة تخرج منه كانت تجلب معه عبئًا أكبر.

عادت ليلى لتنظر إليه، وعيناها مليئة بالألم. "لا... لا تقل شيئًا. كل شيء انتهى. لا يمكننا العودة إلى الوراء الآن."

كان قلب كايل يتفطر من داخل صدره. "لكن... لم يكن يجب أن ينتهي هكذا. نحن نستحق أكثر من هذا."

لكن ليلى أغمضت عينيها، وكأنها لم تعد قادرة على تحمّل المزيد. "أنت تعلم جيدًا أننا لم نعد نستطيع الاستمرار. لقد فقدنا كل شيء، ولا يمكننا العودة."

ثم، في تلك اللحظة، انحنى كايل ببطء وأمسك بيدها. "لكني لن أتركك. مهما كان الثمن، سأظل هنا."

لكن ليلى، وكأنها قد قبلت مصيرها، سحبت يدها برفق وقالت بصوت خافت: "لا تلمسني... هذا هو الخيار الذي يجب أن نتخذه. لقد حان الوقت لكل واحد منا أن يمضي في طريقه."

دمعت عيون كايل، وكان كل شيء في قلبه يصرخ من الألم، لكنه فهم أن هذا هو القرار الذي اتخذته ليلى. "أنتِ لا تحتاجين لي. ولكنني سأظل أحبك دائمًا، مهما ابتعدتِ."

ثم، بدت ليلى وكأنها تفقد قدرتها على التحمل. "أنت ستجد طريقك... وأنا سأجد طريقي أيضًا. لكن... لا تنسى أنني كنت هنا يومًا."

 

كانت كلماتها كالرصاص في قلبه، وأخذت تلتهمه ببطء. شعر وكأن الأرض تحت قدميه تختفي، وكأن السماء تنهار من فوقه. حاول أن يقول شيئًا، لكن الكلمات كانت تلتف حول لسانه، فلا يستطيع إخراجها.

وفي لحظة، ابتعدت ليلى عنه بخطوات بطيئة، بينما كانت الدموع تتساقط على وجنتيها. كانت تتركه، لا لشيء سوى لأنها كانت تشعر أن الوقت قد حان.

كايل وقف هناك، غير قادر على تحريك قدميه. كان يشعر بالحزن في كل جزء من كيانه، وكأن الروح قد انفصلت عنه، تاركة إياه في الفراغ.

ولكن ليلى، وهي تبتعد عنه أكثر فأكثر، قالت آخر كلماتها: "وداعًا، كايل."

ثم اختفت في الظلام، تاركة قلبه محطمًا وأحلامه محطمة، بينما بقي هو يقف في مكانه، يواجه الصمت والظلام اللذين يبتلعانه.

 

مرت الساعات، وكأن الزمن توقف. كان كايل يقف هناك، غير قادر على التفكير، فقط يشعر بالألم يتسرب إلى أعماق روحه. كان كل شيء من حوله باهتًا، ضبابيًا، غير واقعي. كانت المدينة بأكملها تبدو كما لو أنها تتلاشى.

وكان الصوت الوحيد الذي يسمعه هو صوت قلبه، وهو ينبض بشدة، يكاد يهمس في أذنه: "أنت هنا... ولكن ليلى ليست هنا."

بالطبع، إليك مشهد غامض ومثير مع البطل، يترك القارئ في حالة من الفضول والأمل:

 

كانت السماء مظلمة تمامًا، والرياح تعصف بالأشجار، بينما كان كايل يقف وحيدًا في قلب الغابة، ينظر إلى الأفق البعيد حيث تلتقي الأرض بالسماء. كان يشعر بشيء غريب، شيء كان يتسلل إلى ذهنه طوال الأيام الماضية. شعور لا يستطيع تفسيره، لكنه كان يعرف أن هناك شيئًا ما سيحدث قريبًا.

أمسك كايل بالكتاب الذي كانت ليلى قد تركته له، وفتح صفحاته. كلما قرأ أكثر، زادت الحروف غموضًا، وكأن الكلمات تتغير كلما مر عليها الوقت. فجأة، انبعث ضوء خافت من الكتاب، واهتزت الصفحات في يديه، وكأنها كانت تستجيب له.

"ماذا يعني هذا؟" همس كايل لنفسه وهو يحاول فهم ما يحدث. كان الكتاب يبدو كأنه ينبض مع قلبه، وكأن شيئًا غير مرئي يتحرك داخل صفحاته.

ثم، وقع شيء غريب. ظهرت صورة على صفحة الكتاب: صورة له، لكنه لم يكن هو تمامًا. كان وجهه مظلمًا، عينيه خالية من الحياة، لكن من بعيد، كان يلمع شيء ما، شيء غير مرئي كان يحاول التسلل إلى عقله.

"هل هذا هو... مصيري؟" سأل نفسه، ولكن الإجابة كانت غائبة، كما لو أن الكتاب لا يريد أن يكشف كل شيء الآن.

في تلك اللحظة، شعر بشيء غير مريح في قلبه، وكأن الظلال التي تحيط به كانت تقترب أكثر فأكثر. لكنه لم يكن خائفًا، بل كان مشدودًا إلى الكتاب وكأن القوة التي بداخله قد سحبت عقله بالكامل.

ثم، فجأة، ظهرت همسات خفيفة في الهواء، أصوات غير واضحة، لكنها كانت كأنها تدعوه. "اتبعني... اقترب أكثر..."

نظر كايل حوله، لكن لم يكن هناك أحد. "من يتحدث؟" همس لنفسه.

أغمض عينيه لثوانٍ، وعندما فتحها، كان أمامه شخص غريب، لكن ملامحه كانت ضبابية وغير واضحة. "هل أنت... أنا؟" سأل كايل، وهو يشعر بالحيرة.

لكن الشخص، الذي كان مجرد ظل في البداية، ابتسم ابتسامة غامضة وأجاب بصوت هادئ: "كل شيء له وقته. ولكنك على حافة الحقيقة."

وكانت تلك الكلمات هي آخر ما سمعه، قبل أن يختفي الشخص الغريب فجأة، ويتركه في حالة من الارتباك.

"ما الذي يعنيه ذلك؟" همس كايل، وهو يشعر بشيء غريب يتسلل إلى قلبه.

ثم، كما لو أن شيئًا ما دفعه، بدأ الكتاب يهتز بين يديه مرة أخرى، لكن هذه المرة، كان الصوت غير مرئي، كما لو أنه ينبعث من أعماق نفسه. كان يحس أنه يقترب من شيء عظيم.

لكن هل هو مستعد؟ أم أن الحقيقة ستدمره؟ لم يكن يعرف بعد.

 

ولكن الحقيقة لا تأتي إلا لمن يجرؤ على المضي قدمًا.

إذا كنت تشعر بأنك على حافة اكتشاف شيء عظيم، لا تتوقف الآن. اقرأ الجزء الثاني، وستكتشف ما لم يكن في الحسبان.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon