NovelToon NovelToon

حتى لو رجعت بنت الشرير

الفصل1: ابنة الشرير

...هل سبق لك أن تخيلت لحظةَ حياتك الأخيرة؟...

...ليلي فعلت ذلك....

...كثيرًا جدًا....

...في خيالها، كانت ليلي دائمًا تموت بسبب الشيخوخة....

...بعد عيش حياتها بالكامل، حتى تبلغ حوالي التسعين، فتغلق عينيها بسلام....

...كانت تتخيل ذلك اليوم بينما تعزف فرقةٌ موسيقية، دعتها خصيصًا للمناسبة، موسيقى هادئة وعذبة بجانب سريرها....

...و يحيط بها أبناؤها وأحفادها الذين يحبونها ويحزنون لفراقها……...

...“آآآه!”...

...……ولكن، يا له من فرق شاسع بين الواقع والخيال....

...جلست ليلي على حافة السرير، تنظر بغضبٍ نحو باب غرفة النوم المغلق بإحكام. وبدلًا من الموسيقى، سمعت صرخاتٍ مروعة خلف الباب جعلت شعر جسدها يقف من الرعب....

...'تسعين عامًا؟ أي تسعين!'...

...كانت ليلي الآن في العشرين من عمرها فقط، بل بالكاد مرت أيام قليلة على عيد ميلادها....

...'أبناء؟ أحفاد؟'...

...كيف لي أن أملك مثل هؤلاء!...

...قبضت ليلي بشدة على مفرش السرير بيدٍ مرتجفة. ووفي تلك الأثناء، خيم الصمت خلف باب غرفة النوم. و لم تعد تسمع الصرخات التي كانت تعذب أذنيها قبل لحظات....

...'لقد ماتوا جميعًا.'...

...كانت تتوقع ذلك……لكن……...

...في اللحظة التي أظلمت فيها عيناها الخضراوان بالحزن، فُتح باب غرفة النوم....

...كان صوت فتح الباب في غاية السكون، ربما بفضل الخادمات اللاتي كن يحرصن دائمًا على دهنه بالزيت....

...لم يصدر أي صوتٍ معدني ولو بسيط عندما فُتح الباب الكبير بالكامل....

...حدقت ليلي بترقب مشوبٍ بالخوف نحو الباب....

...وعندما فُتح أخيرًا، ظهر في الغرفة رجل....

...'هل تجاوز العشرين بقليل؟'...

...بدا عمر الرجل قريبًا من عمر ليلي....

...كان طويل القامة بشكلٍ يجعل كل من يراه يضطر الى رفع رأسه للنظر إليه، ومع ذلك، كان وجهه أصغر من وجه شخصٍ بطول عادي....

...ملامح وجهه، التي بدت وكأنها محفورةٌ بعناية من قبل نحات استأجره الملك نفسه، كانت جميلةً للغاية، لدرجة أنها ملأت وجهه بالكامل دون أي فراغ....

...أما عن لون شعره وعينيه….....

...شعره كان أشقرًا أكثر لمعانًا من ضوء الشمس في منتصف النهار، وعيناه سوداء كأنهما من أفضل أنواع حجر السبج النادر....

...باختصار، كان الرجل وسيمًا. و بشكلٍ مذهل....

...لكن ما نفع كل هذا؟...

...كان هذا الرجل بمثابة ملاك الموت الذي جاء ليسلب حياتي....

...هل قيل يومًا أن المنجل الذي يحمله ملاك الموت الوسيم يسبب ألمًا أقل؟...

...لم تسمع قط بمثل هذا الكلام....

...بالنهاية، حتى لو كان الموت أقل إيلامًا، يظل الموت هو الموت....

...لم تكن ليلي تريد أن تموت....

...ليس في هذا العمر، ولا بهذه الطريقة، أبدًا....

...تقدم الرجل بخطوات ثابتة بفضل ساقيه الطويلتين—حتى ساقاه كانتا طويلتين في هذا الموقف—ووقف في منتصف غرفة النوم. ...

...ثم توقف لبرهةٍ وسألها....

...“هل أنتِ ليلي هيلدغار؟”...

...عند هذا السؤال السخيف، أطلقت ليلي ضحكةً ساخرة وأجابت....

...“لقد أتيت عند الشخص الخطأ.”...

...“لا، أظن أنني لم أخطئ.”...

...'يعرف كل شيء ومع ذلك يسأل!'...

...عضت ليلي على شفتها. ...

...بالطبع، لم تكن تتوقع حقًا أن تنجح كذبتها. فمن المستحيل أن يكون هذا الرجل قد اقتحم المكان دون أن يحفظ ملامحها عن ظهر قلب....

...شعرت ليلي بالغضب لأنها كانت موضع سخرية، لكن هذا الشعور لم يدم طويلاً....

...وبسرعة، تحدثت قبل أن يقرر الرجل أن يرفع سيفه نحوها....

...“لديّ ما أقوله.”...

...“وصيتك؟”...

...“شيء من هذا القبيل……”...

...“قولي.”...

...'إنها ليست وصية!'...

...بلعت ليلي كلماتها الغاضبة ثم فتحت فمها لتتكلم....

...“أرجوكَ……دعني أعيش.”...

...“لا أريد.”...

...“انتظر، استمع لي أكثر قليلاً!”...

...ما هذا الطبع العجول؟...

...شعرت ليلي باضطراب، وبدأت تتحدث بسرعة....

...“أقسم أنني لن أفكر أبدًا في الانتقام منك. الأشخاص الذين قتلتهم لم تكن بيني وبينهم أي علاقةٍ جيدة، بل كانت علاقاتنا سيئة للغاية.”...

...“…….”...

...“بمعنى آخر، إذا أبقيتني على قيد الحياة، فلن تواجه أي عواقب سيئة.”...

...“….…”...

...“إذاً، ألا يمكنكَ أن تبقيني حية؟”...

...“هل تريدين البقاء على قيد الحياة بشدة؟”...

...'هل سيسمح لي بالعيش؟'...

...اتسعت عينا ليلي بلهفة....

...“نعم!”...

...“إذاً، أفرغي جسدكِ تمامًا من دماء عائلة هيلدغار.”...

...“….…”...

...عادت عينا ليلي إلى حجمهما الطبيعي....

...“إذا فعلتِ ذلك، سأبقيكِ على قيد الحياة.”...

...بل أصبحتا أضيق مما كانتا عليه في أي وقت مضى....

...'أفرغ دمي؟ هذا……'...

...“هل يمكنك أن تقدم لي عرضًا توضيحيًا أولاً؟”...

...“هل انتهيتِ من وصيتك؟”...

...إذًا، كان يقصد فقط أن أموت!...

...'هل يلعب بالكلمات مع شخص يائس؟ يا له من شخص سيئ الطباع!'...

...شدت ليلي على أسنانها بغضب بشكلٍ غريزي، ثم صرخت....

...“لدي سؤالٌ متبقٍ!”...

...ظل الرجل صامتًا. فاعتبرت ليلي ذلك إذنًا بالمتابعة، فتابعت على الفور....

...“إذا……فقط إذا، كنت قبل عشر سنوات قد حاولت منع ‘ذلك الحدث’ وموتكَ……”...

...“ذلك الحدث”وموته....

...لم يكن لدى ليلي أي قوةٍ لمنع أي منهما....

...لا في الماضي، ولا في المستقبل……ولن تمتلكها أبدًا....

...لذلك، السؤال كان عن المحاولة وليس النجاح....

...“لو كنت قد حاولت، هل كنت ستتركني أعيش الآن؟”...

...“إذا كنتِ قد حاولتِ وفشلتِ في منع ذلك، إذًا لا.”...

...“فهمت……”...

...عند الإجابة القاطعة، أومأت ليلي برأسها....

...إذاً، مجرد “المحاولة” لا معنى لها....

...'كما توقعت، لا داعي حتى للمحاولة.'...

...لم تكن تنوي المحاولة من البداية، لكن سماع الإجابة جعل قرارها أكثر رسوخًا....

...بعد أن رتبت أفكارها، نظرت إلى الرجل مباشرة وتحدثت....

...“يا هذا.”...

...“……؟”...

...“أنت تعرف أن لديك شخصيةٌ سيئة، أليس كذلك؟ إذا لم تكن تعرف، فهذه فرصة لتعلَم. أنت مختلٌ اجتماعي.”...

...أن يظهر نفسه كأنه بطل ثم يطلب منها أن تفرغ جسدها من كل دمائها؟...

...'لقد كان لقاءً مزعجًا للغاية. لا أريد رؤيتهُ مرة أخرى!'...

...قبل أن يتسنى للرجل الرد على كلماتها، ابتلعت ليلي بسرعة الحجر الصغير الذي كانت تخبئه خلف لسانها....

...“كح!”...

...على الفور، أمسكت ليلي بصدرها و وقعت من السرير إلى الأرض....

...'هذا يؤلم!'...

...شعرت وكأنها ابتلعت كرةً من النار....

...فحلقها، و معدتها، و بطنها بدت وكأنها تشتعل واحدةً تلو الأخرى....

...هل من المفترض أن يكون الأمر مؤلمًا بهذا الشكل؟...

...لم أسمع أبدًا شيئًا كهذا....

...لكن إذا كان بإمكاني البقاء على قيد الحياة……...

...كانت الآلام شديدة لدرجة أن عينيها امتلأتا بالدموع....

...و من خلال رؤيتها المشوشة، شاهدت ليلي الرجل يقترب منها بسرعةٍ و هو يحمل سيفه....

...ولكن حتى مع ذلك……لقد فات الأوان بالفعل…….....

...سرعان ما خيم الظلام على رؤيتها....

...***...

...كانت ليلي ابنةٌ شريرة قاسية القلب لا تعرف الرحمة....

...ومن هذه الحقيقة فقط، نشأت كل تعاستها....

...“أبي، ما هذا؟”...

...كان ذلك في العام الذي بلغت فيه ليلي العاشرة من عمرها....

...أحضر والدها، الماركيز هيلدغار، صبيًا في مثل عمرها تقريبًا إلى القصر....

...“ليس شخصًا يستحق اهتمامكِ.”...

...لكن، كان من المستحيل تجاهله. فقد كان الصبي جميلًا جدًا ليُغفل عنه....

...على الأقل، أدركت ليلي منذ النظرة الأولى أن الصبي كان أجمل من أي دمية. و خفق قلبها، لكنها لم تتمكن من رؤيته مرة أخرى بعد اليوم الأول....

...ذلك لأن الصبي سُجن في زنزانة تحت الأرض على الفور....

...كانت ليلي تقترب يوميًا من مدخل الدرج المؤدي إلى الزنزانة تحت الأرض، لكنها كانت تتردد دائمًا وتتراجع. فقد رغبت بشدة في رؤية الصبي، لكنها لم تكن تملك الجرأة لزيارته في السجن من تلقاء نفسها....

...ثم، بعد حوالي أسبوع من وصول الصبي إلى القصر و أثناء تناول وجبة الإفطار، سمعت ليلي نبأ وفاة الصبي....

...“آنسة!”...

...فقدت ليلي وعيها فجأة، ولم تستيقظ إلا بعد ساعات....

...وفي ذلك اليوم، لم تستطع تناول أي شيء على الإطلاق....

...بعد ذلك بثماني سنوات، ضج العالم بأخبار عن ظهور بطل مقدر له أن يختم كيان الشر....

...كانت الأخبار مبهجة للجميع، لكن ليلي شعرت بقلق كبير بمجرد سماعها. ذلك لأن مظهر البطل الموصوف في الشائعات كان مطابقًا تمامًا لمظهر الصبي الذي أُحضر إلى القصر قبل ثماني سنوات وأعلن عن وفاته....

...حاولت ليلي بصعوبة أن تبوح بمخاوفها لمن حولها، لكنها لم تتلقَ سوى السخرية والضحك في المقابل....

...“شخص ميتٌ يعود للحياة؟ أي كتابٍ قرأتِه؟”...

...“هل تنامين جيدًا هذه الأيام؟”...

...“لا تخبري والدي بذلك، فهو يكره المجانين!”...

...“لكن هل كان هناك حقًا شخص في القصر يشبه ما تقولينه؟”...

...وبعد ذلك بسنتين بالضبط، تحققت مخاوف ليلي التي سخر منها الجميع واعتبروها أوهامًا....

...ظهر البطل، كما ورد في النبوءة، وختم كيان الشر وأنقذ العالم، ثم توجه إلى قصر هيلدغار....

...وهناك، وكأنه ينتقم لثأرٍ مضى عليه عشر سنوات، لم يترك أي كائن حي في القصر، حتى النمل....

...***...

...“هاه!”...

...فتحت ليلي عينيها ونهضت فجأة. ...

...كانت في غرفة نومها....

...'هل نجحت؟'...

...أسرعت نحو التقويم على الطاولة للتحقق من التاريخ، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتطمئن. لذا بحثت عن مرآةٍ لتتأكد....

...حدقت ليلي في المرآة، تنظر إلى الفتاة الصغيرة بذهول....

...عشر سنوات....

...كان عمر الفتاة في المرآة يبدو تمامًا في هذا العمر....

...'تاريخ اليوم صحيح. لقد عدتُ. إلى الوراء، قبل عشر سنوات……'...

...ثم، لفّت ليلي جسدها على السرير وأحاطت كتفيها المرتجفتين بذراعيها....

...'لقد نجوت!'...

...حجر العودة....

...إنه كنز غامض، يُرسل الشخص الذي يبتلعه مباشرةً إلى الماضي إذا توفي الشخص الذي ابتلعه....

...ابتلعته ليلي في المستقبل. والآن، استفاقت في الماضي....

...“……من الجيد جدًا أنني أخفيته.”...

...كان حجر العودة من الغنائم التي نهبها الماركيز هيلدغار من أحد العائلات بعد تدميرها في الشتاء الماضي. لكن ليلي قامت بتبديله بآخر مزيف وسرقته في الخفاء....

...“كيف قمتُ بفعل شيء كهذا؟”...

...عندما تفكر في الأمر الآن، كانت فعلًا متهورةً للغاية....

...'على أي حال، كنتُ في حالةٍ من القلق، و كنتُ نصف مجنونة آنذاك……'...

...لمست ليلي صدرها وبطنها بلا وعي....

...الألم الشديد الذي شعرت به مباشرةً بعد ابتلاع حجر العودة اختفى وكأنّه لم يكن....

...فجأة، شعرت بالحزن. كانت أفضل سيناريوهات ليلي التي تخيلتها هي البقاء على قيد الحياة دون استخدام حجر العودة....

...كانت قد خططت لبيع الحجر وجني المال من خلاله……...

...'لكن بما أنني استخدمته بالفعل، فلا خيار آخر.'...

...هدأت جسدها المرتجف ثم نهضت من السرير....

...'وبالمناسبة، هناك الكثير من الأشياء التي يمكن بيعها هنا، لذا لا داعي للقلق!'...

...بحثت في غرفة الملابس حتى وجدت حقيبةً عادية قدر الإمكان، ثم جمعت المجوهرات الموجودة في الغرفة ووضعتها في الحقيبة. ثم أخفت الحقيبة تحت السرير وانتظرت حتى يحل الليل....

...و مع حلول المساء و ظهور القمر الخافت،...

...'وداعًا لك، أيها الشرير! و عائلتك التي بنيتها طوال حياتك! سأرحل، لذا حلوا مشاكلكم المستقبلية بأنفسكم!'...

...حملت حقيبتها وهربت في منتصف الليل....

...لم يكن الخروج من قصر الماركيز في وقتٍ متأخر من الليل صعبًا كما توقعت....

...عندما قدمت الحقيبة المزيفة إلى الجندي الذي كان يحرس الباب الخلفي، تجاهل وجود طفل صغير يرتدي قبعة وهو يمر، بعد أخذ المجوهرات المناسبة له و تظاهر بعدم ملاحظته شيئاً....

...بمجرد أن خرجت ليلي من قصر الماركيز، ركبت العربة واتجهت نحو الإقليم المجاور....

...بينما كانت في العربة، نظرت من النافذة وضحكت في نفس الوقت الذي شعرت فيه بأنفها يدمع....

...خفضت ليلي رأسها وضحكت وهي تبكي....

...'كنت يجب أن أفعل هذا من قبل.'...

...اجتاحها شعورٌ بالندم....

...'لو أنني هربتُ من البداية.'...

...كان الأمر سهلًا جدًا....

...تساءلت لماذا قاومت العيش في تلك العائلة الجهنمية، لماذا تحملت ذلك الكابوس بهذه الطريقة....

...“يا لغبائكِ!”...

...'لكن لا بأس. الآن يمكنني بدء حياة جديدة. فقد أصبحت أصغر سناً، ولدي الكثير من المال.'...

...احتضنت ليلي حقيبتها بإحكام....

...و عندما وصلت إلى الإقليم المجاور، قررت أن تقيم في نزلٍ لقضاء الليلة، بما أن الوقت كان متأخرًا....

...هل كان ذلك بسبب الحماس لحياتها الجديدة؟ عندما رتبت أمتعتها واستلقت على سرير النزل، لم تتمكن من النوم بسهولة....

...حاولت تهدئة قلبها المرتجف وأغمضت عينيها قسرًا....

...'إلى أين سأذهب؟ على أي حال، الهروب سيكون الخيار الأكثر أمانًا، أليس كذلك؟ لذا، غدًا سأذهب أولاً إلى العاصمة لصنع هويةٍ مزيفة……'...

...و في اليوم التالي، خرجت ليلي من النزل في الصباح الباكر وركبت العربة المتجهة إلى العاصمة....

...وبعد ساعة، ماتت....

...وكان السبب هو عملية سطو....

...______________________...

...ما امداها تفرح😭...

...المهم شخباركم طيبين ...

...هذي روايه لها مانهوا من زمان بدت بس بحاول الحقها واسبقها ان شاءالله 🙂‍↕️...

...المانهوا بنفس الاسم الانجليزي ...

...وطبعا خذيتها من روي خويتي هههععععهههه ...

...اي شي تبونه حتى لو ماعندكم شي حياكم تويتر او انستا ...

...تويتر: Dana_48i...

...انستا: dan_48i...

...Dana...

الفصل 2

...“هاه!”...

...أطلقت ليلي نفسًا عميقًا وهي تفتح عينيها....

...في البداية، لم تدرك فورًا أنها قد فتحت عينيها....

...لأنها كانت تظن أنها قد ماتت....

...“هذا المكان……”...

...نظرت حولها. و لم يكن هذا هو العالم الآخر....

...“غرفتي.”...

...مدّت يدها بسرعة نحو تقويم المكتب لتتفقد التاريخ....

...“إنه يوم الأمس!”...

...رمشت ليلي بعينيها بدهشة....

...هذا المكان، وهذا التاريخ. ما الذي يحدث هنا؟...

...هل يعقل أنني كنت أحلم؟...

...ذلك الحلم الذي كنت فيه أملأ الحقيبة بالمجوهرات وأخبئها تحت السرير، ثم أهرب من العائلة في منتصف الليل……...

...‘لا، لم يكن حلمًا.’...

...شحبت ملامح ليلي....

...‘لقد عدت إلى الماضي.’...

...لكن لماذا؟...

...لأنها ماتت....

...وضعت ليلي يدها على فمها، مسترجعة الأحداث التي سبقت عودتها إلى الماضي....

...’بالتأكيد…… ’...

...خرجت مبكرًا من النزل وركبت العربة. و حينها كانت في غاية السعادة....

...شعرت بالحماس والبهجة حتى أنها بدأت تدندن بلا وعي. و كانت غارقة في أفكارها حول كيف ستعيش حياتها الثانية، إلى أن أدركت أن هناك شيئًا غريبًا....

...شعرت بذلك بعد حوالي ثلاثين دقيقة من انطلاق العربة....

...“أيها السائق، هل هذا هو الطريق الصحيح……؟ يبدو الطريق معزولًا للغاية……”...

...“لا تقلقي. جميع السائقين الماهرين يسلكون هذا الطريق. إنه طريقٌ مختصر.”...

...“آه، فهمت.”...

...وثقت ليلي بالسائق الذي وصف نفسه بأنه “ماهر”....

...لكن ما كان يجب عليها أن تفعل ذلك....

...لو أنها انتبهت للأمر المريب حينها وقفزت من العربة، هل كانت ستحصل على نتيجةٍ أفضل؟...

...في النهاية، لم يأخذها السائق إلى طريق مختصر كما ادعى. وإن كان مصرًا على أنه مختصر، فقد كان كذلك بالفعل، لكن المشكلة أنه كان طريقًا مختصرًا إلى العالم الآخر، وليس إلى العاصمة....

...“قلتَ أنه طريقٌ مختصر!”...

...“آسف، سأحرص على أن أجعل موتكِ سريعًا وغير مؤلم.”...

...أوقف السائق العربة في طريق غابة خالية من البشر تمامًا، وتحول فجأة من سائق إلى قاطع طريق....

...“أنت……لقد أخطأتَ في اختيار الشخص! أنا مجرد متسولة! لا أملك أي شيء!”...

...“حقًا؟ هل هذا صحيح؟”...

...“آه……”...

...تسرب أنين خافت من بين يديها التي كانت تغطي فمها. ...

...توقفت ليلي عن استعادة الذكريات. فلم تكن تريد أن تتذكر ما حدث بعد ذلك....

...على أي حال، لم تكن تتذكره جيدًا....

...في النهاية، ماتت. على يد السائق……لا، قاطع الطريق المتنكر في زي سائق....

...“ذلك الحقير.”...

...سرعان ما بدأت ليلي تضرب الوسادة بقبضتها المرتعشة....

...“أيها المختل! قمامة! الأسوأ على الإطلاق! حتى لو كنت قاطع طريق، كيف تفكر في سرقة طفلة مثلي……؟!”...

...توقفت ليلي فجأة عن ضرب الوسادة....

...حين فكرت في الأمر، كان هناك شيء غريب حقًا....

...لما؟...

...لماذا استهدف ذلك القاطع طفلةً صغيرة مثلها؟...

...لم يكن يبدو عليها أنها تملك المال. فحتى الحقيبة والملابس قد اختارتها بعناية، لتكون غير ملفتةٍ للنظر....

...حين ركبت العربة، كانت ليلي تبدو كأي طفلةٍ عادية في العاشرة من عمرها....

...كانت تعرف أن لون شعرها قد يلفت الانتباه، لذلك لم تخلع غطاء رأسها قط……...

...ثم أطلقت تنهيدةً عميقة....

...“النزل.”...

...اتضحت الأحجية فجأة في رأسها....

...“كان موظف النزل متواطئًا معهم.”...

...كان هناك شخص واحد فقط رأى محتويات حقيبتها ولو للحظة. إنه موظف النزل الذي قضت فيه ليلةً واحدة....

...في تلك الليلة، بينما كانت ترتب أغراضها في الغرفة، دخل الموظف فجأة دون طرق الباب. و اعتذر بسرعة قائلاً أنه ظن أن الغرفة فارغة، ثم غادر مدعيًا أنه أخطأ في الغرف....

...وفي صباح اليوم التالي، ومن باب الاعتذار عما حدث، تطوع بنفسه لاستدعاء عربة لها……...

...“كان يدعو شريكه في الجريمة.”...

...تمتمت ليلي بصوتٍ يائس....

...“لقد كان ذلك مخططًا له. جريمةٌ مدبرة.”...

...ثم تركت الوسادة التي أصبحت مهترئةً تمامًا بعد كل ضرباتها عليها....

...لم تعد تشعر بالغضب. و بدلاً من ذلك، ملأت مشاعر أخرى مكانه....

...القلق والخوف....

...“ماذا لو حدث ذلك مجددًا؟”...

...بفضل حجر العودة، لم تذهب إلى العالم الآخر، بل عادت إلى الماضي....

...كان هذا جيدًا حتى الآن....

...لكن ما الذي ينبغي عليها فعله الآن؟...

...ماذا لو حاولت الهروب مجددًا في الليل كما فعلت بالأمس، وواجهت جريمةً مماثلة مرة أخرى؟...

...لم يكن هناك ما يضمن أن ذلك لن يحدث....

...نظرت ليلي فجأةً إلى نفسها في المرآة الطويلة....

...شعرها الوردي الكثيف الذي يصل إلى خصرها. و عيناها الخضراوان البارزتان. و رأسها الصغير، و كتفاها الصغيرتان، و جسدها النحيل، و أطرافها الصغيرة، و يديها وقدميها الصغيرتين……...

...“أنا صغيرةٌ جدًا.”...

...ابتلعت ليلي ريقها بصعوبة. وأدركت أخيرًا درسًا مهمًا....

...كان العالم الخارجي خطرًا للغاية على طفلة بعمر العاشرة....

...ربما كان هذا العالم الخارجي أكثر خطرًا من هذه العائلة التي يحكمها الأشرار....

...“الهروب العشوائي كان تصرفًا أحمق.”...

...قررت ليلي تعديل خطتها للهروب....

...“عليّ أن أكبر قليلًا أولاً. ثم……”...

...بعد ست سنوات. في يومٍ من الأيام، حين بلغت السادسة عشرة من عمرها، أخبرت ليلي عائلتها بأنها ستخرج لبعض الوقت لتغيير الأجواء، لكنها غادرت ولم تعد....

...دخلت إلى متجر أزياء كانت قد لاحظته مسبقًا، و غيرت ملابسها و ارتدت شعراً مستعاراً، ثم خرجت من الباب الخلفي....

...بعد أن تخلصت من الحارس الشخصي للعائلة، استقلت عربةً توجهت بها مباشرة إلى الميناء....

...كان في الميناء شخص ينتظرها ليسلمها بطاقة هوية مزيفة، إضافةً إلى مرتزق سيوفر لها الحماية المؤقتة....

...استلمت ليلي بطاقة الهوية، وصعدت إلى السفينة برفقة المرتزق. و أبحرت السفينة بسلاسة عبر المياه....

...صعدت ليلي إلى سطح السفينة، تنظر إلى البحر الواسع الممتد أمامها....

...أخيرًا....

...أخيرًا تحررت....

...نجحت في الهروب. هذه المرة حقًا....

...“وداعًا إلى الأبد، أيها الأوغاد اللعينون وأتباعكم الصغار……”...

...مرت ست سنوات كاملةٍ أمام عيني ليلي كلمح البصر. كم من الوقت قضت متحملة بصمت طوال تلك السنوات من أجل هذا اليوم……....

...كانت تعيش بهدوء دائمًا، لكن السنوات الست الماضية كانت أشد هدوءًا. كأنها جثةٌ تتنفس، مجرد دمية بلا روح أو حياة……....

...والنتيجة؟ لم يعد أي أحد في العائلة يتوقع منها شيئًا أو يراقبها، واستغلت ليلي هذه الثغرة لتجمع المال وتخطط للهروب، حتى نجحت أخيرًا في الفرار كما فعلت الآن....

...عضت ليلي شفتها قليلًا. شعرت و كأنها على وشك البكاء، لكنها أدركت أن الوقت ليس مناسبًا للبكاء الآن....

...بل إنه وقت للضحك. للضحك بصوت عالٍ، من أعماق قلبها!...

...“هاهاها!”...

...ضحكت ليلي بشدة بينما تنظر إلى الأفق الممتد، حتى شعرت بالراحة تغمرها....

...وبعد أكثر من خمسة عشر يومًا من الإبحار السلس، أنزلتها السفينة في مملكةٍ صغيرة....

...استقرت ليلي في إحدى الأراضي النائية بمملكةٍ صغيرة بالكاد تعرف اسمها....

...هناك أصبحت تُعرف بـ”نانا لولا”، ابنة البارون المنهار “لولا”....

...لم تكن تحب كثيرًا الاسم الذي اختاره لها صانع بطاقة الهوية المزيفة، لكنه لم يكن سيئًا للغاية....

...ومع الوقت، بدأت تجد اسم “نانا” لطيفًا بل ومحببًا....

...كانت الأرض النائية، التي يسكنها عدد قليل من الناس، هادئة وسلمية. و اعتمدت ليلي على المال الذي أحضرته معها لتدبر معيشتها، وإذا شعرت بالملل الشديد، استغلت مهارتها في القراءة والكتابة لتأخذ بعض الأعمال البسيطة....

...كانت الحياة هادئة. و سلمية. و مريحة……أو ربما ليست كذلك دائمًا. ...

...بصراحة، كانت تشعر أحيانًا بعدم الراحة. فالمواد كانت نادرة، وكل شيء كان يسير ببطء مقارنة بالمدن الكبرى....

...لكن بالمقابل، كانت الأجواء مطمئنة....

...هل أنا سعيدة؟……نعم، أنا سعيدة....

...حياةٌ كهذه لم تكن سيئة على الإطلاق....

...لم تكن بحاجة إلى أطفال أو أحفاد، و إذا استطاعت أن تعيش هكذا حتى تبلغ التسعين……...

...“ليلي هيلدغار.”...

...“ماذا؟”...

...أجابت ليلي بلا مبالاة حين سمعت اسمها يُنادى من خلفها وهي تمشي في الطريق الضيق، ثم استدارت....

...وفي تلك اللحظة، أدركت أنها ارتكبت خطأ....

...ليلي....

...لا أحد في هذه الأرض يعرف هذا الاسم....

...“إذاً، كنتِ هنا طوال الوقت.”...

...وكما توقعت، لم يكن الشخص الذي ظهر أمامها أحد سكان تلك الأرض....

...من جاء للبحث عن ليلي كان كابوسًا حيًا....

...كابوسٌ يتحرك و يتنفس....

...شخصٌ لم تتخيل أبدًا أنها ستلتقي به مرة أخرى……...

...قبل أن تتمكن من تمييز ما إذا كان هذا حلمًا أم حقيقة، فتحت ليلي فمها بشكل متصلب....

...“أرجوكَ……!”...

...***...

...“آااااه!”...

...استيقظت ليلي وهي تصرخ....

...شعرت براحة السرير الناعم. و رأت أمامها المشهد المألوف لغرفتها....

..._______________________...

...ياعمري 😭😭😭😭😭😭...

...يضحك شلون لحقها لذي الجزيره توقعت تفطس مره ثانيه عشان شي غير 😭...

...الحين ذي تعتبر رجعتها رقم كم؟ ...

...Dana...

الفصل 3

...كان ذلك في الماضي. ...

...لقد عدتُ. نجوتُ هذه المرة أيضًا. نجوتُ، ولكن……...

...كانت الدموع تنساب بغزارة على وجه ليلي....

...“لماذا؟”...

...ارتجف صوتها بشدة....

...“لماذا؟”...

...لم تصدق ما حدث. لا، لم تُرِد أن تصدق....

...“لماذا! لماذا بذلت كل ذلك الجهد لإيجادي! ماذا فعلت أنا لأستحق ذلك؟!”...

...بدأت ليلي في البكاء والنحيب....

...قبل أن تعود إلى الماضي مباشرة، قابلته على الطريق الضيق....

... و كان هو ذلك الرجل. بطلٌ أنقذ العالم....

...لكن بالنسبة إلى ليلي، لم يكن سوى عدوٍ قتلها ذات مرة....

...ذلك الرجل ظهر مرة أخرى أمام ليلي وسلب حياتها....

...مهما فكرت في الأمر، كان من المستحيل فهمه....

...لقد غادرتُ العائلة مبكرًا، وهربتُ بعيدًا جدًا……...

...ومع ذلك، هل حقًا كان عليه أن يجدني؟...

...ثم قتلي مجددًا؟...

...إذًا، ماذا عليّ أن أفعل الآن؟...

...إذا كان من المستحيل الهروب من السيف المليء بحقد ذلك الرجل، بغض النظر عن الزمان والمكان الذي أهرب إليه، فهل قدري هو أن أموت بلا قيد أو شرط؟...

...بسبب هيلدغار؟...

...“لا، لا! لا أريد أن أموت! لماذا يجب أن أموت؟ لماذا أنا؟!”...

...صرخت ليلي وهي تبكي بلا توقف....

...ما الخطأ الذي ارتكبتهُ؟...

...ما هو ذنبي؟...

...هل كان ذنبي هو عدم منع الأفعال الشريرة التي ارتكبها والدي الشرير؟...

...هل كان ذنبي أنني اكتفيتُ بالمشاهدة؟...

...لكن هناك خطأ كبير هنا....

...الأمر لم يكن أنها “لم تمنع” بل أنها “لم تستطع المنع”....

...لم تكن ليلي تمتلك القوة لمواجهة الأشرار. لذا لم تستطع التدخل واكتفت بالمشاهدة فقط....

...هل يُعد ذلك حقًا تقاعسًا عن الفعل، وهل هو خطيئة كبيرة إلى هذا الحد؟...

...لدرجة أنتي أستحق الموت مرتين؟...

...أو أنني لا أستحق البقاء على قيد الحياة بأي حال؟...

...“أم أن السبب هو أنني هيلديغار؟ هل كوني هيلديغار هو الخطأ؟ ولكن ليس ذنبي أن اسمي هيلديغار! أنا أيضًا لا أريده! إنه مقزز! لو كان بإمكاني تغييره لفعلت ذلك منذ زمن……”...

...تغيير الاسم……...

...توقفت ليلي فجأةً عن البكاء والنحيب....

...……كانت هناك وسيلةٌ لتغيير الاسم....

...وبالأدق، وسيلةٌ قانونية لتبديل اللقب الذي يتبع الاسم....

...“كل ما عليّ فعله هو الزواج.”...

...نهضت ليلي فجأةً من على السرير....

...“لماذا لم أفكر في هذا من قبل؟”...

...في هذا الامبراطورية، تُغيّر كل امرأةٍ نبيلة لقبها فور زواجها. فبمجرد أن تصبح متزوجةً، يتوجب عليها أن تحمل لقب زوجها بدلًا من لقب والدها....

...ذلك القانون الذي كانت تعتبره مجرد تمييز سخيف، بدا الآن وكأنه شعاع ضوء يصل إلى حفرةٍ عميقة غارقة فيها....

...استعادت ليلي ذكرياتها. و تذكرت حكايةً مفادها أن إحدى الفتيات قد نجت من حكم الإعدام الذي طال عائلتها بتهمة الخيانة، فقط لأنها كانت متزوجةً مسبقًا وقد تغيّر لقبها....

...“نعم! هذا هو الحل!”...

...مسحت ليلي دموعها بظاهر يدها. ...

...هل كان ذلك بسبب الأمل الذي وجدته؟ فقد توقفت دموعها على الفور....

...عادةً ما يكون العمر المناسب لزواج الفتيات النبيلات في أوائل العشرينات. لكن كان هناك دائمًا طرقٌ للزواج في سنٍ مبكرة، وأكثرها سهولة هو أن تجعل شخصًا ما يتلهف للزواج بها، بغض النظر عن هويته....

...لمحت ليلي انعكاسها في المرآة الطويلة....

...كانت الفتاة التي في المرآة صغيرةً في السن، لكنها جميلةٌ جدًا....

...في الماضي، لم تكن تهتم بإبراز جمالها، بل تعمدت إلى الظهور بشكلٍ بسيط يخفي جمالها الطبيعي، لأنها اعتقدت أن العيش طويلًا يتطلب تجنب جذب الانتباه....

...لكن الآن……...

...سحبت ليلي الحبل المعلق بجانب السرير. وسرعان ما دخلت الخادمة إلى الغرفة....

...“هل ناديتِني يا آنستي؟”...

...“أحضري لي ماءً للاستحمام. وأضيفي إليه عطرًا يساعد على تبييض البشرة.”...

...بعد أيام قليلة من عيد ميلادها التاسع عشر، أقامت ليلي حفل زفافٍ فاخر....

...كان العريس هو الكونت المعروف بأنه أغنى رجل في المملكة، و كانت هناك مشكلتان....

...الأولى أن الكونت في الخمسينيات من عمره، والثانية أنه فقد زوجته الأولى و هو الآن يتزوج للمرة الثانية....

...لا بأس، إذا كان ذلك من أجل البقاء على قيد الحياة، فهذا مقبول……...

...طوال الطريق إلى قاعة الزفاف، كانت ليلي تشعر وكأنها على وشك التقيؤ، لكنها تماسكت بالكاد عبر تخيل نفسها تعيش بأمان حتى سن التسعين....

...عندما رأت وجه الكونت، الذي سيصبح زوجها، لأول مرة في قاعة الحفل، واجهت أزمةً كبيرة، لكنها تجاوزتها بطريقة ما....

...من الجيد أنني لم أتناول شيئًا منذ الأمس....

...رغم أن السبب الحقيقي كان أن فستان الزفاف كان ضيقًا جدًا، إلا أن ذلك ساعدها بشكل كبير في السيطرة على الموقف....

...وهكذا، أصبحت ليلي زوجة الكونت في سن مبكرة نسبيًا……...

...“وقحة! كيف تجرئين على النظر مباشرةً إلى زوجكِ العظيم وكأنه نظيرٌ لك؟”...

...بعد نصف عام، ندمت ليلي. ...

...'كان يجب أن أتقيأ في ذلك الوقت.'...

...وكان من الأفضل أن تفعل ذلك أمام الكونت نفسه....

...لو أنها فعلت ذلك، لما كانت الآن تتلقى الصفعات على وجهها منذ الصباح لأسباب تافهة لا تُصدق....

...كان من الأفضل أن أُعاقب على تدمير حفل الزفاف، لأن ذلك على الأقل كان سيحدث مرة واحدة وينتهي……...

...تحسرت ليلي بصدق....

...كان لزوجها الكونت مشكلةٌ كبيرة لم تكن تتوقعها أبدًا قبل الزواج. و تلك المشكلة كانت يده الثقيلة....

...كان الكونت شخصًا مجنونًا يمد يده على زوجته عند أدنى خلاف....

...لم يُظهر الكونت طبيعته الحقيقية إلا بعد مرور ستة أشهر على الزواج، وليلي فهمت السبب بسهولة....

...بعد مرور ستة أشهر على الزواج، تصبح المرأة بحاجة إلى موافقة والدها للطلاق....

...كان الماركيز هيلديغار قد تلقى بالفعل مهر ليلي من الكونت. ومهما حدث، لم يكن ليوافق على طلاق ابنته من الكونت....

...وهكذا استمرت ليلي في حياتها الزوجية البائسة……...

...'هل سيكون الألم شديدًا إذا قُطع رأسي على المقصلة؟'...

...و ذات يوم، قررت فجأة الحصول على السم. كان هناك سبب مقنع لذلك....

...“ألن ينتهي الأمر بجثةٍ أخرى في القصر؟”...

...“شش، انتبهِ لكلامكِ! قد يسمعنا أحد.”...

...'…….أخرى؟'...

...يقولون إنه لا يوجد قاع للحظ العاثر....

...اتضح أن سبب وفاة الكونتيسة السابقة، التي قيل إنها ماتت بسبب المرض، كان مختلفًا تمامًا....

...لقد قُتلت على يد الكونت....

...كانت قد تلقت صفعةً، وسقطت، ولسوء الحظ اصطدم رأسها بحافة الطاولة....

...الموت بتهمة قتل الزوج في المقصلة، أم الموت على يد زوجي؟……...

...إذا كان الموت محتومًا في كلتا الحالتين، ألن يكون من الأفضل اختيار الأولى؟...

...وهكذا، قررت ليلي لأول مرة في حياتها ارتكاب جريمة—جريمة قتل، لا أقل ولا أكثر....

...وفي تلك الليلة، التي نجحت فيها بالحصول على السم، حدث ما لم يكن متوقعًا....

...“آااااه!”...

...قُتل الكونت على يد مهاجمٍ مجهول ظهر في غرفته في منتصف الليل....

...لكن من كان مجهولًا للكونت، كان مألوفًا جدًا بالنسبة لـليلي. لقد كان نفس الرجل الذي ظهر للمرة الثالثة لأخذ حياتها...

...حدّقت ليلي بوجهه الوسيم الذي ظهر من خلف جثة الكونت الساقطة على الأرض. و كانت تشعر بمرارةٍ كبيرة....

...لكن ذلك لم يكن لأن الرجل جاء ليقتلها رغم أنها تزوجت وغيرت اسمها....

...“لو كنت ستأتي، فلمَ لم تأتِ غدًا……”...

...كم عانت وهي تسعى للحصول على السم، لكن……...

...كانت ليلي تتحسر على عدم تمكنها من القضاء على الكونت بنفسها، لكنها أغلقت عينيها قبل أن يستهدفها السيف المليء بالضغينة....

...شعرت بمشاعر مختلطه في وقتٍ متأخر. كل شيء بدا بلا معنى....

...كل شيءٍ حقًا……...

...***...

...عادت إلى الماضي للمرة الرابعة....

...فتحت ليلي عينيها وهي على السرير ولم تفعل شيئًا....

...كانت تكتفي بالنوم والاستيقاظ، ثم النوم والاستيقاظ مجددًا....

...كم من الوقت مر؟...

...“آنستي!”...

...فجأة، أيقظها شخص ما وهو يهزها بخشونة....

...غفت ليلي للتو و عندها أُجبرت على رفع جفنيها بصعوبة....

...“……ماري؟”...

...تحققت من وجه الشخص الذي اقتحم غرفة نومها، وكانت ماري، خادمة ليلي الخاصة....

...“يا إلهي، آنستي، كيف لا تزالين نائمة؟ انهضي فورًا!”...

...لم تكن ماري تتدخل عادةً في مواعيد استيقاظ ليلي....

...منذ أن بلغت الخامسة من عمرها، أصبح الاستيقاظ والنوم مسؤوليتها وحدها....

...ليلي، التي لم تستوعب تصرف ماري، تقوّست بجسدها على شكل هلال وهي تئن....

...“لماذا توقظينني……”...

...“لماذا؟ هل تسألين حقًا لأنكِ لا تعرفين؟ الماركيز سيصل إلى القلعة قريبًا!”...

...'وماذا في ذلك؟'...

...سواء أتى أم لا، ما الذي عليّ فعله بشأن ذلك……...

...فكرت ليلي في الأمر بتحدٍّ داخلي، لكنها سرعان ما أدركت....

...'آه، صحيح. يجب أن أخرج لاستقباله.'...

...كان هناك عرف قديم غير مكتوب في قصر الماركيز هيلدغار. وهو أنه عندما يعود سيد الأسرة، الماركيز هيلدغار، من رحلةٍ طويلة، يجب على أبنائه أن يجتمعوا جميعًا لاستقباله....

...لم تكن ليلي قد خالفت ذلك العرف غير المكتوب أبدًا....

...و كان ذلك لأنّها كانت تخاف....

...الخوف من العقاب الذي ستتلقاه في اللحظة التي تخالف فيها هذا العرف....

..._______________________...

...الحين بتبدا القصه تمشي\~...

...ضحكت يوم تحسفت قبل تفطس ليه؟ عشانها مالحقت ىّقتل زوجها هي 😭😭😭😭😭😭...

...Dana...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon