"هل ستظلين باردة هكذا، دافلين؟"
أضاء ضوء الظهيرة متجر الكتب في وسط المدينة.
سحبني رجل طويل ذو شعر أسود برفق نحوه. اتكأت على جسده الدافيء بشكل غير عادي، ورمشت.
'ماذا؟ لماذا هو دافيء للغاية؟'
لم أكن أشعر بالبرد بشكل خاص في البداية، ولكن الآن بعد أن شعرت بدفئه، جعلني أشعر بالنعاس، وكأنني معي كمادات ساخنة.*
(*: تتوفر بأحجام مختلفة وتختلف في مدة بقائها دافئة. فهناك الأحجام الصغيرة التي يمكن وضعها بسهولة في الجيوب أو الأحذية. وهناك الأكبر حجماً التي تدوم لفترة أطول وهناك أيضاً التي تحتوي على شريط لاصق يمكن تثبيته على الملابس.)
"يداكِ باردتان."
عند كلمات إيهيت، الرجل ذو الشعر الأسود، لمست يدي.
كانتا باردتان بعض الشيء، ربما بسبب ضعف الدورة الدموية في يديّ وقدميّ اللذين يبدأون بالبرودة دائماً في الخريف.
"أنا لست باردة."
في تلك اللحظة، تسلل نسيم البحر الخفيف عبر النافذة. انتشر الغبار الذي كان متراكم على حافة النافذة في الهواء، ودغدغ حلقي.
"سعال! سعال!"
أدارني إيهيت بسرعة نحوه، فأصبح وجهه الوسيم أمامي فجأة، مما جعلني أسعل أكثر.
رأيت تعبير وجه إيهيت يزداد جدية.
'أوه، إنه ليس شيئاً معدياً.'
هذا الرجل الذي ينظر إليّ بجدية شديدة هو إيهيت كلويدين، خطيبي.
بشعره الأسود اللامع وعينيه الزرقاوين الجذابتين، بدت ملامحه أكثر لفتاً للإنتباه بسبب الضوء الذي أضاء على جانب وجهه، مما جعل أنفه يبدو أكثر بروزاً.
إن إيهيت هو بطل رواية <الزهور التي تتفتح على البحر> والتي تجسدت فيها.
شخصية تتمتع بمهارات ومظهر استثنائيين، كان مقدراً له أن يموت بسبب مرض. ولكن بدلاً من ذلك، مات عندما طُعن بسيف بدلاً من بطلة الرواية. وأنا خطيبته.
قد يعتقد المرء أن كوني خطيبة البطل يكون أمراً يستحق الحسد، ولكن كما هو الحال مع معظم الروايات الرومانسية، فإن هذا الدور لا ينتهي أبداً بشكل جيد.
'في الغالب، إما أن يمتن صغيرات بسبب المرض أو تتدمر عائلاتهن.'
ثم يصبحن مجرد شخصية في ذكريات الناس مثل، 'كما تعلمون، الشخص التي كانت خطيبة السيد الشاب في ذلك الوقت......' فقط ليتم نسيانهن بمرور الوقت.
'لسوء الحظ، في هذه الرواية، إن دور الخطيبة الذي أخذته محكوماً عليه بالدمار.'
لذلك، أنا بحاجة إلى الهروب مبكراً.
سأجمع بعض الأموال وأفسخ الخطوبة قبل حلول الربيع. بمجرد أن أُسلم لقب خطيبة إيهيت إلى بطلة الرواية، سأعيش بهدوء أيامي في مكان هاديء ومنعزل......
"سعال! سعال!"
"دافلين."
"آه، أنا آسفة."
غطيت فمي بالمنديل الذي معي وسعلت مرة أخرى.
إيهيت دائماً حساس عندما يتعلق الأمر بالصحة. حاولت التوقف عن السعال قدر الإمكان من أجله، لكن الأمر ليس سهلاً.
'يبدو أن الغبار قد علق في حلقي حقاً. السعال لا يتوقف.'
بينما واصلت السعال، شعرت بحرارة في زوايا عينيّ.
أغمضت عينيّ المحمرتين قليلاً ثم فتحتهما ونظرت إليه.
"آسفة، يبدو أنني لا أستطيع التوقف عن السعال......"
لكن الغريب أن عينيّ إيهيت أيضاً حمراوان.
'لكنني أنا من يسعل؟'
هل دخل الغبار إلى عينيه هو أيضاً؟
"انتظر لحظة."
وضعت يدي برفق على خده وفحصت عينيه. ارتجفت رموشه الطويلة قليلاً.
'حسناً، لا أستطيع أن أرى أي خطأ في عينيه.'
ولكن لسبب ما، أصبحت عيناه أكثر احمراراً.
'هل هذا من الآثار الجانبية لقدرته على التنبؤ بالمستقبل؟'
في القصة الأصلية، كان لدى إيهيت قدرة تُسمى التنبؤ بالمستقبل. كان من المُقدر أن يموت بسبب هذه القدرة.
"إيهيت، هل أنت بخير؟"
عندما حاولت سحب يدي، أمسكها إيهيت بقوة. نظرت إليه بحيرة.
ماذا يحدث؟
في الآونة الأخيرة، كان إيهيت يفعل أشياء لا أفهمها تماماً. منذ البداية، من الغريب أنه تبعني في إجازته الثمينة.
بصفته شخصاً يُقدر إجازاته كثيراً، وجدت صعوبة في فهم ذلك.
"لكن إيهيت، هل أنت متأكد أنه من الجيد أن تبقى هنا؟ إنه يوم إجازتك."
"نعم."
"ألا تعتقد أن هذا مضيعة للوقت؟"
"إنه كذلك، كل دقيقة، كل ثانية."
"إذن لماذا ما زلت هنا؟ يمكنك الذهاب إلى مكان ما وتستريح."
عند سؤالي، أعطاني إيهيت إجابة لا معنى لها.
"لهذا السبب أنا هنا. لأن...... لم يتبقى الكثير من الوقت."
"ماذا؟"
هل يقصد الوقت المُتبقي له؟ أم ربما أدرك بطريقة ما......
'هل اكتشف أنني أخطط لفسخ الخطوبة؟'
الآن بعد أن فكرت في الأمر، إنه يبدو غاضباً بعض الشيء الآن.
**********
"سعال!"
أثناء مشاهدته لسعال دافلين، أمسك إيهيت بإحكام بالكمادة الساخنة التي يضعها داخل ملابسه.
يحمل إيهيت دائماً كمادة ساخنة في معطفه، جاهزاً لتدفئة دافلين كلما شعرت بالبرد. ولكن ما فائدة أي من ذلك الآن؟
"سعال!"
تسرب طعم الدماء إلى فمه وهو يعض بقوة على شفته. تسلل غضب عميق موجه إلى نفسه.
هذا هو ما يحدث معه حالياً، رجل مليء بالغضب، على الرغم من أن دافلين هي التي تعاني. من المفترض أن الألم يخصها هي، لكنه هو من يشعر بالغضب.
"آسفة، يبدو أنني لا أستطيع التوقف عن السعال......"
لم يتبقى لدافلين الكثير من الوقت. إنها مريضة بمرض عضال.
كلما اقتربت النهاية، زاد الشعور الحاد والمؤلم الذي يخدش داخل إيهيت. في قلبه، أراد الإحتفاظ بها بجانبه والقضاء على أي شيء يُشكل تهديداً لها.
نسيم البحر البارد من بيلاشين، أي شيء يحمل حتى أدنى قدر من الأوساخ، وأي شيء يمكن أن يسرق وقتهما معاً.
يمكن أن يصبح إيهيت شرساً بسهولة في مواجهة مثل هذه الأشياء.
لكنه لم يستطع إظهار هذا الجانب من نفسه أمام دافلين. في كل مرة كان يشهد فيها أعراضها، كانت تقول.
[لا، إنه فقط......]
[أرجوك لا تخبر أحداً آخر.]
لا تريد دافلين أن يعرف أحد بحالتها. لا أحد.
إذن من هو، إنه مجرد شخص غريب، لماذا يتدخل بينما لا يحق له؟
"إيهيت؟"
لم يدرك إيهيت أنه على وشك البكاء إلا عندما وضعت دافلين يدها برفق على خده.
إن هذا الشعور يظهر مرة أخرى. لم يستطع تحديد متى بدأ، ولكن في مرحلة ما، أصبحت دافلين هي كل شيء يجعله يضحك ويبكي.
"إذن لماذا ما زلت هنا؟ يمكنك الذهاب إلى مكان ما وتستريح."
"لهذا السبب أنا هنا. لأن...... لم يتبقى الكثير من الوقت."
ربما ذلك أنانية منه، نظراً لضيق الوقت الذي بقي لدافلين، لكن إيهيت لم يستطع أن يتحمل السماح لأي شخص آخر بالحصول على ثانية واحدة من وقتها.
**********
كانت المرة الأولى التي قابلت فيها إيهيت في حفل أُقيم في قصر فالين في الأيام الأولى من الخريف.
كان ذلك أيضاً اليوم الذي أدركت فيه أن هذا العالم جزء من رواية.
في فترة ما بعد الظهيرة، بينما كنت جالسة في المركز الطبي، أحدق في الفراغ، تذكرت فجأة حياتي السابقة.
'ما هذا؟ هل هكذا تتدفق ذكريات الحياة السابقة؟'
على أي حال، بعد الإدراك المفاجيء لحياتي السابقة، بدا لي المكان، الأسماء، ومظهر هذا العالم أشبه برواية رومانسية خيالية.
شعرت بالتأكيد وكأنني في إحدى الروايات التي قرأتها في حياتي السابقة، لكنني لم أستطع تحديد أي واحدة على الفور. بعد كل شيء، ليست هناك رواية بها اسمي، 'دافلين إيسليتا'.
"دافلين، ماذا تفعلين؟ دعينا نذهب."
حتى عندما جاء ديلروس، الذي كان زميلي في الأكاديمية، ليأخذني إلى حفل قصر فالين، بقيت مذهولة من إدراكي المفاجيء.
"ما الذي تفكرين فيه يا دافلين؟ هل أنتِ متوترة لأنه مرت فترة طويلة منذ حضوركِ حفلة؟"
"لا......"
"لا تقلقي. فقط ثقي بي."
مع ديلروس، الذي كان يُطمئنني بثقة، وصلنا إلى قاعة الرقص.
كنت غارقة في التفكير، وأنا أقف في الزاوية، آكل الخبز من مخبز تود. عندها قابلت هذا الرجل.
"ألم نلتقي في مكان ما من قبل؟"
في حديقة القصر، المليئة برائحة التفاح.
وسط الأضواء الكهرمانية التي تتناقض مع المشهد البعيد للبحر في الليل في بيلاشين، أمسكت الرجل الوسيم الذي أمامي ونطقت بتلك الجملة المبتذلة.
كان الأمر أشبه برواية رومانسية، لكنني لم أكن أحاول مغازلته على الإطلاق.
شعر أسود، عينان زرقاوان باردتان، ملامح حادة وقوية، وتعبير وجه خالي من المشاعر.
كان الأمر مجرد أن شيئاً ما بشأن هذا الرجل أو الجو المحيط به بدا مألوفاً بشكل غريب.
"لم نلتقي."
قال بنبرة حادة وقاسية. لكن تعبير وجهه ونبرته لم يكونا ما يهماني في تلك اللحظة.
رغم حقيقة أننا لم نكن نعرف بعضنا البعض بعد، شعرت وكأنني أعرفه بطريقة ما......
استدار الرجل ليغادر. لكنني شعرت وكأن لدي مهمة أمامي، لذلك ركضت خلفه بسرعة وأوقفته.
"ما اسمك؟"
لكن بسبب ركضي، تعثرت وانتهى بي الأمر بدفن وجهي في صدره. أمسكني الرجل عندما سقطت، لكن عينيه الزرقاوين كانتا مليئتين بالحذر بوضوح.
"ألن تتحركي؟"
استعدت توازني بسرعة، ووقفت على العشب بحذائيّ الخضراوان الداكنان. بمجرد أن وقفت، عدّل الرجل ربطة عنقه بغضب وابتعد.
تُركت وحدي، واقفة هنا، وأنا أشعر بالذهول إلى حد ما بينما كنت أحدق في ظهره لفترة طويلة. ثم فكرت.
هذا الرجل، أنا متأكدة أنه الشخصية الرئيسية في الرواية التي تجسدت فيها.
**********
"ديلروس!"
ناديت على الفور صديقي ديلروس، الذي كان يتحدث مع مجموعة من الناس في منتصف قاعة الرقص.
ما إن لاحظ ديلروس وقوفي في زاوية القاعة، وأنا أشير إليه على عجل، حتى ابتعد عن المجموعة وأتى إليّ.
"دافلين، هل قررتِ أخيراً الإختلاط بالناس؟ كانت السيدة ماري تحكي للتو قصة رائعة عن قنفذها الأليف......"
"من هذا الرجل؟"
أشرت إلى الرجل الذي يقف في منتصف قاعة الرقص، ويتحدث مع الآخرين.
على الرغم من الحشد، فقد برز بقامته الطويلة، وتعبير وجهه غير المبالي الذي بدا وكأنه غير مهتم بكل شيء حوله، وحضوره الطاغي الذي يستحوذ على انتباه من هم بالقرب منه.
"هل تعرف هذا الشخص، ديلروس؟"
"بالطبع."
"من هو؟"
"هذا هو العقيد إيهيت كلويدين. لا تخبريني أنكِ لا تعرفين من هو، دافلين؟"
سأل ديلروس وكأنه مثل طالب ما يقول، 'كيف لا تعرفين الملوك الأربعة في أكاديميتنا؟'.
'إيهيت كلويدين؟'
بعد سماع هذا الإسم أدركت ما هي الرواية التي تجسدت فيها.
كان إيهيت هو بطل رواية بعنوان <الزهور التي تتفتح على البحر>، تدور أحداثها في مدينة ساحلية. غالباً ما كان عنوان الرواية يُختصر إلى <زهور البحر>.
كانت قصة رومانسية عن عقيد في البحرية إيهيت والبطلة، ليديل، التي عُينت كأدميرال لأسطوله. ومع ذلك، لم تكن <زهور البحر> رواية مكتوبة جيداً بالضبط.
'بدأت بأحداث خفيفة، ولكن مع تقدم الحبكة، تحولت إلى فوضى عارمة. البطل قد مات، البطل الثاني أيضاً مات، ونجيت البطلة فقط. إنها كارثة كاملة.'
يبدو أن البطل، إيهيت، ذو المظهر الذي يبدو كأنه دوق الشمال، هو شخصية وضعت فيها المؤلفة أفضل الصفات.
إن إيهيت من عائلة كلويدين المرموقة، التي تحمل العديد من الألقاب النبيلة، وقد ارتقى إلى رتبة عقيد بسرعة مذهلة في غضون خمس سنوات فقط.
على الرغم من شخصيته الباردة والمزعجة، إلا أن مهاراته، مظهره، وحتى قدرته على وراثة دوقية عائلة كلويدين جعلته شخصية رائعة للغاية.
يمتلك أيضاً قدرة فريدة، التنبؤ بالمستقبل. بفضل قدرته على رؤية لحظات من المستقبل، قاد معارك بحرية لا حصر لها إلى النصر.
ومع ذلك، انتهت الرواية بشكل مخيب للآمال، ربما لأن المؤلفة فقدت حماسها......
'لقد تم الكشف في النهاية عن أنه كان لديه مرض عضال بسبب الآثار الجانبية لقدرته على التنبؤ بالمستقبل.'
في القصة الأصلية، تضمنت نهاية إيهيت كلويدين تضحيته بنفسه من خلال تلقي طعنة بسيف بدلاً من البطلة، قائلاً إنه سيموت قريباً على أي حال.
"لقد انضم إلى أسطولنا منذ فترة ليست طويلة. إنه الوحيد الذي ارتقى إلى رتبة عقيد في غضون خمس سنوات فقط."
"آه هاه."
"إنه مثالي في كل شيء، باستثناء شخصيته المعقدة قليلاً."
ديلروس، الذي يحب شرح الأشياء، أقنعني تماماً أنني بالفعل داخل عالم رواية <زهور البحر>.
"لقد سمعت أنه يرفض كل عرض زواج يأتي إليه، ولا يبدو أن أياً منهن تفي بمعاييره."
"ديلروس، هذا الرجل...... لديه بالفعل شريكة مُقدرة."
"ماذا؟ من هي؟ دافلين، هل سمعتِ شيئاً؟"
بينما كان ديلروس يلح عليّ للحصول على إجابات، هززت رأسي بصمت. وفي الوقت نفسه، واصلت النظر إلى إيهيت، الشخص الوحيد الذي يبدو أنه يُناسب بشكل أفضل مشهد الليل في بيلاشين.
**********
"...... يبدو الأمر كذلك."
"المعذرة؟ ماذا قلتِ، سيدتي؟"
لقد استغرق الأمر مني بعض الوقت للتكيف مع الذكريات المُفاجئة لحياتي السابقة.
سيشعر أي شخص بنفس الشعور. بعد إدراك أن هذا العالم هو جزء من رواية، كيف يمكن لأي شخص أن يحافظ على هدوئه؟
أنا أعمل كمعالجة في المركز الطبي الإمبراطوري في جنوب بيلاشين. المركز الطبي مشغول دائماً. حاولت التركيز، وربطت شعري للخلف، لكن الأمر ليس سهل.
"سيدة بيلا، انتهى علاجكِ. يمكنكِ المغادرة الآن."
كانت السيدة بيلا تزور المركز الطبي بشكل متكرر خلال الأيام القليلة الماضية. على الرغم من أن ملابسها متواضعة، إلا أنه بدا وكأن هناك هالة خفية من الثروة حولها.
"يجب أن تذهبي إلى المنزل وتحصلي على بعض الراحة لمدة ثلاثة أيام تقريباً." (بيلا)
"هل تعتقدي أنني بحاجة إلى ذلك أنا أيضاً؟" (دافلين)
"اذهبي إلى المنزل واستريحي. هناك شيء مهم قادم قريباً." (بيلا)
في الحقيقة، شعرت بالفعل وكأنني كنت أعمل بنصف تركيز فقط.
بمجرد أن انتهيت من علاج السيدة بيلا، وطلبت إجازة من المركز الطبي.
ما فعلته خلال إجازتي كان شيئاً لا أستطيع تصديقه بنفسي، جلست فقط أمام القاعدة البحرية، أراقب إيهيت.
في العادة، كنت أحرص على كيفية قضاء أيام إجازاتي. ومع ذلك، فإن البقاء محبوسة في غرفتي جعلني أشعر بعدم الإرتياح.
'لقد أدركت منذ فترة أن هذا عالم رواية، هل سأجلس في غرفتي فحسب؟'
بالإضافة إلى ذلك، لا أعرف حتى الدور الذي ألعبه في هذا العالم.
'هل ذُكر اسم دافلين؟ أم هل نسيت؟ أتذكر الشخصيات الأخرى، فلماذا لا أستطيع معرفة الدور الذي ألعبه؟'
لذلك، قررت الذهاب إلى القاعدة البحرية. نظراً لأن رواية <زهور البحر> تدور أحداثها في القاعدة البحرية في بيلاشين، فقد اعتقدت أن مراقبة المكان قد تعطيني بعض الأدلة.
"دافلين، ماذا تفعلين هنا؟"
"جئت لرؤيتك، ديلروس."
لحسن الحظ، كان لدي عذر جيد وهو زيارة صديقي. ومنذ ذلك الحين، بدأت أتجول حول القاعدة البحرية.
"دافلين، يجب أن أدخل للقاعدة. بالمناسبة، متى ستشتري لي تلك الوجبة من رهاننا الأخير؟"
"نعم، تفضل بالدخول."
"هل تستمعين إليّ حقاً؟ هل أتيتِ حقاً إلى هنا فقط لرؤيتي؟"
"نعم، تفضل بالدخول، ديلروس."
على الرغم من أن التجول لم يؤدي إلى أي اكتشافات جديدة، إلا أنني تمكنت من رؤية إيهيت كثيراً.
رأيته ينظر إلى البحر بتعبير وجه جاد، ويصدر الأوامر إلى مرؤوسيه، ويشرب الشاي بمفرده في مقهى قريب.
'لم أره يبتسم أبداً.'
جلست هناك، أحدق في إيهيت، الجالس في المقهى بنظراته الجادة. تساءلت كيف تبدو البطلة، ليديل.
هل تشبه ليديل الوصف الذي كُتب عنها في الرواية مثل إيهيت؟
'إذن ما هو الدور الذي ألعبه؟'
بعد التجول في القاعدة البحرية لعدة أيام دون نتائج، توصلت أخيراً إلى استنتاج.
'أعتقد أنني ليس لدي أي دور.'
ليس من الضروري أن يلعب كل شخص دوراً.
عندما تصف الروايات الشخصيات الرئيسية فقط ومَن حولهم، فإن الواقع هو أن هناك عدداً لا يحصى من الأشخاص الذين يعيشون في الروايات.
يبدو أنني تجسدت كإضافية لم يُذكر اسمها، ذلك بمثابة راحة حقيقية. ليس هناك أي شيء جيد يمكن اكتسابه من الوقوع في الحبكة الفوضوية لرواية <زهور البحر>.
إلى جانب ذلك، لدي وظيفة ومهارات. بالتأكيد، لدي بعض الديون، ولكن إذا واصلت سدادها بثبات كما خططت، فسأتخلص من الديون في غضون عشر سنوات.
قد لا أكون بطلة الرواية، لكن عيش حياة سلمية هو أفضل بكثير في الواقع.
على سبيل المثال، بين العديد من الشخصيات في <زهور البحر>......
'إن دور خطيبة إيهيت هو الأسوأ.'
لقد تم ذكر هذا الدور بإيجاز في المحادثات، وكان الحوار على هذا النحو.
{لقد تراكمت الديون على أبناء عائلتها في كل مكان، بسبب اعتمادهم على اسم كلويدين.}
{لقد حاولوا حتى قتل الابن الثاني، السيد جايمون، لأنه كان يُشكل تهديد لوراثة اللقب...... آه، ما الهدف من المال والألقاب، حقاً؟}
لقد دُمرت عائلة الخطيبة بسبب سلوكهم المشين، وانتهى بها الأمر بالموت بعد أن ضربت رأسها وهي في حالة صدمة.
هذا صحيح، بعض الناس حالتهم أسوأ بكثير مني! إن كوني إضافية لم يُذكر اسمها يكون أفضل بكثير!
مع وضع ذلك في الإعتبار، بدأت في العودة إلى حياتي المعتادة.
ولكن بعد ذلك، في ذلك اليوم، وجدت رسالة من المنزل كانت في البريد في المركز الطبي.
「دافلين! أخبار رائعة تنتظركِ!
عودي إلى المنزل بمجرد قراءة هذا!」
'أخبار رائعة؟'
عندما رأيت علامات التعجب الثلاث في الرسالة، بدا الأمر وكأن شيئاً ما حدث.
والداي شخصيتهما مرحة. إنهما يحبان مفاجأتنا دائماً، ويبدو أنهما لديهما شيء خاص في جعبتهما هذه المرة أيضاً.
'من الصعب أخذ إجازة خلال الأسبوع، لذلك سأزور المنزل عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع.'
إن قصر إيسليتا، منزل عائلتي، يبعد ساعتين فقط بالقطار عن بيلاشين. بدا مناسباً تماماً لرحلة لمدة يوم فقط.
'في الوقت الحالي، يجب أن أعود إلى العمل.'
كانت الأيام القليلة الماضية فوضوية نوعاً ما، منذ أن تذكرت حياتي السابقة.
ولكن بفضل تلك الأيام، توصلت إلى استنتاج واضح، أنا بحاجة إلى التوقف عن التفكير في القصة الأصلية ومواصلة عيش حياتي كما كنت.
كانت السماء صافية. لقد كان هذا بمثابة يوم مثالي لمواجهة حياتي ببداية جديدة وعزم جديد.
**********
"هناك شائعات بأن العقيد كلويدين قد خطب!"
خلال استراحة قصيرة بعد الإجتماع المعتاد للمركز الطبي، رمش الجميع بدهشة من كلمات مارثا، المُخبِرة.
أنا أيضاً استمعت باهتمام. على الرغم من أنني قررت أن أعيش حياة لا علاقة لها بالقصة الأصلية، إلا أنني لا أزال أشعر بالفضول بشأن إيهيت.
الأمر الأكثر أهمية، إذا كانت خطيبة إيهيت...... فهي على الأرجح من ستنتهي بها الحال إلى فسخ الخطوبة ومواجهة دمار عائلتها.
"كيف عرفتِ ذلك يا مارثا؟"
"رأى شخص ما خادمة من عائلة كلويدين تحمل أوراقاً مربوطة بأغصان زهور جيرارد."
أومأ الجميع على كلمات مارثا. إن أغصان زهور جيرارد تُستخدم تقليدياً لربط أوراق عروض الخطوبة.
"من يمكن أن تكون المرأة المحظوظة التي ستصبح خطيبة كلويدين؟"
ضحك أوليفر، المعالج السنيور.
بدأ الناس في التخمين بشأن من تكون خطيبة إيهيت.
"كم أحسدها. أتساءل أي نوع من الأشخاص تكون هذه الخطيبة المحظوظة."
"من المؤكد أنها من عائلة مرموقة. حيث أرسلت عائلة كلويدين بنفسها عرض الخطوبة بعد رفض العديد من العروض."
"ومع ذلك، ما زلت أحسدها. أن تكون خطيبة العقيد إيهيت...... حتى العيش مكانها ليوم واحد فقط سيكون أمراً رائعاً."
بينما كانت المحادثات المليئة بالإعجاب والحسد تتدفق من حولي، كنت الوحيدة التي ضاعت في التفكير، متسائلة عمن قد تكون تلك الخطيبة سيئة الحظ.
في تلك اللحظة، حدثت ضجة في بهو المركز الطبي.
سمعت صيحات الإعجاب والثرثرة الحماسية.
'ما الذي يحدث؟'
خرجت مع الآخرين.
كان الجميع في البهو يركزون على مكان واحد. وإيهيت يقف في مركز انتباههم.
'هل أرى أشياء؟'
ربما أعاني من الهلوسة، بعد أن أمضيت الأيام القليلة الماضية في مراقبة إيهيت وسمعت للتو شائعات عنه. ليس من المعتاد أن يزور شخص من عائلة مرموقة مثل عائلة كلويدين مركزاً طبياً بشكل شخصي.
لكن حتى بعد أن أغلقت عينيّ ثم فتحتهما، لا يزال هناك......
'إنه إيهيت حقاً.'
نظر حوله لفترة وجيزة قبل أن تستقر نظراته عليّ.
بدأ إيهيت في السير خطوة بخطوة، مباشرة نحو المكان الذي أقف فيه.
لقد نسيت للحظة ما كنت أفكر فيه وفقط شاهدته يقترب.
"......"
قبل أن أدرك ذلك، اقترب إيهيت كثيراً، وركز نظراته القاسية وغير المبالية عليّ.
فتح فمه وتحدث بنبرة باردة.
"إلى أين أذهب؟"
ساد صمت قصير في بهو المركز الطبي.
ماذا؟ هل يسألني؟
"دافلين، الغرفة رقم 3 فارغة!"
"عـ-عقيد، من هذا الإتجاه. سألقي نظرة على جرحك!"
فجأة، أصبح المكان صاخباً مرة أخرى.
مر إيهيت من جانبي واتجه نحو غرفة الفحص رقم 3. بينما كان الناس يتدافعون لإرشاده، وقفت هنا فقط، ثابتة في مكاني.
لماذا أتى إيهيت فجأة إلى المركز الطبي؟ هل يوجد شخص هنا يمكن أن يكون متورطاً معه؟
لا، إذا فكرت في الأمر، فإن إيهيت في البحرية. لا بد أنه خاض العديد من المعارك مع القراصنة أو الوحوش، لذلك هذا أمر طبيعي.
عندما فتح أوليفر، السنيور في المركز الطبي، باب غرفة الفحص ليُدخله، توقف إيهيت. ثم التفت لينظر إليّ وسألني.
"لماذا أنتِ واقفة هناك؟"
ساد الصمت في المركز الطبي مرة أخرى.
نظرت حولي. كانت عيون الجميع عليّ.
فقط حينها أدركت ما أنا بحاجة إلى قوله.
"...... من فضلك، ادخل."
أشرت وتوجهت نحو غرفة الفحص. تبعني إيهيت إلى الداخل.
هناك بالتأكيد الكثير من المعالجين في المركز الطبي. فلماذا اختارني، وكأننا مُقرّبان؟
جعلني هذا الموقف غير المتوقع أشعر بعدم الإرتياح بعض الشيء.
داخل غرفة الفحص، لم يبدو تعبير وجه إيهيت وهو يجلس أمامي مختلفاً كثيراً عن تعبير وجهه عندما قابلته لأول مرة في قصر فالين. كانت نظراته الباردة وغير المبالية مُثبتة عليّ.
حاولت أن أتخيل هذا الوجه مبتسماً. ولكن بما أن تعبير وجهه دائماً بارد، لم أستطع أن أتخيل سوى ابتسامة ساخرة.
"لماذا أنت هنا؟"
حدق بي إيهيت وهو يعقد ذراعيه دون أن يجيب.
"أين أصبت؟"
كما أشيع عنه، ظل صامتاً، وطبيعته الفظة واضحة.
بعد أن حثثته على الرد ثلاث مرات أخرى، فك ذراعيه المتقاطعتين أخيراً ومد يده اليمنى.
'لماذا أصر على أن أعالجه أنا، شخص بالكاد يعرفه؟ هل أوصى بي ديلروس؟'
ربما كان ديلروس، بصفته ملازم إيهيت في البحرية، قد فعل ذلك.
كان الجو في غرفة الفحص ثقيلاً، ربما بسبب وجه إيهيت الخالي من التعبير أو هالته المخيفة.
"...... لدي سؤال."
لكسر الصمت، حاولت التحدث إلى إيهيت مرة أخرى.
"لماذا اخترتني؟ نحن لا نعرف بعضنا البعض حتى."
"لم أختركِ."
"إذن من؟"
"جدتي هي من اختارتكِ."
"......؟"
مهلاً...... معالجة اختارتها جدته...... أعتقد أنني جديرة بالثقة بالنسبة لها......
"لا بد أن جدتك سيدة لطيفة للغاية."
بذلت قصارى جهدي لإعطاء رد مناسب على تعليق إيهيت.
لكن هل زارت جدته المركز الطبي من قبل؟ إنها من عائلة كلويدين، أليس كذلك؟
'انتظر، جدة إيهيت هي الدوقة، أليس كذلك؟'
من بين الألقاب العديدة التي تحملها عائلة كلويدين، فإن الدوقة هي سيدة العائلة وجدة إيهيت.
حتى لو كنت مشغولة، لا أعتقد أنني سأنسى أنني عالجت الدوقة.
'ربما سمعت أشياء جيدة عن مهاراتي وأوصتني.'
في هذه الحالة، إنه شيء يجب أن أكون شاكرة له، ولكن مع ذلك......
"لا أعتقد أننا غرباء تماماً. ألم تقتربي مني ببعض الكلمات الغريبة في تلك المأدبة؟"
"أوه، كلمات غريبة......"
لقد اقتربت منه في قصر فالين ببعض الكلمات الغريبة نوعاً ما. لكنه يتذكر ذلك؟
"أنا فضولي. ماذا قلتِ لجدتي لتُقنعيها؟"
"هاه؟"
"كان الأسلوب الذي استخدمته في المأدبة غريباً لدرجة أنني لم أتوقع أبداً مثل هذا التكتيك الماهر منكِ."
"تكتيك؟ ماذا تقصد......؟"
بدا الأمر وكأنه يلمح إلى أنني سأحقق شيئاً من خلال استهدافه.
فحص إيهيت وجهي عن كثب، ثم رد بنظرات جليدية.
"أنتِ تعرفين ما أتحدث عنه. اختارتكِ جدتي."
يبدو أنه يشير إلى حقيقة أن جدته أوصتني كمعالجة له.
"أوه، صحيح. أنا ممتنة."
"لقد اقتربتِ مني لهذا السبب منذ البداية، أليس كذلك؟ حتى في المأدبة."
"ماذا؟ لا."
"لقد تظاهرتِ بالتعثر وسقطتِ بين ذراعيّ."
"لقد سقطت حقاً!"
"وكنتِ تحومين حولي لعدة أيام بعد ذلك. هل ستتظاهرين بأن هذا لم يحدث؟"
من طريقة حديثه، يبدو أن إيهيت يعتقد أنني فعلت كل ذلك لتأمينه كعميل. إذا أصبحت المعالجة الخاصة لشخص ثري وذو مكانة عالية فمن شأن ذلك أن يرفع مكانتي في المركز الطبي.
لكن ليست لدي أي رغبة في ذلك.
'في القصة الأصلية، انتهى الأمر بكل الشخصيات في <زهور البحر> كضحايا لمؤامرة مأساوية.'
التورط مع بطل الرواية قد يؤدي إلى نفس المصير بالنسبة لي. يبدو أنني مضطرة إلى فعل أي شيء لإبعاد نفسي عن إيهيت.
حاولت الحفاظ على نبرة هادئة وأنا أجيب.
"أنا؟"
"لا تنكري أنكِ كنتِ تزورين القاعدة البحرية كل يوم."
"كنت أزور صديقاً فقط."
"وكنتِ تُبقين عينيكِ عليّ طوال الوقت."
كان بإمكاني أن أشعر بنظراته الحادة، وحاولت تجاهلها، ولكن في النهاية، نظرت إليه.
"من الواضح أنكِ كنتِ تحاولين استخدام بعض الصدفة للإقتراب مني......"
"هاه؟"
تفاجأت، ولوحت يديّ.
"لا، بالتأكيد لا!"
على هذا المعدل، سأتورط حقاً مع هذا الرجل، أليس كذلك؟ أتمنى حقاً ألا ينتهي بي الأمر كمعالجة خاصة له.
أن أكون المعالجة لرجل سيكون دائماً مُصاباً ومريض بمرض عضال من المؤكد أنه سيكون أمر مرهق.
"ما زلتِ تنكرين ذلك."
"نعم، أنا أنكر ذلك. أنا بصراحة لا أفهم ما تقصده يا عقيد."
"أنتِ لا تفهمين؟"
"ليس لدي طموح، ولا جشع، لذلك أنا حقاً لا أعرف ما الذي تتحدث عنه."
خرج كلامي مهزوزاً بعض الشيء بسبب الإرتباك. مرهقة من تلويح يديّ، عبست وأنا أنظر إلى إيهيت.
"إذن، أين جرحت يدك؟ هل يمكنك أن تخبرني بذلك على الأقل؟
"أنا لست مصاباً."
"......"
تحدث إيهيت بثقة، ثم وقف.
وبينما كان الضوء المنبعث من النافذة خلفه، ألقى نظراته الباردة عليّ.
"إذا كنتِ ستنكرين ذلك، فأنا أتوقع منكِ أن تثبتي لي ذلك بأفعالكِ حتى النهاية."
لحظة، اعتقدت أنني رأيت وميضاً حاداً في عينيّ إيهيت.
هل كنت أتخيل؟
وبمجرد أن وقفت لألقي نظرة عن قرب، استدار إيهيت وغادر غرفة الفحص دون أن ينبس ببنت شفة.
**********
بعد أن غادر إيهيت المركز الطبي، الذي هدأ لفترة وجيزة، سرعان ما أصبح صاخباً بالحديث عنه.
"دافلين، ماذا قال لكِ العقيد؟"
"ليس كثيراً، حقاً."
"ولكن بالنظر إلى الطريقة التي اختاركِ بها على وجه التحديد في وقت سابق، فهناك شيء ما."
كان الجميع يستمعون باهتمام إلى المعالج السنيور أوليفر. أنا أيضاً انتظرته حتى يكمل، وأنا أشعر بعدم الإرتياح بعض الشيء.
"يبدو أنه ينوي جعلكِ معالجة خاصة له."
عند كلماته، أطلقت تنهيدة عميقة.
"هل تعتقد ذلك حقاً؟"
"يبدو الأمر كذلك بالتأكيد."
"أنا قلقة بشأن ذلك."
"قلقة؟ أليس هذا أمراً جيداً؟"
"أياً يكن."
على الرغم من أن إيهيت أظهر تصرفاً حاداً بعض الشيء تجاهي، إلا أن شخصيته كانت دائماً تُصوَّر على أنها باردة وصارمة.
بالنسبة لشخص مثله أن يأتي إلى المركز الطبي خصيصاً للتحدث معي، بدا من المحتم أنه لديه بعض الأشياء المتعلقة بي أنا.
"بالمناسبة، في وقت سابق، تلك المحادثة......"
تحول الحديث مرة أخرى إلى خطيبة إيهيت، التي لم يتم الإنتهاء منها. ورغم أن الجميع اعتبروها الآن امرأة محظوظة، إلا أنها في النهاية محكوم عليها بأن تتحمل مصائب لا حصر لها.
'يجب عليّ حقاً أن أتجنب التورط مع إيهيت......'
بينما كنت أستمع إلى المحادثة بينهم، أصبحت غارقة في التفكير.
نعم، إذا تورطت في القصة الأصلية، فسوف يكون الأمر كذلك تماماً معي. من الآن فصاعداً، لا ينبغي لي حتى أن أشعر بالفضول تجاه إيهيت، سواء كان الأمر يتعلق بخطيبته أو أي شيء آخر.
لكن لم يمضي وقت طويل قبل أن أعرف الحقيقة بشأن خطيبة إيهيت سيئة الحظ.
**********
"عمّا تتحدثان؟"
سقطت سلة الفاكهة التي اشتريتها لعائلتي الذين لم أرهم منذ فترة من الوقت من يدي. وتدحرج التفاح الموجود بداخلها على الأرض.
"انظري إلى نفسكِ يا دافلين. لا بد أنكِ مصدومة حقاً."
قال والدي بابتسامة وهو يلتقط التفاح. ربتت والدتي على ظهري برفق بيدها الدافئة وكررت الخبر الصادم.
"دافلين، ستتزوجين!"
كرر والداي حوالي ثلاث عشرة مرة أن زواجاً قد تم ترتيبه لي، تجمدت في مكاني بعدم تصديق. على الرغم من كلمات والديّ المشرقة والمبهجة، إلا أن وجهي أصبح شاحباً بشكل متزايد.
"دافلين؟ أوه، لم أخبرك مِن مَن!"
"إنه من عائلة كلويدين! هل تصدقين؟ لقد قبلنا على الفور!"
"ماذا......؟"
لم أكن مصدومة فحسب، بل كدت أفقد وعيي.
"يبدو أنكِ لم تصدقي بعد. إنها عائلة كلويدين! عائلة كلويدين تلك!"
"......"
شعرت بالدوار.
[رأى شخص ما خادمة من عائلة كلويدين تحمل أوراقاً مربوطة بأغصان زهور جيرارد.]
تذكرت الكلمات التي قالتها مارثا في وقت سابق.
'هل أنا هي الخطيبة؟'
أغمضت عينيّ بقوة، ثم فتحتهما ببطء مرة أخرى. ربت والدي على ظهري، محاولاً تهدئتي.
'خطيبة إيهيت انتهى بها الأمر محطمة وميتة، أليس كذلك؟'
إذا تمت هذه الخطوبة، فسأستقل قطاراً في اتجاه واحد لأدمر نفسي.
"هذه عملية احتيال. لا ترسلا رداً، بالتأكيد لا تفعلا ذلك......"
"لقد أرسلنا الرد بالفعل!"
"ماذا؟ لا، إنها عملية احتيال!"
"جاء معها ضمان من عائلة كلويدين، لذلك فقد أرسلنا بالفعل رداً بالموافقة!"
عندما رأيت والديّ يحتفلان ببراءة بعد قبول العرض دون سؤالي، شعرت وكأنني سأفقد عقلي.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon